أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك ج / 3 ص -310-
هذا باب العطف
[باب عطف البيان1]
[عطف البيان
وتعريفه]:
وهو ضربان: عطف نسق، وسيأتي، وعطف بيان2؛ وهو "التابع3
المشبه للصفة في توضيح متبوعه4؛ إن كان معرفة؛ وتخصيصه إن
كان نكرة".
والأول5: متفق عليه، كقوله: [مشطور الرجز]
409- أقسم بالله أبو حفص عمر6
والثاني7: أثبته الكوفيون وجماعة وجوزوا أن يكون منه:
{أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 العطف -في الأصل- مصدر قولك: "عطفت" الشيء؛ إذا ثنيته،
فجعلت أحد طرفيه على طرفه الآخر، وعطف الفارس على قرنه إذا
التفت إليه.
وأطلق على التابع المذكور؛ لأن المتكلم رجع إلى الأول
فأوضحه بالثاني، أو أشركه معه في الحكم.
2 إنما سمي بذلك؛ لأن اللفظ الثاني تكرار للفظ الأول،
ويشبه أن يكون مرادفا؛ للأول؛ لأن الذات المدلول عليها
باللفظين واحدة، وإنما يؤتى بالثاني لزيادة البيان.
3 يشترط فيه أن يكون جامدا، بخلاف النعت؛ فإنه لا يكون إلا
مشتقا، أو مؤولا به.
4 النعت يوضح متبوعه ببيان صفة من صفاته، ومعنى فيه، أو في
سببيه.
أما عطف البيان؛ فيوضح متبوعه ويزيل عنه شائبة الإبهام
بنفسه.
ضياء السالك: 3/ 137.
5 وهو توضيح ذات متبوعه المعرفة، وإزالة ما قد يصيبها من
الشيوع بسبب تعدد مدلولها.
6 هذا الرجز لأعرابي؛ اسمه عبد الله بن كيسبة، وبعد الشاهد
قوله:
ما مسها من نقب ولا دبر
فاغفر له اللهم إن كان فجر
وقد مر تخريج هذا البيت والتعليق عليه في باب العلم.
موطن الشاهد: "أبو حفص عمر".
وجه الاستشهاد: وقوع "عمر" عطف بيان -وهو معرفة- على "أبو
حفص"، وهو علم معرفة؛ وقصد به الإيضاح؛ وفي البيت شاهد آخر
على تقدم الكنية على الاسم.
7 وهو تخصيص النكرة، فقد نفاه البصريون، وأثبته الكوفيون،
وبعض البصريين =
ج / 3 ص -311-
مَسَاكِينَ}1، فيمن نون كفارة، ونحو:
{مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ}2، والباقون: يوجبون في ذلك
البدلية3، ويخصون عطف البيان بالمعارف4.
[ما يوافق فيه
متبوعه]:
ويوافق متبوعه في أربعة من عشرة أوجه الإعراب الثلاثة،
والإفراد، والتذكير، والتنكير5، وفروعهن، وقول الزمخشري6:
إن
{مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ}7
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= المتقدمين كالفارسي، وابن جني، وبعض المتأخرين كالزمخشري
وابن عصفور، والناظم وابنه.
التصريح: 2/ 131، والأشموني: 2/ 413.
1 5 سورة المائدة، الآية: 95.
موطن الشاهد:
{أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ
مَسَاكِينَ}.
وجه الاستشهاد: عطف "طعام" عطف بيان على "كفارة"؛ وكلاهما
نكرة؛ على رأي الكوفيين ومن معهم من البصريين؛ كأبي علي
الفارسي وابن جني، ومن المتأخرين كالزمخشري، وابن مالك
وابنه؛ خلاف لبقية البصريين؛ الذي يعدون ذلك بدل كل من كل.
2 14 سورة إبراهيم، الآية: 16.
موطن الشاهد:
{مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ}.
وجه الاستشهاد: مجيء "صديد" عطف بيان على "ماء" كما في
الآية السابقة، والبصريون يعدون ذلك بدل كل من كل، كما
أسلفنا.
3 أي: بدل كل من كل، وقال ابن عصفور: إن هذا مذهب أكثر
النحويين، ونسبه الشلوبين إلى البصريين.
4 حجتهم: أن عطف البيان -كاسمه- يقصد به البيان والإيضاح،
والنكرة مجهولة؛ والمجهول لا يعين المجهول. ويقول
المجيزون: إن بعض النكرات، قد يكون أخص من بعض. فلا مانع
من أن يبين الأخص غيره، والتخصيص نوع من البيان والإيضاح.
التصريح: 2/ 131.
