المفتاح في الصرف

[التصريف] اعلمْ أنَّ التصريفَ "تَفْعيلٌ " مِنَ الصَّرْفِ، وهو أنْ تُصرِّفَ الكلمةَ المُفْرَدَةَ (1) ، فَتَتَوَلَّد منها ألْفَاظ مُخْتَلِفَةٌ، ومعانٍ مُتَفَاوِتَة.
__________
(1) حاشية: (قيد بكلمة "المفردة" احترازاً عن المركّب، لأن "خمسة عشر" مثلاً لا يَتَصرفُ إلى التثنية والجمع، وكذا: غلام زيد) .
عَدَّ الفارسي التغيير الذي يلحق ذوات الكلم وأنفسها - يعني التغيّر في أبنية الكلمة أو التصريف - عدَّه من النحو. (التكملة 3) =

(1/26)


الكَلِمُ مُرَكَبٌ مِنَ الحُروفِ البَسيطةِ بِمُرَاعاةِ الوَلاءِ بين ترتيبِ حُروفِهِ، وإلاَّ صَارَ "مُلْكاً" بآلقَلْبِ المُسْتَوِي (2) .
ثُمَّ إِنَّه مُشْتَرك بين الأسْمَاءِ والأفْعالِ في الصِّحَّةِ والإعْلالِ، والقَلْبِ، والإِبْدالِ، والوَزْنِ، والتَّمْثِيلِ. وهُوَ أنْ تقَابِلَ حُرُوفَ الكَلِمَةِ الثلاثِيَةِ (3) : بِالفَاءِ، والعَيْنِ، وَآللامِ، وتُكَرِّرَ اللاَّمَ فِي الرُّبَاعِيِّ مُطْلَقاً (4) ، وَكَذَا فِي الاسْمِ الخُمَاسِيِّ، إِذْ لاخُمَاسِيَّ فِي الفِعْلِ لِثَقَلِهِ أصْلِيًّا (5) ، وَفِي
__________
= وذكر ابن جني أنّ علم التصريف ميزان العربية، وبه تعرف أصول كلام العرب من الزوائد الداخلة عليها، ولا يوصل إلى معرفة الاشتقاق إلا به. (المنصف 1 / 2) . وذكر في موضع لاحق أن التصريف إنما هو أنْ تجيء إلى الكلمة الواحدة فتصرفها على وجوه شتى. (نفسه 1/3) .
وذكر ابن الحاجب أن التصريف علم بأصول تُعْرَف بها أحوال أبنية الكلم التي ليست بإعراب. (شرح الشافية 1 / 1) . وذكر ابن عصفور أنه كان ينبغي أن يقَدَّم علم التصريف على غيره من علوم العربية، إذ هو معرفة ذوات الكلم في أنفسها من غير تركيب. (الممتع 1 / 30، والتصريف الملوكي 18 - 19) .
(2) حاشية: (فالقلب المُسْتوي: أن يكون حروفُ الثاني مثلَ حروف الأول، مثاله في قوله تعالى: *وربك فكبر*) .
(3) حاشية: وإنما قال: الثلاثية، لأنَّ الاسم والفعل لا يكونان أقَلَ من ثلاثة أحرف، حرف يُبدأ به، وحرف يُوقف عليه، وحرف يُفرق به بين الابتداء والوقف. وأما "أب وأخ وَيدّ ودَمً " [فقد] كان أصلها: أبَو، وأخَو، ويَدَيٌ ودَمَي) . وانظر ما ذكره ابن جني في باب الاصلي والزائد (المنصف 1 / 11) . وانظر شرح الشافية 1 / 7 - 9.
(4) حاشية: (أيْ في الاسم والفعل) . انظر المنصف 1 / 24، 25.
(5) حاشية: (قيد بالأصلي: فإنَّ المنشعبة في الخماسية تكون على غير الأصلي. وإنما نقصت الأفعال من الأسماء بدرجةٍ لثقلها، وخفة الأسماء) . وانظر في هذا تعليل المازني وابن جني (المنصف 1 / 28) .

(1/27)


[و 2]
آلمُنْشَعِبَةِ بِمِثْلِهَا (6) ، إلا: اضْطَرَبَ / وازْدَجَرَ، فَوَزْنُهُمَا " افْتَعَلَ " بِالتَّاءِ لا بالطَّاءِ والدَّالِ (7) فَنَقُولُ: ضَرَبَ على وَزْنِ "فَعَلَ " وبنائِهِ وَوِزَانِهِ، ودَحْرَجَ مِثَالُ "فَعْلَلَ "، وسَفَرْجَلٌ "فَعَلَّلٌ " بِتَشْدِيدِ اللاَّمِ الأوْلى، وَأخْرَجَ مِثَالَ "أفْعَلَ ".
وفي البدَلِ مِنَ الأصْلِ جَازَ فِيْهِ المِثَالاَنِ، فَمِثْلُ كِسَاءٍ: "فِعَالٌ أوْ فِعَاءٌ "، أصْلُهُ "كِسَاو" قُلِبَتْ الوَاوُ هَمْزَةً لَتَطَرُّفِهَا.
__________
(6) يعني بالمنشعبة: المزيدة على الأصول الثلاثية أو الرباعية، و"بمثلها": أي نزيد في الميزان "فعل " ما زاد في الكلمة على الأصول وفي ترتيبها وحركاتها.
(7) انظر شرح الشافية 1 / 10. ويرى رضي الدين الأستراباذي أنّ وزن هذين الفعلين وما يماثلهما "إفْطَعَلَ وَافْدَعَلَ لا افتعل، أي أنه يرى إثبات الحرف المزيد نفسه في الميزان. (شرح الشافية 1 / 18) .

