المفتاح في الصرف

" الأمْثلة " (1)
[فصل: الصحيحِ] : وجوه الماضي: من النصر والنصْرة: نَصَرَ نَصَرَا نَصَرُوا، نَصَرَتْ نصَرتَا نَصَرْنَ، نَصَرْتَ نَصَرْتُمَا نَصَرْتُمْ. مجهولُه بضمَّ الأولِ وكسر ما قبل الأخر: نُصِرَ نُصِرَا نُصِروا.
وجوه المستقبل: يَنْصُرُ يَنْصُرانِ يَنْصُرونَ، استوى لفظ المذكر والمؤنث في المتكلّم، وتثنيتهما في المخاطب، وجمعهما في "يَدْعُونَ "، إلا أنه فرق في الوزن.
__________
(1) المقصود: "أمثلة التصريف "، وذكره سيبويه تحت باب "ما بنت العرب من الأسماء والصفات والأفعال. . .، وهو الذي يسميه النحويون "التصريف والفعل " (سيبويه 4 / 242) والسيرافي النحوي 589وما بعدها.
وذكر الزجاجي أنّ أول التصريف معرفة حروف الزوائد، ومواضع زيادتها، وعقد له بابين. (الجمل 399، 403) .
وعرّفه المرحوم عباس حسن بقوله: "هو التغيير الذي يتناول صيغة الكلمة وبنيتها، لإظهار ما في حروفها من أصالة وزيادة، أو حذف، أو صحّة، أو إعلال، أو إبدال، أو غير ذلك من التغيير الذي لا يتصل باختلاف المعاني ". فأخرج من موضوعه: تحويل الكلمة إلى أبنية مختلفة لتؤدى معاني مختلفة (كالتصغير والتكسير والتثنية والجمع والاشتقاق. . .) ، وأخرج تغيير أواخر الكلمة لأغراض إعرابية، لأن هذا من اختصاص علم النحو.
وذكر أن موضوعه يختص بالأسماء العربية المتمكنه والأفعال المتصرفة، فتخرج منه الأسماء الأعجمية والمبنيات والأفعال الجامدة وحروف المعاني. (النحو الوافي 4 / 747) .

(1/67)


وثقل النون في نصرتنَّ لوجوب السكون في النون الأولى وامتناعه في التاءِ لالتقاءِ الساكنين (2) .
مجهوله (3) : بضمّ الأوّل وفتح ما قبل الآخر.
نفي الماضي: لم يَنْصُرْ، لم يَنْصُرا، لَمْ يَنْصُروا، إِلى آخره.
نفي الحال: ما يَنْصُرُ، ما يَنصُرانِ، ما يَنْصُرونَ.
نفي الاستقبال: لَنْ يَنْصُرَ، لَنْ يَنْصُرَا، لَنْ يَنْصُرُوا، إِلى آخره.
وحذف النون علامة للنصب والجزم، كما رأيت، إِلاّ النون ضمير جماعة (4) النساء.
وجوه الأمر: اُنْصُرْ، اُنْصُرَا اُنْصُروا.
[و 9] التأكيد بالنون (5) / المُثَقَّلَة: انْصُّرَنَ انْصُرَانِّ انْصُرُنَّ. والألف تدخل بين نون (6) النساء وبين الشديد (7) للفصل بين النونات (8) ، كما تدخل في "أاأنتم "للفصل (9) بين الهمزتين. والألف تثبت في "انصُرَانِّ " لِئَلاّ يلتبس بالمفرد، بخلاف الواو في "انْصُرُنَّ "، والياء في "انْصُرِنَّ " لالتقاء الساكنين، والضمّة والكسرة فيهما
__________
(2) في الأصل "لالتقاء الساكنان "، وهو تحريف.
(3) يعني المبني للمفعول (المجهول) من المستقبل (المضارع) .
(4) في الأصل "جماعت " بالتاء المفتوحة. ويعني بهذه النون نون النسوة كما في ينصرْنَ، فهي لا تحذف علامة للنصب والجزم.
(5) "بالنون " مكررة في الأصل.
(6) في الأصل: النون.
(7) يعني النون المثّقلة أو المشدّدة.
(8) في الأصل "النوناة" بالمربوطة.
(9) في الأصل: وللفصل.

(1/68)


يدلاّن على الواو والياء المحذوفتين، وبفتح الراء (10) في المذكر، وتُكْسَر (11) في المُؤَنَّثِ احترازاً (12) عن الالتباس.
والنون مكسورة بعد الألف المفتوحة فيهما سواء (13) .
وبالخفيفة: انْصُرَنْ، انْصُرُنْ، انْصُرِنْ. والخفيفة لا تدخل في التثنية ولا في الجمع الِإناث، لالتقاء الساكنين (14) .
الأمر للغائب: لِيَنْصُرْ، لِيَنْصُرَا، لِيَنْصُرُوا.
مجهولُه: لِيُنْصَرْ.
[وجوه النهي] : لا تَنْصُرْ، لا تَنْصُرَا، لا تَنْصُرُوا.
بالثقيلة: لا تَنْصُرَنَّ، لا تَنْصُرَانِّ، لا تَنْصُرُنَّ، إِلى آخره. . .
وبالخفيفة: لا تَنْصرن، لا تَنْصُرِنْ، لا تَنْصُرُنْ.
مجهوله: بضمّ التاء وفتح الصاد مغايبه (15) : لا يُنْصَر.
اسم الفاعل: نَاصِر، نَاصِرَانِ، نَاصِرُونَ وأنْصَار، نَاصِرَة، نَاصِرَتَانِ، نَاصِرَات ونَوَاصِر.
__________
(10) في الأصل "الياء".
(11) في الأصل "وتكثر"، وهو تحريف.
(12) في الأصل "احتراز".
(13) في الأصل "فيما سواه "، والمقصود في ما أثبتناه: أنّ النون مكسورة بعد الألف المفتوحة في المثنى المذكر والمؤنث على حد سواء. (انظر الجمل 360) .
(14) أي أنّ النون المثقّلة تكسر بعد الألف مع المثنى وجمع المؤنث، وكل موضع دخلته النون الثقيلة فالخفيفة تدخله إلا فعل الاثنين وجماعة النساء. (الجمل 357، نزهة الطرف 46) .
(15) يعني بناء "ينصر" للمجهول مسنداً للغائب.

(1/69)


والمبالغة: نَصّار ونَصِير مُطْلَقاً.
اسم المفعول: مَنْصُور.
المبالغة منه: مِنْصَار ومِنْصِير مطلقاً.
[ظ 9] [فصل] المضاعف: سَرَّ سَرا سَرُّوا، سَرَتْ سَرَّتَا سَرَرْنَ. /
المضارع: يَسُرُّ يَسُرَانِ يَسُرونَ، إلى آخره.
الجحد: لم يَسُرَُّ، فيجوز فيه الفتح والضمّ والكسر، وفكّ الإدغام.
وفي: لم يَغُضَِّ، الفتح والضمّ والكسر. وفي: لم يَفِرَّ، الفتح والكسر (16) .
[الأمر: يجوز الإظهار (فكّ الإدغام) ، فتقول:امدُدْ، والإدغام، ويجوز فيه ثلاثة الأوجه: الكسر وهو الأصل، والفتح لخفّته، والضمّ للإتباع] (17) .
النهي: لا تَسُرَ.
وبالنون الثقيلة: لا تَسُرنَّ.
__________
(16) ذكر الميداني في نزهة الطرف: "وإذا أدخلت حرف الجزم "لم " على المضارع، جاز لك الإظهار (الفك) والإدغام، نحو: لم يَمُدّ، ولم يَمْدُدْ، ويجوز الفتح والكسر نحو: لم يَمُدّ ولم يَمُدّ، ويجوز الضم نحو: لم يَمُدُّ. (نزهة الطرف 52) . والضمّ إتباع ضمة الآخِر لضمة الميم. أما في "لم يَفِرَ" فلم يجز الضمّ لعدم إمكانية الإتباع، إذ لا ضمّة على الفاء". (نزهة الطرف 56) .
(17) زيادة يقتضيها إتمام المعن، (انظر نزهة الطرف 52) .
وقد فصّل الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد حكم أمر المضاعف، فقال: "الفك أكثر استعمالاً، وهو لغة الحجاز، وسائر العرب على الإدغام، واختلفوا في تحريك الأخر: فنَجْدّ تفتحه قصداً إلى التخفيف، وبنو أسد كلغة أهل نجد - وقد تكسر-، ولغة بني كعب الكسر مطلقاً، ومن العرب من يحرك الآخِر بحركة الأول، فيقولون: غُضّ، خِف، وظَلَّ ". (شرح ابن عقيل 4/ 274) .

