المفتاح في الصرف [الفعل]
الفعل ما دل على الحدث مع أحد
الأزمنةِ.
فالماضي:ما دلَّ على زمان قبل زمان إِخبارِك، ويسمى/ غابراً (1) ، [ظ
5] وهو مبني على الفتح، كفَعَلَ، ما لم يتصل به ضمير جماعة الرجال،
فإِن اتصل يُضَمُّ الآخرُ، نحو: ضربُوا، كما يُسَكَّنُ ذلك بالضمائرِ
التي في نحو: ضَرَبْنَ وضَرَبْتِ.
والمضارع: ما دل على زماني الحال والاستقبال، ويسمى حاضراً (2) أو
مستقبلاً، كيَفْعَلُ، ويعرف بأن تتعقب (3) على أوله الهمزة والنون
والتاء
__________
(1) انظر في تعريفه كتاب الأنموذج في النحو للزمخشري 96، وشرح المفصل
7/ 5، ومقابل هذه الكلمة في المخطوطة في أعلى يمين الصحيفة ختم دار
الكتب الوطنية الظاهرية.
(2) في الأصل غابراً، (انظر الأصول لابن السراج 1 / 41، 162) . وقد
يكون مصطلح الغابر صحيحاً كما استخدمه الجرجاني والميداني، إذ ذكر ابن
منظور أنّ الغابر: الماضي والباقي، فهو من الأضداد. (اللسان / غبر) .
وفي نزهة الطرف: "ويقولون للماضي: غابر وماض، وللمستقبل: مضارع وغابر
ومستقبل ". (نزهة الطرف 4) .
(3) لعلها تتعاقب، وفي الأنموذج للزمخشري (97) : "هو ما اعتقب في صدره
إحدى الزوائد الأربع ". وانظر شرح الملوكي 62، وشرح المفصل 7/ 6.
(1/53)
والياء. ويكون آخره مرفوعاً ومنصوبا
ومجزوماً، ما لم يتصل به ضمير جماعة النساء، نحو: يَضرِبْنَ (4) .
والأمرُ: ما دلَّ على الزمان الآني، كافْعَلْ، وليَفْعَلْ (5) ، وهو
مبني على السكون بغير اللاَّمِ، ومأخوذ من المضارع، وطريق أخذه (6) أنْ
تبتدئ (7) بالثاني متحرّكاً فيستغنى عن الهمزة [وأخواتها] (8) ،
كدَحْرِجَ في يُدَحْرِجُ. وإنْ كانَ ساكناً فاجْلِبِ الهمزةَ مضمومةً
لو ضمَّت عين المضارع، نحو: انْصُرْ في يَنْصُرُ، ومكسورةً لو كُسِرَتْ
هي أو فُتِحَتْ، نحو: اِضْرِبْ و: آِمْنَعْ، في: يَضْرِبُ وَيمْنَعُ.
فَأمَّا أكْرِمْ بفتح الهمزة في: يُكْرِمُ، فلأنَّ الأصل فيه:
يُؤَكْرِمُ، بالهمزة، حذفت لاستثقال توالي الهمزتين (9) .
__________
(4) فيبنى على السكون. وما لم تتصل به نون التوكيد الخفيفة أو الثقيلة،
فيبنى على الفتحة (سيبويه 3/ 518 - 519) .
وثمة خلاف بين النحويين حول بنائه وإعرابه في حال مباشرة نون التوكيد
آخره أو عدم مباشرتها. (شرح ابن عقيل 1 / 39) ، ويبدو أنّ عبد القاهر
اختار إعراب المضارع وعدم بنائه إن اتصلت به نون التوكيد.
(5) في الأنموذج للزمخشري: الأمر: هو ما يأمر به الفاعلُ المخاطبَ على
مثال " افْعَلْ ". . .، وباللاّم، نحو: لِيَضْرِبْ ... (97 - 98) ،
وانظر شرح المفصل 7/58، 59.
(6) في الأصل "آخره " وهو تحريف وتصحيف.
(7) في الأصل تبتدأ.
(8) نقصد (بأخواتها) حروف المضارعة الثلاثة الأخرى، وهي النون والياء
والتاء.