(1/28)


[أبْنِيَةُ الأسْمَاء"]
أبْنِيَةُ الأسْمَاءِ: ثُلاثِي، وَرُبَاعِي، وخُمَاسِيٌّ.
فَلِلثُّلاثِيِّ عَشَرَةُ أبْنِيَةٍ، والقِسْمَةُ تَقْتَضِي اثْنَيْ عَشَرَ بِنَاءً (1) ، سَقَطَ (2)
__________
* مذهب سيبويه والجمهور أنّ الرباعي والخماسي من الأسماء صنفان مستقلاّن غير الثلاثي، وقال الفراء والكسائي: بل أصلهما الثلاثي، فالرباعي فيه حرف زائد، والخماسي فيه حرفان زائدان. (التصريف الملوكي 29 - 30، الإنصاف م 114، شرح الشافية 1 / 47) .
(1) في الأصل: "اثني عشرة أبنية".
ويقابلها حاشية: (لاستثقال الخروج من الكسرة إلى الضمَّة، ومن الضمَّة إلى الكسرة، ولا يوجد هذان - في الأصل "هذين "، وهو تحريف، - في كلامهم إلا نادراً) .
(2) حاشية: (وفي الحقيقة اثنا عشر بناءً، وذلك أنّ للفاء ثلاثة أحوال، وهي: الفتحة والضمة والكسرة. وللعين أربعة أحوال: الفتحة والضمة والكسرة والسكون، فهذه ثلاثة في أربعة فيكون اثني عشر بناء. فنبدأ بالفاء المفتوحة فنصرفها في الأربعة الأوجه في العين، فيخرج: فَعْلَ، فَعَلَ، فَعُلَ، فَعِلَ؟ فهذه أربعة. وبضمّ الفاء ونصرفها في الأربعة الأوجه في العين، فيخرج: فُعْل، فُعُل، فُعَل، فُعِل، فهذه أربعة أخرى. وبكسر الفاء ونصرفها في الأربعة الأوجه في العين , فيخرج: فِعْل، فِعِل، فِعَل، فِعُل. فهذه اثنا عشر بناء، إلا أنّ المستعمل عشرة، والباقي مهمل، وهما: فُعِل وفِعُل. من نزهة الطرف) .
(انظر نزهة الطرف للميداني 5 - 6) .

(1/29)


"فِعُل " بِكَسْرِ الفَاءِ وضَمِّ العَيْنِ، و"فُعِل " بِضمِّ الفَاءِ وَكَسْرِ العَيْنِ، وقَدْ جَاءَ حِبُك ودُئِل (3) ، وهُمَا نَادِرَانِ، فَلا يَكُونَانِ أصْلاً في الوَزْنِ.
فَالعَشَرَة الأبْنِيَة في الاسْمِ وَالصِّفَةِ، على:
[1]- فَعْل: كَلْبٌ فِي الاسْمِ، وَسَهْلٌ فِي الصِّفَةِ.
__________
(3) الحِبُك: اسم ... ، الدُئِل: النبت الذي. . . (حاشية) . هكذا في الحاشية، ولم أستطع تَبَيُّن بعض الكلام.
وأقول: الدُئِل: دويبة صغيرة كالثعلب شبيهة بابن عرس، أو اسم حيٍّ من كنانة. (اللسان / دأل) . والحِبُك: جمع حَبِيكَة، وهي طرائق النجوم ومسالكها. (اللسان / حبك) .
و"حِبُك " بكسرٍ فضّمٍ قراءة أبي السمّال. (أوضح المسالك لابن هشام 3/ 303) .
"الحِبُك " عدها ابن جني قراءة أبي مالك الغفاريّ، وقال: "وأما "الحِبُك " بكسر الحاء وضمِّ الباء فأحسبه سهواً، وذلك أنه ليس في كلامهم "فِعُل " بكسر الفاء وضمّ العين، وهو المثال الثاني عشر من تركيب الثلاثي، فإنَه ليس في اسم ولا فعل أصلاً والبتّة. أو لعلّ الذي، قرأ به تداخلت عليه القراءتان بالكسر (الحِبِك) والضمّ (الحُبُك) 0 (المحتسب 2 / 287) .
وقال الرضي: "والحِبُك " - إنْ ثَبَتَ - فعلى تداخل اللغتين في حرفي الكلمة. (شرح الشافية 1 / 35، 39) . أما المُبَرّد فذكر أنه لم يأت في كلام العرب على هذين الوزنين. (المقتضب 2/90، 203) .
فنرى أنّ الرضيّ شكّك في ثبات ورود "الحِبُك " عن العرب.
وانظر تفصيلاً حول الوزنين في: أوضح المسالك 3/ 303، شرح التصريح 2 / 355، وشرح الأشموني - بحاشية الصبّان 4 / 238؛ وزادوا على وزن "فُعِل ": رُئِم: اسم للاست، ووُعِل: لغة في الوعل، (وانظر شرح الشافية 1 / 36) .
وذكر سيبويه أنه ليس في الأسماء والصفات على هذين الوزنين (سيبويه 4 / 244) . فوزن "فُعِل " خاصّ للفعل الذي لم يُسمَّ فاعله (نزهة الطرف 6، شرح التصريح 2 / 355، شرح الأشموني 4 / 239) . ولم يأت وزن "فِعُل " لأنَّهم كرهوا الانتقال من الكسرة إلى الضمة، لأنهما ثقيلتان. (شرح التصريح 2 / 355) .

