شرح الأشموني على ألفية ابن مالك

ج / 2 ص -121-        الإضافة:
"حذف التنوين والنون التالية للإعراب في الإضافة":
385-

نونًا تلي الإعراب أو تنوينا                   مما تضيف أحذف كطول سينا

386-

والثاني أجرر، وانوِ "من" أو "في"؛ إذا                 لم يصلح إلا ذاك، واللام خذا

387-

لما سوى ذينك، واخصص أولا                      أو أعطه التعريف بالذي تلا

"نونا تلي الإعراب" وهي نون المثنى والمجموع على حده وما ألحق بهما "أو تنوينًا" ظاهرًا أو مقدرًا "مما تضيف أحذف" كـ{تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ}1، ونحو قوله "من مشطور الرجز":
590-

"كأن خصييه من التدلدل                      ظرف عجوز" فيه ثنتا حنظل


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 المسد: 1.
590- التخريج: الرجز لخطام المجاشعي أو لجندل بن المثنى أو لسلمى الهذلية أو للشماء الهذلية في خزانة الأدب 7/ 400، 404؛ ولجندل بن المثنى أو لسلمى الهذلية في المقاصد النحوية 4/ 485؛ ولخطام المجاشعي أو لجندل بن المثنى أو لسلمى الهذلية أو للشماء الهذلية في الدرر 4/ 38؛ ولجندل بن المثنى في شرح التصريح 2/ 270؛ وللشماء الهذلية في خزانة الأدب 7/ 526، 529، 531؛ وبلا نسبة في إصلاح المنطق ص189؛ وخزانة الأدب 7/ 508؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 361؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص1847؛ وشرح المفصل 4/ 143، 144، 6/ 16، 18؛ والكتاب 3/ 569، 624؛ ولسان العرب 11/ 249 "دلل"، 692 "هدل"، 14/ 117 "ثنى"، 230 "خصى"؛ والمقتضب 2/ 156؛ والمنصف 2/ 131؛ وهمع الهوامع 1/ 253. =

 

ج / 2 ص -122-        وكالمقيمي الصلاة، وهذه عشر وزيد، و"كطور سينا" {مَفَاتِحُ الْغَيْبِ}1، أما النون التي تليها علامة الإعراب فإنها لا تحذف، نحو: "بساتين زيد"، و{شَيَاطِينَ الْإِنْس}2.
تنبيه: قد تحذف تاء التأنيث للإضافة عند أمن اللبس، كقول "من البسيط":
591-

"إن الخليط أجدوا البين فانجردوا"                 وأخلفوك عد الأمر الذي وعدوا


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= اللغة: الخصيتان: البيضتان، والخصيان هما الجلدتان اللتان فيهما البيضتان التدلدل: التحرك واضطراب المعلق. ظرف العجوز: الجراب الذي تجعل فيه خبزها وما تحتاج إليه.
المعنى: شبه الشاعر خصييه حين كبر وشاخ بظرف عجوز بال فيه حنظلتان؛ لأن العجوز لا تتزين ولا تتصدى للرجال. وهذا أقبح ذم يكون في الشيخ.
الإعراب: كأن: حرف مشبه بالفعل. خصييه: اسم "كأن" منصوب بالياء لأنه مثنى، وهو مضاف و"الهاء": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. من التدلدل: جار ومجرور متعلقان بما تضمنته "كأن" من معنى التشبيه. ظرف: خبر "كأن" مرفوع، وهو مضاف. عجوز: مضاف إليه مجرور. فيه: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. ثنتا: مبتدأ مؤخر مرفوع بالألف لأنه ملحق بالمثنى، وهو مضاف. حنظل: مضاف إليه مجرور.
وجملة "كأن خصيبه": وجملة "فيه ثنتا حنظل": في محل رفع نعت "ظرف".
الشاهد فيه قوله: "اثنتا حنظل" حيث حذفت نون المثنى من "ثنتان" للإضافة، وهذا هو القياس.
1 الأنعام: 59.
2 الأنعام: 112.
591- التخريج: البيت للفضل بن عباس في شرح التصريح 2/ 396؛ وشرح شواهد الشافية ص64؛ ولسان العرب 1/ 651 "غلب"، 7/ 293 "خلط"؛ والمقاصد النحوية 4/ 572؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 5/ 241؛ والخصائص 3/ 171؛ وشرح شافية ابن الحاجب 1/ 158؛ وشرح عمدة الحافظ ص486؛ ولسان العرب 3/ 462 "وعد"، 7/ 293 "خلط".
شرح المفردات: الخليط: المعاشر. أجد: صيره جديدًا. البين: الفراق. انجرد: بعد. أخلقوك: نكثوا بعهدك. عد الأمر: عدة الأمر.
المعنى: يقول: إن الأحبة قد جددوا الرحيل، وساروا بعيدًا، مخلفين ما وعدوا به بدوام الوصل والألفة.
الإعراب: "إن": حرف مشبه بالفعل. "الخليط": اسم "إن" منصوب. "أجدوا": فعل ماض، والواو ضمير في محل رفع فاعل، والألف فارقة. "البين": مفعول به منصوب. "فانجردوا": الفاء حرف عطف، "فانجردوا": فعل ماضٍ، والواو ضمير في محل رفع فاعل، والألف فارقة. "وأخلفوك": الواو حرف عطف، "أخلفوك": فعل ماض، والواو ضمير في محل رفع فاعل، والكاف في محل نصب مفعول به أول. "عد": مفعول به ثان، وهو مضاف. "الأمر" مضاف إليه مجرور. "الذي": اسم موصول مبني في محل جر نعت =

 

ج / 2 ص -123-        أي: عدة الأمر، وقراءة بعضهم: "لأعدوا له عِدَةً"1 أي: عِدَته، وجعل الفراء منه: {وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ} {وَإِقَامَ الصَّلاةِ}3 بناء على أنه لا يقال دون إضافة في الإقامة: "إقام"، ولا في الغلبة: "غلب". ا. هـ.
"والثاني" من المتضايفين -وهو المضاف إليه- "أجرر" بالمضاف وفاقًا لسيبويه، لا بالحرف المنوي خلافًا للزجاج "وانوِ" معنى "من أو" معنى "في إذا لم يصلح" ثم "إلا ذاك" المعنى: فانوا معنى "من" فيما إذا كان المضاف بعضًا من المضاف إليه مع صحة إطلاق اسمه عليه، كـ"ثوب جز"، و"خاتم فضة"، التقدير: ثوب من خز، وخاتم من فضة., ألا ترى أن الثوب بعض الخز، والخاتم بعض الفضة، وأنه يقال: "هذا الثوب خز"، وهذا الخاتم فضة. وانوا معنى "في" إذا كان المضاف إليه ظرفًا للمضاف، نحو:
{مَكْرُ اللَّيْلِ}4، أي: في الليل "واللام خذا لما سوى ذينك"؛ إذ هي الأصل، نحو: "ثوب زيد"، و"حصير المسجد"، و"يوم الخميس"، و"يد زيد".
تنبيهان: الأول: ذهب بعضهم إلى أن الإضافة ليست على تقدير حرف مما ذكر ولا نيته. وذهب بعضهم إلى أن الإضافة بمعنى اللام على كل حال. وذهب سيبويه والجمهور إلى أن الإضافة لا تغدو أن تكون بمعنى اللام أو "من"، وموهم الإضافة بمعنى "في" محمول على أنها فيه بمعنى اللام توسعًا.
الثاني: اختلف في إضافة الأعداد إلى المعدودات؛ فمذهب الفارسي أنها بمعنى اللام، ومذهب ابن السراج أنها بمعنى "من"، واختاره في شرحي التسهيل والكافية، فقال -بعد ذكر ما المضاف فيه بعض المضاف إليه مع صحة إطلاق اسمه عليه: ومن هذا النوع

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= "الأمر". "وعدوا": فعل ماض، والواو ضمير في محل رفع فاعل، والألف فارقة.
وجملة: "إن الخليط" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "أجدوا" في محل رفع خبر "إن" وجملة: "انجردوا" معطوفة على جملة "أجدوا". وجملة:"أخلفوك" معطوفة على سابقتها. وجملة "وعدوا" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.
الشاهد فيه قوله: "عد الأمر" حيث حذف التاء التي يعوض بها عن فاء المصدر.
1 التوبة: 46.
2 الروم: 3.
3 البقرة: 177؛ والتوبة: 18.
4 سبأ: 33.

 

ج / 2 ص -124-        إضافة الأعداد إلى المعدودات والمقادير إلى المقدرات، وقد اتفقا -فيما إذا أضيف عدد إلى عدد، نحو: "ثلاثمائة" على أنها بمعنى "من". ا. هـ.
"واخصص أولا" من المتضايقين "أو أعطه التعريف بالذي تلا" يعني أن المضاف يتخصص بالثاني إن كان نكرة، نحو: "غلام رجل"، ويتعرف به إن كان معرفة، نحو: "علام زيد".
388-

وإن يشابه المضاف "يفعل"                       وصفًا، فعن تنكيره لا يعزل

389-

كرب راجينا عظيم الأمل                          مروع القلب قليل الحيل

390-

وذي الإضافة اسمها لفظية                              وتلك محضة ومعنوية

"وإن يشابه المضاف يفعل" أي: الفعل المضارع، بأن يكون "وصفًا" بمعنى الحال أو الاستقبال: اسم فاعل، أو اسم مفعول، أو صفة مشبهة "فعن تنكير لا يعزل" بالإضافة؛ لأنه في قوة المنفصل "كرب راجينا عظيم الأمل مروع القلب قليل الحيل"، فـ"راجي": اسم فاعل، و"مروع": اسم مفعول، و"عظيم" و"قليل": صفتان مشبهتان، وكل منها مضاف إلى معرفة، ومع ذلك فهو باق على تنكيره؛ بدليل دخول "رب"، ومثله قوله "من البسيط":
592-

يا رب غابطنا لو كان يطلبكم                    لاقى مباعدة منكم وحرمانا


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
592- التخريج: البيت لجرير في ديوانه ص163؛ والدرر 5/ 9؛ وسر صناعة الإعراب 2/ 457؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 540؛ وشرح التصريح 2/  28؛ وشرح شواهد المغني 2/ 712، 880؛ والكتاب 1/ 427؛ ولسان العرب 7/ 174 "عرض"؛ ومغني اللبيب 1/ 511؛ والمقاصد النحوية 3/ 364؛ والمقتضب 4/ 150؛ وهمع الهوامع 3/ 47؛ وبلا نسبة في المقتضب 3/ 227، 4/ 289.
شرح المفردات: الغابط: هو من يتمنى مثل ما عند غيره لنفسه، وقيل: المسرور.
المعنى: يقول: إن من يغبطنا لا يعلم ما في محبتنا لكم وتعلقنا بكم من العذاب واللوعة، ولو طلبكم للاقى ما لقيناه من عذاب وحرمان.
الإعراب: "يا": حرف تنبيه. "رب": حرف جر شبيه بالزائد. "غابطنا": اسم مجرور لفظًا مرفوع محلًّا على أنه مبتدأ، وهو مضاف، و"نا": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. "لو": حرف شرط غير جازم. "كان": فعل ماضٍ ناقص، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره "هو". "يطلبكم": فعل مضارع مرفوع، و"كم": ضمير في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". "لاقى": فعل ماضٍ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو". "مباعدة": مفعول به منصوب، "منكم": جار =

 

ج / 2 ص -125-        ومن أدلة بقاء هذا المضاف على تنكيره نعت النكرة به، نحو: {هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ}1، وانتصابه على الحال، نحو: {ثَانِيَ عِطْفِه}2، وقوله: "من الكامل":
593-

فأتت به حوش الفؤاد مبطنًا                    سهدًا إذا ما نام ليل الهوجل

والدليل على أنها لا تفيد تخصيصًا أن أصل قولك: "ضارب زيد": ضارب زيدًا"؛

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= ومجرور متعلقان بـ"مباعدة". "وحرمانا": الواو حرف عطف، "حرمانا": معطوف على "مباعدة" منصوب.
وجملة: "يا رب" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "لو كان يعرفكم" الشرطية في محل رفع خبر المبتدأ. وجملة: "يطلبكم" في محل نصب خبر "كان". وجملة "لاقى" لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط غير جازم
الشاهد فيه قوله: "يا رب غابطنا" حيث جر اسم الفاعل "غابطنا" المضاف إلى ضمير المتكلم بـ"رب" التي لا تدخل إلا على النكرة. فدل على أن اسم الفاعل "غابط" لم يكتسب التعريف بإضافة إلى الضمير؛ إذ لو اكتسب التعريف لما دخلت عليه "رب".
1 المائدة: 95.
2 الحج: 9.
593- التخريج: البيت لأبي الكبير الهذلي في جمهرة اللغة ص360؛ وخزانة الأدب 8/ 194، 203؛ وشرح أشعار الهذليين 3/ 1073؛ وشرح التصريح 2/ 28؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص88؛ وشرح شواهد المغني 1/ 227؛ والشعر والشعراء 2/ 675؛ ولسان العرب 3/ 224 "سهد"، 6/ 290 "حوش"، 11/ 690 "هجل"؛ ومغني اللبيب 2/ 551؛ وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص1176؛ وشرح شواهد المغني 2/ 880؛ ولسان العرب 14/ 214 "جيا".
شرح المفردات: أنت به: ولدته، والتاء تعود إلى أم تأبط شرًّا، والهاء في "به" تعود إلى تأبط شرًّا. حوش الفؤاد: أي الجريء. المبطن: الضامر البطن. السهد: قلة النوم. الهوجل: الأرض الواسعة، أو الأحمق.
المعنى: يقول: إن تأبط شرًّا قد ولدته أمه جريئًا، قوي الفؤاد، ضامر البطن، لا ينام إلا قليلًا في الصحراء الواسعة، أو كما ينام الأحمق.
الإعراب: "فأتت": الفاء بحسب ما قبلها، "أنت": فعل ماضٍ والتاء للتأنيث، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره "هي". "به": جار ومجرور بـ"أنت" "حوش": حال منصوبة، وهو مضاف. "الفؤاد": مضاف إليه مجرور. "مبطنًا": حال ثانية منصوبة. "سهدًا": حال ثالثة منصوبة. "إذا" ظرف زمان يتضمن معنى الشرط متعلق بجوابه. "ما": زائدة. "نام": فعل ماضٍ. "ليل": فاعل مرفوع، وهو مضاف "الهوجل": مضاف إليه مجرور.
وجملة: "أتت" بحسب ما قبلها. وجملة "نام" في محل جر بالإضافة.
الشاهد فيه قوله: "حوش الفؤاد" حيث أضاف الصفة المشبهة إلى فاعلها، فلم تستفد بهذه الإضافة تعريفًا بدليل مجيئها حالًا من الضمير في "به".

 

ج / 2 ص -126-        فالاختصاص موجود قبل الإضافة، وإنما تفيد هذه الإضافة التخفيف أو رفع القبح: أما التخفيف فبحذف التنوين الظاهر كما في "ضاربُ زيدٍ"، و"ضاربُ عمرٍو"، و"حسنُ الوجهِ"، أو المقدر كما في "ضواربُ زيدٍ"، و"حواجُّ بيتِ الله"، أو نون التثنية كما في "ضاربا زيدٍ"، والجمع كما في "ضاربو زيدٍ"، وأما رفع القبح في حسن الوجه فإن في رفع الوجه قبح خلو الصفة عن ضمير الموصوف، وفي نصبه قبح إجراء وصف القاصر مجرى وصف المتعدي؛ وفي الجر تخلص منهما، ومن ثم امتنع "الحسنُ وجهِهِ"، أي: بالجر؛ لانتفاء قبح الرفع، أي: على الفاعل؛ لوجود الضمير، ونحو: "الحسنُ وجهٍ"، أي: بالجر أيضًا؛ لانتفاء قبح النصب؛ لأن النكرة تنصب على التمييز.
"وذي الإضافة اسمها لفظية"، وغير محضة، ومجازية؛ لأن فائدتها راجعة إلى اللفظ فقط: بتخفيف، أو تحسين، وهي في تقدير الانفصال "وتلك" الإضافة الأولى اسمها "محضة، ومعنوية" وحقيقية؛ لأنها خالصة من تقدير الانفصال، وفائدتها راجعة إلى المعنى، كما رأيت، وذلك هو الغرض الأصلي من الإضافة.
تنبيهات: الأولى: ذهب ابن برهان وابن الطراوة إلى أن إضافة المصدر إلى مرفوعه أو منصوبه غير محضة، والصحيح أنها محضة؛ لورود السماع بنعته بالمعرفة، كقوله "من الخفيف":
594-

إن وجدي بك الشديد أراني                     عاذرًا فيك من عهدت عذولا


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
594- التخريج: البيت بلا نسبة في الدرر 5/ 9، 251؛ وشرح التصريح 2/ 27؛ والمقاصد النحوية 3/ 366؛ وهمع الهوامع 2/ 48، 93.
اللغة: وجدي: عشقي، حبي، العاذر: الذي يقبل العذر. العذول: اللائم.
المعنى: يقول: إن فرط حتى لك، وهيامي بك حمل الذين كانوا يلومونني على التماس الأعذار لي.
الإعراب: إن: حرف مشبه بالفعل. وجدي: اسم "إن" منصوب بالفتحة المقدرة منع من ظهورها انشغال المحل بالحركة المناسبة، وهو مضاف، والياء: ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. بك: الباء حرف جر، والكاف ضمير متصل مبني في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بـ"وجدي" الشديد: نعت" وجد" منصوب بالفتحة. أراني: فعل ماض مبني على الفتحة المقدرة على الألف للتعذر، والنون للوقاية، والياء ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به أول. وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره "هو". عاذرًا: مفعول به ثالث تقدم على المفعول الثاني. من: اسم موصول مبني  في محل نصب مفعول به ثان. عهدت: فعل ماضٍ مبني على السكون، والتاء: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. 
فيك: حرف جر، والكاف ضمير متصل مبني في محل جر بحرف الجر. والجار والمجرور متعلقان بـ"عاذرًا". عذولًا: حال منصوب بالفتحة.
وجملة: "أراني" في محل رفع خبر "إن". وجملة: "وعهدت" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.
الشاهد فيه قوله: "وجدي بك الشديد" حيث أفادت إضافة المصدر التعريف بدليل نعته بالمعرفة.

 

ج / 2 ص -127-        وذهب ابن السراج والفارسي إلى أن إضافة أفعل التفضيل غير محضة، والصحيح أنها محضة، نص عليه سيبويه؛ لأنه يُنعت بالمعرفة.
الثاني: ظاهر كلامه انحصار الإضافة في هذين النوعين، وهو المعروف، لكنه زاد في التسهيل نوعًا ثالثًا، وهي المشبهة بالمحضة، وحصر ذلك في سبع إضافات.
الأولى: إضافة الاسم إلى الصفة، نحو: "مسجد الجامع"، ومذهب الفارسي أنها غير محضة، وعند غيره أنها محضة.
الثانية: إضافة المسمى إلى الاسم، نحو:
{شَهْرُ رَمَضَان}1.
الثالثة: إضافة الصفة إلى الموصوف، نحو: "سحق عمامة".
الرابعة: إضافة الموصوف إلى القائم مقام الصفة، كقوله:

علا زيدنا يوم النقا رأس زيدكم2

أي: علا زيد صاحبنا رأس زيد صاحبكم، فحذف الصفتين وجعل الموصوف خلفًا عنهما في الإضافة.
الخامسة: إضافة المؤكَّد إلى المؤكِّد، وأكثر ما يكون ذلك في أسماء الزمان، نحو:

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 البقرة: 185.
2 تقدم بالرقم 130.

 

ج / 2 ص -128-        "يومئذ"، و"حيئنذ"، و"عامئذ"، وقد يكون في غيرها، كقوله "من الطويل":
595-

فقلت انجوا عنها نجا الجلد إنه                  سيرضيكما منها سنام وغاربة

السادسة: إضافة الملغى إلى المعتبر1؛ كقوله "من الطويل":
596-

إلى الحول ثم اسم السلام عليكما             "ومن يبك حولًا كاملًا فقد اعتذر"


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
595- التخريج: البيت لعبد الرحمن بن حسان بن ثابت أو لأبي الغمر الكلابي في خزانة الأدب 4/ 358، 359؛ ولأبي الجراح في المقاصد النحوية 3/ 373؛ وبلا نسبة في إصلاح المنطق ص94؛ وجمهرة اللغة ص497؛ ولسان العرب 15/ 307 "نجا".
اللغة: نجا جلد البعير: كشطه وسلخه. السنام: حدبة الجمل. الغارب: ما بين العنق والسنام من البعير.
الإعراب: فقلت: "الفاء": بحسب ما قبلها، و"قلت": فعل ماض، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع فاعل. انجوا: فعل أمر  مبني على حذف النون، و"الألف": ضمير متصل في محل رفع فاعل عنها: جار ومجرور متعلقان بـ"انجوا". نجا: مفعول به منصوب، وهو مضاف. الجلد: مضاف إليه مجرور. إنه: حرف مشبه بالفعل، و"الهاء": ضمير متصل في محل نصب اسم "إن". سيرضيكما: السين للاستقبال: يرضيكما": فعل مضارع مرفوع، و"كما": ضمير متصل في محل نصب مفعول به، منها: جار ومجرور متعلقان بـ"يرضي". سنام: فاعل مرفوع وغاربه: "الواو": حرف عطف، "غاربه": معطوف على "سنام" مرفوع، وهو مضاف، و"الهاء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة.
وجملة "قلت": بحسب ما قبلها. وجملة "انجوا": في محل نصب مفعول به. وجملة "يرضيكما": في محل رفع خبر "إن".
الشاهد فيه قوله: "نجا الجلد" حيث ذهب ابن مالك إلى أن إضافة "النجا" إلى "الجلد" من إضافة المؤكَّد إلى المؤكِّد، وسمى هذه الإضافة الشبيهة بالمحضة؛ فأما أن المضاف إليه مؤكد للمضاف فلأنهما بمعنى واحد، فالنجا هو الجلد نفسه، وذهب ابن مالك إلى أن إضافة المؤكَّد إلى المؤكِّد في أسماء الزمان، نحو: "يومئذ" و"وقتئذ"، و"حينئذ"، ومجيئها في غير ذلك قليل كما في بيت الشاهد، وقال الفراء: العرب تضيف الشيء إلى نفسه إذا اختلف المضاف والمضاف إليه، نحو قولهم: "دار الآخرة".
1 معنى كون المضاف ملغى أن المعنى يستقيم بدونه.
596- التخريج: البيت للبيد بن ربيعة في ديوانه ص214؛ والأشباه والنظائر 7/ 96؛ والأغاني 13/ 40؛ وبغية الوعاة 1/ 429؛ وخزانة الأدب 4/ 337، 340، 342؛ والخصائص 3/ 29؛ والدرر 5/ 15؛ وشرح المفصل 3/ 14؛ والعقد الفريد 2/ 78، 3/ 57؛ ولسان العرب 4/ 545 "عذر"؛ والمقاصد النحوية 3/ 375؛ والمنصف 3/ 135؛ وبلا نسبة في أمالي الزجاجي ص63؛ وشرح عمدة الحافظ ص507؛ والمقرب 1/ 213؛ وهمع الهوامع 2/ 49، 158.
الإعراب: إلى الحول: جار ومجرور متعلقان بـ"قولا" في البيت السابق. ثم: حرف عطف. اسم: مبتدأ مرفوع بالضمة، وهو مضاف. السلام: مضاف إليه مجرور بالكسرة. عليكما: جار ومجرور متعلقان =

 

ج / 2 ص -129-        السابعة: إضافة المعتبر إلى الملغى، نحو: "اضرب أيهم أساء"، وقوله "من الطويل":
597-

أقام ببغداد العراق وشوقه                 لأهل دمشق الشام شوق مبرح

الثالث: أهمل هنا مما لا يتعرف بالإضافة شيئين:
أحدهما: ما وقع موقع نكرة لا تقبل التعريف، نحو: "رب رجل وأخيه"، و"كم ناقة وفصيلها"، و"فعل ذلك جهده وطاقته"؛ لأن "رب" و"كم" لا يجران المعارف، والحال لا يكون معرفة.
ثانيهما: ما لا يقبل التعريف لشدة إبهامه كـ"مثل" و"عين" و"شبه". قال في شرح

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= بمحذوف خبر المبتدأ. ومن: "الواو": حرف عطف، "من": اسم شرط جازم في محل رفع مبتدأ. بيك، فعل مضارع مجزوم لأنه فعل الشرط، وعلامة جزمه حذف حرف العلة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو". حولًا: ظرف زمان متعلق بـ"بيك". كاملًا: نعت "خولًا" منصوب. فقد: "الفاء": رابطة جواب الشرط، "قد": حرف تحقيق. اعتذر: فعل ماض مبني على الفتح وحرك السكون مراعاة للروي، وهو جواب الشرط، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو".
وجملة "من بيك": استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "قد اعتذر" في محل جزم جواب الشرط. وجملة الشرط وجوابه في محل رفع خبر "من".
الشاهد فيه قوله: "اسم السلام" حيث أقحم "اسم" بحيث إذا سقط لا يختل المعنى.
597- التخريج: البيت لبعض الطائيين في الدرر 5/ 16؛ والمقاصد النحوية 3/ 378؛ وبلا نسبة في همع الهوامع 2/ 307.
اللغة: أقام: سكن. بغداد: عاصمة العراق حاليًا. دمشق: عاصمة سورية اليوم. المبرح: المضني.
المعنى: يقول: إنه مقيم ببغداد وأحباءه مقيمون في دمشق، وشوقه ينازعه إليهم ويضنيه.
الإعراب: أقام: فعل ماضٍ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو" ببغداد: جار ومجرور متعلقان بـ"أقام"، وهو مضاف. العراق: مضاف إليه مجرور. وشوقه: "الواو": حالية، و"شوقه": مبتدأ مرفوع وهو مضاف، و"الهاء": ضمير في محل جر بالإضافة. لأهل: جار ومجرور متعلقان بـ"شوق"، وهو مضاف. دمشق: مضاف إليه مجرور، وهو مضاف. الشام: مضاف إليه مجرور بالكسرة. شوق: خبر المبتدأ مرفوع. مبرح: نعت "شوق" مرفوع بالضمة.
وجملة "أقام": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "شوقه": في محل نصب حال.
الشاهد فيه قوله: "بغداد العراق" و"دمشق الشام" حيث أضاف "بغداد" إلى "العراق"، و"دمشق" إلى "الشام"، وهي إضافة المعتبر الذي لا يستغني الكلام عنه إلى الملغى الذي يمكن الاستغناء عنه ولا يختل الكلام بسقوطه. فلو قال: أقام ببغداد وشوقه لأهل دمشق مبرح، لم يختل الكلام ولم يتغير معناه.