(9) ذكر الميداني أنهم حذفوا الهمزة لأن ذلك مستثقل عندهم، لئلاّ يختلف
طريق الفعل، وفتحوا الهمزة فرقاً، وربما استعمله الشاعر على الأصل،
كقوله:
. . . . فإنَّه أهْل لأِنْ يُؤَكْرَمَا (المقتضب 2/ 98) .
وكقوله: "وَصَالِيَاتٍ كَكَما يُؤثْفَيْن " (سيبويه 1 / 32، 408، 4 /
279، والمنصف 1 / 2 9، نزهة الطرف 27) .
(1/54)
ولا عبرةَ بالضَمَّةِ والكسرة العارضتين
المنقولتين في: اِمْشُوا، واُغْزِي، أصلُهُمَا: اِمْشِيُوا،
واُغْزُوِي. وقوله تعالى: *وقَرْنَ فِيْ بُيُوتِكُنَّ * (10) من
"اِقْرَرْنَ " نقلت حركة الرأءِ إلى القافِ، وحذفت إِحدى الرائين
لالتقاءِ الساكنين (11) ، وحذفت الهمزة للاستغناء عنها، فصار قَرْنَ،
أوْ هو من وَقَرَ يَقِرُ/، لأنَّ الواوَ تحذفُ إِذا وقعت بين ياءٍ
وكسرةٍ (12) .
والنهي (13) : ما آنجزم بـ "لا"، نحو: لا تَفْعَلْ، وهو الحمل على
الامتناع، كما أنَّ الأمرَ الحملُ على الفعل.
والنفي: ما لم ينجزم بـ "لا"، نحو: لا يَفْعَلُ، ومعناه الإخبارُ عن
معدوم.
والجحد (14) : ما انجزم بـ "لَمْ " نحو:..... (15) .
__________
(10) الأحزاب 33.
(11) في الأصل " الساكنان "، وهو تحريف.
(12) هذه علة البصريين، وللكوفيين علة أخرى. (انظر كتاب الإنصاف في
مسائل الخلاف م 112) .
(13) ذكر ابن يعيش أن "لا تفعلْ " بناء يختص به النهي، وزمانه
المستقبل. (شرح الملوكي 63) .
(14) الجحد: هو نفي ما في القلب ثباته، وإثبات ما في القلب نفيه، وليس
بمرادف للنفي من كل جهة. (الكليات لأبي البقاء الكفوي 2/ 178) . والجحد
في المعاجم: إنكار الشيء مع العلم به. وقال الكفوي: "والنافي إن كان
صادقاً يسمى كلامه نفياً، ولا يسمى جحداً، وإن كان كاذباً يسمى جحداً
ونفياً". (الكليات 4/ 334) .
والجحد مصطلح كوفي. (معاني القرآن للفراء 1 / 52، 117، 175 وغيرها)
وانظر كتاب حروف المعاني للزجاجي - الدراسة 32) . وانظر الجحود بلم،
والنفي بلا (نزهة الطرف 46) .
(15) سقط من الأصل كلام، لعله: "لم يفعل ".
(1/55)
[والمتعدِّي] (16) : ما جاوز الفاعل،
كنَصَرْتًهُ، وضَرَبْتهُ، وُيسَمَى واقعاً ومجاوزاً.
واللازم: ما يلزم الفاعل فلم يتجاوزه، نحو: قَامَ وقَعَدَ، ويسمّى غير
واقعٍ، ومطاوعاً، وهو: يَصْبِرُ، وكَرُمْتُ (17) ، ومَرَرْت بزَيْدٍ.
والمتصرّف: ما يجيء له الأمثلة (18) .
والجامد: بخلافه، كنِعْمَ وبِئْسَ، وعَسَى، ولَيْسَ، وحَبَّذَا،
وفِعْلَي التعجبِ.
والمبني للفاعل: ما فتح أوّله، كخَرَج (19) ، نحو: آنْطَلَقَ،
واسْتَخْرَجَ، ولا عبرة للهمزة لأنَّها تسقط في الدَّرْجِ.
