شرح الأشموني على ألفية ابن مالك
ج / 2 ص -192-
المضاف إلى ياء المتكلم:
إنما أفرده بالذكر لأن فيه أحكامًا ليست في
الباب الذي قبله، أشار إلى ذلك بقوله:
420-
آخر ما أضيف لليا اكسر، إذا
لم يك معتلًّا: كرامٍ، وقذى
421-
أو يك كابنين وزيدين؛ فذي
جميعها اليا بعد فتحها احتذي
422-
وتدعم اليا فيه والواو، وإن
ما قبل واو ضم فاكسره يهن
423-
وألفًا سلم، وفي المقصور -عن
هذيل- انقلابها ياء حسن
"آخر ما أضيف لليا اكسر" أي:
وجوبا "إذا لم يك معتلًّا": منقوصًا، أو مقصورًا "كرام
وقذي أو يك" مثنى أو مجموعًا على حده "كابنين وزيدين؛ فذي"
الأربعة "جميعها" آخرها واجب السكون، و"اليا بعد" أي:
بعدها "فتحها احتذي" أي: اتبع."وتدغم اليا" من المنقوص
والمثنى والمجموع على حده في حالتي جرهما ونصبهما "فيه"
أي: في الياء المذكورة، يعني ياء المتكلم "و" كذا "الواو"
من المجموع حال رفعه: فتقول: "هذا رامي"، و"رأيت رامي"،
و"مررت برامي"، و"رأيت ابني وزيدي"، و"مررت بابني وزيدي"،
و"هؤلاء زيدي". والأصل في المثنى والمجموع المنصوبين أو
المجرورين: ابنين لي، وزيدين لي، فحذفت النون واللام
للإضافة، ثم أدغمت الياء ثم الياء، والأصل في الجمع
المرفوع: زيدوي، فاجتمعت الواو والياء وسبقت إحداهما
بالسكون فقلبت الواو ياء، ثم قلبت الضمة كسرة لتصح الياء،
ومنه قوله عليه الصلاة والسلام:
"أو مخرجي هم"، وقول
ج / 2 ص -193-
الشاعر "من الكامل":
673-
أودى بني وأعقبوني حسرة
عند الرقاد وعبرة لا تقلع
هذا إذا كان ما قبل الواو مضمومًا كما رأيت، وإليه أشار
بقوله: "وإن ما قبل واو ضم فاكسره يهن" فإن لم ينضم بل
انفتح بقي على فتحه، نحو: "مصطفون"، فتقول: "جاء مصطفيَّ"،
"وألفًا سلم" من الانقلاب، سواء كانت للتثنية نحو: "يداي"،
أو للمحمول على التثنية، نحو: "ثنتاي"، بالاتفاق، أو آخر
المقصور، نحو: "عصاي"، على المشهور "وفي المقصور عن هذيل
انقلابها ياء حسن" نحو: "عصي"، ومنه قوله "من الكامل":
674-
سبقوا هوي وأعنقوا لهواهم
فتخرموا ولكل جنب مصرع
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
673- التخريج: البيت لأبي ذؤيب في شرح أشعار الهذليين ص6؛
وخزانة الأدب 1/ 420؛ وشرح التصريح 2/ 61؛ وشرح شواهد
المغني 1/ 262؛ ولسان العرب 1/ 613 "عقب"؛ والمقاصد
النحوية 3/ 498.
شرح المفردات: أودى: هلك. أعقبوني: أورثوني. الحسرة:
الحزن. الرقاد: النوم. لا تقلع: لا تفارق. العبرة: الدمعة.
المعنى: يقول: هلك بني مخلفين لي، عندما أخلو إلى نفسي،
الحزن والأسى والدموع التي لا تنقطع.
الإعراب: "أودى": فعل ماض. "بني": فاعل مرفوع بالواو
المنقلبة ياء والمدغمة مع ياء المتكلم لأنه ملحق بجمع
المذكر السالم، وهو مضاف والياء ضمير في محل جر بالإضافة.
"وأعقبوني". الواو حرف عطف، "أعقبوني": فعل ماض والواو
ضمير في محل رفع فاعل، والنون للوقاية، والياء ضمير في محل
نصب مفعول به أول. "حسرة": مفعول به ثان منصوب. "عند": ظرف
زمان منصوب، متعلق بـ"أعقب"، وهو مضاف، "الرقاد": مضاف
إليه مجرور. "وعبرة": الواو حرف عطف، "عبرة": معطوف على
"حسرة" منصوب. "لا": حرف نفي. "تقلع": فعل مضارع مرفوع،
وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هي".
وجملة: "أودى بني" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة:
"أعقبوني" معطوفة على جملة لا محل لها من الإعراب. وجملة
"لا تقلع" في محل نصب نعت "عبرة".