 

ج / 2 ص -130-        الكافية: إضافة واحد من هذه وما أشبهها لا تُزيل إبهامه إلا بأمر خارج عن الإضافة، كوقوع "غير" بين ضدين، كقول القائل: "رأيت الصعبَ غيرَ الهين"، و"مررت بالكريم غيرِ البخيل"، وكقوله تعالى: {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ}1، وكقول أبي طالب "من الرجز":
589-

يا رب إما تخرجن طالبي                      في مقنب من تلكم المقانب

فليكن المغلوبَ غيرَ الغالب                   وليكن المسلوبَ غيرَ السالب

فبوقوع "غير" بين ضدين يرتفع إبهامه؛ لأن جهة المغايرة تتعين، بخلاف خلوها من ذلك، كقولك: "مررت برجل غيرِك"، وكذا "مثل" إذا أضيف إلى معرفة دون قرينة تشعر بمماثلة خاصة، فإن الإضافة لا تعرفه ولا تزيل إبهامه، فإن أضيف إلى معرفة وقارنه ما يشعر بمماثلة خاصة تعرف، هذا كلامه.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 الفاتحة: 7.
598- التخريج: لم أقع عليهما في ديوانه ولا فيما عدت إليه من مصادر.
اللغة: المقنب: الفصيلة من الجيش. المسلوب: الذي يؤخذ سلبه، أي ما على المقاتل من أداة حرب وغيرها.
المعنى: يضرع الشاعر إلى الله بأن يجعل عدوه الذي خرج ليطلبه في جماعة من الفرسان والجنود أن يكون المغلوب والمسلوب.
الإعراب: يا: حرف نداء. رب: منادي منصوب، وهو مضاف، و"الياء" المحذوفة في محل جر بالإضافة. إما "إن": حرف شرط جازم، و"ما": زائدة تخرجن: فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد، و"النون": للتوكيد، وهو فعل الشرط في محل جزم، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنت". طالبي: مفعول به، وهو مضاف، و"الياء": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. في مقنب: جار ومجرور متعلقان بـ"تخريج". من تلكم: جار ومجرور متعلقان بـ"تخرج"، وهو مضاف. المقانب: مضاف إليه مجروب. فليكن: "الفاء": رابطة جواب الشرط، و"اللام": حرف دعاء، و"يكن": فعل مضارع ناقص، واسمه ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو". المغلوب: خبر "يكن" منصوب. غير. نعت "المغلوب" منصوب، وهو مضاف. الغالب: المضاف إليه مجرور. وليكن المسلوب غير السالب: تعرب إعراب: "ليكن المغلوب غير الغالب".
وجملة النداء ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "ليكن المغلوب": في محل جزم جواب الشرط. وجملة "ليكن المسلوب": معطوفة على سابقتها.
الشاهد فيه قوله: "المغلوب غير الغالب" و"المسلوب غير السالب" حيث أضيفت "غير" إلى معرفة ووقعت بين المتضادين "الغالب" و"المغلوب"، وبين "السالب" و"المسلوب"، فصارت معرفة، فوقوع "غير" بين ضدين يرفع إبهامه؛ لأن جهة المغايرة تتعين بخلاف خلوها من ذلك.

 

ج / 2 ص -131-        وقال أيضًا في شرح التسهيل: وقد يُغنى بـ"غير"، و"مثل" مغايرة خاصة ومماثلة خاصة فيحكم بتعريفهما، وأكثر ما يكون ذلك في "غير" إذا وقع بين متضادين، وهذا الذي قاله في "غير" هو مذهب ابن السراج والسيرافي، ويُشكل عليه، نحو: {صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ}1، فإنها وقعت بين ضدين ولم تتعرف بالإضافة لأنها وصف النكرة. ا. هـ.
391-

ووصل "أل" بذا المضاف مغتفر               إن وصلت بالثان: كـ"الجعد الشعر"

392-

أو بالذي له أُضيف الثاني:                      كـ"زيد الضارب رأس الجاني

"ووصل أل بذا المضاف" أي: المشابه يفعل "مغتفر إن وصلت بالثان كالجعد الشعر" وقوله "من الطويل":
599-

"أبأنا بهم قتلى، وما في دمائهم                شفاء" وهن الشافيات الحوائم

"أو بالذي له أضيف الثاني                         كزيد الضارب رأس الجاني"


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 فاطر: 37.
599- التخريج: البيت للفرزدق في ديوانه 2/ 310؛ وخزانة الأدب 7/ 373؛ وشرح التصريح 2/ 29.
شرح المفردات: أباء فلانًا بفلان: قتله به. الحوائم: اللواتي يحمن حول الماء.
المعنى: يقول: قلنا منهم قدر ما قتلوا منا، ولكننا لم نجد في دمائهم شفاء لغليلنا لأنهم غير أكفاء لمن قتلوا منا.
الإعراب: "أبأنا": فعل ماضٍ، و"نا": ضمير متصل في محل رفع فاعل. "بهم": جار ومجرور متعلقان بـ"أبأنا". "قتلى": مفعول به. "وما": حرف نفي. "في دمائهم": جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ، و"هم": ضمير في محل جر بالإضافة. "شفاء": مبتدأ مؤخر مرفوع. "وهن": الواو حالية، "هن": ضمير منفصل مبني في محل رفع مبتدأ. "الشافيات": خبر المبتدأ مرفوع وهو مضاف. "الحوائم": مضاف إليه مجرور بالكسرة.
وجملة: "أبأنا" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "ما في دمائهم شفاء" في محل نصب حال. وجملة: "وهن الشافيات" في محل نصب حال".
الشاهد فيه قوله: "الشافيات الحوائم" حيث أضاف الاسم المقترن بـ"أل" وسوغه كون المضاف إليه وصفًا مقترنًا بـ"أل".

 

ج / 2 ص -132-        وقوله "من الطويل":
600-

لقد ظفر الزوار أقفية العدى                  "بما جاوز الآمال ملأسر والقتل"

أو بما أضيف إلى ضميره الثاني، كقوله "من الكامل":
601-

الود أنت المستحقة صفوه                    "مني وإن لم أزوج منك نوالا"

ومنع المبرد هذه.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
600- التخريج: البيت بلا نسبة في شرح التصريح 2/ 29؛ والمقاصد النحوية 3/ 391.
شرح المفردات: ظفر: غلب. الأقفية: ج القفا، وهو مؤخر العنق. ملأسر: أي من الأسر.
المعنى: يقول: إنهم ظفروا بالأعداء وقتلوا وأسروا منهم عددًا كبيرًا تجاوز ما كانوا يأملون.
الإعراب: "لقد": اللام واقعة في جواب قسم، "قد": حرف تحقيق. "ظفر": فعل ماضٍ. "الزوار": فاعل مرفوع، وهو مضاف. "أقفية": مضاف إليه مجرور، وهو مضاف. "العدى": مضاف إليه مجرور. "بما": جار ومجرور متعلقان بـ"ظفر". "جاوز": فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو". "الآمال": مفعول به منصوب. "ملأسر": جار ومجرور متعلقان بـ"جاوز". "والقتل": الواو حرف عطف، "القتل": معطوف على "الأسر" مجرور.
وجملة القسم المحذوفة ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "لقد ظفر" جواب القسم لا محل لها من الإعراب. وجملة "جاوز" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.
الشاهد فيه قوله: "الزوار أفقية العدى" حيث أضاف الاسم المقترن بـ"أل"، والذي جوز هذه الإضافة كون المضاف وصفًا، وكون المضاف إليه مضافًا إلى مقترن بـ"أل".
601- التخريج: البيت بلا نسبة في الدرر 5/ 12؛ وشرح التصريح 2/ 29؛ والمقاصد النحوية 3/ 392؛ وهمع الهوامع 2/ 48.
شرح المفردات: الود: الحب. صفوه: خالصه. النوال: العطاء، وهنا الوصال.
المعنى: يقول إنك تستحقين مني خالص الحب، وإن كنت لا أرجو منك ما يطمع فيه المحبون، أي الوصال.
الإعراب: "الود": مبتدأ مرفوع. "أنت": مبتدأ ثان. "المستحقة": خبر للمبتدأ الثاني وهو مضاف. "صفوه": مضاف إليه، وهو مضاف، والهاء ضمير في محل جر بالإضافة. "مني": جار ومجرور متعلقان بـ" المستحقة". "وإن": الواو حالية، "إن": وصلية زائدة. "لم": حرف جزم. "أرج": فعل مضارع مجزوم بحذف حرف العلة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: "أنا". "منك": جار ومجرور متعلقان بـ"أرجو". "نوالا": مفعول به.
وجملة: "الود أنت" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "أنت المستحقة" في محل =

 

ج / 2 ص -133-        393-

وكونها في الوصف كاف، إن وقع                    مثنى أو جميعًا سبيله اتبع.

أي: وكون "أل"، أي: وجودها، في الوصف المضاف كاف في اغتفاره وقوعه مثنى أو جمعًا اتبع سبيل المثنى، وهو جمع المذكر السالم، كقوله "من البسيط":
602-

إن يغنيا عني المستوطنا عدن                 فإنني لست يومًا عنهما بغني

وقوله "من الكامل":
603-

الشاتمي عرضي ولم أشتمهما                 "والناذرين إذا لم ألقهما دمي"


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= رفع خبر المبتدأ "الود". وجملة "وإن لم أرج" في محل نصب حال.
الشاهد فيه قوله: "المستحقة صفوة" حيث أضاف الاسم المقترن بـ"أل" المستحقة لكونه وصفًا مع كون المضاف إليه مضافًا إلى ضمير يعود إلى ما فيه "أل" وهو "الود".
602- التخريج: البيت بلا نسبة في الدرر 5/ 11؛ وشرح التصريح 2/ 29؛ والمقاصد النحوية 3/ 393؛ وهمع الهوامع 2/ 48.
شرح المفردات: يعني: يكتفي. الغني: المستغني.
المعنى: يقول: إذا كان الشخصان اللذان سكنا عدنًا قد استغنيا عني ولم يعودا بحاجة إلى معونتي، فإنني لست مستغنيًا عنهما أبدًا.
الإعراب: "إن": حرف شرط جازم. "يغنيا": فعل مضارع مجزوم لأنه فعل الشرط، وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة، والألف ضمير في محل رفع فاعل. "عني": جار ومجرور متعلقان بـ"يغنيا". "المستوطنا": بدل من الألف في "يغنيا" مرفوع بالألف لأنه مثنى، وهو مضاف. "عدن": مضاف إليه مجرور. "فإنني": الفاء رابطة جواب الشرط، "إن": حرف مشبه بالفعل، والنون للوقاية، والياء ضمير في محل نصب اسم "إن". "لست": فعل ماضٍ ناقص، والتاء ضمير في محل رفع اسم "ليس". "يومًا": ظرف زمان منصوب، متعلق بـ"غني". "عنهما": جار ومجرور متعلقان بـ"غني". "يغني": الباء حرف جر زائد، "غني": اسم مجرور لفظًا منصوب محلًّا على أنه خبر "ليس".
وجملة: "إن يغنيا" الشرطية ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "فإنني...بغني" في محل جزم جواب الشرط. وجملة: "لست بغني" في محل رفع خبر "إن".
الشاهد فيه قوله: "المستوطنا عدن" حيث أضاف الاسم المقترن بـ"أل" إلى اسم ليس مقترنًا بها، وهو: "عدن"؛ وسوغ ذلك كون المضاف وصفًا دالًّا على المثنى.
603- التخريج: البيت لعنترة في ديوانه ص222؛ والأغاني 9/ 212؛ وشرح التصريح 2/ 69؛ والشعر والشعراء 1/ 259؛ والمقاصد النحوية 3/ 551.
شرح المفردات: الشاتمي عرضي: اللذين يشتمان عرضي، والعرض: الحسب، أو الشرف الذي =

 

ج / 2 ص -134-        وكقوله "من المنسرح":
604-

"العارفو الحق للمدل به"                         والمستقلو كثير ما وهبوا

فإن انتفت الشروط المذكورة امتنع وصل "أل" بذا المضاف. وأجاز الفراء ذلك فيه مضافًا إلى المعارف مطلقًا، نحو: "الضارب زيدٍ"، و"الضارب هذا"، بخلاف: "الضارب رجلٍ". قال المبرد والرماني في "الضاربك" و"ضاربك": موضع الضمير خفض، وقال الأخفش وهشام: نصب، وعند سيبويه الضمير كالظاهر؛ فهو منصوب في "الضاربك" مخفوض في "ضاربك": ويجوز في "الضارباك"، و"الضاربوك" الوجهان؛ لأنه يجوز:

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= يحافظ عليه الإنسان من نفسه. الناذرين: اللذين ينذران على أنفسهما. إذا لم ألقهما: أي في الخلاء.
المعنى: يقول: إن ابني ضمضم يشتمان عرضه دون أن يشتمهما، وقد نذرا أن يسفكا دمه إذا لم يرهما. وهذا دليل عليه جبانتهما؛ إذ إنهما يتوعدانه في غيابه دون أن يتجاسرا على ذلك في حضوره.
الإعراب: "الشاتمي": نعت "ابني ضمضم" المذكور في البيت السابق. مجرور بالياء لأنه مثنى، وهو مضاف. "عرضي": مضاف إليه مجرور، وهو مضاف، والياء ضمير في محل جر بالإضافة. "ولم": الواو حالية، "لم": حرف جزم. "أشتمهما": فعل مضارع مجزوم، و"هما": ضمير في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره "أنا". "والناذرين": الواو حرف عطف، "الناذرين": معطوف على "الشاتمي" مجرور بالباء لأنه مثنى. "إذا": ظرف زمان مبني في محل نصب متعلق بـ"الناذرين". "لم" حرف جزم. "ألقهما": فعل مضارع مجزوم بحذف حرف العلة، و"هما": ضمير في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: "أنا". "دمي": مفعول به منصوب، وهو مضاف، والياء ضمير في محل جر بالإضافة.
وجملة: "ولم أشتمهما" في محل نصب حال. وجملة: "لم ألقهما" في محل جر بالإضافة.
الشاهد فيه قوله: "والناذرين دمي" حيث أعمل مثنى اسم الفاعل "الناذرين" عمل المفرد، فنصب المفعول به "دمي".
604- التخريج: لم أقع عليه فيما عدت إليه من مصادر.
اللغة: المدل: الواثق. المستقلون: الذين يعتبرون الشيء قليلًا. وهبوا: منحوا، أعطوا.
المعنى: يصف الشاعر أناسًا بأنهم لا ينكرون الحق على من جاء به، وأنهم يرون كثير ما يعطونه قليلًا، وهذا دليل على مروءتهم.
الإعراب: العارفو: خبر لمبتدأ محذوف تقديره: "هم"، وهو مضاف. الحق: مضاف إليه مجرور. للمدل: جار ومجرور متعلقان بـ"العارفو". به: جار ومجرور متعلقان بـ"المدل". والمستقلو: "الواو": حرف عطف، و"المستقلو": معطوف على "العارفو" مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم، وهو مضاف. كثير: مضاف إليه مجرور، وهو مضاف. ما : اسم موصول مبني في محل جر بالإضافة. وهبو: فعل ماضٍ، و "الواو": ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.
وجملة "هم العارفو": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "وهبوا": صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.
الشاهد فيه قوله: "العارفو الحق" و"المستقلو كثير" فإن "العارفو"، و"المستقلو" محليان بـ"أل"، وقد أضيفا إلى جمع مذكر سالم، وهذا جائز.

 

ج / 2 ص -135-        "الضاربا زيدًا" و"الضاربو عمرًا، وتحذف النون في النصب كما تحذف في الإضافة، ومنه قوله "من المنسرح":
605-

الحافظو عورة العشيرة لا                           يأتيهم من ورائهم وكف

وقوله "من المنسرح":

العارفو الحق للمدل به                       والمستقلو كثير ما وهبوا1

في رواية من نصب "الحق" و"كثير". نعم، الأحسن عند حذف النون الجر بالإضافة؛ لأنه المعهود، والنصب ليس بضعيف؛ لأن الوصف صلة فهو في قوة الفعل فطلب معه التخفيف. واحترز بقوله: "سبيله اتبع" عن جمع التكسير وجمع المؤنث السالم.
تنبيه: قوله: "أن وقع" هو بفتح "أن" وموضعه رفع على أنه فاعل كافٍ على ما تبين أولًا، وقال الشارح: "هو" مبتدأ ثان، و"كاف": خبره، والجملة خبر الأول، يعني كونها. وقال المكودي: في موضع نصب على إسقاط لام التعليل، والتقدير: وجود "أل" في الوصف كافٍ لوقوعه مثنى أو مجموعًا على حده، ويجوز في همز "إن" الكسر، وقد جاء كذلك في بعض النسخ.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 تقدم بالرقم 604.
605- التخريج: البيت لعمرو بن امرئ القيس في خزانة الأدب 4/ 272، 274، 276؛ والدرر 1/  146؛ وشرح شواهد الإيضاح ص127؛ ولقيس بن الخطيم في ديوانه ص115؛ وملحق ديوانه ص238؛ ولعمرو بن امرئ القيس أو لقيس بن الخطيم في لسان العرب 9/ 363 "وكف"؛ ولشريح بن عمران أو لمالك بن العجلان في شرح أبيات سيبويه 1/ 205؛ ولرجل من الأنصار في خزانة الأدب 6/ 6؛ والكتاب 1/ 186؛ وبلا نسبة في أدب الكاتب ص324؛ وإصلاح المنطق ص63؛ وجواهر الأدب ص155؛ وخزانة الأدب 5/ 122، 469، 8/ 29، 209؛ ورصف المباني ص341؛ وسر صناعة الإعراب 2/ 538؛ والكتاب 1/ 202؛ والمحتسب 2/ 80؛ والمقتضب 4/ 145؛ والمنصف 1/ 67؛ وهمع الهوامع 1/ 49.
اللغة: عورة العشيرة: كناية عن المكان الذي يأتي منه ما يكره. والعشيرة: هي القبيلة. الوكف: العيب =

 

ج / 2 ص -136-        "اكتساب المضاف التذكير والتأنيث من المضاف إليه":
394-

وربما أكسب ثان أولا                        تأنيثًا إن كان لحذف موهلا

395-

ولا يضاف اسم لما به اتحد                       مغنى وأول موهمًا إذا ورد

"وربما أكسب ثان" من المتضايفين، وهو المضاف إليه، "أولا" منهما وهو المضاف "تأنيثًا" أو تذكيرًا "إن كان" الأول "لحذف موهلا"، أي: صالحًا للحذف والاستغناء عنه بالثاني؛ فمن الأول: {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْس}1. وقوله: "من الكامل":
606-

جادت عليه كل عين ثره                    "فتركن كل حديقة كالدرهم"


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= المعنى: يقول: إنهم يحفظون عورة عشيرتهم إذا ما هزموا ويحمونهم من أعدائهم، ومن كل عيب.
الإعراب: الحافظو: خبر لمبتدأ محذوف تقديره: "هم" أو "نحن الحافظون" وقد حذفت النون للتخفيف. عورة: مفعول به لاسم الفاعل، وهو مضاف. العشيرة: مضاف إليه مجرور. لا: نافية. يأتيهم: فعل مضارع مرفوع، و"هم": ضمير متصل في محل نصب مفعول به. من ورائهم: جار ومجرور متعلقان بـ"يأتي" وهو مضاف، و"هم": ضمير مبني في محل جر بالإضافة. وكف: فاعل مرفوع بالضمة.
الشاهد فيه قوله: "الحافظو عورة العشيرة" بنصب "عورة" على الرواية المشهورة على أنها مفعول به لـ"الحافظو"، وعلى هذه الرواية تكون النون محذوفة من جمع المذكر السالم "الحافظو" للتخفيف لا للإضافة، وهذا جائز.
1 آل عمران: 30.
606- التخريج: البيت لعنترة في ديوانه ص196؛ وجمهرة اللغة ص82؛ 97؛ والحيوان 3/ 312؛ والدرر 5/ 136؛ وسر صناعة الإعراب 1/ 181؛ و شرح شواهد المغني 1/ 480، 2/ 541؛ ولسان العرب 4/ 101 "ثرر"، 182 "حرر" 10/ 39 "حدق"؛ والمقاصد النحوية 3/ 380؛ وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص425؛ وهمع الهوامع 2/ 74.
اللغة: جادت عليه: هطلت بشدة. العين: السحابة الممطرة. الثرة: كثيرة الماء.
المعنى: هطلت عليه السحب أمطارًا غريزة، فنبتت الحشائش وصارت الرياض كالدراهم تلألؤًا وضياءً.
الإعراب: جادت: فعل ماضٍ مبني على الفتح، و"التاء": للتأنيث. عليه: جار ومجرور متعلقان بـ"جادت". كل: فاعل مرفوع بالضمة. عين: مضاف إليه مجرور بالكسرة. ثروة: صفة "عين" مجرورة بالكسرة. فتركن: "الفاء": للعطف، "تركن": فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة، و"النون": ضمير متصل في محل رفع فاعل: كل: مفعول به منصوب بالفتحة. حديثة: مضاف إليه مجرور بالكسرة. كالدرهم: جار ومجرور متعلقان بحال من "كل".
وجملة "جادت عليه": في محل نصب صفة لـ"روضة" في البيت السابق له. والمناسب أن يقال: عليها، وكذا في الديوان. وجملة "فتركن": معطوفة عليها في محل نصب صفة أيضًا.
والشاهد فيه قوله: "كل عين ثرة فتركن" حيث أضاف "كل" إلى مؤنث مفرد نكرة، وجاء بالضمير العائد عليها في "فتركن" جمعًا مؤنثًا.

 

ج / 2 ص -137-        وقولهم: "قُطِعَتْ بعضُ أصابعِهِ"، وقراءة بعضهم: {يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ}1. وقوله "من الرجز":
607-

طول الليالي أسرعت في نقضي                 "طوين طولي وطوين عرضي"

وقوله "من الطويل":
608-

"وتشرق بالقول الذي قد أذعته"                كما شرقت صدر القناة من الدم


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 يوسف: 10.
607- التخريج: الرجز للأغلب العجلي في الأغاني 21/ 30؛ وخزانة الأدب 4/ 224، 225؛ 226؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 366؛ وشرح التصريح 2/ 31؛ والمقاصد النحوية 3/ 395؛ وله أو للعجاج في شرح شواهد المغني 2/ 881؛ وللعجاج في الكتاب 1/ 53؛ ولم أقع عليه في ديوانه؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 2/ 106؛ والخصائص 2/ 418؛ والصاحبي في فقه اللغة ص252؛ ومغني اللبيب 2/ 512؛ والمقتضب 4/ 199، 200.
شرح المفردات: نقضي: تحطيمي.
الإعراب: "طول": مبتدأ مرفوع، وهو مضاف. "الليالي": مضاف إليه مجرور. "أسرعت": فعل ماضٍ، والتاء للتأنيث، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: "هي". "في نقضي": جاز ومجرور متعلقان بـ"أسرعت"، وهو مضاف، والياء ضمير في محل جر بالإضافة. "طوين": فعل ماضٍ، والنون ضمير في محل رفع فاعل. "طولي": مفعول به منصوب وهو مضاف، والياء ضمير في محل جر بالإضافة. "وطوين عرضي": معطوفة على "طوين طولي" وتعرب إعرابها.
وجملة: "طول الليالي" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "أسرعت" في محل رفع خبر المبتدأ "طول". وجملة: "طوين" الأولى استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "طوين" الثانية معطوفة على الأولى.
الشاهد فيه قوله: "طول الليالي أسرعت" حيث أعاد الضمير مؤنثًا في قوله: "أسرعت" على مذكر "طول"؛ والذي سوغ ذلك إضافة طول إلى المؤنث "الليالي" فاكتسب التأنيث منه.
608- التخريج: البيت للأعشى في ديوانه ص173؛ والأزهية ص238؛ والأشباه والنظائر 5/ 255؛ وخزانة الأدب 5/ 106؛ والدرر 5/ 19؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 54؛ والكتاب 1/ 52؛ ولسان العرب 4/ 446 "صدر"، 10/ 178 "شرق"؛ والمقاصد النحوية 3/ 378؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 2/ 105؛ والخصائص 2/ 417؛ والمقتضب 4/ 197، 199؛ وهمع الهوامع 2/ 49.
اللغة: شرق: غص. القناة: الرمح. أذاع: فضح وأفشى.
المعنى: إنك غير مستودع للسر، كالرمح لا يستطيع حفظ الدماء التي عليه.
الإعراب: وتشرق: "الواو": حسب ما قبلها، "تشرق": فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة، =

 

ج / 2 ص -138-        وقوله: "من الكامل":
609-

أتي الفواحش عندهم معروفة                     ولديهم ترك الجميل جميل


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= و"الفاعل": ضمير مستتر وجوبًا تقديره أنت. بالقول: جار ومجرور متعلقان بالفعل تشرق. الذي: اسم موصول في محل جر صفة. قد: حرف تحقيق. أذعته: فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصاله بالتاء المتحركة و"التاء": ضمير متصل في محل رفع فاعل و"الهاء": ضمير متصل في محل نصب مفعول به. كما: الكاف حرف جر، "ما": مصدرية. شرقت: فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة، و"التاء": للتأنيث. صدر: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة وهو مضاف. القناة: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة: من الدم: جار ومجرور متعلقان بالفعل شرقت.
وجملة "وتشرق": بحسب الواو. وجملة "أذعته": صلة الموصول لا محل لها. وجملة "شرقت": صلة موصول حرفي لا محل لها. والمصدر المؤول من "ما شرقت" في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بصفة محذوفة لمصدر محذوف.
والشاهد فيه قوله: "صدر القناة" فقد أنث المضاف المذكر من إضافته إلى المؤنث وكان الحق أن يقول شرق صدر.
609- التخريج: البيت للفرزدق في المقاصد النحوية 3/ 368؛ وليس في ديوانه؛ وبلا نسبة في شرح عمدة الحافظ ص505 "ورواية العجز فيه: ويرون فعل المكرمات حرامًا".
اللغة: أتي: فعل. الفواحش. ج الفاحشة، وهي العمل القبيح وضده الجميل.
المعنى: يقول: إنهم قوم قد ألفوا ارتكاب الفواحش، فلم يعودوا يستنكرونها، وإنما صاروا يستنكرون الجميل ويستحسنون القبيح.
الإعراب: أتي: مبتدأ مرفوع، وهو مضاف. الفواحش: مضاف إليه مجرور. عند: ظرف مكان متعلق بـ"معروفة"، وهو مضاف، و"هم": ضمير في محل جر بالإضافة. معروفة: خبر المبتدأ مرفوع ولديهم: "الواو": حرف عطف، "لديهم": ظرف بمعنى "عندهم" متعلق بـ"جميل"، وهو مضاف، و"هم": ضمير في محل جر بالإضافة. ترك: مبتدأ مرفوع، وهو مضاف. الجميل: مضاف إليه مجرور. جميل: خبر المبتدأ.
وجمبة "أتى الفواحش": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "لديهم ترك" استئنافية لا محل لها من الإعراب.
الشاهد فيه قوله: "أتى الفواحش معروفة" حيث أخبر باسم مؤنث "معروفة" عن مبتدأ مذكر "أتي"، والمعروف عن المبتدأ والخبر يجب أن يكونا متطابقين في التذكير والتأنيث، والإفراد والتثنية والجمع, والذي سوغ هذا الأمر هو كون المبتدأ مضافًا إلى مؤنث "الفواحش" مفرده "فاحشة"، فاكتسب التأنيث من المضاف إليه. ويصح أن تقول: "الفواحش عندهم معروفة".