ومن المضارع: ما فتح أوّله، كيَضْرِبُ ويَسْتَخْرِجُ، إِلَّا في:
"يُفَاعِلُ، ويُفَعِّل، ويُفَعْلِلُ، وُيفْعِلُ "، فإنّ الأصل فيها
(20) يُؤفْعِلُ.
__________
(16) زيادة تقتضيها سلامة المعنى وتمامه، إذ سقطت هي وما قبلها من
الأصل. وانظر في تعريفه شرح المفصل 7/ 62.
(17) في الأصل "وكرمة" بالتاء المربوطة، وهو تحريف.
(18) المقصود بالأمثلة: الماضي والمضارع والأمر.
وذكر ابن يعيش أنّ المتصرف ما يأتي منه مضارع واسم فاعل (شرح المفصل 7/
111، 127) . وذكر عبد القاهر في غير هذا الكتاب: "أن معنى امتناع
التصرف أن لا يأتي من الماضي المضارعُ واسم الفاعل والأمر والنهي ".
(المقتصد في شرح الإيضاح 1 / 355) .
(19) لعل كلاماً سقط بعدها، وقد يحسن "وما فتح ثالثة في الأفعال
المبدوءة بهمزة الوصل ".
(20) في الأصل "فيهما".
(1/56)
وللمفعول (21) : ما ضُمَّ أوّله، وفتح ما
قبل (22) آخرهِ في المُجَرَّدِ، أو المُنْشَعِبَةِ، كيُضْرَبُ، غالبا
من "فَعَلَ " بفتح العين في الماضي، وكسرها وضمّها، وفتحها في المضارع،
على ... (23) .
فَاعِل: كضَارِب، ونَاصِر، ووَاقِف (24) ، وشَذَّ: حَرِيص، ومَلِك،
ومِسْكِين (25) ، وأشْيَب، وبَيُّوت (6 2) ، ومُشْتَمِل من أشْتَمَلَ
(27) من القوم، ولُعَنَة (28) .
__________
(21) يقصد: المبني للمفعول، أو ما لم يسم فاعله، أو المبني للمجهول.
وذكر هنا بناء المضارع للمفعول وهو الذي يُفْتَح ما قبل آخره، أما
الماضي فيكسر ما قبل آخره. وذكر المصنف نفسه في كتابه (المقتصد) أن كل
فعل بُنِيَ للمفعول به ضُم الصدر منه إذا كان حرفاً يثبت في الوصل
والابتداء. . . . فإن كان في أول الفعل همزة وصل كان الضم في أول
المتحركات منه،. . . . . . . وذلك لأجل أن الهمزة لا تثبت في الإدراج،
وإنما تكون في الابتداء فقط، فلما كان كذلك جعل الضمة في أقرب
المتحركات إلى الصدر،. . . . وأما ضَمَة الهمزة - في أنْطُلِقَ
وأسْتُخْرِجَ فللإتباع، والمقصود ضم التاء. . . . وقولنا "بُنِيَ الفعل
للمفعول به " دلالة على هذا التغيير، وإخبار بأن الفعل لمّا أرِيدَ
إسناده إلى المفعول بُنِيَ بناء مخصوصاً. المقتصد في شرح الإيضاح (1 /
345) .
(22) "ما قبل " مكررة في الأصل.
(23) هكذا في الأصل، ولعلّ فيه نقصاً، ويناسب في هذا المقام:
"يُفْعَلُ، و. .،
(24) في الأصل محرفة: "وواصعب ".
(25) في اللسان / سكن: "المِسْكين والمَسْكين (بكسر الميم وفتحها)
والأخيرة نادرة، الذي لا شيء له،. . لأن مِسكين في معنى فاعل،. . . وهو
مفعيل من السكون، مثل المنطيق من النطق ".
(26) أمر بيوت: يبيت عليه صاحبه، وخبز بائت وبيوت. (اللسان / بيت) .
(وانظر بعض الشواذّ في شرح التصريح 2 / 78) .
(27) في الأصل "ومسمل من سمل " بالمهملتين، ولم أستطع الاهتداء على طول
البحث، ولعلّ ما أثبتناه صواب.
