شرح الأشموني على ألفية ابن مالك
ج / 3 ص -178-
إعرابُ الفعلِ:
676-
"ارفعْ مُضَارعًا إذا يُجرَّدُ
مِن ناصِبٍ وجازمٍ كتَسْعَدُ"
يعني أنه يجب رفع المضارع حينئذٍ، والرافع له التجرد المذكور
كما ذهب إليه حذاق الكوفيين منهم الفراء، لا وقوعه موقع
الاسم كما قال البصريون، ولا نفس المضارعة كما قال ثعلب،
ولا حروف المضارع كما نسب للكسائي، واختار المصنف الأول،
قال في شرح الكافية: لسلامته من النقض، بخلاف الثاني فإنه
ينتقض بنحو: "هلا تفعل" و"جعلت أفعل" و"ما لك لا تفعل"،
و"رأيت الذي تفعل"؛ فإن الفعل في هذه المواضع مرفوع مع أن
الاسم لا يقع فيها1، فلو لم يكن للفعل رافع غير وقوعه موقع
الاسم لكان في هذه المواضع مرفوعًا بلا رافع، فبطل القول
بأن رافعه وقوعه موقع الاسم، وصح القول بأن رافعه التجرد،
اهـ.
ورد الأول بأن التجرد عدمي والرفع وجودي والعدمي لا يكون
علة للوجودي.
وأجاب الشارح بأنا لا نسلم أن التجرد من الناصب والجازم
عدمي، لأنه عبارة عن استعمال المضارع على أول أحواله
مخلصًا عن لفظ يقتضي تغييره، واستعمال الشيء والمجيء به
على صفة مَا ليس بعدمي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ولا يقع الاسم في المثال الأول لأن حروف التحضيض لا يقع
بعدها إلا الفعل، ولا في المثال الثاني. لأن خبر أفعال
المقاربة لا يكون إلا فعلًا مضارعًا، ولا في المثال الثالث
لأن السماع لم يرد بوقوع الاسم بعد "ما لك"؛ ولا في المثال
الرابع لأن الصلة لا تكون إلا جملة خلافًا للكوفيين.
ج / 3 ص -179-
تنبيه: إنما لم يقيد المضارع هنا بالذي لم
تباشره نون توكيد ولا نون إناث اكتفاء بتقدم ذلك في باب
الإعراب.
677-
وبلن انصبه وكي كذا بأن
لا بعد علم والتي من بعد ظن
"وبِلَنِ انْصِبْهُ وَكَي" أي
الأدوات التي تنصب المضارع أربع وهي: لن وكي وأن وإذن،
وسيأتي الكلام على الأخيرتين.
فأما "لن" فحرف نفي تختص بالمضارع، وتخلصه للاستقبال،
وتنصبه كما تنصب "لا" الاسم، نحو: "لن أضرب" و"لن أقوم"،
فتنتفي ما أثبت بحرف التنفيس ولا تفيد تأييد النفي ولا
تأكيده، خلافًا للزمخشري: الأول في أنموذجه والثاني في
كشافه، وليس أصلها "لا" فأبدلت الألف نونًا خلافًا للفراء،
ولا "لا أن" فحذفت الهمزة تخفيفًا، والألف للساكنين خلافًا
للخليل والكسائي.
تنبيهات: الأول الجمهور على جواز تقديم معمول معمولها
عليها، نحو: "زيدًا لن أضرب"، وبه استدل سيبويه على
بساطتها1، ومنع ذلك الأخفش الصغير.
الثاني: تأتي "لن" للدعاء كما أتت "لا" كذلك، وفاقًا
لجماعة منهم ابن السراج وابن عصفور، من ذلك قوله: "من
الخفيف":
1002-
لَنْ تَزَالُوا كَذَلِكُمْ ثُمَّ لاَ زِلـ
ـتُ لَكُمْ خَالِدًا خُلُودَ الجِبَالِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 لأنها لو كانت مركبة من "لا" و"أن" المصدرية لبقي لها
حكم "أن" المصدرية، و"أن" المصدرية لا يتقدم معمول معمولها
عليها خلافًا للفراء.
1002- التخريج: البيت للأعشى في ديوانه ص63؛ والدرر 2/ 42،
4/ 62؛ وشرح شواهد المغني 2/ 684؛ وبلا نسبة في تذكرة
النحاة ص68؛ وشرح التصريح 2/ 230؛ وهمع الهوامع 1/ 111، 2/
4.
المعنى: إنهم خاضعون لك ذاكرون لفضلك أطال الله في عمرك
وعمري.
الإعراب: لن تزالوا: "لن": حرف نصب، "تزالوا": فعل مضارع
ناقص، منصوب بحذف النون لأنه من الأفعال الخمسة و"الواو":
ضمير متصل في محل رفع اسمها. كذلكم: "الكاف": حرف جر،
و"ذا": اسم إشارة في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور
متعلقان بخبر محذوف، و"اللام": للبعد و"الكاف": للخطاب
و"الميم" للجماعة. ثم لا زلت: "ثم": حرف عطف، و"لا": نافية
للدعاء، "زلت": =
ج / 3 ص -180-
وأما:
{فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ}1
فقيل ليس منه لأن فعل الدعاء لا يسند إلى المتكلم بل إلى
المخاطب أو الغائب، ويرده قوله: "ثم لا زلت لكم".
الثالث: زعم بعضهم أنها قد تجزم كقوله: "من الطويل":
1003-
"أيادي سبا يا عز ما كنت بعدكم"
فَلَنْ يَحْلَ لِلعَينَينِ بَعْدَكِ مَنْظَرُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بالتاء المتحركة،
و"التاء": ضمير متصل في محل رفع اسمها. لكم: جار ومجرور
متعلقان باسم الفاعل خالدًا. خالدًا: خبر "زلت" منصوب
بالفتحة. خلود: مفعول مطلق منصوب بالفتحة الظاهرة وهو
مضاف. الجبال: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.
وجملة "لن تزالوا": ابتدائية لا محل لها. وجملة "ثم لا
زلت": معطوفة لا محل لها.
والشاهد فيه قوله: "لن تزالوا... ثم لا زلت" حيث جاءت "لن"
نافية للدعاء، ولذلك عطفت "لا" النافية عليها للدعاء على
سبيل عطف الإنشاء.
1 القصص: 17.
1003- التخريج: البيت لكثير عزة في ديوانه ص328؛ وشرح
شواهد المغني 2/ 687؛ وبلا نسبة في رصف المباني ص288.
اللغة: أيادي سبأ: مثل عربي ومعناه "مشتت الشمل".
المعنى: كنت بعد فراقك يا عزة مشتت الحال مفرق البال، فلم
يحل لعيني منظر.
الإعراب: أيادي سبا: "أيادي" خبر "كنت" منصوب. سبا: مضاف
إليه مجرور بالكسرة المقدرة على الهمزة المحذوفة. يا عز:
"يا": حرف نداء، و"عز": منادى مفرد علم مبني على الضم في
محل نصب مفعول به لفعل النداء المحذوف. ما كنت: "ما":
زائدة، و"كنت": فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بالتاء
المتحركة، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع اسمها. بعدكم:
ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة وهو مضاف، متعلق بـ"أيادي
سبا"، و"الكاف": ضمير متصل في محل جر بالإضافة، والميم
للجماعة. فلن يحل: "الفاء": استئنافية، "لن": حرف جزم،
"يحل": فعل مضارع مجزوم بحذف حرف العلة.
للعينين: "اللام": حرف جر، "العينين": اسم مجرور بالياء
لأنه مثنى، والجار والمجرور متعلقان بالفعل "يحل":
و"النون": عرض عن التنوين في الاسم المفرد. بعدك: ظرف زمان
منصوب بالفتحة الظاهرة وهو مضاف "والكاف": ضمير متصل في
محل جر بالإضافة، والظرف متعلق بـ"يحل". منظر: فاعل مرفوع
بالضمة الظاهرة.
وجملة "يا عز" اعتراضية لا محل لها. وجملة "بعدكم أيادي
سبا" ابتدائية لا محل لها. وجملة "فلن يحل منظر":
استئنافية لا محل لها.
والشاهد فيه قوله: "لن يحل": فقد جزم الفعل بـ"لن شذوذًا".
ج / 3 ص -181-
وقوله: "من المنسرح":
1004-
لَنْ يَخِبِ الآنَ مِنْ رَجَائِكَ مَنْ
حَركَ من دُون بَابِكَ الحَلَقَهْ
والأول محتمل للاجتزاء بالفتحة عن الألف للضرورة.
وأما "كي" فعلى ثلاثة أوجه:
أحدها: أن تكون اسمًا مختصرًا من "كيف" كقوله: "من
البسيط":
1005-
كَي تَجْنَحُونَ إلَى سِلمٍ وَمَا ثُئِرَتْ
قَتْلاَكُمُ وَلَظَى الهَيجَاءِ تَضْطَرِمُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1004- التخريج: البيت لأعرابي في الدرر 4/ 36؛ وشرح شواهد
المغني 2/ 688؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 1/ 336؛
وهمع الهوامع 2/ 4.
اللغة: الخيبة: الخسران. الحلقة: حديدة مستديرة توضع على
الباب ليقرع بها الطارق أو الزائر.
المعنى: إن من يقف ببابك لا يمكن أن يعود خائبًا من عطائك.
الإعراب: لن يخب: "لن" حرف جزم "يخب": فعل مضارع مجزوم
بـ"لن" وعلامة جزمه السكون وحرك منعًا لالتقاء الساكنين.
الآن: ظرف زمان مبني على الفتح في محل نصب، متعلق بالفعل
يخب. من رجائك: جار ومجرور متعلقان بالفعل يخب، و"الكاف":
ضمير متصل في محل جر بالإضافة، و"رجاء": مضاف. من: اسم
موصول مبني على السكون في محل رفع فاعل. حرك: فعل ماض مبني
على الفتحة الظاهرة. "الفاعل": ضمير مستتر جوازًا تقديره
هو. من دون: "من": حرف جر، و"دون": اسم مجرور، والجار
والمجرور متعلقان بـ"حرك"، وهو مضاف. بابك: مضاف إليه
مجرور بالكسرة الظاهرة وهو مضاف، و"الكاف": ضمير متصل في
محل جر بالإضافة. الحلقة: مفعول به منصوب بالفتحة وسكن
لضرورة الشعر.
وجملة "لن يخب" ابتدائية لا محل لها. وجملة "حرك" صلة
الموصول لا محل لها.
والشاهد فيه قوله: "لن يخب" حيث جزم الفعل بـ"لن"، شذوذًا،
وذلك للدعاء.
1005- التخريج: البيت بلا نسبة في الجنى الداني ص265؛
وجواهر الأدب ص233؛ وخزانة الأدب 7/ 106؛ والدرر 3/ 135؛
وشرح شواهد المغني 1/ 507، 2/ 557؛ والمقاصد النحوية 4/
378؛ وهمع الهوامع 1/ 214.
اللغة: ثئرت قتلاكم: قتلتم مقابلها. اللظى: اللهب الخالص.
الهيجاء: الحرب. تضطرم: تلتهب.
المعنى: كيف ترضون سلمًا، وما زالت نيران الحرب ملتهبة،
ودماء قتلاكم لم تجف، ولم تأخذوا بثأرهم.
الإعراب: كي: اسم استفهام مبني على الفتح المقدر على الفاء
المحذوفة في محل نصب حال.
تجنحون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال
الخمسة، و"الواو": ضمير متصل في محل رفع. =
ج / 3 ص -182-
والثاني: أن تكون بمنزلة لام التعليل معنى
وعملًا، وهي الداخلة على ما الاستفهامية في قولهم في
السؤال عن العلة: "كيمه"؟ بمعنى: لمه، وعلى "ما" المصدرية
كما في قوله:
إذَا أنْتَ لَمْ تَنْفَعْ فَصرَّ فَإنَّمَا
يُرْجَّى الفَتَى كَيمَا يَضُر وَيَنْفَع1
وقيل: "ما" كافة، وعلى "أن" المصدرية مضمرة، نحو: "جئت كي
تكرمني" إذا قدرت النصب بـ"أن"، ولا يجوز إظهار أن بعدها،
وأما قوله: "من الطويل":
"فقالت أكل الناس أصبحت مانحا
لسانك" كيما أن تغر وتخدعا2
فضرورة.
