شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك الاستغاثة
إذا استغيث اسم منادى خفضا ... باللام مفتوحا كيا للمرتضى
يقال يا لزيد لعمرو فيجر المستغاث بلام مفتوحة ويجر المستغاث له بلام
مكسورة وإنما فتحت مع المستغاث لأن المنادى واقع موقع المضمر واللام
تفتح مع المضمر نحو لك وله.
وافتح مع المعطوف إن كررت يا ... وفي سوى ذلك بالكسر ائتيا
(3/280)
إذا عطف على المستغاث مستغاث آخر فإما أن
تتكرر معه يا أولا فإن تكررت لزم الفتح نحو يا لزيد ويا لعمرو لبكر وإن
لم تتكرر لزم الكسر نحو يا لزيد ولعمرو لبكر كما يلزم كسر اللام مع
المستغاث له وإلى هذا أشار بقوله وفي سوى ذلك بالكسر ائتيا أي وفي سوى
المستغاث والمعطوف عليه الذي تكررت معه يا اكسر اللام وجوبا فتكسر مع
المعطوف الذي لم تتكرر معه يا ومع المستغاث له.
ولام ما استغيث عاقبت ألف ... ومثله اسم ذو تعجب ألف
تحذف لام المستغاث ويؤتى بألف في آخره عوضا عنها نحو يا زيدا لعمرو
ومثل المستغاث المتعجب منه نحو يا للداهية ويا للعجب فيجر بلام مفتوحة
كما يجر المستغاث وتعاقب اللام في الاسم المتعجب منه ألف فتقول يا عجبا
لزيد
(3/281)
الندبة
ما للمنادى اجعل لمندوب وما ... نكر لم يندب ولا ما أبهما
ويندب الموصول بالذي اشتهر ... كـ "بئر زمزم" يلى "وامن حفر"
المندوب: هو المتفجع عليه نحو وازيداه والمتوجع منه نحو واظهراه ولا
يندب إلا المعرفة فلا تندب النكرة فلا يقال وارجلاه ولا المبهم كاسم
الإشارة نحو واهذاه ولا الموصول إلا إن كان خاليا من أل واشتهر بالصلة
كقولهم وامن حفر بئر زمزماه.
(3/282)
ومنتهى المندوب صله بالألف ... متلوها إن
كان مثلها حذف
كذاك تنوين الذي به كمل ... من صلة أو غيرها نلت الأمل
يلحق آخر المنادى المندوب ألف نحو وازيدا لا تبعد ويحذف ما قبلها إن
كان ألفا كقولك واموساه فحذف ألف موسى وأتى بالألف للدلالة على الندبة
أو كان تنوينا في آخر صلة أو غيرها نحو وامن حفر بئر زمزماه ونحو يا
غلام زيداه.
والشكل حتما أوله مجانسا ... إن يكن الفتح بوهم لابسا
(3/283)
إذا كان آخر ما تلحقه ألف الندبة فتحة
لحقته ألف الندبة من غير تغيير لها فتقول واغلام أحمداه وإن كان غير
ذلك وجب فتحه إلا إن أوقع في لبس فمثال ما لا يوقع في لبس قولك في غلام
زيد واغلام زيداه وفي زيد وازيداه.
ومثال ما يوقع فتحه في لبس واغلامهوه واغلامكيه وأصله واغلامك بكسر
الكاف واغلامه بضم الهاء فيجب قلب ألف الندبة بعد الكسرة ياء وبعد
الضمة واوا لأنك لو لم تفعل ذلك وحذفت الضمة والكسرة وفتحت وأتيت بألف
الندبة فقلت واغلامكاه واغلامهاه لالتبس المندوب المضاف إلى ضمير
المخاطبة بالمندوب المضاف إلى ضمير المخاطب والتبس المندوب المضاف إلى
ضمير الغائبة بالمندوب المضاف إلى ضمير الغائب.
وإلى هذا أشار بقوله والشكل حتما إلى آخره أي إذا شكل آخر المندوب بفتح
أو ضم أو كسر فأوله مجانسا له من واو أو ياء إن كان الفتح موقعا في لبس
نحو واغلامهوه واغلامكيه وإن لم يكن الفتح موقعا في لبس فافتح آخره
وأوله ألف الندبة نحو وازيداه وواغلام زيداه.
وواقفا زد هاء سكت إن ترد ... وإن تشأ فالمد والها لا تزد
(3/284)
أي إذا وقف على المندوب لحقه بعد الألف هاء
السكت نحو وازيداه أو وقف على الألف نحو وازيدا ولا تثبت الهاء في
الوصل إلا ضرورة كقوله:
314 - ألا يا عمرو عمراه ... وعمرو بن الزبيراه
(3/285)
وقائل واعبديا واعبدا ... من في الندا اليا
ذا سكون أبدى
أي إذا ندب المضاف إلى ياء المتكلم على لغة من سكن الياء قيل فيه
واعبديا بفتح الياء وإلحاق ألف الندبة أو يا عبدا بحذف الياء وإلحاق
ألف الندبة.
وإذا ندب على لغة من يحذف الياء أو يستغنى بالكسرة أو يقلب الياء ألفا
والكسرة فتحة ويحذف الألف ويستغنى بالفتحة أو يقلبها ألفا ويبقيها قيل
واعبدا ليس إلا وإذا ندب على لغة من يفتح الياء يقال واعبديا ليس إلا.
فالحاصل أنه إنما يجوز الوجهان أعني واعبديا واعبدا على لغة من سكن
الياء فقط كما ذكر المصنف.
(3/286)
|