(1/70)


[فصل] المثال: وعَدَ. يَسَرَ (18) إلى آخر الوجوه كالصحيح،
مضارعه: يَعِدُ في يَوْعِدُ، وَيرِثُ في يَوْرِثُ.
وها هنا أصل: أنَّ الواو إذا وقعت بين حرف المضارعة وكسرة تحذف كما رأيت (19) ، أو كانت في تقدير الكسرة، كيَهَبُ ويَطَأ، لا في "اِسْتَوْجَبَ " لئلاّ يلتبس بـ "لم يَسْتَجِبْ ".
والياء لا تحذف في يَسَرَ ويَيْسِرُ لخفّتها.
وتثبت الواويين ياء وضمة كوَسَمَ يَوْسُمُ، أو فتحة أصلية كوَجَلَ يَوْجَلُ (20) ، وكذا في يُوْعَدُ ويُوْجَدُ.
وتقلبان (21) تاءً وتدغمان في نحو: اتَعَدَ: يَوْتَعِدُ، واتَّسَرَ يَيْتَسِرُ، من ايْتَسَرَ يَيْتَسِرُ.
الأمر: عِدْ، عِدَا، عِدُوا.
وها هنا أصل: أنَّ الواو إذا حذفت فالأمر بالحرف الذي بعدها،
ومنه: وُدَ وُدا وُدوا.
__________
(18) في الأصل "أو يسير"، وهو تحريف.
(19) انظر المنصف 1 / 190.
(20) انظر اللغات الجائزة فيها في سيبويه 4/ 111، 400، 482، ومعاني القرآن للأخفش 379، والجمل 408، ونزهة الطرف 59 - 60.
(21) يعني الياء والواو إن كانتا فاءً في المثال. وذكر الميداني أن ثمة لغةً فيهما، نقول: اِيَتَعدَ يَوْتَعِدّ، واِيْتَسَرَ يَيْتَسِر، ويا زيد أوْتَعِدْ، ويا رجلان ايْتَعِدَا حسب حركة ما قبلها، فإن كان مفتوحاً أو مضموناً صحت الواو، وإن كان مكسوراً صارت ياء. وقد تقلب الواو والياء في المضارع ألفا، فيقال: ياتَعِدُ وَياتَسِرُ، واللغة الأولى التي جاءت في هذه المخطوطة هي المشهورة. (نزهة الطرف 44) .

(1/71)


المضارع: يَوَدُّ، يَوَدَّانِ يَوَدُّونَ.
الأمر: وِدِّ بكسر الدّال، استوى أمر المذكر والمؤنث فيه، لكنه يفرق بينهما بضمير مخاطبهما. و: اِيْدَدْ، أمرٌ أصله: اِوْدَدْ، قلبت الواو ياءً لانكسار ما قبلها (22) .
[فصل] الأجْوَف: قَالَ قَالاَ قَالُوا: قَالَتْ قَالَتَا قُلْنَ، أصْلُه: قَوَلَ،
[و 10] قلبت الواو ألِفاً لانفتاحِ ما قبلها، / ومنه: باعَ، أصْلُه: بَيَعَ، قلبت الياء ألفاً لما ذكرنا.
المضارع: يَقُولُ يَقُولانِ (23) يَقُولونَ. أصله: يَقْوُلُ، بسكون القَافِ. نُقِلت حركة الواو إلى القاف، فسكنت العين.
مجهول ماضيه: قِيلَ، أصله: قُوِلَ، نقلت كسرة العين إلى ما قبلها، فصارت الواو ياء لانكسار ما قبلها، وكذا في خِيفَ وبِيعَ، وسلمت الياء فيه (24) .
مجهول مضارعه: يُقالُ، يقَالاَنِ، يُقَالُونَ (25) ، إِلى آخر الوجوه.
أصله: يُقْوَلُ بفتح الواو، نقلت حركتها إِلى ما قبلها، وقلبت ألفاً.
__________
(22) انظر تفصيلاً للشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد (شرح ابن عقيل 4/ 284) ، فالواو في "إوْدَدْ" تقلب ياء، لوقوعها ساكنة إثر همزة الوصل المكسورة، وهي بكسر العين عند بني عقيل (إيْدِدْ) ، وفتحها عند غيرهم. وانظر نزهة الطرف 62.
(23) في الأصل: يقولا، بسقوط النون، وهو خطأ.
(24) في بناء الأجوف للمجهول ثلاث لغات: أولها: بِيعَ وقِيلَ، وهي المذكورة هنا.
والثانية: بُيعَ، بإشمام الباء شيئاً من الضمة، وبها قرأ الكسائي: "وغُيضَ الماء".
والثالثة: قُولَ وبُوعَ، بضمّ الفاء، وقلب الجوف واواً على كل حال. (الجمل 76، شرح المفصل 7/ 70، والممتع 2 / 453، الهمع 2 / 164) .
(25) في الأصل: "يقالا يقالوا"، وهو خطأ.

(1/72)


الأمر: قُلْ، قُولاَ، قولُوا، قُولِي قُولاَ قُلْنَ، استوى جمع المؤنث في الماضي والأمر، أصله: اُقْوُلْ، بضمّ الواو، نقلت حركتها إلى ما قبلها، وحذفت الواو لالتقاءِ الساكنين، ثم حذفت الهمزة لانعدام الاحتياج إِليها. وتسقط العين، واواً كانت أو ياءً، حيث تُسَكَّنُ اللام (26) لالتقاءِ (27) الساكنين في الأمر والنهي والجحد وغيرها.
اسم الفاعل: قَائِل قَائِلاَنِ قَائِلُونَ، إِلى آخر الوجوه، أصله: قَاوِل، قلبت الواو همزة تخفيفاً، فصار "قائل " (28) ، ولم تقلب في "عَاوِر" (29) كما في "عَوِرَ"، لأنه بمعنى "اعْوَرَّ" لسكون ما قبلها.
اسم المفعول: مَقُول، مَقُولاَنِ، مَقُولُونَ، إِلى آخر الوجوه، أصله: مَقْوُول، نقلت الضمة من العين إِلى ما قبلها، فالتقى الواو الساكنان، [و] حذف آخر الساكنين وقيل (30) أوّله، فصار مَقُولاً، فالوزن على حذف آخره (31)
__________
(26) بعدها في الأصل: "لا"، وهي زائدة لا لزوم لها.
(27) في الأصل "لالالتقاء".
(28) تحتها بخط فارسي أدقّ حاشية، وهي: "وإنما يكتب الياء لمجاورة كسرة الهمزة".
(29) في الأصل "عاول " باللام، ولم أجدها. وإنما "عاوِر" واعْوَرَّ، وعَوِرَ، صحّت العين (الواو) لصحتها في أصله، وهو "اعْوَرَ" لسكون ما قبلها. (اللسان / عور) .
وذكر ابن عصفور أنه "إن صحّ حرف العلة في الفعل صحّ في اسم الفاعل، نحو "عاوِر"، المأخوذ من عَوِرَ،. . . " (الممتع 1 / 328) . وذكر الميداني منها: عاوِر وصايِد - غير مهموز - (نزهة الطرف 43) .
(30) في الأصل "فقيل " بالفاء.
(31) تحتها في الحاشية بخط فارسي مخالف الواو الزائدة.

(1/73)


[ظ10] "مَفْعُل " (32) . وعلى حذف / أوّله "مَفُول " (33) ". ومنه: مَبِيع أصله مَبْيُوع، نقلت الضمة من العين إلى ما قبلها، فصار الياء واواً لانضمام ما قبلها، فالتقى الساكنان، حذف آخر الساكنين، وقيل أوّله، ثم أبدلت الضمة كسرة لتصحَّ الياء، ثم قلبت الواو الساكنة ياءً لانكسار ما قبلها، فصار مَبِيعاً (34) .
ثم ضمة فاء الكلمة في "قُلْتُ وطُلْتُ " (35) وكسرتها في "بِعْتُ وخِفْتُ "، الأصل فيهما أنّ المدّة التي هي عين الفعل تحذف عند اتصال موجب السكون، وتكسر ما قبلها في باب "فَعِلَ " المكسور العين، كخِفْتُ.
وفي باب "فَعَلَ " المفتوح العين إن كان العين ياءً أن تكسر ما قبل عين الفعل كبِعْتُ، ولم يكسر في "لَسْتُ " لشبهه بالحرف.
ويضمّ ذلك في باب "فَعُلَ " المضموم العين، كطُلْتُ (35) ، وفي باب
__________
(32) فوقها بخط فارسي مختلف: "وهو قول سيبويه ". وفي نزهة الطرف 42: "عند. الخليل وسيبويه "، وانظر الممتع 2/ 454 وما بعدها.
(33) مقابلها حاشية بخط فارسي مختلف: "وهو قول الأخفش " - يعني الأوسط - (انظر نزهة الطرف 42) ، أي بسقوط الواو الأولى، وهي عين الكلمة الأصلية، والممتع 2/ 454 وما بعدها، وهو يوافق رأي الخليل وسيبويه ويقوّيه، ويخالف رأي الأخفش.
(34) انظر نزهة الطرف 42، ولم يجىء على التمام من هذا الباب إلا حرفان: "مِسْكٌ مَدْوُوف - مُبَلَّل -، وثَوْب مَصْوُون ". وأضاف ابن عصفور: مَعْوُود، مَقْوود، ومَقْوُول. (الممتع 2 / 461) .
وقد يجيء من الباب الأخر اليائي على التمام والنقصان فيقال: "ثوب مَخِيط ومَخْيُوطً، وبُر مَكِيل ومَكْيُولّ، ورَجلٌ مَعِين ومَعْيُون ". (نزهة الطرف 49) .
ويجوز الإتمام في "مَفْعُول " من ذوات الواو وهي لغة بني تميم، كقولهم: مَطْيُوبَة، مَغْيُوم، والإعلال أفصح. (الممتع 2 / 460) .
(35) في الأصل "ظلت " بالمعجمة، وهو تصحيف.