5 هذا هو الغالب، ويصح تخالفهما تعريفا وتنكيرا؛ بشرط أن
يكون التابع هو المعرفة؛ ليتحقق الغرض من عطف البيان. وقد
يقع عطف البيان بعد "أي" المفسرة؛ نحو: هذا الخاتم لجين؛
أي فضة، ويجوز أن يعرب في هذه الصورة بدلا.
6 مرت ترجمته.
7 3 سورة آل عمران، الآية: 97. =
ج / 3 ص -312-
عطف على
{آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ} مخالف لإجماعهم1؛ وقوله وقول الجرجاني2:
يشترط كونه أوضح من متبوعه مخالف لقول سيبويه في "يا هذا
ذا الجمة": إن "ذا الجمة" عطف بيان مع أن الإشارة أوضح من
المضاف إلى ذي الأداة3.
[جواز إعراب عطف البيان بدل كل وشروطه]:
ويصح في عطف البيان أن يعرب بدل كل4، إلا إن امتنع
الاستغناء عنه5؛
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= موطن الشاهد:
{مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ}.
وجه الاستشهاد: ذهب الزمخشري إلى أن "مقام إبراهيم": عطف
بيان على "آيات بينات" مع أنه مخالف لآيات في التنكير
والتأنيث والجمع؛ والمراد بالآيات: أثر القدم في الصخرة.
وقد رد الجمهور على الزمخشري بالآتي: الحاشية رقم "1".
1 إن المانع من أن يكون قوله تعالى:
{مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ}.
بيانا لقوله:
{آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ}؛
وهو ما خالف به الزمخشري إجماع النحاة، يظهر في المخالفة
بين البيان والمبين من ثلاثة أوجه؛ فقوله تعالى:
{مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ}.
معرفة بالإضافة إلى العلم، ومذكر، ومفرد. وقوله:
{آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ}:
نكرة؛ ومؤنث، وجمع.
ومن جهة أخرى، لا يجوز أن يكون {مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ} بدل
كل من كل؛ لأن شرط هذا البدل: أنه إذا كان المبدل منه دالا
على متعدد أن يكون البدل وافيا بالعدة. وقوله:
{آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ}: جمع؛ وأقل ما يدل عليه الجمع ثلاثة، ولم يذكر في الآية إلا واحد
فلم يتحقق شرط البدل.
وقيل: يجوز أن يكون بدل بعض من كل؛ كما صرح به البيضاوي،
ولا يلزم في بدل البعض من كل شيء مما ذكر؛ وقيل: بدل كل من
كل؛ وبه يتأول:
{مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ} بأنه مفرد في اللفظ؛ ولكن له
جهات متعددة، تجعله في حكم الجمع؛ فإن الآيات المتعددة
فيه: أثر القدم في الصخرة الصماء. وغوصه فيها إلى الكعبين؛
وكونها قد خصت بذلك من بين الصخور، وبقاؤه دون آثار
الأنبياء، وحفظه.
أي: أن قوله تعالى:
{آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ}، يجوز أن يكون بدلا على تأويل البيضاوي، فيتعين أن يكون خبر مبتدأ
محذوف، أو مبتدأ خبره محذوف؛ والتقدير: بعضها.
مقام إبراهيم؛ أو منها مقام إبراهيم.
التصريح، وحاشية يس على التصريح: 2/ 131-132.
2 مرت ترجمته.
3 لم يعرب سيبويه "ذا الجمة": نعتا؛ لأن نعت اسم الإشارة،
لا يكون إلا محلى بأل.
4 وذلك، إذا قصد به ما يقصد بالبدل، وحينئذ، يتعين كونه
بدلا.
5 أي: فيمتنع أن يكون بدلا؛ ومن ذلك -غير ما سيذكره
الناظم- أن تفتقر جملة الخبر.
ج / 3 ص -313-
نحو: "هند قام زيد أخوها"، أو إحلاله محل
الأول؛ نحو: "يا زيد الحارث" وقوله1: [الطويل]
410- أيا أخوينا عبد شمس ونوفلا2
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= إلى رابط؛ وهو في التابع، كمثال المؤلف؛ فـ"أخوها":
يتعين كونه عطف بيان؛ لأنه لو أعرب بدلا؛ لخلت جملة الخبر
من الرابط؛ لأن البدل على نية تكرار العامل على الصحيح؛
فهو من جملة أخرى، وكذلك جملة الصلة، والصفة؛ نحو: حضر
الذي -أو رجل- ضرب محمد أخوه؛ وجملة الحال؛ نحو: هذا محمد
قام رجل أخوه. وانظر التصريح: 2/ 132. وحاشية الصبان: 3/
85-86.
1 القائل: هو: طالب بن أبي طالب بن عبد المطلب، أخو أمير
المؤمنين علي، وابن عم النبي عليه الصلاة والسلام.