(28) اللُعَنَة (بفتح العين) الكثير اللعن للناس، واللُعْنَة
(بإسكانها) الذي لا يزال يلعن لشرارته، الأول فاعل، والثاني مفعول.
(اللسان / لعن) .
(1/57)
والمبالغة منه: ضَرُوب، وفَرَّار،
ومِحْرَب، ومِطْعَان، ومِنْطِيق (29) ،
[ظ 6] وخِطِّيب (0 3) ، وشدَّ من (1 3) / "أفْعَلَ ": دَرَّاك،
حَسَّاس. ورَثَّاء (32) ، وجَبَّار، وألِيم، وسَمِيع، وبَصِير. وذلك
يجيء غالبا من "فَعِلَ " بكسر العين في الماضي، وفتحها وكسرها في
المضارع، على: فَعِلٍ، وفَعِيل، وفَاعِل، وأفْعَل، كحَذِر، وسَمِين،
وشَارِب، وأقْرَع، وشَذَّ ضَرَّاب وعُرْيَان وضُحَكَة، وعَطْشَان
مُبَالَغَة عَطِشَ.
وأيضاً يجيء غالبا من "فَعُلَ " بِضمِّ العينِ في الماضي والمضارع على
فَعِيل: كعَظِيم وكَرِيم وشَرِيف، وشَذَّ: سَهْل ومِلْح وجَبان وحَسَن
وفَارِه وأحْمَق.
ومن الرباعي (33) والمنشعبة مطلقاً: تضعُ موضعَ حرف المضارع ميماً
مضموماً، ويكسر ما قبل آخره، كـ: مُدَحْرِج، ومُكْرِم ومُتَدَحْرِج
(34) . وشَذَّ: مُسْهَب، وعَقْوق (35) ، ونَتوج، وبَاقِل، ووَارِس،
وعَاشِب، ومَاحِل،
__________
(29) في الأصل "ومنطق "، وفي اللسان / نطق: "المنطيق: البليغ ".
(30) هو خِطّيب المرأة، والجمع خِطِّيبون. (اللسان / خطب) .
(31) "وشذّ من " مكررة في الأصل.
(32) في اللسان / رثي: امرأة رثّاءة ورثّاية: كثيرة الرثاء لبعلها، أو
لمن يكرم عندها.
(33) بعدها في الأصل: "ميماً مضموماً وتكسر ما قبل آخره كدحرج " وقد
شطب الناسخ هذه العبارة بخط فوقها.
(34) في الأصل "كدحرج ومكرم ومدحرج " وهو تحريف في الكلمة الأولى
والثالثة.
(35) من أعَقَّت الفرس فهي عَقوق إذا حملت (حاشية يس على شرح التصريح
2/ 79) .
وعُدّت هذه كلها شواذّ لأنها من أفعال رباعية أو ثلاثية مزيدة بواحدة،
فخرجت صيغ اسم الفاعل منها على القياس المعروف المذكور.
ومثل:"مُسْهَب:مُحْصَن ومُلْفَج ".
(1/58)
ويَافِع، ولاقِحَة (36) ، وثنْي (37) ،
وحِقّ (38) .
واسم المفعول: ما دلَّ على من وقع عليه الفعلٍ، وهو من الثلاثي على وزن
المفعول لفظاً أو تقديراً، كـ: مَنْصُور، ومَقول. وشَذَّ: قَتِيل،
ونَفَض (39) ، وذِبْح (4) ، وهُزْأة (41) بالتسكين.
ومن الرباعي والمنشعبة مطلقاً تضع موضع حرف المضارعة ميماً مضموماً،
وتفتح ما قبل آخره، كمُدَحْرَج، ومُكْرَم، ومتَدَحْرَج.
ونحو: مُخْتَار ومُحَابّ (42) ومُضْطَرّ، يَصْلُحُ فَاعِلاً
ومَفْعُولاً، بتقدير كسر العين وفتحها.