الثالث: أن تكون بمنزلة "أن" المصدرية معنى وعملا وهو مراد
الناظم، ويتعين ذلك في الواقعة بعد اللام وليس بعدها "أن"
كما في نحو:
{لِكَيْلا تَأْسَوْا}3،
ولا يجوز أن تكون حرف جر لدخول حرف الجر عليها، فإن وقع
بعدها "أن"، كقوله: "من الطويل":
1006-
أَرَدْتَ لِكَيمَا أنْ تَطِيرَ بِقرْبَتِي
"فتتركها شنا ببيداء بلقع"
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= فاعل. إلى سلم: جار ومجرور متعلقان بـ"تجنحون". وما:
"الواو": حالية، "ما": نافية. ثئرت: فعل ماض مبني للمجهول
مبني على الفتح، و"التاء": للتأنيث. قتلاكم: نائب فاعل
مرفوع بضمة مقدرة على الألف، و"كم": ضمير متصل في محل جر
بالإضافة. ولظى: "الواو": حالية، "لظى": مبتدأ مرفوع
بالضمة. الهيجاء: مضاف إليه مجرور بالكسرة. تضطرم: فعل
مضارع مرفوع بالضمة، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "هي".
وجملة "كيف تجنحون": ابتدائية لا محل لها. وجملة "وما
ثئرت": في محل نصب حال. وجملة "لظى الهيجاء تضطرم": في محل
نصب حال. وجملة "تضطرم": في محل رفع خبر "لظى".
والشاهد فيه قوله: "كي": حيث جاءت اسمًا مختصرًا من "كيف".
1 تقدم بالرقم 521.
2 تقدم بالرقم 522.
3 الحديد: 23.
1006- التخريج: البيت بلا نسبة في الإنصاف 2/ 580؛ والجنى
الداني 265؛ وجواهر الأدب 232؛ وخزانة الأدب 1/ 16، 8/
481، 484، 485، 486، 487؛ ورصف المباني 216، 316؛ وشرح
التصريح 2/ 231؛ وشرح شواهد المغني 1/ 508؛ وشرح المفصل 9/
16، 7/ 19؛ ومغني اللبيب 1/ 182؛ والمقاصد النحوية 4/ 405.
شرح المفردات: القربة: جلد ماعز أو نحوه يتخذ للماء. شنا:
القربة البالية: البلقع: الخالي. =
ج / 3 ص -183-
احتمل أن تكون مصدرية مؤكدة بأن، وأن تكون
تعليلية مؤكدة للام، ويترجح هذا الثاني بأمور.
الأول: أنّ "أن" أمّ الباب، فلو جعلت مؤكدة لـ"كي" لكانت
"كي" هي الناصبة؛ فيلزم تقديم الفرع على الأصل.
الثاني: ما كان أصلًا في بابه لا يكون مؤكدًا لغيره.
الثالث: أن "أن" لاصقت الفعل فترجح أن تكون هي العاملة،
ويجوز الأمران في نحو: "جئت كي تفعل"،
{كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً}1، فإن جعلت جارة كانت "أن"
مقدرة بعدها وإن جعلت ناصبة كانت اللام مقدرة قبلها.
تنبيهات: الأول: ما سبق من أن "كي" تكون حرف جر ومصدرية هو
مذهب سيبويه وجمهور البصريين، وذهب الكوفيون إلى أنها
ناصبة للفعل دائمًا وتأوّلوا "كيمه" على تقدير: كي تفعل
ماذا، ويلزمهم كثرة الحذف، وإخراج "ما" الاستفهامية عن
الصدر، وحذف ألفها في غير الجر، وحذف الفعل المنصوب مع
بقاء عامل النصب، وكل ذلك لم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= المعنى: يقول: لقد ذهبت بقربتي بعيدًا وتركتها ممزقة
بالية في صحراء خالية من الناس.
الإعراب: "أردت": فعل ماض، والتاء ضمير في محل رفع فاعل.
"لكيما": اللام حرف جر وتعليل، "كي": حرف تعليل مؤكد للام،
"ما": زائدة. "أن": حرف مصدرية ونصب، وقد تكون مؤكدة
لـ"كي" إذا اعتبرت حرف مصدر. "تطير": فعل مضارع منصوب،
وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: "أنت". والمصدر
المؤول من "أن" وما بعدها في محل جر بحرف الجر، والجار
والمجرور متعلقان بـ"أردت". "بقربتي": جار ومجرور متعلقان
بـ"تطير"، وهو مضاف، والياء ضمير في محل جر بالإضافة.
"فتتركها": الفاء حرف عطف، "تتركها" فعل مضارع منصوب، لأنه
معطوف على "تطير"، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره.
"أنت"، و"ها": ضمير في محل نصب مفعول به. "شنا": حال
منصوب. "ببيداء": جار ومجرور متعلقان بمحذوف نعت "شنا":
"بلقع": نعت "بيداء" مجرور بالكسرة.
وجملة: "أردت" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة
"بيداء" صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب. وجملة
"تتركها" معطوفة على جملة "تطير".
والشاهد فيه قوله: "لكيما أن" فإن "كي" هنا يجوز أن تكون
مصدرية فتكون "أن" مؤكدة لها، وذلك بسب تقدم اللام الدالة
على التعليل التي يشترط وجودها أو تقديرها الموصول الحرفي
لا محل لها من الإعراب. قبل "كي" المصدرية، ويحتمل أن تكون
"كي" تعليلية مؤكدة للام، فيكون السابك هو "أن" وحدها.
ولولا "أن": لوجب أن تكون "كي" مصدرية، ولولا وجود اللام
لوجب أن تكون "كي" تعليلية.
1 الحشر: 7.
ج / 3 ص -184-
يثبت، ومما يرد قولهم قوله "من الطويل":
1007-
فأوقدت ناري كي ليبصر ضوؤها
"وأخرجت كلبي وهو في البيت داخله"
وقوله "من المديد":
1008-
كي لتقضيني رقية ما
وعدتني غير مختلس
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1007- التخريج: البيت لحاتم الطائي في ديواه ص278؛ وشرح
شواهد المغني 1/ 509؛ والمقاصد النحوية 4/ 406؛ وللنمري أو
لرجل من باهلة في شرح الحماسة للمرزوقي ص1697؛ وبلا نسبة
في مجالس ثعلب ص349.
المعنى: أشعلت نارًا كي يرى المحتاجون ضوءها ليلا فيأتون
إلي، وجعلت كلبي ينبح خارج البيت ليسمع الناس صوته فيهتدون
به إلي.
الإعراب: وأوقدت: "الواو": للعطف"، "أوقدت": فعل ماض مبني
على السكون، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع فاعل. ناري:
مفعول به منصوب بفتحة مقدرة على ما قبل الياء، و"الياء":
ضمير متصل في محل جر بالإضافة. كي: حرف تعليل وجر. ليبصر:
"اللام": حرف جر وتعليل زائد للتوكيد، "يبصر": فعل مضارع
منصوب بأن مضمرة بعد لام التعليل، مبني للمجهول. ضوؤها:
نائب فاعل مرفوع بالضمة، و"ها": ضمير متصل في محل جر
بالإضافة. وأخرجت: "الواو": للعطف، "أخرجت": فعل ماض مبني
على السكون، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع فاعل. كلبي:
مفعول به منصوب بفتحة مقدرة على ما قبل الياء، و"الياء":
ضمير متصل في محل رفع فاعل. كلبي: مفعول به منصوب بفتحة
مقدرة على ما قبل الياء، و"الياء" ضمير متصل في محل جر
بالإضافة. وهو: "الواو": حالية، "هو". ضمير منفصل في محل
رفع مبتدأ. في البيت: جار ومجرور متعلقان بخبر محذوف.
داخله: خبر ثان مرفوع بالضمة، و"الهاء": ضمير متصل في محل
جر بالإضافة، والمصدر المؤول من "أن" المقدرة. والفعل
"يبصر" مجرور بـ"كي" والجار والمجرور متعلقان بـ"أوقدت".
وجملة "وأوقدت ناري": معطوفة على جملة "ناديت نحوه" في بيت
سابق، لا محل لها. وجملة "أن يبصر": صلة الموصول لا محل
لها. وجملة "وأخرجت": معطوفة على جملة "وأوقدت" لا محل
لها. وجملة "وهو في البيت": في محل نصب حال.
والشاهد فيه قوله: "كي ليبصر" حيث أكد "كي" بـ"لام
التعليل".
1008- التخريج: البيت لعبيد الله بن قيس الرقيات في خزانة
الأدب 8/ 488، 490؛ والدرر 1/ 170؛ وشرح التصريح 2/ 231؛
والمقاصد النحوية 4/ 379؛ وبلا نسبة في همع الهوامع 1/ 53.
شرح المفردات: تقضي: تنجز.
المعنى: يتمنى الشاعر لو تنجز رقية وعدها من غير إخلاف.
الإعراب: "كي": حرف تعليل. "لتقضيني": اللام حرف جر وتعليل
"تقضيني" فعل مضارع منصوب بـ"أن" مضمرة. والنون للوقاية،
والياء ضمير في محل نصب مفعول به أول. والمصدر المؤول من
"أن" وما بعدها في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور
متعلقان بلفظ في بيت سابق. "رقية": فاعل مرفوع =
ج / 3 ص -185-
لأن لام الجر لا تفصل بين الفعل وناصبه،
وذهب قوم إلى أنها حرف جر دائمًا، ونقل عن الأخفش.
الثاني: أجاز الكسائي تقديم معمول معمولها عليها نحو: "جئت
النحو كي أتعلم"، ومنعه الجمهور.
الثالث: إذا فصل بين "كي" والفعل لم يبطل عملها، خلافًا
للكسائي، نحو: "جئت كي فيك أرغب"، والكسائي يجيزه بالرفع
لا بالنصب، قيل: والصحيح أن الفصل بينها وبين الفعل لا
يجوز في الاختيار.
الرابع: زعم الفارسي أن أصل "كما" في قوله "من الطويل":
1009-
وَطَرْفُكَ إمَّا جِئتَنَا فَاحْبِسَنَّهُ
كَمَا يَحْسبُوا أن الهَوَى حيثُ تَنْظُرُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= بالضمة، "ما": اسم موصول مبني في محل نصب مفعول به ثان.
"وعدتني": فعل ماض، والتاء للتأنيث، والنون للوقاية،
والياء ضمير متصل في محل نصب مفعول به. "غير": حال منصوب،
وهو مضاف "مختلس": مضاف إليه مجرور بالكسرة.
وجملة: "تقضيني..." صلة الموصول الحرفي لا محل لها من
الإعراب. وجملة: "وعدتني" صلة الموصول لا محل لها من
الإعراب.
الشاهد فيه قوله: "كي لتقضيني" حيث وقعت اللام بعد "كي"،
وذلك دليل على أنها قد لا تكون مصدرية، والفعل المضارع
الذي بعد اللام منصوب بـ"أن" مضمرة، وعلامة نصبة الفتحة
المقدرة على الياء إجراء للفتحة مجرى الضمة.
1009- التخريج: البيت لعمر بن أبي ربيعة في ديوانه ص101؛
وخزانة الأدب 5/ 320؛ والدرر 4/ 70؛ ولجميل بثينة في
ديوانه ص90؛ ولعمر أو لجميل في شرح شواهد المغني 1/ 498؛
وللبيد أو لجميل في المقاصد النحوية 4/ 407؛ وبلا نسبة في
الجنى الداني ص483؛ وجواهر الأدب ص223؛ وخزانة الأدب 8/
502، 10/ 224؛ وبلا نسبة في الجنى الداني ص483؛ وجواهر
الأدب ص223؛ وخزانة الأدب 8/ 502، 10/ 224؛ ورصف المباني
ص214؛ ومجالس ثعلب ص154؛ ومغني اللبيب 1/ 177؛ وهمع
الهوامع 2/ 6.
اللغة: الطرف: العين: اصرفنه: حوله إلى جهة أخرى غير
جهتنا.
المعنى: ابعد نظرك عنا ولا تجعل عيونك ترقبنا، وانظر إلى
غيرنا، حتى يظن الناس أن محبوبك يجلس حيث تنظر.
الإعراب: "وطرفك": "الواو": بحسب ما قبلها، "طرف": مفعول
به لفعل محذوف تقديره "صرف"، و"الكاف": ضمير متصل في محل
جر بالإضافة. "إما": مؤلفة من إن الشرطية وما الزائدة.