 

ج / 2 ص -139-        وقوله "من الطويل":
610-

مشين كما اهتزت رماح تسفهت                  أعاليها مر مر الرياح النواسم

ومن الثاني قوله "من البسيط":
611-

إنارة العقل مكسوف بطوع هوى                وعقل عاصي الهوى يزداد تنويرا


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
610- التخريج: البيت لذي الرمة في ديوانه ص751؛ وخزانة الأدب 4/ 225؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 58؛ والكتاب 1/ 52؛ 65؛ والمحتسب 1/ 237؛ والمقاصد النحوية 3/ 367؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 5/ 239؛ والخصائص 2/ 417؛ وشرح عمدة الحافظ ص838؛ ولسان العرب 3/ 288 "عرد"، 4/ 446 "صدر"، 11/ 536 "قبل"، 13/ 499 "سفه"؛ والمقتضب 4/ 197.
اللغة: تسفهت الريح الشيء: حركته. النواسم: الرياح الضعيفة الهبوب.
المعنى: يصف الشاعر اهتزاز النساء حين يمشين بالرماح التي تستخفها الرياح فتزعزعها.
الإعراب: "مشين": فعل ماضٍ، والنون ضمير في محل رفع فاعل. "كما": الكاف اسم بمعنى "مثل" مبني في محل نصب مفعول مطلق، "ما": مصدرية. "اهتزت": فعل ماض، والتاء للتأنيث. "رماح": فاعل مرفوع. والمصدر المؤول من "ما" وما بعدها في محل جر بالإضافة. "تسفهت": فعل ماضٍ، والتاء للتأنيث. "أعاليها": مفعول به منصوب، وهو مضاف، و"ها" ضمير في محل جر بالإضافة."مر": فاعل مرفوع، وهو مضاف. "الرياح": مضاف إليه مجرور. "النواسم": نعت "الرياح" مجرور.
وجملة "مشين" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "اهتزت" صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب. وجملة "تسفهت" في محل رفع نعت "رياح".
الشاهد فيه قوله: "تسفهت أعاليها مر الرياح" حيث اكتسب المضاف "مر" التأنيث من المضاف إليه. "الرياح"، ولذلك اتصلت بفعله تاء التأنيث.
611- التخريج: البيت لبعض المولدين في المقاصد النحوية 3/ 396؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 5/ 263؛ وخزانة الأدب 4/ 227، 5/ 106؛ وشرح التصريح 2/ 32؛ ومغني اللبيب 2/ 512.
شرح المفردات: كسفت الشمس: احتجبت في النهار كليًّا أو جزئيًّا لحلول القمر بينها وبين الأرض. طوع الهوى: أي بالانقياد للهوى. عاصي الهوى: عدم الانقياد للهوى.
المعنى: يقول: بانجرار الإنسان وراء شهواته ينحجب نور العقل، ويتعثر في بلوغ هدفه، أما إذا كبح جماح نفسه، وأخضع شهواتها لعقله، ازداد عقله نورًا، وسار على هدى.
الإعراب: "إنارة: مبتدأ مرفوع، وهو مضاف. "العقل": مضاف إليه مجرور. "مكسوف": خبر المبتدأ مرفوع. "بطوع": جار ومجرور متعلقان بـ"مكسوف"، وهو مضاف. "هوى": مضاف إليه مجرور. "وعقل": الواو حرف عطف، "عقل": مبتدأ مرفوع، وهو مضاف "عاصي": مضاف إليه مجرور، وهو مضاف. "الهوى": مضاف إليه مجرور. "يزداد" فعل مضارع مرفوع. وفاعله ضميرمستتر فيه جوزًا تقديره: "هو". "تنويرًا": مفعول به منصوب. =

 

ج / 2 ص -140-        وقوله: "من الخفيف":
612-

رؤية الفكر ما يؤول له الأمـ                    ـر معين على اجتناب التواني

ويحتمله: {إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ}1، ولا يجوز: "قامت غلامُ هندٍ"، ولا "قام امرأة زيدٍ"؛ لانتفاء الشرط المذكور.
تنبيه: أفهم قوله: "وربما" أن ذلك قليل، ومراده التقليل النسبي: أي: قليل بالنسبة إلى ما ليس كذلك، لا أنه قليل في نفسه؛ فإنه كثير كما صرح به في شرح الكافية؛ نعم الثاني قليل.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= وجملة: "إنارة العقل" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "عاصي الهوى." معطوفة على جملة: "إنارة العقل" لا محل لها من الإعراب. وجملة: "يزداد" في محل رفع خبر المبتدأ.
التمثيل به في قوله: "إنارة العقل مكسوف" حيث أعاد الضمير مذكرًا من "مكسوف" على "إنارة"، وهو مؤنث، والذي سوغ ذلك -مع وجوب مطابقة الضمير لمرجعه- كون المرجع مضافًا إلى مذكر هو "العقل"، فاكتسب التذكير منه.
612- التخريج: البيت بلا نسبة في الدرر 5/ 21؛ والمقاصد النحوية 3/ 369؛ وهمع الهوامع 2/ 49.
اللغة: رؤية الفكر: أي العلم. يؤول: يرجع. معين: مساعد. اجتناب: ابتعاد. التواني: التراخي والكسل.
المعنى: يقول: إن علم الإنسان بعواقب الأمور يساعده على ترك التواني إذا ما كانت النتائج محمودة.
الإعراب: رؤية: مبتدأ مرفوع، وهو مضاف. الفكر: مضاف إليه مجرور. ما: اسم موصول مبني في محل نصب مفعول به لـ"رؤية". يؤول: فعل مضارع مرفوع. له: جار ومجرور متعلقان بـ"يؤول". الأمر: فاعل مرفوع بالضمة, معين: خبر المبتدأ مرفوع. على اجتناب: جار ومجرور متعلقان بـ"معين"، وهو مضاف. التواني: مضاف إليه مجرور.
وجملة "رؤية الفكر معين": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "يؤول": صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.
الشاهد فيه قوله: "رؤية الفكر معين" حيث أخبر باسم مذكر "معين" عن مبتدأ مؤنث "رؤية". والمعروف عن المبتدأ والخبر أن يكونا متطابقين في التذكير والتأنيث، والإفراد والتثنية والجمع. والذي سوغ هذا الأمر هو كون المبتدأ "رؤية" مضافًا إلى مذكر "الفكر" فاكتسب منه التذكير.
1 الأعراف: 56.

 

ج / 2 ص -141-        "ولا يضاف اسم لما به اتحد معنى" كالمرادف مع مرادفه، والموصوف مع صفته؛ لأن المضاف يتخصص أو يتعرف بالمضاف إليه، فلا بد أن يكون غيره في المعنى؛ فلا يقال: "قمحُ برٍّ"، ولا "رجلُ فاضلٍ" ولا "فاضلُ رجلٍ" "وأول موهمًا إذا ورد" أي: إذا جاء من كلام العرب ما يوهم جواز ذلك وجب تأويله؛ فمما أوهم إضافة الشيء إلى مرادفه قولهم: "جاءني سعيدُ كرزٍ"، وتأويله أن يراد بالأول المسمى وبالثاني الاسم، أي: جاءني مسمى هذا الاسم؛ ومما أوهم إضافة الموصوف إلى صفته قولهم: "حبةُ الحمقاءِ"، و"صلاةُ الأولى"، و"مسجدُ الجامعِ"، وتأويله أن يقدر موصوف، أي: حبة البقلةِ الحمقاء، وصلاة الساعةِ الأولى، ومسجد المكانِ الجامع؛ ومما أوهم إضافة الصفة إلى الموصوف قولهم: "جردُ قطيفةٍ"، و "سحقُ عمامةٍ"، وتأويله أن يقدر موصوف أيضًا وإضافة الصفة إلى جنسها: أي شيء جرد من جنس القطيفة، وشيء سحق من جنس العمامة.
تنبيه: أجاز الفراء إضافة الشيء إلى ما بمعناه لاختلاف اللفظين، ووافقه ابن الطراوة وغيره، ونقله في النهاية عن الكوفيين، وجعلوا من ذلك نحو:
{وَلَدَارُ الْآَخِرَة}1 و{حَقُّ الْيَقِين} {حَبْلِ الْوَرِيد}3، و{حَبَّ الْحَصِيد}4، وظاهر التسهيل وشرحه وموافقته.
"أنواع الأسماء من حيث وجوب الإضافة وامتناعها وجوازها":
396-

وبعض الأسماء يضاف أبدًا                      وبعض ذا قد يأت لفظًا مفردًا

"وبعض الأسماء" تمتنع إضافته: كالمضمرات، والإشارات، وكغير "أي" من الموصولات ومن أسماء الشروط ومن أسماء الاستفهام، وبعضها "يضاف أبدًا "، فلا يستعمل مفردًا بحال "وبعض ذا" الذي يضاف أبدًا "قد يأت لفظًا مفردًا"، أي: يأتي مفردا في اللفظ فقط، وهو مضاف في المعنى، نحو: "كل"، و"بعض"، و"أي"، قال الله تعالى: {وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُون} {فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْض} {أَيًّا مَا تَدْعُوا}7.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 يوسف: 109.
2 الواقعة: 95.
3 ق: 16.
4 ق: 9.
5 الأنبياء: 33.
6 البقرة: 253.
7 الإسراء: 110.

 

ج / 2 ص -142-        تنبيه: أشعر قوله: "وبعض الأسماء"، وقوله: "وبعض ذا قد يأت لفظًا مفردًا" أن الأصل والغالب في الأسماء أن تكون صالحة للإضافة والإفراد، وأن الأصل في كل ملازم للإضافة أن لا ينقطع عنها في اللفظ.
وأعلم أن اللازم للإضافة على نوعين: ما يختص بالإضافة إلى الجمل، وسيأتي وما يختص بالمفردات، وهو على ثلاثة أنواع: ما يضاف للظاهر والمضمر، وذلك نحو: كلا وكلتا، وعند، ولدى، وسوى، وقصارى الشيء، وحماداه، بمعنى: غايته، وما يختص بالظاهر، وذلك نحو: أولي، وأولات، وذي، وذات، وما يختص بالمضمر، وإليه الإشارة بقوله:
397-

وبعض ما يضاف حتمًا امتنع                    إيلاؤه اسمًا ظاهرًا حيث وقع

398-

كوحد، لبي، ودوالي، سعدي                          وشذ إيلاء "يدي" للبي

"وبعض ما يضاف حتمًا" أي وجوبًا "امتنع إيلاؤه اسمًا ظاهرًا حيث وقع"، وهذا النوع على قسمين: قسم يضاف إلى جميع الضمائر "كوحد"، نحو: "جئت وحدي"، و"جئت وحدك"، و"جاء وحده"؛ وقسم يختص بضمير المخاطب، نحو: "لبي ودوالي" و"سعدي" وحناني، وهذاذي، تقول: "لبيك"، بمعنى: إقامة على إجابتك بعد إقامة، من "ألب بالمكان" إذا أقام به، و"دواليك"، بمعنى: تداولا لك بعد تداول، و"سعديك"، بمعنى: إسعادًا لك بعد إسعاد، ولا يستعمل إلا بعد "لبيك"، و"حنانيك"، بمعنى: "تحننا عليك بعد تحنن، و"هذاذيك" -بذالين معجمتين- بمعنى: إسراعًا لك بعد إسراع "وشذ إيلاء يدي للبى" في قوله "من المتقارب":
613-

دعوت لما نابني مسورًا                         فلبى فلبي يدي مسور


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
613- التخريج: البيت لرجل من بني أسد في الدرر 3/ 68؛ وشرح التصريح 2/ 38؛ وشرح شواهد المغني 2/ 910؛ ولسان العرب 5/ 239 "لبى"؛ والمقاصد النحوية 3/ 381؛ وبلا نسبة في خزانة الأدب 2/ 92؛ 93؛ وسر صناعة الإعراب 2/ 747؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 379؛ وشرح ابن عقيل ص383، 385؛ والكتاب 1/ 352؛ ولسان العرب 1/ 731 "لبب"، 4/ 388 "سور"؛ والمحتسب 1/ 78؛ 2/ 23؛ ومغني اللبيب 2/ 578؛ وهمع الهوامع 1/ 190. =

 

ج / 2 ص -143-        كما شدت إضافته إلى ضمير الغائب في قوله "من الرجز":
614-

"إنك لو دعوتني ودوني                             زوراء ذات مترع بيون"

لقلت لبيه لمن يدعوني

تنبيه: مذهب سيبويه أن "لبيك" وأخواته مصادر مثناة لفظًا ومعناها التكثير، وأنها تنصب على المصدرية، بعوامل محذوفة من ألفاظها إلا "هذاذيك" و"لبيك" فمن معناهما،

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= شرح المفردات: نابني: أصابني. مسور: اسم رجل. لبى: أجاب. لبي يدي مسور: أي دعاء لمسور بأن يجاب دعاؤه كلما دعا إجابة بعد إجابة.
المعنى: يقول: لما نكبني الدهر دعوت مسورًا، فلبى دعاني، فدعا له بالتوفيق ودوام النعمة.
الإعراب: "دعوت": فعل ماضٍ، والتاء فاعل. "لما": جار ومجرور متعلقان بـ"دعوت". نابني": فعل ماض، والنون للوقاية، والياء ضمير في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو"  "مسورًا": مفعول به. "فلبي": الفاء: حرف عطف، "لبى": فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو" "فلبي": الفاء: استئنافية، "لبي": مفعول مطلق منصوب بالياء لأنه مثنى، وهو مضاف. "يدي": مضاف إليه مجرور بالياء لأنه مثنى، وهو مضاف. "مسور": مضاف إليه مجرور.
وجملة: "دعوت مسورًا": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "نابني" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة: "لبى" استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "لبي" معطوفة استئنافية.
الشاهد فيه قوله: "فلبي يدي" حيث أضاف "لبي" إلى الاسم الظاهر "يدي"؛ وهذا شاذ.
614- التخريح: الرجز بلا نسبة في خزانة الأدب 2/ 93؛ والدرر 3/ 68؛ وسر صناعة الإعراب 2/ 746؛ وشرح التصريح 2/ 38؛ وشرح شواهد المغني 2/ 910؛ وشرح ابن عقيل 383؛ ولسان العرب 1/ 731 "لبب"، 13/ 64 "بين"؛ ومغني اللبيب 2/ 578؛ والمقاصد النحوية 3/ 383؛ وهمع الهوامع 1/ 190.
شرح المفردات: الزوراء: الأرض البعيدة. المترع: الممتد. البيون: البئر العميقة.
المعنى: يقول: إنك إذا دعوتني وكان بيني وبينك فلوات شاسعة مترامية الأطراف، وبئر عميقة لتجاوزتها جميعًا، ولبيت دعوتك.
الإعراب: "إنك": حرف مشبه بالفعل، والكاف ضمير في محل نصب اسم "إن". "لو": حرف شرط. "دعوتني": فعل ماضٍ والتاء ضمير في محل رفع فاعل، والنون للوقاية، والياء ضمير في محل نصب مفعول به. "ودوني": الواو: حالية، "دوني": ظرف مكان متعلق بمحذوف خبر مقدم، وهو مضاف، والياء في محل جر بالإضافة. "زوراء": مبتدأ مؤخر. "ذات": نعت "زوراء"، وهو مضاف. "مترع": مضاف إليه. "بيون": نعت "مترع". "لقلت": اللام واقعة في جواب "لو"، "قلت": فعل ماض. والتاء ضمير في محل رفع فاعل. "لبيه": مفعول مطلق منصوب بالياء لأنه مثنى، وهو مضاف، والهاء ضمير في محل جر بالإضافة. "لمن": جار ومجرور متعلقان بـ"قلت". "يدعوني": فعل مضارع مرفوع، والنون للوقاية، والياء في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو".
وجملة: "إنك لو دعوتني" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "لو دعوتني" في محل رفع =

 

ج / 2 ص -144-        وجوز سيبويه في "هذاذيك" في قوله "من الرجز":
615-

ضربًا هذاذيك وطعنًا وخصا              "يمضي إلى عاصي العروق النحضا"

وفي "دواليك" في قوله "من الطويل":
616-

إذا شق برد شق بالبرد مثله                    دواليك حتى كلنا غير لابس


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= خبر "إن". وجملة "ودوني زوراء" حالية. وجملة: "لقلت" جواب شرط غير جازم لا محل لها من الإعراب. وجملة "لبيك" في محل نصب مفعول به، وجملة "يدعوني" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.
الشاهد فيه قوله: "لبيه" حيث أضاف "لبى" إلى ضمير الغائب، وهذا شاذ؛ والقياس إضافته إلى ضمير المخاطب.
615- التخريج: الرجز للعجاج في ديوانه 1/ 140؛ وجمهرة اللغة ص615؛ وخزانة الأدب 2/ 106؛ والدرر 3/ 66؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 315؛ وشرح التصريح 2/ 37؛ وشرح المفصل 1/ 119؛ والمحتسب 2/ 379؛ والمقاصد النحوية 3/ 399؛ وبلا نسبة في إصلاح المنطق ص158؛ والكتاب 1/ 350؛ ولسان العرب 3/ 517 "هذذ"؛ ومجالس ثعلب 1/ 157؛ وهمع الهوامع 1/ 189.
شرح المفردات: هذاذيك: إسراعًا بعد إسراع. طعنا وخضا: اي طعنًا يصل إلى الجوف. يمضي: يوصل. عاصي العروق: هو الذي لا ينقطع دمه. النحض: اللحم المكتنز.
المعنى: يقول: اضرب ضربًا بعد ضرب بلا هوادة، واطعن طعنًا يصل إلى الجوف، ويوصل اللحم بالعروق التي يسيل دمها بلا انقطاع.
الإعراب: "ضربًا": مفعول مطلق منصوب بفعل محذوف تقديره: "اضرب ضربًا"، "هذاذيك": مفعول مطلق منصوب بالياء لأنه مثنى، وهو مضاف، والكاف في محل جر بالإضافة. "وطعنًا": الواو حرف عطف، "طعنًا": مفعول مطلق منصوب. "وخضا": نعت "طعنًا": منصوب. "يمضي": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو". "إلى عاصي": جار ومجرور متعلقان بـ"يمضي"، وهو مضاف. "العروق": مضاف إليه مجرور. "النحضا": مفعول به منصوب، والألف للإطلاق.
وجملة: "اضرب" المحذوفة ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "أسرع هذاذيك" المحذوفة استئنافية لا محل لها من الإعراب,. وجملة: "اطعن" المحذوفة معطوفة على جملة: "اضرب". وجملة: "يمضي" في محل نصب نعت "طعنًا".
الشاهد فيه قوله: "هذاذيك" حيث أضاف هذا اللفظ إلى ضمير المخاطب، وهو مفعول مطلق لفعل من معناه، أي: "أسرع هذاذيك".
616- التخريج: البيت لسحيم عبد بني الحسحاس في ديوانه ص16؛ وجمهرة اللغة ص438؛ والدرر 3/ 65؛ وشرح التصريح 2/ 37؛ وشرح المفصل 1/ 119؛ والكتاب 1/ 350؛ ولسان العرب 3/ 517 "هذذ"، 11/ 253 "دول"؛ والمقاصد النحوية 3/ 401؛ وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص1272؛ =

 

ج / 2 ص -145-        الحالية بتقدير: نفعله مداولين وهاذين، أي: مسرعين، وهو ضعيف؛ للتعريف، ولأن المصدر الموضوع للتكثير لم يثبت فيه غير كونه مفعولًا مطلقًا. وجوز الأعلم في "هذاذيك" في البيت الوصفية، وهو مردود بما ذكر، ولأنه معرفة و"ضربًا" نكرة، وذهب يونس إلى أن "لبيك" اسم مفرد مقصور أصله: "لبى" قلبت ألفه ياء للإضافة إلى الضمير كما في "على" و"إلى" و "لدى"، ورد عليه سيبويه بأنه لو كان كذلك لما قلبت مع الظاهر في قوله:

قلبي يدي مسور1

وقول ابن الناظم: إن خلاف يونس في "لبيك" وأخواته وهم، وزعم الأعلم أن الكاف

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= والخصائص 3/ 45؛ ورصف المباني ص181؛ ومجالس ثعلب 1/ 157؛ والمحتسب 2/ 279؛ وهمع الهوامع 1/ 189.
شرح المفردات: البرد: الثوب المخطط. دواليك: تداولًا بعد تداول.
المعنى: يقول: إنهم يشقون الأبراد تأكيدًا على دوام المودة. وكان العرب يزعمون أن المتحابين إذا شق كل واحد منهما ثوب صاحبه دامت مودتهما ولم تفسد.
الإعراب: "إذا": ظرف زمان يتضمن معنى الشرط، متعلق بجوابه. "شق": فعل ماض للمجهول. "برد": نائب فاعل مرفوع. "شق": فعل ماضٍ للمجهول. "بالبرد": جار ومجرور متعلقان بـ"شق". "مثله": نائب فاعل مرفوع، وهو مضاف، والهاء ضمير في محل جر بالإضافة. "دواليك": مفعول مطلق منصوب بالياء لأنه مثنى، وهو مضاف، والكاف في محل جر بالإضافة. "حتى": حرف ابتداء. "كلنا": مبتدأ مرفوع بالضمة، وهو مضاف. و"نا": ضمير في محل جر بالإضافة. "غير": خبر المبتدأ مرفوع، وهو مضاف "لابس": مضاف إليه مجرور.
وجملة: "إذا شق". الشرطية ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "شق" في محل جر بالإضافة. وجملة "شق مثله" جواب شرط غير جازم لا محل لها من الإعراب. وجملة: "دواليك" استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "كلنا غير لابس" استئنافية لا محل لها من الإعراب.
الشاهد فيه قوله: "دواليك" حيث أضيف إلى ضمير المخاطب "الكاف" وهو مفعول مطلق لفعل من معناه.
ملاحظة: رُوي عجز البيت:

دواليك حتى ليس للبرد لابس

والبيت من مقطوعة مكسورة الروي، وقبله:

فكم قد شفقنا من رداء منير                 ومن برقع عن طفلة غير عانس

1 تقدم بالرقم 613.

 

ج / 2 ص -146-        حرف خطاب لا موضع له من الإعراب مثلها في "ذلك". ورد عليه بقولهم: "لبيه"، و"لبي يدي مسور"، ويحذفهم النون لأجلها ولم يحذفوها في "ذانك"، وبأنها لا تلحق الأسماء التي لا تشبه الحرف. ا. هـ.
النوع الثاني من الملازم للإضافة -وهو ما يختص بالجمل- على قسمين: ما يختص بنوع من الجمل، وسيأتي، وما لا يختص، وإليه الإشارة بقوله:
399-

وألزموا إضافة إلى الجمل                    "حيث" و"إذ" وإن ينون يحتمل

400-

إفراد إذ، وما كإذ معنى كإذ                    أضف جوازًا نخو "حين جا نبذ"

"وألزموا إضافة إلى الجمل حيث وإذ" فشمل إطلاقه الجمل الجملة الاسمية والفعلية؛ فالاسمية نحو: "جلست حيث زيد جالس"، {وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ}1، والفعلية نحو: "جلستُ حيث جلستَ"، و"اجلسْ حيث أجلسُ"، {وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ}2 {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا}3، ومعنى هذا المضارع المضي حينئذ، وأما نحو قوله "من الرجز":
617-

أما ترى حيث سهيل طالعًا                 "نجما يضيء كالشهاب ساطعًا"


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 الأنفال: 26.
2 الأعراف: 86.
3 الأنفال: 30.
617- التخريج: الرجز بلا نسبة في خزانة الأدب 7/ 3؛ والدرر 2/ 124؛ وشرح شواهد المغني 1/ 360؛ وشرح المفصل 4/ 90؛ وشرح ابن عقيل ص385؛ ومغني اللبيب 1/ 133؛ والمقاصد النحوية 3/ 384؛ وهمع الهوامع 1/ 212.
اللغة والمعنى: سهيل: نجم. الشهاب: شعلة نار ساطعة.
الإعراب: أما: حرف استفتاح. ترى: فعل مضارع مرفوع، والفاعل: أنت. حيث: ظرف مبني على الضم في محل نصب، متعلق بـ"ترى"، وهو مضاف. سهيل: مضاف إليه مجرور. طالعًا: حال منصوب. نجمًا: اسم منصوب على المدح تقديره: "امدح". يضيء: فعل مضارع مرفوع، والفاعل: هو. كالشهاب: جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من الضمير المستتر في قوله "يضيء" أو متعلق بـ"يضيء". لامعًا: حال ثان منصوب.
وجملة "أما ترى" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة "يضيء" الفعلية في محل نصب نعت "نجمًا".
والشاهد فيه قوله: "حيث سهيل" فقد أضاف الظرف "حيث" إلى مفرد، وهذا نادر.

