ج / 2 ص -204-
[باب المفعول فيه]:
هذا باب المفعول فيه، وهو المسمى ظرفا1:
[تعريف الظرف وأنواع ما ينتصب على الظرفية]:
الظرف: ما ضُمِّنَ معنى "في" باطِّراد: من اسم
وقت، أو اسم مكان، أو اسم عرضت دلالته على
أحدهما، أو جار مجراه.
فالمكان والزمان، كـ: "امكث هنا أزمُنًا".
والذي عرضت دلالته على أحدهما أربعة: أسماء
العدد المميزة بهما، كـ: "سرت عشرين يوما،
ثلاثين فرسخا"، وما أفيد به كلية أحدهما أو
جزئيته، كـ: "سرت جميع اليوم، جميع الفرسخ"
أو: "كل اليوم كل الفرسخ"، أو: بعض اليوم، بعض
الفرسخ"، أو: "نصف اليوم، نصف الفرسخ".
وما كان صفة لأحدهما، كـ: "جلست طويلا من
الدهر شرقيَّ الدار".
وما كان محفوضا بإضافة أحدهما ثم أنيب عنه بعد
حذفه.
والغالب في هذا النائب أن يكون مصدرا، وفي
المنوب عنه أن يكون زمانا، ولا بد من كونه
معينا لوقت أو لمقدار، نحو: "جئتك صلاة العصر"
أو: "قدوم الحاج"، و: "أنتظرك حلب ناقة" أو:
"نحر جزور".
وقد يكون النائب اسم عين، نحو: "لا أكلمه
القارِظَيْن"2، والأصل "مدة غيبة القارظين".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 المفعول فيه. تسمية الكوفيين، أما الظرف
فتسمية البصريين، ويعترض الكوفيون على تسمية
البصريين، بأن الظرف في اللغة هو: الوعاء
المتناهي الأقطار، وليس اسم الزمان والمكان
كذلك. حاشية الصبان: 2/ 125، وشرح التصريح: 1/
337.
2 "القارظين" منصوب على الزمان؛ لنيابته عنه
بعد حذفه وهو ليس بمصدر، "والقارظين" =
ج / 2 ص -205-
وقد يكون المنوب عنه مكانا، نحو: "جلست قرب زيد" أي: مكان قربه.
[الجاري مجرى أحدهما]:
والجاري مجرى أحدهما: ألفاظ مسموعة توسعوا
فيها، فنصبوها على تضمين معنى "في" كقولهم:
"أحقا أنك ذاهب"1 والأصل أفي حق، وقد نطقوا
بذلك، قال2: [الطويل]
256- أفي الحق أني مغرم بك هائم3
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= مثنى قارظ، وهو جاني القرظ الذي يدبغ به،
وهما رجلان من عنزة خرجا يجنيان القرظ، فطالت
مدة غيابهما ولم يرجعا، فضرب برجوعهما المثل؛
للأمر الميئوس منه الذي لا يكون أبدا ومنه قول
أبي ذؤيب الهذلي:
فتلك التي لا يبرح القلب حبها
ولا ذكرها ما أرزمت أم حائل
وحتى يؤوب القارظان كلاهما
وينشر في القتلى كليب لوائل
وقد أورد الميداني هذا المثل، ونصبه: "حتى يؤوب القارظان" انظر
أمثال الميداني "تحقيق محمد محيي الدين عبد
الحميد": 1/ 211، برقم: 1125، وانظر شرح
التصريح: 1/ 338.
1 أحقا: منصوب على الظرفية الزمانية متعلق
بمحذوف خبر مقدم. أنك ذاهب: في تأويل مصدر
مبتدأ مؤخر.
2 القائل هو: فائد بن المنذر القشيري.
3 تخريج الشاهد: هذا صدر بيت، وعجزه قوله:
وأنك لا خَلٌّ هواك ولا خمرُ
وهو من شواهد: التصريح: 1/ 339، والخزانة: 1/ 193 عرضا، والعيني:
3/ 81، ومغني اللبيب: "81/ 79" وشرح السيوطي:
63.