واسم زمان الحدث ومكانه: يبنى على "مَفْعَل " بفتح الميم والعين
__________
(36) ريح لاقِح كسر كاتِم وماء دافِق، فجاز فاعل لِمُفْعِل، إذ لم يزد
البناء على الفعل، ورياح لواقح لا مَلاقح، وهو من النوادر (اللسان /
لقح) .
(37) الثّنيّ من النوق أو النساء إذا وضعت بطنين، وولدها الثاني
ثِنْيها، والجمع ثناء (عن سيبويه) وأثناء. (اللسان / ثني) .
(38) الحِقّ: مَن وصل إلى سنّ البلوغ، ومن أولاد الإبل ما وصل إلى سنّ
الثالثة أو الرابعة واستحق أن يُرْكَب وُيحْمَل عليه، والمؤنث حِقَّة،
والجمع حقاق. (اللسان / حق) .
(39) ما تساقط منه الورق أو الثمر، وهو "فَعَلٌ " بمعنى مفعول (اللسان
/ نفض) .
وفي شرح الأشموني وحاشية الصبان عليه: "قِنَص " (شرح الأشموني 2/ 315-
316) .
(40) بمعنى المذبوح، أو ما أُعدّ للذبح، قال تعالى "وفديناه بِذِبْحٍ
عظيم ".
ومثلها السفْر والزبْر (شرح الشافية 1 / 162، واللسان / ذبح) .
(41) هُزْأَة: بتسكين الزين: يهزأ به، فهو مفعول.
وهُزَأَة (بفتحها) : يهزأ بالناس. (اللسان / هزأ) .
(42) ومثلها: متحابّ، ومعتدّ ومنصبّ ومنجاب، فهي جميعها تصلح فاعلا
ومفعولا.
(1/59)
[و 7] من: يَفْعُلُ / بضمِّ العين،
كمَقْتَلِ الحسين رضي الله عنه، لزمان القتل ومكانه. وكذا من المعتلِّ،
كالمَثْوَى (43) والمَدَبّ (44) ، والمَقَام، وهذه للمصدر (45) أيضاً.
وعلى "مَفْعِل " بكسر العين من "يَفْعِل "، كمَضْرِب، ويُفْتَح (46) ،
وكذا من المعتلِّ الفاءِ (47) ، كالمَوْضِعِ والمَوْعِدِ والمَوْسِم،
من وَسُمَ يَوْسُم.
وبفتح العين في: مَضْرَب للضِّراب. وشَذَّ: المَسْجِد والمَسْكِن
والمَنْبِت والمَفْرِق والمَسْقِط (48) بالكسر، وقياسها الفتح، لأنها
من يَفْعُل بالضمِّ، والقياس الفتح في الجميع لما ذكرنا.
__________
(43) ذكروا أنَ الفراء قال في أوي: مَأْوِي الإبل، على مَفْعِل بالكسر
(شرح المفصل 6/ 108 - 109) ، وقد يفتح، وذكر ابن قتيبة اسماً آخر
هو"مَأْقِي العين "، وقال فيهما "فإن العرب قد تكسر هذين الحرفين، وهما
نادران ". (أدب الكاتب 554) .
(44) لعلها "والمردّ" لأن في سيبويه 4 / 89: "والمردّ والمكر"، وفي
الأصل "والمد"، وما أثبتناه في الأصل من شرح الشافية 1 / 182، وأدب
الكاتب 552.
(45) في الأصل "اللمصدر" وهو تحريف، (انظر تفصيل ذلك في سيبويه 4/ 87)
.
وعلى "مَفْعَل " ما كان مفتوح العين كمَشْرب (الهمع 2/ 168) .
(46) في الأصل "ومفتح "، ولا أراها مناسبة هنا.
(47) اشترط بعض النحويين أن تكون فاؤه معتلة بالواو (أدب الكاتب 554،
الهمع 2 / 168) .
كما اشترط بعضهم أن يكون معتل الفاء مكسور العين في المضارع، وذكر ابن
يعيش في ذلك أن اسم الزمان والمكان من المعتل الفاء المفتوح العين، فتح
عينه أقيس والكسر أفصح. (شرح المفصل 6 / 108) .
