اللمع في العربية

تَصْغِير الْأَسْمَاء المبهمة

وَتقول فِي تحقير الْأَسْمَاء المبهمة فِي ذَا ذيا وَفِي تا وذه جَمِيعًا تيا وَفِي تحقير الَّذِي اللذيا وَالَّتِي اللتيا وَفِي ذَاك ذياك وَفِي ذَلِك ذيالك قَالَ الشَّاعِر

(1/218)


(لتقعدن مقْعد القصي ... مني ذِي القاذورة المقلي)
(أَو تحلفي بِرَبِّك الْعلي ... أَنِّي أَبُو ذَيَّالك الصَّبِي) // الرجز //
تَصْغِير غير قياسي

وَقد شَذَّ شَيْء من التحقير لَا يُقَاس عَلَيْهِ
قَالُوا فِي عَشِيَّة عشيشية وَفِي مغرب مغيربان وَفِي إِنْسَان أنيسيان وَفِي الْأَصِيل أصيلان وأبدلوا من النُّون لاما فَقَالُوا أصيلال فاعرف هَذَا وَلَا تقسه

(1/219)


بَاب ألفات الْقطع وألفات الْوَصْل
الألفات فِي أَوَائِل الْكَلم على ضَرْبَيْنِ 57 وظ همزَة قطع وهمزة وصل
فهمزة الْقطع هِيَ الَّتِي يَنْقَطِع بِاللَّفْظِ بهَا مَا قبلهَا عَمَّا بعْدهَا
وهمزة الْوَصْل هِيَ الَّتِي تثبت فِي الِابْتِدَاء وتحذف فِي الْوَصْل لِأَنَّهَا إِنَّمَا جِيءَ بهَا توصلا إِلَى النُّطْق بالساكن لما لم يُمكن الِابْتِدَاء بِهِ فَإِذا اتَّصل مَا بعْدهَا بِمَا قبلهَا حذفت للاستغناء عَنْهَا
همزَة الْقطع

فَكل همزَة وَقعت فِي أول كلمة فَهِيَ همزَة قطع إِلَّا مَا

(1/220)


أستثنيه لَك وَذَلِكَ نَحْو أَخذ وأخد وإصر وَأكْرم وَأصْلح وإطريح وإسنام وأمخاض
همزَة الْوَصْل

وَأما همزَة الْوَصْل فَتدخل فِي الْكَلم الثَّلَاث الِاسْم وَالْفِعْل والحرف فدخولها فِي الْأَسْمَاء فِي موضِعين اسْم غير مصدر وَاسم مصدر
فِي الْأَسْمَاء غير المصادر

فَأَما الْأَسْمَاء غير المصادر فعشرة وَهِي ابْن وَابْنَة وامرؤ وَامْرَأَة وَاثْنَانِ وَاثْنَتَانِ وَاسم واست وابنم وايمن
فِي الْأَسْمَاء المصادر

وَأما الْأَسْمَاء المصادر فَهِيَ كل مصدر ماضيه متجاوز لأربعة أحرف فِي

(1/221)


أَوله همزَة وَذَلِكَ اسْتِخْرَاج وانطلاق واصفرار واحمرار لِأَن الْمَاضِي متجاوز للأربعة وَفِي أَوله همزَة وَذَلِكَ استخرج وَانْطَلق واحمر واصفر فَهَذَا دُخُولهَا 58 وفِي الِاسْم
فِي الْأَفْعَال

وَأما دُخُولهَا فِي الْأَفْعَال فَفِي موضِعين
أَحدهمَا الْمَاضِي إِذا تجاوزت عدته أَرْبَعَة أحرف وَفِي أَوله همزَة فَهِيَ همزَة وصل وَذَلِكَ نَحْو استخرج واقتطع وَاشْترى واستقصى وَانْطَلق واصفر واحمر
وَالْآخر مِثَال الْأَمر للمواجه من كل فعل يفتح فِيهِ حرف المضارعة ويسكن مَا بعده وَهُوَ نَحْو قَوْلك فِي الْأَمر اضْرِب

(1/222)


انْطلق اقتطع لِأَنَّك تَقول يضْرب ويقتطع وينطلق فتفتح حرف المضارعة ويسكن مَا بعده إِلَّا أَنهم قد حذفوا فِي بعض الْمَوَاضِع تَخْفِيفًا فَقَالُوا خُذ وكل وَمر وَقِيَاسه اؤخذ اؤكل اؤمر وَقد جَاءَ ذَلِك فِي بعض الِاسْتِعْمَال
فِي الْحَرْف

وَأما دُخُولهَا الْحَرْف فَفِي مَوضِع وَاحِد وَهُوَ لَام التَّعْرِيف نَحْو الْغُلَام وَالْجَارِيَة وَاللَّام وَحدهَا للتعريف وَالْألف قبلهَا همزَة وصل
حذف همزَة الْوَصْل