المفردات الغريبة: مغرم: مولع، من أغرم
بالشيء، أولع به. هائم: متحير.
المعنى: ليس غرامي بك، وعشقي لك حقا؛ لأنك لا
تستقرين على حال؛ وهواك غير ثابت، كماء العنب
المتردد بين الخلية والخمرية؛ فلا هو خل صرف،
ولا خمر خالص؛ ومن كان هواه بهذه المثابة،
فكيف يكون غرام من أغرم بها حقا؟!.
الإعراب: "أفي الحق": الهمزة حرف استفهام يفيد
الإنكار. "في الحق": متعلق بمحذوف خبر مقدم.
أني: حرف مشبه بالفعل، والياء: اسمه. مغرم:
خبره مرفوع؛ والمصدر المؤول من "أنَّ وما
بعدها": في محل رفع مبتدأ مؤخر؛ ويجوز أن يكون
=
ج / 2 ص -206-
وهي جارية مجرى ظرف الزمان دون ظرف المكان، ولهذا تقع خبرا عن
المصادر دون الجثث.
ومثله: "غير شك" أو: "جهد رأيي" أو: "ظنا مني
أنك قائم"1.
[ما
خرج عن الحد]:
وخرج عن الحد ثلاثة أمور:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= في محل رفع فاعل بالظرف أو "بالجار
والمجرور؛ لاعتماده على الاستفهام -على رأي من
يجيزون ذلك. "بك": متعلق بـ "مغرم". هائم: خبر
ثان لـ "أن". لا خل: لا عاملة عمل ليس و"خل":
اسمها. هواك: خبرها، والكاف مضاف إليه؛ وجملة
"لا خَلٌّّ هواك": في محل رفع خبر لـ "أن".
ولا خمر: الواو عاطفة، لا: عاملة عمل ليس.
خمر: معطوف على خل، وخبره محذوف؛ لدلالة ما
قبله عليه؛ والتقدير: ولا خمر هواك.
موطن الشاهد: "أفي الحق".
وجه الاستشهاد: "مجيء "الحق" مصرحا معه
بالجار؛ وفي هذا دليل على أن "حقا" ظرف زمان؛
لتضمنه معنى "في" وليس منصوبا على المفعولية
المطلقة باعتبار أصله، كما يقول بعضهم؛ حيث
اتفق العلماء على أن أصل "حقا" مصدر، ثم
اختلفوا: هل هو باقٍ على مصدريته أو لا؟. فذهب
سيبويه والجمهور من النحاة في قولهم: "أحقا
أنك ذاهب" إلى أن "حقا" منصوبة على الظرفية
متعلقة بالاستقرار، على أنها خبر مقدم. و"أنك
ذاهب": في تأويل مصدر مرفوع بالابتداء، كما في
قوله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً}؛ والتقدير: ومن آياته رؤيتك. والأصل: أفي حق ذهابك؛ فحذفت "في"
وانتصب "حقا" على الظرفية.
وذهب المبرد، وتبعه ابن مالك إلى أن "حقا"
مصدر بدل من اللفظ بفعله و"أن وما بعدها": في
تأويل مصدر مرفوع على الفاعلية، كما في قوله
تعالى:
{أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا} والتقدير: أو لم يكفهم إنزالنا، ورده، أبو حيان.
انظر شرح التصريح: 1/ 338-339، ومغني اللبيب:
79.
1 "غير شك"، و"جهد رأيي". و"ظنا مني"، كلمات
منصوبة على الظرفية الزمانية توسعا بإسقاط حرف
الجر "في"، والظرف فيها جميعا خبر مقدم،
والمصدر المؤول بعدها من "أنك قائم" مبتدأ
مؤخر.
التصريح: 1/ 339.
ج / 2 ص -207-
أحدهما: نحو:
{وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ}1 إذا قدر بفي؛ فإن النكاح ليس بواحد مما ذكرنا.