 

ج / 2 ص -147-        وقوله "من الطويل":
618-

"ونطعنهم حيث الكلى بعد ضربهم            ببيض المواضي" حيث لي العمائم

فشاد لا يقاس عليه، خلافًا للكسائي.
تنبيه: قولهم: "إذ ذاك" ليس من الإضافة إلى المفرد، بل إلى الجملة الاسمية، والتقدير: إذ ذاك كذلك، أو إذ كان ذاك.
"وإن ينون يحتمل إفراد إذ" أي: وإن ينون إذ يحتمل إفرادها لفظًا، وأكثر ما يكون ذلك مع إضافة اسم الزمان إليها، كما في نحو: "يومئذ"، و"حيئنذ"، ويكون التنون عوضًا من لفظ الجملة المضاف إليها، كما تقدم بيانه في أول الكتاب، وأما نحو:

وأنت إذ صحيح1 فنادر

"وما كإذ معنى" في كونه ظرفًا مبهمًا ماضيًا، نحو: حين، ووقت، وزمان، ويوم، إذا أريد بها الماضي "كإذ" في الإضافة إلى ما تضاف إليه "إذ"، لكن "أضف" هذه "جوازًا" لما سبق أن إذ تضاف إليه وجوبًا "نحو حين جانبذ"، و"جاء زيد يوم الحجاج أمير"، ونحو: "حين مجيئك نبذ"، و"جاء زيد يوم إمرة الحجاج"، فتضاف للمفرد، فإن كان الظرف المبهم مستقبل المعنى لم يعامل معاملة "إذ"، بل يعامل معاملة "إذا"، فلا يضاف إلى الجملة الاسمية، بل إلى الفعلة كما سيأتي، وأما: {يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُون}2، وقوله:

فكم لي شفيعًا يوم لأذو شفاعة               بمغن فتيلًا عن سواد بن قارب3


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 تقدم بالرقم 9.
2 الذاريات: 13.
3 تقدم بالرقم 216.
618- التخريج: البيت للفرزدق في شرح شواهد المغني 1/ 389؛ والمقاصد النحوية 3/ 387؛ وليس في ديوانه؛ وبلا نسبة في خزانة الأدب 6/ 553، 557، 7/ 4؛ والدرر 3/ 123؛ وشرح التصريح 2/ 39؛ وشرح المفصل 4/ 92؛ ومغني اللبيب 1/ 132؛ وهمع الهوامع 1/ 212.
شرح المفردات: نطعنهم: نضربهم. حيث الكلى: أي في أجوافهم. المواضي البيض: السيوف القاطعة: حيث لي العمائم: أي الرءوس.
المعنى: يقول: إنهم يطعنون الأعداء بالرماح بعد أن يضربوا رءوسهم بالسيوف القاطعة.
الإعراب: "ونطعنهم": الواو بحسب ما قبلها، "نطعنهم": فعل مضارع مرفوع، و"هم": ضمير في =

 

ج / 2 ص -148-        فمما نزل المستقبل فيه منزلة الماضي لتحقق وقوعه. هذا مذهب سيبويه، وأجاز ذلك الناظم على قلة؛ تمسكًا بظاهر ما سبق. وأما غير المبهم -وهو المحدود- فلا يضاف إلى جملة، وذلك نحو: "شهر"، و"حول"، بل لا يضاف إلا إلى المفرد، نحو: "شهر كذا".
401-

وابن أو أعرب ما كإذ قد أجريا                           واختر بنا متلو فعل بنيا

402-

وقبل فعل معرب أو مبتدا                       أعرب، ومن بنى فلن يفندا

"وابن أو أعرب ما كإذ قد أجريا" مما سبق أنه يضاف إلى الجملة جوازًا؛ أما الإعراب فعلى الأصل، وأما البناء فحملًا على "إذ" "واختر بنا متلو فعل بنيا"، أي: أن الأرجح والمختار فيما تلاه فعل مبني، البناء للتناسب كقوله "من الطويل":
619-

على حين عاتبت المشيب على الصبا            "وقلت ألما أصح والشيب وازع"


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: "نحن". "حيث": ظرف مكان مبني في محل نصب، متعلق بـ"نطعن"، وهو مضاف. "الكلى": مضاف إليه مجرور، أو مبتدأ خبره محذوف تقديره "موجودة". "بعد": ظرف زمان منصوب، متعلق بـ"نطعن". وهو مضاف. "ضربهم": مضاف إليه مجرور. وهو مضاف، و"هم": ضمير في محل جر بالإضافة "ببيض": جار ومجرور متعلقان بـ"ضرب" وهو مضاف. "المواضي": مضاف إليه مجرور. "حيث": ظرف مكان مبني في محل نصب، متعلق بـ"ضرب"، وهو مضاف. "لي": مضاف إليه مجرور. وهو مضاف. "العمائم": مضاف إليه مجرور.
وجملة "نطعنهم" بحسب ما قبلها. وجملة "الكلى موجودة" في محل جر بالإضافة.
الشاهد فيه قوله: "حيث لي العمائم" حيث أضاف "حيث" إلى المفرد، وهذا نادر، وكان الكسائي يجعله قياسيًّا.
619- التخريج: البيت للنابغة الذبياني في ديوانه ص32؛ والأضداد ص151؛ وجمهرة اللغة ص315؛ وخزانة الأدب 2/ 456، 3/ 407، 6/ 550؛ والدرر 3/ 144؛ وسر صناعة الإعراب 2/ 506؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 53؛ وشرح التصريح 2/ 42؛ وشرح شواهد المغني 2/ 816، 883؛ والكتاب 2/ 330، ولسان العرب 8/ 390 "وزع"، 9/ 70 "خشف"؛ والمقاصد النحوية 3/ 406، 4/ 357؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 2/ 111؛ وشرح ابن عقيل ص387؛ وشرح المفصل 3/ 16، 4/ 591،  8/ 137؛ ومغني اللبيب ص571؛ والمقرب 1/ 290، 2/ 516؛ والمنصف 1/ 58؛ وهمع الهوامع 1/ 218.
اللغة والمعنى: على حين: أي في حين. المشيب: الشيب. الصبا: الميل إلى الهوى. أصحو: أفيق. الوازع: الرادع.
يقول: لما حل المشيب وارتحل الصبا عاتبت نفسي قائلًا: أما تصحين من سكرك، أي تماديك في المعاصي، ويمنعك الشيب؟
الإعراب: على حين: جار ومجرور متعلقان بـ"كفكفت" في بيت سابق. عاتبت: فعل ماضٍ مبني =

 

ج / 2 ص -149-        وقوله "من الطويل":
620-

"لأجتذبن منهن قلبي تحلما"                 على حين يستصبين كل حليم

"وقبل فعل معرب أو مبتدا أعرب" نحو: {هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ}1، وكقوله "من الطويل":
621-

ألم تعلمي يا عمرك الله أنني                    كريم على حين الكرام قليل


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= على السكون، والتاء: فاعل. المشيب: مفعول به منصوب. على الصبا: جار ومجرور متعلقان بـ"عاتبت" وقلت: الواو: حرف عطف، قلت: فعل ماضٍ مبني على السكون. والتاء: فاعل. ألما: الهمزة للاستفهام الإنكاري لما: حرف جزم ونفي وقلب أصح: فعل مضارع مجزوم بحذف حرف العلة، والفاعل: "أنا" والشيب: الواو: حالية، الشيب: مبتدأ مرفوع. وازع: خبر مرفوع.
وجملة "عاتبت" الفعلية في محل جر بالإضافة. وجملة "قلت" معطوفة على الجملة السابقة وجملة "ألما أصح" الفعلية في محل نصب مفعول به. وجملة "الشيب وازع" الاسمية في محل نصب حال.
والشاهد فيه قوله: "على حين"، حيث يجوز في "حين" الإعراب وهو الأصل، والبناء لأنه أضيف غلى مبني، وهو الفعل الماضي "عاتب".
620- التخريج: البيت بلا نسبة في خزانة الأدب 3/ 307؛ والدرر 3/ 145؛ وشرح التصريح 2/ 42؛ وشرح شواهد المغني 2/ 722؛ ومغني اللبيب 2/ 518؛ والمقاصد النحوية 3/ 410؛ وهمع الهوامع 1/ 218.
شرح المفردات: التحلم: تكلف الحلم، أي الرزانة والابتعاد عن الطيش. يستصبين: يقعن في الصبوة، وهي الميل إلى اللهو والطيش. الحليم: العاقل.
المعنى: يقول: إنه سيجتذب قلبه من هؤلاء الحسان، ويبتعد عن اللهو والطيش تكلفا، في حين أن لهن قوة تغلب كل عقل، وتستميل كل عاقل.
الإعراب: "لأجتذبن": الام واقعة في جواب قسم مقدر، "أجتذين": فعل مضارع مبني على الفتح والنون للتوكيد، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره "أنا". "منهن": جار ومجرور متعلقان بـ"أجتذب" "قلبي": مفعول به منصوب، وهو مضاف، والياء في محل جر بالإضافة. "تحلما": مفعول لأجله منصوب. "على حين": جار ومجرور متعلقان بـ"أجتذب". "يستصبين": فعل مضارع مبني على السكون، والنون ضمير في محل رفع فاعل. "كل": مفعول به، وهو مضاف. "حليم": مضاف إليه مجرور.
وجملة القسم المحذوفة ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "لأجتذبن": جواب القسم لا محل لها من الإعراب لا محل لها من الإعراب. وجملة: "يستصبين" في محل جر بالإضافة.
الشاهد فيه قوله: "على حين يستصبين" حيث بنى "حين" على الفتح لإضافته إلى الفعل المضارع المبني لاتصاله بنون النسوة.
1 المائدة: 119.
621- التخريج: البيت لمبشر بن هذيل في ديوان المعاني 1/ 89؛ ولموبال بن جهم المذحجي في =

 

ج / 2 ص -150-        ولم يجز البصريون حينئذ غير الإعراب، وأجاز الكوفيون البناء، وإليه مال الفارسي والناظم، ولذلك قال: "ومن بنى فلن يفندا"، أي: لن يغلط، واحتجوا لذلك بقراءة نافع: "هذا يومَ ينفعُ"1 بالفتح، وقد روي بهما قوله:

على حينَ الكرامُ قليل2

وقوله "من الوافر":
622-

تذكر ما تذكر من سليمي                      على حين الواصل غير دان

403-

وألزموا "إذا" إضافة إلى                  جمل الأفعال، كـ"هن إذا اعتلى"


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= شرح شواهد المغني 2/ 884؛ ولمبشر بن هذيل أو لموبال بن جهم في المقاصد النحوية 3/ 412؛ وبلا نسبة في الدرر 3/ 147؛ وهمع الهوامع 1/ 218.
المعنى: ألم تعلمي: أطال الله عمرك أني سخي من أسخياء العرب في الزمن الذي قل فيه السخاة.
الإعراب: ألم: "الهمزة": حرف استفهام، "لم": حرف نفي وجزم وقلب. تعلمي: فعل مضارع مجزوم بحذف النون لأنه من الأفعال الخمسة، و"الياء": ضمير متصل في محل رفع فاعل. يا عمرك: "يا" حرف تنبيه، "عمرك" مفعول مطلق منصوب وهو مضاف، و"الكاف": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. الله: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة للمصدر "عمرك" أو لعامله. أنني: "أن": حرف مشبه بالفعل، و"الياء": ضمير متصل في محل نصب اسمها، و"النون": للوقاية. كريم: خبرها مرفوع بالضمة الظاهرة. على حين: "على": حرف جر، "حين": ظرف زمان مبني على الفتحة في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بالخبر كريم. الكرام: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة. قليل: خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.
وجملة "ألم تعلمي": ابتدائية لا محل لها. وجملة "يا عمرك الله": اعتراضية لا محل لها. وجملة "الكرام قليل": في محل جر بالإضافة.
والمصدر المؤول من أن واسمها وخبرها في محل نصب مفعول به للفعل تعلمي.
والشاهد فيه قوله: "على حين" إذ بناها رغم إضافتها إلى جملة معربة ورغم جرها بحرف الجر الأصلي على.
1 المائدة: 119.
2 تقدم بالرقم 621.
622- التخريج: البيت بلا نسبة في أوضح المسالك 3/ 136؛ والدرر 3/ 147؛ وشرح التصريح 2/ 42؛ والمقاصد النحوية 3/ 411؛ وهمع الهوامع 1/ 218.
اللغة والمعنى: التواصل: التقارب والتحابب. دان: قريب. يقول: إنه تذكر أيام وصاله مع حبيبته سليمى، وهي اليوم تقاطعه ولا تواصله. =

 

ج / 2 ص -151-        "وألزموا إذا" الظرفية "إضافة إلى جمل الأفعال" خاصة، نظرًا إلى ما تضمنته من معنى الشرط غالبًا "كهن إذا اعتلى" {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّه}1، فـ"إذا" ظرف فيه معنى الشرط مضاف إلى الجملة بعده، والعامل فيه جوابه على المشهور. وأما نحو: {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّت}2، فمثل {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ}3، وقوله "من الطويل":
623-

إذا باهلي تحته حنظلية                         له ولد منها فذاك المذرع


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= الإعراب: تذكر: فعل ماضٍ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره، هو، وجملة "تذكر" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. ما: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. تذكر: تعرب إعراب سابقتها. من سليمى: جار ومجرور متعلقان بـ"تذكر". وجملة "تذكر" الثانية لا محل لها من الإعراب لأنها صلة الموصول. على: حرف جر. حين "بالفتح": ظرف مبني في محل نصب. "وبالكسر": اسم مجرور، متعلق بـ"تذكر" الأولى. التواصل: مبتدأ مرفوع. غير: خبر مرفوع، وهو مضاف. دان: مضاف إليه مجرور. وجملة المبتدأ والخبر في محل جر مضاف إليه.
والشاهد فيه قوله: "على حين التواصل غير دان" حيث أضيفت "حين" إلى جملة اسمية، فجار فيها البناء على الفتح، والجر بـ"على" وقال البصريون: إن الإعراب "أي: الجر هنا" يتعين في مثل هذا الحال لأن اسم الزمان المبهم لا يبنى إلا إذا اكتسب بناءه من مبنى، أي: إلا إذا أضيف إلى مبني: أما الكوفيون فأجازوا البناء والإعراب.
1 النصر: 1.
2 الانشقاق: 1.
3 التوبة: 6.
623- التخريج: البيت للفرزدق في ديوانه 1/ 416؛ والدرر 3/ 103؛ وشرح التصريح 2/ 40؛ وشرح شواهد المغني ص270؛ والمقاصد النحوية 3/ 414؛ وبلا نسبة في الجني الداني ص368؛ ولسان العرب 8/ 93 "ذرع"؛ ومغني اللبيب ص97؛ وهمع الهوامع 1/ 207.
شرح المفردات: الباهلي: نسبة إلى قبيلة باهلة، وهي قبيلة توصف بالخساسة. حنظلية: امرأة منسوبة إلى حنظلة، وهي قبيلة من تميم، وتعد من أكرم القبائل. المذرع: من كانت أمه أشرف من أبيه.
الإعراب: "إذا": ظرف زمان يتضمن معنى الشرط، متعلق بجوابه "باهلي": اسم "كان" المحذوفة "تحته": ظرف مكان منصوب متعلق بمحذوف خبر مقدم، وهو مضاف، والهاء ضمير في محل جر بالإضافة. "حنظلية": مبتدأ مؤخر. "له": جار ومجرور متعلقان بخبر مقدم للمبتدأ. "ولد": مبتدأ مؤخر. "منها": جار ومجرور متعلقان بمحذوف نعت لـ"ولد". "فذاك": الفاء رابطة جواب الشرط، "ذاك": مبتدأ مرفوع. "المذرع": خبر المبتدأ مرفوع. ويجوز أن تكون "باهلي" مبتدأ إذا قدرت المحذوف "كان" واسمها، فتكون جملة "تحته حنظلية" في محل رفع خبر المبتدأ.
وجملة المبتدأ الأول وخبره: "تحته حنظلية" في محل نصب خبر "كان" المحذوفة مع اسمها. وجملة "كان" المحذوفة مع اسمها في محل جر بالإضافة. وجملة "له ولد" في محل رفع نعت باهلي. وجملة "ذاك المذرع" جواب شرط غير جازم لا محل لها من الإعراب. وجملة: "إذا باهلي" الشرطية ابتدائية. =

 

ج / 2 ص -152-        فعلى إضمار "كان" الشأنية كما أُضمرت هي واسمها ضمير الشأن في قوله "من الطويل":
624-

"ونبئت ليلى أرسلت بشفاعة                 إليَّ" فهلا نفس ليلى شفيعها

هذا مذهب سيبويه، وأجاز الأخفش إضافتها إلى الجمل الاسمية، تمسكًا بظاهر ما سبق، واختاره في شرح التسهيل، والاحتراز بقولي "غالبًا" عن نحو: {وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ} {وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ}2 فـ"إذا" فيه ظرف لخبر المبتدأ بعدها، ولا شرطية فيها، وإلا لكان يجب اقتران الجملة الاسمية بالفاء.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= الشاهد فيه قوله: "إذا باهلي تحته حنظلية" حيث أضيفت "إذا" إلى الجملة الاسمية المركبة من مبتدأ وخبر من غير تقدير فعل. وقالت جماعة من النحاة، وابن هشام منها: "باهلي" اسم لـ"كان" المحذوفة وجملة "تحته حنظلية" خبرها ولا شاهد فيه.
624- التخريج: البيت للمجنون في ديوانه ص154؛ ولإبراهيم الصولي في ديوانه ص185؛ ولابن الدمينة في ملحق ديوانه ص206؛ وللمجنون أو لابن الدمينة أو للصمة بن عبد الله القشيري في شرح شواهد المغني 1/ 221؛ والمقاصد النحوية 3/ 416؛ ولأحد هؤلاء أو لإبراهيم الصولي في خزانة الأدب 3/ 60؛ وللمجنون أو للصمة القشيري في الدرر 5/ 106؛ وللمجنون أو لغيره في المقاصد النحوية 4/ 457؛ وبلا نسبة في الأغاني 11/ 314؛ وتخليص الشواهد ص320؛ وجواهر الأدب ص394؛ والجني الداني ص509، 613؛ وخزانة الأدب 8/ 513، 10/ 229، 11/ 245، 313؛ ورصف المباني ص408؛ والزهرة ص193؛ وشرح التصريح 2/ 41؛ وشرح ابن عقيل ص322؛ ومغني اللبيب 1/ 74؛ وهمع الهوامع 2/ 62.
المعنى: يقول: نبئت أن ليلى أفسحت مجال الشفاعة، فهلا كانت نفس ليلى شفيعة.
الإعراب: "ونبئت": الواو بحسب ما قبلها، "نبئت": فعل ماضٍ للمجهول، والتاء ضمير في محل رفع نائب فاعل. "ليلى": مفعول به ثان منصوب. "أرسلت": فعل ماضٍ، والتاء للتأنيث، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هي" "بشفاعة": جار ومجرور متعلقان بـ"أرسلت". "إليَّ": جار ومجرور متعلقان بـ"أرسلت". "فهلا": الفاء حرف استئناف، "هلا" حرف تحضيض. "نفس": مبتدأ مرفوع، وهو مضاف. "ليلى": مضاف إليه مجرور. "شفيعها": خبر المبتدأ مرفوع، وهو مضاف، و"ها": ضمير في محل جر بالإضافة.
وجملة: "نبئت..." بحسب ما قبلها. وجملة "أرسلت" في محل نصب مفعول به ثالث. وجملة: "هلا نفس ليلى شفيعها" في محل نصب خبر "كان" المحذوفة مع اسمها. وجملة: "كان..." استئنافية لا محل لها من الإعراب.
الشاهد فيه قوله: "فهلا نفس ليلى" حيث أضمر فيه ضمير "كان" الشأنية، والتقدير: "فهلا كان نفس ليلى شفيعها"، فاسم "كان" ضمير الشأن المحذوف، وخبرها الجملة الاسمية "نفس ليلى شفيعها" والذي ألجأنا إلى هذا التقدير هو أن "هلا" تختص بالجملة الفعلية الخبرية.
1 الشورى: 37.
2 الشورى: 39.

 

ج / 2 ص -153-        تنبيه: مثل "إذا" هذه "لما" الظرفية؛ فلا تضاف إلى جملة اسمية، وتلزم الإضافة إلى الفعلية، نحو: {وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّه}1؛ وأما  قوله "من الطويل":
625-

أقول لعبد الله لما سقاؤنا                ونحن بوادي عبد شمس وهاشم

فمثل: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَك}2 لأن "وها" في البيت فعل بمعنى: سقط، "شم" أمر من قولك: شمته، إذا نظرت إليه، والمعنى: لما سقط سقاؤنا قلت لعبد الله: شمه.
404-

لمفهم اثنين معرف -بلا                      تفرق- أضيف "كلنا"، و"كلا"


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 البقرة: 89.
625- التخريج: البيت لتميم بن رافع المخزومي في شرح أبيات المغني 5/ 153؛ وبلا نسبة في شرح شواهد المغني 2/ 682.
اللغة: السقاء: وعاء من جلد الماعز يملأ ماء أو لبنًا. وهي: سقط، أو بلي، شم: انظر، أو ترقب.
المعنى: أقول لعبد الله لما سقط وعاء منا، ونحن بوادي عبد شمس، أو جده وارفعه.
الإعراب: أقول: فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة، و"الفاعل": ضمير مستتر وجوبًا تقديره أنا لعبد الله: جار ومجرور متعلقان بالفعل أقول. لما: ظرف زمان مبني على السكون في محل نصب، متعلق بالفعل أقول. سقاؤنا: فاعل لفعل محذوف مرفوع بالضمة الظاهرة وهو مضاف و"أنا" ضمير متصل في محل جر بالإضافة. ونحن: "الواو": حالية، و"نحن": ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. بوادي "الباء": حرف جر، و"وادي": اسم مجرور بالكسرة المقدرة على الياء للثقل، والجار والمجرور متعلقان بخبر محذوف، و"وادي": مضاف. عبد: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة وهو مضاف. شمس: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة. وهي: فعل ماضٍ مبني على الفتحة المقدرة على الألف للتعذر، و"الفاعل": ضمير مستتر جوازًا تقديره هو. شم: فعل أمر مبني على السكون وحرك بالكسر لضرورة الشعل و"الفاعل": ضمير مستتر وجوبًا تقديره أنت.
وجملة "أقول": ابتدائية لا محل لها. وجملة "سقاؤنا": مع الفعل المحذوف: في محل جر بالإضافة. وجملة "ونحن بوادي عبد شمس": حالية محلها النصب. وجملة "وهي": تفسيرة لا محل لها. وجملة "شم": مقول القول في محل نصب مفعول به.
والشاهد فيه قوله: "وهاشم" وهي لفظة غير دالة على اسم علم وإنما هي مركبة من فعلين، "وهي" و"شم" وكتب وهب بالألف الممدودة للإلغاز.
2 التوبة: 6.

 

ج / 2 ص -154-        "لمفهم اثنين معرف بلا تفرق أضيف كلتا وكلا" أي: مما يلزم الإضافة "كلا"، و"كلتا"، ولا يضافان إلا لما استكمل ثلاثة شروط:
أحدها التعريف؛ فلا يجوز "كلا رجلين"، ولا "كلتا امرأتين"، خلافًا للكوفيين في إجازتهم إضافتهما إلى النكرة المختصة، نحو: "كلا رجلين عندك قائمان،"، وحُكي "كلتا جاريتين عندك مقطوعة يدها" ، أي: تاركة للعزل.
الثاني: الدلالة على اثنين: إما بالنص، نحو: "كلاهما"، و
{كِلْتَا الْجَنَّتَيْن}1، أو بالاشتراك، كقوله "من الطويل":
626-

كلانا غني عن أخيه حياته                      "ونحن إذا متنا أشد تغانيا"

فإن كلمة "نا" مشتركة بين الاثنين والجمع، وإنما صح قول "من الرمل":
627-

إن للخير وللشر مدى                               وكلا ذلك وجه وقبل


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 الكهف: 33.
262- التخريج: البيت للأبيرد الرباحي في الأغاني 13/ 127؛ ولعبد الله بن معاوية بن جعفر في الحماسة الشجرية 1/ 253؛ وللمغيرة بن حبناء التيم في الدرر 5/ 24؛ ولسان العرب 15/137 "غنا"؛ ولعبد الله بن معاوية أو للأبيرد الرباحي في شرح شواهد المغني 2/ 555؛ وبلا نسبة في أمالي المرتضى 1/ 31؛ وتخليص الشواهد ص65؛ ومغني اللبيب 1/ 204 وهمع الهوامع 2/ 50.
الإعراب: "كلانا": مبتدأ مرفوع بالألف لأنه ملحق بالمثنى، وهو مضاف، و"نا": ضمير في محل جر بالإضافة. "غني": خبر المبتدأ مرفوع. "عن أخيه": جار ومجرور متعلقان بـ"غني" وهو مضاف، والهاء، ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. "حياته": ظرف زمان منصوب متعلق بـ"غني"، وهو مضاف والهاء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. "ونحن": الواو حرف عطف، "نحن": ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. "إذا": ظرف زمان متعلق بجوابه. "متنا": فعل ماض، و"نا": ضمير في محل رفع فاعل. "أشد": خبر المبتدأ مرفوع. "تغانيا": تمييز منصوب.
وجملة: "كلانا غني" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "نحن أشد تغانيا" استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة:"متنا" في محل جر بالإضافة.
الشاهد فيه قوله: "كلانا" حيث أضيف لفظ "كلا" إلى الضمير "نا"، وهذا الضمير موضوع للدلالة على ما فوق الواحد، فتكون دلالته على الاثنين من باب دلالة المشترك على أحد معانيه.
627- التخريج: البيت لعبد الله بن الزبعرى في ديوانه ص41؛ والأغاني 15/ 136؛ والدرر 5/ 25؛ وشرح التصريح 2/ 43؛ وشرح شواهد المغني 2/ 549؛ وشرح المفصل 3/ 2، 3؛ والمقاصد النحوية 3/ 418؛ وبلا نسبة في شرح ابن عقيل ص389؛ ومغني البيب 1/ 203؛ والمقرب 1/ 211؛ وهمع الهوامع 2/ 50. =

 

ج / 2 ص -155-        لأن "ذا" مثناة في المعنى مثلها في قوله تعالى: {لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ}1، أي: وكلا ما ذكر، وبين ما ذكر.
الثالث: أن يكون كلمة واحدة كما أشار إليه بقوله "بلا تفرق"؛ فلا يجوز: "كلا زيد وعمرو"، وأما قوله "من البسيط":
628-

كلا أخي وخليلي واجدي عضدا                    في النائيات وإلمام الملمات


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= شرح المفردات: المدى: النهاية. القبل: الطريق الواضح. الوجه: الجهة.
المعنى: يقول: إن للخير والشر نهاية يصلان إليها، وجهة يتوجهان إليها، وذلك أمر واضح لا يجهله أحد.
الإعراب: "إن" حرف مشبه بالفعل. "للخير": جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر "إن". "وللشر": الواو حرف عطف. "للشر": معطوف على "للخير" مجرور. "مدى": اسم "إن" منصوب. "وكلا": الواو حرف عطف، "كلا": مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر، وهو مضاف، "ذلك": اسم إشارة مبني في محل جر بالإضافة. "وجه": خبر المبتدأ. "وقيل": الواو حرف عطف، "قبل": معطوف على "وجه" مرفوع وسكن للضرورة الشعرية.
وجملة: "إن للخير..." ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "كلا ذلك وجه" معطوفة على الجملة السابقة.
1 البقرة: 68.
628- التخريج: البيت بلا نسبة في الدرر 3/ 112؛ وشرح التصريح 2/ 43؛ وشرح شواهد المغني ص552؛ وشرح ابن عقيل ص390؛ ومغني اللبيب ص203؛ والمقاصد النحوية 3/ 419؛ وهمع الهوامع 2/ 50.
شرح المفردات: الخليل: الصديق الصادق. العضد: المساعد. التائبات: المصائب. الإلمام: الحلول. الملمات: النكبات.
المعنى: يقول مادحا نفسه بالوفاء: إن أخي وصديقي ليجداني مساعدا لهما إذا ما أصابتهما مصيبة، أو حلت بهما النكبات.
الإعراب: "كلا": مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة على الألف، وهو مضاف. "أخي": مضاف إليه مجرور، وهو مضاف، والياء في محل جر بالإضافة. "وخليلي": الواو حرف عطف، "خليلي": معطوف على "أخي"، وتعرب إعرابها. "واجدي": خبر المبتدأ مرفوع، وهو مضاف، والياء في محل جر بالإضافة. "عضدًا": مفعول به لـ"واجدي"، أو حال من الياء في "واجدي". في "النائبات": جار ومجرور متعلقان بـ"واجد". "وإلمام": الواو حرف عطف، "إلمام": معطوف على "النائبات" مجرور، وهو مضاف "الملمات": مضاف إليه مجرور.
الشاهد فيه قوله: "كلا أخي وخليلي" حيث أضيفت "كلا" إلى كلمتين، وهذا ضرورة نادرة. وأجاز ابن الأنباري إضافتها إلى المفرد بشرط تكررها.

