المنصف لابن جني ج / 2 ص -1-
بسم الله الرحمن الرحيم*
" تابع قلب الواو ياء في فعل إذا كان جمعا":
1قال أبو عثمان1:
وتقلب الواو ياء في "فُعَّل" إذا كان جمعا. قالوا: "صائم
وصُيّم، وقائل وقُيّل، ونائم ونُيّم". وإن شئت كسرت أول
هذا. وإثبات2 الواو في هذا أجود، وهو الأصل. ولكن3 الذين
قلبوا3 شبهوه "بعات وعُتِي، وعصا وعُصِي"4، لما كانت العين
تلي اللام.
قال أبو الفتح5: اعلم أن أصل هذا الجمع ألا يعتل؛ لأنه ليس
فيه ما يوجب القلب, ولكنه لما كان الواحد6 معتلا أعني:
"صائما وقائما"،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* هذا هو الجزء الثاني من المنصف وليس له بداية في ص، وك،
وع. وإنما هو فيها مع الجزء الأول جزء واحد، وهذه التجزئة
في ظ، ش. وقد صدر هذا الجزء الثاني في ظ بالعبارة الآتية:
"الجزء الثاني من كتاب التفسير التصريف عن أبي عثمان بكر
بن محمد المازني، تأليف: الشيخ الأديب عثمان بن جني النحوي
الأزدي رحمهما الله".
وبعدها: "بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين،
وصلواته على نبيه محمد وآله أجمعين". وصدر في ش بالعبارة
الآتية:
"الجزء الثاني من كتاب شرح تصريف أبي عثمان المازني،
تأليف: أبي الفتح عثمان بن جني، المسمى المنصف"، وبعدها.
"بسم الله الرحمن الرحيم" الحمد لله رب العالمين، وصلواته،
وسلامه على نبيه سيدنا محمد، وآله وصحبه أجمعين".
1، 1 ظ، ش: قال أبو عثمان المازني رحمه الله.
2 ظ، ش: فإثبات.
3، 3 ظ، ش: الذي قلبوه.
4 ع: وأعص.
5، 5 ظ: قال الشيخ أبو الفتح بن جني رحمه الله، ش: قال أبو
الفتح ابن جني رحمه الله.
6 ظ، ش: كالواحد، ولا يستقيم عليه المعنى.
ج / 2 ص -2-
وجاء الجمع وهو أثقل من الواحد، وقربت العين1 من
الطرف فأشبهت اللام في "عُتي" جمع "عات" قَلبت2، والأجود
"صُوَّم وقُوَّم".
"إذا جاور الشيء
الشيء دخل في كثير من أحكامه":
ويدلك على أن الشيء إذا جاور الشيء دخل في كثير من أحكامه
لأجل المجاورة: قولهم: "قِنْية3، وصِبْية4، وفلان من4
عِلية الناس، وهو ابن عمي دِنْيا، وصِبْيان". وأصل قِنية
من قَنوْت, وصِبية5 وصِبيان من صَبَوت, وعلية من علوت،
ودِنيا من دَنَوت، وقياسه6: "قِنْوة، وصِبوة، وصِبْوان،
وعِلْوة، ودِنْوا". ولكن لما جاورت الواو الكسرة قبلها
صارت الكسرة كأنها قبل الواو، ولم7 يعتد الساكن8 حاجزا
لضعفه.
ونظير هذا قولهم: "اُقْتل، اُدْخل"، ضموا الهمزة لضمة
العين9 ولم يعتدوا بالفاء9 حاجزا، لسكونها، فصارت الهمزة
لذلك كأنها قبل العين المضمومة، فضمت كراهة الخروج من
كسر10إلى ضم.
وقد دعاهم قرب الجوار إلى أن قالوا: "هذا11 جحر ضب خَرِب"
جروا الحرب وهو صفة للأول، وأنشدوا:
فإياكم12 وحية بطن واد
هموز12 الناب ليس لكم بسي14
15جر الهموز، وهو من16 صفة
الحية، لمجاورته17 لواد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ص: الواو.
2 قلبت: ساقط من ك.
3 ك، ع: قنية من قنوت.
4، 4 ساقط من ك.
5 وصبية: ساقط من ك.
6 ش: وقياسها.
7 ك: فلم.
8 ك: بالساكن.
9، 9 ظ: ولم يعتدوه ألفا، وهو خطأ. ش: ولم يعتدوا الفاء.
10 ش: ضم، وهو خطأ.
11 هذا: ساقط من ص، ك.
12 ك، ع: وإياكم.
13 هامش ش: هموس.
14 ظ: بن.
15، 15 ظ، ك: فجروا، ش: فجروا هموز، ع: فجروا الهموز.
16 من: ساقط من ظ، ش، ع.
17 ظ، ش: لمجاورتها.
ج / 2 ص -3-
ومن ذلك استقباحهم اختلاف1 حركات ما قبل حرف2
الروي إذا كان مقيدا -وهو المسمى: توجيها- نحو قول رؤبة3:
وقاتم الأعماق خاوي المخترق
ففتح4 ما قبل القاف4، 5 ثم قال:
ألف شتى ليس بالراعي الحمِق
فكسر ما قبلها5. ثم قال:
سرا وقد أوّن تأوين6 العُقُق
فضم ما قبلها.
وإنما صار هذا7 عندهم قبيحا وعيبا؛ لأن الحركة مجاورة
للقاف، فكأن اختلاف الحركات واقع على8 القاف. فكما أن
الإقواء عيب فكذلك استقبحوا اختلاف التوجيه, وأنا أبين هذا
مستقصى في شرح القوافي لأبي الحسن إن شاء الله.
فلذلك9 جاز في صُوّم: صُيَّم، لمجاورة العين اللام. وقال10
الشاعر:
ومعرض تغلي المراجل تحته
عجلت طبخته لرهط جُيّع
يريد: جُوَّعا.
وإنما أجازوا: "صِيّم" بكسر أوله؛ لأنه لما شُبّه بعتي في
القلب، كذلك شبه أيضا بعتي في كسر أوله.
فأما قول الشاعر:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ك: لاختلاف.
2 حرف: ساقط من ظ، ش، ك، ع.
3 ظ الرؤبة.
4، 4 ظ، ش: ما قبلها.
5، 5 ساقط من ظ، ش.
6، 6 ك: أذن تأذين.
7 هذا: ساقط من ظ، ش.
8 ظ، ش، ك، ع: في.
9 ك: فكذلك، ع: ولذلك.
10 ظ، ش: قال.
ج / 2 ص -4-
وبْرْذَوْنه بل البراذين ثفرها
وقد شربت من آخر1 الصيف2
أيِّلا
فأخبرني3 أبو علي: أن ابن حبيب قال: أراد4: لبن أيِّل وهو
يُغْلِم، 5وقال: ويُروى5 أُيَّلا، يراد6: جمع لبن آيِل.
أي: خاثر مثل: "حائل وحُوّل". وقال: وهو خطأ. وليس هذا
بخطأ؛ لأن فاعلا من هذا الباب - أعني المعتل العين7
بالواو- إذا جمع على فُعَّل كان القلب فيه مطّرِدا، وإن
كان التصحيح فيه8 أجود، فجائز أن يكون: أُيّل يراد به:
أوّل، ثم يقلب، كما يقال في "صُوَّم: صُيَّم"، وفي9
"جُوَّع: جُيَّع"9، وقال10 الأعشى:
11فبات عذوبا للسماء كأنه11
يوائم رهطا للعزوبة صُيّما
فدفع12 ابن حبيب لهذا التأويل ليس بمستقيم. وهذا
رأي أبي علي.
"إذا كان الجمع
على فعال لم تقلب فيه الواو ياء":
قال أبو عثمان:
فإذا كان هذا الجمع مثال13 "فُعَّال" لم تقلب فيه14 الواو
ياء؛ لأنها تباعدت من15 الطرف، وذلك: "صائم وصُوّام، وقائم
وقُوّام، ونائم ونُوّام".
قال أبو الفتح: تصحيحهم لهذا يدلك على أن صُيّما مشبه بعتي
لما
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ظ: لبن. وش: أول.
2 ك: الليل.
3 ص: أخبرني.
4 أراد: ساقط من ظ.
5، 5 ظ، ش: وقال: وقال يروى، ك: وقال: يروين.
6 ع: يراد به.
7 العين: ساقط من ظ، ش.
8 ظ، ش: الصحيح، "فيه" زيادة من ك.
9، 9 ظ، ش: جائع جوع.
10 ظ، ش: قال.
11، 11 ظ، ش والديوان "كأنما" بدل "كأنه". وظ، ش: "عروبا"
بدل: "عذوبا"، والفاء ضائعة من أول البيت في ص.
12 ص، ك: ودفع.
13 "مثال" زيادة من ك، ع.
14 فيه: ساقط من ك.
15 ك, ع: عن.
ج / 2 ص -5-
قربت العين من اللام ولم1 يفصل بينهما شيء ألا
ترى أن ألف "فُعّال" لما حجزت بين العين واللام بعدت2
العين، فلم يجز قلبها. وهذا هو القياس؛ لأنه لما كان
"صُوّم" مع قرب واوه من الطرف الوجه فيه التصحيح3 كان
التصحيح3 -إذا تباعدت الواو من الطرف- لا يجوز غيره.
وقد جاء حرف شاذ، وهو قولهم: "فلان في صيابة قومه".
4يريدون: في صُوابة4 أي: في صميمهم وخالصهم. وهو من صاب
يصوب: إذا نزل. كأن5 عرقه فيهم قد ساخ6 وتمكن، وقياسه
التصحيح, ولكن هذا مما هرب فيه من الواو إلى الياء لثقل
الواو، وليس ذلك بعلة قاطعة.
7وأنشد ابن الأعرابي لذي الرمة:
ألا طرقتتا مية ابنة منذور
فما أرق النيام إلا سلامها
وقال: أنشدنيه أبو الغمر هكذا بالياء، وهو شاذ، وحكى أن له
وجها من القياس7.
وأقول: إنك لو جمعت مثل: "شاو وجاو على فُعَّل" لصححت ولم
تعلل، وذلك قولك8: "جُوًّى وشُوًّى". ومن قال في "جُوَّع:
جُيَّع، وفي قُوَّم: قُيَّم" لم يقل إلا "جُوّى وشُوّى"
بالتصحيح.
وإنما لم يجز9 إعلال مثل هذا؛ لأنك قد أعللت اللام بأن
قلبها ألفا، فلم يجز9 إعلال العين، لئلا يجتمع على الكلمة
إعلال العين واللام جميعا، وهذا مرفوض في كلامهم، لم يجئ10
منه إلا أحرف شاذة، منها "شاء وماء"، وستراها إن شاء الله.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ظ، ش: لم.
2 ص، ظ، ش: قويت.
3، 3 ساقط من ظ، ش.
4, 4 في : ساقط من ص، ك، والجملة كلها ساقطة من ع.
5 ك: كأنه عرفه.
6 ك: شاع.
7، 7 ساقط من ظ، ش.
8 ظ، ش: قولهم.
9، 9 ساقط من ك.
10 ك: منها.
ج / 2 ص -6-
"مجيء فعلان وفعل على الأصل":
قال أبو عثمان:
ويجيء "فَعَلان وفَعَلَى" على الأصل، نحو: "الجَوَلان,
والحَيَدان". وفَعَلى1، نحو: "صَوَرَى، وحَيَدَى"، فجعلوه2
بالزيادة إذ3 لحقته بمنزلة ما لا زيادة فيه4 مما لم يجئ
على مثال الفعل4. نحو: "الحِوَل، والغِيَر, واللُّوَمَة"،
ومع هذا إنهم لم يكونوا ليجيئوا بها في المعتل الأضعف على
الأصل، ويعلوهما في المعتل الأقوى.
والأضعف5 نحو: "النَّزَوان، والغَلَيَان، والعَدَوان".
واللام أضعف من العين؛ لأنها آخر الكلام والعين أقوى منها
والفاء أقوى من العين.
قال أبو الفتح: قوله: فجعلوه بالزيادة إذ لحقته بمنزلة ما
لا زيادة فيه، نحو: "الحِوَل".
