شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك البدل
التابع المقصود بالحكم بلا ... واسطة هو المسمى بدلا
البدل: هو التابع المقصود بالنسبة بلا واسطة فالتابع جنس والمقصود
بالنسبة فصل أخرج النعت والتوكيد وعطف البيان لأن كل واحد منها مكمل
للمقصود بالنسبة لا مقصود بها وبلا واسطة أخرج المعطوف ببل نحو جاء زيد
بل عمرو فإن عمرا هو المقصود بالنسبة ولكن بواسطة وهي بل وأخرج المعطوف
بالواو ونحوها فإن كل واحد منهما مقصود بالنسبة ولكن بواسطة.
مطابقا أو بعضا أو ما يشتمل ... عليه يلفى أو كمعطوف ببل
(3/247)
وذا للإضراب أعز إن قصدا صحب ... ودون قصد
غلط به سلب
كزره خالدا وقبله اليدا ... واعرفه حقه وخذ نبلا مدى
(3/248)
البدل على أربعة أقسام:
الأول: بدل الكل من الكل: وهو البدل المطابق للمبدل منه المساوى له في
المعنى نحو مررت بأخيك زيد ورزه خالدا.
الثاني: بدل البعض من الكل: نحو أكلت الرغيف ثلثه وقبله اليد.
الثالث: بدل الاشتمال: وهو الدال على معنى في متبوعه نحو أعجبني زيد
علمه واعرفه حقه.
الرابع: البدل المباين للمبدل منه: وهو المراد بقوله أو كمعطوف ببل وهو
على قسمين:
أحدهما: ما يقصد متبوعه كما يقصد هو ويسمى بدل الإضراب وبدل البداء نحو
أكلت خبزا لحما قصدت أولا الإخبار بأنك أكلت خبزا ثم بدا لك أنك تخبر
أنك أكلت لحما أيضا وهو المراد بقوله وذا للاضراب اعز إن قصدا صحب أي
البدل الذي هو كمعطوف ببل انسبه للإضراب إن قصد متبوعه كما يقصد هو.
الثاني: مالا يقصد متبوعه بل يكون المقصود البدل فقط وإنما غلط المتكلم
فذكر المبدل منه ويسمى بدل الغلط والنسيان نحو رأيت رجلا حمارا أردت
أنك تخبر أولا أنك رأيت حمارا فغلطت بذكر الرجل وهو المراد بقوله ودون
قصد غلط به سلب أي إذا لم يكن المبدل منه مقصودا فيسمى البدل بدل الغلط
لأنه مزيل الغلط الذي سبق وهو ذكر غير المقصود.
وقوله خذ نبلا مدى يصلح أن يكون مثالا لكل من القسمين لأنه
(3/249)
إن قصد النبل والمدى فهو بدل الإضراب وإن
قصد المدى فقط وهو جمع مدية وهي الشفرة فهو بدل الغلط.
ومن ضمير الحاضر الظاهر لا ... تبدله إلا ما إحاطة جلا
أو اقتضى بعضا أو اشتمالا ... كإنك ابتهاجك اشتمالا
أي لا ببدل الظاهر من ضمير الحاضر إلا إن كان البدل بدل كل من كل
واقتضى الإحاطة والشمول أو كان بدل اشتمال أو بدل بعض من كل فالأول:
كقوله تعالى: {تَكُونُ لَنَا عِيداً لأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا} فأولنا
بدل من الضمير المجرور باللام وهو نا فإن لم يدل على الإحاطة امتنع نحو
رأيتك زيدا.
(3/250)
والثاني كقوله
302 - (ذرينى إن أمرك لن يطاعا ... وما الفيتني حلمي مضاعا)
فحلمي بدل اشتمال من الياء في ألفيتني
والثالث كقوله
303 - (أو عدني بالسجن والأداهم ... رجلي فرجلي شثنة المناسم)
(3/251)
فـ رجلي بدل بعض من الياء في أوعدني وفهم
من كلامه أنه يبدل الظاهر من الظاهر مطلقا كما تقدم تمثيله وأن ضمير
الغيبة يبدل منه الظاهر مطلقا نحو زره خالدا.
وبدل المضمن الهمز يلى ... همزا ك "من ذا أسعيد أم علي"
(3/252)
إذا أبدل من أسم الاستفهام وجب دخول همزة
الاستفهام على البدل نحو من ذا أسعيد أم علي وما تفعل أخيرا أم شرا
ومتى تأتينا أغدا أم بعد غد.
ويبدل الفعل من الفعل كمن ... يصل إلينا يستعن بنا يعن
كما يبدل الاسم من الاسم يبدل الفعل من الفعل فيستعن بنا بدل من يصل
إلينا ومثله قوله تعالى: {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً
يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ} فيضاعف بدل من يلق فإعرابه بإعرابه وهو
الجزم وكذا قوله:
304 - إن على الله أن تبعايعا ... تؤخذ كرها أو تجيء طائعا
فتؤخذ بدل من تبايعا ولذلك نصب.