(48) ومثل هذه الأسماء الشواذ الخمسة: "المَشْرِق، والمَغْرِب،
والمَطْلِع، والمَرْفِق، والمَجْزِر والمَحْشِر والمَنْسِك ". (أدب
الكاتب لابن قتيبة 553، شرح المفصل 6 / 108، الهمع 2 / 186) ، وانظر
شرح الشافية 1 / 181.
(1/60)
وهما من الرباعي والمنشعبة كمفعولهما (49)
، كمُدَحْرَج ومُكْرَم. اسم الآلة على "مِفْعَل " بكسر الميم،
كمِحْلَب. و"مِفْعَال "، كمِفْتَاح، و"مِفْعَلَة" كمِكْسَحَة. وشَذَّ
مُدْهُن ومُسْعُط بضمَّتين (50) ، ومِنْخِر بكسرتين (51) .
وأمّا "مَفْعَلَة" بفتحِ الميم إذا بني للمكان يكون للكثرة كمَأسَدَة.
ومحْيَاة: الذي يكثر فيه الأسد والحيّة (52) . ولا يقال (53) هذه
للمكان الذي يكثر فيه الثعلب والعقرب، بل يقال: أرض كثيرة الثعالب،
وفاشية العقارب (54) .
* * *
__________
(49) بعدها في الأصل "إلا بفتح الميم هنا"، وهو خطأ.
(50) زاد ابن يعيش عليها: المُنْخُل، والمُدْهُن، والمُدُقّ (شرح
المفصل 6/ 112) ، وانظر المقتضب 1 / 203، 209، وزاد ابن الحاجب
المُحْرُضة (شرح الشافية 1/ 186) . ونسبها إلى سيِبويه (سيبويه 4/ 91)
، ومثلها مُنْصُل السيف ومُكْحُلَة. (أدب الكاتب 557) .
(51) ذكره سيبويه 4 / 91، وعلّق عليه السيرافي على هامش سيبويه (2) .
وانظر أدب الكاتب 555. وذكر ابن الحاجب المَنْخِر والمِنْخِر في أسماء
الزمان والمكان (شرح الشافية 1 / 181) .
(52) زاد سيبويه:مَسْبَعَة ومَذْأبَة، ومَفْعَاة ومَقثَأة (سيبويه 4 /
94) .
ومن قال "ثُعَالَة" عن الثعالب، قال: أرض مُثْعَلَة (سيبويه 4 / 9، شرح
المفصل 6/ 110) .
(53) هكذا في الأصل، ولعلها"تُقال " بالتاء.
(54) هذا الأصل، لأن "ثعلب وعقرب " ليستا من الثلاثي. وذكر سيبويه أنهم
- ربما - قالوا: أرض مُثَعْلَبَة ومُعَقْرَبَة. (4/ 94، شرح المفصل 6/
110) .
ويقول الرضي إنك تقول: مكان مُثَعْلِب ومُعَقْرِب ومُضَفْدِع
ومُطَحْلِب، وأضاف: ولم يُسْمَع مُثَعْلَبَة ومُعَقْرَبَة بفتح اللام،
فلا تظن أنّ معنى قول سيبويه "فقالوا على ذلك أرض مُثَعْلَبَة
ومُعَقْرَبَة" أنّ ذلك مما سمع، "ووافق سيبويه في مثعلة، ومثلها
معقرة". (شرح الشافية 1 / 188 - 189) .
(1/61)
[الاشتقاق]
الاشتقاق: نزع لفظ من آخر بشرط
تناسبهما معنىً وتركيبا، وتغايرهما
[ظ 7] في الصيغة بحرف أو بحركة، وأن يزيدَ المشتقُّ على المشتقّ منه /
بشيء، كضارب أو مضروب (1) ، يوافق "ضَرْبا" في جميع ذلك، فلا يقال:
ذئب: من سرحان، لفقد التركيب والمعنى الزائد (2) . ولا "ذَهَبَ " من
ذَهَبٍ، لفَقْدِ تغاير الصيغة، والمعنى الزائد. ولا "ضريب " بمعنى
المضروب من الضرب لاتّحاد الصيغة. ولا "شاهد" من "شهيد" لفقد المعنى
الزائد.