2 تخريج الشاهد: هذا صدر بيت من كلمة يمدح فيها الرسول صلى
الله عليه وسلم ويبكي أصحاب القليب من قريش، وعجزه:
أعيذكما بالله أن تحدثا حربا
وهو من شواهد: التصريح: 2/ 132، والأشموني: 811/ 2/ 414،
والعيني: 4/ 119، والهمع: 2/ 121، والدرر: 2/ 153، والسيرة
النبوية "بولاق": 2/ 62.
المفردات الغريبة: عبد شمس: فصيلة من قريش؛ منهم بنو أمية.
نوفل: فصيلة أخرى من قريش أيضا أعيذكما بالله. يريد: ألجأ
إلى الله من أجلكما، أو أحصنكما بالله وأجعلكما في رعايته،
مخافة أن تشعلا نار الحرب بينكما.
المعنى: واضح.
الإعراب: أيا: حرف نداء، لا محل له من الإعراب. أخوينا:
منادى مضاف منصوب، وعلامة نصبه الياء؛ لأنه مثنى، و"نا" في
محل جر بالإضافة. عبد: عطف بيان على "أخوينا" منصوب مثله،
وهو مضاف. شمس: مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الكسرة
الظاهرة. ونوفلا: الواو عاطفة، نوفلا: اسم معطوف على عبد
شمس، والمعطوف على المنصوب منصوب مثله، وعلامة نصبه الفتحة
الظاهرة. أعيذكما: فعل مضارع مرفوع، والفاعل: ضمير مستتر
وجوبا؛ تقديره: أنا، و"كما": ضمير متصل مبني على السكون في
محل نصب مفعولا به. "بالله": متعلق بـ"أعيذ". أن: حرف
مصدري ونصب، لا محل له من الإعراب. تحدثا: فعل مضارع منصوب
بـ"أن" وعلامة نصبه حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة،
والألف: ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل؛
والمصدر المؤول من "أن وما بعدها": في =
ج / 3 ص -314-
وقوله1: [الوافر]
411- أنا ابن التارك البكري بشر2
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= محل جر بحرف جر محذوف؛ والتقدير: أعيذكما بالله من
إحداثكما حربا؛ و"من إحداثكما": متعلق بـ"أعيذ"؛ وجملة
"تحدثا حربا"؛ صلة للموصول الحرفي، لا محل لها.
موطن الشاهد: "عبد شمس ونوفلا".
وجه الاستشهاد: تعين كون "عبد شمس" عطف بيان على "أخوينا"
و"نوفلا" معطوفا عطف نسف بالواو عليه؛ ولا يجوز أن يكون
"عبد شمس" بدلا؛ لعدم صحة حلوله محل "أخوينا"؛ لأن ذلك
يستلزم ضم "نوفل" المعطوف عليه؛ لأنه مفرد علم، يستحق
البناء على الضم؛ كما لو أنه منادى مستقل؛ لأن أخوينا
منادى و"عبد شمس" تابع للمنادى، ونوفل تابع لتابع المنادى؛
وحكم تابع المنادى، إذا كان عطف بيان أن يتبع بالنصب، إما
على محل المنادى؛ أو لفظه، وإذا كان بدلا أن يعامل معاملة
المنادى المستقل؛ بسبب كون البدل على نية تكرار العامل؛
فكأنه مسبوق بحرف نداء؛ ولهذا، كان يجب أن يضم "نوفل"
والرواية بالنصب. ولهذا، لما لم يجز أن يجعل "نوفلا" بدلا؛
التزم في "عبد شمس" إلا يكون بدلا أيضا. الدرر اللوامع: 2/
153.
1 القائل: هو المرار بن سعيد بن نضلة بن الأشتر الفقعسي،
ويكنى أبا حسان، شاعر إسلامي من شعراء الدولة الأموية؛ له
شعر كثير منه ما كان يهاجي به مساور بن هند؛ وهو صاحب أكرم
بيت قالته العرب، وكان قصير القامة مفرطا في القصر ضئيلا.
الشعر والشعراء: 2/ 699، والأغاني: 9/ 151، والخزانة: 2/
193، والأعلام: 7/ 199.
2 تخريج الشاهد: هذا صدر بيت، وعجزه قوله:
عليه الطير ترقبه وقوعا
البيت من كلمة يفتخر فيها الشاعر بأن جده خالد بن نضلة، قتل
بشر بن عمرو بن مرثد زوج الخرنق، أخت طرفة بن العبد البكري
الشاعر المشهور؛ وذلك في يوم القلاب.
وهو من شواهد: التصريح: 2/ 133، وابن عقيل: 293/ 3/ 22،
والأشموني: 811/ 2/ 414، والشذور: 230/ 566، والقطر: 139/
400، وسيبويه: 1/ 93، وشرح المفصل: 3/ 72، والمقرب: 53،
والخزانة: 2/ 193، و364، 383، والعيني: 4/ 121، والهمع:
122، والدرر: 2/ 153.