والثاني: نحو:
{يَخَافُونَ يَوْمًا}2،
ونحو:
{اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ
رِسَالَتَهُ}3، فإنهما ليسا على معنى:
"في" فانتصابهما على المفعول به، وناصب "حيث"
يعلم محذوفا؛ لأن اسم التفضيل لا ينصب المفعول
به إجماعا4.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 "4" سورة النساء، الآية: 127.
موطن الشاهد:
{وَتَرْغَبُونَ أَنْ
تَنْكِحُوهُنَّ}.
وحه الاستشهاد: عدم مجيء المصدر المؤول من "أن
وما بعدها" ظرفا؛ وإن كان المصدر على تقدير في
ويصدق عليه التعريف، غير أنه ليس بظرف؛ لأن
المعنى: ترغبون في نكاحهن.
2 "76" سورة الإنسان، الآية: 7.
موطن الشاهد:
{يَخَافُونَ يَوْمًا}.
وجه الاستشهاد: عدم مجيء "يوما" ظرفا -وإن كان
من أسماء الزمان- لأنه ليس على معنى "في"؛
لأنه ليس المراد أن الخوف واقع في ذلك اليوم؛
وإنما المراد: أنهم يخافون نفس اليوم لا ما
يقع فيه.
3 "6" سورة الأنعام، الآية: 124.
موطن الشاهد:
{أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ}.
وجه الاستشهاد: عدم مجيء "حيث" ظرفا -وإن كان
من أسماء الزمان- لأنه ليس على تقدير "في"؛
لأنه ليس المراد أن العلم واقع في ذلك المكان؛
وإنما المراد: أن الله -تعالى- يعلم نفس
المكان المستحق لوضع رسالته؛ وقال بعضهم: إن
قولهم: "حيث": مفعول به لا ظرف فيه إخراج
"حيث" عن طبيعتها؛ لأنها لا تتصرف، وجعلها
مفعولا به نوع من التصرف، ولماذا لا يقال: إن
المراد أن الله -سبحانه وتعالى- يعلم الفضل
والطهارة والصلاحية التي في مكان الرسالة؛
فتبقى "حيث" ظرفا على أصلها. انظر شرح
التصريح: 1/ 339.
4 ذكر صاحب التصريح عن صاحب كتاب "البديع"
قوله: "غلط من قال: إن اسم التفضيل لا يعمل في
المفعول به؛ لورود السماع بذلك، كقوله تعالى:
{هُوَ أَهْدَى سَبِيلًا}؛
لأن "سبيلا" ليس تمييزا؛ لكونه غير فاعل في
المعنى، كما هو الحال في قولهم: "زيد أحسن
وجها" وفي الارتشاف لأبي حيان، وقال محمد بن
مسعود الغزني: أفعل التفضيل ينصب المفعول به،
قال تعالى:
{إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ} انظر شرح التصريح: 1/ 339.
ج / 2 ص -208-
والثالث: نحو: "دخلت الدار"،
و: "سكنت البيت" فانتصابهما إنما هو على
التوسع بإسقاط الخافض، لا على الظرفية، فإنه
لا يطرد تعدي الأفعال إلى الدار والبيت على
معنى "في" لا تقول: "صليت الدار" ولا "نمت
البيت"1.
[حكم الظرف النصب وناصبه اللفظ الدال على
المعنى الواقع فيه]:
فصل: وحكمه النصب، وناصبه اللفظ الدال على
المعنى الواقع فيه2، ولهذا اللفظ ثلاث حالات:
[حالات اللفظ]:
إحداها: أن يكون مذكورا، كـ:
"امكث هنا أزمنا"، وهذا هو الأصل.