***
__________
(1) في الأصل: مضورب. وأطلق عليه ابن جني الاشتقاق الصغير، وعرفه: كأن
تأخذ أصلاً من الأصول فتتقرّاه فتجمع بين معانيه، وإن اختلفت صيغه
ومبانيه. (الخصائص 2 / 134) . وانظر الصلة بين التصريف والاشتقاق في
المنصف 1 / 3 - 4.
(2) لعل المعنى الزائد بينهما أن السرحان: اسم من أسماء الذئب، وقد
يطلق على الأسد.
(1/62)
[أبنية المصادر]
أبنية المصادر: من "فَعَلَ يَفْعِلُ
" بفتح العين في الماضي وبكسرها في المضارع، ضَرْب وعَجْز وكَذِب
وقَتْل وحَمْل وفَرْس وحَلْف، وضِرَاب وجَزَاء ومَضَاء وعَلَبَة
وسَرِقَة وحَمِيَّة وحِمَايَة، وزِنىً وهُدىً وشِرىً (1) وحِرْمان
وغُفْرَان وًليَّان (2) وجُلُوس وزَفْر وزَفِير (3) .
ومن "فَعَلَ يَفْعُلُ " بفتح العين في الماضي وبضمِّها في المضارع:
كُفْر وكُفْرَان، وشُكُور ومُكْث وقَتْل ونَصّْر وسَكْت وكِتَاب
وقِيَام وحِجّ وفِسْق وخَنْق وقُعُود ونَشْد (4) وطَهَارَة ودُعاء
وكِساء وصُراخ (5) وحِرَاسَة وعِمَارَة وكِتْمَان ونَبَات ونَزَوَان.
__________
(1) لعلها بشرى أو سرى (شرح الشافية 1 / 151، 157) ، وقد أورد غير عالم
ما أثبتناه. (شرح الشافية 1 / 158، ونزهة الطرف 18) .
(2) بفتح اللام وكسرها على ما ذكر أبو زيد. (شرح الشافية 1 / 159) .
(3) في الأصل "وفير" محرّفة بسقوط الزين، والصواب ما أثبتناه. (اللسان
/ زفر) .
(4) في الأصل "ونشدة"، وفيها مصدر آخر، هو: نِشدان.
(5) في الأصل "صراح " بالحاء المهملة، وهو تصحيف.
(1/63)
ومن "فَعَلَ " بفتح العين فيهما: مَنْع
وسَحْر ونُصْح ونَصَاحَة ونَصِيحَة ومَهَارَة وقِرَاءَة وهُدُوء (6)
ورُؤْيَة وسُؤَال ومُزَاح ودُعَابَة وسُنُوح وذَهَاب ورُجْحَان (7) .
ومن "فَعِلَ يَفْعَلُ " بكسر العين في الماضي وبفتحها في المضارع:
حَمْدٌ وعِلْمٌ وضِحْك وضَحِك بالتحريك أيضاً، وعَمَل وتَعَب وزُهْد
[و 8] و/ شُرْب وغِشْيان (8) ولُزُوم وصُعُود وقَبُول وكَرَامة وقَوىً
(9) وقُوَة وسَعَادَة.
ومن "فَعُلَ يَفْعُلُ " بضمّ العين فيهما: مَجْد، وكَرَم بالتحريك،
وحُسْن بضمّ الحاء، وحِلْم، وكَمَال وشَجَاعة، وصُعُوبَة، وعِظَم بكسر
العين.
ومن المنشعبة من [أفْعَلَ] إِخراج (10) .
ومن "فَعَّلَ " تَخْرِيج وتَكْرِمَة وتَوْصِيَة، وكِذَّاب وكِلَّام
نادر من "فَعَّل "، ووَدَاع وَسَرَاح اسم ينوب مناب التوديع والتسريح
(11) .
__________
(6) في الأصل "هُدْء" بالضمّ فالسكون، وسقوط الواو بعد الدال.
ومصدر هدأ يهدأ: هُدوء وهَدْء (بفتح الهاء) .