وَمَتى اسْتَغْنَيْت عَن همزَة الْوَصْل بغَيْرهَا حذفتها تَقول فِي الِاسْتِفْهَام أبن زيد عنْدك حذفت همزَة الْوَصْل اسْتغْنَاء عَنْهَا بِهَمْزَة الِاسْتِفْهَام قَالَ عبيد الله بن قيس الرقيات

(1/223)


(فَقَالَت أبْنَ قيس ذَا ... وَبَعض الشيب يعجبها) // مجزوء الوافر //
58 - ظ وَتقول فِي الِاسْتِفْهَام أشتريت لزيد ثوبا أستخرجت لَهُ مَالا فتفتح لِأَنَّهَا همزَة الِاسْتِفْهَام قَالَ ذُو الرمة
(أَستحدث الركب عَن أشياعهم خَبرا ... أَم رَاجع الْقلب من أطرابه طرب) // الْبَسِيط //
فَإِن كَانَت الْهمزَة الَّتِي مَعَ لَام التَّعْرِيف لم تحذفها مَعَ همزَة الِاسْتِفْهَام لِئَلَّا يلتبس الْخَبَر بالاستفهام تَقول آلرجل قَالَ ذَاك آلغلام ذهب بك قَالَ الله سُبْحَانَهُ {آلذكرين حرم أم الْأُنْثَيَيْنِ} وَقَالَ {آللَّهُ أذن لكم}

(1/224)


وَقَالُوا فِي الْقسم آللَّهُ لأذهبن فَلم يحذفوها لِأَنَّهَا صَارَت عوضا من وَاو الْقسم
وَقَالُوا فِي النداء يَا ألله اغْفِر لي فأثبتوها لِأَن الْألف وَاللَّام هُنَاكَ بدل من همزَة إِلَه
حَرَكَة همزَة الْوَصْل

وهمزة الْوَصْل أبدا مَكْسُورَة نَحْو اضْرِب اذْهَبْ استخرج ابْن امْرُؤ إِلَّا أَن يَنْضَم ثَالِثهَا ضما لَازِما فتضم هِيَ فَتَقول ادخل اخْرُج انْطلق بزيد اشْترِي لَهُ ثوب وَقَالُوا اغزي يَا امْرَأَة فضموا لِأَن الأَصْل اغزوي وَتقول ارموا فتكسر لِأَن الأَصْل ارميوا
وَألف التَّعْرِيف مَفْتُوحَة وَكَذَلِكَ ألف ايمن لَا غير قَالَ الشَّاعِر

(1/225)


59 -
و (فَقَالَ فريق الْقَوْم لما نشدتهم ... نعم وفريق ايمن الله مَا نَدْرِي) // الطَّوِيل //
فَإِذا ابتدأت قلت ايمنَ الله بِالْفَتْح

(1/226)


بَاب الِاسْتِفْهَام
ويستفهم بأسماء غير ظروف وبظروف وبحروف
فالأسماء من وَمَا وَأي وَكم
والظروف مَتى وَأَيْنَ وَكَيف وَأي حِين وأيان وأنى
والحروف الْهمزَة وَأم وَهل
مَوَاضِع أَسمَاء الِاسْتِفْهَام

وَلكُل وَاحِدَة من هَذِه الْكَلم مَوضِع
ف من سُؤال عَمَّن يعقل
وَمَا سُؤال عَمَّا لَا يعقل
وَأي سُؤال عَن بعض من كل وَتَكون لمن يعقل وَلما لَا يعقل

(1/227)


وَكم سُؤال عَن الْعدَد
وَمَتى سُؤال عَن الزَّمَان
وَأَيْنَ سُؤال عَن الْمَكَان
وَكَيف سُؤال عَن الْحَال
وَأي حِين ك مَتى
وأيان كَذَلِك أَيْضا
وأنى ك أَيْن أَيْضا
تَقول من عنْدك فَجَوَابه زيد أَو عَمْرو أَو نَحْو ذَلِك وَلَا تَقول حمَار وَلَا فرس وَلَا نَحْو ذَلِك
وَإِذا قَالَ مَا مَعَك قلت دَرَاهِم أَو نَحْو ذَلِك
وَإِذا قَالَ أَيهمْ عنْدك قلت مُحَمَّد وَإِذا قَالَ أَي الدَّوَابّ ركبت قلت الْأَشْقَر
وَإِذا 59 ظ قَالَ كم مَالك قلت أَلفَانِ وَنَحْو ذَلِك
وَإِذا قَالَ مَتى جِئْت قلت يَوْم الْجُمُعَة