والثانية: أن يكون محذوفا
جوازا، وذلك كقولك: "فرسخين" أو "يوم الجمعة"
جوابا لمن قال: "كم سرت"؟ أو "متى صمت"؟
والثالثة: أن يكون محذوفا
وجوبا، وذلك في ست مسائل، وهي: أن يقع صفة كـ:
"مررت بطائر فوق غصن" أو صلة كـ: "رأيت الذي
عندك" أو حالا كـ: "رأيت الهلال بين السحاب"
أو خبرا كـ: "زيد عندك" أو مشتغلا عنه كـ:
"يوم الخميس صمت فيه" أو مسموعا بالحذف لا
غير3 كقولهم: "حينئذ الآن"4، أي: كان ذلك
حينئذ، واسمع الآن.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 لأنهما من أسماء المكان المختصة؛ بها صورة
وحدود محصورة، لا يقبل النصب على الظرفية من
المكان إلا المبهم الصالح لكل بقعة، كمكان
وناحية وجهة... إلخ، أو الذي اتحدت مادته
ومادة عاملة.
2 سواء كان هذا اللفظ فعلا مطلقا تامًا أو
ناقصا، متعديا، أو لازما، أم مصدرا أم اسم
فعل، أم وصفًا.
3 أنكر المؤلف في المغني قولهم: "لا غير"
وأوجب أن يقال: ليس غير. مغني اللبيب: 209.
4 هذا مثل يقال لمن ذكر أمرا قد تقادم عهده؛
أي كان ما تقوله واقعا حين إذا كان كذا وكذا
واسمع الآن ما أقول لك، جملتان: اقتطعت
"حينئذ" من جملة واقتطعت "الآن" من أخرى،
والمقصود نهي المتكلم عن ذكر ما يقوله؛ وأمره
بسماع ما يقال له فـ "حين" منصوبة لفظا بفعل
محذوف وهي مضافة إلى "إذ"؛ و"الآن" مبني على
الفتح في محل نصب، وناصبه محذوف.
ج / 2 ص -209-
[أسماء الزمان كلها صالحة للانتصاب على
الظرفية]:
فصل: أسماء الزمان كلها صالحة للانتصاب على
الظرفية، سواء في ذلك مبهمها كحين ومدة،
ومختصها كيوم الخميس، ومعدودها كيومين
وأسبوعين1.
والصالح لذلك من أسماء المكان نوعان:
[ما
يصلح من أسماء المكان نوعان]:
أحدهما المبهم2، وهو: ما افتقر إلى غيره
في بيان صورة مسماه: كأسماء الجهات نحو أمام
ووراء ويمين وشمال وفوق وتحت، وشبهها في
الشياع كناحية واجبن3 ومكان، وكأسماء المقادير
كميل وفرسخ وبريد4.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 الظرف المبهم: ما دل على زمن غير مقدر، ولا
يقع جوابا لمتى وكم نحو حين، ومدة، ووقت.
والمختص: ما دل على مقدر ويقع جوابا لمتى نحو:
يوم الخميس، جوابا لمن قال: متى جئت؟
والمعدود: ما يقع جوابا لكم نحو: يومين
وأسبوع. ومن الظروف المبهمة ما له اختصاص من
بعض الوجوه؛ كغداة، وعشية، وليلة، وصباح،
ومساء. وبـ "في" مما ينتصب من اسم الزمان على
الظرفية ما اشتق من المصدر كمجلس زيد ومقعده،
بمعنى زمان جلوسه وزمان قعوده. التصريح: 1/
341.
2 يحصل الإبهام في المكان من وجهين؛ أحدهما:
ألا يلزم مسماه؛ لأن "خلفك قدام لغيرك، وأنك
بتحولك عن تلك الجهة، يصير ما كان خلفك قدام
أو يمينك أو يسارك على حسب تحولك؛ لأن الجهات
تختلف باختلاف الكائن فيها؛ فهي جهات له -وهو
في وقع خاص- وليس لكل واحدة منها حقيقة منفردة
بنفسها؛ وثانيهما: أن هذه الجهات ليس لها أمد
معلوم تنتهي إليه؛ فخلفك: اسم لما وراء ظهرك
إلى آخر الدنيا، وأمامك: اسم لما قدام وجهك
إلى آخر الدنيا وهكذا". شرح التصريح: 1/ 341.