يقول: إن مثال "الحولان وصورى"، وما كان مثلهما قد امتاز
من مشابهة الفعل بما6 لحقه في آخره من الألف والنون وألف
التأنيث، وهذه الزوائد7 مما تختص به الأسماء دون الأفعال،
فجرى لذلك8 مجرى ما خالف الفعل بالبنية فصحح9 لمخالفته10
الفعل، نحو: "الحِول والعِوَض" فكما11 صحح العوض
لمخالفته10 الفعل بالبناء كذلك صحح12 "الجولان والحَيَدَي"
لامتيازهما من الفعل بما زيد في آخرهما من الألف والنون
وألف التأنيث، فكل واحد13 من هذه الأشياء
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ظ، ش، ع: والفعل.
2 ك: جعلوه.
3 ظ، ك: إذا.
4، 4 ساقط من ظ، ش.
5 والأضعف: ساقط من ش.
6 ظ: لما.
7 ك: الرواية.
8 ظ، ش: ذلك.
9 ك، ع: تصح.
10، 10 ساقط من ظ، ش.
11 ك: كا.
12 ك: صح.
13 ك، ع: واحدة.
ج / 2 ص -7-
تباعد عن الفعل بمعنى الفعل، فوجب تصحيحه، وإن
اختلفت المعاني فقد اتفقت في التباعد.
وإنما صحت اللام في "النزوان والغليان1"؛ لأنها لو قُلِبت
ألفا -وبعدها ألف فَعَلان2- لالتقى ساكنان فوجب حذف إحدى
الألفين، فكان اللفظ يصير بعد الحذف إلى2: "نَزَان،
وغَلان" فيلتبس، مثال فَعَلان بفَعال مما لامه نون، فكره
ذلك لذلك.
ثم إن اللام صحت لمعنى من المعاني والعين أقوى منها، كرهوا
إعلال العين القوية في هذا المثال الذي قد صحت فيه اللام
وهي ضعيفة، فلذلك3 لم يقولوا في "الجَوَلان: الجالان".
فهذا تفسير اعتلال أبي عثمان في تصحيح هذا الباب.
"مجيء فعلاء على
الأصل أيضا":
قال أبو عثمان:
"وفُعَلاء" بتلك المنزلة، نحو: "القُوباء، والخُيَلاء".
قال أبو الفتح: هذا المثال أجدر بالصحة؛ لأنه قد صُحّح4،
نحو: "سُوَلة وعُيَبَة"، وإن لم يكن فيه ألفا التأنيث،
فإذا جاءت فيه ألفا التأنيث كان أجدر بالصحة لتباعده بهما
من شَبَه الفعل، وإذا6 كانوا يعلّون: فَعَلا، نحو: "دارٍ،
وساقٍ"، ثم يصححون إذا جاءت في آخره الألف والنون، نحو:
"الجولان" فهم بأن يصححوا ما لو يجئ في آخره ألفا7 التأنيث
لكان بناؤه يوجب له التصحيح لبعده8 عن شبه الفعل -أعني
"القوباء، والخيلاء"- أجدر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 الغليان: ساقط من ك.
2، 2 ع: لوجب حذف إحداهما وصار اللفظ.
3 ظ، ش: ولذلك.
4 ك: صح في ، ع: صح.
5 ظ، ش: فإن.
6 ك: إذ.
7 ك ع: ألف.
8 ظ، ش: لتعريه.
ج / 2 ص -8-
"مجيء أحرف على فعلان معتلة":
قال أبو عثمان:
وقد جاءت أحرف على "فَعَلان" معتلة شبهوها1 بفَعَل2 ولا
زيادة2 فيه، وجعلوا هذه الزيادة في آخره مثل الهاء، وذلك
قولهم: "داران، وماهان*، وحادان"3، وهذا ليس بالقياس، ولا
الأصل، وهو4 شاذ يحفظ حفظا، ولا يجعل باب يقاس عليه.
قال أبو الفتح: يقول5: جعلوا الألف والنون في:6 "داران"
وماهان"6 بمنزلة هاء التأنيث في: "دارة، وقارة، ولاية"،
فكما7 أعلت8 هذه الأسماء ونحوها ولم يمنع11 من القلب هاء
التأنيث، كذلك9 قلبت في: "داران" ونحوه10. فإن قيل: ومن
أين أشبهت الألف والنون هاء التأنيث؟ قيل: من وجوه:
منها: أنك لو رخمت ما في آخره ألف ونون زائدتان، لحذفتهما
جميعا، كما تحذف هاء التأنيث. ألا ترى أنك تقول في عثمان:
"يا عم أقبل"، وفي مروان: "يا مرو أقبل"، كما تقول في
طلحة: "يا طلح أقبل".
ومنها: أنك12 تقول في تحقير13 "زَعْفران: زُعَيْفران"
فتحقر الصدر ثم تأتي بالألف والنون بعد، كما تفعل ذلك
بالهاء في نحو قولك: "سلسلة وسليسلة"14.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ك: شبهوه.
2، 2 في هامش ظ "ولأن زيادة نسخة".
* حاشية: في تفسير أبي سعيد: هامان، من هام يهيم، وهو بخط
أبي الفتح: ماهان، كما ترى كذا في هامش الأصل. ا. هـ
ناسخه.
3 ك: وحاران، ودالان.
4 ك: ولكنه.
5 يقول: ساقط من ك.
6، 6 ك: داران، وحاران، وماهان، ودالان.
7 ظ، ش: فلما.
8 ك: اعتلت.
9 ظ: لذلك.
10 ك: ونحوها.
11 ك. ع: من.
12 ظ: أن.
13 تحقير: ساقط من ك، ع.
14 ك: سليسلة.
ج / 2 ص -9-
فمن هذا وغيره جرت الألف والنون مجرى الهاء.
فان قيل: وما الدلالة على أن "داران، وماهان وحادان:
فَعَلان"؟ وهلا جعلتها2: "فاعالا" نحو: "ساباط وخاتام"
قيل: حمله على "فَعَلان" أولى، لكثرة "فَعَلان"، وقلة
"فاعال". وعل كل حال فتصحيح هذ هو القياس، ولكنه من الشاذ،
3لما تقدم3 قبل هذا الفصل من أنه قد خرج بهذه الزيادة من4
شبه الفعل كما يخرج إذا جاء على "فُعَل، وفَعَل5" من شبه
الفعل بالبناء.
"اطراد القلب في فعل جمعا":
قال أبو عثمان:
وقال الخليل: القلب في "فُعَّل" جمعا مُطَّرد، فهذا الذي
قلت6 لك من أنهم7 يختصون المعتل7 بالبناء لا يكون في غيره.
قال أبو الفتح: يريد بفُعّل باب 8"صُيّم وقُيَّم"8. وقد
تقدم ذكره. ويريد بمطرد: أنه مطرد في الاستعمال والقياس
جميعا. وكسرهم الصاد من صُيَّم مما خَصّوا9 به المعتل؛
لأنه لا يجوز10 في عاذِلٍ10: عِذَّل، ولا غاسل: غِسّل، ولا
بد من ضم العين.
"لم يأت مصدر
على فيعلولة إلا فيما كان معتلا":
قال أبو عثمان:
ومما اختصوا به المعتل في المصدر ولا يكون في غيره من
المصادر:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ك: وحاران، ودالان.
2 ص: جعلتهما.
3، 3 ك: المتقدم.
4 ك، ع: عن.
5 ك: أو فعل.
6 ك: ذكرت.
7، 7 ظ، ش: يختصون الفعل المعتل.
8، 8 ك: صوم، وقوم.
9 ك، ع: خص.
10، 10 ظ، ش، ك، ع: في جمع عاذل.
ج / 2 ص -10-
"كَيْنُونة، وقَيْدُودة، وصَيْرُورَة"،1 وأصلها
"فَيْعَلُولة"، نحو: "كيَّنونة، وقيَّدودة، وصيرورة"1،
ولكنهم ألزموه2 الحذف إذ بلغ3 الغاية في العدد إلا حرفا
واحدا.
قال أبو الفتح: اعلم أن أصل هذه المصادر: "فَيْعَلولة"4
لأنها كانت4 في الأصل: "كَيْوَنُونة، وقَيْوَدُودة،
وصَيْوَرورة"5، بوزن6: "عَيْضَمُوز، وحيزبون"، فاجتمعت
الواو والياء وسبقت الأولى بالسكون فقلبوا الواو ياء7،
وأدغموا فيها الياء الأولى7 فصارت8 في التقدير: "كيَّنونة،
وقيّدودة9"، فحذفوا الياء الثانية10 المنقلبة عن الواو
التي هي عين الفعل، فصارت قَيْدودة، وكَيْنونة،" وألزموه11
الحذف؛ لأنهم قد قالوا في "ميّت وهيّن: مَيْت. وهَيْن"،
فحذفوا عينَ الفعل مع أن الكلمة على أربعة أحرف، وخَيَّروا
بين الحذف والإثبات12، 13 فلما كانت "قَيدودة، وكينونة"
على ستة أحرف طالت، فألزموها14 الحذف، ولم يخيروا بين
الحذف والإثبات15، 13 كما فعلوا في "ميّت، وهيّن".
ومعنى قوله: ومما16 اختصوا به المعتل في المصدر ولا يكون
في غيره من المصادر: يريد: أنه لم يأت مصدر على
"فيعلولة"17 إلا فيما كان معتلا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1، 1 ساقط من ظ، ش، ع.
2 ظ، ش: ألزموا.
3 ظ، ش، ك: بلغوا. وع: إذا بلغوا.
4، 4 ظ، ش، ك، ع: وكانت.
5 ص: وصيرورة. ظ، ش: وصيرورة، والصواب ما أثبتناه.
6 ك: بمنزلة، ع: مثل.
7، 7 ش: فيه بدل فيها، ع: وأدغموها فيها.
8 ص، ع: فصار.
9 ك: وقيدوه، وصيرورة.
10 الثانية: ساقط من ك.
11 ظ، ش: وألزموا.
12 والإثبات: نسخة عن هامش ظ، ش، والنسخ الثلاث: والإتمام.
13، 13 ساقط من ش وظ.
14 ك: فألزموه.
15 ك: والإتمام.
16 ك: مما.
17 ظ، ش، ك: فيعولة.
ج / 2 ص -11-
ويريد بالمعتل هنا1: ما كان معتل العين دون
الفاء واللام.
وإنما اختص المعتل ببناء2 لا يكون في غيره؛ لأنه ضرب من
الكلام مباين لغيره من الصحيح، فكما اختلفت أحكامه في
الاعتلال بالانقلاب3 والحذف وغيره، كذلك أيضا جاءت فيه
أمثلة4 لا تكون في غيره من الصحيح.
وكما أن الأسماء الأعلام لما جاز في إعرابها ما لا يجوز في
إعراب غيرها نحو قولهم في جواب5 من قال: "رأيت زيدا, ومررت
بعمرو: ومن6 زيدا؟ ومن عمرو؟". كذلك7 أيضا جاءت فيه أمثلة
لا تكون في غيرها مما ليس علما، نحو: "مَوْهَب, ومَوْرَق،
وثَهْلل، ومَكْوَزة" وغير ذلك.
ومعنى قوله: إذا بلغوا الغاية في العدد إلا حرفا واحدا.
يريد: أن "كيَّنونة، وقيدودة"، على ستة أحرف، وغاية العدد
سبعة أحرف فإنما8 ينقص حرفا واحدا.
وشبيه بهذه المصادر -مما اعتلت عينه لوقوع الياء الساكنة
قبلها فألزم الحذف لطوله- قولهم: "ريحان، ورِيح رَيدَانَة"
وأصْلُهُما9: "رَيْوِحان، وريْوِدانة"، فقلبوا الواو ياء
لوقوع الياء الساكنة قبلها، فصار في التقدير: "رَيّحان10،
ورَيّدانة"، فحذفوا العين كما حذفوها في "كيّنونة"،
وألزموها11 الحذف لطول الكلمة كما فعلوا ذلك في "كينونة".
قال الشاعر:
سلام الإله وريحانه
ورحمته وسماء درر
وقال ابن ميادة:
أهاجك المنزل والمحضر
أودت به ريدانة صرصر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 هنا: ساقط من ظ، ش، ع.
2 ظ، ش: بالبناء.
3 ع: بالقلب.
4 ك، ع: الأمثلة التي.
5 ظ: جواز، وهو خطأ.
6 ش، ك، ع: من.
7 ظ، ش، ك: وكذلك.
8 ش، ك: وإنما.