 

ج / 2 ص -156-        156- وقوله "من الطويل":
629-

كلا الضيفن المشنوء والضيف نائل         لدي المنى والأمن في العسر واليسر

فمن الضرورات النادرة
405-

ولا تضف لمفرد معرف                           "أيا"، وإن كررتها فأضف

406-

أو تنو الأجزا، وأخصصن بالمعرفة                   موصولة أيا، وبالعكس الصفة

407-

وإن تكن شرطًا أو استفهامًا                         فمطلقًا كمل بها الكلاما

"ولا تضف لمفرد معرف أيا" المفردة، مطلقًا؛ لأنها بمعنى "بعض" "وإن كررتها"

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
629- التخريج: البيت بلا نسبة في المقاصد النحوية 3/  421.
اللغة: الضيفن: الذي يتبع الضيف، الطفيلي. المشنوء: المكروه، نائل: حاصل. المنى: ما يتمناه المرء. العسر: وقت الشدة واليسر: ضد العسر.
المعنى: يصف الشاعر نفسه بكرم النفس وسماحتها فيقول: إن الطفيلي الذي يكرهه الناس ويستثقلون طباعه ليجد عنده ما يجده الضيف من المساعدة والإكرام إن في العسر أو في اليسر.
الإعراب: كلا: مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر، وهو مضاف. الضيفن: مضاف إليه مجرور. المشنوء: نعت "الضيفن" مجرور بالكسرة. والضيف: "الواو": حرف عطف، "الضيف": معطوف على "الضيفن" مجرور بالكسرة. نائل: خبر المبتدأ مرفوع. لدي: ظرف مكان متعلق. بـ"نائل"، وهو مضاف، و"الياء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. المنى: مفعول به لـ"نائل" منصوب. والأمن: "الواو": حرف عطف، و"الأمن": معطوف على "المنى" منصوب. في العسر: جار ومجرور متعلقان بـ"نائل": أو بمحذوف حال. واليسر: "الواو": حرف عطف، "اليسر": معطوف على "العسر" مجرور.
وجملة "كلا الضيفن" ابتدائية لا محل لها من الإعراب.
الشاهد فيه قوله: "كلا" الضيفن المشنوء والضيف نائل" حيث أضاف "كلا" إلى متعدد مع التفريق، هو المعطوف والمعطوف عليه، وهذا ضرورة نادرة، وفيه أيضًا إضافة "كلا" إلى اسم معرف، وهو ضرورة نادرة أيضًا.
وفي البيت شاهد آخر هو قوله: "نائل" حيث أخبر باسم مفرد لفظًا ومعنى عن "كلا" المثنى معنى، وإن كان اللفظ مفردًا. والذي سوغ هذا الأمر هو أن "كلا" لفظ مفرد، فأفرد الخبر مراعاة للفظ المبتدأ، وهذا جائز عند البصريين.

 

ج / 2 ص -157-        بالعطف "فأضف" إليه، كقوله "من الكامل":
630-

فلئن لقيتك خاليين لتعلمن                        أيي وأيك فارس الأحزاب

وقوله "من الطويل":
631-

ألا تسألون الناس أيي وأيكم                    غداة التقينا كان خيرًا وأكرما


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
630- التخريج: البيت بلا نسبة في الدرر 5/ 32؛ وشرح التصريح 2/ 44، 138؛ والمحتسب 1/ 254؛ ومغني اللبيب ص141؛ والمقاصد النحوية 3/ 422؛ وهمع الهوامع 2/ 51.
شرح المفردات: خاليان: أي ليس معنا أحد. الحزب: الجماعة من الناس.
المعنى: يقول متوعدًا مخاطبه: لئن التقينا منفردين في مكان ما لا يرانا فيه أحد، فإنك سوف ترى أينا الفارس المغوار الذي تهابه الشجعان.
الإعراب: "فلئن": الفاء بحسب ما قبلها، "لئن": اللام موطئة للقسم، "إن": حرف شرط جازم. "لقيتك": فعل ماض، والتاء ضمير في محل رفع فاعل؛ والكاف في محل نصب مفعول به "خاليين": حال منصوب بالياء لأنه مثنى. "لتعلمن": اللام رابطة جواب القسم "تعلمن": فعل مضارع مبني على الفتح، والنون للتوكيد، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت". "أيي" مبتدأ مرفوع، وهو مضاف، والياء في محل جر بالإضافة. "وأيك": الواو حرف عطف، "أيك" معطوف عن "أيي" مرفوع، وهو مضاف، والكاف في محل جر بالإضافة "فارس": خبر المبتدأ مرفوع، وهو مضاف. "الأحزاب" مضاف إليه مجرور.
وجملة القسم المحذوفة بحسب ما قبلها. وجملة: "إن لقيتك..." الشرطية اعتراضية. وجملة جواب الشرط محذوفة دل عليها جواب القسم. وجملة: "تعلمن..." جواب القسم لا محل لها من الإعراب. وجملة "أيي وأيك فارس..." سدت مسد مفعولي "تعلم".
الشاهد فيه قوله: "أيي وأيك" حيث أضاف "أي" إلى مفرد معرفة لأنه تكرر، ولولا هذا التكريم لم تجز إضافته للمعرفة المفردة.
631- التخريج: البيت بلا نسبة في المقاصد النحوية 3/ 423.
الإعراب: "ألا": الهمزة للاستفهام، "لا": نافية. "تسألون": فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، والواو ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. "الناس": مفعول به منصوب. "أيي": مبتدأ مرفوع، وهو مضاف والياء ضمير في محل جر بالإضافة. "وأيكم": الواو حرف عطف، "أيكم": معطوف على "أي" مرفوع، وهو مضاف، و"كم": ضمير في محل جر بالإضافة. "غداة": ظرف زمان متعلق بـ"كان" "التقينا": فعل ماض، و"نا" ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. "كان": فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره: "هو". "خيرًا": خبر "كان" منصوب. "وأكرما": الواو حرف عطف، و"أكرما": معطوف على "خيرًا" منصوب.
وجملة: "تسألون" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "التقينا" في محل جر بالإضافة وجملة: "كان خيرًا" في محل رفع خبر المبتدأ. وجملة: "أيي وأيكم..." في محل نصب مفعول به ثان لـ"تسألون".
الشاهد: قوله: "أيي وأيكم" حيث أضاف "أي" إلى مفرد معرفة، وذلك جائز لتكرارها.

 

ج / 2 ص -158-        لأن المعنى حينئذ أتنا "أو تنو" بالمفرد المعرف الجمع: بأن تنوي "الأجزا" نحو: "أي زيد أحسن"، يعني: أي أجزائه أحسن "واخصصن بالمعرفة موصولة أيا" "أيا": مفعول بـ"أخصص"، وبالمعرفة: متعلق به، و"موصولة": حال من أي متقدم عليها، أي: تختص أي الموصولة بأنها لا تضاف إلا إلى معرفة غير ما سبق منعه، وهو المفرد، نحو: "امرر بأي الرجلين هو أكرم وأي الرجال هو أفضل"، و{أَيُّهُمْ أَشَد}1، ولا تضاف لنكرة خلافًا لابن عصفور "وبالعكس" من الموصولة "الصفة" وهي المنعوت بها، والواقعة حالًا؛ فلا تضاف إلا إلى نكرة كـ"مررت بفارس أي فارس"، و"بزيد أي فتى"، ومنه قوله "من الطويل":

فلله عينا حبتر أيما فتى2

"وإن تكن" أي "شرطًا أو استفهامًا فمطلقًا كمل بها الكلاما" أي: لا تضاف إلى النكرة والمعرفة مطلقًا سوى ما سبق منعه، وهو المفرد المعرفة، نحو: "أي رجل يأتني فله درهم"، {أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْت} {أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا} {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ}5، فظهر أن لـ"أي" ثلاثة أحوال.
تنبيه: إذا كانت "أي" نعتًا أو حالًا، وهي المراد بالصفة في كلامه، فهي ملازمة للإضافة لفظًا ومعنى، وإن كانت موصولة أو شرطًا أو استفهامًا فهي ملازمة لها معنى لا لفظًا، وهو ظاهر.
408-

وألزموا إضافة "لدن" فجر                      ونصب "غدوة" بها عنهم ندر


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 مريم: 69.
2 تقدم بالرقم 111.
3 القصص: 28.
4 النمل: 38.
5 الأعراف: 185.

 

ج / 2 ص -159-        409-

ومَعَ مَعْ فيها قليل، ونقل                          فتح وكثر لسكون يتصل

"وألزموا إضافة لدن فجر" ما بعده بالإضافة: لفظًا إن كان معربًا، ومحلًّا إن كان مبنيًّا أو جملة؛ فالأول نحو: {مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ}1، وقوله "من الرجز":
632-

تنتهض الرعدة في ظهيري                       من لدنِ الظهر إلى العصير

والثاني نحو: {وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا} {لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ}3، والثالث كقوله "من الطويل":
633-

وتذكر نعماه لدن أنت يافع               "إلى أنت ذو فودين أبيض كالنسر"


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 النمل: 6.
632- التخريج: الرجز لرجل من طيئ في المقاصد النحوية 3/ 429؛ وبلا نسبة في الخصائص 2/ 235؛ والدرر 3/ 136، 6/ 288؛ ولسان العرب 7/ 245 "نهض".
الإعراب: "تنهض": فعل مضارع مرفوع. "الرعدة": فاعل مرفوع. "في ظهيري": جار ومجرور متعلقان بـ"تنتهض"، وهو مضاف، والياء ضمير متصل في محل بالإضافة. "من لدن": جار ومجرور متعلقان بـ"تنتهض"، وهو مضاف. "الظهر": مضاف إليه مجرور. "إلى": حرف جر. "العصير": اسم مجرورة بالكسرة.
الشاهد فيه قوله: "من لدن" حيث كسرت نون "لدن" لوقوعها بعد حرف جر، وذلك على بعض لغات العرب، ويجوز فيها البناء على السكون وحركت بالكسر منعًا من التقاء الساكنين.
2 الكهف: 65
3 الكهف: 3.
633- التخريج: البيت بلا نسبة في خزانة الأدب 7/ 111؛ والدرر 3/ 136؛ وهمع الهوامع 1/ 215.
اللغة: نعماه: كثرة نعمه وعطاياه. اليافع: الشاب. الفودان: ج الفود، وهو الشعر مما يلي الأذن، أو جانب الرأس.
المعنى: يقول: تذكر نعمه وعطاياه منذ كنت يافعًا إلى أن كبرت وشاب شعر رأسك.
الإعراب: وتذكر: "الواو": بحسب ما قبلها، "تذكر": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: "أنت". نعماه: مفعول به منصوب، وهو مضاف، و"الهاء": ضمير في محل جر بالإضافة. لون: ظرف زمان متعلق بـ"تذكر"، أو بمحذوف حال من "نعماه" أنت: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. يافع: خبر المبتدأ مرفوع. إلى: حرف جر، والمجرور محذوف تقديره: "إلى زمن. أنت: ضمير متصل مبني =

 

ج / 2 ص -160-        وقوله "من الطويل":
634-

صريع غوان راقهن ورقنه               لدن شب حتى شاب سود الذوائب

ولم يصف من ظروف المكان إلى الجملة إلا "لدن" و"حيث"، وقال ابن برهان: "حيث" قط، هذا هو الأصل الشائع في لسان العرب "ونصب غدوة بها عنهم ندر"، كما في

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= في محل رفع مبتدأ. ذو: خبر المبتدأ مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف. فودين: مضاف إليه مجرور بالياء لأنه مثنى. أبيض: خبر ثان مرفوع. كالنسر: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر ثالث للمبتدأ.
وجملة "تذكر": بحسب ما قبلها. وجملة "أنت يافع": في محل جر بالإضافة. وجملة "أنت ذو فودين": في محل جر بالإضافة.
الشاهد فيه قوله: "لدن أنت يافع" حيث أضيفت "لدن" إلى جملة اسمية "أنت يافع"، وجملتها في محل جر بالإضافة.
634- التخريج: البيت للقطامي في ديوانه ص44؛ وخزانة الأدب 7/ 86؛ والدرر 3/ 137؛ وسمط الآلي ص132؛ وشرح التصريح 2/ 46؛ وشرح شواهد المغني ص455؛ ومعاهد التنصيص 1/ 181؛ والمقاصد النحوية 3/ 427؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 4/ 47؛ وتخليص الشواهد ص263؛ ومغني اللبيب ص157؛ وهمع الهوامع 1/ 215.
شرح المفردات: الصريع: المصروع، وهنا من غلب عليه الحب. الغواني: ج الغانية، وهي الفتاة الحسناء التي استغنت بجمالها عن الزينة. شاقه: تشوق إليه. لدن: لدى. الذوائب: ج الذؤابة، وهي شعر في مقدم الرأس.
المعنى: يقول: لقد أصبحت قتيل الحسان، أتشوق إليهن، ويتشوقن إلي منذ أن بلغت سن الشباب إلى أن شاب شعري، وأصبحت كهلًا.
الإعراب: "صريع": خبر لمبتدأ محذوف مرفوع، وهو مضاف. "غوان": مضاف إليه مجرور.
"راقهن": فعل ماضٍ مبني على الفتح، و"هن": ضمير متصل في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "هو". "ورقنه": الواو حرف عطف، "رقنه": فعل ماضٍ، والنون فاعل، والهاء ضمير في محل نصب مفعول به. "لدن": ظرف زمان مبني على السكون في محل نصب، متعلق بـ"راقهن" أو "رقنه". "شب": فعل ماضٍ وفاعله ضمير مستتر تقديره: "هو". "حتى": حرف جر وغاية. "شاب": فعل ماضٍ. "سود": فاعل، وهو مضاف. "الذوائب": مضاف إليه.
وجملة: "هو صريع غوان" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "راقهن" في محل رفع خبر ثان للمبتدأ المحذوف. وجملة: "رقنه" معطوفة على الجملة السابقة. وجملة: "شب" في محل جر بالإضافة وجملة: "شاب..." صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب.
الشاهد: قوله: "لدن شب" حيث أضاف "لدن" إلى جملة "شب" والفاعل مستتر.

 

ج / 2 ص -161-        قوله "من الطويل":
635-

فما زال مهري مزجر الكلب منهم                   لدن غدوةً حتى دنت لغروب

فـ"لدن" حينئذ منقطعة عن الإضافة لفظًا ومعنى، و"غدوة" بعدها نصب على التمييز، أو على التشبيه بالمفعول، لشبه "لدن"  باسم الفاعل في ثبوت نونها تارة وحذفها أخرى، لكن يضعفه سماع النصب بها محذوفة النون، أو خبرًا لـ"كان" محذوفة مع اسمها: أي لدن كانت الساعة غدوة، ويجوز جر "غدوة" بالإضافة على الأصل، فلو عطفت على "غدوة" المنصوبة جاز جر المعطوف مراعاة للأصل، وجاز نصبه مراعاة اللفظ، ذكر ذلك الأخفش، واستبعد الناظم نصب المعطوف، وقال: إنه بعيد عن القياس، وحكى الكوفيون رفع "غدوة" بعد "لدن". فقيل: هو بكان تامة محذوفة. والتقدير: "لدن كانت غدوة"، وقيل: خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير: لدن وقت هو غدوة. وقيل: على التشبيه بالفاعل قال سيبويه: ولا ينتصب بعد "لدن" من الأسماء غير غدوة.
تنبيه: "لدن" بمعنى "عند"، إلا أنها تختص بستة أمور:
أحدها: أنها ملازمة لمبدأ الغايات، ومن ثم يتعاقبان في نحو: "جئت من عنده، ومن لدنه"، وفي التنزيل:
{آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا}1 بخلاف: "جلست

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
635- التخريج: البيت لأبي سفيان بن حرب في الحيوان 1/ 318؛ والدرر 3/ 138؛ وبلا نسبة في جواهر الأدب ص128؛ وشرح التصريح 2/ 46؛ ولسان العرب 13/ 384 "لدن"؛ والمقاصد النحوية 3/ 429؛ وهمع الهوامع 1/ 215.
اللغة: المهر: ابن الفرس. مزجر الكلب: كناية عن البعد.
الإعراب: "فما": الفاء بحسب ما قبلها، "ما": حرف نفي "زال": فعل ماضٍ "مهري": اسم "ما زال" مرفوع، وهو مضاف. والياء ضمير في محل جر بالإضافة. "مزجر": ظرف مكان منصوب متعلق بخبر "ما زال" المحذوف، وهو مضاف. "الكلب": مضاف إليه مجرور. "منهم": جار ومجرور متعلقان بخبر "ما زال" المحذوف. "لدن": ظرف متعلق بخبر "ما زال" المحذوف. "غدوة": تمييز منصوب. "حتى": ابتدائية. "دنت": فعل ماضٍ، والتاء للتأنيث، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "هي". "لغروب": جار ومجرور متعلقان بـ" دنت".
وجملة: "ما زال..." بحسب ما قبلها. وجملة: "دنت" استئنافية لا محل لها من الإعراب.
الشاهد فيه قوله: "لدن غدوة" حيث نصب غدوة على التمييز.
1 الكهف: 65.

 

ج / 2 ص -162-        عنده"، فلا يجوز: "جلست لدنه"؛ لعدم معنى الابتداء هنا.
ثانيها: أن الغالب استعمالها مجرورة بـ"من".
ثالثها: أنها مبنية، إلا في لغة قيس، وبلغتهم قرئ
{من لدنِهِ}1.
رابعها: أنه يجوز إضافتها إلى الجمل، كما سبق.
خامسها: جواز إفرادها قبل "غدوة" على ما مر.
سادسها: أنها لا تقع إلا فضلة، تقول: "السفر من عند البصرة"، ولا تقول: "من لدن البصرة".
وأما "لدى" فهي مثل عند ملطقًا، إلا أن جرها ممتنع، بخلاف جر "عند"، وأيضًا "عند" أمكن منها من وجهين.
الأول: أنها تكون ظرفا للأعيان والمعاني، تقول: "هذا القول عندي صواب"، و"عند فلان علم به"، ويمتنع ذلك من "لدى". قاله ابن الشجري في أماليه.
الثاني: أنك تقول: "عندي مال"، وإن كان غائبًا عنك، ولا تقول: "لدي مال"،  إلا إذا كان حاضرًا، قاله الحريري وأبو هلال العسكري وابن الشجري. وزعم المعري أنه لا فرق بين "لدى" و"عند"، وقول غيره أولى.
"و" ألزموا إضافة أيضًا "مع" وهي اسم لمكان الاصطحاب، أو وقته، والمشهور فيها فتح العين، وهو فتح إعراب،  و"مَعْ" بالبناء على السكون "فيها قليل"، كقوله "من الوافر":
636-

قريشي منكم وهواي مَعْكم                          وإن كانت زيارتكم لماما


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 الكهف: 2.
636- التخريج: البيت لجرير في ديوانه ص225؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 291؛ والمقاصد النحوية 3/ 432؛ وللراعي النميري في ملحق ديوانه ص331؛ والكتاب 2/ 287؛ ولأحدهما في شرح التصريح 2/ 48؛ وبلا نسبة في الجني الداني ص306؛ ورصف المباني ص329؛ وشرح ابن عقيل ص395؛ ولسان العرب 8/ 341 "معع".
شرح المفردات: الريش: اللباس الفاخر. الهوى: الميل. اللمام: الغب، أي الحين بعد الحين.
المعنى: يقول: إن كل ما عندي من لباس ومال هو من خيركم وفضلكم، لذا فإن هواي منصرف إليكم وإن كانت مودتكم لنا غير مستقرة. =

 

ج / 2 ص -163-        وزعم سيبويه أن تسكين العين ضرورة، وليس كذلك، بل هي لغة ربيعة وغنم؛ فإنها مبنية عندهم على السكون، وزعم بعضهم أن الساكنة العين حرف، وادعى النحاس الإجماع عليه، وهو فاسد، والصحيح أنها باقية على اسميتها كما أشعر به كلام الناظم. هذا حكمها إذا اتصل بها متحرك "ونقل" فيها "فتح وكسر لسكون يتصل" بها، نحو: "مَعَِ القوم"؛ فالفتح طلبًا للخفة، والكسر على الأصل في التقاء الساكنين.
تنبيه: تفرد "مع" مردودة اللام، فتخرج عن الظرفية وتنصب على الحال بمعنى: جميعًا، نحو: "جاء الزيدان معًا"، وتستعمل للجمع كما تستعمل للاثنين، كقوله "من المتقارب":
637-

وأفنى رجالي فبادوا معًا                     "فأصبح قلبي بهم مستفزًّا"


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= الإعراب: "فريشي" الفاء بحسب ما قبلها، "ريشي": مبتدأ مرفوع، وهو مضاف، والياء ضمير في محل جر بالإضافة. "منكم": جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ. "وهواي": الواو حرف عطف، "هواي": معطوف على "ريشي" مرفوع، وهو مضاف. والياء ضمير في محل جر بالإضافة. "معكم": ظرف متعلق بمحذوف خبر المبتدأ، وهو مضاف، و"كم": ضمير في محل جر بالإضافة. "وإن": الواو حالية، "إن": وصلية زائدة. "كانت": فعل ماض ناقص والتاء للتأنيث. "زيارتكم": اسم "كان" مرفوع، وهو مضاف، و"كم": ضمير في محل جر بالإضافة. "لماما" خبر "كان" منصوب.
وجملة: "ريشي معكم" بحسب ما قبلها. وجملة: "هواي معكم" معطوفة على الجملة السابقة. وجملة: "وإن كانت زيارتكم لماما" في محل نصب حال.
الشاهد فيه قوله: "هواي معكم" حيث وردت "مع" مبينة على السكون.
637- التخريج: البيت للخنساء في ديوانها ص274؛ وشرح التصريح 2/ 48؛ وشرح شواهد المغني 1/ 252، 2/ 748.
اللغة: أفنى: أهلك. بادوا: هلكوا. مستفزًّا: مستخفًّا.
المعنى: لقد هلك رجالي جميعًا. فبت مضطربة القلب حزينة.
الإعراب: وأفنى: "الواو": حسب ما قبلها، و"أفنى": فعل ماضٍ مبني على الفتحة المقدرة على الألف للتعذر، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره هو. رجالي: مفعول به منصوب الفتحة المقدرة على ما قبل الياء لاشتغال المحل بالحركة المناسبة، وهو مضاف، و"الياء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. فبادوا: "الفاء": عاطفة، "بادوا": فعل ماضٍ مبني على الضمة الظاهرة لاتصاله بواو الجماعة، و"الواو" ضمير متصل في محل رفع فاعل و"الألف": للتفريق. معًا: حال منصوبة بالفتحة الظاهرة. فأصبح: "الفاء": عاطفة، و"أصبح": فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة. قلبي: اسمها مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل الياء لاشتغال المحل بالحركة المناسبة وهو مضاف و"الياء": ضمير متصل في محل جر =

 

ج / 2 ص -164-        وقوله "من الطويل":
638-

"يذكرن ذا البث الحزين ببثه"                 إذا حنت الأولى سجعن لها معا

وقد ترادف "عند" فتجر بـ"من"، حكى سيبويه: "ذهبت من معه"، ومنه قراءة بعضهم : "هذا ذكرٌ من مَعِي"1.
410-

واضمم -بناء- "غيرًا" إن عدمت ما                        له أضيف، ناويًا ما عدما

411-

قبل كغير، بعد، حشب، أول،                       ودون، والجهات أيضًا، وعل

412-

وأعربوا نصبًا إذا ما نكرا                      "قبلًا" وما من بعده قد ذكرا


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= بالإضافة. بهم: جار ومجرور متعلقان بالخبر واسم المفعول مستفزًّا. مستفزًّا: خبرها منصوب بالفتحة الظاهرة.
وجملة "أفنى رجالي" ابتدائية لا محل لها. وجملة. "بادوا": معطوفة على ابتدائية لا محل لها. وجملة "فأصبح قلبي مستفزًّا": معطوفة على جملة "بادوا" لا محل لها.
والشاهد فيه قوله: "بادوا معًا" فقد عبر بـ"معًا" عن جماعة الذكور كما يعبر بها عن الاثنين.
638- التخريج: البيت لمتمم بن نويرة في ديوانه ص117؛ وشرح التصريح 2/ 48؛ وشرح شواهد المغني 2/ 567، 747؛ والشعر والشعراء 1/ 345؛ وبلا نسبة في جواهر الأدب ص74؛ 75؛ والمحتسب 1/ 151.
اللغة: الحنين: صوت الناقة إذا اشتاقت إلى ولدها. سجعن معًا: التقت أصواتهن معًا على طريقة واحدة.
المعنى: إن النوق الثلاث يذكرن صاحب الحزن الشديد فإذا صوتت إحداها، قابلتها الأخريات بمثله.
الإعراب: يذكرون: فعل مضارع مبني على السكون و"النون": ضمير متصل في محل رفع فاعل. ذا: مفعول به منصوب بالألف لأنه من الأسماء الخمسة وهو مضاف. البث: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة. الحزين: صفة مجرورة بالكسرة الظاهرة. ببثه: جار ومجرور متعلقان بالفعل يذكرن. إذا: ظرف لما يستقبل من الزمن خافض لفعله متعلق بجوابه منبي على السكون في محل نصب. حنت: فعل ماضٍ مبني على الفتحة و"التاء": للتأنيث وحركت بالكسر منعًا لالتقاء الساكنين. الأولى: فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر. سجعن: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة و"النون": ضمير متصل في محل رفع فاعل. لها: جار ومجرور متعلقان بالفعل سجعن. معًا: حال منصوبة بالفتحة الظاهرة.
وجملة "يذكرن": ابتدائية لا محل لها. وجملة "إذا حنت سجعن": استئنافية لا محل لها. وجملة "سجعن معًا": جواب شرط غير جازم لا محل لها. وجملة "حنت" في محل جر بالإضافة.
والشاهد فيه قوله: "سجعن لها معًا" استعمل معًا لجماعة الإناث كما تستعمل للاثنين.
1 الأنبياء: 24.

 

ج / 2 ص -165-        أي: من الكلمات الملازمة للإضافة "غير"، وهو اسم دال على مخالفة ما قبله لحقيقة ما بعده، وإذا وقع بعد "ليس" وعُلم المضاف إليه -كـ"قبضت عشرة ليس غيرها"- جاز حذفه لفظًا فيضم "غير" بغير تنوين، ثم اختلف حينئذ: فقال المبرد: ضمة بناء؛ لأنها كـ"قبل" في الإبهام، فهي اسم أو خبر، وهذا ما اختاره الناظم، على ما أفهمه كلامه. وقال الأخفش: إعراب؛ لأنها اسم كـ"كل" و"بعض"، لا ظرف كـ"قبل" و"بعد"؛ فهي اسم لا خبر، وجوزهما ابن خروف، ويجوز قليلًا الفتح مع تنوين ودونه، فهي خبر، والحركة إعراب باتفاق، كالضم مع التنوين.
تنبيهان: الأول: يجوز أيضًا على قلة الفتح بلا تنوين على نية ثبوت لفظ المضاف إليه. قال في التوضيح: فهي خبر، والحركة إعراب باتفاق. وفيما قاله نظر؛ لأن المضافة لفظًا تضم وتفتح، فإن ضمت تعينت لاسمية، وإن فتحت لا تتعين للخبرية؛ لاحتمال أن تكون الفتحة بناء لإضافتها إلى المبني.
الثاني: قالت طائفة كثيرة: لا يجوز الحذف بعد غير "ليس" من ألفاظ الجحد؛ فلا يقال: "قبضت عشرة لا غير"، وهم محجوجون، قال في القاموس: وقولهم: "لا غير لحن" غير جيد؛ لأن "لا غير" مسموع في قول الشاعر "من الطويل":
639-

جوابًا به تنجوا اعتمد فوربنا                 لعن عمل أسلفت لا غير تسأل


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
639- التخريج: البيت بلا نسبة في الدرر 3/ 116؛ وشرح التصريح 2/ 50؛ وهمع الهوامع 1/ 210.
اللغة: جوابًا: أي هو الجواب الذي يكون عند السؤال بعد الموت. تنجو: تتخلص. أسلفت: سبق وقدمت.
الإعراب: جوابًا: مفعول به لـ"اعتمد" منصوب. به: جار ومجرور متعلقان بـ"تنجو". تنجو: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: "أنت". اعتمد: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: "أنت". فوربنا: "الفاء": تعليلية، و"الواو": حرف جر وقسم، "ربنا": مجرور بالكسرة، وهو مضاف، و"نا": ضمير في محل جر بالإضافة. والجار والمجرور متعلقان بفعل القسم المحذوف. لعن: اللام رابطة جواب القسم، و"عن عمل" جار ومجرور متعلقان بـ"تسأل". أسلفت: فعل ماضٍ، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع فاعل. لا: نافية تعمل عمل "ليس". غير: اسم "لا" في محل رفع، والخبر محذوف. تسأل: فعل مضارع للمجهول مرفوع، ونائب فاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: "أنت".
وجملة "اعتمد جوابًا": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "تنجو": في محل نصب نعت "جوابًا". وجملة "أسلفت": في محل جر نعت "عمل". وجملة "نسأل": لا محل لها من الإعراب لأنها جواب القسم.
الشاهد في قوله: "لا غير تسأل" حيث وقعت "غير" منقطعة عن الإضافة لفظًا بعد "لا" النافية، وهذا جائز عند ابن الحاجب والفيروزبادي، وغير جائز عند السيرافي وابن هشام.