(3/253)
النداء
وللمنادى الناء أو كالناء يا ... وأي وآ كذا آيا ثم هيا
والهمز للداني ووا لمن ندب ... أو يا وغير وا لدي اللبس اجتنب
لا يخلو المنادى من أن يكون مندوبا أو غيره فإن كان غير مندوب فإما أن
يكون بعيدا أو في حكم البعيد كالنائم والساهي أو قريبا فإن كان بعيدا
أو في حكمه فله من حروف النداء يا وأي وآ وهيا وإن كان قريبا فله
الهمزة نحو أزيد أقبل وإن كان مندوبا وهو
(3/255)
المتفجع عليه
أو المتوجع منه فله وا نحو وازيداه وواظهراه ويا أيضا عند عدم التباسه
بغير المندوب فإن التبس تعينت وا وامتنعت يا.
وغير مندوب ومضمر وما ... جا مستغاثا قد يعرى فاعلما
وذاك في اسم الجنس والمشار له ... قل ومن يمنعه فانصر عاذله
لا يجوز حذف حرف النداء مع المندوب نحو وازيداه ولا مع الضمير نحو يا
إياك قد كفيتك ولا مع المستغاث نحو يا لزيد.
(3/256)
وأما غير هذه فيحذف معها الحرف جوازا فتقول
في يا زيد أقبل زيد أقبل وفي يا عبد الله أركب عبد الله أركب لكن الحذف
مع اسم الإشارة قليل وكذا مع اسم الجنس حتى إن أكثر النحويين منعوه
ولكن أجازه طائفة منهم وتبعهم المصنف ولهذا قال ومن يمنعه فانصر عاذله
أي انصر من يعذله على منعه لورود السماع به فمما ورد منه مع اسم
الإشارة قوله تعالى: {ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلاءِ تَقْتُلُونَ
أَنْفُسَكُمْ} أي يا هؤلاء وقول الشاعر:
305 - ذا ارعواء فليس بعد اشتعال الر ... أس شيبا إلى الصبا من سبيل
أي ياذا.
ومما ورد منه مع اسم الجنس قولهم أصبح ليل أي يا ليل وأطرق كرا أي يا
كرا.
(3/257)
وابن المعرف المنادى المفردا ... على الذي
في رفعه قد عهدا
لا يخلو المنادى من أن يكون مفردا أو مضافا أو مشبها به فإن كان مفردا
فإما أن يكون معرفة أو نكرة مقصودة أو نكرة غير مقصودة فإن كان مفردا
معرفة أو نكرة مقصودة بنى على ما كان يرفع به فإن كان يرفع بالضمة بنى
عليها نحو يا زيد ويا رجل وإن كان يرفع بالألف أو بالواو فكذلك نحو يا
زيدان ويا رجلان ويا زيدون ويا رجيلون ويكون في محل نصب على المفعولية
لأن المنادى مفعول به في المعنى وناصبه فعل مضمر نابت يا منابه فأصل يا
زيد أدعو زيدا فحذف أدعو ونابت يا منابه.
(3/258)
وأنو انضمام ما بنوا قبل الندا ... وليجر
مجرى ذي بناء جددا
أي إذا كان الاسم المنادى مبنيا قبل النداء قدر بعد النداء بناؤه على
الضم نحو يا هذا ويجري مجرى ما تجدد بناؤه بالنداء كزيد في أنه يتبع
بالرفع مراعاة للضم المقدر فيه وبالنصب مراعاة للمحل فتقول يا هذا
العاقل والعاقل بالرفع والنصب كما تقول يا زيد الظريف والظريف.
والمفرد المنكور والمضافا ... وشبهه انصب عادما خلافا
تقدم أن المنادى إذا كان مفردا معرفة أو نكرة مقصودة يبنى على ما كان
يرفع به وذكر هنا أنه إذا كان مفردا نكرة أي غير مقصودة أو مضافا أو
مشبها به نصب.
(3/259)
فمثال الأول قول الأعمى: يا رجلا خذ بيدي
وقول الشاعر:
306 - أيا راكبا إما عرضت فبلغا ... نداماى من نجران أن لا تلاقيا
ومثال الثاني قولك: يا غلام زيد ويا ضارب عمرو.
ومثال الثالث قولك: يا طالعا جبلا ويا حسنا وجهه ويا ثلاثة وثلاثين
فيمن سميته بذلك.