(1/30)


[2]- وفَعَل: كَفَرَسِ فِي الاسْمِ، وحَسَن فِي الصِّفَةِ.
[3]-وفَعُل: كَرَجُل في الاسْمِ، ونَطُق فِي الصِّفَةِ.
[4]- وفَعِل: كَكَبِد فِي الاسْمِ، وحَذِر فِي الصِّفَةِ.
[5]-وفُعُل: كعُنُق في الاسْمِ، وجُنُب فِي الصِّفَةِ.
[6]- وفُعَل: كصُرَد (4) في الاسم، وخُتَع (5) في الصفة.
[7]-[وفُعْل: كقُفْل وبُرْد وقُرْط في الاسم، وحُلْوٌ ومُر في الصفة] (6)
[8]- وفِعْل: كحِمْل في الاسم، ونقْض في الصفة.
[9]- وفِعِل: كإِبِل في الاسم، وإِبِد (7) في الصفة.
__________
(4) الصرَد: الطائر (حاشية) . وهو طائر فوق العصفور يصيد العصافير، لا يؤكل لحمه، نهى النبي (ص) عن قتله، وهو طائر أبقع ضخم الرأس ضخم المنقار، يصرصر كالصقر (اللسان / صرد) .
أقول: لعلَّه هو الذي يطلق عليه في بعض مناطق فلسطين "الصقيري " بترقيق الصاد والقاف. (5) خُتَع: أي الماهر بالدلالات (حاشية) .
وفي اللسان / ختَع: حاذق بالدلالة ماهر بها، والسريع المشي الدليل.
(6) زيادة يقتضيها تمام المعنى. (انظر سيبويه 4 / 242 - 243) .
(7) الإبِد: الوَلود من أمَةٍ أو أتان (حاشية) .
وذكر سيبويه أنه لا يعلم على هذا المثال من الأسماء والصفات غيره (سيبويه 4/ 244) . وقد استدرك عليه بعض النحويين، فذكروا من الأسماء: إِطِل، ووِتِد ومِشِط، وحِبِر، ودِبِس، وعِبِل (اسم بلد) . ومن الصفات: بِلِز (ضخمة) ، وخِطِب نِكِح. (وهذه جميعها مختلف فيها) .
(ابن خالويه - ليس في كلام العرب ص 14، عن عبد السلام هارون - هامش 4 سيبويه 4 /244، وانظر شرح الأشموني 4 / 240) .
وقال الميداني: "هذا البناء عزيز جداً ". (نزهة الطرف 6) .

(1/31)


[10]- وفِعَل: كعِنَب في الاسم، وسِوَى (8) في الصفة. وللرباعي خمسةُ أبنية في الاسم والصفة، على:
[1]-فَعْلَل: كثَعْلَب في الاسم، وسَهْلَبْ (9) في الصفة.
[2]- وفِعْلِل: كزِبْرِج (10) في الاسم، وخِزْمِل (11) في الصفة.
[3]- وفِعْلَل: كدِرْهَم في الاسم، وهِجْرَع (12) في الصفة.
[4]- وفُعْلُل: كبُرْثُن (13) في الاسم، وجُرْشع (14) في الصفة.
[5]- وفِعَلّ: كَقِمَطْر (1) في الاسم.
__________
(8) وسُوَى: أي عَدْل، ووسط بين الفريقين. (حاشية) .
قال سيبويه في هذا الوزن (فِعَل) : ولا نعلمه جاء صفة إلا في حرف من المعتل يوصف به الجماع (الجمع) ، وذلك قولهم: قومٌ عِدىً، ولم يكسّر على عِدىً واحد، ولكنه بمنزلة السفْر والرَكب. (سيبويه 4 / 244) .
فهو اسم جمع. وذكر غيره: زِيَم (متفرق) ، و (دِيناً قِيَماً) على قراءة، ورجل رِضىً، وماء رِوىً، وماء صِرىً، وسَبْي طِيَبَة، مذكرها طِيَب كعِنَب. (وانظر شرح الأشموني 4/240)
(9) من الخيل: الفرس الطويل. (حاشية) . وذكر سيبويه أنه لا يعلم هذا المثال جاء وصفاً. (سيبويه 4 / 277) .
(10) الزَبْرِج - بالكسر- الزينة، ويقال: الزَبْرِج: الذهب، والزبْرِج أيضاً: السحاب الرقيق فيه حمرة (حاشية) .
(11) أي:المرأة الحمقاء (حاشية) . ومثلها: الخِرْمِل - بالراء المهملة - بالمعنى نفسه.
وفي شرح الأشموني 4 / 246: خِذْعِل - بالذال المعجمة -. وفي اللسان: خِزْعِل وخِذْمِل وخِرْمِل. وحِرْمِل بالمهملتين (شرح التصريح 2 / 355) .
(12) الطويل (حاشية) . وفي شرح الأشموني 4 / 246: هِبْلَع للأكول.
(13) البُرْثُن: السّباع - هكذا في الأصل - (حاشية) . والرثُن: واحد البراثن للسباع كالمِخْلب. (14) أي الإبل العظيم (حاشية) . أو الطويل من الجمال.
(15) ما تصان فيه الكتب (حاشية) . ومثله: فِطَحْل. وصفة: كسِبَطْر، وجمل قِمَطْر (شديد) ، ويوم قِمَطْر. (شرح الأشموني 4 / 246 - 247) .