 

ج / 2 ص -166-        وقد احتج ابن مالك في باب القسم من شرح التسهيل بهذا البيت، وكأن قولهم: "لحن" مأخوذ من قول السيرافي: الحذف إنما يستعمل إذا كانت غير بعد "ليس"، ولو كان مكان "ليس" غيرها من ألفاظ الجحد لم يجز الحذف، ولا يتجاوز بذلك مورد السماع. انتهى كلامه، وقد سمع. انتهى كلام صاحب القاموس.
والفتحة في "لا غيرَ" فتحة بناء، كالفتحة في "لا رجلَ"، نقله في شرح اللباب عن الكوفيين. و"بناء": مصدر نصب على الحال، أي: بانيًا، و "غيرًا": مفعول باضمم.
"قبل كغير" و"بعد" و"حسب" و"أول ودون، والجهات" الست "أيضًا وعل" في أنها ملازمة للإضافة، وتقطع عنها لفظا دون معنى؛ فتبنى على الضم؛ لشبهها حينئذ بحروف الجواب: في الاستغناء بها عما بعدها، مع ما فيها من شبه الحرف في الجمود والافتقار، نحو:
{لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ}1 في قراءة الجماعة، ونحو: "قبضت عشرة فحسب"، أي: فحسبي ذلك، وحكى أبو علي الفارسي: "ابدأ بذا من أَوَّلُ"، بالضم. ومنه قوله "من الطويل":
640-

"لعمرك ما أدري وإني لأوجل"                        على أينا تعدو المنية أَوَّلُ


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 الروم: 4.
640- التخريج: البيت لمعن بن أوس في ديوانه ص39؛ وخزانة الأدب 8/ 244، 245، 289، 294؛ وشرح التصريح 2/ 51؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص1126؛ ولسان العرب 5/ 127 "كبر"، 11/ 772 "وجل"؛ والمقاصد النحوية 3/ 493؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 8/ 140؛ وأوضح المسالك 3/ 161؛ وجمهرة اللغة ص493؛ وخزانة الأدب 6/ 505؛ وشرح قطر الندى ص23؛ وشرح المفصل 4/ 87، 6/ 98؛ ولسان العرب 9/ 261 "عنف"، 13/ 438 "هون"؛ والمقتضب 3/ 246؛ والمنصف 3/ 35.
اللغة والمعنى: لعمرك: وحياتك. أوجل: يحتمل أن تكون فعلًا مضارعًا بمعنى أخاف، أو أفعل تفضيل بمعنى: أشد خوفًا. تعدو: تركض، تسرع. المنية: الموت.
يقول: أقسم أني لا أدري على أي منا يأتي الموت أولًا، لذلك فأنا خائف من هذا المصير. =

 

ج / 2 ص -167-        وتقول: "سرت مع القوم ودون"، أي: ودونهم، و"جاء القوم وزيد خلف -أو أمام"، أي: خلفهم أو أمامهم. ومنه قوله "من الكامل":
641-

لعن الإله تعلة بن مسافر                         لعنًا يشن عليه من قدامُ

وقوله "من الرجز":
642-

أقب من تحتُ عريض من عل


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= الإعراب: لعمرك: اللام: حرف ابتداء، عمر: مبتدأ مرفوع، وهو مضاف، والكاف: ضمير في محل جر بالإضافة. وخبر المبتدأ محذوف تقديره "قسمي" ما: حرف نفي. أدري: فعل مضارع مرفوع، والفاعل: أنا. وإني: الواو: حالية، إني: حرف مشبه بالفعل، والياء: ضمير متصل مبني في محل نصب اسم "إن". لأوجل اللام: المزحلقة، أوجل: خبر "إن" مرفوع، أو فعل مضارع مرفوع، والفاعل: أنا. على أينا: جار ومجرور متعلقان بـ"تعدو"، وهو مضاف، "نا" ضمير في محل جر بالإضافة. تعدو: فعل مضارع مرفوع. المنية: فاعل مرفوع. أول: ظرف مبني على الضم في محل نصب مفعول فيه متعلق بـ"تعدو".
وجملة "لعمرك ما أدري" الاسمية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة "ما أدري" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها جواب القسم. وجملة "إني لأوجل" الاسمية في محل نصب حال. وجملة "أوجل" -باعتبار "أوجل" فعلًا مضارعًا- الفعلية في محل رفع خبر "إن". وجملة "على أينا تعدو" الفعلية في محل نصب مفعول به لـ"أدري".
والشاهد فيه قوله: "أول" حيث بنى هذه الكلمة على الضم؛ إذ لو أعربها لجاء بها منصوبة، وحذف لفظ المضاف إليه، ونية معناها سبب بنائها.
641- التخريج: البيت لرجل من بني تميم في الدرر 3/ 114؛ وشرح التصريح 2/ 51؛ والمقاصد النحوية 3/ 437؛ وبلا نسبة في تذكرة النحاة ص279؛ وهمع الهوامع 1/ 210.
شرح المفردات: تعلة: اسم رجل. يشن: يصب.
الإعراب: "لعن": فعل ماضٍ "الإله": فاعل مرفوع. "تعلة": مفعول به منصوب. "بن": نعت "تعلة" منصوب. وهو مضاف "مسافر": مضاف إليه مجرور. "لعنًا": مفعول مطلق منصوب. "يشن": فعل مضارع للمجهول مرفوع، ونائب فاعله ضمير تقديره: "هو". "عليه": جار ومجرور متعلقان بـ"يشن". "من" قدام": جار ومجرور متعلقان بـ"يشن".
وجملة: "لعن الإله تعلة" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "يشن عليه" في محل نصب نعت "لعنا".
الشاهد فيه قوله: "من قدام" حيث بنى الظرف على الضم؛ لأنه حذف المضاف إليه، ولم ينو لفظه، بل نوى معناه.
642- التخريج: الرجز لأبي النجم في الأزهية ص22؛ وخزانة الأدب 2/ 397؛ والخصائص 2/ 363؛ وشرح شواهد المغني 1/ 449؛ والطرائف الأدبية ص68؛ والكتاب 2/ 290؛ والمقاصد النحوية =

 

ج / 2 ص -168-        أما إذا نوي ثبوت لفظ المضاف إليه فإنها تعرب من غير تنوين، كما لو تلفظ به، كقوله "من الطويل":
643-

ومن قبل نادى كل مولى قرابة              "فما عطفت مولى عليه العواطف"

أي: ومن قبل ذلك، وقرئ: "لله الأمر من قبلِ ومن بعدِ"1 بالجر من غير تنوين، أي: من قبل الغلب ومن بعده. وحكى أبو علي: "ابدأ بذا من أول"، بالجر من غير تنوين أيضًا.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= 3/ 448؛ وبلا نسبة في شرح المفصل 4/ 89؛ وما ينصرف وما لا ينصرف ص92؛ ومغني اللبيب 1/ 154.
اللغة: الأقب: من القبب دقة الخصر وضمور البطن.
الإعراب: "أقب": خبر لمبتدأ محذوف تقديره: "هو". "من": حرف جر. "تحت": ظرف مبني في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بـ"أقب". "عريض": خبر ثان للمبتدأ. "من عل": جار ومجرور متعلقان بـ"عريض".
الشاهد فيه قوله: "من تحتُ" و "من علِ" حيث بنى "تحت" على الضم، فحذف المضاف ونوى معناه. وقوله: "من عل" فقد حذف المضاف ونوى لفظه، فجر "عل" بحرف الجر.
643- التخريج: البيت بلا نسبة في أوضح المسالك 3/ 154؛ والدرر 3/ 111؛ وشرح التصريح 2/ 50؛ والمقاصد النحوية 3/ 434؛ وهمع الهوامع 1/ 210.
اللغة وشرح المفردات: مولى قرابة: صاحب نسب أو قربى. عطفت: مالت.
المعنى: من شدة المصيبة أذهل كل واحد عن نصرة قريبه.
الإعراب: ومن: الواو بحسب ما قبلها. "من" حرف جر. قبل: اسم مجرور بالكسرة. والجار والمجرور متعلقان بالفعل "نادى". نادى : فعل ماضٍ مبني على الفتحة المقدرة على الألف للتعذر. كل: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة، وهو مضاف. مولى: مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على الألف للتعذر، وهو مضاف. قرابة: مضاف إليه مجرور بالكسرة. وقد تكون مفعولًا به للفعل "نادى" منصوبًا بالفتحة. فما: الفاء حرف استئناف، "ما" حرف نفي. عطفت: فعل ماضٍ مبني مبني على الفتحة. والتاء للتأنيث. مولى: مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على الألف للتعذر. عليه: "على" حرف جر، والهاء ضمير متصل في محل جر بحرف الجر. والجار والمجرور متعلقان بالفعل "عطفت". العواطف: فاعل "عطفت" مرفوع بالضمة.
وجملة "نادى..." بحسب ما قبلها. وجملة "عطفت..." استئنافية لا محل لها من الإعراب.
الشاهد فيه قوله: "ومن قبل" يريد "ومن قبل ذلك"، فجر كلمة "قبل" من دون تنوين على نية ثبوت لفظ المضاف إليه.
1 الروم: 4.

 

ج / 2 ص -169-        فإن قطعت عن الإضافة لفظًا ومعنى -أي: لم يُنْوَ لفظ المضاف إليه ولا معناه- أُعربت منونة ونصبت، ما لم يدخل عليها جار، كما أشار إليه بقوله:

"وأعربوا نصبًا إذا ما نكرا                        قبلًا وما من بعده قد ذكرا"

كقوله "من الوافر":
644-

فساغ لي الشراب وكنت قبلًا                         أكاد أغص بالماء الفرات

وكقوله "من الطويل":
645-

"ونحن قتلنا الأسد أسد خفية"                 فما شربوا بعدًا على لذة خمرا


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
644- التخريج: البيت ليزيد بن الصعق في خزانة الأدب 1/ 426، 429؛ ولعبد الله بن يعرب في الدرر 3/ 112؛ والمقاصد النحوية 3/ 435؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك 3/ 156؛ وتذكرة النحاة ص527؛ وخزانة الأدب 6/ 505، 510؛ وشرح التصريح 2/ 50؛ وشرح ابن عقيل ص397؛ وشرح المفصل 4/ 88؛ ولسان العرب 12/ 154 "حمم"؛ وتاج العروس "حمم"؛ وهمع الهوامع 1/ 210. ويروى "الحميم" مكان "الفرات".
اللغة وشرح المفردات: ساغ الشراب: سهل مروره في الحلق. غص بالطعام أو الشراب: تعذر بلعه فمنعه عن التنفس. الماء الفرات: الماء العذب.
المعنى: يقول: هنؤ عيشه، وطاب شرابه بعد أن أدرك هدفه، ونال مبتغاه، وقد كان من قبل لا يستسيغ الماء العذب.
الإعراب: فساغ: الفاء: بحسب ما قبلها. "ساغ": فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة. لي: اللام: حرف جر. والياء: ضمير متصل مبني في محل جر بحرف الجر. والجار والمجرور متعلقان بالفعل "ساغ". الشراب: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة. وكنت: الواو: واو الحال. "كنت": فعل ماض ناقص، والتاء: ضمير متصل مبني في محل رفع اسم "كان". قبلًا: ظرف زمان منصوب متعلق بـ"أغص". أكاد: فعل مضارع ناقص، واسمه ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره "أنا". أغص: فعل مضارع مرفوع بالضمة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره "أنا". بالماء: الباء: حرف جر، "الماء": اسم مجرور بالكسرة الظاهرة، والجار والمجرور متعلقان بالفعل "أغص". الفرات: نعت "الماء" مجرور بالكسرة.
وجملة "ساغ الشراب" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "كنت قبلًا..." في محل نصب حال. وجملة: "أكاد أغص" الفعلية في محل نصب خبر "كنت". وجملة "أغص..." الفعلية في محل نصب خبر "أكاد".
الشاهد فيه قوله: "قبلًا" حيث نونها الشاعر ليقطعها عن الإضافة لفظًا ومعنى.
645- التخريج: البيت بلا نسبة في إصلاح المنطق ص146؛ وأوضح المسالك 3/ 158؛ وخزانة الأدب 6/ 501؛ والدرر 3/ 109؛ وشرح التصريح 2/ 50؛ ولسان العرب 3/ 93 "بعد"، 14/ 237 "خفا"؛ =

 

ج / 2 ص -170-        وكقوله "من الطويل":
646-

"مكر مفر مقبل مذبر معًا"               كجلمود صخر حطه السيل من علِ

وكقراءة بعضهم: "من قبلٍ ومن بعدٍ"1 بالجر والتنوين. وحكى أبو علي: "ابدًا بذا من أول"، بالنصب ممنوعًا من الصرف للوزن والوصف.
تنبيهات: الأول: اقتضى كلامه أن "حسب" مع الإضافة: أي لفظًا، أو نوى معناها،

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= والمقاصد النحوية 3/ 436؛ وهمع الهوامع 1/ 209، 210.
اللغة والمعنى: خفية: أسم أجمة في سواد الكوفة.
يقول: إننا أنزلنا البلاء بأعدائنا الشجعان، وحملناهم على أن يهجروا اللذات حتى إنهم لو شربوا خمرًا لما عرفوا له طعمًا، ولا تلذذوا به من سوء ما أصابهم.
الإعراب: ونحن: الواو: حسب ما قبلها، نحن: ضمير منفصل مبني في محل رفع مبتدأ. قتلنا: فعل ماض، و"نا": فاعل. الأسد: مفعول به. أسد: بدل من "الأسد". وهو مضاف. خفية: مضاف إليه. فما: الفاء: حرف عطف، ما: نافية. شربوا: فعل ماضٍ مبني على الضم، والواو: فاعل، والألف: للتفريق بعدًا: ظرف متعلق بـ"شرب". على لذة: جار ومجرور متعلقان بـ"شرب" خمرًا: مفعول به.
وجملة "نحن قتلنا..." الاسمية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة "قتلنا" الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ "نحن". وجملة "ما شربوا" الفعلية معطوفة على جملة "قتلنا".
والشاهد فيه قوله: "بعدًا" حيث وردت هذه الكلمة منونة منصوبة على الظرفية لانقطاعها عن الإضافة لفظًا وتقديرًا. ويروى "بعدُ" بالبناء على الضم.
1 الروم: 4.
646- التخريج: البيت لامرئ القيس في ديوانه ص19؛ وإصلاح المنطق ص25؛ وجمهرة اللغة ص126؛ وخزانة الأدب 2/ 397، 3/ 242، 243؛ والدرر 3/ 115؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 339؛ وشرح التصريح 2/ 54؛ وشرح شواهد المغني 1/ 451؛ والشعر والشعراء 1/ 116؛ والكتاب 4/ 228؛ والمقاصد النحوية 3/ 449، وبلا نسبة في لسان العرب 7/ 274 "حطط"؛ وأوضح المسالك 3/ 165؛ ورصف المباني ص328؛ ومغني اللبيب 1/ 154؛ والمقرب 1/ 215؛ وهمع الهوامع 1/ 210.
اللغة والمعنى: مكر: كثير العطف أي العودة مرة بعد أخرى: مفر: كثير الفرار. الجلمود: الحجر العظيم الصلب. حطه: حدره.
يقول: إن فرسه سريع الجري، شديد الإقدام والإدبار معًا، وشبيه بحجر عظيم ألقاء السيل من مكان عالٍ إلى الحضيض.
الإعراب: مكر: نعت لـ"منجرد" في البيت السابق، مجرور. مفر: نعت لـ"منجرد" أيضًا. مقبل: نعت لـ"منجرد" مدبر: نعت لـ"منجرد". معًا: حال منصوب. كجلمود: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ المحذوف تقديره: "هو كائن كجلمود"، وهو مضاف. صخر: مضاف إليه مجرور. حطه: فعل ماضٍ، والهاء: ضميرفي محل نصب مفعول به. السيل: فاعل مرفوع. من عل: جار ومجرور متعلقان بـ"حط".
وجملة "هو كائن كجلمود" الاسمية في محل نعت لـ"منجرد" وجملة "حطه السيل" الفعلية في محل نعت لـ"جلمود".
والشاهد فيه قوله: "من عل" حيث وردت لفظه "عل" معربة مجرورة بـ"من"، وسبب إعرابها أنه لم يقصد بالعلو معينًا، وإنما قصد علوًّا ما.

 

ج / 2 ص -171-        أو لفظها معرفة، ونكرة إذا قطعت عن الإضافة: أي لفظًا ومعنى؛ إذ هي بمعنى: "كافيك" اسم فاعل مرادًا به الحال؛ فتستعمل استعمال الصفات النكرة؛ فتكون نعتًا لنكرة: كـ"مررت برجل حسبك من رجل"، وحالًا لمعرفة، كـ"هذا عبد الله حسبك من رجل" . وتستعمل استعمال الأسماء الجامدة، نحو: {حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ} {فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّه}2، "بحسبك درهم"، وهذا يرد على من زعم أنها اسم فعل؛ فإن العوامل اللفظية لا تدخل على أسماء الأفعال. وتقطع عن الإضافة فيتجدد لها إشرابها معنى دالًّا على النفي، ويتجدد لها ملازمتها للوصفية أو الحالية أو الابتداء والبناء على الضم، تقول: "رأيت رجلًا حسب"، و"رأيت زيدًا حسب". قال الجوهري: كأنك قلت: حسبي أو حسبك، فأضمرت ذلك ولم تنون. ا. هـ. وتقول في الابتداء: "قبضت عشرة فحسب": أي: فحسبي ذلك.
الثاني: اقتضي كلامه أيضا أن "عل" تجوز إضافتها، وأنه يجوز أن تنصب على الظرفية أو الحالية. وتوافق "فوق" في معناها، وتخالفها في أمرين: أنها لا تستعمل إلا مجرورة بـ"من"، وأنها لا تستعمل مضافة، فلا يقال: "أخذته من عل السطح"، كما يقال: من علوه، ومن فوقه، وقد وهم في هذه جماعة منهم الجوهري وابن مالك. وأما قوله "من الرجز":
647-

يا رب يوم لي لا أظلله                 أرمض من تحت وأضحى من عله


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 المجادلة: 8.
2 الأنفال: 62.
647- التخريج: الرجز لأبي مروان في شرح التصريح 2/ 346؛ ولأبي الهجنجل في شرح شواهد المغني 1/ 448؛ ومجالس ثعلب ص489؛ ولأبي ثروان في المقاصد النحوية 4/ 545؛ وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص1318؛ وخزانة الأدب 2/ 397؛ والدرر 3/ 97، 6/ 305؛ وشرح عمدة الحافظ ص981؛ وشرح المفصل 4/ 87؛ ومغني اللبيب 1/ 154؛ وهمع الهوامع 1/ 203، 2/ 210.
شرح المفردات: أظلله: أي أظلل فيه. أرمض: أشعر بشدة الحر. أضحى: أصاب الشمس. =

 

ج / 2 ص -172-        فالهاء فيه للسكت؛ بدليل أنه مبني، ولا وجه لبنائه لو كان مضافًا. ا. هـ.
الثالث: قال في شرح الكافية: وقد ذهب بعض العلماء إلى أن "قبلًا" -في قوله "وكنت قبلًا"-1 معرفة بنية الإضافة، إلا أنه أعرب لأنه جعل ما لحقه من التنوين عوضا من اللفظ بالمضاف إليه، فعومل "قبل" مع التنوين -لكونه عوضًا من المضاف إليه- بما يُعامل به مع المضاف إليه، كما فعل بـ"كل" حين قطع عن الإضافة لحقه التنوين عوضًا، وهذا القول عندي حسن.
"إقامة المضاف إليه مكان المضاف":
413-

وما يلي المضاف يأتي خلفا                    عنه في الإعراب إذا ما حذفا

"وما يلي المضاف" وهو المضاف إليه "يأتي خلفا عنه في الإعراب" غالبًا "إذا ما حذفا" لقيام قرينة تدل عليه، نحو: {وَجَاءَ رَبُّكْ}2، أي: أمر ربك، {وَاسْأَلِ الْقَرْيَة}3، أي: أهل القرية.
تنبيهان: الأول: كما قام المضاف إليه مقام المضاف في الإعراب يقوم مقامه في

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= المعنى: يصور الشاعر يومًا شديد الحر فيقول: إنه لم يجد شيئًا يتظلل فيه، فكانت قدماه تحترقان من تحت، وجسمه يحترق من تعرضه للشمس من فوق.
الإعراب: "يا": حرف تنبيه. "رب": حرف جر شبيه بالزائد. "يوم": اسم مجرور لفظًا مرفوع محلًّا على أنه مبتدأ. "لي": جار ومجرور متعلقان بمحذوف نعت لـ"يوم". "لا": حرف نفي. "أظلله": فعل مضارع للمجهول مرفوع، ونائب فاعله ضمير مستتر تقديره: "أنا"، والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به. "أرض": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "أنا". "من تحت": جار ومجرور متعلقان بـ"أرمض". "وأضحى": الواو حرف عطف، "أضحى" فعل مضارع تام مرفوع، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "أنا". "من علة": جار ومجرور متعلقان بـ"أضحى"، والهاء للسكت.
وجملة: "رب يوم..." ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "لا أظلله" في محل رفع خبر المبتدأ وجملة: "أرمض" في محل رفع خبر ثان. وجملة: "أضحى" معطوفة على جملة "أرمض".
الشاهد: قوله: "من عله" حيث ألحق هاء السكت بـ"عل"، وهي لفظة مبنية بناء عارضًا، وهذا شاذ وإنما تلحق ما كان مبنيًّا بناء دائمًا.
1 من الشاهد رقم 644.
2 الفجر: 22.
3 يوسف: 82.

 

ج / 2 ص -173-        التذكير كقوله "من الكامل":
648-

يسقون من ورد البريص عليهم                بردى يصفق بالرحيق السلسل

بردى: مؤنث، فكان حقه أن يقول "تصفق" بالتاء، لكنه أراد: ماء بردى؛ وفي التأنيث كقوله "من السريع":
649-

مرت بنا في نسوة خولة                       والمسك من أردانها نافحه


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
648- التخريج: البيت لحسان بن ثابت في ديوانه ص122؛ وجمهرة اللغة ص312؛ وخزانة الأدب 4/ 381، 382، 384، 11/ 188؛ والدرر 5/ 38؛ وشرح المفصل 3/ 25؛ ولسان العرب 3/ 88 "برد"، 7/ 6 "برص"، 10/ 202، "صفق"؛ معجم ما استعجم ص240؛ وبلا نسبة في أمالي ابن الحاجب 1/ 451؛ وشرح المفصل 6/ 133؛ ولسان العرب 11/ 345 "سلسل"، 14/ 478 "ضحا"؛ وهمع الهوامع 2/ 51.
اللغة: ورد: هنا جاء. البريص: اسم موضع، وقيل: اسم نهر. بردى: اسم نهر. يصفق: يخلط الرحيق: الخمر البيضاء، وقيل: هي أجود أنواع الخمر. السلسل: السائغ الشراب.
المعنى: يقول: إنهم كرام يقدمون للوافدين عليهم أجود أنواع الخمر أو الشارب الممزوج بالماء العذب.
الإعراب: يسقون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، و"الواو": ضمير في محل رفع فاعل. من: اسم موصول مبني في محل نصب مفعول به أول. ورد: فعل ماضٍ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو". البريص: مفعول به منصوب. عليهم: جار ومجرور متعلقان بـ"ورد". بردى: مفعول به ثان منصوب. يصفق: فعل مضارع للمجهول مرفوع. ونائب فاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو". بالرحيق: جار ومجرور متعلقان بـ"يصفق". السلسل: نعت "الرحيق" مجرور.
وجملة "يسقون...": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "ورد...": صلة الموصول لا محل لها من الإعراب وجملة "يصفق": في محل نصب حال من "ماء بردى".
الشاهد فيه قوله: "بردى يصفق" حيث حذف المضاف، وهو "ماء بردى" وأبقى المضاف إليه "بردى" وأقامه مكانه من حيث الإعراب، فأصبح مفعولًا به، والدليل على ذلك هو أن "بردى" اسم مؤنث لفظي، ومن حق الضمير العائد إليه أن يكون مؤنثًا، ولكنه عاد إليه مذكرًا لقوله: "يصفق"، ولو أراد التأنيث لقال: "تصفق". فنائب الفاعل لـ"يصفق عائد إلى "ماء بردى" والتقدير: "يسقون ماء بردى".
649- التخريج: لم أقع عليه فميا عدت إليه من مصادر.
اللغة: خولة: اسم امرأة. المسك: نوع من الطيب. الأردان: ج الردن، وهو الكم الواسع، وهنا الثياب. نافحة: فائحة.
المعنى: يصف الشاعر خولة بأنها طيبة الرائحة، تنبعث من أثوابها ريح المسك إذا ما مرت بصحبة نسوة بنا. =

 

ج / 2 ص -174-        أي: رائحة المسك؛ وفي حكمه، نحو: "إن هذين حرام على ذكور أمتي"، أي: استعمال هذين {وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ}1، أي: أهل القرى، وفي الحالية، نحو: "تفرقوا أيادي سبا": أي مثل أيادي سبا؛ لأن الحال لا تكون معرفة.
الثاني: قد يكون الأول مضافًا إلى مضاف فيحذف الأول والثاني، ويقام الثالث مقام الأول في الإعراب، نحو:
{وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ}2، أي: وتجعلون بدل شكر رزقكم تكذيبكم، {تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ}3، أي: كدوران عين الذي يغشى عليه من الموت. ومنه قوله "من الطويل":
650-