"جئتنا": فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع
متحرك، والتاء: ضمير متصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل،
و"نا": ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به،
وهو في محل جزم فعل =
ج / 3 ص -186-
"كيما" فحذفت الياء، ونصب بها، وذهب المصنف إلى أنها كاف
التشبيه كفت بـ"ما"، ودخلها معنى التعليل فنصبت، وذلك
قليل، وقد جاء الفعل بعدها مرفوعًا في قوله "من الرجز":
1010-
لا تشتم الناس كما لا تشتم
الخامس : إذا قيل: "جئت لتكرمني" فالنصب بـ"أن" مضمرة، وجوز
أبو سعيد كون
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= الشرط. "فاصرفنه": الفاء": الرابطة لجواب الشرط،
"اصرفنه": فعل أمر مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد
الثقيلة، والنون لا محل لها من الإعراب. والفاعل: ضمير
مستتر تقديره أنت. و"الهاء": ضمير متصل مبني على الضم في
محل نصب مفعول به. "كيما": "كي": حرف مصدرية ونصب وما
زائدة.
"يحسبوا": فعل مضارع منصوب بحذف النون، والواو: ضمير متصل
في محل رفع فاعل. والمصدر المؤول من "كي" وما بعدها في محل
جر باللام المحذوفة. والجار والمجرور متعلقان بـ"اصرف".
"أن": حرف مشبه بالفعل. "الهوى": اسمها منصوب. "حيث":
مفعول فيه مبني على الضم في محل نصب على الظرفية المكانية
متعلق بمحذوف خبر أن "تنظر": فعل مضارع مرفوع بالضمة،
والفاعل ضمير مستتر تقديره "أنت". والمصدر المؤول من "أن"
وما بعدها سد مسد مفعولي "يحسب".
وجملة "اصرف طرفك": بحسب ما قبلها، وجملة "إما جئتنا
فاصرفنه" الشرطية استئنافية لا محل لها، وجملة "فاصرفنه":
جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل جزم. وجملة "يحسبوا":
صلة الموصول الحرفي لا محل لها. وجملة "تنظر": في محل جر
بالإضافة.
والشاهد فيه قوله: "كما يحسبوا" مجيء كما مثل كيما وجواز
نصب المضارع بعدها على تقدير أن "ما" زائدة غير كافة.
1010- التخريج: الرجز لرؤبة في ملحق ديوانه ص183؛ وجواهر
الأدب ص131؛ وخزانة الأدب 8/ 500، 501، 503، 10/ 213، 224؛
والدرر 4/ 211؛ والكتاب 3/ 116؛ والمقاصد النحوية 4/ 409؛
وبلا نسبة في الجنى الداني ص484؛ ورصف المباني ص214؛
واللمع في العربية ص58، 59، 154؛ وهمع الهوامع 2/ 38.
المعنى: لا تشتم الناس لعلك لا تشتم إن لم تشتمهم.
الإعراب: لا: ناهية. تشتم: فعل مضارع مجزوم، وحرك بالكسر
منعًا لالتقاء الساكنين، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا
تقديره: "أنت". الناس: مفعول به منصوب. كما "الكاف": نائب
مفعول مطلق، وهو مضاف، والمصدر المؤول من "ما" والفعل
"تشتم" مضاف إليه. لا: نافية. تشتم: فعل مضارع مبني
للمجهول مرفوع ، و"نائب الفاعل": ضمير مستتر فيه وجوبًا
تقديره: "أنت".
وجملة "لا تشتم": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة
"لا تشتم": صلة الموصول الحرفي لا محل لها.
الشاهد فيه قوله: "كما لا تشتم" حيث أبطل عمل "كي"
لاتصالها بـ"ما" الكافة، فرفع الفعل بعدها ومنهم من يجيز
النصب.
ج / 3 ص -187-
المضمر "كي"، والأول أولى: لأن "أن" أمكن
في عمل النصب من غيرها فهي أقوى على التجوّز فيها بأن تعمل
مضمرة.
و"كَذَا بأنْ" أي من نواصب المضارع أن المصدرية نحو:
{وَأَنْ تَصُومُوا}1،
{وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي}2، "لاَ بعدَ عِلمٍ" أي: ونحوه من أفعال اليقين فإنها لا تنصبه
لأنها حينئذٍ المخففة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن نحو:
{عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ}3،
{أَفَلا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ}4،
أي: أنه سيكون وأنه لا يرجع، وأما قراءة بعضهم: "أن لا
يرجعَ" بالنصب وقوله: "من البسيط":
1011-
نَرْضَى عَن اللَّهِ أنَّ النَّاس قَدْ عَلِموا
أن لاَ يُدَانينَا مِنْ خَلقِهِ بَشْرُ
فمما شذ، نعم إذا أول العلم بغيره جاز وقوع الناصبة بعده،
ولذلك أجاز سيبويه ما علمت إلا أن تقوم بالنصب، قال لأنه
كلام خرج مخرج الإشارة فجرى مجرى قولك: "أشير عليك أن
تقوم" وقيل: يجوز بلا تأويل، ذهب إليه الفراء وابن
الأنباري، والجمهور على المنع.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 البقرة: 184.
2 الشعراء: 82.
3 المزمل: 20.
4 طه: 89.
1011- التخريج: البيت لجرير في ديوانه 1/ 157؛ والدرر 4/
156؛ وهمع الهوامع 2/ 2.
المعنى: يقول: إنهم يشكرون الله، ويقرون بفضله عليهم؛ لأن
الناس يعترفون لهم بالتفوق والعظمة.
الإعراب: نرضى: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه
وجوبًا تقديره: "نحن". عن الله: جار ومجرور متعلقان
بـ"نرضى". إن: حرف مشبه بالفعل. الناس : اسم "إن" منصوب.
قد: حرف تحقيق.
علموا: فعل ماض، و"الواو": ضمير في محل رفع. أن: حرف نصب
ومصدري. لا: نافية. يدانينا: فعل مضارع منصوب و"نا": ضمير
في محل نصب مفعول به. من خلقه: جار ومجرور متعلقان بحال من
"بشر"، و"الهاء": ضمير في محل جر بالإضافة. بشر: فاعل
مرفوع بالضمة.
وجملة: "نرضى" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "إن
الناس قد علموا": استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة
"علموا": في محل رفع خبر "إن". وجملة "أن لا يدانينا": صلة
الموصول الحرفي لا محل لها، والمصدر المؤول من "أن" والفعل
"يدانينا" سد مسد مفعولي "علموا".
الشاهد فيه قوله: "أن لا يدانينا" حيث نصب الفعل "يدانينا"
بـ"أن" المخففة من الثقيلة، جاعلا "أن" الناصبة للمضارع مع
أنها بعد الفعل "علم" وهذا شاذ.
ج / 3 ص -188-
"وَالَّتِي مِنْ بَعْدِ ظَن" ونحوه من أفعال الرجحان.
687-
فانصب بها والرفع صحح واعتقد
تخفيفها من أن فهو مطرد
"فَانْصِبْ بِهَا" المضارع إن
شئت بناء على أنها الناصبة له "وَالرَّفعَ صحِّحْ
وَاعْتَقِدْ" حينئذٍ "تَخْفِيفَهَا مِنْ أنَّ" الثقيلة
"فَهْوَ مُطَّرِدْ" وقد قرئ بالوجهين:
{وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ}1، قرأ أبو عمرو وحمزة
والكسائي برفع تكون والباقون بنصبه، نعم النصب هو الأرجح
عند عدم الفصل بينها وبين الفعل، ولهذا اتفقوا عليه في
قوله تعالى:
{أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا}2.
تنبيهات: الأول: أجرى سيبويه والأخفش أن بعد الخوف مجراها
بعد العلم لتيقن المخوف، نحو: "خفت أن لا تفعل"، "خشيت أن
تقوم"، ومنه قوله: "من الطويل":
1012-
"ولا تدفنني في الفلاة فإنني"
أخَافُ إذَا مَا مِتُّ أنَ لاَ أذُوقهَا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 المائدة: 71.
2 العنكبوت: 2.
1012- التخريج: البيت لأبي محجن الثقفي في ديوانه ص 48؛
والأزهية ص67؛ وخزانة الأدب 8/ 398، 402؛ والدرر 4/ 57؛
وشرح شواهد المغني 1/ 101؛ والشعر والشعراء 1/ 431؛ ولسان
العرب 8/ 257 "فنع"؛ والمقاصد النحوية 4/ 381؛ وهمع
الهوامع 2/ 2.
اللغة: الفلاة: الصحراء الواسعة لا ماء فيها.
المعنى: يطلب من صاحبه أن يدفنه إلى جانب شجرة عنب، وأن لا
يدفنه في الصحراء، خوفًا من أن لا يذوق عصير العنب
"الخمرة" بعد موته.
الإعراب: ولا: "الواو": للعطف، "لا": ناهية تجزم الفعل
المضارع. تدفنني: فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون
التوكيد في محل جزم بـ"لا"، و"الياء": ضمير متصل في محل
نصب مفعول به، و"الفاعل": ضمير مستر تقديره "أنت". في
الفلاة: جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. فإنني:
"الفاء": استئنافية، "إن": حرف مشبه بالفعل، و"النون":
للوقاية، و"الياء": ضمير متصل في محل نصب اسم "إن". أخاف:
فعل مضارع مرفوع بالضمة، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره
"أنا". إذا: ظرفية لما يستقبل من الزمان، متعلق بالفعل
"أذق". ما: زائدة لا محل لها. مت: فعل ماض مبني على
السكون، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع فاعل: أن لا:
"أن": حرف مشبه بالفعل، واسمها ضمير الشأن المحذوف، "لا":
نافية لا محل لها. أذوقها: فعل مضارع مرفوع بالضمة، و"ها":
ضمير متصل في حل نصب مفعول به، و"الفاعل": ضمير مستتر
تقديره "أنا"، والمصدر المؤول من "أن" ومعموليها مفعول به
للفعل "أخاف". =
ج / 3 ص -189-
ومنع ذلك الفرّاء.
الثاني: أجاز الفراء تقديم معمول معمولها عليها مستشهدًا
بقوله: "من الرجز":
1013-
رَبَّيتُهُ حَتَى إذَا تَمَعْدَدَا
كَانَ جَزَائِي بِالعَصَا أنْ أُجْلَدَا
قال في التسهيل: ولا حجة فيما استشهد به لندوره أو إمكان
تقدير عامل مضمر.
الثالث: أجاز بعضهم الفصل بينها وبين منصوبها بالظرف وشبهه
اختيارًا نحو: "أريد أن عندك أقعد"، وقد ورد ذلك مع غيرها
اضطرارًا كقوله: "من الكامل":
1014-
لَمَّا رأيتُ أبَا يَزِيدَ مُقَاتِلًا
أَدَعَ القِتَالَ وَأَشْهَدَ الهَيجَاءَ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= وجملة "لا تدفنني": معطوفة على "فادفني" في البيت
السابق، لا محل لها. وجملة "فإنني": استئنافية لا محل لها.
وجملة "أخاف": في محل رفع خبر "إن". وجملة "مت": في محل جر
مضاف إليه.
وجملة "أذوقها": في محل رفع خبر لـ"أن" المخففة.
والشاهد فيه قوله: "أن لا أذوقها": حيث خفف "أن"، وجاء
بعدها بالفعل مرفوعًا، لا منصوبًا.
1013- التخريج: الرجز للعجاج في ملحق ديوانه 2/ 281؛
وخزانة الأدب 8/ 429، 430، 432؛ والدرر 1/ 292، 2/ 50؛
والمحتسب 2/ 310 ؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 8/ 142؛
والدرر 4/ 59؛ وشرح شافية ابن الحاجب 2/ 336؛ وشرح المفصل
9/ 151؛ واللامات ص59؛ والمنصف 1/ 129؛ وهمع الهوامع 1/
88، 112، 2/ 3.
اللغة: تمعدد: شب وغلظ. وتمعدد الرجل: تزيا بزي معد.
الإعراب: ربيته: فعل ماض، و"التاء": ضمير في محل رفع فاعل،
و"الهاء": ضمير في محل نصب مفعول به. حتى: حرف ابتداء.