(1/32)


وزاد الأخفش (16) بناءً / سادساً، وهو " فُعْلَل ".كجُنْدَب.
وللخماسي أربعةُ أبنية في الاسم والصفة، على:
[1]- فِعْلَلّ: كقِرْطَعْب (17) في الاسم، وجِرْدَحْل (18) .
[2]-وفَعْلَلِل: كقَهْبَلِس في الاسم، وجَحْمَرِش (19) في الصفة.
__________
(16) هو أبو الحسن سعيد بن مسعدة الأخفش الأوسط (ت 215 هـ) . وفي شرح التصريح: وزاد الأخفش والكوفيون هذا الوزن (2: 356) .
وفي شرح الأشموني 4 / 247: جُخْدَب: ذَكَرُ الجراد، (وانظر التصريف الملوكي 26، شرح الشافية 1 / 48) .
وذكره سيبويه أيضاً (4/ 277) ، ومثل له من الأسماء: عُنْدَد وسُرْدَد وعُنْبَب، ومن الصفات: قُعْدَد ودُخْلَل. وانظر ما بين البصريين والكوفيين من خلاف حول أصالة هذا البناء (نزهة الطرف 7، شرح الأشموني 4 / 247) .
انظر هذا الباب في المنصف 1 / 24 - 28، وذكر أن الذي حكاه الأخفش هو جُخْدَب لا جُندب، وأضاف أنّ الذي رواه الناس غيره "جُخْدُب " بالضم، وحكى غيره "بُرْقع وبُرْقَع وطُحْلُب وطْحْلَب. . . "، وذكره أبو عليّ الفارسيّ ومثّل له بكلمة بُرْقَع. (التكملة 229) ، وقد شكك ابن الحاجب في ثبوت جُخْدَب بفتح الدال. (شرح الشافية 2 / 362 - 363) .
(17) في الأصل "قرطب "، وهو تحريف، صوابه في سيبويه 4 / 302، نزهة الطرف 7، والتصريف الملوكي 28، والممتع 1 / 0 7، وشرح الأشموني 4 / 248، وهو الشيء الحقير التافه.
(18) الجِرْدَحْل: الضخم من الإبل.
(19) القَهْبَلِس والجَحْمَرِش: العجوز الكبيرة، وقيل: القَهْبَلِس: رأس الذكر أو حشفته، والجَحْمَرِش: ماء. (حاشية) .
أقول: والقَهْبَلِس: المرأة العظيمة أيضاً (شرح التصريح 2 / 356) . وفيه: أنّ الجَحْمَرِش قد تكون الأفعى العظيمة.
قال سيبويه عن وزن "فَعْلَلِل ": ولا نعلمه جاء اسماً، وعد قَهْبَلِس صفة. (سيبويه 4 / 302، والممتع 1 / 70) .

(1/33)


[3]-[وفَعَلَّل: كسَفَرْجَل وفَرَزْدَق آسماً، وسَمَهْدَر صفةً] (20) .
[4]-[وَفُعَلِّل: مثل: قُذَعْمِل آسماً (للجملِ الضخمِ) ، وخُبَعْثِن (للجمل الضخم) صفة] (21) .
وحُكِيَ بناء خامسٌ، وهو: فُعَلْلَل: كهُمَيْسَع (22) .
ولا يتوالى في كلام العرب أربعة أحرف متحركات، إِلاَّ أنْ يكونَ
__________
(20) زيادة يقتضيها تمام المعنى. (سيبويه 4 / 301) ، ولم يذكر سيبويه "سَمَهْدَر"، بل ذكر من الصفات: شَمَرْدَل، وهَمَرْجَل، وجَنَعْدَر، (وانظر التصريف الملوكي 28، والممتع 1 / 70) .
(1 2) زيادة يقتضيها تمام المعنى (انظر سيبويه 4 / 302) التصريف الملوكي 29، التكملة 229، نزهة الطرف 7، شرح الأشموني 4 / 248) .
(22) الهُمَيْسَع: الرجل القويّ (حاشية) .وفي اللسان: الهَمَيْسَع - بفتح الهاء، على وزن سَفَرْجَل، وفي نزهة الطرف (7) : ذكر البناء الخامس الزائد أنه "فُعْلَلِل " مثل هُنْدَلِع - اسم بقلة - وقد ذكره ابن جني وقال: لم يذكره سيبويه (المنصف 1 / 31) ، وقال: وهذا يجوز أن يكون "فنْعَلِلاَ" فيكون ملحقاً. (التصريف الملوكي 29) . وذكر أبو علي الفارسي أنّ الذي زاده هو ابن السراج، وقال الأشموني: والصحيح أن نونه زائدة، (التكملة 230، وشرح الشافية 1 / 49، وشرح الأشموني 4/ 249) .
وأقول: الصواب ما جاء في المخطوطة، أمّا ما جاء في اللسان فغير صحيح، لأنَه لو كان بفتح الهاء لما كان الوزن الخامس المقصود، ولكان تابعاً لبناء مثال سَفَرْجَل - فَعَلَّل -، وذكر ابن عصفور أنّ بعض النحويين زادوا وزن "فِعّلِل " نحو "صنبِر"، والصحيح أنه لم يرد في كلامهم إلا في الشعر. (الممتع 1 / 71) .
وفي هـ (2) في كتاب الممتع 1 / 71: أنّ الذي زاد هذا البناء هو الزبيدي.