(1/74)


"فَعَلَ " المفتوح العين إن كان العين واواً أن يضمّ أيضاً ما قبل عين الفعل، كقُلْتُ، هذا في الثلاثي المُجَرَّد (36) .
وأما في غيره فيفتح ذلك أبداً، نحو: أثَبْتُ، وأبَعْتُ وأقَدْتُ (37) وأعَدْتُ وأسْتَجَبْت واخْتَرْت.
[فصل] الناقص: [الماضي] دَعَا دَعَوَا دَعَوْا، دَعَتْ دَعَتَا دَعَوْنَ، بالواو، أصل دعا (38) : دَعَوَ، قلبت الواو ألفاً لانفتاح ما قبلها. وكذلك: رَمَى. وصُحِّحت الواو في "دَعَوَا" لسكون ما بعدها، وكذلك الياء في "رَمَيَا"، وأصل دَعَوْا: دَعَوُوا، حذفت الواو (39) لاستثقال الضمة عليها، ثم حذفت لام الكلمة لالتقاء الساكنين، وكذلك "رَمَوْا"، أصله / رَمَيُوا. [و 11] ورَضُوا وسَرُوا بالضمّ، أصله: رَضِوُوا، قلبت الواو ياءً لانكسار ما قبلها، فصار "رَضِيُوا"، نقلت الضمة إِلى ما قبلها، فحذفت الياء لالتقاء الساكنين، وهو الياء، [و] واو الجمع (40) .
__________
(36) انظر تفصيل ذلك في الممتع لابن عصفور 2 / 439 وما بعدها، وذكر ابن عصفور أن عدم كسرهم فاء "لست " - إذ أصلها لَيِسَ، بكسر الوسط - هو للفرق عند حذف عين الفعل المتصرف والفعل غير المتصرف "ليس ". (نفسه 2/ 440) .
(37) في الأصل "وأنقدت "، ولعل الصواب ما أثبتناه، لأنه يتكلم عن المزيد مما عينه واو.
(38) في الأصل "دعى" بالمقصورة التي على شكل الياء.
(39) في الأصل "الضمة"، وقد يكون المراد: حذفت الضمة عن الواو الأولى، فسكنت هذه الواو.
(40) انظر في ذلك الممتع 2/ 527 وما بعدها.

(1/75)


وأصل "دَعَتْ ": دَعَوَتْ، قلبت الواوُ ألفاً لانفتاح ما قبلها، وحذفت الألف (41) لالتقاء، الساكنين. ولا ترد ألف في دَعَتَا لحركته العارضة (42) .
مجهول "دعا": [دُعِيَ] ، دُعِيَا، دُعُوا إلى آخره. وأصل دُعِي: دُعِوَ، قلبت الواو ياءً لانكسار ما قبلها. وأصل دُعُوا: دُعِوُوا، نقلت الضمة في الواو إلى ما قبلها، فحذفت الواو لالتقاء الساكنين.
المضارع: تَدْعو (43) تَدْعوَانِ تَدْعُونَ، تَدْعِينَ تَدْعُوَانِ تَدْعُونَ، والواو لا يتحرك في "تدعو" للاستثقال (44) عليها، وأصل تَدْعِينَ: تَدْعُوِينَ، سلبت حركة العين، فنقلت كسرة الواو إليها، فحذفت لالتقاء الساكنين، فوزنه "تَفْعِينَ ". وسوّيت في جمع المذكر والمؤنث لفظاً، فوزن المذكر "تَفْعُونَ "، ووزن المؤنث "تَفْعُلْنَ ". وكذا سوّيت بين جمع المؤنث [و] المخاطبة الواحدة في "تَرْمِينَ " لفظاً، فوزن الجمع "تَفْعِلْنَ "، ووزن المخاطبة
__________
(41) في الأصل "ألف ".
(42) ذكر ابن عصفور أن التاء الساكنة في آخر "دَعَتْ ورَمَتْ " إن تحركت لالتقاء الساكنين لم ترجع الألف، لأن التحريك عارض، نحو: رَمَتِ المَرْأةُ، والهِنْدَانِ رَمَتَا، - يعني - لا نقول رَمَاتِ المرأة، أو رَمَاتَا -.
وأضاف أنّ من العرب من يعتدّ بالحركة في "رَمَتَا" - أو "دَعَتَا" -، وإن كانت عارضة، لشدة اتصال الضمير بما قبله حتى كأنه بعضه، فيردّ الألف فيقول: "رَمَاتَا"، وذلك ضرورة لا يجيء إلا في الشعر. (الممتع 2/ 525 - 526) .
(43) في الأصل "تدعوا".
(44) في الأصل "تدعوا للاستقال "، وهو تحريف.
وذكر ابن عصفور أن نحو: "يغزو- تدعو- ويرمي " في موضع الرفع ساكن الآخر، فتحذف الضمة لاستثقالها في الياء والواو، لأنها مع الواو بمنزلة واوين، ومع الياء بمنزلة ياء وواو، وذلك ثقيل " (الممتع 2/ 535) .

(1/76)


"تَفْعِينَ "، فأصل "تَرْمِينَ ": تَرْمِيِينَ للواحدة، فأسكنت الياء إزالةً لتوالي (45) الكسرات، وهي كسرة الميم والياء، [ثم] أسقطت الياء التي هي لام الكلمة لالتقاءِ الساكنين. / [ظ 11]
مجهول: تُدْعَى (46) ، تُدْعَيَانِ، تُدْعَوْنَ، إلى آخر الوجوه، قلبت الواو ياءً لوقوعها رابعة (47) .
أمر الحاضر: اُدْعُ، اُدْعوَا اُدْعُوا، إلى [آخر] (48) الوجوه. اَرْمِ اَرْمياِ اِرْمُوا (49) ، إلى [آخر]
(48) الوجوه.
وبالنون الثقيلة: اُدْعُوَنَّ إلى آخر الوجوه (50) .
وبالخفيفة: اُدْعُوَنْ، إلى آخر الوجوه. وتسقط الواو في "اُدْعُنَّ " لانضمام ما قبلها، وكذا في "اُدْعِنَّ "، لانكسار ما قبلها، وتبقى في "اُدْعُوَنَّ " لانفتاحها (51) وانضمام ما قبلها، وكذا "لَتُدْعَوُنَّ " لانضمامها (52) وانفتاح ما قبلها.
__________
(45) في الأصل "لتولي ".
(46) في الأصل "تندعي " وهو تحريف.
(47) هذا في المثنى خاصة، في "تُدْعَيَانِ ".
(48) في الأصل كسرت عين الصيِغ الثلاث؛ وآخر الوجوه التي يعنيها هي أمر المؤنث، وهي: أدْعِيْ، ادْعُوا، أدْعُوْن. (نزهة الطرف 50) .
(49) في الأصل "اِرمِيُوا"، والصواب: اِرْمُوا، أما ما جاء في الأصل فهو أصل الصيغة.
(50) آخر الوجوه هي: ادْعُوَانَ، ادْعُنَّ، ادْعِنَ، ادْعُوَانً أدْعُونَانَ.
(51) في الأصل "لانفتاح ".
(52) في الأصل "لانضمام " وجاء في نزهة الطرف: "الأصل في سقوط الواو من هذا الباب أنه مهما تحركت الواو بالضمة وانفتح ما قبلها لم تحذف الواو، ومهما انضمّت وانضم ما قبلها سقطت، نحو: لَتُبْلَوُنَّ، ولَتَعْلُنَّ ". (نزهة الطرف 50) .

(1/77)


اسم الفاعل: داعٍ، داعِيانِ، داعُونَ، ودُعاةٌ، دَاعِيةٌ، دَاعِيَتَانِ، دَاعِيَان ودَوَاعٍ. وأصْلُ داعٍ: داعِوٌ، فأسكنت في حال الرفع والجرّ، ثم حذفت لاجتماع الساكنين، وهما: التنوين والواو، ولا يسكن في حال النصب لخفّة النصب. وكذلك: رام رامِيانِ رامُونَ.
وإِذا أضفت التثنية إلى نفسكً، فقلت: رامِيَايَ في حال الرفع، ورامِيَّ في حال النصب والجرّ، بإدغام الياء التي هي علامة للنصب والجر في ياء الإضافة (53) .
وإِذا أضفت الجمع (54) ، فَقُلت: رامِيَّ، في جميع الأحوال (55) ، ولم تحذف في "داعية"، لعدم اجتماع ساكنين بالتاء الطارئة، وكذلك في "رامية وراضية ".
اسم المفعول: مَدْعُو، مَدْعُوانِ، مَدْعُوُّونَ (56) ، إِلى آخر الوجوه،
[و 12] أصل (57) / "مَدْعُوّ": مَدْعُوْوٌ، اجتمع الواوان، سبقت الأولى بالسكون، فأدغمت إحداهما في الأخرى.
ومن اليائيّ مَرْمِيٌّ، أصله: مَرْمُوْي، اجتمع الواو والياء، سبقت الأولى بالسكون فانقلبت ياءً، ثم أبدل الضمة كسرة، فأدغم الياء في الياء.
__________
(53) في الأصل "الاضافت " بتاء مفتوحة.
(54) يعني: "صيغة الجمع من اسم الفاعل ".
(55) وتفصيلها: الأصل: دَاعُوني، فحذفت النون للإضافة، فبقي دَاعُويَ، فاجتمع الواو والياء، وسُبِقَت أولاهما بالسكون - بعد نقل الحركة - فصيّرت الواو ياء، وأُدغمت الياء في الياء. (نزهة الطرف 51) ومثلها "رامِيَّ " المذكورة هنا.
(56) في الأصل: مَدْعُوّن.
(57) كلمة "أصل " مكررة في الأصل.