9 ك: وأصلها.
10 ش: ريحانا
11 ظ، ش: وألزموا.
ج / 2 ص -12-
وريدانة1: من يراد يرود، أي: ذهب وجاء،
ورَيْحان: من الرّوْح.
وذهب الفراء2 إلى أن هذه المصادر2 إنما جاءت بالياء؛ لأنها
جاءت على أمثلة مصادر بنات الياء3 في أكثر الأمر، نحو: صار
صَيْرُورة، وسار سَيْرُورة وطار طَيْرورة. وبان بَيْنونة"،
ونحو ذلك. فأجريت4 "كينونة. وقيدودة" مجرى "سيرورة" فقيلت
بالياء حملا على بنات الياء. قال5: كما قالوا: "شكوته
شِكاية". فقلبوا الواو ياء6 لأنه جاء6 على مثال7 مصار بنات
الياء، نحو: "الرماية، والسِّعاية". قال: وأصلُ "فَعلولة8"
هنا: "فُعلولة" بضم الفاء. قال9: ولكنهم كرهوا أن10 تنقلب
الياء10 في "صيرورة، وطيرورة" ونحوهما واوا، لانضمام ما
قبلها، ففتحوا الفاء وأجروا بنات الواو هنا11 مُجْرى بنات
الياء؛12 لأنها داخلة عليها.
وهذا عند أصحابنا مذهب واه جدا12؛ لأنه لا ضرورة تدعو إلى
فتح الفاء لتصح العين.
ألا ترى إلى قول الشاعر:
مظاهرة نيا عتيقا وعوططا
فقد أحكما خَلْقا لها متباينا
فقال: "عُوطَطا"، فقلب13 الياء واوا13 لانضمام ما قبلها14
وكانت في الأصل: "عُيْطَطا"، فقلبت الياء واوا، لانضمام ما
قبلها14، وسكونها، ولم نرهم قالوا: "عَيْططا"، 15ففتحوا
العين لتصح الياء15.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ص: ريدانة.
2، 2 ظ، ك: في هذه المصادر أنها. ش، ع: في هذه المصادر إلى
أنها.
3 ك: الأربعة.
4 ك، ع: وأجريت.
5 قال: ساقط من ك.
6، 6 ظ، ك: لأنها جاء. ش: لأنها جاءت.
7 مثال: ساقط من ك، ع.
8 ك: فيعلولة.
9 قال: ساقط من ك، ع.
10، 10 ص، ك وهامش ظ: تنقلب الياء. وظ، ش، ع: يقلبوا
الياء.
11 ظ، ش، ك،: في هذا، وع: في هذا الموضع.
12، 12 ساقط من ظ، ش.
13، 13 ظ الواو أوا.
14، 14 ساقط من ظ، ش. أما ع فقد سقط منها: "فقلبت الياء
واوا لانضمام ما قبلها وسكونها".
15، 15 ع: بفتح الفاء لتسلم الباء.
ج / 2 ص -13-
وأيضا: فلو كان أصل: "طَيرورة: فُعلولة"
بضم الفاء. ثم إنهم كرهوا انقلاب الياء واوا لوجب أن
يكسروا الفاء، كما أنهم لما كرهوا1 أن تنقلب الياء واوا1
في جمع أبيض2 لانضمام ما قبلها2 كسروا الفاء3 لتصح العين،
فقالوا: "بِيْض"3، 4 ولم نرهم فتحوها5 فقالوا: "بَيْض"4.
وكذلك6 جميع ما كان مثل هذا. ألا تراهم قالوا6: "مبيع،
ومكيل. وعِصِيّ، ودِليّ، ومَرْميّ، ومَقْضيّ"، فأبدلوا7
الضمة في جميع هذا كسرة، لتسلم الياء بعدها. فكذلك كان يجب
أن يكسر8 أول بينونة، ونحوها على مذهب الفراء، كما رأيناهم
فعلوه9 في غير هذا مما10 ذكرته وما لم أذكره مما جرى11
مجراه10. فإن12 لم يكسروا وفتحوا12 دلالة على فساد قوله.
فإن قال قائل: لو كسروا لوجب أن يقولوا: صِيرورة، فيخرجوا
من الكسر إلى الضم، وليس بينهما إلا حاجز ضعيف، وهو الساكن
فرفضوا الكسر لذلك، وعدلوا إلى الفتح.
قيل: هذا خطأ غير لازم.. ألا ترى أنهم قالوا: "شيوخ
وبيوت"، فاستقبلوا13 الضم بكسر من غير حاجز، لما كانت
الكسرة عارضة فمن هنا14 لا يمتنع14 أن يقولوا: "صِيرورة"
ونحوها15 بالكسر؛ لأن الأصل16 الضم، كما أن أصل "بيوت"
الضم.
وأيضا: فإنه ادّعى أن في المصادر بناء17 فُعلولة، وهذا
مثال لا أعلمه جاء في المصادر وإن كان قد جاء منه شيء،
فما18 لا يعبأ به ولا يلتفت إليه لقلّته
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1، 1 ع: انقلاب الياء.
2، 2 - 3، 3 ساقط من ع.
4، 4 ساقط من ظ، ش.
5 ك: فتحوا.
6، 6 في ع: ما جرى هذا المجرى ألا ترى أن قولهم.
7 ع: فأبدلوا من.
8 ك، ع: يكسروا.
9 ك: فعلوا ذلك. وع: فعلوا.
10، 10 ساقط من ع.
11 ظ، ش، ك: يجري.
12، 12 ك: فإذا لم يفتحوا وكسروا.
13 ظ، ش: فاستثقلوا، وهو تحريف.
14، 14 ظ، ش: كان لا يمتنع.
15 ظ: ونحوهما.
16 ظ: أصل.
17 ع: مثال.
18 ظ، ش، ك، ع: مما
ج / 2 ص -14-
ونزارته. فهذا أيضا مما يدفع قوله ويوهنه،
فمن هنا كان مذهبه في هذا متعسفا غير موافق للصواب.
فإن قال قائل: فإن أصحابك أيضا قد ذهبوا إلى أن أصله
"فَيْعَلُولة"، وفيعلولة غير معروفة في المصادر. ولو كانت
فيعلولة، لوجب أن يوجد بعض ذلك في نثر أو نظم أو سجع، ولم
نرهم نطقوا بذلك.
قيل: لا ينكر أن يكون في المعتل أبنية مخصوصة به. ألا
تراهم قالوا في جمع "قاض وغاز: قضاة وغزاة"، فجمعوه على
"فُعَلَة" ولم نرهم فعلوا ذلك في الصحيح. إنما يجمعونه على
"فَعَلة" بفتح الفاء نحو: "كاتب وكَتَبة، وكافر وكَفَرة".
ولهذا نظائر.
فإن قال: فعَلى هذا لا ينكر أن يكون في1 المصادر المعتلة1
"فُعُلولة" كما ذهب إليه الفراء، وإن كان هذا2 غير موجود
في الصحيح.
قيل: قد تقدم القول في فساد هذا، وأنه لو كان "فُعْلُولة"،
لقالوا: "بُونُونة، وصورورة"، كما قالوا: "عُوطَطٌ". أو
كانوا3 إذا أرادوا سلامة الياء أن يكسروا ما قبلها،
فيقولوا: "صِيرورة"، فلا دلالة له4 تدل على أنه في الأصل
"فُعْلُولة".
فإن قيل: ولا لك دلالة تدل على5 أنّ أصل قيدودة5:
فَيْعلَوُلة؟ قيل: بلى. وهو6 أنهم قد حذفوا من نظير
"فيعلولة"، وهو قولهم "ميّت وهيّن". وأصل هذا "فَيْعِل"،
وفيعل7 قريب من "فَيعَلول8". وأيضا، فقد قالوا: "رَيّحان
ورِيح رَيدانة". وهذا "فَيْعَلان"، وهو أقرب9 إلى
فَيْعَلول".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1، 1 ظ، ش: المعتل.
2 هذا ساقط من ظ، ش، ك، ع.
3 ك، ع: وكانوا.
4 له: ساقط من ك، ع.
5، 5 ش: أن قيدودة أصله، وظ: أنه قيدودة أصله.
6 ك: وهم، ع: وهي.
7 ساقط من ك، وع: وأصل فيعل.
8 ك: فيعول.
9 ك: من.
ج / 2 ص -15-
1 على أن أبا العباس قد أنشد:
قد فارقت قرينها2 القرينه
وشحطت عن دارها الظعينه
يا ليت أنا ضمنا سفينه
حتى يعود3 الوصل كينونه
فهذه دلالة قاطعة على أنها4 "فَيْعلولة"1.
وشيء آخر يدل على أنه ليس أصل "بينونة: فُعلولة". وأنه5 لو
كان كذلك لقالوا: "بُونُونة": أن من يقول في "فُعْل" من
الياء6 بِيع، فيكسِر الأول، وهو الخليل إذا تباعدت العين
من الطرف قلبها7 واوا لانضمام ما قبلها وقُوَّتها بتباعدها
عن الطرف، فيقولون في "فُعْلَلٍ من كِلْت: كُوْلَل"، كما
قالوا: "عُوطَط"، والياء في بينونة، لو كانت عينا، وكان
المراد بالكلمة بناء8 "فُعْلُولة" لقالوا: "بُوْنُونَة"،
فقلبوا الياء واوا لانضمام ما قبلها وتباعدها عن الطرف.
وهذا كله يدفع أن تكون: فُعلُولة.
"اختلاف العلماء
في هين، ولين، وميت":
قال أبو عثمان:
9 فأما قولهم: "هَيْن، وليْن، وميْت" فإنما10 حذفوه11 وهم
يريدون: "هَيّن، وليّن، وميّت"، ولكنهم حذفوه12 استخفافا
كما حذفوا من نحو: "كَيْنونة، وقَيْدودة".
قال أبو الفتح: اختلف الناس أيضا13 في "ميّت" وما كان
نحوه:
فذهب أصحابنا إلى14 أنه "فَيْعِل" مكسور العين، كأنه كان
"مَيْوِت"،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1، 1 هذه السطور الأربعة تأخر ذكرها إلى ما بعد السطور
الثمانية الآتية في ظ، ش، ك، ع.
2 ك: قرنها.
3 ظ، ش: يكون.
4 ك، ع: كونها.
5 ك: أنه.
6 ك، ع: البيع.
7 ك: قبلها.
8 بناء: ساقط من ك.
9 ك، ع: وأما.
10 ك: فانهم.
11، 12 ظ، ش: حذفوا في الموضعين.
13 أيضا: ساقط من ك.
14 إلى: ساقط من ك.
ج / 2 ص -16-
ثم قلبت الواو ياء لسكون الياء قبلها، وجرت
الياء في فَيْعَل مجرى ألف فاعل، فأعلو العين1 بعدها، كما
همزوها2 بعد ألف فاعل، نحو: "قائم وبائع"؛ لأن الياء ثانية
ساكنة، وقبلها فتحة، كما أن الألف كذلك ثم إنهم لما3 أعلوا
العين بالقلب أعلوها أيضا بالحذف لضرب من الاستخفاف.
وأما4 البغداديون فذهبوا إلى أنه "فَيْعَل" بفتح العين
نُقِل إلى "فَيْعِل" بكسرها. قالوا: لأنا لم نر في الصحيح
بناء "فَيْعِل" إنما هو بفتح العين، نحو: "ضَيْغَم،
وخَيْفق، وصَيْرف"؛ وقد تقدم القول في أن المعتل قد يأتي
فيه5 من الأبنية ما لا يأتي في الصحيح؛ لأنه نوع على
حياله. ففيعل في المعتل عاقب6 "فَيْعَلا" في الصحيح، كما
عاقبت7 "فُعَلَة" في المعتل في جمع فاعل "فَعَلَة" في
الصحيح في جَمْعِهِ، نحو: "قاض وقُضَاة. وكاتب وكَتَبَة".
وبدل على أنهم لو أرادوا بميت بناء "فَيْعَل" لقالوا:
"ميت" بالفتح. ولما كسروا8 قولهم في بناء "فيعلان8:
هَيّبان وتَيّحان" بالفتح، ولم نرهم قالوا: هِيّبان"
بالكسر9، قال ابن أحمر9:
مستبشر الوجه بالأضياف مقتبل
لا هيبان ولا في رأيه زلل
وأنشد سيبويه:
ما بال عيني كالشعيب العَيَّن
فمجيء هذا على "فَيْعَل وفَيْعَلان"10 بفتح العين10 يدل على
أنهم لو أردوا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ظ، ش: العين، وهو الصواب. وص: الياء، وهو خطأ.