إذا: ظرف زمان يتضمن معنى الشرط، متعلق بجوابه. تمعدد: فعل
ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو"،
و"الألف": للإطلاق. كان: فعل ماض ناقص.
جزائي: اسم "كان" مرفوع، وهو مضاف، و"الياء": ضمير في محل
جر بالإضافة. بالعصا: جار ومجرور متعلقان بـ "أجلد". أن:
حرف نصب ومصدري: أجلدا: فعل مضارع للمجهول منصوب،
و"الألف": للإطلاق، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه وجوبًا
تقديره: "أنا".
وجملة "ربيته": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة
"إذا تمعددا كان جزائي": استئنافية لا محل لها. وجملة
"تمعددا": في محل جر بالإضافة . وجملة "كان جزاي": جواب
شرط غير جازم لا محل لها من الإعراب. والمصدر المؤول من
"أن أجلدا" في محل نصب خبر "كان".
الشاهد فيه قوله: "بالعصا أن أجلدا" حيث تقدم شيء من توابع
"أن" عليها، وبيان ذلك أن "بالعصا" معمول "أجلدا"،
و"أجلدا" معمول "أن"، و"بالعصا" تقدم على "أن"، وهذا جائز.
1014- التخريج: البيت بلا نسبة في الأشباه والنظائر 2/
233؛ والخصائص 2/ 411؛ وشرح شواهد المغني 2/ 683.
اللغة: أدع: أترك. الهيجاء: الحرب. =
ج / 3 ص -190-
والتقدير: لن أدع القتلا مع شهود الهيجاء
مدة رؤية أبي زيد.
الرابع: أجاز بعض الكوفيين الجزم بها، ونقله اللحياني عن
بعض بني صباح من ضبة، وأنشدوا "من الطويل":
1015-
إذا ما غدونا قال ولدان أهلنا
تعالوا إلى أن يأتنا الصيد نحطب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= المعنى: لن أتخلى عن الحرب والنزال ما دام أبو يزيد
مقاتلا.
الإعراب: لما: "لن" حرف ناصب، و"ما": مصدرية. رأيت: فعل
ماض مبني على السكون لاتصاله بالتاء المتحركة. و"التاء":
ضمير متصل في محل رفع فاعل، أبا: مفعول به منصوب بالألف
لأنه من الأسماء الخمسة وهو مضاف. يزيد: مضاف إليه مجرور
بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف لأنه اسم علم على وزن فعل.
مقاتلًا: مفعول به ثان منصوب بالفتحة الظاهرة. أدع: فعل
مضارع منصوب بلن وعلامة نصبه الفتحة. والفاعل ضمير مستتر
وجوبا تقديره أنا. القتال: مفعول به منصوب بالفتحة
الظاهرة. وأشهد: "الواو": عاطفة، و"أشهد": فعل مضارع منصوب
بأن المضمرة بعد الواو، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة،
و"الفاعل": ضمير مستتر فيه تقديره "أنا. الهيجاء: مفعول به
منصوب بالفتحة الظاهرة.
وجملة "رأيت": صلة الموصول لا محل لها. وجملة "وأدع
القتال": ابتدائية لا محل لها. والمصدر المؤول من "ما
رأيت" في حل نصب على الظرفية متعلق بالفعل "أدع". والمصدر
المؤول من "أن أشهد الهيجاء في محل نصب اسم معطوف على
الهيجاء. وجملة "أشهد": صلة الموصول الحرفي لا محل لها.
والشاهد فيه قوله: "لما رأيت... أدع القتال": فقد وردت
"لما" مركبة من "لن" الناصبة النافية المدغمة مع "ما"
المصدرية، ونصب "أدع" بـ"لن".
1015- التخريج: البيت لامرئ القيس في ملحق ديوانه ص389؛
وخزانة الأدب 4/ 292؛ وسمط اللآلي ص67؛ وشرح شواهد المغني
ص91؛ والمحتسب 2/ 295؛ وبلا نسبة في أمالي المرتضى 2/ 191؛
والجنى الداني ص227؛ وجواهر الأدب ص192.
اللغة: غدونا: سرنا في الغداة وهي أول النهار. ولدان
أهلنا: خدمهم أو صبيانهم.
المعنى: إذا ما بكرنا إلى الصيد، تنادى صبيان "أو خدم"
أهلنا لجمع الحطب، واثقين من تمام الصيد ووفرته.
الإعراب: إذا: ظرف لما يستقبل من الزمان متضمن معنى الشرط
متعلق بجوابه. ما: زائدة لا عمل لها. غدونا: فعل ماض مبني
على السكون، و"نا": ضمير متصل في محل رفع فاعل. قال: فعل
ماض مبني على الفتح. ولدان: فاعل مرفوع بالضمة. أهلنا:
مضاف إليه مجرور بالكسرة. و"نا": ضمير متصل في محل جر
بالإضافة. تعالوا: فعل أمر مبني على حذف النون لاتصاله
بواو الجماعة، والواو: ضمير متصل في محل رفع فاعل،
و"الألف": للتفريق. إلى: حرف جر. أن: حرف مصدرية وجزم "هنا
فقط". يأتنا: فعل مضارع مجزوم بحذف حرف العلة، و"نا":
ضمير متصل في محل نصب مفعول به. والمصدر المؤول من "أن"
والفعل "يأتي " مجرور بـ"إلى" والجار والمجرور متعلقان
بالفعل "
نحطب". الصيد: فاعل مرفوع بالضمة. نحطب: فعل مضارع مجزوم
لأنه جواب الأمر، وحرك بالكسرة لضرورة الشعر.
ج / 3 ص -191-
وقوله: "من الطويل":
1016-
أُحَاذِرُ أنْ تَعَلمَ بِهَا فَتَرُدَّهَا
فَتَتْرُكهَا ثِقْلًا عَليَّ كَمَا هِيَا
وفي هذا نظر؛ لأن عطف المنصوب -وهو "فتتركها"- عليه يدل على
أنه سكن للضرورة لا مجزوم.
الخامس: تأتي "أن" مفسرة، وزائدة فلا تنصب المضارع.
فالمفسرة هي المسبوقة بجملة فيها معنى القول دون حروفه
نحو:
{فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= وجملة "إذا ما غدونا قال والدان": ابتدائية لا محل لها.
وجملة "غدونا": في محل جر بالإضافة.
وجملة "قال" لا محل لها "جواب شرط غير جازم". وجملة
"تعالوا": في محل نصب مفعول به "مقول القول". وجملة
"يأتنا": صلة الموصول الحرفي لا محل لها. وجملة "نحطب": لا
محل لها "جواب الطلب".
والشاهد فيه قوله: "أن يأتنا" حيث جزم الفعل المضارع
بـ"أن" المصدرية. ويروى: "إلى أن يأتي الصيد" وعلى هذه
الرواية لا شاهد.
1016- التخريج: البيت لجميل بثينة في ديوانه ص224؛ والدرر
4/ 59؛ وشرح شواهد المغني 1/ 98؛ وبلا نسبة في الجنى
الداني ص227؛ وهمع الهوامع 2/ 3.
المعنى: أخشى أن تعرف الحاجة التي أريدها منها، فتأبى
فعلها، وهذا يجعلها ثقيلة علي، فتزيد في همومي هما.
الإعراب: أحاذر: فعل مضارع مرفوع بالضمة، و"الفاعل": ضمير
مستتر وجوبًا تقديره "أنا". أن تعلم: "أن": حرف مصدرية
ونصب، "تعلم": فعل مضارع منصوب بالفتحة، وسكن للضرورة،
و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "هي". والمصدر المؤول من
الفعل "تعلم" والحرف "أن" مفعول به للفعل "أحاذر". بها:
جار ومجرور متعلقان بـ"تعلم". فتردها: "الفاء": عاطفة،
"ترد": فعل مضارع معطوف على منصوبٍ منصوبٌ مثله بالفتحة،
و"ها": ضمير متصل في محل نصب مفعول به، و"الفاعل": ضمير
مستتر تقديره "هي". فتتركها: انظر إعراب "فتردها". ثقلا:
مفعول به ثان منصوب بالفتحة. عليّ: جار ومجرور متعلقان
بصفة لـ"ثقلا". كما: "الكاف": حرف جر، "ما": اسم موصول
بمعنى "التي" في محل جر بحرف الجر. متعلقان بـ"فتتركها".
هيا: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ، خبره محذوف، والتقدير
"كما هي عادتها".
وجملة "أحاذر": ابتدائية لا محل لها. وجملة "تعلم": صلة
الموصول الحرفي لا محل لها. وجملتا "فتردها" و"فتتركها":
معطوفتان على جملة "تعلم". وجملة "هي عادتها": صلة الموصول
لا محل لها.
والشاهد فيه قوله: "أن تعلم" حيث جزم "تعلم" بـ"أن"
المصدرية، والشائع النصب، وتسكينها من ضرورات الوزن
الشعري.
ج / 3 ص -192-
اصْنَعِ الْفُلْكَ}1،
{وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ
أَنِ امْشُوا}2.
والزائدة هي التالية لـ"لما"، نحو:
{فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ}3، والواقعة بين الكاف
ومجرورها كقوله: "من الطويل":
"ويومًا توافينا بوجه مقسم"
كَأَنْ ظَبيَةٍ تَعْطُوا إلَى وَارِقِ السَّلَمْ4
في رواية الجر، وبين القسم و"لو" كقوله: "من الطويل":
1017-
فَأُقْسِمُ أنْ لَوِ التَقَينَا وأَنْتُمُ
لَكَانَ لَكُمْ يَومٌ مِنَ الشَّرِّ مُظْلِمُ
وأجاز الأخفش إعمال الزائدة، واستدل بالسماع كقوله تعالى:
{وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ}5،
وبالقياس على حرف الجر الزائد، ولا حجة في ذلك لأنها في
الآية مصدرية، فقيل: دخلت بعد "ما لنا" لتأوله: بما منعنا،
وفيه نظر؛ لأنه لم يثبت إعمال الجار والمجرور في المفعول،
ولأن الأصل أن لا تكون "لا" زائدة، والصواب قول بعضهم: إن
الأصل: وما لنا في أن لا نقاتل.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 المؤمنون: 27.
2 ص: 6.
3 يوسف: 96.
4 تقدم بالرقم 287.
1017- التخريج: البيت للمسيب بن علس في خزانة الأدب 4/
145، 10/ 580، 581، 11/ 318؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 184؛
وشرح شواهد المغني 1/ 109؛ وبلا نسبة في جواهر الأدب ص197؛
وشرح التصريح 2/ 233؛ وشرح المفصل 9/ 94؛ والكتاب 3/ 107؛
ولسان العرب 12/ 378 "ظلم"؛ ومغني اللبيب 1/ 33؛ والمقاصد
النحوية 4/ 418.
الإعراب: "فأقسم": الفاء بحسب ما قبلها، "أقسم": فعل مضارع
مرفوع بالضمة، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "أنا". "أن": حرف
زائد. "لو": حرف شرط غير جازم. "التقينا": فعل ماض، و"نا":
ضمير في محل رفع فاعل، و"أنتم": الواو حرف عطف، "أنتم":
معطوف على "نا": في محل رفع فاعل. "لكان": اللام رابطة
جواب الشرط، "كان": فعل ماض ناقص، "لكم": جار ومجرور
متعلقان بمحذوف خبر "كان". "يوم": اسم "كان" مرفوع بالضمة،
"من الشر": جار ومجرور متعلقان بمحذوف نعت لـ"يوم".
"مظلم": نعت ثان لـ"يوم" مرفوع.
وجملة "أقسم" بحسب ما قبلها. وجملة "لو التقينا..."
الشرطية جواب القسم لا محل لها من الإعراب. وجملة: "لكان
لكم..." جواب شرط غير جازم لا محل لها من الإعراب.
الشاهد: قوله: "فأقسم أن لو التقينا" حيث زاد "أن" بعد
الفعل أقسم.
5 البقرة: 246.
ج / 3 ص -193-
والفرق بينها وبين حرف الجر أن اختصاصه باق
مع الزيارة بخلافها فإنها قد وليها الاسم في البيت الأول
والحرف في الثاني.