(1/78)


وإذا أضيف تثنية اسم المفعول إلى ياء الإضافة، قلت: مَرْمِيِّايَ، وفي حال النصب والجرّ: مَرْمِيّيِّ، بأربع ياءات أيضاً في كل الأحوال، غير أنك تكسر المدغم الأول في الجمع (58) ، وتفتحه في التثنية.
[فصل] اللفيف (59) : رَوَى، رَوَيَا، رَوَوْا، رَوَتْ، رَوَتَا، روَيْنَ
ومنه: طَوَى طَوَيَا طَوَوْا.
فالماضي والمضارع والأمر والنهي والجحد كالناقص، الأمر: اِطْوِ اِطْوِيَا اِطْوُوا. وبنّون التأكيد: اِطْوِيَن اِطْوِيَانِّ اِطْوُنَّ.
اسم الفاعل: طاوٍ، ولا يعتلّ واوه كما في "طَوَى"، لئلاّ يجتمع إعلالا ن (60) .
[اللفيف المفروق] (61) : وَفَى، وَفَيَا، وَفَوْا، وَفَتْ، وَفَتَا، وَفَيْنَ.
الأمر منه: فِ بالعهد (62) أخاك، أوْ: فِهْ، عند الوقف، فلما حذفت الزائد من "يَفِي "، ثم حذفت الياء (63) منه كما تحذف من "اِرْمِ "، فبقيت
__________
(58) نقول في الجمع: مَرْمِيي.
(59) بدأ هنا باللفيف المقرون - ما اعتلت عينه ولامه -.
(60) أي لا يعتل واوه بحذفها في اسم الفاعل "طاوٍ "، كما حدث إعلال قلب الياء إلى ألف في "طوَى" إذ أصلها طَوَي، لئلا يجتمع إعلالان: حذف وقلب.
(61) بياض في الأصل، يحسن أن يكون فيه ما أثبتناه.
(62) في الأصل "باالعهد" وكذلك "وقى وَقْياً. . . " بالمثناة الفوقية.
(63) يقصد بالزائد ياء المضارعة في أوله، ويقصد بحذف الياء: لام الفعل.

(1/79)


العين وحدها، هذا إذا لم تقف (64) عليه. فأمَّا إِذا وقفت عليه ولم تصله (65) بكلمة بعده فزد (66) عليه هاءَ السكت، فقُلْ: فِهْ.
[فصل] المهموز:
[1]- المهموز الفاء: أخَذَ، أخَذَا، أخَذُوا إِلى آخره، كالصحيح في الماضي والمضارع وفي جميع الوجوه، إِلاَّ أنك تقلب الهمزة واواً إذا انضمّ
[ظ 12] ما قبلها، كأوْخُذْ وأومُرْ (67) ، وياءً إِذا انكسر/ ما قبلها، كإِيذَنْ (68) ، وألفاً إِذا انفتح ما قبلها كآمِرْ (أامِرْ) .
__________
(64) في الأصل "يقف " بالياء المثناة التحتية، وهو تصحيف.
(65) في الأصل "تتصله ".
(66) في الأصل: "فزده " بهاء الغائب، والصواب ما أثبتناه، أو: "فزده هاء السكت " بحذف "عليه "، حتى يستقيم السياق.
(67) في نزهة الطرف (60) : "فكل ما ثبت فيهما لفظاً أثْبتَّ صورته خَطاً، تقول أومرْ زيداً ثم اُومُرْ بكراً، وتقول: وأْمرْ وفَأْمُرْ، لا تكتب الواو ههنا، لأنَّك لا تقف على الواو ولا على الفاء. . . .، وذلك أن الكتابة موضوعة على الوقف والابتداء. (وانظر المصدر نفسه 30) .
وذكر الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد أنّ مهموز الفاء (أَخَذَ وأَكَلَ: "حذفوا همزتهما من صيغة الأمر، إذ أصلهما اُأْخُذْ، واأْكُلْ، على مثال "اُنْصُرْ" فحذفوا فاء الكلمة منهما - وهي الهمزة، فصارا: "أُخُذْ وأُكُلْ "، ثم حذفوا همزة الوصل، فقالوا: خُذْ وكُلْ، وهم يلتزمون حذف الهمزة عند وقوع الكلمة ابتداء، ويكثر حذفها إذا كانت مسبوقة بشيء، ولكنه غير ملتزم التزامه في الابتداء، وتتميمهما على قياس نظائرهما نادر، وقيل لا يجوز. (شرح ابن عقيل 4/ 286 وهامش 6، و287 وهامش 1، وانظر المقتضب 2 / 97 - 99) .
(68) نزهة الطرف (60) ، ومثّل لها بقوله "يا غلامُ اِيْجَل ".
وتقلب الياء همزة، فيقال: اِئْذَن، ففي قوله تعالى: *ائذن لي ولا تفتني * (براءة 49) ، أما في مصحف ورش عن نافع فهي "إيْذَنْ لي، بالياء.

(1/80)


وأما: أرَى أرَيَا أرَوْا (69) ، فمثل "رَمَى " إلى آخره.
الأمر: إيرِ (70) ، مثل اِرمَ.
[2]- المهموز العين: رَأى، رَأيا، رَأوْا إِلى آخره، حذفت همزة مضارعه فصار: يَرَى يَرَيَانِ يَرَوْنَ إِلى آخره. اتفق لفظ المخاطبة وجمعها (71) ، فوزن المخاطبة: تَفيْنَ، والجمع: تَفَلْنَ، فأصل "تَرَيْنَ ": ترْأَيين، على وزن تَفْعَلِينَ، حذفت الهمزة كما حذفت في "ترى" (72) ، فصارت: تَرَيين، ثم جعلت الياء ألفاً لتحركها وانفتاح ما قبلها، فصار: تَرَايْنَ، ثم حذفت الألف (73) لاجتماع الساكنين، فصار "تَرَيْنَ ".
وإِذا أدخلت النون الثقيلة في الشرط كما في قوله تعالى: *فَإِمَّا تَرَيِنَّ من البَشَرِ أحَداً* (74) ، حذفت النون علامة للجزم، وكسرت ياء التأنيث ليطرد جميع نونات التأكيد على نسق واحد، كما في اِخْشَيِنَّ (75) .
__________
(69) أصل "أرَى: أرْأى" على مثال "أكْرَمَ "، حذفت عينها، ووزنها "أفَلَ "، ووزن يُرِي: يُفِلْ، ووزن أرِ: أفِ. (شرح ابن عقيل 4 / 279) .
(70) وزن: اِيرِ: اِفْعِ، وأصلها: إثْرِ بتسهيل الهمزة الثانية، مثل إيذَنْ. ومضارعها: أرِي: أعِي، بحذف فائها ولامها.
(71) في الأصل "وجمعهما" وهو تحريف.
(72) وزنها: تَفَلْ، انظر في هذا شرح ابن عقيل 4/ 279.
(73) في الأصل: "ثم حُذِفت الهمزة ألف "، وهو غير صحيح.
(74) مريم 26.
(75) فصّل الميداني القول في تَرَيِنَّ، فقال: "الأصل - تَرْأيين - على وزن تمنعين، فحذفت الهمزة. . . ونقلت فتحتها إلى الراء، فصارت تَرَيِيْنَ. . . ". (نزهة الطرف 43 - 44) .