2 ك، ع: همزوا.
3 ظ، ش: كما.
4 ك، ع: فأما.
5 فيه: ساقط من ظ.
6 ك، ع: عاقبت.
7 ظ، ش: عاقب.
8، 8 ظ، ش كما لم يكسروا العين في بناء فيعلان في قولهم.
9، 9 ك: قال الشاعر وهو ابن أخمر، ع: قال الشاعر ابن.
10، 10 ظ، ش بالفتح، وبفتح العين: ساقط من ع.
ج / 2 ص -17-
بميّت وليّن1 ونحوهما باء "فَيْعَل"
لقالوا: "مَيّت، ولَيّن"، فالقياس ما عرفتك، وعليه العمل.
ويدل على أن من يقول2: "ميْت" هو الذي يقول3: "مَيّت"4 قول
الشاعر:4
ليس من مات فاستراح بميْت
إنما الميْت ميّت الأحياء
فأما قول الله تعالى:
{أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ}6،
ثم قال في موضع آخر:
{إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ
مَيِّتُونَ}7. فلا يدل على أن الذي يقول: "ميْت" هو
الذي يقول: "ميّت"؛ لأن القرآن قد8 جاء بلغات مختلفة وإن
كانت كلها9 فصيحة.
وقالوا في جمع "ميت: أموات"، فجمعوا "فَيْعِلا" على
"أفْعال" كما قالوا: "شاهد وأشهاد، وصاحب وأصحاب".
"مما قلبوا فيه
الواو ياء "ديار وقيام"":
قال أبو عثمان: ومما قلبوا فيه الواو ياء: "ديّار، وقيّام"
وإنما الأصل10 "دَيْوار، وقَيْوام"، ولكنهم قلبوا الواو
للياء الساكنة قبلها، كما قالوا "ميِّت، وسيِّد".
قال أبو الفتح: يريد أن أصل "ميّت وسيّد: مَيْوِت
وسَيْوِد". كما أن أصل "دَيار، وقيام: دَيْوار وقيْوام".
وأصل "ديّار" من الواو؛ لأن قولهم: "ما بها ديّار" أي: ما
بها أحد يدور بها11، كما قيل: ما بها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ع: وهين.
2، 3 ك: قال.
4 ع: وقوله.
5 ك: وأما.
6 صدر الآية 22 من سورة الأنعام 6.
7 الآية 3 من سورة الزمر 39.
8 قد: ساقط، من ك، ع.
9 كلها: ساقط من ظ، ش. وفي ع: كلها صحيحة.
10 ك: الأصل فيه.
11 بها: ساقط من ك.
ج / 2 ص -18-
"1طوئي، إنما هو من طاء يطوء"1 إذا ذهب وجاء ودار2.
وقرأ3 عمر بن الخطاب4، 5 رحمة الله عليه ورضوانه5:
"اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ القَيَّام6".
وأهل الحجاز يقولون للصوّاغ: الصيّاغ، فيبنونه على
"فَيْعال"، وأصله: "صَيْواغ".
"وبعض العرب
قلبت الواو ياء في قيوم وديور":
قال أبو عثمان: 7 وقال بعض العرب7: "قَيّوم ودَيّور"
فقلبوا8 أيضا وأصلها9 قَيْوُوْم ودَيْوُوْر" فقلبوه10 لذلك
وبنوه على: "فَيْعول وفَيْعال".
قال أبو الفتح: قوله: 11فقلبوه لذلك11، يقول12: لاجتماع
الياء والواو، وسبق الأولى بالسكون.
ونظير هذا قولهم للنجم: "العيُّوق"13، وأصله:
"العَيْوُوْق"13؛ قال سيبويه: وليس كل شيء عاق شيئا14 عن
شيء يقال له: "العَيّوق". فهذا يدلك على أنه من عاق يعوق،
وأنه من الواو.
فأما15 أيّوب، فقياسه16 -لو كان عربيا- أن يكون كعيّوق
"فَيْعولا" من: "آب يَؤوب"، فكأنه كان17 "أيْوُوب" ثم قلب
كعَيّوق، والهمزة فيه فاء بمنزلة عين "عَيّوق"، هذا هو
الأشبه به18 في بابه19 ليكون من همزة وواو وباء.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1، 1 ظ، ش "طوري إنما هو من طار يطور" و ع: "طوئي أي: ما
بها أحد من طاء يطوء".
2 ودار: ساقط من ظ، ش. وفي ك: ودار كذهب. و ع: ودار كذهب
وجاء.
3 ظ، ش: وذلك كما قرأ.
4 ابن الخطاب: ساقط من ك، ع.
5، 5 ظ، ش: رضي الله عنه. وك، ع: رحمه الله.
6 أول الآية 255 من سورة البقرة 2، والآية الثانية من سورة
آل عمران 3.
7، 7 ك، ع: وبعض العرب يقول.
8 ك: فقلبت.
9 ك: وأصله.
10 ش: فقلبوا.
11، 11 ساقط من ظ، ش.
12 ك، ع: يريد.
13، 13 وأصله العيووق: ساقط من ع.
14 شيئا: ساقط من ع.
15 ك، ع: وأما.
16 ش: وقياسه.
17 كان: ساقط من ظ، ش، ك، ع.
18 به: ساقط من ظ، ش، ك، ع.
19 ع: ببابه.
ج / 2 ص -19-
ويجوز أيضا أن يكون من همزة وياء وباء.
فيكون "فَيْعُولا وفَعُولا" جميعا، وإن كان هذا1 اللفظ غير
موجود في كلام العرب؛ لأنه لا ينكر أن2 يأتي في الأعجمية2
ما لا يكون مثله من الألفاظ العربية3، ولا سيما4 الأسماء
الأعلام نحو: "إسماعيل، وإبراهيم"؛ لأنها أبعد من كلام
العرب.
"زيلت فعلت":
قال أبو عثمان: وأما5 "زيلت" فهي "فَعَّلْت" من "زايلت"6؛
لأن "زايلت: بارحت"7، وقولك8: "ما زِلْت9: ما برحت"،
ويدلك10 على أنها "فَعَّلْت" قولهم في المصدر11:
"تَزْييلا" ولو كانت "فَيْعَلْت" كانت12 "زَيَّلَة" كما
تقول13: "بَيْطَرْت بَيْطَرة".
قال أبو الفتح: يقول: لفظ14 "زيَّلت" يصلح أن15 يكون
"فَيْعَلْت"، وفَعَّلْت16". فقولهم17 في المصدر:
"تَزْييلا" دلالة على أنه "فعَّلت"؛ لأنه يجري مجرى18:
"قطّعته19 تقطيعا، وكسّرته تكسيرا" فإذا20 كانت "زيلت:
فَعَّلت" فهي من الياء لا محالة؛ لأنها لو كانت من الواو،
لكانت "زَوَّلْت"20، مثل: "حَوَّلْت"21.
و"زال" في كلام العرب على ثلاثة أضرب:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ظ، ش: بهذا.
2، 2 ظ، ش، ع: تأتي الأعجمية.
3 ظ، ش، ك: في العربية.
4 ع: ولا سيما في.
5 ع: فأما.
6 ع: زايلته.
7 بارحت: ساقط من ع.
8 ك: وقولهم.
9 ك: ما زلت أي.
10 ظ، ش، ع: يدلك.
11 في المصدر: ساقط من ظ، ش، ع.
12 ك: لكانت.
13 ع: قالوا.
14 لفظ: زيادة من ظ، ش، ك، ع.
15 ظ، ش، ك: لأن.
16 وفعلت: ساقط من ظ، ش.
17 ظ، ش: وقولهم.
18 يجري مجرى: ساقط من ع.
19 ع: كطعته.
20 ظ، ش، ك، ع: إذا.
21 مثل حولت: ساقط من ع.
ج / 2 ص -20-
يكون فعل من "الواو"1 لقولهم: "زال يزول".
ويكون2 فعل من الياء، بمنزلة "باع" لقولهم: "زِلْت الشيء
أزِيلُهُ".
فإن قلت: أحمله على "فَعِلَ يَفْعِل"، إما من الياء. وإما
من الواو، فليس وجها. لقلة "فَعِل يفعِل" فيما اعتلت عينه،
وإنما جاء منه: "طاح يطيح. وتاه يتيه" فيما ذهب إليه
الخليل، وقد خولف فيه.
وأيضا: فإن الذي حمل الخليل على أن قال: إن3 هذا "فعِل
يفعِل" أنه سَمِع4: "هو5 أتوه منك6، وأطوح منك7" فقال: إنه
من الواو، ثم سمع المضارع بالياء: "يتيه ويطيح" فحمله على
"فعِل يفعِل" ضرورة. وليس في "زلت الشيء أزيله"8 ما يدل8
على أنه من الواو، فيحتاج فيه إلى أن يحمله9 على "فعِل
يفعِل".
فإن قلت10: إن قولهم: "زال يزول" يدل على أنه من الواو،
فهلا حملته على "فعِل يفعِل"؟
قيل: "زال يزول" غير متعد و"زِلته" متعد11. وإنما12 يتعدى
"زال يزول" بهمزة النقل في قولهم: "أزلته"، "فأزلته:
أفعلته" من زال "يزول". وقولهم: "زيلته تزييلا" يدل على
أن13 "زلته أزيله14" من الياء. وأنه ليس "فعِل يفعِل" من
الواو؛15 لأنه كان يكون زولته تزويلا مثل "طولته
تطويلا"15، ويقال16: "زل هذا من هذا،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ص، ظ، ش، ع: الزوال.
2 ك: ويكون على.
3 إن: زيادة من ظ، ش، ك، ع.
4 ظ، ش: قد سمع.
5 ك، ع: هذا.
6، 7 ش، ك، ع: منه في الموضعين.
8، 8 ك: ضرورة.
9 ص، ظ، ش، ع: يحمل.
10 ع: قيل فإن قلبت.
11 وزلته متعد: ساقط من ظ، ش.
12 ع: فإنما.
13 ك: إنه من.
14 أزيله: ساقط من ظ، ش.
15، 15 ساقط من ص، ك، ع.
16 ك: مثل. ع: يقال.
ج / 2 ص -21-
وهذا من هذا1" و"زال هذا من هذا" ويقال:
"زلته فانزال, ومزته فانماز" فزلته مثل: "مِزته"
و"زيَّلته" مثل "مَيَّزته" و"التنزييل كـ"التمييز" "فزلته"
رسيل2 "مزته" وهو من الياء مثله.
قال أبو النجم:
ينماز عنه دخل عن دُخَّل
والوجه الثالث قولهم: "ما ال يفعل" فهذه "فعِل يفعَل"،
بمنزلة "هابَ يهاب" وهي من الياء؛ لأن معنى "ما زلت: ما
برحت، وما زايلته: 3ما بارحته3" فهذا4 من الياء، كما أن
زايلت كذلك.
فأما5 قول الأعشى:
هذا النهار بدا لها من همها
ما بالها بالليل زال زوالها
فقد اختلف العلماء في نصب "زوالها".
فأما أبو عمرو فإنه كان يرويه زال زوالها6 بالرفع، ويقول:
أقوى الأعشى.
وأما أبو علي فأخبرني عن أبي بكر، عن أبي العباس قال:
معناه: زال الله زوالها، كما تقول: أزال الله زوالها؛
7فهذا قول البصريين والكوفيين.
وقال8 أبو عثمان:9 ارتحلت بالنهار وأتاه طيفها فقال: ما
بالها بالليل زال خيالها زوالها9.
وقال الأصمعي ما10 أدري ما هذا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1، 1 ظ، ش: ومن هذا. وهو خطأ. وهذا من هذا: ساقط من ك أما
ع: ففيها: ومن هذا من هذا.
2 ك: مثل.
3، 3 ظ، ش أي: ما بارحته.
4 ص، ظ، ش: فهي.
5 ش: وأما.
6 زال زوالها: ساقط من ك، ع.
7، 7 ساقط من ك، ومكانه في ع: هذا قول أبي العباس.
8 ك: قال. ع: وقال أبو العباس معناه.