(1/228)


وَإِذا قَالَ أَيْن كنت قلت عِنْد زيد
وَإِذا قَالَ كَيفَ أَنْت قلت صَالح
وَإِذا قَالَ أَي حِين قُمْت قلت أمس
وَكَذَلِكَ أَيَّانَ انطلاقك فَتَقول غَدا قَالَ الله سُبْحَانَهُ {يَسْأَلُونَك عَن السَّاعَة أَيَّانَ مرْسَاها} أَي مَتى ظُهُورهَا وحلولها
وَقَالَ تَعَالَى {يَا مَرْيَم أَنِّي لَك هَذَا} أَي من أَيْن لَك هَذَا {قَالَت هُوَ من عِنْد الله}
أحرف الِاسْتِفْهَام

وَأما الْهمزَة وَأم فقد تقدم ذكرهمَا فِي بَاب الْعَطف
وَأما هَل فكقولك هَل قَامَ زيد وَهل يقوم جَعْفَر فَجَوَابه نعم أَو لَا وَقد تكون هَل بِمَعْنى قد قَالَ

(1/229)


الله تَعَالَى {هَل أَتَى على الْإِنْسَان حِين من الدَّهْر} أَي قد أَتَى عَلَيْهِ حِين من الدَّهْر قَالَ الشَّاعِر
(سَائل فوارس يَرْبُوع بشدتنا ... أهل رأونا بسفح القف ذِي الأكم) // الْبَسِيط //
أَي قد رأونا
وَاعْلَم أَن من وَمَا وأيا فِي الِاسْتِفْهَام نكرات غير موصولات
أَي معربة وَبَقِيَّة أخواتها مَبْنِيَّة

وَجَمِيع الْأَسْمَاء والظروف المستفهم بهَا مَبْنِيّ لتَضَمّنه معنى

(1/230)


حرف الِاسْتِفْهَام إِلَّا أيا وَحدهَا 60 وفَإِنَّهَا معربة حملا على الْبَعْض أَو الْكل وحركت الْفَاء فِي كَيفَ وَالنُّون من أَيَّانَ وَمن أَيْن لسكونهما وَسُكُون مَا قبلهمَا
إِعْرَاب السُّؤَال وَالْجَوَاب

وإعراب الْجَواب على إِعْرَاب السُّؤَال إِن رفع رفعت وَإِن نصب نصبت وَإِن جر جررت يَقُول من هَذَا فَتَقول زيدٌ فَترفع لِأَن من مَرْفُوعَة بِالِابْتِدَاءِ وَإِذا قَالَ من ضربت قلت زيدا وَإِذا قَالَ بِمن مَرَرْت قلت بزيدٍ فتأتي بِحرف الْجَرّ لِأَن حرف الْجَرّ لَا يضمر

(1/231)


بَاب مَا يدْخل على الْكَلَام فَلَا يُغَيِّرهُ
وَهُوَ كل مَا دخل على الِاسْم وَالْفِعْل جَمِيعًا وَذَلِكَ إِنَّمَا وكأنما ولكنما وليتما ولعلما وَإِذ وَإِذا وَهل وهمزة الِاسْتِفْهَام وَجَمِيع الظروف المستفهم بهَا إِذا كَانَت ملغيات غير مستقرات
تَقول إِنَّمَا قَامَ زيد وَإِنَّمَا زيد أَخُوك وكأنما أَخُوك الْأسد ولكنما جَعْفَر منطلق ولعلما أَنْت حالم
ليتما

وَأما ليتما خَاصَّة فَإِن جعلت مَا فِيهَا كَافَّة بَطل عَملهَا وَإِن جَعلتهَا زَائِدَة للتوكيد لم يتَغَيَّر نصبها تَقول ليتما أَخُوك

(1/232)


قَائِم وَإِن شِئْت ليتما أَخَاك قَائِم 60 ظ وينشد بَيت النَّابِغَة على وَجْهَيْن بِالرَّفْع وَالنّصب
(قَالَت أَلا ليتما هَذَا الْحمام لنا ... إِلَى حمامتنا وَنصفه فقد) // الْبَسِيط //
وَتقول قُمْت إِذْ زيد جَالس وأقوم إِذا قعد مُحَمَّد وَتقول أَيْن زيد قَائِم وَقَائِمًا وَكَيف زيد جَالس وجالسا إِن جعلت أَيْن وَكَيف لَغوا رفعت الْخَبَر وَإِن علقتهما بِمَحْذُوف وجعلتهما مُسْتَقرًّا نصبت قَائِما وجالسا على الْحَال
وَإِذا قلت مَتى زيد قَائِم رفعت قَائِما الْبَتَّةَ لِأَن مَتى ظرف زمَان وظروف الزَّمَان لَا تكون أَخْبَارًا عَن الجثث وَلَكِن لَو قلت مَتى انطلاقك سريع وسريعاً فَرفعت أَو نصبت كَانَ مُسْتَقِيمًا لِأَن الانطلاق حدث وظروف الزَّمَان تكون أَخْبَارًا عَن الْأَحْدَاث