(1/34)


محذوفاً منه شيء (23) ، نحو: هُدَبِد، وعُلَبِط، وجَنَدِل، والأصلُ: هُدَابِد (24) ، وعُلاَبِط (25) ، وجَنَادِل (26) .
***
__________
(23) ذكر سيبويه والرضي أنه لا يتوالى في كلامهم أربعة متحركات في كلمة، وقال الرضي: ألا ترى إلى تسكين لامِ نحو"ضرَبْتِ " لما كان التاء كجزء الكلمة، ولذا فإنكَّ لا ترى " فُعَلِل " إلا ويروى فيه "فُعَالِل ". وذكرا أمثلة عليها: هُدَبد، عُلَبِط، دُوَدِم، عُجَلِط، وعُكَلِط. (سيبويه 4 / 289، المقتضب 1 / 68، شرح الشافية 1 / 49، وانظر الممتع 1 / 68 - 69) .
(24) الهُدَابِد: اللبن الخاثر (حاشية) . والهُدَبِد: الخفَش، ورجل هُدَبِد: ضعيف البصر (اللسان / هدبد) .
(25) العُلاَبِط: الضخم الغليظ، والقطيع من الغنم (حاشية) .
(26) الجنَادِل: الحجارة، والجُنَدِل - بفتح النون وكسر الدال - الموضع فيه حجارة (حاشية) . وجُدَل: أي ضرب من الجراد (حاشية) . ولم أجد هذا المعنى الأخير في اللسان.

(1/35)


[أبْنِيَةُ الأفْعَال]
أبنيةُ الأفعالِ: ثلاثيٌّ ورباعيٌّ.
فالثلاثيُّ ُّينقسمُ على سبعة أبوابٍ، وهي:
الصحيحُ (1) والمضاعفُ، والمهموزُ، والمثالُ، والأجْوَفُ، والناقصُ، واللَّفيفُ.
[فصل] : فالثلاثيِّ ثلاثةُ أبنيةٍ: فَعَلَ، وفَعِلَ، وفَعُلَ (2) .
أمّا بفتحِ العينِ: فمضارعُه (3) "يَفْعِلُ "، متعدياً ولازماً، كضَرَبَ يَضْرِبُ، وجَلَسَ يَجْلِسُ، ونَفَرَ يَنْفِرُ (4) ، وعَثَرَ يَعْثِرُ (5) .
ويجيءُ على "يَفْعَلُ " بالفتح، ما كان عَيْنُهُ أو لامُهُ حرفاً من حروف الحَلْقِ وهي الهمزةُ والهاءُ والحاءُ والخاء (6) والعينُ والغينُ، كسَألَ يَسْألُ،
__________
(1) يقصد به المصنف ما يعرف بالصحيح السالم من التضعيف والهمز، بقرينة ذكر المضاعف والمهموز بعده.
وقد أدخل ابن يعيش المهموز ضمن الصحيح. (شرح الملوكي 38 وما بعدها) .
(2) أنظر المنصف 1 / 20.
(3) في الأصل: "فما ضارعه " وهو تحريف.
(4) في الأصل: "نصر ينصر" وهو تحريف.
(5) عثر: يعثُرُ بالكسر والضم لغتان، بمعنى زلّ وكبا. وقيل إنّ كسر عين المضارع في "فَعل " وضمها سواء في ما لا يعرف، وأنّ أحدهما ليس أولى من الأخر. (شرح الملوكي 38 - 39) .
(6) سقطت من الأصل.

(1/36)