الشاهد فيه قوله: "بني" حيث قلبت واو الجمع ياء عند
إضافتها إلى ياء المتكلم.
674- التخريج: البيت لأبي ذؤيب في إنباه الرواة 1/ 52؛
والدرر 5/ 51؛ وسر صناعة الإعراب 2/ 700؛ وشرح أشعار
الهذليين 1/ 7؛ وشرح شواهد المغني 1/ 262؛ وشرح المفصل 3/
33؛ وكتاب اللامات ص98؛ ولسان العرب 15/ 372 "هوا"؛
والمحتسب 1/ 76؛ والمقاصد النحوية 3/ 493؛ وهمع الهوامع 2/
53؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك 3/ 199؛ وجواهر الأدب ص177؛
وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص52؛ وشرح ابن عقيل ص408؛
والمقرب 1/ 217. =
ج / 2 ص -194-
وحكى هذه اللغة عيسى بن عمر عن قريش، وقرأ
الحسن: "يا بشريَّ".
تنبيهان: الأول: يستثنى مما تقدم ألف "لدى" وعلى الاسمية،
فإن الجميع اتفقوا على قلبها ياء1، ولا يختص بياء المتكلم،
بل هو عام في كل ضمير، نحو: "لديه"، و"عليه"، ولدينا
وعلينا.
الثاني: يجوز إسكان الياء وفتحها مع المضاف الواجب كسر
آخره، وهو ما سوى الأربع المستثنيات، وذلك أربعة أشياء:
المفرد الصحيح، نحو: "غلامي" و"فرسي"، والمعل الجاري مجراه
نحو: "ظبيي"، و"دلوي"، وجمع التكسير نحو: "رجالي"،
و"هنودي" وجمع السلامة لمؤنث نحو: "مسلماتي". واختلف في
الأصل منهما: فقيل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= اللغة: شرح المفردات: هوي: أصلها "هواي" قلب الألف ياء،
على لغة هذيل، وأدغمها في الياء الثانية وهي بمعنى: ما
تهواه النفس. أعنقوا: أسرعوا. تخرموا: أخذهم الموت. لكل
جنب مصرع: أي: لكل إنسان مكان يموت فيه.
المعنى: يقول: إنهم سبقوني مسرعين إلى ما كنت أرغب فيه، أي
الموت، ثم عزى نفسه بقوله: إن كل نفس ذائقة الموت، ولكل
إنسان مكان يموت فيه لا يستطيع أن يفر منه.
الإعراب: سبقوا: فعل ماض مبني على الضمة، والواو ضمير متصل
مبني في محل رفع فاعل هوي: مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة
على الألف المقلوبة ياء للتعذر، وهو مضاف، والياء ضمير
متصل مبني في محل جر بالإضافة. وأعنقوا: الواو حرف عطف،
"أعنقوا" فعل ماضٍ مبني على الضم، والواو ضمير متصل مبني
في محل رفع فاعل. لهواهم: اللام حرف جر، "هواهم": اسم
مجرور بالكسرة المقدرة على الألف للتعذر. وهو مضاف. و"هم"
ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. والجار والمجرور
متعلقان بالفعل :أعتقوا" فتخرموا: الفاء حرف عطف،
"تخرموا": فعل ماضٍ للمجهول مبني على الضم، والواو ضمير
متصل مبني في محل رفع نائب فاعل. ولكل: الواو حالية،
"لكل": اللام حرف جر. "كل" اسم مجرور بالكسرة الظاهرة،
والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم للمبتدأ. وهو
مضاف. جنب: مضاف إليه مجرور بالكسرة. مصرع: مبتدأ مؤخر
مرفوع بالضمة.
وجملة: "سبقوا هوي" ابتدائية لا محل لها من الإعراب.
وجملة: "أعنقوا" معطوفة على جملة "سبقوا". وجملة: "تخرموا"
معطوفة على جملة "أعنقوا" وجملة: "أعنقوا" وجملة: "لكل جنب
مصرع" في محل نصب على الحال.
الشاهد فيه قوله: "هوي"، وأصله "هواي"، فقلب الألف ياء على
لغة هذيل، وأدغمها بالياء الثانية، وهي ياء المتكلم، وفي
البيت شاهد آخر للنحاة هو قوله: "تخروا" فهو فعل ماضٍ
مبدوء بتاء زائدة، فلما بناه للمجهول، وضم أوله أتبع ثانيه
لأوله، فضم التاء والخاء معًا، وهذا حكم كل فعل مبدوء بتاء
زائدة عندما يبنى للمجهول.
1 ومن العرب من يقول "لداي"، و"لواي".