679-
وبعضهم أهمل "أن" حملا على
"ما" اختها حيث استحقت عملا
"وبَعضهم" أي بعض العرب
"أَهْمَلَ أنْ حَمْلا عَلى ما أُخْتهَا" أي: المصدرية
"حيثُ اسْتَحَقَّتْ عَمَلا" أي واجبًا، وذلك إذا لم
يتقدمها علم أو ظن كقراءة ابن محيصن: "لِمَنْ أَرَادَ أَنْ
يُتِمُّ الرَّضَاعَةَ"1، وقوله: "من البسيط":
1018-
أَنْ تقْرَآنِ عَلَى أسْمَاءِ ويَحْكُمَا
مِنِّي السَّلامَ وَأنْ لاَ تُشْعِرَا أحَدَا
هذا مذهب البصريين، وأما الكوفيون فهي عندهم مخففة من
الثقيلة.
تنبيه: ظاهر كلام المصنف أن إهمالها مقيس.
680-
"ونَصَبْوا بإذنِ المُسْتَقْبَلاَ
إنْ صُدِّرَتْ وَالفِعْلُ بَعْدُ مُوصَلاَ
"أو قَبْلَهُ اليمينُ" أي شروط
النصب بـ"إذن" ثلاثة:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 البقرة: 233.
1018- التخريج: البيت بلا نسبة في الأشباه والنظائر 1/
333؛ والإنصاف 2/ 563؛ والجنى الداني ص220؛ وجواهر الأدب
192؛ وخزانة الأدب 8/ 420، 421، 423، 424؛ والخصائص 1/
390؛ ورصف المباني 113؛ وسر صناعة الإعراب 2/ 549؛ وشرح
التصريح 2/ 232؛ وشرح شواهد المغني 1/ 100؛ وشرح المفصل 7/
15؛ 8/ 143، 9/ 19؛ ولسان العرب 13/ 33 "أنن"، ومجالس ثعلب
ص290؛ ومغني اللبيب 1/ 30؛ والمنصف 1/ 278؛ والمقاصد
النحوية 4/ 380.
الإعراب: "أن": حرف نصب مهمل. "تقرآن": فعل مضارع مرفوع
بثبوت النون، والألف في محل رفع فاعل. "على أسماء": جار
ومجرور متعلقان بـ"تقرآن". والمصدر المؤول من "أن" وما
بعدها بحسب ما قبله. "ويحكما": مفعول مطلق، وقيل مفعول به
لفعل محذوف تقديره "ألزمكما الله ويحًا"، وهو مضاف، "كما":
ضمير في محل جر بالإضافة. "مني": جار ومجرور متعلقان
بـ"تقرآن". "السلام": مفعول به لـ"تقرآن". و"أن": الواو
حرف عطف، "أن": حرف مصدرية ونصب "لا": حرف نفي. "تشعرا":
فعل مضارع منصوب بحذف النون، والألف ضمير في محل رفع فاعل.
والمصدر المؤول من "أن" وما بعدها معطوف على المصدر المؤول
السابق: "أحدًا": مفعول به منصوب بالفتحة.
وجملة: "تقرآن" صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب.
وجملة: "... ويحكما" اعتراضية لا محل لها من الإعراب.
وجملة: "تشعرا" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.
الشاهد: قوله: "أن تقرآن" حيث لم يعمل "أن" تشبيهًا لها
بـ"المصدرية".
ج / 3 ص -194-
الأول: أن يكون الفعل مستقبلا؛ فيجب الرفع
في "إذا تصدق" جوابًا لمن قال: "أنا أحبك".
الثاني: أن تكون مصدرة؛ فإن تأخرت، نحو: "أكرمك إذا"
أهملت، وكذا إن وقعت حشوًا، كقوله "من الطويل":
1019-
لئن عاد لي عبد العزيز بمثلها
وأمكنني منها إذا لا أقيلها
فأما قوله "من الرجز":
1020-
لا تتركني فيهم شطيرا
إني إذن أهلك أو أطيرا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1019- التخريج: البيت لكثير عزة في ديوانه ص 305؛ وخزانة
الأدب 8/ 473، 474، 476 ، والدرر 4/ 71؛ وسر صناعة الإعراب
1/ 397؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 144؛ وشرح التصريح 2/ 234؛
وشرح شواهد المغني ص63؛ وشرح المفصل 9/ 13، 22، والكتاب 3/
15؛ والمقاصد النحوية 4/ 382؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك
4/ 165؛ وخزانة الأدب 8/ 447، 11/ 340؛ ورصف المباني ص66،
243؛ والعقد الفريد 3/ 8؛ ومغني اللبيب 1/ 21.
اللغة والمعنى: عبد العزيز: هو عبد العزيز بن مروان بن
الحكم. أقبلها: أتركها، أو أمنعها من السقوط.
يقول: إذا رجع عبد العزيز إلى ما قاله لي سابقًا، فإني لن
أتركها.
الإعراب: لئن: اللام: موطئة للقسم، إن: حرف جازم. عاد: فعل
ماض، وهو فعل الشرط. لي: جار ومجرور متعلقان بـ"عاد". عبد:
فاعل مرفوع، وهو مضاف. العزيز: مضاف إليه مجرور. بمثلها:
جار ومجرور متعلقان بـ"عاد"، وهو مضاف، و"ها" في محل جر
بالإضافة. وأمكني: الواو: حرف عطف، أمكنني: فعل ماض،
والنون: للوقاية، والياء: ضمير في محل نصب مفعول به،
والفاعل: هو. منها: جار ومجرور متعلقان بـ"أمكن". إذن: حرف
جواب غير عامل. لا: حرف نفي. أقيلها: فعل مضارع مرفوع،
والفاعل: هو، و"ها" في محل نصب مفعول به.
وجملة "عاد لي..." الفعلية في محل جزم فعل الشرط. وجملة
"أمكنني..." الفعلية معطوفة على جملة "عاد". وجملة "لا
أقيلها" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها جواب القسم.
وجملة "جواب الشرط" محذوفة.
والشاهد فيه إلغاء: "إذن" لوقوعها بين القسم وجوابه، وعدم
تصدرها.
1020- التخريج: الرجز بلا نسبة في الإنصاف 1/ 177؛ والجنى
الداني ص362؛ وخزانة الأدب 8/ 456، 460؛ والدرر 4/ 72؛
ورصف المباني ص66؛ وشرح التصريح 2/ 234؛ وشرح شواهد المغني
1/ 70؛ وشرح المفصل 7/ 17؛ ولسان العرب 4/ 408 "شطر"؛
ومغني اللبيب 1/ 22؛ والمقاصد النحوية 4/ 383؛ والمقرب 1/
261؛ وهمع الهوامع 2/ 7.
شرح المفردات: الشطير: البعيد والغريب. أهلك: أموت. أطير:
أذهب بعيدًا. =
ج / 3 ص -195-
فضرورة أو الخبر محذوف أي: إني لا أستطيع
ذلك، ثم استأنف: إذن أهلك، فإن كان المتقدم عليها حرف عطف
فسيأتي.
الثالث: أن لا يفصل بينها وبين الفصل بغير القسم، فيجب
الرفع في نحو: "إذن أنا أكرمك" ويغتفر الفصل بالقسم,
كقوله: "من الوافر":
1021-
إذنْ وَاللَّهِ نَرْميهُمْ بِحَرْب
يَشِيبُ الطِّفْلَ مِنْ قَبلِ المَشِيبِ
وأجاز ابن بابشاذ الفصل بالنداء والدعاء، وابن عصفور الفصل
بالظرف، والصحيح المنع إذ لم يسمع شيء من ذلك.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= الإعراب: "لا": حرف نهي. "تتركني": فعل مضارع مبني على
الفتح لاتصاله بنون التوكيد والنون
للتوكيد، والياء ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به،
وفاعله ضمير تقديره: "أنت". "فيهم": جار ومجرور متعلقان
بـ"تترك". "شطيرا": مفعول به ثان منصوب. "إني": حرف مشبه
بالفعل، والياء ضمير في محل نصب اسم "إن". "إذن": حرف
جواب. "أهلك": فعل مضارع منصوب، وفاعله ضمير مستتر تقديره
"أنا". "أو": حرف عطف. "أطيرا": فعل مضارع منصوب معطوف على
"أهلك"، وفاعله ضمير مستتر تقديره "أنا"، والألف للإطلاق.
وجملة: "لا تتركني" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة
"إني..." استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "أهلك"
في محل خبر "إن". وجملة "أطير" معطوفة على "أهلك".
الشاهد فيه قوله: "إني إذن أهلك" حيث نصب الفعل المضارع
"أهلك" بعد "إذن" مع أنها ليست مصدرة، بل مسبوقة بـ"إني".
وقيل أنها ضرورة، وقيل: خبر "إن" محذوف، و"إن" واقعة في
صدر جملة مستأنفة.
1021- التخريج: البيت لحسان بن ثابت في ملحق ديوانه ص371؛
والأشباه والنظائر 2/ 233؛ والدرر 4/ 70؛ وشرح شواهد
المغني ص97؛ والمقاصد النحوية 4/ 106؛ وبلا نسبة في أوضح
المسالك 4/ 1687؛ وشرح التصريح 2/ 235؛ وشرح قطر الندى
ص59؛ ومغني اللبيب ص693؛ وهمع الهوامع 2/ 7.
اللغة والمعنى: ترميم: هنا بمعنى نشن.
يقول: إنه يهدد الأعداء بإشعال نيرات الحرب التي من هولها
يشيب شعر الطفل قبل أوان مشيبه.
الإعراب: إذن: حرف جواب ونصب. والله: جار ومجرور متعلقان
بفعل القسم المحذوف تقديره: "أقسم" نرميهم: فعل مضارع
منصوب بـ"إذن"، والفاعل: نحن، و"هم" في محل نصب مفعول به،
بحرب: جار ومجرور متعلقان بـ"نرميهم". تشيب: فعل مضارع
مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هي. الطفل:
مفعول به منصوب. من قبل: جار ومجرور متعلقان بـ"تشيب"، وهو
مضاف. المشيب: مضاف إليه مجرور.
وجملة "... والله" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها
اعتراضية. وجملة "نرميهم" الفعلية لا محل لها من الإعراب
جواب القسم. وجملة "تشيب الطفل" الفعلية في محل جر نعت
"حرب".
والشاهد فيه قوله: "إذن والله نرميهم بحرب" حيث نصب "إذن"
الفعل المضارع مع الفصل بينهما بالقسم، والفصل بالقسم
وبـ"لا" النافية لا يبطل عمل "إذن".
ج / 3 ص -196-
وأجاز الكسائي وهشام الفصل بمعمول الفعل، والاختيار
حينئذٍ عند الكسائي النصب وعند هشام الرفع.
681-
أو قبله اليمين وانصب وارفعا
إذا "إذن" من بعد عطف وقعا
"وانْصِبْ وارْفَعَا إذا إذَنْ
مِنْ بَعْدِ عَطْفٍ" بالواو والفاء "وَقَعَا" وقد قرئ
شاذًا: "وَإِذًا لا يَلْبَثُوا خَلْفَكَ"1، "فَإِذًا لا
يُؤْتُوا النَّاسَ نَقِيرًا"2، على الإعمال. نعم الغالب
الرفع على الإهمال، وبه قرأ السبعة.
تنبيهات: الأول: أطلق العطف والتحقيق أنه إذا كان العطف
على ما له محل ألغيت، فإذا قيل: "إن تزرني أزرك وإذن أحسن
إليك" فإن قدرت العطف على الجواب جزمت وأهملت "إذن"
لوقوعها حشوًا، أو على الجملتين معًا جاز الرفع والنصب،
وقيل يتعين النصب لأن ما بعدها مستأنف أو لأن المعطوف على
الأول أول، ومثل ذلك "زيد يقوم وإذن أحسن إليه" إن عطفت
على الفعلية رفعت، أو على الاسمية فالمذهبان.
الثاني: الصحيح الذي عليه الجمهور أن "إذن" حرف، وذهب بعض
الكوفيين إلى أنها اسم والأصل في "إذن أكرمك": إذا جئتني
أكرمك، ثم حذفت الجملة وعوض عنها التنوين وأضمرت "أن"،
وعلى الأول فالصحيح أنها بسيطة، لا مركبة من "إذ" و"أن"،
وعلى البساطة فالصحيح أنها الناصبة، لا "أن" مضمرة بعدها
كما أفهمه كلامه.