9، 9 في كعب ظ تعليقا على هذا القول: هذا ليس من كتاب
التصريف للمازني.
10 ظ، ش، ك، ع: لا.
ج / 2 ص -22-
قال ثعلب: وقال غيره -يعني غير الأصمعي:
زال ذلك1 الهم زوالها. دعا عليها أن يزول الهم معها حيث
زالت2.
قال أبو علي: و"زال"3 هذه4 فَعَل، من الياء من "زِلت الشيء
أزيلُه". والزوال: التصرف والحركة؛ فكأنه قال: أذهب الله
حركتها كما قالوا: أسكت الله نأمته. والصوت: ضرب من
الحركة.
"تحيزت على
تفيعلت":
قال أبو عثمان: وأما5 "تحيزت" فهي تَفْيَعْلت؛ لأنها من
"حاز يحوز".
ولو كانت تفعّل، لكانت" تحوّز، والمصدر "التحيُّز" وهو
تَفْيْعُل ملحق بتدحرج.
قال أبو الفتح: أصل "تحيّزت: تَحَيْوَزْت" فانقلبت الواو
ياء؛6 لوقوع الياء الساكنة قبلها6، ولو كانت تَفَعَّل.
لكانت7 "تَحَوَّز8، كما قال الله9 تعالى:
{وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ
الْأَقَاوِيلِ}.
10 وكذلك أصل "التحيز: التَّحَيْوز. 11 والعلة في قلب
الواو واحدة11 فتحيّز كتفَيْهَق12, 13ملحق بتدحرج. والتحيز
مثل التفيهق13 ملحق بتدحرج14"10.
15 فأما 16 قول الله16 تعالى:
{وَلَوْ تَقَوَّلَ
عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ}15.
فإن17 سأل سائل فقال: 18ما ننكر أن يكون18 "تَفَعْوَل"
مثل:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ذلك: ساقط من ظ، ش.
2 ك، ع: زالت فهذا قول البصريين، والكوفيين.
3 ك: زال.
4 ع: هذا.
5 ظ: وإنما. ع: فأما.
6، 6 ع: وأدغم.
7 ظ، ش: لكان.
8 ع: تحوزت.
9 لفظ الجلالة "الله" ساقط من ع، وهي الآية 44 من سورة
الحاقة رقم 69.
10، 10 ساقط من ظ، ش - 18 كلمة.
11، 11 ساقط من ع 5 كلمات.
12 ك، ع: مثل تفيهق.
13، 13 ساقط من ع 5 كلمات.
14 ك: بالتدحرج.
15، 15 ساقط من ش، وآخره وهو: بعض الأقاويل، لم يرد في ص،
ع، وأثبتناه عن ظ.
16، 16 ع: قوله.
17 ع: فلو.
18، 18 ع: أهو.
ج / 2 ص -23-
"تَرَهْوَك"1، أو "تفَوْعَل" مثل "تصَوْمَع"؛2 "لأن لفظ:
"تَفَعَّل، وتَفَوْعَل، وتَفَعْوَل2 -3 من الواو التي هي
عين- واحد4؟
قيل: حمله على "تَفَعَّل" أولى5 من "تَفَوْعَل،
وتَفَعْول5"3 من وجهين:
أحدهما: أنه أكثر6 من "تَفَوْعَل، وتَفَعْوَل"6. ألا ترى
إلى كثرة تقطع وتكسر، وقلة تَصَوْمَعَ وتَرَهْوَك7.
8والوجه الآخر8: أن "تقَوَّل" بمنزلة9 "تكَذَّب,
وتأفَّك10" فكما أن هذه: "تَفَعَّل" فكذلك: "تَقَوَّل"؛
لأنها11 قريبة من معناه.
"فيعل من القول
والبيع: بيع وقيل":
قال أبو عثمان: وتقول في "فَيْعَل" من القول، والبيعِ:
"بَيَّعَ, وقَيَّل" إن كان فعلا أو اسما. وقد بينا علة هذا
فيما مضى من الكتاب.
قال أبو الفتح: يقول12: لا فصل بين الاسم والفعل في قلب
الواو13 لأجل سكون13 الياء قبلها. وأصل "قَيّل: قَيْوَل"،
وقد مضى شرح هذا. والياء الأولى 14من "بَيَّع"14 بمنزلة
الياء في15 "قَيْوَل"، وليست عينا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ص، ك: ترهول، باللام. ولم نجده.
2، 2 ع: أو تفعل مثل تكرم؛ لأن اللفظ بهذه الأمثلة كلها
واحد إذا كانت.
3، 3 ساقط من ظ، ش 14 كلمة.
4 واحد: ساقط من ع.
5، 5 - 6، 6 ساقط من ع في الموضعين 30 كلمة.
7 ص: وترهول. والحرف الأخير وهو اللام أو الكاف غير ظاهر
في ع.
8، 8 ع: والآخر.
9 ظ، ش: هو بمنزلة.
10 وتأفك: ساقط من ظ، ش, وفي ك: وتأبل.
11 ك: لأنه.
12 يقول: ساقط من ظ، ش.
13، 13 ك: لكون.
14، 14 من بيع: ساقط من ظ. وهو في ك: بيع.
15 ع: من.
ج / 2 ص -24-
"فعول من البيع: بيع":
قال أبو عثمان: وإذا1 بنيت "فَعْوَل" من البيع. قلت:
"بَيَّع" أيضا، والأصل "بَيْوَع"2 فقلبت لواو ياء3 للياء
الساكنة التي4 قبلها2، 5وهي من5 "قلت: قَوّل" يستوي لفظها
ولفظ "فَوْعَل"6 من البيع والقول.
قال أبو الفتح: قد تقدم قولنا في اتفاق الألفاظ، واختلاف
الأمثلة المحاولة7. وسيأتيك أشباه هذا في باقي الكتاب،
فإذا ورد8 فلا تستنكره9. فإنه من كلام العرب.
"مثل يبطر من
البيع: بيع":
قال أبو عثمان: وقال الخليل: لو10 قلت من البيع مثل:
"بَيْطَر" لقلت: "بَيَّع"، 11ومن "قُلْت: قَيَّل". فإن قلت
من هذا: "فُعِل12"11 مثل "بوطِرَ" فبنيته بناء ما لم يسم
فاعله قلت "بُويِع. وقُووِل" ولا تدغم؛ لأنك جعلت الحرف
الأول مدا، فصار بمنزلة فُوعِل من فاعل.
قال أبو الفتح: يقول: جعلت13 الياء في "فَيْعَل" بمنزلة
الألف في "فاعل"؛ لأن الياء قريبة من الألف، وهي ثانية
زائدة ساكنة، كما أن الألف في "فاعل" كذلك.
وقد انقلبت في "بُوطِر" واوا؛ لسكونها، وانضمام ما قبلها،
كما تنقلب إذا نقلت "فاعل14" إلى "فَوْعَل". فجرت الياء
مجرى الألف.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ظ، ش: فإذا.
2، 2 في ع: والعلة في القلب واحدة.
3 ياء: ساقط من ظ، ش.
4 التي: ساقط من ظ، ش.
5، 5 ك: ومن.
6 ع: فيعل، وهو غير مراد.
7 ك: المجاورة.
8 فإذا ورد: ساقط من ك، ع.
9 ك، غ: تستكرهه.
10 ك: ولو.
11، 11 ك: ولو قلت من هذا فوعل.
12 ش: فوعل.
13 ش: لو جعلت.
14 ظ: في فاعل.
ج / 2 ص -25-
فكما1 تقول في "بايَعَ: بُويع". ولا تدغم؛
لأن الواو ليست لازمة لقولك في الأصل "بايَعَ"، فكذلك تقول
في "فُعِل" من "فَيْعَلَ" من "بِعْتُ: بُوِيع"، فتجري2 ياء
"فَيْعَل" مجرى ألف "فاعل"، ولا3 تقول: "بُيِّع" في شيء من
ذلك؛ لأن الواو ليست في "بُوِيع" أصلا، إنما هي منقلبة من
ياء أو ألف، ولئل يشبه "بُيِّع" فُعِّل من "البيع".
وكذلك لو بنيت "فُعِل"4 من "فَوْعَل" من "بِعْت" لقلت
أيضا5: "بُوِيع" ولم تدغم، وإن كان6 أصل هذه المدة واوا في
فُوْعِل؛ لأنها لما صارت في7 "فُوعِل" مدة لسكونها وانضمام
ما قبلها ما قبلها أشبهت الواو في "فُوْعِل" المنقلبة عن
الألف في "فاعل". ولئلا8 يلتبس أيضا "فُوعِل بفُعِّل".
وكذلك لو بنيت "فَوْعَلا" من "البيع" لقلت: "بَيِّع"
وأصلها: "بَيّوع". فإن قلت فيها "فُعِل"9 قلت: "بُووِع"،
ولم تدغم؛ لأن الواو الأولى إنما انقلبت عن الياء التي هي
عين الفعل؛ فجرت10 مجرى الواو "بوطِر" المنقلبة عن ياء
بَيْطَرَ" فجرت11 مجرى المدة في "قُووِل" من "قاوَلَ" فلم
تدغم. فتفهم 12هذه المواضع12.
"تفوعل من البيع
والقول على تبويع وتقوول":
قال أبو عثمان: وكذلك "تُفُوعِل" تقول فيه: "تبُويِع
وتقُووِل" فلا13 تدغم؛ لأن الواو مدة في "تُبويِع". وكذلك
هي في "تُقووِل"
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ظ، ش: وكا.
2 ظ، ش: تجري.
3 ظ، ش: لا.
4 ك: فوعل.
5 أيضا: ساقط من ك، ع.
6، 6 ظ: هذه أصل هذه.
7 في: ساقط من ش.
8 ك: لئلا.
9 ك، ع: فوعل.
10 ظ، ش: جرت.
11 ظ، ش: فجرى.
12، 12 ك: هذا الموضع.
13 ك، ع: ولا.
ج / 2 ص -26-
وليست1 باللازمة. ألا ترى أنك تقول:
"تبايعوا، وتقاولوا" فتكون الألف في2 مكان الواو، ولا تكون
الواو لازمة كلزوم واو مَفْعول.
قال أبو الفتح: لا فصل بين "فَوْعل، وتَفَوْعل"؛ لأن التاء
إنما دخلت على "فَوْعل" بعد أن لزمه ما لزمه.
وقوله: كلزوم واو مَفْعول: يريد قولك: "مَرْمِيّ،
ومَقْضِيّ"3 وأصلُهُ: "مَرْمُوي، ومقضوي" فقلت الواو ياء4
لسكونها ووقع الياء بعدها وأدغمت5 في الياء التي هي لام3.
وإنما6 قلبوها وأدغموها ولم يقولوا6 "مَقْضُوي" مثل:
"بُوِيع" لأن الواو في "بُوِيعَ" عارضة غير لازمة. 7ألا
ترى أن7 الأصل "بايَعَ". والواو8 في مفعول لم تنقلب عن
شيء، بل هي مزيدة على هذا9 السبيل، فلزمت وانقلبت10 ثم
أدغمت.
وفي التنزيل:
{نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ
مِنَ الْمَوْتِ}11، وأصله12 "المَغْشُوي"13 ثم
انقلبت الواو ياء14 وأدغمت في الياء13. وللمنفصل كحم ليس
للمتصل في كثير من أنحاء العربية. وسيمر بك منها ما أذكره
إن شاء الله.
"تخفيف همزة:
رؤيا ورؤية ونؤي":
قال أبو عثمان: وكذلك: "رؤيا، ورؤية، ونؤي15" إذا خففت
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ص: فليست.
2 في: زيادة من ك.
3، 3 ساقط من ع 16 كلمة.
4 ياء: ساقط من ظ، شي.
5 ظ، ش: "فأدغمت" وهي ساقطة من ع، كما سقط منها قبلها3
كلمات وبعدها 5 كلمات.
6، 6 ع: "قلبوا في هذا ولم يقولوا: مرموي ومقصوي..." إلخ.
7، 7 ظ، ش، ك، ع: لأن.
8 ص، ع: فالواو.
9 ظ: هذه.
10 ك، ع: فانقلبت.
11 من الآية 20 من سورة محمد 47 " من الموت" ساقط من ك.
12 ع: والأصل.
13، 13 ساقط من ع 6 كلمات.
14 زيادة من ك.