(1/81)


الأمرّ: رَ، رَيَا، رَوْا، رَيْ، رَيَا، رَيْنَ، رَيَنَ، رَيَانَ، رَوُنَ، رَيِنَ، رَيَانِّ، رَيْنَانَ، فجيء بالياء في "رَيَنَّ " لانعدام السكون، ولم يحذف واو الجمع في "رَوُنَّ " لعدم الضمة في ما قبلها بخلاف "اُغْزُنَّ ".
وبالخفيفة: رَيَنْ، رَوُنْ، رَيِنْ.
[اسم الفاعل] (76) : راءٍ (77) ، رائِيانِ، راءُونَ إلى آخره، ولا يحذف [و 13] همزته لما يجيء في المفعول، وقيل لأنَّ ما قبلها / ألف، وألف (78) لا يقبل الحركة، وأصل "راءُون: رائِيونَ "، نقلت الضمة من الياء إلى الهمزة، فاجتمع الساكنان الياء والواو، فحذفت الياء، فصار: راءون.
اسم المفعول: مَرْئِيّ، مَرْئِيَانِ، مَرْئِيُّونَ، إلى آخره، أصله: مَرْءُوي، فالواو والياء اجتمعتا في كلمة، وسبق الواو بالسكون، فانقلبت ياء، فأدغمت إحداهما في الأخرى، كما هو الأصل في طَيِّىء وسَيِّد، ولا يجب حذف همزته، لأنّ وجوب حذف الهمزة في فعله، وهو"يَرَى"، ثبت على خلاف القياس، لأنّ القياس يقتضي أن لا يسقط، كما لم يسقط من ماضيه، وهو: رَأى. وأصل "مَرْئِيُّونَ: مَرْءُوُيونَ "، لمَّا قلتَ إِنَّ الواو والياء اجتمعتا في كلمة، وسبق الواو بالسكون، فانقلبت ياء، فأدغمت بها (79) ، فأدخلت (80) إحداهما في الأخرى.
__________
(76) بياض في الأصل، يحسن فيه ما أثبتناه.
(77) في الأصل "رائي ".
(78) ربّما كان الصواب "والألف ".
(79) "فأدغمت بها" هذه العبارة في الحاشية، وموضعها المناسب هنا.
(80) في الأصل "فانقلبت "، وهي غير واضحة.

(1/82)


3 - المهموز اللاّم: جَاءَ، جاءَا، جَاءُوا، جَاءَتْ، جَاءَتَا، جِئْنَ. المضارع: يَجِيءُ، يجِيئَانِ، يَجِيئُونَ إِلى آخر (81) الوجوه.
الأمر: جِئْ، جِيئَا، جِيئُوا إِلى آخر الوجوه.
اسم الفاعل: جَاءٍ (82) ، بالقلب، كالشاكي في الشّائِك، وقيل: أصله: جائِئ بهمزتين، قلبت الثانية ياءً (83) .
اسم المفعول: مَجِيءٌ (84) ، إِلى آخره.
[فصل] المنشعبة (85) : [الصحيح] : أكْرَمَ، أكْرَمَا، أكْرَمُوا، أكرَمَتْ، أكْرَمَتَا، أكْرَمْنَ.
المضارع: يُكْرِمُ يُكْرِمَانِ يُكْرِمُونَ (86) ، إِلى آخره (87) .
الأمر: أكْرِمْ أكْرِمَا / أكْرِمُوا إِلى آخره، ومجهولهما والنهي والجحد [ظ 3 ا]
والنفي وأسم الفاعل والمفعول مفهوم.
ومن المعتلّ: أجَابَ، أجَابا، أجَابُوا، أجَابَتْ، أجَابَتَا، أجَبْنَ، إِلى آخره.
__________
(81) في الأصل: "إلى آخره الوجوه ".
(82) في الأصل: "جاءى".
(83) تفصيله في: (الممتع 559 - 510) ، وانظر شرح الشافية 2 / 2 5.
(84) أصلها "مَجْيُوء" مثل مَبْيُوع، فحدث فيها إعلال تسكين (نقل) فأصبحت مجُيْوء، ثم إعلال حذف الواو، ثم كسرت الجيم مناسبة للياء.
(85) تفصيلها في نزهة الطرف 64 وما بعدها.
(86) في الأصل: "يُكرما، يُكرموا"، بسقوط النون في كلتيهما، وهو خطأ.
(87) في الأصل: "آخر".

(1/83)


المضارع: يُجِيبُ، إِلى آخر الوجوه.
الأمر: أجِبْ، أجِيْبَا، أجِيْبُوا، إلى آخره.
أصل "أجَابَ: أجْوَبَ "، نقلت الفتحة من الواو، [فسكنت بعد فتحة فقلبت ألِفاً، وأصل أجِبْ: أجْوِبْ، سكنت الواو ونقلت حركتها إلى الجيم] (88) فحذفت، وكذا في النهي والجحد. وإِنما لم تقلب الواو ألفاً في أحْوَج وأحْوَط (89) ، فعلى خلاف القياس، أو لكونهما أفعل التفضيل.
اسم الفاعل: مُجِيب، مُجِيبَانِ، مُجِيبونَ.
اسم المفعول: مُجَاب، مُجَابانِ، مُجَابُونَ.
و"أوْعَدَ" كالصحيح في جميع الوجوه.
و"أوْفَى": أوْفَيَا (90) ، أوْفَيُوا، كالناقص في جميع الوجوه (91) .
وكذلك: أرْوَى: [أرْوَتْ] (92) ، أصله: أرْوَيتْ، قلبت الياء ألِفاً لانفتاح ما قبلها، فاجتمع الساكنان، وهما ألف والتاء، فحذفت. حَابَى، حَابَيَا، حَابَوْا مُحَاباةً (93) ، حَابَتْ، حَابَتَا، حَابَيْنَ.
__________
(88) في الأصل: "نقلت الفتحة من الواو والياء، فحذفت "، وذكر الياء هنا غير متّسق مع الكلام. ولعل الصواب ما أثبتناه، وآخره من نزهة الطرف 64.
(89) ومثلهما: أغيل، من الأجوف اليائي. (نزهة الطرف 64) ، وقال فيهما: مما جاء على الأصل. . .
(90) في الأصل: وافيا، وهو تحريف.
(91) انظر تصريف الفعل الناقص وقد تقدم، و"أوْفَيوا" تصبح "أوْفَوْا".
(92) زيادة لا ستقامة المعنى وإتمامه.
(93) في الأصل: محابة وهو تحريف.

(1/84)


ومن المضاعف: حَابَّ، حَابا، حَابَّوْا. وأما "حَابَ "، مُخَفف (94) ، فمن الحُوْبْ، فليس بمنشعبة. المضارع منه (95) : يُحَابُّ إلى آخره، استوى المعلوم والمجهول فيه، الأمر: حابِّ، بكسر الباء، وكذا في النهي.
اسم الفاعل: مُحَابّ، وكذا اسم المفعول، استوى لفظهما، ولكن فرّقا بتقدير كسر العين وفتحها (96) .
***
__________
(94) يعنى "حابَ " مخفْف الباء، وهي بمعنى أثم.
(95) يعني: المضارع من المضاعف حاب.
(96) أي يفرق بين اسم الفاعل واسم المفعول بكسر العين - الباء الأولى - في اسم الفاعل - إن فك الإدغام - فتكون مُحابِب، واسم المفعول بفتحها، فتكون محابَب.

(1/85)


[و 14]
" الزيادة " (1) /
[1]- الهمزة: تزاد في أول الكلمة، [ولايخلو] (2) أن تقع أوّلاً، وبعدها ثلاثة أحرف أصول، نحو: أحمر وأصفر. وفي نحو إِجفيل وإِخريط من الجَفْل والخَرْط (3) ، وإِن كانت بعدها أربعة أحرف أصول، فالكلمة خماسية، نحو: إِصطبل.
__________
(1) ذكر الزجاجي أنّ أول علم التصريف معرفة حروف الزوائد، وهي عشرة،. . . . يجمعها قولك: "اليوم تنساه "، وهذا عمله أبو عثمان المازني، وفي نسخة أخرى من كتابه "الجمل ": يجمعها قولك: سألتمونيها (الجمل 399) . وانظر شرح الشافية 1/19 - 20.
وقال ابن عصفور: وأما حروف الزيادة فعشرة، ويجمعها قولك: "أمان وتسهيل ".
(الممتع 1/201) .
وذكر الميداني أن الزيادة على ضربين: - منها زيادة من نفس الكلمة كالتكرير. . . والثانية: زيادة تختص بحروف معدودة وهي عشرة. . .، ويجمعها قولك (هويت السِّمان) .
(نزهة الطرف 0 3) ، وانظر المقتضب 1 / 6 5، والمنصف 1 / 98 وشرح الشافية 2 /331: فذكر ما سبق، وأضاف: هم يتساءلون، ما سألت يهون، التمسنَ هواي، سألتم هواني.
(2) زيادة يقتضيها المعنى، وهي في الممتع 1/ 227.
(3) الإجفيل: الذي من شأنه أن يجفل ويفزع من كل شيء (الجبان) . =

(1/86)