الثالث: معناها عند سيبويه الجواب والجزاء، فقال الشلوبين:
في كل موضع، وقال الفارسي: في الأكثر، وقد تتمحض للجواب؛
بدليل أنه يقال "أحبك"، فتقول "إذن أظنك صادقًا" إذ لا
مجازاة هنا.
الرابع: اختلف في لفظها عند الوقف عليها، والصحيح أن نونها
تبدل ألفًا تشبيهًا لها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 الإسراء: 76.
2 النساء: 53.
ج / 3 ص -197-
بتنوين المنصوب، وقيل يوقف بالنون؛ لأنها
كنون "لن" و"أن"، وروي ذلك عن المازني والمبرد، وينبني على
هذا الخلاف خلاف في كتابتها، والجمهور يكتبونها بالألف
وكذا رسمت في المصاحف، والمازني والمبرد بالنون، وعن
الفراء إن عملت كتبت بالألف وإلا كتبت بالنون للفرق بينها
وبين إذا، وتبعه ابن خروف.
الخامس: حكى سيبويه وعيسى بن عمر أن من العرب من يلغيها مع
استيفاء الشروط وهي لغة نادرة، ولكنها القياس لأنها غير
مختصة، وإنما أعملها الأكثرون حملا على "ظنّ"؛ لأنها مثلها
في جواز تقدمها على الجملة وتأخرها عنها وتوسطها بين
جزأيها، كما حملت "ما" على "ليس"؛ لأنها مثلها في نفي
الحال، اهـ.
682-
وبين "لا" ولام جر التزم
إظهار "أن" ناصبة وإن عدم
683-
"لا" فأن أعمل مظهرًا أو مضمرا
وبعد نفي كان حتمًا أضمرا
"وبينَ لاَ ولامِ جَر التُزِمْ
إظهارُ أنْ ناصبةً" نحو:
{لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ}1،
{لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ
الْكِتَابِ}2، "لا" في الآية الأولى نافية وفي الثانية
مؤكدة زائدة "وإنْ عُدِمْ لاَ فَأن اعمِل مُظهرا أو
مُضمرا" "لا" في موضع الرفع بـ"عدم"، و"أن" في موضع النصب
بـ"أعمل"، ومظهرًا ومضمرا نصب على الحال: إما من "أن" إن
كانا اسمي مفعول، أو من فاعل اعمل المستتر إن كانا اسمي
فاعل.
أي: يجوز إظهار "أن" وإضمارها بعد اللام إذا لم يسبقها كون
ناقص ماض منفي ولم يقترن الفعل بـ"لا" فالإضمار نحو:
{وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}3، والإظهار نحو:
{وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ}4
فإن سبقها كون ناقص ماض منفي وجب إضمار "أن" بعدها، وهذا
أشار إليه بقوله: "وبعدَ نَفْيٍ كَانَ حَتْمًا أُضْمِرَا"
أي نحو:
{وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ}5،
{لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ
لَهُمْ}6، وتسمى هذه اللام لام
الجحود، وسماها النحاس لام النفي، وهو الصواب، والتي قبلها
لام "كي"؛ لأنها للسبب كما أن "كي" للسبب.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 البقرة: 150.
2 الحديد: 29.
3 الأنعام: 71.
4 الزمر: 12.
5 العنكبوت: 40.
6 النساء: 168.
ج / 3 ص -198-
وحاصل كلامه أن لـ"أن" بعد لام الجر ثلاثة
أحوال: وجوب إظهارها مع المقرون بـ"لا"، ووجوب إضمارها بعد
نفي "كان"، وجواز الأمرين فيما عدا ذلك، ولا يجب الإضمار
بعد "كان" التامة؛ لأن اللام بعدها ليست لام الجحود، وإنما
لم يقيد كلامه بالناقصة اكتفاء بأنها المفهومة عند إطلاق
"كان" لشهرتها وكثرتها في أبواب النحو، ودخل في قوله "نفي
كان" نحو لم يكن أي المضارع المنفي بـ"لم" كما رأيت؛ لأن
"لم" تنفي المضارع، وقد فهم من النظم قصر ذلك على "كان"
خلافًا لمن أجازه في أخواتها قياسًا ولمن أجازه في "ظننت".
تنبيهات: الأول ما ذكره -من أن اللام التي ينصب الفعل
بعدها هي لام الجر والنصب بـ"أن" مضمرة- هو مذهب البصريين،
وذهب الكوفيون إلى أن اللام ناصبة بنفسها، وذهب ثعلب إلى
أن اللام ناصبة بنفسها لقيامها مقام "أن"، والخلاف في
اللامين أعني لام الجحود ولام "كي".
الثاني: اختلف في الفعل بعد اللام؛ فذهب الكوفيون إلى أنه
خبر "كان" واللام للتوكيد، وذهب البصريون إلى أن الخبر
محذوف، واللام متعلقة بذلك الخبر المحذوف، وقدروه "ما كان
زيد مريدًا ليفعل"، وإنما ذهبوا إلى ذلك لأن اللام جارة
عندهم، وما بعدها في تأويل مصدر، وصرح المصنف بأنها مؤكدة
لنفي الخبر إلا أن الناصب عنده "أن" مضمرة، فهو قول ثالث،
قال الشيخ أبو حيان: ليس بقول بصري ولا كوفي، ومقتضى قوله
مؤكدة أنها زائدة، وبه صرّح الشارح، لكن قال في شرحه لهذا
الموضع من التسهيل سميت مؤكدة لصحة الكلام بدونها لا لأنها
زائدة، إذ لو كانت زائدة لم يكن لنصب الفعل بعدها وجه
صحيح، وإنما هي لام اختصاص دخلت على الفعل لقصد ما كان زيد
مقدّرًا أو هامًّا أو مستعدا لأن يفعل.
الثالث: قد تحذف "كان" قبل لام الجحود كقوله: "من الوافر":
1022-
فَمَا جَمْعٌ لِيَغْلِبَ جَمْعَ قَومِي
مُقَاوَمَةً وَلاَ فَرْدٌ لِفَرْدِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1022- التخريج: البيت لعمرو بن معد يكرب في ديوانه ص101؛
وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 4/ 110؛ وتذكرة النحاة
ص560؛ والجنى الداني ص117؛ وشرح شواهد المغني 2/ 562.
المعنى: قومي منتصرون جماعات وأفرادًا، فلا قبيلة تغلبهم،
ولا يوجد من يقاوم فرساننا كأفراد. =
ج / 3 ص -199-
أي: فما كان جمع، ومنه قول أبي الدرداء في
الركعتين بعد العصر: "ما أنا لأدعهما".
الرابع: أطلق النافي، ومراده ما ينفي الماضي، وذلك "ما"
و"لم" دون "لن"، لأنها تختص بالمستقبل، وكذلك "لا" لأنَّ
نفي غير المستقبل بها قليل، وأما "لما" فإنها وإن كانت
تنفي الماضي لكن تدل على اتصال نفيه بالحال، وأما "إن" فهي
بمعنى "ما" وإطلاقه يشملها، وزعم كثير من الناس في قوله
تعالى:
{وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَال}1،
في قراءة غير الكسائي أنها لام الجحود، لكن يبعده أن الفعل
بعد لام الجحود لا يرفع إلا ضمير الاسم السابق، والذي يظهر
أنها لام كي وأن "إن" شرطية، أي وعند الله جزاء مكرهم وهو
مكر أعظم منه وإن مكرهم لشدته معدا لأجل زوال الأمور
العظام المشبهة في عظمها بالجبال، كما يقال أنا أشجع من
فلان وإن كان معدا للنوازل. الخامس أجاز بعض النحويين حذف
لام الجحود وإظهار "أن" مستدلا بقوله تعالى:
{وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَنْ
يُفْتَرَى}2، والصحيح المنع، ولا حجة في الآية لأن
{أَنْ يُفْتَرَى} في تأويل مصدر وهو
الخبر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= الإعراب: فما: "الفاء": بحسب ما قبلها، "ما": نافية.
جمع: اسم "كان" المحذوفة بعد "ما"، مرفوع بالضمة. ليغلب:
"اللام": لام الجحود: "يغلب": فعل مضارع منصوب بأن مضمرة
بعد لام الجحود، والمصدر المؤول من "أن" المقدرة، والفعل
"يغلب" مجرور باللام والجار والمجرور متعلقان بخبر "كان"،
أو بـ"كان" نفسها على القول بتمامها، و"الفاعل": ضمير
مستتتر تقديره "هو". جمع: مفعول به منصوب بالفتحة. قومي:
مضاف إليه مجرور بكسرة مقدرة على ما قبل الياء، و"الياء":
ضمير متصل في محل جر مضاف إليه. مقاومة: حال منصوب
بالفتحة. ولا: "الواو" للعطف، "لا" نافية. فرد: مبتدأ
مرفوع. لفرد: جار ومجرور متعلقان بخبر المبتدأ "ولا فرد
مقابل لفرد".
وجملة "فما جمع ليغلب" استئنافية لا محل لها، وجملة
"يغلب": صلة الموصول الحرفي لا محل لها. وجملة "لا فرد
لفرد": معطوفة الحال "مقاومة" محلها النصب.
والشاهد فيه قوله: "فما جمع ليغلب" حيث حذفت "كان" مع
إرادته، بتقدير "فما كان جمع قادر ليغلب قومي". ويرى بعضهم
أنه لا شاهد في البيت لجواز أن تكون "لا" عاملة عمل "ليس"،
والتقدير: فما جمع متأهلا لغلب قومي، ولا فرد غالبًا لفرد
قومي. انظر: شرح أبيات المغني 4/ 284.
1 إبراهيم: 46.
2 يونس: 37.
ج / 3 ص -200-
684-
"كَذَاكَ بَعْدَ أو إذَا يَصْلُحُ فِي
مَوضِعِهَا "حتى" أوِ "إلاَّ" أنْ خفِي"
"أن" مبتدأ، و"خفي": خبره
و"كذاك" و"بعد": متعلقان بـ"خفي"، و"حتى": فاعل يصلح، وإلا
عطف عليه.
أي: كذا يجب إضمار "أن" بعد "أو" إذا صلح في موضعها حتى،
نحو: "لألزمنك أو تقضيني حقي"، وقوله: "من الطويل":
1023-
لأَسْتَسْهِلَنَّ الصَّعْبَ أو أُدْرِكَ المُنَى
فَمَا انْقَادَتِ الآمَالُ إلاَّ لِصَابِرِ
أو إلا كقولك: "لأقتلن الكافر أو يسلم"، وقوله: "من الطويل":
1024-
وَكُنْتُ إذَا غَمَزْتُ قَنْاةَ قَومٍ
كَسَرْتُ كُعُوبهَا أو تَسْقِيمَا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1023- التخريج: البيت بلا نسبة في أوضح المسالك 4/ 172،
والدرر 4/ 77؛ وشرح شواهد المغني 1/ 206؛ وشرح ابن عقيل
ص568؛ وشرح قطر الندى ص69؛ ومغني اللبيب 1/ 67؛ والمقاصد
النحوية 4/ 384؛ وهمع الهوامع 2/ 10.
اللغة والمعنى: أستسهل: أعتبره سهلا. المنى: ج المنية، وهي
ما يتمناه الإنسان. انقادت: خضعت.
يقول: إني لأعتبر الصعوبات سهلة وأجد في تذليليها حتى أحقق
ما أتمناه، لأن الآمال لا يتحقق إلا بالصبر على الشدائد.
الإعراب: لأستسهلن: اللام: موطئة للقسم، أستسهلن: فعل
مضارع مبني عل الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة،
والنون: للتوكيد، والفاعل: أنا. الصعب: مفعول به منصوب،
أو: حرف عطف ينصب بـ"أن" مضمرة. أدرك: فعل مضارع منصوب.
والفاعل: أنا. المنى: مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على
الألف للتعذر. فما: الفاء: حرف عطف أو تعليل، ما: حرف نفي.
انقادت: فعل ماض، والتاء: للتأنيث. الآمال. فاعل مرفوع.
إلا: حرف حصر. لصابر: جار ومجرور متعلقان بـ"انقاد".
وجملة "استسهلن الصعب" الفعلية لا محل لها من الإعراب
لأنها جواب القسم. وجملة "أدرك المنى" الفعلية لا محل لها
من الإعراب لأنها صلة الموصول الحرفي. وجملة "ما
انقادت..." الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها استئنافية
أو تعليلية.