فأدرك إرقال العرادة ظلعها                    وقد جعلتني من حزيمة إصبعا

أي: ذا مسافة أصبع

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= الإعراب: مرت: فعل ماضٍ، و"التاء": للتأنيث. بنا: جار ومجرور متعلقان بـ"مر". في نسوة: جار ومجرور متعلقان بـ"مر" أو بمحذوف حال من "خولة". خولة: فاعل مرفوع بالضمة. والمسك: "الواو": حالية، و"المسك": مبتدأ مرفوع بالضمة. من أردانهها: جار ومجرور متعلقان بـ"نافحة"، وهو مضاف، و"ها": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. نافحة: خبر المبتدأ مرفوع، وسكن للوقوف.
وجملة "مررت بنا خولة": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "المسك نافحة": في محل نصب حال.
الشاهد فيه قوله: "والمسك نافحة" حيث أخبر عن المبتدأ المذكر "المسك" بمؤنث "نافحة" والمفروض أن يتطابق المبتدأ والخبر تذكيرًا أو تأنيثًا أو إفرادا أو تثنية أو جمعًا. ولكن المقصود من هذا الكلام هو: "ريح المسك نافحة" فحذف المضاف "ربح" وأقيم المضاف إليه "المسك" مكانه في الإعراب. فصار مرفوعًا على أنه مبتدأ بعد أن كان مجرورًا بالإضافة، وفي التأنيث الذي كان للمضاف المحذوف، فلذلك أخبر عنه بالمؤنث.
1 الكهف: 59.
2 الواقعة: 82.
3 الأحزاب: 19.
650- التخريج: البيت للكلحبة اليربوعي في خزانة الأدب 4/ 401؛ وشرح اختيارات المفضل ص146؛ ولسان العرب 12/ 127 "حرم" 14/ 81 "بقي؛ وللأسود بن يعفر في شرح المفصل 3/ 31؛ وللأسود أو للكحبة في المقاصد النحوية 3/ 42.
اللغة: إرقال: نوع من السير، أو هو ما تدخره الخيل من النشاط. العرادة: اسم فرسه. الظلع: العرج الخفيف. حزيمة: اسم علم.
المعنى: إن فرسي أصيبت بالعرج فلم أستطع أسر حزيمة فقد بقي بيني وبينه مسافة إصبع، وإلا كنت أسرته. =

 

ج / 2 ص -175-        414-

وربما جروا الذي أبقوا كما                       قد كان قبل حذف ما تقدما

415-

لكن بشرط أن يكون ما حذف                       مماثلًا لما عليه قد عطف

"وربما جروا الذي أبقوا" وهو المضاف إليه "كما قد كان قبل حذف ما تقدما" وهو المضاف "لكن بشرط أن يكون ما حذف مماثلًا لما عليه قد عطف" سواء اتصل العاطف بالمعطوف أو انفصل عنه بـ"لا"، كقوله "من المتقارب":
651-

أكل امرئ تحسبين امرأ                                ونار توقد بالليل نارا


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= الإعراب: فأدرك: "الفاء": حسب ما قبلها، "أدرك": فعل ماض مبني على الفتحة الظاهرة. إرقال: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة وهو مضاف. العرادة: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة على آخره ظلمها: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة، وهو مضاف، و"الهاء": ضمير متصل في محل جر بالإَضافة. وقد: "الواو" حالية، "قد": حرف تحقيق. جعلتني: فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة و"التاء" للتأنيث، و"النون": للوقاية، و"الياء": ضمير متصل في محل نصب مفعول به والفاعل ضمير مستتر جوازًا تقديره هي. من حزيمة: "من": حرف جر، "حزيمة": اسم مجرور بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف للتأنيث المجازي، والجار والمجرور متعلقان بالفعل جعلتني. إصبعًا: مفعول به ثان منصوب بالفتحة والألف للإطلاق.
وجملة "فأدرك": ابتدائية لا محل لها. وجملة "جعلتني": في محل نصب حال.
والشاهد فيه قوله: إصبعًا، فقد حذف المفعول الثاني وهو مضاف وحل إصبعًا محله، والتقدير "ذا مسافة إصبع".
651- التخريج: البيت لأبي دؤاد في ديوانه ص353؛ والأصمعيات ص191؛ وأمالي ابن الحاجب 1/ 134، 297؛ وخزانة الأدب 9/ 592، 10/ 481؛ والدرر 5/ 39؛ وشرح التصريح 2/ 56؛ وشرح شواهد الإيضاح ص299؛ وشرح شواهد المغني 2/ 700؛ وشرح عمدة الحافظ ص500؛ وشرح المفصل 3/ 26؛ والكتاب 1/ 66؛ والمقاصد النحوية 3/ 445؛ ولعدي بن زيد في ملحق ديوانه ص199؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 8/ 49؛ والإنصاف 2/ 473؛ وخزانة الأدب 4/ 417، 7/ 180؛ ورصف المباني ص348؛ وشرح ابن عقيل ص399؛ وشرح المفصل 3/ 79، 142، 8/ 52، 9/ 105؛ والمحتسب 1/ 281؛ ومغني الليب 1/ 290؛ والمقرب 1/ 237؛ وهمع الهوامع 2/ 52.
شرح المفردات: تحسبين: تظنين: توقد: أي تتوقد: أي تشتعل.
المعنى: يقول: لا تحسبي أن كل من كان على هيئة رجل هو رجل، ولا كل نار هي نار، وإنما الرجل هو من تحلى بالصفات الحقيقية للرجل، والنار هي التي توقد للقرى.
الإعراب: "أكل": الهمزة: للاستفهام، "كل": مفعول به مقدم، وهو مضاف. "امرئ": مضاف إليه "تحسبين": فعل مضارع مرفوع بثبوت النون. والياء في محل رفع فاعل. "امرأ": مفعول به منصوب. "ونار": الواو حرف عطف، "نار": معطوف على "امرئ" مجرور. "توقد": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "هي". "بالليل": جار ومجرور متعلقان بـ"توقد" "نارًا": مفعول به منصوب. 
وجملة: "تحسبين" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "ترقد" في محل جر نعت "نار".
الشاهد فيه قوله: "ونار" حيث حذف المضاف "كل" وأبقى المضاف إليه مجرورًا كما كان قبل الحذف، وذلك لأنه المضاف المحذوف معطوف على مماثل له، وهو: "كل امرئ".

 

ج / 2 ص -176-        أي: وكل نار، وقوله "من الطويل":
652-

ولم أر مثل الخير يتركه الفتى                   ولا الشر يأتيه امرؤ وهو طائع

أي: ولا مثل الشر؛ لئلا يلزم العطف على معمولي عاملين مختلفين: بأن تجعل قوله "نار" بالجر معطوفًا على "امرئ" والعامل فيه "كل"، و"نارًا" الثاني معطوفًا على "امرأ" والعامل فيه "تحسبين".
تنبيه: الجر والحالة هذه مقيس، وليس ذلك مشروطًا بتقدم نفي أو استفهام كما ظن بعضهم، والجر فيما خلا من الشروط محفوظ لا يقاس عليه، كالجر بدون عطف في قوله: "رأيت التيمي تيم عدي" أي: أحد تيم عدي، ومع العاطف المفصول بغير "لا"، كقراءة ابن جماز "تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرةِ"1، أي: عرض الآخرة، كذا قدره الناظم وجماعة. وقيل: التقدير: ثواب الآخرة، أو عمل الآخرة، وبه قدره ابن أبي الربيع في شرحه للإيضاح، وعلى هذا فالمحذوف ليس مماثلًا لما عليه قد عطف، بل مقابلًا له. ا. هـ.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 الأنفال: 67.
652- التخريج: البيت لبشر القشيري في شرح عمدة الحافظ ص501؛ وبلا نسبة في الدرر 5/ 40؛ وهمع الهوامع 2/ 52.
المعنى: يقول: لا أرى شيئًا يتركه الإنسان في هذه الحياة الدنيا مثل الخير، كما أنني لا أعلم شيئًا أضر له مثل الشر الذي يقول به وهو طائع. وفي هذا الكلام تحريض على فعل الخير، وتنفير من فعل الشر.
الإعراب: ولم: "الواو": بحسب ما قبلها، و"لم": حرف نفي وجزم وقلب. أر: فعل مضارع مجزوم بحذف حرف العلة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: "أنا". مثل: مفعول به أول منصوب، وهو مضاف. الخير: مضاف إليه مجرور. يتركه: فعل مضارع مرفوع، و"الهاء": ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به. الفتى: فاعل مرفوع بالضمة المقدرة. ولا: "الواو": حرف عطف، و"لا": زائدة لتأكيد النفي. الشر: مضاف إليه لاسم محذوف تقديره، "ولا مثل الشر". يأتيه: فعل مضارع مرفوع، و"الهاء": ضمير متصل في محل نصب مفعول به. امرؤ: فاعل مرفوع بالضمة. وهو: "الواو": حالية، =

ج / 2 ص -177-        "حذف المضاف إليه مع نية ثبوت لفظه":
416-

ويحذف الثاني فيبقى الأول                               كحاله، إذا به يتصل

417-

بشرط عطف وإضافة إلى                        مثل الذي له أضفت الأولا

"ويحذف الثاني" وهو المضاف إليه، ويُنوى ثبوت لفظه "فيبقى الأول" وهو المضاف "كحاله إذا به يتصل" فلا ينون، ولا ترد إليه النون إن كان مثنى أو مجموعًا، لكن لا يكون ذلك في الغالب إلا "بشرط عطف وإضافة إلى مثل الذي له أضفت الأولا"؛ لأن بذلك يصير المحذوف في قوة المنطوق به، وذلك كقولهم: "قطع الله يد ورجل من قالها"، الأصل: قطع الله يد من قالها ورجل من قالها، فحذف ما أضيف إليه "يد" وهو "من قالها"؛ لدلالة  ما أضيف إليه "رجل" عليه. وكقوله "من المنسرح":
653-

يا من رأى عارضًا أسر به                        بين ذراعي وجبهة الأسد


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= "هو": ضمير منفصل مبني في محل رفع مبتدأ. طائع: خبر المبتدأ مرفوع بالضمة.
وجملة "لم أر...": بحسب ما قبلها. وجملة "يتركه الفتى": في محل نصب مفعول به ثان لـ"أرى". وجملة "يأتيه": معطوفة على جملة "يتركه". وجملة "هو طائع" في محل نصب حال.
الشاهد فيه قوله: "ولا الشر" حيث وردت لفظه "الشر" مجرورة وقد خرجها العلماء على أنها مضاف إليه لاسم محذوف تقديره: "ولا مثل الشر"، والمسوغ لذلك أن المحذوف اسم معطوف على مثله.
653- التخريج: البيت للفرزدق في خزانة الأدب 2/ 319، 4/ 404، 5/ 289، وشرح شواهد المغني 2/ 799؛ وشرح المفصل 3/ 21؛ والكتاب 1/ 180؛ والمقاصد النحوية 3/ 451؛ والمقتضب 4/ 229؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 1/ 100، 2/ 264، 390؛ وتخليص الشواهد ص87؛ وخزانة الأدب 10/ 187؛ والخصائص 2/ 407؛ ورصف المباني ص341؛ وسر صناعة الإعراب ص297؛ وشرح عمدة الحافظ ص502؛ ولسان العرب 3/ 92 "بعد"، 15/ 492 "يا".
اللغة: العارض: السحاب يعترض الأفق. ذراعا الأسد: كوكبان يدل ظهورهما على نزول المطر. جبهة الأسد كواكب سميت كذلك لموقعها من برج الأسد. فهي له بموقع الجبهة من الرأس.
المعنى: أيها القوم، من يبشرني برؤية الغمام بين موقعي ذراعي، وجبهة الأسد في السماء، فأفرح، وتفرحون لأن هذا يعني المطر والخصب.
الإعراب: يا من: "يا": حرف نداء، "من": اسم موصول بمعنى الذي في محل نصب على النداء. رأى: فعل ماضٍ مبني على الفتحة المقدرة على الألف، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو. عارضا: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة. أسر به: "أسر" فعل مضارع مبني للمجهول ونائب الفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقديره أنا، "به": جار ومجرور متعلقان بالفعل أسر. بين: مفعول فيه ظرف مكان منصوب متعلق =

 

ج / 2 ص -178-        أي: بين ذراعي الأسد وجبهة الأسد. وقوله "من الطويل":
654-

سقى الأرضين الغيث سهل وحزنها           "فنيطت عرى الآمال بالزرع والضرع"

أي: سهلها وحزنها، وقد يكون ذلك بدون الشرط المذكور، كما مر من نحو قوله:

ومن قبل نادى كل مولى قرابة1

وقد قرئ شذوذًا "فلا خوفَ عليهم"2 أي فلا خوف شيء عليهم.
تنبيهان: الأول: ما ذكره الناظم هو مذهب المبرد، وذهب سيبويه إلى أن الأصل في

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= بالفعل رأى وهو مضاف. ذراعي: مضاف إليه مجرور بالياء لأنه مثنى وحذفت النون للإضافة. وجبهة الأسد: "الواو": عاطفة، "جبهة": اسم معطوف على ذراعي مجرور بالكسرة الظاهرة وهو مضاف، "الأسد": مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.
وجملة "يا من رأى": ابتدائية لا محل لها. وجملة "رأى": صلة الموصول لا محل لها. وجملة "أسر به": في محل نصب صفة لـ"عارضا".
والشاهد فيه قوله: "بين ذراعي وجبهة الأسد" حيث فصل بين المضاف والمضاف إليه بما ليس ظرفا والتقدير بين ذراعي الأسد وجبهته.
654- التخريج: البيت بلا نسبة في المقاصد النحوية 3/ 483.
اللغة: الأرضين: ج الأرض. الغيث: المطر. السهل: المنبسط من الأرض. الحزن: الأرض الغليظة. نيطت: علقت. عرى: ج عروة. الضرع: هنا كناية عن اللبن.
المعنى: يقول: سقى المطر الأرض سهلها وحزنها، فعلقت الآمال على الزرع والضرع.
الإعراب: سقى: فعل ماض، الأرضين: مفعول به منصوب بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم الغيث: فاعل مرفوع بالضمة. سهل: بدل من "الأرضين" منصوب. وحزنها: "الواو" حرف عطف، و"حزن": معطوف على "سهل منصوب، وهو مضاف، و"ها": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. فنيطت: "الفاء": حرف عطف، و"نيطت": فعل ماض للمجهول، و"التاء": للتأنيث. عرى: نائب فاعل مرفوع بالضمة المقدرة، وهو مضاف. الآمال: مضاف إليه مجرور بالكسرة. بالزرع: جار ومجرور متعلقان بـ"نيط". والضرع: "الواو": حرف عطف، "الضرع" معطوف على "الزرع" مجرور بالكسرة.
وجملة "سقى...": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "نيطت...": معطوفة على سابقتها.
الشاهد فيه قوله: "سهل وحزنها" حيث حذف المضاف إليه وهو الضمير "ها" "إذ التقدير "سهلها" ناويًا ثبوته بدليل أنه لم ينون المضاف "سهل".
1 تقدم بالرقم 643.
2 المائدة: 69، وغيرها.

 

ج / 2 ص -179-        "قطع الله يدَ ورِجلَ من قالها": قطع الله يدَ من قالها ورجلَ من قالها، فحذف ما أضيف إليه "رجل"، فصار: قطع الله يد من قالها ورجل، ثم أفحم "رجل" بين المضاف الذي هو "يد" والمضاف إليه الذي هو "من قالها". قال بعض شراح الكتاب: وعند الفراء الاسمان مضافان إلى "من قالها" ولا حذف في الكلام.
الثاني: قد يفعل ما ذكر من الحذف مع مضاف معطوف على مضاف إلى مثل المحذوف، وهو عكس الأول، كقوله أبي برزة الأسلمي رضي الله تعالى عنه: "غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات، وثمانيَ" -بفتح الياء دون تنوين- والأصل: وثماني غزوات، هكذا ضبطه الحافظ في صحيح البخاري.
"الفصل بين المضاف والمضاف إليه":
418-

فصل مضاف شبه فعل ما نصب                   مفعولًا أو ظرفًا أجز، ولم يعب

419-

فصل يمين، واضطرارًا وجدا                          بأجنبي، أو بنعت، أو ندا

"فصل مضاف شبه فعل ما نصب مفعولًا أو ظرفًا أجز" فصل: مفعول بـ"أجز" مقدم، وهو مصدر مضاف إلى مفعوله. وشبه فعل: نعت لمضاف، وما نصب: موصول وصلته، في موضع رفع بالفاعلية، وعائد الموصول محذوف: أي نصبه، ومفعولًا أو ظرفًا: حالان من "ما" أو من الضمير المحذوف، وتقدير البيت: أجز أن يفصل المضاف منصوبه حال كونه مفعولًا أو ظرفًا.
والإشارة بذلك إلى أن من الفصل بين المتضايفين ما هو جائز في السعة، خلافًا للبصريين في تخصيصهم ذلك بالشعر مطلقًا؛ فالجائز في السعة ثلاث مسائل:
الأولى: أن يكون المضاف مصدرًا والمضاف إليه فاعله، والفاصل: إما مفعوله، كقراءة ابن عارم "قتلُ أولادَهم شركائِهم"1، وقول الشاعر "من الطويل":
655-

"عتوا إذا أجبناهم إلى السلم رأفة"             فسقناهم سوقَ البغاثَ الأجادلِ


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 الأنعام: 137.
655- التخريج: البيت لبعض الطائيين في شرح عمدة الحافظ ص491؛ وبلا نسبة في شرح =

 

ج / 2 ص -180-        وقوله "من مشطور الرجز":
656-

فداسهم دوسَ الحصيدَ الدائسِ

وقوله "من الكامل":
657-

فزججتها بمزجة                           زجَّ القلوصَ أبي مزاده


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= التصريح 2/ 57؛ والمقاصد النحوية 3/ 465.
شرح المفردات: عتوا: تجبروا. البغاث: من صغار الطير. الأجادل: ج الأجدل، وهو الصقر. المعنى: يقول: إنهم تجبروا واستكبروا حين استجبنا إلى مسالمتهم رأفة بهم وشقة، ولما تجاوزوا الحد سقناهم أمامنا كما تسوق الصقور ضعاف الطيور.
الإعراب: "عتوا": فعل ماض، والواو ضمير في محل رفع فاعل، والألف فارقة. "إذ": ظرف زمان مبني في محل نصب، متعلق بـ"عتوا". "أجبناهم": فعل ماض، و"نا": ضمير في محل رفع فاعل، و"هم": ضمير في محل نصب مفعول به. "إلى السلم": جار ومجرور متعلقان بـ"أجبنا". "رأفة": مفعول لأجله منصوب. "فسقناهم": الفاء حرف عطف، "سقناهم": فعل ماض، و"نا" ضمير في محل رفع فاعل، و"هم" في محل نصب مفعول به. "سوق": مفعول مطلق منصوب وهو مضاف. "البغاث": مفعول به لـ"سوق" منصوب. "الأجادل": مضاف إليه مجرور.
وجملة: "عتوا" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "أجبناهم" في محل جر بالإضافة وجملة: "سقناهم" معطوفة على جملة "عتوا".
الشاهد: قوله: "سوق البغاث الأجادل" حيث فصل المفعول به "البغاث" بين المضاف "سوق" والمضاف إليه "الأجادل".
656- التخريج: الرجز لعمرو بن كلثوم في المقاصد النحوية 3/ 461؛ وليس في ديوانه.
اللغة: داس: وطئ. الحصيد: القمح في سنبله بعد الحصاد.
المعنى: يصف الشاعر قومًا كانوا قد انتصروا على قوم آخرين، وهزموهم شر هزيمة، فصورهم يدوسون أعداءهم كما يدوس الدائس القمح ليخرج الحب من سنابله.
الإعراب: فداسهم: "الفاء": حرف عطف، و"داسهم": فعل ماض، و"هم": ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو". دوس: مفعول مطلق منصوب، وهو مضاف. الحصيد: مفعول به منصوب لـ"دوس". الدائس: مضاف إليه مجرورِ.
الشاهد فيه قوله: "دوسَ الحصيدَ الدائسِ" حيث فصل بين المضاف "دوس" والمضاف إليه "الدائس" بمفعول المضاف "الحصيد"، وأصله: "دوسَ الدائسِ الحصيدَ".
657- التخريج: البيت بلا نسبة في تخليص الشواهد ص82؛ وخزانة الأدب 4/ 415، 416، 418، 421، 422، 423؛ والخصائص 2/ 406؛ وشرح المفصل 3/ 189؛ والكتاب 1/ 176؛ ومجالس =

 

ج / 2 ص -181-        وإما ظرفه، كقوله بعضهم: "تركُ يومًا نفسِكَ وهواها سعي لها في رداها".
الثانية: أن يكون المضاف وصفًا والمضاف إليه: إما مفعوله الأول والفاصل مفعوله الثاني: كقراءة بعضهم: "فلا تحسبن الله مخلفَ وعدَهُ رسلِهِ"1، وقول الشاعر "من الكامل":
658-

"ما زال يوقن من يؤمك بالغني"                    وسواك مانعُ فضلَهُ المحتاجِ

 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= ثعلب ص152؛ والمقاصد النحوية 3/ 468؛ والمقرب 1/ 54.
اللغة: زججتها: طعنتها بالزج، والزج: الحديدة التي تركب في أسفل الرمح. المزجة: الرمح القصير. القلوص. الناقة الشابة. أبو مزادة: كنية رجل.
المعنى: فطعنتها بأسفل الرمح مثلما يطعن أبو مزادة القلوص.
الإعراب: "فزججتها": "الفاء": بحسب ما قبلها، "زججتها": فعل ماضٍ مبني على السكون، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع فاعل، "ها": ضمير متصل في محل نصب مفعول به. "بمزجة": جار ومجرور متعلقان بالفعل "زجج". "زج": مفعول مطلق إليه منصوب بالفتحة. "القلوص: مفعول به للمصدر "زج" المضاف إلى "أبي" منصوب بالفتحة. "أبي": مضاف إليه مجرور بالياء لأنه من الأسماء الستة. "مزادة": مضاف إليه مجرور بالفتحة "ممنوع من الصرف"، ووقف عليه بالسكون لضرورة الشعر.
وجملة "زججتها" بحسب ما قبلها.
الشاهد فيه قوله: "زج القلوص أبي مزادة" حيث فصل بين المضاف الذي هو قوله: "زج"، والمضاف إليه الذي هو قوله "أبي مزادة" بمفعول المضاف الذي هو قوله: "القلوص".
1 إبراهيم: 47.
658- التخريج: البيت بلا نسبة في شرح التصريح 2/ 58؛ وشرح عمدة الحافظ ص493؛ والمقاصد النحوية 3/ 469.
شرح المفردات: أيقن: أزال الشك، تحقق. أم: قصد.
المعنى: يقول: إن من يقصدك فهو على يقين من أنه سوف ينال منك الغنى، في حين أن سواك يمنع فضله عن المحتاج والمعوز.
الإعراب: "ما": حرف نفي. "زال": فعل ماضٍ ناقص. "يوقن": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "هو". "من": اسم موصول مبني في محل رفع اسم "ما زال". "يؤمك": فعل مضارع مرفوع، والفاعل: ضمير مستتر تقديره هو، والكاف: في محل نصب مفعول به. "بالغنى": جار ومجرور متعلقان بالفعل يوقن "وسواك": الواو للعطف، "سوا": مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة، وهو مضاف، والكاف في محل جر بالإضافة. "مانع": خبر المبتدأ مرفوع. "فضله": مفعول به لـ"مانع" منصوب، وهو مضاف، والهاء ضمير في محل جر بالإضافة. "المحتاج": مضاف إليه.
وجملة: "ما زال" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "يوقن" في محل نصب خبر "ما زال". وجملة: "يؤمك" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة "سواك..." في محل نصب حال. =

 

ج / 2 ص -182-        أو ظرفه، كقوله عليه الصلاة والسلام: "هل أنتم تاركو لي صاحبي"، وقوله "من الطويل":
659-

"فرشني بخير لا أكونن ومدحتي"                    كناحت يومًا صخرةٍ بعسيل

وقد شمل كلامه في البيت جميع ذلك.
الثالثة: أن يكون الفاصل القسم، وقد أشار إليه بقوله: "ولم يعب فصل يمين" نحو: "هذا غلامُ واللهِ زيدٍ"، حكى ذلك الكسائي، وحكى أبو عبيدة: "إن الشاة لتجتر فتسمع صوتَ واللهِ ربِّها".
تنبيه: زاد في الكافية الفصل بـ"إما" كقوله "من الطويل":
660-

هما خطتا إما إسارٍ ومنةٍ                       وإما دمٍ والقتل بالحر أجدر

ا. هـ.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= الشاهد: قوله: "مانع فضله المحتاج" حيث نصب "فضله" على المفعولية من اسم الفاعل "مانع" والفعل "منع" يتعدى إلى مفعولين، وقد أضاف الشاعر "مانع" إلى مفعوله الأول "المحتاج" وفصل بينهما بالمفعول الثاني "فضله".
659- التخريج: البيت بلا نسبة في الدرر 5/ 43؛ وشرح التصريح 2/ 58؛ وشرح عمدة الحافظ ص328؛ ولسان العرب 11/ 447 "عسل"؛ والمقاصد النحوية 3/ 481؛ وهمع الهوامع 2/ 52.
شرح المفردات: راش السهم. ألصق عليه الريش. العسيل: مكنسة العطار.
المعنى: يقول: أجزني على مدحي إياك، ولا تجعلني كمن ينحت صخرة بمكنسة العطار التي يجمع بها طيبه. أي: لا تردني خائبًا.
الإعراب: "فرشني": الفاء بحسب ما قبلها، "رشني": فعل أمر مبني، والنون للوقاية، والياء ضمير في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "أنت". "بخير": جار ومجرور متعلقان بـ"رشني". "لا: حرف نفي. "أكونن": فعل مضارع ناقص، والنون للتوكيد، واسمه ضمير مستتر تقديره: "أنا". "ومدحتي": الواو للمعية، "مدحتي": مفعول معه منصوب، وهو مضاف، والياء ضمير في محل جر بالإضافة. "كناحت": جار ومجرور متعلقان بخبر "أكون" المحذوف. "يومًا": ظرف زمان منصوب، متعلق بـ"ناحت". "صخرة": مضاف إليه مجرور. "بعسيل": جار ومجرور متعلقان بـ"ناحت".
وجملة: "رشني" بحسب ما قبلها. وجملة: "لا أكونن" جواب الطلب لا محل لها من الإعراب.
الشاهد فيه قوله: "كناحت يومًا صخرة" حيث فصل الظرف "يومًا" بين اسم الفاعل "ناحت" المضاف وبين مفعوله "صخرة" المضاف إليه.
660- التخريج: البيت لتأبط شرًّا في ديوانه ص89؛ وجواهر الأدب ص154؛ وخزانة الأدب =

 

ج / 2 ص -183-        وما سوى ذلك فمختص بالشعر. وقد أشار إلى ثلاث مسائل من ذلك بقوله:
"واضطرارًا وجدا" أي: الفصل، والألف للإطلاق "بأجنبي أو بنعت أو ندا"، أي: الأولى من هذه الثلاث الفصل بأجنبي، والمراد به معمول غير المضاف: فاعلًا كان كقوله "من المنسرح":
661-