وأن تقع وسطاً لم تُزد إلا بثبت (4) من الاشتقاق، نحو: زئبِر، وضَئِيل، فالهمزة أصل.
وهي تزاد في نحو: شَمْأل وشَأمَل (5) ، قليل (6) ، لقولهم: شملت الريح من الشمال، وكذلك في نحو: حُطائط (7) لأنه من الحَطوط، وهو الصغير.
__________
= والجَفَل والإجفيل بمعنى، جمعه: جُفول، ومن معانيه: السحاب أراق ماءه، وضرب من النمل سود كبار (المعجم الوسيط) .
والخِرْط - بكسر الخاء - اللبن المنعقد يعلوه ماء أصفر.
والخَرْط - بفتح الخاء - في الحديث الكذب، وفي الأمر: التهور، وركوب الرأْس.
والإخريط: نبات من أطيب الحمض يرقق سلحَها - سلح الإبل - (القاموس المحيط) .
وما أورده الجرجاني هنا يقارب ما جاء في الملوكي وشرحه لابن جني، وابن يعيش ص 135، 140 - 141، مع نفس الأمثلة، لكن جاء في شرح الملوكي أمثلة إضافية. والشبه كبير بين كلام ابن جني في الملوكي وما أورده عبد القاهر. (شرح الملوكي ص 135 وما بعدها) .
(4) في الأصل بثب، ففي المنصف 1 / 105 قال المازني: وإذا وجدت الهمزة غير أول فلا تجعلها زائدة إلا بثبت، وذكر ابن جني أنّ أبا علي كان يتثبت بالاشتقاق. وفي الجمل 399: ولا يحكم على الهمزة بالزيادة إذا كانت غير أوّل إلا بدليل من اشتقاق أو تصريف.
وفي الممتع 1 / 227: ولا يحكم عليها بالزيادة إلا أن يقوم على ذلك دليل وذلك أنّ الهمزة إذا وقعت غير أول، في ما عرف له اشتقاق أو تصريف.
وانظر شرح الملوكي 143 - 144: قال (ابن جني) فإن كانت الهمزة وسطاً لم تُزَدْ إلا بثبت، وأورد أمثلة عبد القاهر وزاد عليها، والثبت هو الاشتقاق.
وانظر شرح الشافية 2 / 333 وما بعدها، و372 - 373.
(5) هما بمعنى الشمال للريح، وفي قولهم "شملت الريح تشمل " دليل على زيادة الهمزة.
(الجمل 399) ، وانظر سرّ صناعة الإعراب 1 / 122، والمنصف 1 / 105.
(6) قد يكون الصواب قليلاً.
(7) الحُطائط: الشيء الصغير المحطوط. (سرّ صناعة الإعراب 1 / 125) ، وفي المنصف 1/106: وحُطائط: فُعائل , لأنه من حططت لأنه الصغير. =

(1/87)


[2]- الميم: تزاد، [لا يخلو] (8) أن تقع أوّلاً وبعدها ثلاثة أحرف أصول، نحو: مَضْرِب، ومَقْتَل، ومحمل. وتزاد حشواً شاذة (9) في نحو: دُلامِص، لأنه بمعنى دِلاص، وهو البرّاق. وتزاد في نحو: هِرْماس للأسد، لأنَّه من الهَرْس، وهو الدّقّ.
وتزاد آخراً في نحو: زُرْقُم (10) وفُسْحُم (11) ودُلْقُم (12) شاذّ، لأنها من الزرقة والانفساح والاندلاق.
[3]- النون: تزاد (13) في نحو: انْفَعَلَ ونَفْعَلُ، وبعد ألف التثنية، نحو:
__________
= والحُطائط: الصغير القصير من الناس، أو نملة صغيرة حمراء. (القاموس المحيط) ، وانظر شرح الشافية 2 / 333.
وفي شرح الملوكي: وزنه فُعائل من الشيء المحطوط. (147) . وقد أضاف في الملوكي وشرحه: وقد اطردت زيادة الهمزة آخراً للتأنيث، نحو حمراء. . .، وقال الشارح - ابن يعيش - حكم الهمزة إذا وقعت أخيراً كحكمها إذا وقعت حشوا، لا يقضى عليها بزيادة إلا بثبت. . . وهي بدل من ألف التأنيث. (شرح الملوكي 148 - 149) .
(8) زيادة يقتضيها المعنى، وهي في الممتع 1 / 239.
(9) في الأصل شاذّ بغير تاء مربوطة، وفي الممتع 1/ 239، قال ابن عصفور: ولم توجد زائدة إلا في أماكن محصورة تحفظ ولا يقاس عليها. (وانظر شرح الملوكي 159 - 160) . (10) الزرْقُم: الشديد الزرقة.
(11) الفُسْحم: الواسع الصدر.
(12) الدُّلْقم: الناقة التي تكسّرت أسنانها فاندلق لسانها ولعابها (الممتع 1 / 240) .
وزيادة الميم آخراً أكثر من زيادتها حشواً، لكنها شاذة مثلها أيضاً.
(شرح الملوكي 163) .
(13) زيادة النون في نحو نرجس وقرنفل وجدب (شرح الملوكي 169 - 171) ، وقد زيدت في أول الأفعال المضارعة (نفعل) وللمطاوعة (انفعل) ، وبعد ألف التثنية، وفي آخر جمع المذكر السالم، وعلامة إعراب للأفعال الخمسة، ونون التوكيد بنوعيها. (شرح الملوكي 171 - 179) وتزاد أوّلاً وثانياً وثالثةً ورابعة وخامسة. (نفسه 184 - 186) .

(1/88)


زَيْدانِ، وبعد ألف، في نحو: غَضْبان وعِمْران. وفي نحو: عَنْبَس، من طريق الاشتقاق، لأنه من العبوس، ولذلك قيل للأسد: عَنْبَس، لعبوسه وكراهة منظره.
[4]- التاء: تزاد في جمع التأنيث، في نحو: ضاربات وجوزات. / وفي المفرد في نحو: حمزة وطلحة. وفي المضارعة في [ظ 14] تَفْعل، [و] تَفَعَل (14) وتفاعَل من المنشعبة.
[5]- الهاء: تزاد لبيان الحركة في الوقف، في نحو: فِيمَهْ، ولمَهْ، وعَلامَهْ، يريد به: فِيمَ ولمَ وعَلامَ.
وكذلك في: اُغْزُهْ (15) واخْشَهْ وارمِهْ، يريد: اُغْزُ واخْشَ وارْمِ. وتزاد اوّلاً في نحو: هِجْرَع (16) وهِبْلَع، لأنهما من الجَرْع والبَلْع. وفي نحو: أهْراقَ الماءَ، أصله: أريق (17) .
وتزاد حشواً في نحو: أمَّهات، يريد به: أمّات.
__________
(14) زيادة تقتضيها سلامة المعنى. وتزاد الثاء في افتعل واستفعل وغيرهما. وانظر تفصيلات ذلك في شرح الملوكي (87 1 -97 1) .
(15) في الأصل "اغز" بلا هاء. والشبه كبير هنا في زيادة الهاء أيضاً بين كلام ابن جني وما أورده عبد القاهر (شرح الملوكي 198) .
(16) هَجْرَع - بفتح الهاء - الأحمق، والمجنون، والطويل الممشوق، والكلب السلوقيّ الخفيف. (القاموس المحيط) وانظر شرح الملوكي 204.
وهِجْزَع - بكسرها وبالزين المعجمة -: الجبان.
(17) لعل الصواب المناسب: أراق. (الإبدال لابن السكيت 89، وشرح الشافية 2 / 384) .

(1/89)


[6]- السين: تزاد في نحو: اسْتَخْرَجَ واسْتَطَاعَ، لأنهما من خَرَجَ وطَاعَ (18) .
[7]- اللاّم: تزاد في نحو: عَبْدَل وزَيْدَل وهُنَالِكَ، لأنّ معناها: عَبْدّ وزَيْدٌ وهُنَاك (19) .
[8]- الواو: تزاد في نحو: كَوْسَر وجَهْوَر، لأنهما من الكسر والجهر (20) .
[9]- الياء: تزاد في نحو: بَيْطَر وقَتِيل (21) .
__________
(18) في الأصل "وطلع "، وهو تحريف، والصواب ما أثبتناه، (انظر شرح الملوكي 206، والممتع 1 / 224. وفي نزهة الطرف (31) : تزاد مقترنة بالتاء، نحو: استخرج واستغفر. . .، وتزاد أيضاً في أطاع يطيع، فيقال اسطاع يسطيع.
وأضاف ابن عصفور أنها تزاد في لهجة الكسكسة (الممتع 222) .
(19) ذكر الميداني وابن الحاجب أنّ زيادة اللام قليلة (النزهة 31، وشرح الشافية 2/ 381، وقد أنكر الجرمي ذيادتها، وليس منها اللام في نحو "ذلك وهنالك ". وأضاف ابن جني "ذلك وأولالك "، وقال: زيدت في أشياء محفوظة لا يقاس عليها. (شرح الملوكي 209) .
(20) في الأصل كوسر- بالسين المهملة -. . .، والكسر ولم أجد كوسر في المعاجم.
وفي نزهة الطرف (31) : كوثر وجوهر، وهما من الكثرة والجهارة في الصوت. أقول والصواب: جهور، كما في هذا الكتاب، وكذلك هي كوثر من الكثرة بمعنى كثير العطاء، وجوهر وجهور في شرح الملوكي 122، 124، 132.
(21) في الأصل: قيطل، وفيها آثار مسح، ويقابلها في الحاشية، قتيل، ولعلها: قيتل - بتقديم الياء-، ولم أعثر عليها في هذه الصورة في ما رجعت إليه من المصادر والمراجع.
وفي نزهة الطرف 31: تزاد أوّلاً نحو: يرمع ويعسوب ويضرب ويمنع، وحَشْواً نحو: قتيل وعليم وصيرف وبيطر. وانظر شرح الشافية 2 / 374.