أ
(3/260)
ونحو زيد ضم وافتحن من ... نحو أزيد بن
سعيد لاتهن
أي إذا كان المنادى مفردا علما ووصف بابن مضاف إلى علم ولم يفصل بين
المنادى وبين ابن جاز لك في المنادى وجهان:
البناء على الضم: نحو يا زيدبن عمرو.
والفتح إتباعا: نحو يا زيد بن عمرو ويجب حذف ألف ابن والحالة هذه خطأ.
والضم إن لم يل الابن علما ... أو يل الابن علم قد حتما
(3/261)
أي: إذا لم يقع " ابن " بعد علم، أو [لم]
يقع بعده علم، وجب ضم المنادى، وامتنع فتحه، فمثال الاول نحو " يا غلام
ابن عمرو، ويا زيد الظريف ابن عمرو " ومثال الثاني: " يا زيد ابن
أخينا: فيجب بناء " زيد " على الضم في هذه الامثلة، ويجب إثبات ألف "
ابن " والحالة هذه.
واضمم، أو انصب - ما اضطرارا نونا مما له استحقاق ضم بينا تقدم أنه إذا
كان المنادى مفراد معرفة، أو نكرة مقصودة - يجب بناؤه على الضم، وذكر
هنا أنه إذا اضطر شاعر إلى تنوين هذا المنادى كان له تنوينه وهو مضموم،
وكان له نصبه، وقد ورد السماع بهما، فمن الاول قوله: 307 - سلام الله
يا مطر عليها وليس عليك يا مطر السلام
(3/262)
ومن الثاني قوله:
308 - ضربت صدرها إلى وقالت ... يا عديا لقد وقتك الأواقي
وباضطرار خص جمع يا وأل ... إلا مع الله ومحكى الجمل
(3/263)
والأكثر اللهم بالتعويض ... وشذ يا اللهم
في قريض
لا يجوز الجمع بين حرف النداء وأل في غير اسم الله تعالى وما سمى به من
الجمل إلا في ضرورة الشعر كقوله:
فيا الغلامان اللذان فرا ... إيا كما أن تعقبانا شرا
(3/264)
وأما مع اسم الله تعالى ومحكى الجمل فيجوز
فتقول يا الله بقطع الهمزة ووصلها وتقول فيمن اسمه الرجل منطلق يا
الرجل منطلق أقبل والأكثر في نداء اسم الله اللهم بميم مشددة معوضة من
حرف النداء وشذ الجمع بين اليم وحرف النداء في قوله:
إني إذا ما حدث ألما ... أقول يا اللهم يا اللهما
(3/265)
فصل
تابع ذي الضم المضاف دون أل ... ألزمه نصبا كأزيد ذا الحيل
أي إذا كان تابع المنادى المضموم مضافا غير مصاحب للألف واللام وجب
نصبه نحو يا زيد صاحب عمرو.
(3/266)
وما سواه انصب أو ارفع واجعلا ... كمستقل
نسقا وبدلا
أي ما سوى المضاف المذكور يجوز رفعه ونصبه وهو المضاف المصاحب لأل
والمفرد فتقول يا زيد الكريم الأب برفع الكريم ونصبه ويا زيد الظريف
برفع الظريف ونصبه وحكم عطف البيان والتوكيد حكم الصفة فتقول يا رجل
زيد وزيدا بالرفع والنصب ويا تميم أجمعون وأجمعين.
وأما عطف النسق والبدل ففي حكم المنادى المستقل فيجب ضمه إذا كان مفردا
نحو يا رجل زيد ويا رجل وزيد كما يجب الضم لو قلت يا زيد ويجب نصبه إن
كان مضافا نحو يا زيد أبا عبد الله ويا زيد وأبا عبد الله كما يجب نصبه
لو قلت يا أبا عبد الله.
وإن يكن مصحوب أل مانسقا ... ففيه وجهان ورفع ينتقى
(3/267)
أي إنما يجب بناء المنسوق على الضم إذا كان
مفردا معرفة بغير أل فإن كان ب أل جاز فيه وجهان الرفع والنصب والمختار
عند الخليل وسيبويه ومن تبعهما الرفع وهو اختيار المصنف ولهذا قال ورفع
ينتقى أي يختار فتقول يا زيد والغلام بالرفع والنصب ومنه قوله تعالى:
{يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ} برفع الطير ونصبه.
وأيها مصحوب أل بعد صفه ... يلزم بالرفع لدى ذي المعرفه
وأيهذا أيها الذي ورد ... ووصف أي بسوى هذا يرد
(3/268)
يقال يا أيها الرجل ويا أيهذا ويا أيها
الذي فعل كذا فأي منادى مفرد مبنى على الضم وها زائدة والرجل صفة لأي
ويجب رفعه عند الجمهور لأنه هو المقصود بالنداء وأجاز المازني نصبه
قياسا على جواز نصب الظريف في قولك يا زيد الظريف بالرفع والنصب ولا
توصف أي إلا باسم جنس محلى بأل كالرجل أو باسم إشارة نحو يا أيهذا أقبل
أو بموصول محلى بأل يا أيها الذي فعل كذا.