وقرأَ يَقَْرأُ، ووَهَبَ يَهَبُ، وسَنَحَ يَسْنَحُ (7) ، وسَلَخَ يَسْلَخُ، ومَنَعَ يَمْنَع، وطَغَى يَطْغَى، ونَحْوُ: نَكَحَ يَنْكِحُ، ودَخَلَ يَدْخُلُ، ووَعَدَ يَعِدُ، وصَبَغَ يَصْبُغُ، لا تقاسُ فتحتُهُ. وأبَى يَأبَى شَاذ (8) ، ورَكَنَ يرْكَنُ، لغةٌ متداخلةٌ، ماضِيهِ من: رَكَنَ يَرْكُنُ، ومضارِعُهُ من: رَكِنَ يَرْكَنُ (9) . [ويجيء على "يفعُل " بالضمّ متعدياً ولازماً، مثل: قَتَل يَقْتل وخَرَج يخرُج] (10) .
وأمّا "فَعِلَ " بكسرِ العينِ، فمضارعُهُ بالفتح، كعَلِمَ يَعْلَمُ، وسَمِعَ يَسْمَعُ، وفَرِحَ يَفْرَحُ. وبالكسرِ: كحَسِبَ يَحْسِبُ، ونَعِمَ يَنْعِمُ، وَيئِسَ يَيْئِسُ (11) ، على أنَّ الفتحَ لغة فيهنَّ. ونحوُ: / وَمِقَ يَمِقُ (12) ، وَوَفِق يَفِقُ، [و 3]
__________
(7) سَنَح الظبي: إذا مر من يسارك إلى ميامنك، - الصحاح - (حاشية) .
(8) ذكره ابن الحاجب والرضي، وقال بعضهم: إنما ذلك لأنّ الألف حلقية. وعَلق الرضّي بقوله: وليس بشيء. (شرح الشافيه 1 / 123) .
(9) رَكَن بفتح الكاف مضارعه يَرْكَن بفتحها أيضاً.
وفيه لغتان أخريان: ركِن يركَن: بكسر الكاف في الماضي وفتحها في المضارع.
ورَكُن يَرْكُن بضهما في الماضي والمضارع.
وذكر الميداني أنّ "رَكَن يَرْكَن " رواها أبو عمرو. وقال: هو من اللغة المتداخلة، يعنون أنّ رَكَن يَرْكُن ورَكِن يَرْكَن لغتان، ثم أخذوا الماضي من أحدهما والمستقبل من الأخر، فقالوا: "رَكَن يَرْكَن ". وزاد بعضهم قَلَى يَقْلَى إذا أبغض، وفي لغة طيىء: بَقَى يَبْقَى وفَنَى يَفْنَى. (نزهة الطرف 8، وانظر شرح الشافية 1 / 114 - 115، 123 - 125) .
(10) زيادة لإتمام المعنى، لأن باب "فعل يفعُل " كثير الاستخدام في الأفعال الثلاثية.
(11) أضاف الرضي يَبِس يَيْبِس، فتكون أربعة أفعال. (شرح الشافية 1 / 135) .
(12) وَمِق: أحَب، ومثلها: وَرِثَ ووَرِمَ ووَثقَ ووَليَ.
"أمّا وَبِقَ يَبِق، ووَرِيَ الزندُ يَرِي، فقد جاء في ماضيهما الفتح: نحو: وَبَقَ ووَرَيَ. =

(1/37)


ووَرِعَ يَرعُ، لم يُرْوَ فيها الفتحُ. ونحو: فَضِلَ يَفْضُلُ، يُرْوَى فيها الضمُّ، وهو شاذ (13) .
وأمّا "فَعُلَ "، بضمِّ العينِ، فمضارعه بالضمِّ لا غير (14) ، كـ: كَرُمَ يَكْرُمُ، وشَرُفَ يَشْرُفُ، ولا يتعدَّى في هذا الباب إلا قَوْلُهُمْ: رَحُبَتْكَ الدَّارُ (15) .
__________
= وأمّا: وَسِع يَسَع ووَطِىءَ يَطَأُ، فقالوا: هما في الأصل فَعِل يَفْعِل، إلا أنهم ردّوهما إلى الفتح لمكان حرف الحلق ". (نزهة الطرف 9) .
وذكر ابن عصفور أنّ هذه الأفعال التي ماضيها فَعِلَ ومضارعها يَفْعِلُ - بكسر العين فيهما - شاذة، وأضاف إليها: وَعِم يَعِم - بمعنى: قال انعمي، - و: وَغِمَ يَغِمُ - بمعنى حَقَد-، و: وَحِرَ يَحِر- بمعنى حَقَد ووَغَرَ-، و: وَغِرَ يَغِرُ. وعلق على:
وَسِعَ يَسَعُ ووَطِىءَ يَطَأ كتعليق الميداني في نزهة الطرف / 9.
(الممتع 1 / 176 - 177، وانظر شرح الشافية 1 / 135 - 136، المزهر 2 / 37 - 38) .
(13) في القاموس المحيط: "وأما فَضِلَ كعَلِمَ يَفْضلُ كيَنْصُرُ فمركبة منهما".
وذكر ابن عصفور هذا الفعل وعده شاذّاً أيضاً، وأضاف إليه: نَعِمَ يَنْعُمُ، وحَضِرَ
يَحْضُرُ، ومِتَ تَمُوتُ - في لغة من يكسر الميم، ودِمْتَ تَدُومُ. (الممتع 1 / 177) .
أما ابن الحاجب فعد فَضِلَ يَفْضُل ونَعِمَ يَنْعُمُ من التداخل، وأضاف الرضيّ ما ذكره
ابن عصفور. (شرح الشافية 1 / 136) .
(14) ذكر الرضي أنّ فَعُل يَفْعُلُ قياس لا ينكسر إلا في كلمة واحدة وهي كُدْتَ - بالضمّ -
تَكَادُ - بالفتح - وهو شاذّ. المنصف 1 / 189، وشرح الشافية 1 /38 1) .
(15) حاشية: (وأمّا قولهم: رَحُبَتْكَ الدارُ، متعدياً إلى المفعول الذي هو الكاف، فشاذّ،
وإن كان في الحقيقة ليس بمتعدٍّ بنفسه، بل بواسطة حرف الجر، لأن أصلها:
"رَحُبَتْ بِكَ الدارُ". فلكثرة استعمالها حذفت الباء تخفيفاً) 0 انظر شرح الشافية
1 / 75، وانظر: شرح الأشموني 4 / 241، "إذ ذكر أنه لا يكون متعدياً إلا بتضمين
أو تحويل، فالتضمين نحو: رَحُبَتْكَ بمعنى "وَسِعَتْكَ "، وقول عليّ: إن بشرا قد
طَلُعَ اليمنَ، أي: بلغ ".