(1/90)


[10]- والألف، تزاد في: ضَارِب وكِتَاب، لأنهما من الضرب والكتبة (22) .
***
__________
(22) في نزهة الطرف: الألف لا تزاد أوّلاً، ولكن تزاد حشواً، نحو كتاب وحمار، وآخِراً نحو حبلى وقبعثري (30- 31) .
وذكر ابن جني أنها متى كانت مع ثلاثة أحرف أصول فصاعداً، ولم يكن هناك تكرير فلا تكون إلا زائدة، ومثّل لها بِـ: كاثر. (شرح الملوكي 122، 123) . وأضاف ابن يعيش أنها لا تزاد أؤلاً البتة لأجل سكونها، والساكن لا يبتدأ به، وإنما تزاد ثانياً وثالثاً ورابعة وخامسة. (نفسه 127) ، وذكر من الأمثلة ضارب وكتاب.

(1/91)


" الإبدال "
أبدل الألف من أربعة أحرف: الواو والياء والهمزة (1) والنون.
فأمّا الواو والياء: [فـ]ـمتى تحركتا وانفتح ما قبلهما أبدلتا ألفاً، في نحو: قَامَ وباعَ ودَعَا ورَمَى، وغيرها من المعتل العين واللاّم، إلا في صَيِدَ وعَوِرَ، لأنهما بمعنى: اِصْيَدَ واعْوَرَّ (2) ، وكذلك في: اجْتَوَروا واعْتَوَروا،
[و15] لأنهما في معنى تَجَاوَروا وتَعَاوَروا، وكذلك في: أعْوَج وأعْيَل / لأنهما أفعلا (3) التفضيل. وأما قَوَد (4) فللالتباس بِقادَ.
__________
(1) في الأصل "وألف "، والصواب ما أثبتناه. (انظر الممتع 1 / 404 وذكر فيه: النون الخفيفة بدلاً من النون المطلقة) وشرح الملوكي 218. وثمة تشابه بين ما أورده ابن جني في الملوكي وبين ما أورده الجرجاني هنا.
(2) صَيِدَ يَصْيَدُ: يرفع رأسه كِبْراً ولا يلتفت يميناً ولا شمالاً، مصدره: الصّيَد، ومنه قيل للملك: أصْيَد، وأهل الحجاز يثبتون الياء والواو في هذين الفعلين، وغيرهم يقول: صادَ يَصادُ، وعارَ يَعارُ. وقال الجوهري: وإنما صحت الياء فيه لصحّتها في أصله لتدل عليه، وهو: اِصْيَدً، بالتشديد. (اللسان / صيد) . وانظر الممتع 2 / 465.
وذكر منها الميداني: حَوِلَ. (نزهة الطرف 32) .
(3) في الأصل: فعلاي، والمقصود: أفعلا التفضيل، أو اسما التفضيل.
(4) القَوَد: قتل النفس بالنفس أو القِصاص، أو قتل القاتل بالقتيل، وقيل إن صحة الواو أو الياء فيه أمر شاذ، كالحوَكة، والخوَنة، ورَوع، والغَيَب، (نزهة الطرف 32، وابن عصفور/ الممتع 2 / 465، اللسان / قود) .

(1/92)


وأما الهمزة: فمتى سكنت وانفتح ما قبلها أبدلت ألفاً في نحو: رأس - راس، وفأس - فاس، وفي اقرأ: اقرا، وفي نحو: آدم وآمن، لاجتماع الهمزتين (5) .
وأما النون: [فقد] (6) أبدلت ألفاً في حال النصب، نحو: رأيت زيدا، وكلّمت بكراً (7) ، وكذا في أمر الواحد بالنون الخفيفة إذا أنفتح ما قبلها، في نحو: اضرِبا، يريد: اضْرِبَنْ، قال الله تعالى *لَنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَةِ* (8) ، إِذا وقفت قلت: لَنَسْفَعَا. وكذا من نون إِذَنْ، يريد "إِذا" (9) ، ومن هاء "هُنَهْ " (1) ، يريد: هنا.
__________
(5) ذكر ابن عصفور أن أصلهما أَأَدَمَ وأأمَن، إلا أنّه لا ينطق بالأصل، استثقالاً للهمزتين في كلمة واحدة.
وأضاف: وقد تبدل الهمزة ألفاً على غير قياس مثل: مَلا- مِن مَلأ، لا هناكِ - مِن لا هنأك، سالت - سألت، والمراة - في المرأة. (الممتع 1 / 404 - 405) .
وذكر الميداني أن الهمزة تلين فتلحق بحروف العلة، نحو: سال وقرا، في تخفيف سأل وقرأ. (نزهة الطرف 12، 41) .
وما جاء عن الهمزة هنا يشبه ما جاء في كتاب الملوكي لابن جني ببعض التصرف. (شرح الملوكي 228) .
(6) زيادة يقتضيها المعنى.
(7) ذكر ذلك ابن عصفور، وعرض آراء الصرفيين وناقشها (الممتع 1/ 406 - 407) .
وما ورد هنا يشبه -إلى حد كبير-ما جاء في الملوكي -أيضاً (شرح الملوكي 232) .
وأضاف ابن جني أنْ النون تبدل من ألف التأنيث، قالوا في صنعاء: صنعاني، وبهراء: بهرانيْ، وإنْ شئت قلت: النون بدل من الواو في صنعاوي وبهراوي. (شرح الملوكي 285) .
(8) العلق 15.
(9) ذكر ابن عصفور أن الوقف على نون "إذن " يبدل فيه النون ألفاً، تقول: أزورك إذا، تريد: إذن. (الممتع 1 / 459) .
(10) في الأصل "هئه " بالهمزة، وهو تحريف، (وفي اللسان / هنا) :. . . أنشده أبو الفتح

(1/93)


أبدل الياء من الألف، إِذا انكسر ما قبلها في نحو: قراطيس ومفاتيح، فالياء بدل من ألف "قِرْطاس ومِفْتاح " (11) .
ومن الواو إذا أسكنت وانكسر ما قبلها غير مدغمة، في نحو: ميعاد وميزان، أو تحركت بالكسر وما قبلها ساكن، في نحو: يُقيم وَيسْتَعِين " أصلها: يُقْوِم وَيسْتَعْوِن، نقلت كسرة الواو إِلى ما قبلها فأبدلت ياء لانكسار ما قبلها.
ومن الهمزة إِذا سكنت وانكسر ما قبلها للتخفيف في نحو: ذئب - ذيب، وفي بئر- بير (12) .
ومن الراء في نحو قيراط، أصلها: قِرَّاط، لقولهم (13) في جمعه:
[ظ 15] قراريط (14) . /
ومن النون في: دينار، أصله دِنَّار، لقولهم في جمعه: دنانير (15) .
__________
ابن جني (شرح الملوكي 312) :
قَدْ وَرَدَتْ مِنْ أمكنهْ. . . مِنْ ههنا وَمِنْ هُنَهْ
إنما أراد: ومن هنا، فأبدل الألف هاء.
(11) ذكر الميداني خمسة مواضع لهذا الإبدال (نزهة الطرف 34، والممتع 1 / 368 وما بعدها.
(12) الممتع 1/ 379، شرح الملوكي 240.
(13) في الأصل: كقولهم.
(14) زاد ابن عصفور كلمة "شيراز": وهو اللبن الرائب المستخرج ماؤه، وجمعه شراريز، قال: فردّوا الراء، لما فَصلت الألف بين المثلين.
وذكرها ابن يعيش. (شرح الملوكي 249، الممتع 1 / 5 37، شرح الشافية 3/ 211) . ويوافق هذا ما أورده ابن جني (شرح الملوكي 240) .
(15) قال ابن عصفور: وأبدلت الياء من النون على اللزوم في دينار. . . هروبا من ثقل التضعيف، بدليل الجمع والتحقير، وذكر مما أبدلت ياؤه من النون: في إنسان - إيسان، وظِربان وإنسان، فنوناهما الأخيرتان تبدلان، لأن الجمع: أناسيّ وظرابيّ، كما أبدلت في: تَظَنيْت، لأنّ أصله تَظَننْت.
(ابن عصفور / الممتع 1 / 371 وما بعدها، وشرح الشافية 3/ 211) .