والشاهد فيه قوله: "أو أدرك" حيث نصب الفعل المضارع "أدرك"
بعد "أو" التي بمعنى: إلى أن، والنصب بـ"أن" مضمرة وجوبًا.
1024- التخريج: البيت لزياد الأعجم في ديوانه ص101 ؛
والأزهية ص122؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 169؛ وشرح التصريح 2/
237؛ وشرح شواهد الإيضاح ص254؛ وشراح شواهد المغني 1/ 205؛
والكتاب 3/ 48؛ ولسان العرب 5/ 389 "غمز"؛ والمقاصد
النحوية 4/ 385؛ والمقتضب =
ج / 3 ص -201-
ويحتمل الوجهين قوله "من الطويل":
1025-
فقلت له لا تبك عينك إنما
نحاول ملكًا أو نموت فنعذرا
واحترز بقوله "إذا يصلح في موضعها حتى أو إلا" من التي لا
يصلح في موضعها أحد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= 2/ 92؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك 4/ 172؛ وشرح ابن عقيل
ص569؛ وشرح قطر الندى ص70؛ وشرح المفصل 5/ 15؛ ومغني
اللبيب 1/ 66؛ والمقرب 1/ 263.
اللغة والمعنى: غمز القناة: عضها وعصرها وجسها. القناة:
عصا الرمح. الكعوب: ج الكعب، وهو العقيدة بين الأنبوبتين
من القصب أو الرمح.
يقول: إذا لم تنفع الملاينة مع قوم خاشناهم إلى أن يستقيم
اعوجاجهم. وجاء في لسان العرب أن الشاعر هجا قومًا زعم أنه
أثارهم بالهجاء وأهلكهم إلا أن يتركوا سبه وهجاءه. وقيل:
إذا اشتد على جانب قوم رمت تليينه أو يستقيم.
الإعراب: وكنت: الواو: بحسب ما قبلها، أو استئنافية. كنت:
فعل ماض ناقص، والتاء: ضمير في محل رفع اسم "كان". إذا:
ظرف يتضمن معنى الشرط. غمزت: فعل ماض، والتاء: ضمير في محل
رفع فاعل. قناة: مفعول به منصوب، وهو مضاف. قوم: مضاف إليه
مجرور. كسرت: فعل ماض، والتاء: ضمير في محل رفع فاعل.
كعوبها: مفعول به منصوب وهو مضاف، و"ها" ضمير في محل جر
بالإضافة أو: حرف عطف بمعنى "إلا" ينصب بـ"أن" مضمرة.
تستقيما: فعل مضارع منصوب بـ"أن" مضمرة والألف: للإطلاق.
والفاعل: هي.
وجملة "كنت..." الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها
استئنافية، أو معطوفة على جملة سابقة. وجملة "غمزت قناة
قوم" الفعلية في محل جر بالإضافة. وجملة "كسرت كعوبها" لا
محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط غير جازم. وجملة "إذا
غمزت قناة قوم كسرت كعوبها" جملة الشرط وجوابه في محل نصب
خبر "كان". وجملة "أو تستقيما" المؤولة بمصدر معطوفة على
مصدر تقديره: ليكن كسر أو استقامة.
والشاهد فيه قوله: "أو تستقيما" حيث نصب الفعل المضارع
بـ"أن" مضمرة وجوبًا بعد "أو" التي بمعنى "إلا".
1025- التخريج: البيت لامرئ القيس في ديوانه ص66؛ والأزهية
ص122؛ وخزانة الأدب 4/ 212، 8/ 128؛ والكتاب 3/ 47؛
واللامات ص68؛ والمقتضب 2/ 28؛ وبلا نسبة في أمالي ابن
الحاجب 1/ 313؛ والجنى الداني ص231؛ والخصائص 1/ 269؛ ورصف
المباني ص133؛ وشرح عمدة الحافظ ص644؛ واللمع ص211.
المعنى: يخاطب الشاعر عمرو بن قميئة حين استحبه في مسيره
إلى قيصر الروم ليساعده على بني أسد، فقال له: لا تبك إنما
نحاول طلب الملك، وإلا أن نموت فيعذرنا الناس.
الإعراب: فقلت: "الفاء": بحسب ما قبلها، "قلت": فعل ماض،
و"التاء": ضمير متصل في محل رفع فاعل له. جار ومجرور
متعلقان بـ "قال". لا: ناهية. تبك: فعل مضارع مجزوم بحذف
حرف العلة.
عينك: فاعل مرفوع، وهو مضاف، و"الكاف": ضمير في محل جر
بالإضافة. إنما حرف مشبه بالفعل =
ج / 3 ص -202-
الحرفين، فإن المضارع إذا ورد بعدها
منصوبًا جاز إظهار أن كقوله: "من الطويل":
1026-
وَلَولاَ رِجَالٌ مِنْ رِزَامٍ أعِزَّةٌ
وَآلُ سُبَيعٍ أو أسُوءَكَ عَلقَمَا
تنبيهات: الأول: قال في شرح الكافية: وتقدير "إلا" و"حتى" في
موضع "أو" تقدير لحظ فيه المعنى دون الإعراب، والتقدير
الإعرابي المرتب على اللفظ أن يقدر قبل "أو" مصدر وبعدها
أن ناصبة للفعل وهما في تأويل مصدر معطوف بأو على المقدر
قبلها، فتقدير لأنتظرنه أو يقدم: ليكونن انتظار أو قدوم،
وتقدير لأقتلن الكافر أو يسلم: ليكونن قتله أو إسلامه،
وكذلك العمل في غيرهما.
الثاني: ذهب الكسائي إلى أن "أو" المذكورة ناصبة بنفسها،
وذهب الفراء ومن وافقه من الكوفيين إلى أن الفعل انتصب
بالمخالفة، والصحيح أن النصب بأن مضمرة بعدها؛
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= بطل عمله لدخول "ما" عليه. نحاول: فعل مضارع مرفوع
بالضمة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: "نحن".
ملكًا: مفعول به منصوب. أو: ناصبة بـ"أن" مضمرة. نموت: فعل
مضارع منصوب، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: "نحن".
فنعذرا: "الفاء": حرف عطف، "نعذرا": فعل مضارع للمجهول
منصوب، و"الألف" للإطلاق، ونائب فاعله ضمير مستتر فيه
وجوبًا تقديره: "نحن"، والمصدر المؤول من "أن" المقدرة،
والفعل "نموت" معطوفًا على "ملكًا".
وجملة "قلت...": بحسب ما قبلها. وجملة "لا تبك..." في محل
نصب مقول القول. وجملة "تحاول ملكًا": استئنافية لا محل
لها من الإعراب. وجملة "تموت": صلة الموصول الحرفي لا محل
لها. وجملة "نعذرا": معطوفة على سابقتها.
الشاهد فيه قوله: "نموت": حيث نصبه بإضمار "أن" لأنهما
بمعنى حتى نعذر، أو إلى أن نعذر.
1026- التخريج: البيت للحصين بن الحمام في خزانة الأدب 3/
324؛ والدرر 4/ 78؛ وشرح اختيارات المفضل ص334؛ وشرح
التصريح 2/ 244؛ وشرح المفصل 3/ 50 والمقاصد النحوية 4/
411، وبلا نسبة في سر صناعة الإعراب 1/ 272، والمحتسب 1/
326، وهمع الهوامع 2/ 10، 17.
الإعراب: ولولا "الواو": بحسب ما قبلها، "لولا": حرف
امتناع لوجود، رجال: مبتدأ مرفوع خبره محذوف وجوبا. من
رزام: جار ومجرور متعلقان بصفة الرجال، أعزة: نعت "رجال"
مرفوع، وآل: "الواو": حرف عطف، "آل": معطوف على رجال
مرفوع، وهو مضاف، سبيع: مضاف إليه مجرور، أو: ناصبة بـ"أن"
مضمرة أسوءك: فعل مضارع منصوب، و"الكاف": ضمير في محل نصب
مفعول به، وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره: "أنا" علقما:
منادى مرخم مبني في محل نصب.
وجملة "لولا رجال": مع جواب الشرط بحسب الواو، وجملة "رجال
مع خبره" جملة الشرط غير الظرفي لا محل لها. وجملة
"أسوءك": صلة الموصول لا محل لها.
الشاهد فيه قوله: "أسوءك" حيث نصب الفعل بـ"أن" مضمرة بعد
أو العاطفة تقديره: "أو أن أسوءك علقما" والمصدر المؤول من
"أن" والفعل "أسوء" معطوف على المبتدأ "رجال".
ج / 3 ص -203-
لأن "أو" حرف عطف فلا عمل لها، ولكنها عطفت
مصدرا مقدرا على مصدر متوهم، ومن ثم لزم إضمار "أن" بعدها.
الثالث: قوله: "إذا يصلح في موضعها حتى أو إلا" أحسن من
قوله في التسهيل: بعد "أو" الواقعة موقع "إلى أن" أو "إلا
أن" لأن لـ"حتى" معنيين كلاهما يصح هنا؛ الأول: الغاية
مثل "إلى"، والثاني التعليل مثل "كي"، فيشمل كلامه هنا
نحو: "لأرضين الله أو يغفر لي" بخلاف كلام التسهيل؛ لأن
المعنى حتى يغفر لي، بمعنى كي يغفر لي، وقد بان لك أن قول
الشارح "يريد حتى بمعنى إلى، لا التي بمعنى كي" لا وجه له،
وكلتا العبارتين خير من قول الشارح: "بعد أو بمعنى إلى أو
إلا" فإنه يوهم أن "أو" ترادف الحرفين، وليس كذلك، بل هي
أو العاطفة كما مرَّ.
685-
وبعد حتى هكذا إضمار "أن"
حتم، كـ"جد حتى تسر ذا حزن"
"وبعدَ حتى هكذا إضْمَارُ أن
حَتْمٌ" أي واجب، والغالب في حتى حينئذٍ أن تكون للغاية
نحو:
{لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى
يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى}1، وعلامتها أن يصلح في
موضعها "إلى" وقد تكون للتعليل "كجُدْ حتى تَسُرَّ ذَا
حَزَنْ" وعلامتها أن يصلح في موضعها "كي"، وزاد في التسهيل
أنها تكون بمعنى "إلا"، كقوله: "من الكامل":
1027-
لَيسَ العَطَاءُ مِنَ الفُضُولِ سَمَاحَةً
حَتَى تَجُودَ وَمَا لَدَيكَ قَلِيلُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 طه: 91.
1027- التخريج: البيت للمقنع الكندي في خزانة الأدب 3/
370؛ والدرر 4/ 75؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص1734؛
وشرح شواهد المغني 1/ 372؛ وبلا نسبة في الجنى الداني
ص555؛ والمقاصد النحوية 4/ 412؛ وهمع الهوامع 2/ 9.
اللغة: العطاء: الكرم والجود. الفضول: الزيادة. سماحة:
سخاء.
المعنى: ليس من الكرم والجود أن تعطي ما يزيد عندك، ولكن
السخاء الحقيقي، والكرم المحمود أن تعطي للناس من القليل
الذي تملك.
الإعراب: ليس: فعل ماض ناقص. العطاء: اسم "ليس" مرفوع
بالضمة. من الفضول: جار ومجرور متعلقان بالمصدر "العطاء".
سماحة: خبر "ليس" منصوب بالفتحة. حتى تجود: "حتى": حرف جر،
"تجود": فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد "حتى" والمصدر
المؤول من "أن" المضمرة والفعل "تجود" مجرور بـ"حتى"
والجار والمجرور متعلقان بـ"ليس"، و"الفاعل": ضمير مستتر
تقديره "أنت". وما: =
ج / 3 ص -204-
وهذا المعنى على غرابته ظاهر من قول سيبويه
في تفسير قولهم: "والله لا أفعل إلا أن تفعل": المعنى حتى
أن تفعل، وصرّح به ابن هشام الخضراوي، ونقله أبو البقاء عن
بعضهم في:
{وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا}1، والظاهر في هذه الآية خلافه، وأن المراد معنى الغاية، نعم هو
ظاهر في قوله: "من الرجز":
1028-
واللَّهِ لاَ يَذْهَبُ شَيخِي بَاطِلًا
حَتَى أُبِيرَ مَالِكًا وَكَاهِلاَ
لأن ما بعدها ليس غاية لما قبلها ولا مسببًا عنه.