(1/38)


[فصل: المضاعف] (16)
المُضاعَفُ من الثلاثي: ما كانَ عَيْنُه ولاَمُهُ مِنْ جِنْسٍ وَاحِدٍ مُدْغَمٍ،
كـ: سَرَّ، وفَرَّ. إلا إذا اتَّصَلَ بِهِ تَاءُ الضمير، في نَحْوِ: سَرَرْتُ.
ومن الرباعيّ: ما كانَ فاؤُهُ ولامُهُ الأولى من جنسٍ واحِدٍ، وعينُهُ (17)
ولامُهُ الثانيةُ كذلك، غيرَ مُدْغَمٍ، للفاصِلِ بين المِثْلَيْنِ، كزَحْزَحَ،
وزَلْزَلَ (18) . ويسمّى مطابقاً أيضاً.
فللثلاثيِّ منه ثلاثةُ أبنيةٍ: "فَعَلَ " بِفَتْحِ العَيْنِ في الماضي، وضَمِّهِ في
المضارِع، كسَرَّ: يَسُرُّ. أو كَسْرِهِ في المضارِعِ، كـ فَرَّ يَفِرُّ.
و"فَعِلَ " بِكَسْرِ العينِ في الماضي، وفتحه في المضارع، كَـ عضَّ
يَعَضُّ. ولا يجيءُ "فَعُلَ " بِضَمِّ العينِ في الماضي، إلا قولهم: حَبَّ يَحُبُّ،
أصْلُهُ: حَبُبَ، شَاذٌ (19) .
__________
(16) حاشية: (وجه تسمية المضاعف ظاهرة، لأنه ضوعف الحرف الواحد، مقابلة العين
واللاّم، ويقال له: الأصمّ، لأنه كرّر حرف واحد، فشابه الأصمَّ، لأنّه يكرّر الحرف
حتى يُسْمَع.) (نزهة الطرف 13) .
(17) زيادة يقتضيها المعنى. انظر التعريفات للجرجاني 194.
(18) حاشية: (وزَلْزَل الله الأرْضَ زِلزَالاً وزَلْزَلَةً. والزَلازِل: الشدائد، والزَّلْزِل: الأثاث
و [المتاع] 0) (القاموس / زلزل) .
(19) في نزهة الطرف (10) : وشَدَّ الشيءُ، والأصل شَدُدَ، ولَبُبْتَ يا رجل: أي صِرْتَ
لَبِيبا، ولَبُبْتَ تَلَب، أكثر. وقال بعضهم: شَدَ الشيءُ غير مستعمل. وإن كان صيغة
(شديد) تقتضيه.

(1/39)


[فصل: المهموز] .
المَهْمُوزُ: ما حَلَتْ بفائِهِ أوْ عَيْنِهِ أوْ لاَمِهِ هَمْزَة.
المهموزُ الفاءِ، يقال [له] (20) : القِطْعُ، والمهموزُ العينِ، يقالُ لَهُ: النَّبْرُ، والمَهْموزُ اللامِ، يقال له: الهَمْزُ.
فالمهموز الفاءِ يجيءُ من خَمْسَةِ أبوابِ، نحو: أخَذَ يأخُذُ، وأدَبَ يأدَِبُ، وأبَى يأبَى، وأرِجَ يأْرَجُ، وأسُلَ يَأسُلَ.
والمهموزُ العينِ يجيء من ثلاثةِ أبوابِ، نَحْو: نَأى يَنْأى، وَيئِسَ يَيْئِسُ، ولَؤُمَ يَلْؤُمُ.
والمهموزُ اللاّمِ يجيءُ من أربعة أبوابٍ، نَحْو: هَنَأ يَهْنِئُ (21) ، وسَبَأ [ظ3] يَسْبَأ/ وصَدِئَ يَصْدَأ، وجَرُؤَ يَجْرُؤُ.
[فصل: المثال]
المثالُ: هو ما حَلَّت بِفَائِهِ واوٌ أوْ يَاء،
نَحْوَ: وَعَدَ ويَسَرَ. ثُمَّ المثالُ
__________
(20) زيادة لإتمام المعنى. ولم أجد مصطلح القِطْع في كتب اللغة والمعاجم. ولعلّه يعني ما يقطع منه أوّله وهو الهمزة عند صياغة الأمر منه، كقولك: أخَذَ: خذْ. وقد يكون لانقطاع الهمزة عمّا قبلها بشدّتها، وأطلق عليه الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد اسم "المقطوع ". (ابن عقيل 4 /276) . وسماه الميداني: المهموز الأول - الفاء -، والمهموز الأوسط، والمهموز العَجُز. (نزهة الطرف 14) .
(21) وفيها لغة أخرى، وهي: هَنِئَ يَهْنَأً. (القاموس / هنأ) ، وفيها: هَنُؤَ: يَهْنُؤُ وَيهْنَأُ، وفيه أيضاً هَنَأَ يَهْنُؤُ، وهَنَأَ يَهْنَأُ.
(انظر في هذا النوع ابن عقيل 4/ 277) .