15 نؤي: ساقط من ظ، ش، ع.
ج / 2 ص -27-
الهمزة؛ لأنها إنما2 تكون واوا، إذا
خُفّفت1. وإلا فهي همزة ثابتة فهم3 في سُوير أجدر أن
يدعوها على حالها، ولا يدغموها؛ لأن الواو تفارقها إذا
تركت فُوعِل.
قال أبو الفتح: يقول: إذا خففت نحو: "رؤيا ورؤية4" قلت:
"رويا ورُوْيَة" بواو قبل الياء؛ لأن الهمزة الساكنة التي
قبلها ضمة إذا خففت جعلت واوا5 نحو قولك5 في تخفيف "جُؤْنة
وبُؤْس: جُوْنة وبُوْس" ولم تدغم الواو في "رَوْيا
ورَوْية" في الياء؛ لأن أصل هذه الواو همزة، فكما6 لا تدغم
الهمزة في الياء، كذلك لا يدغم في الياء ما هو جار مجرى
الهمزة؛ لأن نية الهمزة7 وتقديرها8 يمنع من الإدغام كما
تمنع الهمزة لو كانت حاضرة وفي "بُويِع" معنى آخر يمنع من
الإدغام ليس في "رُوْيا". وذلك أنه لما كان الأصل فيه9:
"بايَعَ"، وكانت في "بايع" مدة، أرادوا أن تكون في
"بُوِيع" أيضا مدة محافظة على الأصل. وليس في "رُوْيا" مدة
مراعاة، فإذا صحت "رُوْيا" لأجل أن الواو ليست بلازمة10
حسب، فأن تصح "بُويِع" لأن الواو ليست بلازمة10؛ ولأنهم11
أرادوا المدة في "بايَعَ" ولئلا12 يلتبس بفعل: أحرى, فلهذا
كان "سوير" أجدر بالصحة عنده من "رُوْيا" فافهم.
ومما احتمل فيه لأجل الهمزة ما لولا الهمزة13 لم يحتمل:
قولهم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1، 1 ساقط من ش. وورد بهامش ظ بزيادة كلمة "لفظ" بعد "إذا
خففت" وقبل "الهمزة".
2 إنما: ساقط من ك.
3 ك: فهي.
4 ورؤية: ساقط من ك.
5، 5 ع: كقولك.
6 ظ: فلما.
7 ك: الهمز.
8 ظ، ش، ك، ع: وتقديره.
9 فيه: ساقط من ك، ع.
10، 10 ساقط من ك: 8 كلمات.
11 ظ، ش: ولا يهمز.
12 ك: لئلا.
13 لولا الهمزة: ساقط من ظ، ش.
ج / 2 ص -28-
في تخفيف: "ضَوْء ونَوْء: ضَوّ ونَوّ"
فاحتملوا تحريك الواو وإن كانت طرفا وقبلها فتحة؛ لأن
تقدير الهمزة يمنع من قلب الواو وإن كانت طرفا1. فلما كانت
الواو تصح في "نوء وضوء" لسكونها كذلك صحت في "ضَوّ
ونَوّ"؛ لأن الهمزة في تقدير الثبات بعدها.
"قولهم رويا
وروية مخففين: ريا ورية":
قال أبو عثمان: وقد قال بعضهم: "رُيّا ورُيّة" جعلها2
كالواو التي في "لَيَّة" مصدر "لَوَيْت".
قال أبو الفتح: يقول: لما خففوا الهمزة فصارت واوا في :
"رُوْيا وروْية" جَرَت مجرى3 ما أصله الواو نحو: "لَوَيْتُ
وطَوَيْت" فكما4 قالوا: "لَيَّة وطَيّة" وأصلهما5:
"لَوْيَة وطَوْيَة" فأدغموا الواو في الياء بعد القلب.
كذلك أجروا الواو في6 "رُوْيا ورُوْية"6 مجراها في:
"لَوْيَة وطَوْيَة"7، فأدغموها مثلها.
وقد أجرت العرب ما ليس بلازم مجرى اللازم في مواضع من
كلامها، منها قوله تعالى: {لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ
رَبِّي}8. والأصل: "لكن أنا" فخخفت الهمزة9 بأن 10 حذفت
وألقيت حركتها على النون الساكنة قبلها، فصارت في التقدير:
"لكننا" فكرهوا اجتماع حرفين مثلين متحركين، فأسكنوا
الأولى منهما وأدغموها في الثانية فقالوا: "لكِنّا".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 وإن كانت طرفا: زيادة من ك.
2 ك، ع: جعلوها.
3 ظ، ش: على. و"مجرى" ساقط من ك.
4 ك، ع: كما.
5 ظ، ش: وأصلها.
6، 6 ك: ريا، ورية.
7 وطوية: ساقط من ظ، ش، ك، ع.
8 صدر الآية 38 من سورة الكهف 18.
9 هنا خلاف وسقط في عدة مواضع من ع من قوله: بأن حذفت..
إلى آخر كلام أبي الفتح، وقد أهملنا الإشارة إليه لعدم
فائدتها.
10 ظ: فإن.
ج / 2 ص -29-
أولا1 تراهم قد أجروا حركة النون الأولى
مجرى اللازم حتى2 أسكنوها وأدغموها2 في التي بعدها، وليست
في الحقيقة لازمة للنون، إنما4 هي فتحة الهمزة المحذوفة،
فأجروا5 ذلك مجرى "شَدّ ومَدّ"؛ مما حركته لازمة. وقد كان
القياس أن يقولوا: "لكننا" لما ذكرت، وقد قُرِئ به6:
"لكننا" ووجهه7 ما عرفتك، من أن الحركة ليست بلازمة،
ولهذا8 نظائر.
"لا يقال في
سوير وبويع: سير وبيع":
قال أبو عثمان: ولا يكون ذلك في: "سُوير وبُويِع" لأن
الواو بدل من الألف، أو من ياء بمنزلة الألف9. فأرادوا أن
يمدوا كما مدوا بالألف, ومع هذا10 أيضا أنهم أرادوا أن
يكون بينها وبين "فُعِّل، وتُفُعِّل" فرق فلم يدغموا،
فيصير بمنزلة الحرفين يلتقيان من موضع واحد، الأول منها
ساكن؛ لأن لألف والياء قد يقعان في فاعَلَ وتفاعَلَ
وفَيْعَلَ وتَفَيْعَلَ، وليس بعدهما11 واو ولا ياء نحو:
"ضارَبَ" وتَضَارَبَ، وحَوْقَل، وبَيْطَر".
قال أبو الفتح: يقول: إن حروف المد المزيدة في هذه الأمثلة
ليس يلزم أن يكون بعدها واو ولا ياء في كل موضع، فجرت في
ذلك مجرى تاء "افتعلوا"؛ إذا بينتها12 في نحو: "اقتتلوا"
لأنه13 لا يلزم أن يكون بعدها تاء على كل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ظ، ش، ك، ع: أفلا.
2، 2 ظ: أسكنوهما فأدغموهما -وهو خطأ- وفي ش: أسكنوها
فأدغموها.
3 ك: النون.
4 ك: وإنما.
5 ك: وأجروا.
6 به: ساقط من ظ، ش.
7 ك: ووجه.
8 ك: ولها.
9 ظ، ش: ألف.
10 ك: ذلك.
11 ك: بعدها.
12 ك: بنيتها.
13 ظ، ش: لأنها.
ج / 2 ص -30-
حال. ألا ترى أن "اقتسموا واعتزموا" ليس
بعد تائهما1 تاء فلذلك أظهرت، فقلت: "اقتتلوا"؛ لأن التاء
الثانية غير لازمة.
وكذلك ياء "فَيْعَلَ" وواو "فَوْعَل" لا يلزم أن يكون
بعدهما2 واو ولا ياء: فلذلك لم تدغم "وأُظْهرت"3، فجرى
الإظهار هنا مجرى الإظهار في "اقتتلوا".
وقوله في أول الفصل: ولا يكون ذلك في "سُوِير وبُوِيع".
يقول: ليس لك أن تقول في "سُوِير وبُوِيع: سُيّر وبُيّع"،
كما قلت4: "رُيّا" لمراعاتك المد في "سايَرَ" فهو في
الإظهار أقْعَدُ5؛ والأشهر في تخفيف "رُؤْيا" أن تقول:
"رُوْيا" بلا همز "ولا إدغام6" وهو أكثر، ومن أدغم فإنه
أجرى غير اللازم مجرى اللازم، وهو على التخفيف القياسي،
هذا هو المشهور7 عن أصحابنا، إلا أبا الحسن فإنه كان يقول:
إن من قال: "رُيّا" فأدغم لم8 يجئ به على التخفيف القياسي،
بل قلب الهمزة قلبا على حد، "أخطيت وقريت وتوضيت".
واستدل على9 أنه قلب9 الهمزة قلب على غير التخفيف القياسي
بقول بعضهم: "رِيّا ورِيّة". قال: فكسر الأول10 كما يكسره
في11 قولهم: "قرن ألوى، وقرون لِيّ". ولو أراد12 التخفيف
القياسي لترك13 الراء مضمومة، ولكنه قلبه14 قلبا على غير
حد التخفيف القياسي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ص، ظ، ش، ك: تائه.
2 ص، ظ، ش، ك: بعدها.
3 وأظهرت: زيادة من ع.
4 ظ، ش: تقول. وك: قلت ذلك في.
5 ك: أبعد.
6 زيادة من ع.
7 ظ، ش: الأشهر.
8 ظ، ش، ع: فلم.
9، 9 ظ، ش: أنها قلبت.
10 ظ، ش، ك: فكسروا.
11 ظ، ش: كسروه من. وك: كسره. وع: يكسر.
12 ظ، ش: أرادوا.
13 ش: لتركوا.
14 ك: قلب.
ج / 2 ص -31-
قال أبو علي: وقد يمكن أن يكون من كسر
الراء فقال: "رِيّا ورِيّة" على مذهب التخفيف القياسي،
ولكنه لما قلب الواو ياء لإجرائه إياها مجرى اللازمة، شبهه
بما لا أصل له في الهمز، فكسر الراء كما كسر اللام من:
"لِيّ" جمع ألْوَى.
قال: وقول أبي الحسن: أقرب إلى "رِيّا"، يقول: ليس يحتاج
من قال: إنه قلب الهمزة قلبا إلى هذا التمحل البعيد.
ففي "رُؤْيا ورُؤْية" على هذه الصفة أربع لغات: "رُؤْيا,
ورُؤْيَة" بالتحقيق؛ ويتبعها: "رُوْيا، ورُوْية" بالتخفيف؛
ويتبعها "رُيّا, ورُيّة" بالإدغام وضم الراء؛ ويتبعها
"رِيّا، ورِيّة" بالإدغام وكسر الراء.
"واو "سوير" مثل
ياء "ديوان"":
قال أبو عثمان: وزعم الخليل أن مثل واو "سُوير": الياء من1
"ديوان" لأنها بدل من واو، فلم يدغموها، فصارت2 كواو
"سُوير"، حين3 كانت بدلا من ألف "ساير". والدليل على أنها
بدل من واو قولهم: "دواوين ويوين".
قال أبو الفتح: يقول: إنما صحت الواو في: "ديوان ولم تقلب4
وإن كانت قبلها ياء ساكنة؛ لأن الياء غير لازمة إنما هي
بدل من واو "دِوَّان"، وهكذا أصله، فَجَرت5 الياء6 في
"ديوان6 في أنها غير لازمة مجرى الواو في "سُويِر" لأنها
غير لازمة فلم تقلب7 هذه كما لم تقلب8 هذه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ك: في.
2 ك: ،ع: فصار.
3 ص: حيث.
4 ك، ع: تنقلب.
5 ظ، ش: فجرى.
6، 6 ساقط من ظ، ش.
7 ك: تنقلب.
8 ك: تنقلب.
ج / 2 ص -32-
ونظير "ديوان" في أن الياء منقلبة فيه من
الحرف المدغم قولهم: "دينار. وقيرط، وديباج"؛ ألا ترى أن
الكسرة إذا1 زالت رجع الحرف المبدل "منه"2. وذلك وقولهم في
الجمع: "دنانير، وقراريط، ودبابيج" فجرى ذلك مجرى "ديوان،
ودواوين"، وقد قالوا: "دَياوِين"، وليس بالكثير، قال
الشاعر:
عداني أن أزورك أم عمرو
دياوين تشقق بالمداد
فهذا3 أيضا مما أجري فيه4 غير اللازم4 مجرى اللازم؛ فهذا5
إنما فعله في الجمع لا في الواحد؛ لأنه لما هم بالجمع تخيل
الياء كأنها لازمة بخلاف ما كان يعتقد فيها قبل إرادته
الجمع.