(7) مصدر رجح يرجح: رُجْحان ورُجوح ورَجاحة.
(8) في الأصل "عشيان " بالمهملة، وهو تصحيف، ومثّل الميداني لهذا
البناء بـ "نِسيان "، (نزهة الطرف 19) ومثل ابن قتيبة له بـ"غِشيان
وحِسبان " (أدب الكاتب 625) . وذكر الميداني مثالاً لمصدر هذا الوزن من
الأفعال، وهو "شَنئته شَنَانا"، وقال: هو نادر. (نزهة الطرف 19) .
وفي شرح الشافية 1 / 159: شَنْآن، بسكون النون.
(9) من قولهم: قَوِيَت الدار قَوىً: إذا خلت (اللسان / قوي) .
(10) بكسر الهمزة، فرقا بينه وبين الجمع، إذ الجمع: أخراج وأصباح
وأسرار، بينما المصادر: إخراج وإِصباح وإسرار.
(11) ذكر الميداني أن "فَعّل " قد يجيء على "فَعال "، وهو اسم [مصدر]
ينوب مناب المصدر كسَراح وسَلام وبَلاغ، كقوله تعالى: *وسرحوهنّ
سَراحاً جميلاً*، وقوله: *ما على الرسول إلا البلاغ *. (نزهة الطرف 21)
.
(1/64)
ومن تَفَعَّلَ:تَفَضُّل.
ومن فَاعَلَ: قِتَال ومُقَاتَلَة.
ومن كل باب: انْطِلاَق واحْتِسَاب واسْتِخْرَاج (12) ، وتَغَافُل،
واسْتِحْيَاء من "استحى" بياء واحدة، وقيل من: اسْتَحْيَيْتُ بياءين
(13) ، قلبت الأولى ألِفاً لانفتاح ما قبلها، فحذفت لالتقاءِ الساكنين،
فالأمر من الأول: اسْتَحِ، ومن الثاني: اسْتَحْيِ. والتاء في "إِجَازَة
واسْتِجَارَة وتَوْصِيَة وتَسْلِيَة" عوض عن العين واللاّم فيها.
وتَحِيَّة، أصْلُهَا: تَحْيِيَة على "تَفْعِلَة"، نقلت حركة الياء إلى
الحاء، وأدغمت الياء في الياء.
ويكسرالعين للياء، في نحو: تَآبٍ وتَنَاجٍ وتَنَاءٍ وتَغَافٍ.
وتقلب الواو ياء في نحو: اعشيشاب واشهيباب واستيلاء، ولم تقلب في
اخْرِوَّاط واجْلِوَّاذ واعْلِوَّاط / للإدغام. [ظ 8]
ومن المنشعبة (14) : تَدَحْرج، واحْرِنْجَام واقْشِعْرَار.
[اسم المرّة] : وإذا كان المصدر من الثلاثي على "فَعْلَة" بفتح الفاء
يكون للمرّة، كَـ: قَوْمَة ورَحْمَة وخَشْيَة، وقلَّ: إِتْيانَة
ولقَاءَةَ (15) .
__________
(12) في الأصل "واستخرج " بسقوط الألف، وهو تحريف.
(13) يستحي - بياء واحدة- لغة بني تميم، ويستحيي - بياءين - لغة
الحجاز، وذكر أبو الحسن الأخفش أنًها الأصل (معاني القرآن للأخفش 52) .
(14) في الأصل "منشعبة"، ولعل الصواب "ومن منشعبة الرباعي ".
(15) ذكر الأزهري أن لِقاءةً وإتيانة شاذّتان، حكى ذلك عن سيبويه (شرح
التصريح 2 / 77) ، وذكر سيبويه أنّ إتيانة قليل، والاطراد على فَعْلَة.
(سيبويه 4 / 45) .
(1/65)
ومن غير الثلاثي على "إفْعَالَة" كَـ:
إعْطَاءَة وانْطِلاَقَة.
[اسم الهيئة] : وإذا كان على "فِعْلَة" بكسر الفاء يكون للنوع،
كالجلْسَة والركْبَة والمِيْتَة.
****
(1/66)
|