ج / 2 ص -195-
الإسكان، وقيل: الفتح. وجمع بينهما بأن
الإسكان أصل أول؛ إذ هو الأصل في كل مبني، والفتح أصل ثان؛
إذ هو الأصل فيما هو على حرف واحد. وقد تحذف هذه الياء
وتبقى الكسرة دليلًا عليها، وقد يفتح ما وليته فتقلب
ألفًا، وربما حذفت الألف وبقيت الفتحة دليلًا عليها:
فالأول كقوله "من البسيط":
675-
خليل أملك مني للذي كسبت
يدي وما لي فيما يقتني طمع
والثاني كقوله "من الوافر":
676-
أطوف ما أطوف ثم آوي
إلى أما ويرويني النقيع
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
675- التخريج: لم أقع عليه فيما عدت إليه من مصادر.
اللغة: الخليل: الصديق الوفي. أملك: أفعل تفضيل من ملك،
أي: أشد قدرة على الامتلاك. كسبت يدي: جمعت، ربحت. اقتنى:
ملك.
المعنى: يقول: إنه إذا ملك شيئًا من المال أو نحوه لم يكن
له وحده الحق في التصرف فيه كما يشاء، وإنما يجعل لصديقه
منه أكثر مما يجعله لنفسه، وإذا ملك صديقه شيئًا من ذلك
فإنه لا يطمع فيه.
الإعراب: خليل: مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل
الياء المحذوفة، و"الياء": المحذوفة ضمير متصل مبني في محل
جر بالإضافة. أملك: خبر المبتدأ مرفوع. مني: جار ومجرور
متعلقان بـ"أملك". للذي: جار ومجرور متعلقان بـ"أملك".
كسبت: فعل ماض، و"التاء": للتأنيث. يدي: فاعل مرفوع بالضمة
المقدرة، وهو مضاف، و"الياء": ضمير متصل في محل جر
بالإضافة. وما: "الواو": حرف عطف، و"ما": حرف نفي. لي: جار
ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ. فيما: جار
ومجرورمتعلقان بـ"طمع". يقتني: فعل مضارع مرفوع، وفاعله
ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو". طمع: مبتدأ مؤخر
مرفوع بالضمة.
وجملة "خليل أملك...": ابتدائية لا محل لها من الإعراب.
وجملة "كسبت يدي": صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.
وجملة "ما لي طمع": معطوفة على الجملة الأولى. وجملة
"يقتني": صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.
الشاهد فيه قوله: "خليل" حيث حذف ياء المتكلم مكتفيا بكسر
ما قبلها للدلالة عليها.
676- التخريج: البيت لنقيع أو لنفيع بن جرموز في المؤتلف
والمختلف ص195؛ ونوادر أبي زيد ص19؛ وبلا نسبة في الدرر 5/
54؛ وشرح عمدة الحافظ ص512؛ ولسان العرب 8/ 360 "نقع"؛
والمقاصد النحوية 4/ 247؛ والمقرب 1/ 217، 2/ 206؛ وهمع
الهوامع 2/ 53.
اللغة: أطوف: أتجول، النقيع: المحض من اللبن. آوى: ألجأ.
الإعراب: أطوف: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه
وجوبًا تقديره: "أنا" ما: اسم موصول في محل نصب مفعول به،
أو نعت لمصدر محذوف يقع مفعولًا مطلقًا. أطوف: فعل مضارع،
وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره "أنا". ثم: حرف عطف.
آوى: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير =
ج / 2 ص -196-
أراد: إلى أمي، والثالث كقوله "من الوافر":
677-
ولست بمدرك ما فات مني
بلهف ولا بليت ولا لو أني
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= مستتر فيه وجوبًا تقديره: "أنا". إلى: حرف جر. أما: اسم
مجرور بالكسرة المقدرة على ما قبل الياء المحذوفة المنقلبة
ألفًا، وهو مضاف، و"الياء": المنقلبة ألفًا في محل جر
بالإضافة، والجار والمجرور متعلقان بـ"آوي". ويرويني:
"الواو": حرف عطف، "يرويني": فاعل مضارع مرفوع، و"النون":
للوقاية، و"الياء": ضمير في محل نصب مفعول به. النقيع:
فاعل مرفوع بالضمة.
وجملة "أطوف...": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة
"أطوف": الثانية صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة
"آوي": معطوفة على الجملة الأولى. وجملة "يرويني": معطوفة
على جملة "آوي".
الشاهد فيه قوله: "أما" حيث قلبت ياء المتكلم إلى ألف،
والأصل "أمي" بعد أن قلبت الكسرة التي قبل الياء إلى فتحة.