(1/40)


يجيءُ من خَمسةِ أبوابٍ: كـ وَعَدَ يَعِدُ، ووَضَعَ يَضَعُ، ووَجِلَ يَيْجَلُ (22) ووَرِثَ يَرِثُ، ووَسُمَ يَوْسُمُ، ووَجَدَ يَجُدُ - لغةٌ عامريَّةٌ - (23) .
[فصل: الأجوف]
الأجْوَفُ: هو ما كان عَيْنُهُ حَرْفَ عِلَّةٍ، كقَالَ وباعَ، يقالّ له "أجوف " لخُلُوِّ (24) جوفِهِ من الحَرْفِ الصحيحِ، أوْ لوقوع حَرفِ العِلَّة في جَوْفِهِ.
ويقال: ذو الثلاثة أيضاً، لصَيْرُورَتِهِ على ثَلاثةِ أحْرُفٍ في المُتَكَلِّمِ، كـ: قلْتُ.
وله ثلاثةُ أبنيةٍ:
فَعَلَ يَفعُلُ، كَـ: قَالَ يَقُولُ.
وفَعَلَ يَفْعِلُ، كَـ: باعَ يَبِيع.
وفَعَلَ يَفْعَلُ، كَـ: خَافَ يَخَاف.
ونحو: فَعُلَ يَفْعُلُ، كَـ: طَالَ يَطُولّ. شاذٌ (25)
__________
(22) في الأصل: يَجَلُ، وهو تحريف. "وفي هذه لغات، أجودها: يَوْجَلُ، ومنهم من يقول: يَاجَلُ، فيقلب الواو ألفاً، ومنهم من يقول: يَيْجَل، فيقلبها ياء، ومنهم من يكسر أوّله، فيقول: يِيْجَل ".
(الجمل 408) ، وذكر أبو البركات الأنباري لغاتها الأربع أيضاً في كتاب الإنصاف في مسائل الخلاف (م 112) ، ونزهة الطرف 59.
والأخيرة - بكسر الياء - لغة بني تميم، وكذلك يَيْجَل، بفتحها. (معاني القرآن للأخفش 379) . و"يَوْجَل " لغة أهل الحجاز. (انظر سيبويه 4 / 111 - 112) .
(23) وسائر العرب يقولون: وَجَدَ يَجِدُ، وشاهد اللغة العامرية قول لبيد بن ربيعة العامري: لوشئت قد نقعَ الفؤادُ بِشَرْبَة ... تدعُ الصواديَ لا يَجُدْنَ غَليلا.
(نزهة الطرف 0 1، والممتع 1 / 177) .
(24) في الأصل "لخو" وهو تحريف.
(25) هي عند بعض العلماء من باب: نَصَرَ يَنْصُرُ، كَـ: قال: يقول.
(انظر في ذلك نزهة الطرف 9) .

(1/41)


[فصل: الناقص]
الناقصُ: هو ما كانَ لامُهُ حرفَ عِلةٍ، واواً كانَ أوْ ياءً، كـ: دَعَا (26) وَرَمَى. ويقال له: ذو الأربعةِ، لصيرورَتِهِ على أربعةِ أحْرُفٍ في المتكلمِ، وهو: دَعَوْتُ ورَمَيْتُ.
وله خمسةُ أبنيةٍ:
فَعَلَ يَفْعَلُ، كـ: رَعَى يَرْعَى.
[وفَعَلَ يَفْعُلُ. كـ: دَعَا يَدْعُوا.
[وَفَعَلَ يَفْعِلُ، كـ: رَمَى يَرْمِي] (27) .
وفَعِلَ يَفْعَلُ، كـ: بَقِيَ يَبْقَى.
وفَعُلَ يَفْعُلُ، كـ: سَرُوَ يَسْرُو.
ولا يجيء "فَعِلَ يَفْعِل "، بكسر العين فيهما.
[فصل:اللفيف]
اللفيفُ: هو كل كلمة اجتمع فيه حرفاً (28) عِلَّةٍ.
المقرون منه: ما اعتلَّ عينُهُ ولامُهُ، كـ: قَوِيَ. والمفروق منه: ما اعتلَّ فاؤُهُ ولامُهُ، كـ: وَعَى.
ونحو: وَيْل، وَيوْم من المقرون في الاسم لا غير (29)
__________
(26) في الأصل: دعى.
(27) زيادة لإتمام الأبنية الخمسة التي ذكرها المصنف.
(28) في الأصل: "عه حرف علة"، وهو تحريف، والأصح أن يقول: اجتمع في أصوله حرفا علّة.
(29) أقول: في المعاجم غير هذين من الأسماء، كَـ وَيْب، وويج وويح وويس ووين (العنب الأسود) ، ووينة (الزبيب الأسود) .
وَيوْح (اسم من أسماء الشمس) ، وربّما وجد غيرها أيضاً.

(1/42)


وللفيفِ المقرونِ بناءَانِ: فَعَل يَفْعِل، [وفَعِلَ يَفْعَل] (30) ، كـ: طَوَى يَطْوِي، وطَوِيَ يَطْوَى طَيّاً وطَيّةً. وكذا للمفروقِ، كـ وَقَى يَقِي وِقَاءً، ووَليَ يَلِي وِلاءً (31) .
***
__________
(30) زيادة يقتضيها إتمام المعنى، ومن أمثلتها: غَوِيَ يَغْوى وقَوِيَ يَقْوى، وعَيِيَ يَعْيَى.
ومن أمثلة الوزن الأول: عَوَى يَعْوِي، وحَوى يَحْوِي وذَوى يَذْوِي، ونَوى يَنْوِي.
(شرح ابن عقيل 4/ 309) .
(31) يقصد أنّ المفروق له بناءان أيضاً كالمقرون، وهما: "فَعَلَ يَفْعِلُ، وفَعِلَ يَفْعَلُ ".

(1/43)