المفردات الغريبة: تارك: اسم فاعل من ترك. البكري: المنسوب
إلى بكر بن وائل؛ =
ج / 3 ص -315-
.وتجوز البدلية في هذا عند الفراء؛ لإجازته "الضارب زيد"،
وليس بمرضي1.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= وهي قبيلة مشهورة، منها جساس بن مرة قاتل كليب بن وائل.
ترقبه: تنتظره، ويروى بدله: "تركبه".
المعنى: يصف الشاعر نفسه بالشجاعة، وأنه ابن الذي ترك
البكري بشرا مجندلا في العراء مثخنا بالجراح، في حالة يرثى
لها، تنتظر الطير خروج روحه لتهبط عليه وتنهش من جسده؛ فهو
شجاع من نسل شجعان.
الإعراب: أنا: ضمير رفع منفصل مبني على السكون في محل رفع
مبتدأ. ابن: خبر مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، وهو
مضاف. التارك: مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الكسرة
الظاهرة، وهو مضاف. البكري: مضاف إليه مجرور، وعلامة جره
الكسرة الظاهرة؛ وهو من إضافة اسم الفاعل إلى مفعوله. بشر:
عطف بيان على البكري مجرور، وعلامة جره الكسرة الظاهرة.
"عليه": متعلق بمحذوف خبر مقدم. الطير: مبتدأ مؤخر مرفوع؛
وجملة "عليه الطير": في محل نصب مفعولا ثانيا لـ"التارك".
ترقبه: فعل مضارع مرفوع، والفاعل: ضمير مستتر جوازا؛
تقديره: هي، والهاء: ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب
مفعولا به؛ وجملة "ترقبه": في محل نصب على الحال. وقوعا:
حال منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره؛ ويجوز أن
يكون مفعولا لأجله؛ حذف متعلقه؛ والتقدير: ترقبه لأجل
وقوعها عليه.
موطن الشاهد: "البكري بشر".
وجه الاستشهاد: تعين كون "بشر" عطف بيان؛ لأنه لو أعرب
بدلا؛ والبدل على نية تكرار العامل؛ لكان التقدير: أنا ابن
التارك البكري، التارك بشر؛ وعلى هذا، فيضاف الوصف المقترن
بـ"أل" إلى اسم مجرد منها، ومن الإضافة إلى المقترن بها،
أو إلى ضميره؛ وذلك غير جائز، كما رأينا في باب الإضافة.
فائدة: جوز الفراء إضافة الوصف المقترن بـ"أل" إلى الاسم
العلم -وعلى مذهبه- يجوز أن يكون "بشر" في البيت الشاهد
بدلا؛ ولكنه رأي ضعيف خلاف الأولى.
1 على الرغم من المشابهة الكبيرة بين عطف البيان، وبدل
الكل من الكل في المعنى والإعراب، فإن عطف البيان؛ يقصد به
إيضاح الذات نفسها، أو تخصيصها لا أمرا عرضيا طارئا عليها؛
فهو بمنزلة التفسير للمتبوع؛ أما البدل؛ فيدل على ذات
المتبوع بلفظ آخر يساويه في المعنى؛ بحيث يقع اللفظان على
ذات واحدة وفرد معين واحد في حقيقته، ولا شأن له بالإيضاح
والتخصيص. ويذكر النحاة فروقا آخر بينهما من جهة الصناعة؛
منها: أن عطف البيان، لا يكون ضميرا، ولا تابعا لضمير؛
ولهذا، =
ج / 3 ص -316-
...............................................
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= امتنع إعراب "مخصوص حبذا" عطف بيان، ولا مخالفا لمتبوعه
في التعريف والتنكير على الصحيح. ولا يقع جملة، ولا تابعا
لجملة، ولا فعلا، ولا تابعا لفعل. وأنه لا يلحظ فيه إحلاله
محل الأول؛ بخلاف البدل في ذلك كله، وفي بعض تلك الأمور
خلاف بين العلماء؛ ولهذا يرى الإمام الرضي وفريق من
النحاة: أنه لا فرق بين عطف البيان والبدل؛ فإن المشابهة
بينهما تامة.
وما ذكر من الفروق مبني على دعوى أن البدل على نية تكرار
العامل؛ وهي دعوى، لا تثبت عند التمحيص، على أنه يغتفر في
الثواني ما لا يغتفر في الأوائل، أي يغتفر في التابع ما لا
يغتفر في المتبوع.
الأشموني: 2/ 414، والتصريح، وحاشية يس: 2/ 133-134. |