ويجوز6 أن يكون تخيل الياء في "ديوان" لازمة ثم7 لم تقلب
فجرى مجرى "ضَيْوَن" على8 شذوذه. والقول الأول، وإن كان
أغمض فليس فيه حمل على الشذوذ؛ لأنه لو كان هذا9 مذهبه في
الواحد للزمه أن يقول: "دِيّان" فيقلب الواو ياء10 للياء
الساكنة قبلها؛ لأنه كان يجريها مجرى اللازم.
فإن قلت11: كيف يكون هذا، ونحن نعلم أن الجمع لا يكون إلا
عن12 الواحد؟
قيل: لا ينكر أن يكون في الجمع ما ليس في الواحد؛ لأنه قد
تباعد عنه؛ ألا ترى إلى قولهم: "مقام ومقاوِم" وتصحيح
الجمع مع إعلال الواحد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ع: لما.
2 منه: زيادة من ك.
3 ظ: فهذه.
4، 4 ظ، ش، ك: ع: ما ليس باللازم.
5 ك، ع: وهذا.
6 ظ، ش، ويجوز في ديوان.
7 ثم: ساقط من ك.
8 ك: في.
9 هذا: ساقط من ك.
10 ياء: ساقط من ظ، ش.
11 ك، ع: قيل.
12 ك: على.
ج / 2 ص -33-
1 وإنما أردت بهذا أن أريك أنه قد يكون للجمع نحو ليس
للواحد1.
وقد قال بعضهم: "ديابيج" فأجرى البدل مجرى اللازم.
وقالوا: "شيراز وشراريز"،2 وقال بعضهم: "شياريز"، فهذا كله
بمنزلة: "دياوين"2. وقال بعضهم: "شواريز" فجعله من الواو،
أو قلب3 الياء4 في قول من قال: "شياريز" واوا5.
ولا يجوز أن يكون6 قلب الراء في قول من قال6: "شراريز"
واوا؛ لأن الراء لم نرها قلبت واوا في غير هذا الموضع.
وقالوا: "ديماس ودياميس" فالياء7 في "ديماس" -وإن لم
يقولوا إلا "دياميس" دون: "دماميس"- لا بد من8 أن تكون
بدلا من الميم بمنزلة ياء "دينار"؛ لأنك إن9 لم تقل بذلك
لزمك أن تجعله "فِيْعالا" غير مبدل؛ وهذا إنما جاء على
قلته في المصادر10 نحو: "قاتلته قيتالا10" و"ديماس" ليس
بمصدر فتحمله على باب "قيتال" فمن هنا لزم أن يكون
كـ"دينار وديوان".
"مثال اغدودن من
البيع: ابييع":
قال أبو عثمان: وتقول في مثل "اغدودن" من البيع:
"ابْيَيَّعَ" والأصل "ابْيَوْيَعَ" ولكنها قلبت للياء التي
بعدها كما قلبت واو "لَيَّة"، وأصلها "لَوْيَة"11، ومن
"قلت: اقوَوَّلَ" تكرر عين الفعل، وبينهما واو زائدة،
فتدغم الزائدة في12 التي بعدها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1، 1 ساقط من ع.
2، 2 ساقط من ظ، ش.
3 ظ، ش: وقلب. وفي ك: وقلبت.
4 ك: الواو.
5 ك: ياء.
6، 6 ظ، ش: الراء من قولهم.
7 ص، ك: والياء.
8 من: ساقط من ك.
9 إن: ساقط من ك.
10، 10 غير ظاهر في ك.
11 ك: لوية، لأنها من لويت يده.
12 ك: في الواو.
ج / 2 ص -34-
فإذا بنيت هذا الفعل بناء ما لم يسم فاعله
قلت: "ابْيُويع، واقْوُووِل" ولا تدغم؛ لأنها مدة1 كما
تقول1: "اغدودن" فتوافق هذه الواو2 الواو التي تكون بدلا
من الألف في "سُوير" لأنها صارت مدة للضمة قبلها.
وهذا3 قول الخليل وسيبويه وأبي الحسن الأخفش4 وكل من يوثق
بعلمه.
قال أبو الفتح: يقول: لما جَرَت5 الواو في "اغدودن"
لسكونها وانضمام ما قبلها مجرى واو "قُوتِل" كذلك جرت في:
"اقوُووِل، وابْيُويِع" مجراها في "قُووِل، وبُويِع" فلم
تدغم. والواو في "افْعَوْعَل" زائدة، كما أن ألف "فاعل"
زائدة أيضا، وإنما الواو في "ابْيُويِع" بدل من الياء التي
هي بدل من الواو الزائدة بين العينين في "افْعَوْعَل".
6وبين الخليل وأبي الحسن خلاف في: "افْعَوْعَل"6. من القول
إذا ذكر الفاعل، يقول الخليل: "اقوَوَّل"، ويقول أبو
الحسن: "اقوَيَّل"، 7وسأذكره في موضعه بحول الله وقوته8.
فأما7 إذا9 لم يسم الفاعل10 فكلهم يقول11: "اقوُووِل."
وأذكر12 وجه13 الوفاق في هذا في موضعه إن شاء الله14.
"يوم من: يمت":
قال أبو عثمان: وقال في "يوم" كأنه من "يمت" وإن لم
يستعمل.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1، 1 ك: واو.
2 الواو: ساقط من ظ، ش، ك.
3 ك: وهو. و ع: هذا.
4 الأخفش: زيادة من ك.
5 ك: جرت هذه .
6، 6 ساقط من ك.
7، 7 ساقط من ك.
8 وقوته: ساقط من ظ، ش.
9 ك: فإذا.
10 ظ، ش: فاعله.
11 يقول: ساقط من ك.
12 ك: وسأذكر.
13 ص: أوجه.
14 ك: الله تعالى.
ج / 2 ص -35-
قال أبو الفتح: الفاعل المضمر في "قال" هو
الخليل ويريد بقوله: كأنه من يمت؛ أي1: إنه لو2 بني منه
فعل لقالوا فيه: "يُمْت أيُوْم"؛ ولكنهم رفضوه، لاعتلال
الفاء والعين، كما رفضوا استعمال الفعل في "وَيْل3
ووَيْح"؛ لاعتلال الفاء والعين؛ ولأن "اليوم" قد أشبه
المصدر. ألا ترى إلى قول الله سبحانه:
{وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ}5 أي: بنعمه، فهذا الذي حسن للخليل جذبه إلى الفعل4.
"أفعلت من:
اليوم":
قال أبو عثمان: وسألت الخليل: كيف ينبغي أن يكون في القياس
"أَفْعَلْت" من "اليَوْم" فيمن قال: "أجودت، وأطولت"؟
فقال6: "أيَّمْتُ" تَقْلِب الواو هنا7 ياء8، كما تقلِبها9
في "الأيام"10 فلو قلت في هذا: "أُفْعِلْت أو أُفْعِل أو
مُفْعل" لقلت11: "أُوْوِمْت وأُووِم ومُووِم" كما تقول:
"أُوقِنْت وأُوقِن ومُوقِن12" فتقلب ياء "اليوم" واوا كما
انقلبت13 ياء "أيقنت"13 فيما ذكرت لك.
14 قال أبو الفتح14: اعلم أن الخليل يذهب إلى15 أن الفاء16
إذا انقلب فصارت مدة جعلت بمنزلة المدة الزائدة لا يفصل
بين الأصل والزائد في هذا المعنى.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 أي: ساقط من ظ، ش، ع.
2 ش: لو كان.
3 ويل: ساقط من ظ، ش.
4، 4 ساقط من ظ، ش، ك، ع.
5 من الآية 5 من سورة إبراهيم 14.
6 ظ: قال فقال.
7 ك: ههنا.
8 ياء: ساقط من ك، ع.
9 ظ، ش، ع: تقلب. وك: قلبها.
10 ك: أيام.
11 ظ، ش، ك، ع: قلت.
12 وموقن: ساقط من ظ، ش.
13، 13 ساقط من ك.
14، 14 ظ: قال الشيخ أبو الفتح.
15 إلى: ساقط من ظ.
16 ع: الياء.
ج / 2 ص -36-
ووجه قوله في "أُفعِل": أُووِم" أحد أمرين.
إما أن يكون قلب الفاء من "أُيِّم" واوا، لسكونها وانضمام
ما قبلها، فرجعت العين التي هي واو.
وإما أن يكون قلب الفاء قلب العين، فبقيت العين بحالها.
والوجه الأول أشبه؛ لأنه إنما يقال في الفعل: "فُعِل" بعد
أن ينطق فيه1 بفَعَل، أو يقدّر فيه "فَعَلَ".
فأما2 إجراء الخليل الأصل3 إذا صار مدا مجرى الزائد فيشهد
له قولهم في4 "آدم وآخر:5 أوآدم، وأواخر5". ألا ترى أن
الألف المنقلبة عن الفاء التي هي همزة لما صارت6 مدا جرت
مجرى الألف6 الزائدة في: "خالد وحاتم" فلذلك قالوا:
"أوادم" كما قالوا: "خوالد"7.
وأما قلبه الياء الأولى من: "أُيّم" واوا، لسكونها وانضمام
ما قبلها، مع أنها مدغمة، فيشهد8 له: كسرهم اللام من9:
"لِيّ"، لتصح الياء بعدها -وإن كانت مدغمة- كما كسرت الباء
من "بِيْض" لتسلم الياء؛ فلولا10 أن الحرف المدغم مما
يتسلط عليه القلب لما كسروا اللام من: "لِيّ".
ويقوي مذهبه أيضا في قلب المدغم: أنهم قد11 قالوا: "ديوان"
وأصله: "دِوّان"؛ أفلا تراه قلب الواو المدغمة ياء لانكسار
ما قبلها؟.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ش، ك: به.
2 ك، ع: وأما.
3 ظ، ش: فيه الأصل.
4 في: زيادة من ع.
5، 5 أوادم، وأواخر: زيادة من ع.
6، 6 ظ، ش: مدة أجريت مجرى ألف، ع كالصلب ولكن بلفظ: مدة
بل مد.
7 ظ، ش: خواتم، وخوالد.
8 ك: ليشهد.
9 ك، ع: في.
10 ك، ع: ولولا.
11 قد: ساقط من ك.
ج / 2 ص -37-
وكذلك1 أيضا يجوز أن تقلب الياء2 الأولى من
"أُيم" واوا، لانضمام ما قبلها، بل إذا جاز القلب في
"ديوان" مع أن العينين -أبدا- بلفظ واحد، فأن يجوز القلب
في الفاء التي هي أبدا مخالفة للفظ العين في أكثر الأمر:
أجدر.
فإن قلت: فهلا قال إذا3 أبدل "أُوِّم" فأدغم4 الفاء في
العين؟
قيل: لأن الأصل عنده في هذا يجري مجرى الزائد لقولهم5:
"آدم، وأوادم، وآخر وأواخر، كخالد وخوالد".
فلما صارت الواو الأولى في "أُووِمَ" مشابهة لها في
"قُووِلَ" بالانقلاب وأنها6 مدة لم يُدغمها، كما لم يدغمها
في "قُووِل"7، فلذلك لم يقل: "أُوِّم"8 فيجعلها بمنزلة
العينين؛ لأن العينين لا يكونان إلا بلفظ واحد، والفاء
أبدا مخالفة للعين إلا في أحرف يسيرة؛ فهذا مذهب الخليل
ومن قال بقوله.
وأما سائر النحويين فإنهم لا يجرون الأصل إذا صار مدا مجرى
الزائد للمد. ألا ترى أن ألف "فاعل" لا تزاد إلا للمد ولا
تحرك أبدا؟ وليس كذلك الفاء9 في10: "أيْقَنَ، وأيْسَرَ".
ألا ترى أنها تصح وتحرك في كثير من المواضع؛ فلذلك لم
يجروها مجرى الزائد للمد.