أنجب أيام والده به                            إذ نجلاه فنعم ما نجلا


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= 7/ 499، 500، 503؛ والدرر 1/ 143؛ وشرح التصريح 2/ 58؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص79؛ وشرح شواهد المغني 2/ 975؛ ولسان العرب 7/ 289؛ والمقاصد النحوية 3/ 486؛ وبلا نسبة في الخصائص 2/ 405؛ ورصف المباني ص342؛ والممتع في التصريف 2/ 526؛ وهمع الهوامع 1/ 49، 2/ 52.
اللغة: الإسار: الأسر. ومنه: إطلاق من الأسر من غير فدية. الدم: كناية عن القتل.
المعنى: يقول للهذليين: إن سلمت نفسي إليكم فأنا بين أمرين إما الأسر، وتفضلكم علي بالإطلاق من غير فداء، وإما القتل، والقتل خير للحل من أسره وتفضل الناس عليه بالإطلاق.
الإعراب: هما: ضمير رفع منفصل في محل رفع مبتدأ. خطتا: خبر مرفوع بالألف لأنه مثنى وحذفت النون للإضافة. إما: أداة تفصيل وتقسيم. إسار: مضاف إلى "خطتا" مجرور. ومنة: "الواو": عاطفة و"منة": معطوف على "إسار". وإما: "الواو": عاطفة، "إما": حرف تفصيل وتقسيم. دم: اسم معطوف على إسار مجرور بالكسرة الظاهرة. والقتل: "الواو": حالية، "القتل": مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة. بالحر: جار ومجرور متعلقان بالخبر أجدر. أجدر: خير مرفوع بالضمة الظاهرة.
وجملة "هما خطتا": ابتدائية لا محل لها. وجملة "والقتل أجدر": في محل نصب حال.
والشاهد فيه قوله: "خطتا إسار" فقد حذفت النون للإضافة. وفصل بين المضاف والمضاف إليه بإما التفصيلية. وعلى رواية الرفع تكون النون محذوفة لضرورة الشعر.
661- التخريج: البيت للأعشى في ديوانه ص285؛ والدرر 5/ 49؛ وشرح التصريح 2/ 58؛ ولسان العرب 11/ 646 "نجل"؛ والمحتسب 1/ 152؛ والمقاصد النحوية 3/ 477؛ وبلا نسبة في شرح عمدة الحافظ ص494؛ ولسان العرب 1/ 748 "نحب"؛ ومجالس ثعلب ص96؛ وهمع الهوامع 2/ 53.
شرح المفردات: أنجب: ولد ولدًا نجيبًا. النجلان: مثنى النجل، وهو الولد.
المعنى: يقول: لقد أنجب والده إذ ولداه فتى كريمًا، فنعم الإنجاب هذا.
الإعراب: "أنجب": فعل ماض. "أيام": ظرف زمان منصوب، متعلق بـ"أنجب". "والداه": فاعل مرفوع بالألف لأنه مثنى، وهو مضاف، والهاء ضمير في محل جر بالإضافة. "به": جار ومجرور متعلقان بـ"أنحب". "إذا": ظرف للزمان مبني في محل جر بالإضافة. بإضافة "أيام" إليه. "نجلاه": فعل ماض، والألف ضمير في محل رفع فاعل، والهاء ضمير في محل نصب مفعول به. "فنعم": الفاء حرف استئناف، "نعم": فعل ماض لإنشاء المدح. "ما": اسم موصول مبني في محل رفع فاعل "نعم". "نجلا": فعل ماض، والألف ضمير في محل رفع فاعل. =

 

ج / 2 ص -184-        أي: أنجب والداه به أيام إذ نجلاه، أو مفعولًا، كقوله "من البسيط":
662-

تسقي امتياحًا ندى المسواك ريقتها             "كما تضمن ماء المزنة الرصف"

أي: تسقي ندى ريقتها المسواك، أو ظرفا، كقوله "من الوافر":
663-

كما خط الكتاب بكفِّ يومًا                             يهوديٍّ يقارب أو يزيل


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= وجملة: "أنجب" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "نجلاه" في محل جر بالإضافة. وجملة: "نعم ما نجلا" استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "نجلا" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.
الشاهد فيه قوله: "أنجب أيام والداه به إذ نجلاه" حيث يريد: "أنجب والداه به أيام إذ نجلاه" ففصل بين المضاف "أيام"، والمضاف إليه "إذ" بـ"والداه به" وهو فاعل أنجب، ولا علاقة له بالمضاف.
662- التخريج: البيت لجرير في ديوانه 1/ 171؛ والدرر 5/ 44؛ وشرح التصريح 2/ 58؛ والمقاصد النحوية 3/ 474؛ وبلا نسبة في همع الهوامع 2/ 52.
شرح المفردات: امتاح الماء: غرفه، استخرجه. الندى: البلل. المسواك: العود الذي تنظف به الأسنان. الريق: اللعاب، الرضاب. المزنة: السحابة ذات الماء. الرصف: ج الرصفة، وهي الحجارة المرصوف بعضها إلى بعض في مسيل الماء.
المعنى: يقول: إن رضابها الذي يسقي المسواك شبيه بماء السحاب الذي يسقي الحجارة المرصوفة في مسيل الماء.
الإعراب: "تسقي": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هي". "امتياحًا": حال منصوب إذا أولت بمشنق "ممتاحة"؛ أو مصدر ناب عن اسم الزمان منصوب على الظرفية، تقديره: "تسقي وقت امتياحها". "ندى": مفعول به ثان لـ"تسقي" منصوب. "المسواك": مفعول به أول لـ"تسقي" منصوب. "ريقتها": مضاف إليه مجرور، وهو مضاف، و"ها" ضمير في محل جر بالإضافة. "كما": الكاف اسم بمعنى "مثل" مبني في محل نصب مفعول مطلق نائب عن المصدر، و"ما": مصدرية. "تضمن": فعل ماض. والمصدر المؤول من "ما" وما بعدها في محل جر بالإضافة. "ماء": مفعول به منصوب، وهو مضاف. "المزنة": مضاف إليه مجرور. "الرصف: فاعل مرفوع.
وجملة "تسقي" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "تضمن" صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب.
الشاهد فيه قوله: "تسقي امتياحًا ندى المسواك ريقتها" حيث فصل بين المضاف "ندى" والمضاف إليه "ريقتها" بأجنبي "المسواك" الذي هو المفعول الثاني لـ"تسقي"، وهذا الفصل للضرورة الشعرية.
663- التخريج: البيت لأبي حية النميري في الإنصاف 2/ 432؛ وخزانة الأدب 4/ 219؛ والدرر 5/ 45؛ وشرح التصريح 2/ 59؛ والكتاب 1/ 179؛ ولسان العرب 12/ 390 "عجم"؛ والمقاصد النحوية 3/ 470؛ وبلا نسبة في الخصائص 2/ 405؛ ورصف المباني ص65؛ وشرح ابن عقيل ص403؛ وشرح =

 

ج / 2 ص -185-        الثانية: الفصل بنعت المضاف، كقوله "من الكامل":
664-

ولئن خلفت على يديك لأخلفن               بيمينِ أصدق من يمينك مقسمِ

أي: بيمينِ مقسمٍ أصدق من يمينك، وقوله:

من ابن أبي شيخ الأباطح طالب1

أي: من ابن أبي طالب شيخ الأباطح

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= عمدة الحافظ 495؛ وشرح المفصل 1/ 103؛ ولسان العرب 4/ 158 "حبر"؛ والمقتضب 4/ 377؛ وهمع الهوامع 2/ 52.
شرح المفردات: يقارب: يجعل بعض الكتابة قريبة من بعض. يزيل: يباعد الكتابة.
المعنى: يقول: إن ما بقي من آثار الدار شبيه بكتابة اليهودي الذي يقرب بين السطور مرة، وأخرى يباعد.
الإعراب: "كما" الكاف حرف جر، و"ما": مصدرية. والمصدر المؤول من "ما" وما بعدها في محل جر بحرف الجر "الكاف"، والجار والمجرور متعلقان بلفظ من بيت سابق. "خط": فعل ماض للمجهول. "الكتاب": نائب فاعل مرفوع. "بكف": جار ومجرور متعلقان بـ"خط". "يومًا": ظرف زمان منصوب، متعلق بـ"خط". "يهودي": مضاف إليه مجرور. "يقارب": فعل مضارع مرفوع. وفاعله ضمير مستتر تقديره: "هو". "أو": حرف عطف. "يزيل": معطوف على "يقارب" مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو".
وجملة: "خط الكتاب" صلة الموصول الحر لا محل لها من الإعراب. وجملة: "يقارب" في محل جر نعت "يهودي". وجملة "يزيل" معطوفة على جملة: "يقارب".
الشاهد فيه قوله: "بكف يومًا يهودي" حيث فصل بين المضاف "كف" والمضاف إليه "يهودي" بأجنبي هو "يومًا". وأصل الكلام: "كما خط الكتاب يومًا بكف يهودي".
1 تقدم بالرقم 503.
664- التخريج: البيت للفرزدق في ديوانه 2/ 226؛ والمقاصد النحوية 3/ 484.
المعنى: يقول: إنه يقسم بدوره يمين صدق بأنه باق على وفائه مدى الحياة.
الإعراب: "ولئن": الواو بحسب ما قبلها، واللام موطئة للقسم، و"إن": شرطية جازمة. "حلفت" فعل ماض، والتاء ضمير في محل رفع فاعل، وهو فعل الشرط. "على يديك": جار ومجرور متعلقان بـ"حلفت"، وهو مضاف، والكاف ضمير متصل في محل جر بالإضافة. "لأحلفن": اللام رابطة لجواب القسم، "أحلفن": فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد، والنون للتوكيد، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "أنا" "بيمين": جار ومجرور متعلقان بـ"أحلف". "أصدق": نعت "يمين" مجرور. "من يمينك": جار ومجرور متعلقان بـ"أصدق"، وهو مضاف، والكاف ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة "مقسم": مضاف إليه مجرور.
وجملة القسم: "أقسم والله" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "إن حلفت..." الشرطية مع =

 

ج / 2 ص -186-        الثالثة: الفصل بالنداء، كقوله "من الرجز":
665-

كأن برذون أبا عصام                             زيد حمار دق باللجام

أي: كأن برذون زيد يا أبا عصام. وقوله "من البسيط":
666-

وفاق كعب بجير منقذ لك من                  تعجيل تهلكة والخلد في سقرا


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= جوابها المحذوف اعتراضية بين القسم وجوابه لا محل لها من الإعراب. وجملة: "لأحلفن" لا محل لها من الإعراب لأنها جواب القسم.
الشاهد فيه قوله: "بيمين أصدق من يمينك مقسم" حيث فصل بين المضاف "يمين" والمضاف إليه "مقسم" بـ"أصدق" الواقعة نعتًا للمضاف. وأصل الكلام: "يمين مقسم أصدق من يمينك".
665- التخريج: الرجز بلا نسبة في الخصائص 2/ 404؛ والدرر 5/ 47؛ وشرح التصريح 2/ 60؛ وشرح عمدة الحافظ ص495؛ والمقاصد النحوية 3/ 480؛ وهمع الهوامع 2/ 53.
اللغة: البرذون: من الخيل ما ليس بعربي.
الإعراب: "كأن": حرف مشبه بالفعل. "برذون": اسم "كأن" منصوب. "أبا": منادي مضاف منصوب. "عصام": مضاف إليه مجرور. "زيد": مضاف إليه مجرور. "حمار": خبر "كأن" مرفوع. "دق": فعل ماض للمجهول، ونائب فاعله ضمير مستتتر تقديره: "هو". "باللجام" جار ومجرور متعلقان بـ"دق".
وجملة: "كأن برذون..." ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة النداء: "أبا عصام" اعتراضية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "دق باللجام" في محل رفع نعت "حمار".
الشاهد فيه قوله: "كأن برذون أبا عصام زيد" حيث فصل بين المضاف "برذون" والمضاف إليه "زيد" بـ"أبا عصام" الواقعة منادى، وأصل الكلام: "كأن برذون زيد يا أبا عصام".
666- التخريج: البيت لبجير بن زهير في الدرر 5/ 48؛ والمقاصد النحوية 3/ 489؛ وهمع الهوامع 2/ 53.
اللغة: التهلكة: الموت والهلاك.
الإعراب: "وفاق": مبتدأ مرفوع. "كعب": منادى مبني في محل نصب، ووفاق مضاف. "بجير" مضاف إليه مجرور. "منقذ": خبر المبتدأ مرفوع. "لك": جار ومجرور متعلقان بـ"منقذ". "من تعجيل": جار ومجرور متعلقان بـ"منقذ"، وهو مضاف. "تهلكة": مضاف إليه مجرور. "والخلد" الواو حرف عطف، "الخلد": معطوف على "تعجيل" مجرور. "في سقر": جار ومجرور متعلقان بـ"الخلد".
وجملة: "وفاق كعب منقذ" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة النداء: "يا كعب" اعتراضية لا محل لها من الإعراب.
الشاهد فيه قوله: "وفاق كعب بجير" حيث فصل المضاف "وفاق" والمضاف إليه "بجير" بـ"كعب"  الواقعة منادى. وأصل الكلام: "وفاق بجير يا كعب منقذ لك".

 

ج / 2 ص -187-        أي: وفاق بجير يا كعب.
تنبيه: من المختص بالضرورة أيضًا الفصل بفاعل المضاف، كقوله "من الطويل":
667-

نرى أسهمًا للموت تصمي ولا تنمي            ولا نرعوي عن نقضِ أهواؤنا العزمِ

وقوله "من الرجز":
668-

ما إن وجدنا للهوى من طب                         ولا عدمنا قهرَ وجدٌ صبِّ


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
667- التخريج: البيت بلا نسبة في المقاصد النحوية 3/ 488.
اللغة: تصمي: تقتل. تنمي: تصيب ولا تقتل. نرعوي: نكف عما نحن عليه. نقض: حل وفك. الأهواء: ج الهوى، وهو الميل.
المعنى: يقول: إن بعض سهام الموت تردي المرء في الحال، وبعضها تصيبه من غير مقتل، ورغم ذلك فإننا لا نكف عما نحن عليه من ضلال باتباع رغبات النفس وميولها.
الإعراب: نرى: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "نحن". أسهمًا: مفعول به منصوب. للموت: جار ومجرور متعلقان بـ"نرى" أو بمحذوف نعت "أسهم". تصمي: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هي". ولا: "الواو": حرف عطف، و"لا": زائدة لتأكيد النفي. تنمي: فعل مضارع مرفوع. وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هي". ولا: "الواو": حرف عطف، و"لا": حرف نفي. نرعوي: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: "نحن". عن نقض: جار ومجرور متعلقان بـ"نرعوي"، وهو مضاف. أهواؤنا: فاعل لـ"نقض" مرفوع، وهو مضاف، و"نا": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. العزم: مضاف إليه مجرور بالكسرة.
وجملة "نرى أسهمًا": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "تصمي": في محل نصب نعت اسهمًا باعتبار "نرى" بصرية أو مفعول به ثان باعتبار "نرى" علمية وجملة "لا تنمي": معطوفة على جملة "تصمي". وجملة "لا نرعوي": معطوفة على جملة "نرى".
الشاهد فيه قوله: "نقض أهواؤنا العزم" حيث فصل بين المضاف "نقض" والمضاف إليه "العزم" بفاصل هو فاعل للمصدر المضاف "أهواؤنا"، وأصل الكلام: "ولا نرعوي عن نقض العزم أهواؤنا"، والتقدير: لا نرعوي عن أن تنقض عزائمنا أهواؤنا، وهذا ضرورة.
668- التخريج: الرجز بلا نسبة في الدرر 5/ 49؛ وشرح التصريح 2/ 67؛ وشرح عمدة الحافظ ص493؛ والمقاصد النحوية 3/ 483؛ وهمع الهوامع 2/ 53.
شرح المفردات: الهوى: العشق. الطب: العلاج. عدمنا: فقدنا. القهر: الغلبة. الوجد: شدة الحب. الصب: العاشق.
المعنى: يقول: لم نجد للهوى علاجًا نافعًا، وكثيرًا ما نجد العشق يقهر العاشق ويمتلك قلبه.
الإعراب: "ما": حرف نفي. "إن": زائدة. "رأينا": فعل ماض، و"نا": ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. "اللهوى": جار ومجرور متعلقان بـ"رأينا" أو بمفعول محذوف لـ"رأينا" تقديره: "رأينا علاجًا =

 

ج / 2 ص -188-        والأمر في هذا أسهل منه في الفاعل الأجنبي، كما في قوله:

أنجب أيام والداه به... البيت1

ويحتمل أن يكون منه وأن يكون من الفصل بالمفعول قوله "من الوافر":
669-

"فإن يكن النكاح أحل شيء"                           فإن نكاحها مطرٌٍ حرام


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= نافعًا للهوى". "من": حرف جر زائد. "طب": اسم مجرور لفظًا منصوب محلًّا على أنه مفعول به لـ"رأينا". "ولا": الواو حرف عطف، "لا": حرف نفي. "عدمنا": فعل ماضٍ، و"نا" ضمير متصل في محل رفع فاعل. "قهر": مفعول به منصوب. "وجد": فاعل للمصدر "قهر" مرفوع. "صب": مضاف إليه.
وجملة: "رأينا" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "عدمنا..." معطوفة على الجملة السابقة.
الشاهد فيه قوله: "قهر وجد صب" حيث فصل بين المضاف. "قهر" والمضاف إليه "صب" بفاعل المضاف "وجد". أي لم نعدم أن يقهر الوجد الصب.
1 تقدم بالرقم 661.
669- التخريج: البيت للأحوص في ديوانه ص189؛ والأغاني 15/ 234؛ وأمالي الزجاجي ص81؛ وخزانة الأدب 2/ 151؛ وشرح شواهد المغني 2/ 767، 952؛ وشرح التصريح 2/ 59؛ والعقد الفريد 6/ 81؛ والمقاصد النحوية 1/ 109؛ وبلا نسبة في مغني اللبيب 2/ 672.
شرح المفردات: النكاح: الزواج. مطر: اسم رجل نافس الشاعر في حب امرأة وظفر بها.
المعنى: يقول: إذا كان الزواج من أفضل الأمور المحللة عند الإنسان فإن زواج مطر من هذه المرأة حرام؛ لأنه دونها منزلة.
الإعراب: "فإن": الفاء بحسب ما قبلها، "إن": حرف شرط جازم "يكن": فعل مضارع ناقص مجزوم لأنه فعل الشرط. "النكاح": اسم "يكن" مرفوع. "أحل": خبر "يكن" منصوب، وهو مضاف. "شيء": مضاف إليه مجرور. "فإن": الفاء رابطة جواب الشرط، "إن": حرف مشبه بالفعل. "نكاحها": اسم "إن" منصوب، وهو مضاف، و"ها" في محل جر بالإضافة، بإضافة المصدر إلى فاعله، ويجوز أن تكون مفعوله، فإذا كان فاعله كان: "مطر": المجرورة مفعوله، وإن كان مفعوله كان "مطر" فاعله. "حرام": خبر "إن" مرفوع.
وجملة: "إن يكن النكاح..." بحسب ما قبلها. وجملة "إن نكاحها مطر حرام" في محل جزم جواب الشرط.
الشاهد فيه قوله: "نكاحها مطر" حيث يروى برفع "مطر" ونصبه وجره. أما الرفع فعلى أن "نكاحها" مصدر أضيف إلى مفعوله، و"مطر" فاعله، والتقدير: "فإن نكاح مطر إياها". وأما النصب فتأويله أن "نكاحها" مصدر مضاف إلى فاعله، و"مطر" مفعوله. والتقدير: "فإن نكاح مطر هي". وأما رواية الجر، وهي المراد هنا، فعلى أن "النكاح" مصدر مضاف إلى "مطر"، ويحتمل أن يكون "مطر" حينئذ مفعولًا، فيكون قد فصل بين المضاف والمضاف إليه بفاعل المضاف فتطابق رواية نصب "مطر". ويحتمل أن يكون "مطر" في هذه الرواية فاعلًا. فيكون قد فصل بين المضاف والمضاف إليه بالمفعول، فتطابق رواية رفع "مطر".

 

ج / 2 ص -189-        بدليل أنه يروى أيضًا بنصب مطر ورفعه، والتقدير: فإن نكاح مطر إياها، أو هي.
ومه الفصل بالفعل الملغى، كقوله "من الوافر":
670-

بأي تراهم الأرضين حلوا                     "أألدبران أم عسفوا الكفارا"

أي: بأي الأرضين، زاده في التسهيل؛ وزاد غيره الفصل بالمفعول لأجله، كقوله "من الوافر":
671-

معاود جرأة وقت الهوادي                            أشم كأنه رجل عبوس


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
670- التخريج: البيت بلا نسبة في الدرر 5/ 50؛ وشرح التصريح 2/ 60؛ والمقاصد النحوية 3/ 490؛ وهمع الهوامع 2/ 53.
اللغة: الدبران: اسم مكان. عسفوا: ركبوا المفازة واجتازوها على غير هدى. الكفارا: اسم مكان.
المعنى: يتساءل الشاعر عن أحبائه فيقول: في أي من الأرض حلوا أفي الدبران أم اجتازوا الكفار على غير هدى؟
الإعراب: بأي: جار ومجرور متعلقان بـ"حلوا". تراهم: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: "أنت"، و"هم": ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به أول. الأرضين: مضاف إليه مجرور بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم. حلوا: فعل ماض، و"الواو": ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. أألدبران: "الهمزة": للاستفهام، و"الدبران": مفعول به لفعل محذوف تقديره: "أحلوا الدبران". أم: حرف عطف. عسفوا: فعل ماض، و"الواو": ضمير متصل في محل رفع فاعل. الكفار: مفعول به منصوب. و"الألف": للإطلاق.
وجملة "تراهم...": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "حلوا": في محل نصب مفعول به لـ"ترى". وجملة "عسفوا": معطوفة على جملة "حلوا".
الشاهد فيه قوله: "بأي تراهم الأرضين" حيث فصل بين المضاف "أي" والمضاف إليه "الأرضين" بفاصل "تراهم". وأصل الكلام: "بأي الأرضين حلوا..." وهذا ضرورة.
671- التخريج: البيت بلا نسبة في المقاصد النحوية 3/ 492؛ والمقتضب 4/ 377؛ وهمع الهوامع 2/ 53. ويروى:

معاود جرأة وقف الهوادي                            أشم كأنه رجل عبوس

وهو بهذه الرواية لأبي زبيد الطائي في ديوانه ص98؛ والدرر 5/ 50؛ وبلا نسبة في شرح التصريح 2/ 60.
اللغة: المعاود: المواظب، أو الذي يعاود الأمر مرة بعد أخرى، وقيل: هنا بمعنى الأسد. الجرأة: الشجاعة. ووقت الهوادي: أي وقت الهدوء عند المهاجرة أو الليل مثلًا؛ الأشم: ارتفاع قصبة الأنف. عبوس: مقطب الجبين. =

 

ج / 2 ص -190-        أراد: معاود وقت الهوادي جرأة. وحكى ابن الأنباري: "هذا غلامُ إن شاء الله أخيك"، ففصل: بإن شاء الله. ا. هـ.
خاتمة: قال في شرح الكافية: المضاف إلى الشيء يتكمل بما أضيف إليه تكمل الموصول بصلته، والصلة لا تعمل في الموصول، ولا فيما قبله؛ فلا يجوز في نحو "أنا مثل ضارب زيدًا" أن يتقدم "زيدًا" على "مثل"، وإن كان المضاف "غيرًا" وقصد بها النفي جاز أن يتقدم عليها معمول ما أضيفت إليه، كما يتقدم معمول المنفي بـ"لا"، فأجازوا: "أنا زيدًا غيرُ ضاربٍ"، كما يقال: أنا زيدًا لا أضرب، ومنه قوله "من البسيط":
672-

إن امرأ خصني عمدًا مودته                  على التنائي لعندي غيرُ مكفورِ


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= المعنى: يقول: "وكأن ذلك الرجل الأشم" الذي يعكر صفو الناس، من أجل جرأته، ويمنع عنهم الاطمئنان في الوقت الذي اعتادوا الهدوء فيه، رجل عبوس الوجه.
الإعراب: معاود: خبر لمبتدأ محذوف تقديره: "هو". جرأة: مفعول لأجله منصوب. وقت: مضاف إليه مجرور، وهو مضاف. الهوادي. مضاف إليه مجرور. أشم: نعت "معاود" مرفوع. كأنه: حرف مشبه بالفعل، و"الهاء": ضمير متصل في محل نصب اسم "كأن". رجل: خبر "كأن" مرفوع. عبوس: نعت "رجل" مرفوع بالضمة.
وجملة "كأنه رجل عبوس": في محل رفع نعت "أشم".
الشاهد فيه قوله: "معاود جرأة وقت" حيث فصل بين المضاف "معاود" والمضاف إليه "وقت" بالمفعول لأجله "جرأة"، وأصل الكلام: "معاود وقت الهوادي جرأة".
672- التخريج: البيت لأبي زبيد الطائي في الدرر 2/ 183، 5/ 18؛ وسر صناعة الإعراب 1/ 375؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 432؛ وشرح شواهد المغني 2/ 953؛ والكتاب 2/ 134؛ ولسان العرب 7/  "خصص"؛ ورصف المباني ص121، 234؛ وشرح عمدة الحافظ ص223؛ وشرح المفصل 8/ 65؛ ومغني اللبيب 2/ 676.
اللغة: خصني عمدًا: فضلني قصدًا. التنائي: البعد والفرقة. مكفور: مغطى ومجحود.
المعنى: لست من يجحد مودة رجل خصني بها قصدًا رغم بُعد ما بيننا.
الإعراب: "إن": حرف مشبه بالفعل. "امرأ": اسم "إن" منصوب بالفتحة. "خصني": فعل ماض مبني على الفتح، و"النون": للوقاية، و"الياء": ضمير متصل في محل نصب مفعول به، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "هو". "عمدًا": مفعول مطلق نائب عن المصدر أو حال مؤول بمشتق، بتقدير: "عامدًا" منصوب بالفتحة. "مودته": مفعول به منصوب بالفتحة، و"الهاء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة "على التنائي": جار ومجرور بكسرة مقدرة على الياء، متعلقان بـ"خصني". "لعندي": "اللام": لام =

ج / 2 ص -191-        فقدم "عندي" وهو معمول "مكفور" مع إضافة "غير" إليه؛ لأنها دالة على نفي، فكأنه قال: لعندي لا يكفر، ومنه قوله تعالى: {عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ}1 فإن لم يقصد بغير نفي لم يتقدم عليها معمول ما أضيفت إليه؛ فلا يجوز في قولك: "قاموا غيرَ ضاربٍ زيدًا": "قاموا زيدًا غيرَ ضاربٍ"؛ لعدم قصد النفي بغير. هذا كلامه. والله أعلم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= الابتداء، "عند": مفعول فيه ظرف مكان منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل الياء، متعلق بـ"مكفور"، و"الياء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. "غير": خبر "إن" مرفوع بالضمة. "مكفور": مضاف إليه مجرور بالكسرة.
وجملة "إن امرأ...": ابتدائية لا محل لها. وجملة "خصني": في محل نصب صفة لـ"امرأ".
والشاهد فيه قوله: "لعندي غير مكفور" حيث تقدم معمول المضاف إليه "مكفور" على المضاف "غير".
1 المدثر: 10.