وذو إشارة كأي في الصفة ... إن كان تركها يفيت المعرفه
يقال يا هذا الرجل فيجب رفع الرجل إن جعل هذا وصلة لندائه كما يجب رفع
صفة أي وإلى هذا أشار بقوله إن كان تركها يفيت
(3/269)
المعرفة فإن لم يجعل اسم الإشارة وصلة
لنداء ما بعده لم يجب رفع صفته بل يجوز الرفع والنصب.
في نحو سعد سعد الأوس ينتصب ... ثان وضم وافتتح أولا تصب
يقال
" يا سعد سعد الأوس"
و311 - يا تيم تيم عدي
(3/270)
312 - و"يا زيد زيد اليعملات "
فيجب نصب الثاني ويجوز في الأول الضم والنصب
(3/272)
فإن ضم الأول كان الثاني منصوبا على
التوكيد أو على إضمار أعنى أو على البدلية أو عطف البيان أو على
النداء.
وإن نصب الأول: فمذهب سيبويه أنه مضاف إلى ما بعد الاسم الثاني وأن
الثاني مقحم بين المضاف والمضاف إليه.
ومذهب المبرد أنه مضاف إلى محذوف مثل ما أضيف إليه الثاني وأن الأصل يا
تيم عدى تيم عدى فحذف عدى الأول لدلالة الثاني عليه.
(3/273)
المنادى المضاف إلى ياء المتكلم
واجعل منادى صح إن يصف ليا ... كعبد عبدي عبد عبدا عبديا
إذا أضيف المنادى إلى ياء المتكلم فإما أن يكون صحيحا أو معتلا فإن كان
معتلا فحكمه كحكمه غير منادى وقد سبق حكمه في المضاف إلى ياء المتكلم
وإن كان صحيحا جاز فيه خمسة أوجه:
أحدها: حذف الياء والاستغناء بالكسرة نحو يا عبد وهذا هو الأكثر.
الثاني: إثبات الياء ساكنة نحو يا عبدي وهو دون الأول في الكثرة.
الثالث: قلب الياء ألفا وحذفها والاستغناء عنها بالفتحة نحو يا عبد.
(3/274)
الرابع: قلبها ألفا وإبقاؤها وقلب الكسرة
فتحة نحو يا عبدا.
الخامس: إثبات الياء محركة بالفتح نحو يا عبدي.
وفتح أو كسر وحذف اليا استمر ... في يا ابن أم يا ابن عم لا مفر
إذا أضيف المنادى إلى مضاف إلى ياء المتكلم وجب إثبات الياء إلا في ابن
أم وابن عم فتحذف الياء منهما لكثرة الاستعمال وتكسر الميم أو تفتح
فتقول يا ابن أم أقبل ويا ابن عم لا مفر بفتح الميم وكسرها.
وفي الندا أبت أمت عرض ... واكسر أو افتتح ومن اليا التا عوض
(3/275)
يقال في النداء يا أبت ويا أمت بفتح التاء
وكسرها ولا يجوز إثبات الياء فلا تقول يا أبتي ويا أمتي لأن التاء عوض
من الياء فلا يجمع بين العوض والمعوض منه.
(3/276)
أسماء لازمت النداء
وفل بعض ما يخص بالندا ... لؤمان نومان كذا واطردا
في سب الأنثى وزن يا خباث ... والأمر هكذا من الثلاثي
وشاع في سب الذكور فعل ... ولا تقس وجر في الشعر فل
من الأسماء ما لا يستعمل إلا في النداء نحو يا فل أي يا رجل ويا لؤمان
للعظيم اللؤم ويا نومان للكثير النوم وهو مسموع.
وأشار بقوله واطردا في سب الأنثى إلى أنه ينقاس في النداء استعمال
(3/277)
فعال مبنيا على الكسر في ذم الأنثى وسبها
من كل فعل ثلاثي نحو يا خباث ويا فساق ويا لكاع وكذلك ينقاس استعمال
فعال مبنيا على الكسر من كل فعل ثلاثي للدلالة على الأمر نحو نزال
وضراب وقتال أي انزل واضرب واقتل وكثر استعمال فعل في النداء خاصة
مقصودا به سب الذكور نحو يا فسق ويا غدر ويا لكع ولا ينقاس ذلك.
وأشار بقوله وجر في الشعر فل إلى أن بعض الأسماء المخصوصة بالنداء قد
تستعمل في الشعر في غير النداء كقوله:
313 - تضل منه إبلي بالهوجل ... في لجة أمسك فلانا عن فل
(3/278)
|