677- التخريج: البيت بلا نسبة في الأشباه والنظائر 2/ 63،
179؛ والإنصاف 1/ 390؛ وأوضح المسالك 4/ 37؛ وخزانة الأدب
1/ 131؛ والخصائص 3/ 135؛ ورصف المباني ص288؛ وسر صناعة
الإعراب 1/ 521، 2/ 728؛ وشرح عمدة الحافظ ص512؛ ولسان
العرب 9/ 321 "لهف"؛ والمحتسب 1/ 277؛ والمقاصد النحوية 4/
248؛ والمقرب 1/ 181، 2/ 201؛ والممتع في التصريف 2/ 622.
اللغة: شرح المفردات: أدرك الشيء: ناله. فات: انقضى.
اللهف: التحسر، ويلهف: أي أن يقول "يا لهف". بليت: أي يا
ليت.
المعنى: يقول: ليس باستطاعته أن يعيد ما مضى بالتلهف أو
بقوله: "يا ليت".
الإعراب: ولست: الواو بحسب ما قبلها، "لست" فعل ماض ناقص،
والتاء ضمير متصل مبني في محل رفع اسم "ليس". بمدرك: الباء
حرف جر زائدة، "مدرك": اسم مجرور لفظًا منصوب محلًّا على
أنه خبر "ليس". وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو".
ما: اسم موصول في محل نصب مفعول به لـ"مدرك". فات: فعل
ماضٍ مبني على الفتح، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا
تقديره: "هو". مني: حرف جر، والياء ضمير متصل مبني في محل
جر بحرف الجر. والجار والمجرور متعلقان بالفعل "فات" بلهف:
الباء حرف جر، والمجرور محذوف تقديره: "قولي": يا لهفا"،
والجار والمجرور متعلقان بـ"مدرك"، و"لهف": منادى منصوب
لأنه أضيف إلى ياء المتكلم المحذوفة، وعوض عنها بالألف
التي حذفت أيضًا، وبقيت الفتحة للدلالة عليها. ولا: الواو:
حرف عطف، و"لا": حرف نفي. بليت: الباء حرف جر والمجرور
محذوف تقديره: "قولي": يا ليتني"، والجار والمجرور متعلقان
بـ"مدرك"، و"يا": حرف نداء، والمنادى محذوف ليت، حرف مشبه
بالفعل، واسم "ليت، وخبرها محذوف تقديره: "ليتني فعلت..."،
ولا: الواو حرف عطف، و"لا": حرف نفي. لو: حرف امتناع
لامتناع. أني: حرف مشبه بالفعل، والياء ضمير متصل في محل
نصب اسم "إن"، وخبرها محذوف.
وجملة: "لست بمدرك..." معطوفة على جملة سابقة. وجملة "فات"
صلة الموصول لا محل لها من =
ج / 2 ص -197-
وأما ياء المتكلم المدغم فيها بالفصيح
الشائع فيها الفتح كما مر، وكسرها لغة قليلة حكاها أبو
عمرو بن العلاء والفراء وقطرب وبها قرأ حمزة: "ما أنا
بمصرخكم وما أنتم بمصرخيِّ"1. وكسر ياء "عصاي" الحسن وأبو
عمرو في شاذه، وهو أضعف من الكسر مع التشديد.
خاتمة: في المضاف إلى ياء المتكلم أربعة مذاهب:
أحدها: أنه معرب بحركات مقدرة في الأحوال الثلاثة، وهو
مذهب الجمهور.
والثاني: أنه معرب في الرفع والنصب بحركة مقدرة، وفي الجر
بكسرة ظاهرة، واختاره في التسهيل.
والثالث: أنه مبني، وإليه ذهب الجرجاني وابن الخشاب.
والرابع: أنه لا معرب ولا مبني، وإليه ذهب ابن جني.
وكلا هذين المذهبين بَيِّنُ الضعف. والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= الإعراب. وجملة "يا لهفا" في محل نصب مفعول به. وجملة
"يا ليت" في محل نصب مفعول به. وجملة "أن" وما بعدها
المؤولة بمصدر في محل رفع فاعل لفعل محذوف هو شرط "لو"
تقديره: "لو ثبت فعلي كذا...", وجوابها محذوف.
الشاهد فيه قوله: "بلهف" و"بليت" فإن كلا منهما منادى بحرف
نداء محذوف، وأصل كل منهما مضاف إلى ياء المتكلم، ثم قلبت
ياء المتكلم في كل منهما ألفًا بعد أن قلبت الكسرة التي
قبلها فتحة، ثم حذفت من كل منهما الألف المنقلبة عن ياء
المتكلم، واكتفي بالفتحة التي قبلها. وهذا مما أجزاه
الأخفش مستدلًا بهذا البيت على ما ذهب إليه من الجواز.
1 إبراهيم: 22. |