3 استثنى بعضهم من المبهم: جانب وما في معناه،
كـ: "جهة، ووجه وكنف، وخارج، وداخل وجوف،
وظاهر، وباطن"، فلا ينصب منها شيء على
الظرفية، بل يجب التصريح معها بالحرف.
التصريح: 1/ 341.
4 الميل: ألف باع، والفرسخ: ثلاثة أميال،
والبريد: أربعة فراسخ. وقيل إن هذه من المختص؛
لأنها معلومة المقدار، وقيل: هي شبيهة
بالمبهم.
ج / 2 ص -210-
والثاني: ما اتحدت مادته
ومادة عامله، كـ: "ذهبت مذهب زيد"، و: "رميت
مرمى عمرو"، وقوله:
{وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا
مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ}1.
وأما قولهم: "هو مني مقعد القابلة" و: "مزجر
الكلب" و: "مناط الثريا" فشاذ؛ إذ التقدير: هو
مني مستقر في مقعد القابلة، فعامله الاستقرار،
ولو أعمل في المقعد قعد، وفي المزجر زجر، وفي
المناط ناط؛ لم يكن شاذا2.
[الظرف نوعان]:
فصل: الظرف نوعان:
متصرف، وهو: ما يفارق الظرفية إلى حالة لا
تشبهها، كأن يستعمل مبتدأ أو خبرا أو فاعلا أو
مفعولا أو مضافا إليه، كـ "اليوم"، تقول:
"اليوم يوم مبارك" و: "أعجبني اليوم" و:
"أحببت يوم قدومك" و: "سرت نصف اليوم".
وغير متصرف، وهو نوعان: ما لا يفارق الظرفية
أصلا، كـ: "سقط وعوض"3، تقول: "ما فعلته
قَطُّ" و: "لا أفعله عَوْضُ"4 وما لا يخرج
عنها إلا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 "72" سورة الجن، الآية: 9.
موطن الشاهد:
{نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ}.
وجه الاستشهاد: انتصاب "مقاعد" على الظرفية؛
لاتحاد مادتها ومادة الفعل "نقعد"؛ ولو اختلفت
مادتهما؛ لم يجز في القياس نصب "مقاعد" على
الظرفية.
2 لأن المدار على اتحاد الظرف والعامل في
المادة. وإنما استأثرت أسماء الزمان بصلاحية
المبهم منها والمختص للظرفية دون أسماء
المكان؛ لأن أصل العوامل الفعل، ودلالته على
الزمان أقوى من دلالته على المكان. ولم ينصب
المختص من الأمكنة على الظرفية؛ لأنه يلتبس
بالمفعول به كثيرا. التصريح: 1/ 342.
3 ومثلهما: بين أو بينما، والظروف المركبة:
كصباح مساء، وبين بين.
4 قط وعوض، لا يستعملان إلا بعد نفي كما مثل،
وقط لاستغراق الماضي من الزمان كما أن عوض
لاستغراق المستقبل مثل أبدا، فالمعنى: ما
فعلته فيما انقطع ومضى من عمري، ولا أفعله في
المستقبل. و"قط" مشتقة من قططت الشيء إذا
قطعته، و"عوض" مشتقة من العوض، سمي الزمان:
"عوض" لأن كل جزء منه يخلف ما قبله، فكأنه عوض
عنه، و"قط" مبنية على الضم، أما عوض فتبنى على
الحركات الثلاث إذا لم تضف. التصريح: 1/ 342،
ومغني اللبيب: 200، 233.
ج / 2 ص -211-
بدخول الجار عليه، نحو قبل وبعد ولدن وعند، فيحكم عليهن بعدم
التصرف مع أن "من" تدخل عليهن؛ إذ لم يخرجن عن
الظرفية إلا إلى حالة شبيهة بها؛ لأن الظرف
والجار والمجرور أخوان. |