ولهم أن يقولوا: إنهم قد قالوا: "لُيّ" بالضم كما قالوا:
"لِيّ" بالكسر، ولو كان الكسر مثله في "بيض" لكان لازما
أبدا, كما أنه في "بِيض" لازم لا محالة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ص: فكذلك.
2 الياء: ساقط من ك.
3 ص، ع: إذ.
4 ش: وأدغم.
5 ص، ظ، ش: لقولهم: آخر: وأواخر.
6 وأنها: ساقط من ظ، ش.
7 ظ، ش: قوله. وهو خطأ.
8 ظ، ش: أيم، و ع: لم يقل: أيم، ولا أوم.
9 ك: الياء.
10 ع: من.
ج / 2 ص -38-
وإذا كانت العرب قد قالت: "لُيّ" بالضم،
ولم يقلبوا الياء الأولى مع أنها عين. فالياء في "أُيّم"
أجدر ألا تقلب؛ لأنها فاء، فهي أجدر بالصحة من العين،
فلهذا قال النحويون غيره: "أُيِّم"، ولم يقلبوا.
"مفعل من يئست
على مذهب الخليل ومخالفته للنحويين":
قال أبو عثمان: ومما1 ينبغي أن يكون على مذهب الخليل
والنحويون أجمعون على خلافه "مُفْعِل" من "يئست موئِس" إذا
خففت، فكل النحويين يقولون: "مُيِس" يلقون حركة الهمزة
عليها فيرجعونها ياء حين تحركت, ومثل ذلك: "مِفعَل" من
"وَألْتُ مِيْئَل"، فإذا خفّفوا2 قالوا: "مِوَل" فيردونها
إلى أصلها،3 ويقيسون هذا3 أجمع.
وينبغي4 أن يكون على مذهب الخليل لا تُلْقى عليها الحركة
وتكون الهمزة بعدها بين بين.5 ألا تراه قال في "فُوعِلَ"
من "فَوْعَلَ"، كما قال5 فيها من "فاعَلَ"، وأجرى6
"يُوْوِم" من "اليَوْم" مجرى المدة، وجعل ياء "يُوقِن" إذا
أبدلت بمنزلة ما أبدل من الألف، وجعل الأصل في هذا،
والملحق والزائد يجرين7 مجرى واحدا. وهو خلاف مذهب الناس.
قال أبو الفتح: اعلم أن الخليل يجري في هذا على مذهبه في
ألا يفصل بين الزائد. والأصل8 إذا جُعِل مدا. وذلك أن أصل
الواو في "مُوئِس" الياء، وأصل الياء في "مِيْئَل" الواو؛
لأنهما من: "يئست، ووألت"؛ فلما انقلبتا جرتا مجرى الواو
في "فُوعِل" المنقلبة عن ألف9 "فاعَلَ"، فجرت الهمزة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ظ، ش: وما.
2 ص، ظ، ش، ع: خففت.
3، 3 ظ، ش: ويقيسونها.
4 ك: ويجب.
5، 5 عن ص وهامش ظ، وفي ظ وش: "ألا ترى إلى قوله في فوعل
من فوعل كما قالوا" غير أن ش فيها بدل: قالوا: قال.
6 ك: فأحرى.
7 ك: يجري.
8 ك: والأصل.
9 ك، ع: الألف في.
ج / 2 ص -39-
في "مُوْئِس، ومِيْئَل" مجراها بعد الألف
في "هباءة"،1 فكما تقول: "هباءة"1، 2 فتجلعها بعد الألف2
بين بين، فكذلك جعلتها3 في "موئس، وميئل" بين بين، فقلت4:
"موئس، وميئل".
فإن قال قائل: فهلا قالوا: "مُوِّس ومِيَّل" فأدغموا4 كما
قالوا: "مَقْرُوَّة، وخَطِيّة"؟
فقد قال أبو علي: لأن الياء في "ميئل" والواو في "مؤئس" قد
جرتا مجرى واو" فُوعِل"، وواو "فُوعِل" لا تدغم أبدا5، كما
لا تدغم ألف "فاعَل"، فلم يبق إلا أن تكون بين بين، فهذا7
قول الخليل.
وأما النحويون غيره فيجرون على أصولهم في ألا يجروا8
الأصلي9 مجرى الزائد. بل تحتمل عندهم الحركة، فإذا حركوا10
الواو في "مُوْئس" والياء في "ميئل" بحركة الهمزة بعدها11
قويتا بالحركة، فرجعتا إلى أصولهما، ولم تقو الحركة قبلهما
على قبلهما؛ لأنهما قد قويتا بالحركة التي انتقلت12 من
الهمزة إليهما.
فإن قال قائل: ألست لو خففت مثل: "ماء، وشاء" لقلت: ماؤ،
وشاؤ" فجعلت13 الهمزة بين بين؟ ونحن نعلم أن الألف فيهما
منقلبة عن واو؛ فهلا قال النحويون بذلك، فجعلوا الهمزة في
"ميئل" وموئس" بين بين؛ لأن الحرفين منقلبان؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1، 1 ساقط من ك.
2، 2 ظ، ش: فتجعل بين الألف والهمزة. و ك: فجعلها بعد
الألف. وع: فتجعلها بعد ألف.
3 ك، ع: جعلها.
4 ع: فقال.
5 ك: فأدغم.
6 أبدا: ساقط من ظ، ش.
7 ك، ع: وهذا.
8 ظ، ش: يجرون.
9 ك، ع: الأصل.
10 ظ: حولوا.
11 ص، ظ: بعدها.
12 ش، ك، ع: انقلبت.
13 ش: تجعل.
ج / 2 ص -40-
قيل1: لم يجب أن تجعل الهمزة2 في "ماء،
وشاء" عند التخفيف بين بين، من قبل أن قبلها3 حرفا منقلبا،
وإنما وجب ذلك؛ لأن قبلها ألفا لا غير، والألف لا يجوز
تحريكها، فلذلك جعلت بين بين, ألا ترى أنهم يقولون في
تخفيف4 نحو: "سلاء: سلاؤ" فيجعلونها5 بين بين. وإن لم تكن
الألف6 قبلها منقلبة، وليس كذلك الواو في "مُوْئس" والياء
في "مِيئَل" لأنهما مما يجوز تحريكه7. ولو كان موضع كل
واحد8 منهما ألف لما أمكن تحريكها.
ويدلك9 على أن انقلاب الحرف لا يمنع10 من تحميله11 الحركة:
أنهم يقولون في تخفيف "هذا غازي أبيك: هذا غازي بيك"
فيحركون الياء ونحن نعلم أنها منقلبة12 عن الواو في
"غزوت". وإذا جاز أن تحمل اللام الحركة مع أنها منقلبة12
ضعيفة13 فالفاء أجدر بتحميلها14 الحركة15 لقوتها. فهذا
يشهد بصحة قول النحويين.
"ظلموا أباك،
وما أشبهه":
قال أبو عثمان: والمسائل تكثر في هذا، ولا يلزمه هذا في
"ظلموا أباك" وما أشبهه؛ لأنها لم تنقلب من شيء.
قال أبو الفتح: يقول: لا يلزمه أن يقول في تخفيف "ظلموا
أباك:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ك، ع: قيل له.
2 الهمزة: ساقط من ظ، ش.
3 ظ، ش، ك، ع: قبلهما.
4 تخفيف: ساقط من ع. وفي ك: حذف، بدل: تخفيف.
5 ظ: فيجعلوها.
6 ظ، ش: الألف فيها.
7 ك: تحريكهما.
8 ظ، ش، ك، ع: واحدة.
9 ك: ويدل.
10 ك: يمنعه.
11 ك، ع: تحمله.
12، 12 ساقط من ش.
13 ظ، ش، ك، ع: وضعيفة.
14 ك، ع: يتحملها.
15 الحركة: ساقط من: ظ، ش.
ج / 2 ص -41-
ظلمو باك1" فيجعل الهمزة بعد الواو بين
بين؛ لأن هذه الواو تنقلب2 من شيء2 كما انقلبت في "مُوقِن"
من الياء حتى جرت مجرى واو "قُوتِل"3 الجارية مجرى ألِفِ
"قاتَلَ"4؛ فمن هنا5 جاز تحريكها بطرح همزة "أباك" عليها
في قولهم: "ظلمو باك" لأنها لم تنقلب من شيء.
6 فإن قال قائل: فهلا أبدلت الهمزة بعد الواو واوا، كما
تقول في تخفيف "مقروءة: مَقْرُوّة". فهلا قالوا6 على هذا:
"ظلموَّ باك"؟
فالجواب: أن هذا غير جائز، ألا ترى أنهم لم يدغموها في
الواو في7 نحو: "ظلموا واقدا" مع أن اللفظ واحد، فهم إذا
اختلف اللفظان8، فكان9 أحدهما واوا، والآخر همزة أحرى ألا
يجيزوا الإدغام.
10 وأيض: فإن واو11 "فعلوا" بواو "يغزو" أشبه12، ألا تراها
قد حركت10 في نحو قوله تعالى:
{لَتُبْلَوُنَّ فِي
أَمْوَالِكُمْ}13 و{اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ}14
وواو مفعول لم تحرك على وجه. فقالوا: "ظلمُوَ باك" كما
قالوا "يغزو باك" وهذا15 تفسير أبي علي "رحمه الله"16
ومعنى قوله:
فأما ما حكي عنهم أنهم قالوا في تخفيف "أبو أيوب:
أبُوَّيُّوب"، وقلبهم الهمزة واوا، وإدغامهم الواو من
"أبو" فيها، فشاذ لا يؤخذ به،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 اختلفت النسخ في رسم: ظلموباك: والصواب ما أثبتناه.
2، 2 ظ: بشيء.
3 ك: فوعل.
4 ك: فاعل.
5 ك: ههنا.
6، 6 ظ، ش: فإن قيل.
7 في: ساقط من ك، ع.
8 ص، ظ، ش، اللفظ.
9 ظ، ش: وكان.
10، 10 ساقط من ظ، ش.
11 ك، ع: الواو.
12 ك، ع: شبها.
13 ظ، ش، ع:
{فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ} صدر الآية 186 من سورة آل عمران3.
14 من الآية 16 من سورة البقرة 2, وأمام هذا الموضع في ع،
كلام طويل بالهامش لا قيمة له فأهملنا ذكره.
15 ظ، ش: فهذا.
16 زيادة من ك.
ج / 2 ص -42-
والقياس وما1 عليه الأكثر2 تحريك الواو في
"أبُوَيُّوب".
"تبدل الياء واوا في "فعلل"، ونظيره "فعلا"":
قال أبو عثمان: وتبدل الياء واوا في "فُعْلُل، وفُعْلَل،
وفُعْلِل: فِعْلا" حين صار على مثال الأربعة، وتباعد من
الطرف، فبعد شبهه من "فُعْل" من الياء نحو: "بِيض" وما3
أشبه ذلك3. وذلك قولهم: "كُوْلُل، وكُوْلَل، وكُوْلِل" إذا
كان فِعلا يجري مجرى "بُوطِر، ويُوقِن، وأُوقِن".
وقال4: سمعنا من العرب من يقول: "تَعيَّطت الناقة".
ثم قال5:
6مظاهرة نيا عتيق وعُوطَطا
فقد أحكم خلقا لها متباينا
قال أبو الفتح: اعلم أن ما قدمناه7 -من ذكر الخلاف بين
الخليل والأخفش من أن الخليل كان يقول في "فُعْل" من
"البيع: بِيع" فيجريه8 مجرى "فِعْل"، وأن الأخفش كان يقول:
"بُوع"- يزول في "فُعْلُل" ونحوه لبعد العين من الطرف،
وحجز اللام9 الأولى10 بينها11، وبين اللام الأخيرة12
فتنقلب الياء واوا هنا؛ لسكونها وانضمام ما قبلها، كما
انقلبت في "مُوقِن، ومُؤسِر".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ك: ما.
2 الأكثر: ساقط من ك.
3، 3 ك: وما أشبهه.
4 ك: قال وقد.
5 ك: قال الشاعر.
6 زادت ك في هذا الموضع بعد الشعر: وإنما عوطط فعلل.
7 ك، ع: قدمنا.
8 ك: يجريه. وع: ويجريه.
9 اللام: ساقط من ش.
10 الأولى: ساقط من ك.
11 ك: بينهما.
12 ظ، ش، ك، ع: الآخرة. |