(1/94)


ومن الباء: دِيباج أصله دِبَاج، وجمعه دبابيج.
أبدل الواو من ألف، في نحو: ضويرب من ضارب.
ومن الياء إذا سكنت وانضمَ ما قبلها في نحو: مُيْسِر ومُيْقِن، نقول:
موْسِر ومُوْقِن.
ومن الهمزة إِذا سكنت وانضمّ ما قبلها للتخفيف، في نحو جُؤْنة: جُونَة، وفي "مُؤْمِن " (16) .
أبدلت الهمزة من ألف التأنيث في نحو: حمراء وصحراء.
ومن الواو إِذا انضمت في نحو وُجوه: أجوه، وفي وُعِدَ: أعِدَ، وفي أثْوب: أثْؤب (17) .
ومن الواو والياء إِذا وقعتا طرفاً بعد ألف زائدة (18) ، في نحو: كِساء ورِداء، أصلهما: كِسَاو ورِدَاي.
ومن الهاء في نحو"آل " أصله: أهْل، ثم أبدلوها ألفاً، كيلا يجتمع
__________
(16) الجؤنة: سلة مستديرة مغشاة بالجلد يوضع فيها الطيب والثياب، أو الأكمة. (نزهة الطرف 41، القاموس المحيط) .
وأضاف ابن عصفور أمثلة على إبدال الياء من الهمزة: إيمان، إيتاء، خطيّة، أيِمَّة، ورداء وكساء في التثنية لغة لبعض بني فزارة. (الممتع 1/ 380) ، أي أن بني فزارة يردّون الهمزة في الكلمتين ياء.
(17) سيبويه 4 / 237، 331، الممتع 1 / 332، ومثلها: أقّتت من وُقّتت، إسادة من وِسادة، إعاء من وِعاء. (وانظر الإبدال لابن السكّيت 138) . والجمل 404 - 405، وسر الصناعة 1 / 114.
(8 1) في الأصل. الزائدة. والكلام كله في الملوكي (شرح الملوكي 276) .

(1/95)


همزتان في كلمة واحدة. ويصغر: أهَيْل، في الأصل، و"أوَيْل " في البدل (19) .
أبدل الميم من النون الساكنة (20) إِذا وقعت قبل الباء في نحو: قنبر وعنبر، فإن تحرّكت (21) النون لم تقلب ميماً، تقول: عَنابر وقَنابر.
ومن الواو في نحو: فَمْ أصله فَوْه (22) ، فحذفت الهاء، وأبدلت الواو ميماً. فإِن صُغِّر أو جُمِعَ فتقول: فُويه وأفْوَاه.
أبدلت التاء من الواو في نحو: تُراث وتُجاه وتُكلان، ماضيها: وَرِث، وجه، وَكَل (23) .
__________
(19) سر صناعة الإعراب 1 / 120، والممتع 348 - 350.
وفي الملوكي أهَيْل على مذهب الجماعة، وأويل في قول يونس (شرح الملوكي 278) .
(20) سيبويه 4 / 240، وذكر: عَنبْر وشَنْباء، (وانظر الممتع 1 / 392) .
(21) في الأصل: "فال بحركة"، والصواب من الملوكي، والكلام متشابه (شرح الملوكي 289) .
(22) المصدران السابقان، وقال سيبويه: وذلك قليل (4 / 240) .
وما جاء هنا يوافق ما ذكره ابن جني في الملوكي، ولم يذكرا كلاهما أن ذلك قليل. (شرح الملوكي 290) .
(23) سيبويه 4 / 239، وأضاف أنها قد أبدلت من الدال والسين في ست (والجمل 417) ، وهذا قليل، ومن الياء إذا كانت لاماً في أسْنَتوا، وذلك قليل. وانظر الممتع 1 / 383 - 384، 389.

(1/96)


والتاء [في] (24) ثنتين بدل / من ياء اثنتين (25) والتاء في "كلتا" بدل من [و 6 1] لام (26) "كلا".
أبدل الهاء من الهمزة، يقول العرب: أنَرْتُ الثوْبَ هَنَرْتُه (27) ، وأرَحْتُ الدابّة هَرَحْتُها، وفي إِياك: هِيّاك (28) .
ومن الياء في نحو: ذِهْ، بمعنى ذي (29) .
أبدل الطاء من تاء "افتعل " إذا كانت فاؤه (35) ضاداً أو ضاداً أو طاءً أو
__________
(24) زيادة يقتضيها المعنى.
(25) الممتع 1/ 388، وقال: وأبدلت من الياء على غير اطراد في قولهم ثِنْتان، وعرضَ وفصل جيداً (وشرح الملوكي 293) ، وذكر ابن عصفور أيضاً:كَيْتَ وكَيْتَ، وذَيْتَ وذَيْتَ. (وشرح المفصل 9/ 134) . ولعل الصواب في هذا الموضع ثِنْيَيْن، لأنه من ثِنْي، وكل واحد من الاثنين يعني على الآخر، وأصله ثِنيْ، فالتاء بدل من لامه أيضاً وهي ياء. (شرح الملوكي 300) .
(26) يعني الألف، وهي تمثل لام الكلمة. وذكر ابن عصفور أن التاء في "كلتا" لا يتصوّر أن تكون أصلاً، لحذفها في "كلا"، ولا.
زائدة للتأنيث لسكون ما قبلها وهو حرف صحيح، ولكونها حشواً، فلم يبق إلا أن تكون مما انقلبت عنه ألف كِلا، وهو الواو، لأنّ الألف إذا جهل أصلها حملت على الواو، لأنه الأكثر. (الممتع 1 / 385) .
(27) في الأصل: أبرت الثوب هبرته بالباء، وهو تصحيف. وأنرت الثوب: جعلت له علما، (شرح الملوكي 304، واللسان / نير) . وفي الممتع: أثرت التراب (1 / 399) .
(28) سيبويه 4 / 238، وقال: وذلك في كلامهم قليل، وانظر كتاب الإبدال لابن السكيت 89، الممتع 1 / 397، وما بعدها، وشرح الملوكي 304.
(29) في سيبويه: وأبدلت (الهاء) من الياء في هذه، (4/ 238) وهو جائز. ومثله في الممتع 1/400.
(30) في الأصل: فاءه، وهو خطأ. .

(1/97)


ظاء، في نحو: اضطَرَبَ، واصْطَلَحَ واطَّرَدَ واظْطَلَمَ واصْطَبَرَ، من: اضْتَرَبَ واصْتَلَحَ واطْتَرَدَ واظْتَلَمَ (31) .
أبدل الدال من تاء افتعل، إذا كانت فاؤه (30) دالاً أو ذالاً أو زاء (32) ، في نحو: ادَّرَأ (33) وادَّكَرَ (34) وازْدَجَرَ، من: ادْتَرَأ واذْتَكَرَ وازْتَجَرَ، وتدغم التاء في مثلها أو في [ما] (35) يقاربها، تقول: اتّبع: اتْتَبَعَ، واطَيَرَ في اطْتَيَّرَ، وفي:تَتَبَّعَ وتَطَيَرَ.
__________
(31) ثمة تفصيل وتعليل في الممتع 1 / 0 36، يوضح فيه كيف تم الإبدال والإدغام، فقال: والتباعد الذي بين التاء وبين هذه الحروف أن التاء منفتحة منسفلة، وهذه الحروف مطبقة مستعلية، فأبدلوا من التاء أختها في المخرج، وأخت هذه الحروف في الاستعلاء والإطباق هي الطاء.
وأبدلوا بغير اطراد من تاء الضمير بعد الطاء والصاد، فقالوا: فَحَصْطُ وخَبَطُّ. (الممتع 1 / 360 - 361) .
وأضاف سيبويه أن هذا الإبدال في فَحَصْطُ، وخَبَطُّ لغة بني تميم. (4/ 240) .
وأضاف ابن جني في اظطلم لغة أخرى وهي اظلم ويَظلِم. (شرح الملوكي 316) .
(32) في الأصل: راء بالمهملة، والصواب ما أثبتتاه. (شرح الملوكي - زاياً - 322) .
(33) في الأصل: اِدِّراء، ويجوز أن تكون صحيحة على أنها مصدر.
(34) ذكر ابن عصفور: أنّ اذْذَكَر إبدال الدال من تاء الافتعال فقط، وهو رأي أبي عمرو. أما ادَّكَر فإبدال إدغام، وفيه تفصيل. (الممتع 1 / 357 - 359) ، وأضعاف ابن جني: دَوْلَج ووَدّ من تَوْلَج ووَتد. (شرح الملوكي 322) .
(35) زيادة لإتمام المعنى.

(1/98)


أبدل الجيم من الياء في نحو: إجّل، يريد به: إيَل (36) ، وفي: مُرِّج يريد به: مُرّيّ، وفي: أمْسَجْتُ وأمْسَجَا، يريد به: أمْسَيْتُ وأمْسَيا (37) .
***
__________
(36) الممتع 1 / 354، ومثلها في لهجة أهل الخليج المعاصرة: أيَل - بدل أجَلْ، بمعنى نعم.
(37) ذكر ذلك وفصله ابن جني وابن عصفور والرضي وابن يعيش (الممتع 1 / 353 - 355، شرح الشافية 3/ 230، شرح الملوكي 330، وما بعدها) . وجاءت في شرح الملوكي: أمْسَتْ وأمْسى، وفي الممتع: أمْسَيْتُ وأمْسَيا وهو الصواب الذي أثبتناه، ووافقت شرح الشافية ما جاء في الأصل، وهو: أمْسَجْتُ وأمسى.
وهو جزء بيت من الرجز (سر الصناعة 1 / 194، والمصادر المذكورة، ونسبه بعضهم إلى العجاج) .

(1/99)