(1/233)


بَاب الْحِكَايَة
إِذا استفهمت ب من عَن الْأَعْلَام والكنى فَإِن شِئْت رفعت على الظَّاهِر وَإِن شِئْت حكيت الْإِعْرَاب إِذا قَالَ رَأَيْت زيدا قلت من زيد وَإِن شِئْت قلت من زيدا وَإِذا قَالَ مَرَرْت بزيد قلت من زيد وَإِن شِئْت من زيدٍ وَإِذا قَالَ لقِيت أَبَا مُحَمَّد 61 وقلت من أَبُو محمدٍ وَإِن شِئْت من أَبَا مُحَمَّد
وَلَو قَالَ رَأَيْت أَخَاك أَو كلمت غلامك أَو نَحْو ذَلِك لرفعت فَقلت من أَخُوك وَمن غلامك لِأَن أَخَاك وغلامك ليسَا علمين وَلَا كنيتين

(1/234)


فَإِن عطفت فَقلت وَمن زيد أَو فَمن زيد رفعت مَعَ الْعَطف الْبَتَّةَ
فَإِن سَأَلت ب من عَن نكرَة حكيت الْإِعْرَاب فِي من نَفسهَا إِذا قَالَ رَأَيْت رجلا قلت منا وَإِذا قَالَ جَاءَنِي رجل قلت منو ومررت بِرَجُل قلت مني وَجَاءَنِي رجلَانِ فَتَقول منان وَعِنْدِي امْرَأَة فَتَقول مِنْهُ وَعِنْدِي امْرَأَتَانِ فَتَقول منتان وَرَأَيْت رجلَيْنِ فَتَقول منين ومررت بامرأتين فَتَقول منتين وَعِنْدِي رجال فَتَقول منون مَرَرْت بنساء فَتَقول منات
فَإِن وصلت أسقطت الْعَلامَة من الْجَمِيع فَتَقول إِذا قَالَ رَأَيْت نسَاء أَو كلمني نسَاء أَو مَرَرْت بِامْرَأَة أَو كلمني رجل من يَا فَتى فِي هَذَا كُله
وَإِذا سَأَلت ب أَي أعربتها فِي الْوَصْل وَالْوَقْف يَقُول

(1/235)


جَاءَنِي رجل فَتَقول أَي يَا فَتى وَلَقِيت امْرَأَة 61 ظ فَتَقول أَيَّة ومررت برجلَيْن فَتَقول أيين وَلَقِيت نسَاء فَتَقول أيات يَا فَتى

(1/236)


بَاب الْخطاب
إِذا خاطبت إنْسَانا فَاجْعَلْ أول كلمة للمذكور الْغَائِب وَآخِرهَا للحاضر الْمُخَاطب تَقول إِذا سَأَلت رجلا عَن رجل كَيفَ ذَلِك الرجل يَا رجل فَإِن سَأَلته عَن امْرَأَة كَيفَ تِلْكَ الْمَرْأَة يَا رجل وَإِن سَأَلته عَن رجلَيْنِ كَيفَ ذَانك الرّجلَانِ يَا رجل وَعَن امْرَأتَيْنِ كَيفَ تانك الْمَرْأَتَانِ يَا رجل وَعَن رجال أَو نسَاء كَيفَ أُولَئِكَ الرِّجَال أَو النِّسَاء يَا رجل

(1/237)


وَإِذا سَأَلت رجلَيْنِ عَن رجل قلت كَيفَ ذلكما الرجل يَا رجلَانِ وَعَن امْرَأَة كَيفَ تلكما الْمَرْأَة يَا رجلَانِ وَعَن رجلَيْنِ كَيفَ ذانكما الرّجلَانِ يَا رجلَانِ وَعَن امْرَأتَيْنِ كَيفَ تانكما الْمَرْأَتَانِ يَا رجلَانِ وَكَذَلِكَ مَا أشبه هَذَا
وَتقول قبضت ذَيْنك الدرهمين واستوفيت تينك الْمِائَتَيْنِ وَهل حصلت عندكما تانكما الجاريتان وَمَتى تقبضن ذينكن الْأَلفَيْنِ يَا نسْوَة قَالَ الله سُبْحَانَهُ {فذلكن الَّذِي لمتنني فِيهِ} وَقَالَ تَعَالَى {ألم أنهكما عَن تلكما الشَّجَرَة} فاعرف وَقس

(1/238)