تنبيه: ذهب الكوفيون إلى أن "حتى" ناصبة بنفسها وأجازوا
إظهار أن بعدها توكيدًا كما أجازوا ذلك بعد لام الجحود.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= "الواو": حالية، "ما": اسم موصول في محل رفع مبتدأ.
لديك: ظرف مكان منصوب بفتحة مقدرة على الألف المنقلبة ياء،
و"الكاف": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. قليل: "خبر "ما"
مرفوع بالضمة.
وجملة "ليس العطاء سماحة": ابتدائية لا محل لها. وجملة
"تجود" صلة الموصول الحرفي لا محل لها. وجملة "وما لديك
قليل": في محل نصب حال.
والشاهد فيه قوله: "حتى تجود" حيث اعتبر "حتى" بمعنى "إلا"
بتقدير المعنى: لا يكون العطاء سماحة إلا إذا جدت بقليلك.
1 البقرة: 102.
1028- التخريج: الرجز لامرئ القيس في ديوانه ص134؛
والأغاني 9/ 78؛ وخزانة الأدب 1/ 333، 2/ 213؛ والدرر 4/
75؛ وشرح شواهد المغني 1/ 372؛ ومعجم ما استعجم ص56؛ وبلا
نسبة في همع الهوامع 2/ 9.
اللغة: شيخي: أبي. أبير: أهلك. مالك وكاهل: حيان من بني
أسد.
المعنى: يقسم أنه لن يترك دم أبيه يذهب هدرًا، وسيهلك
مقابله حتى بني أسد مالكًا وكاهلا.
الإعراب: والله: "الواو": واو القسم، "الله": لفظ الجلالة
مجرور بالكسرة، والجار والمجرور متعلقان بفعل اسم المحذوف.
لا يذهب: "لا": نافية، "يذهب": فعل مضارع مرفوع بالإضافة.
شيخي: فاعل مرفوع بضمة مقدرة على ما قبل الياء. و"الياء":
ضمير متصل في محل جر بالإضافة. باطلا: نائب مفعول مطلق
منصوب بالفتحة، بتقدير "لا يذهب ذهابًا باطلا". حتى أبير:
"حتى": حرف جر، "أبير" مجرور بـ"حتى" والجار والمجرور
متعلقان بمعنى "أترك ثأره" المفهوم من السياق، و"الفاعل":
ضمير مستتر تقديره "أنا" مالكًا: مفعول به منصوب بالفتحة.
وكاهلًا: "الواو": للعطف، "كاهلًا": معطوف على "مالكا"
منصوب مثله.
وجملة "أقسم والله": ابتدائية لا محل لها. وجملة "لا
يذهب": جواب القسم لا محل لها. وجملة "أبير": صلة الموصول
الحرفي لا محل لها.
والشاهد فيه قوله: "حتى" أبير" حيث جاءت "حتى" بمعنى "إلا"
لأن ما بعدها ليس غاية لما قبلها ولا مسببًا عنه.
ج / 3 ص -205-
686-
وتلو حتى حالا أو مؤولا
به ارفعن وانصب المستقبلا
"وَتِلوَ حَتَى حالا أو
مُؤوَّلا بهِ" أي بالحال "ارْفَعْنَّ" حتمًا "وانصِب
المُسْتَقْبَلاَ" أي لا ينصب الفعل بعد "حتى" إلا إذا كان
مستقبلًا: ثم إن كان استقباله حقيقيًا بأن كان بالنسبة إلى
زمن التكلم فالنصب واجب نحو: "لأسيرن حتى أدخل المدينة"
وكالآية السابقة، وإن كان غير حقيقي بأن كان بالنسبة إلى
ما قبلها خاصة فالنصب جائز لا واجب نحو:
{وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ}1، فإن قولهم إنما هو مستقبل بالنظر إلى الزلزال لا بالنظر إلى زمن
قص ذلك علينا، فالرفع وبه قرأ نافع على تأويله بالحال،
والنصب وبه قرأ غيره على تأويله بالمستقبل: فالأول يقدر
اتصاف المخبر عنه وهو الرسول والذين آمنوا معه بالدخول في
القول فهو حال بالنسبة إلى تلك الحال، والثاني يقدر اتصافه
بالعزم عليه فهو مستقبل بالنسبة إلى تلك الحال.
ولا يرتفع الفعل بعد "حتى" إلا بثلاثة شروط:
الأول: أن يكون حالا، إما حقيقة نحو: "سرت حتى أدخلها" إذا
قلت ذلك وأنت في حالة الدخول، والرفع حينئذٍ واجب، أو
تأويلًا نحو:
{حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ}1،
في قراءة نافع، والرفع حينئذٍ جائز كما مر.
الثاني: أن يكون مسببًا عما قبلها فيمتنع الرفع في نحو:
"لأسيرن حتى تطلع الشمس"، و"ما سرت حتى أدخلها"، و"أسرت
حتى تدخلها" لانتفاء السببية، أما الأول فلأن طلوع الشمس
لا يتسبب عن السير، وأما الثاني فلأن الدخول لا يتسبب عن
عدم السير، وأما الثالث فلأن السبب لم يتحقق، ويجوز الرفع
في "أيهم سار حتى يدخلها؟ ومتى سرت حتى تدخلها؟" لأن السير
محقق وإنما الشك في عين الفاعل أو في عين الزمان، وأجاز
الأخفش الرفع بعد النفي على أن يكون أصل الكلام إيجابًا ثم
أدخلت أداة النفي على
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 البقرة: 214.
2 البقرة: 214.
ج / 3 ص -206-
الكلام بأسره لا على ما قبل حتى خاصة، ولو
عرضت هذه المسألة بهذا المعنى على سيبويه لم يمنع الرفع
فيها وإنما منعه إذا كان النفي مسلطًا على السبب خاصة وكل
أحد يمنع ذلك.
الثالث: أن يكون فضلة فيجب النصب في نحو: "سيري حتى
أدخلها"، وكذا في "كان سيري أمس حتى أدخلها" إن قدرت "كان"
ناقصة، ولم تقدر الظرف خبرًا، اهـ.
تنبيهات: الأول: تجيء حتى في الكلام على ثلاثة أضرب: جارة
وعاطفة وقد مرتا، وابتدائية أي حرف تبتدأ بعده الجمل أي
تستأنف، فتدخل على الجمل الاسمية كقوله "من الطويل":
1029-
فَمَا زَالَتِ القَتْلَى تَمُجُّ دِمَاءَهَا
بِدَجْلَةَ حَتَّى مَاءُ دِجْلَةَ أَشْكَلُ
وعلى الفعلية التي فعلها مضارع كقوله "من الكامل":
1030-
يُغْشَونَ حَتَّى مَا تَهِرُّ كِلاَبُهُمْ
"لا يسألون عن السواد المقبل"
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1029- التخريج: البيت لجرير في ديوانه ص143؛ والأزهية
ص216؛ والجنى الداني ص552؛ وخزانة الأدب 9/ 477؛ 479؛
والدرر 4/ 32؛ وشرح شواهد المغني 1/ 377؛ وشرح المفصل 8/
18؛ واللمع ص163؛ والمقاصد النحوية 4/ 386؛ وللأخطل في
الحيوان 5/ 330؛ وبلا نسبة في أسرار العربية ص267؛ والدرر
4/ 112؛ ولسان العرب 11/ 357 "شكل"؛ وهمع الهوامع 1/ 248،
2/ 24.
اللغة: تمج: ترمي وتلفظ. دجلة: نهر معروف في شمال سوريا
والعراق. أشكل: صار أحمر.
المعنى: لشدة المعركة القتلى التي ترمي بدمائها في نهر
دجلة. فصار ماؤه محمرًا لكثرة الدماء الواقعة فيه.
الإعراب: فما: "الفاء": استئنافية، "ما": نافية. زالت: فعل
ماض ناقص، و"التاء": للتأنيث. القتلى: اسم "ما زالت" مرفوع
بالضمة مقدرة على الألف. تمج: فعل مضارع مرفوع بالضمة،
و"الواو": ضمير مستتر تقديره "هي". دماءها: مفعول به منصوب
بالفتحة، و"ها": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. بدجلة: جار
ومجرور بالفتحة عوضًا عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف،
متعلقان بـ"تمج". حتى ماء: "حتى": حرف ابتداء "ماء": مبتدأ
مرفوع بالضمة. دجلة: مضاف إليه مجرور بالفتحة عوضًا عن
الكسرة لأنه ممنوع من الصرف. أشكل: خبر "ماء" مرفوع
بالضمة.
وجملة "فما زالت القتلى تمج": استئنافية لا محل لها. وجملة
"تمج": في محل خبر "ما زالت". وجملة "ماء دجلة أشكل".
استئنافية لا محل لها.
والشاهد فيه قوله: "حتى ماء" حيث جاءت "حتى" حرف ابتداء
يستأنف بعدها الكلام بجملة اسمية.
1030- التخريج: البيت لحسان بن ثابت في ديوانه ص123؛
وخزانة الأدب 2/ 412؛ والدرر. =
ج / 3 ص -207-
وقراءة نافع:
{حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ}1،
وعلى الفعلية التي فعلها ماض نحو:
{حَتَّى عَفَوْا وَقَالُوا}2، وزعم المصنف أن "حتى" هذه
جارة، ونوزع في ذلك.
الثاني: إذا كان الفعل حالا أو مؤولا به فـ"حتى" ابتدائية،
وإذا كان مستقبلا أو مؤولا به فهي الجارة وأن مضمرة بعدها
كما تقدم.
الثالث: علامة كونه حالا أو مؤوّلا به صلاحية جعل الفاء في
موضع حتى، ويجب حينئذٍ أن يكون ما بعدها فضلة مسببًا عما
قبلها، انتهى.
687-
"وَبَعْدَ فَا جوابِ نَفِيٍ أو طَلَبْ
مَحْضَينِ "أَنْ" وسَتْرُهَا حَتمٌ نَصَبْ"
"أن": مبتدأ، و"نصب": خبرها،
و"سترها حتم": مبتدأ وخبر في موضع الحال
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= 4/ 76؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 69؛ وشرح شواهد المغني 1/
387، 2/ 694؛ والكتاب 3/ 19؛ وهمع الهوامع 2/ 9.
اللغة: يغشون: يقصدهم الناس لينالوا معروفهم. تهر كلابهم:
تعوي. السواد والأسودات والأساود: جماعة من الناس،
والسواد: الشخص.
المعنى: اعتاد النس على زيارتهم، ونيل معروفهم، حتى صارت
الكلاب لا تنبح لقدوم الناس، لاعتيادها على قدومهم، حتى
الغريب القادم لا يسألونه عمن يكون، أي يكرمون الجميع، أو
لا يسألون عن عدد القادمين فهم على استعداد ومقدرة.
الإعراب: يغشون: فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون
لأنه من الأفعال الخمسة، و"الواو": ضمير متصل في محل رفع
فاعل. حتى ما: "حتى": حرف ابتداء، "ما": نافية لا محل لها.
تهر: فعل مضارع مرفوع بالضمة. كلابهم: فاعل مرفوع بالضمة،
و"الهاء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة والميم علامة جمع
الذكر العقلاء. لا يسألون: "لا": نافية، "يسألون": فعل
مضارع مرفوع بثبوت النون، و"الواو": ضمير متصل في محل رفع
فاعل. عن السواد: جار ومجرور متعلقان بـ"يسألون". المقبل:
صفة "السواد" مجرورة مثله بالكسرة.
وجملة "يغشون": استئنافية لا محل لها. وجملة "تهر":
استئنافية أيضًا لا محل لها. وجملة "يسألون": استئنافية
كذلك لا محل لها.
والشاهد فيه قوله: "حتى ما تهر" حيث جاءت "حتى" للابتداء،
ولكن ما بعدها جملة فعلية، فعلها مضارع مرفوع.
1 البقرة: 214.
2 الأعراف: 95.
ج / 3 ص -208-
من فاعل "نصب"، و"بعد" متعلق بـ"نصب".
يعنى أن "أن" تنصب الفعل مضمرة بعد فاء جواب نفي، نحو:
{لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا}1، أو جواب طلب وهو إما أمر أو نهي أو دعاء أو استفهام أو عرض أو
تحضيض أو تمن، فالأمر نحو قوله: "من الرجز":
1031-
يَا نَاقُ سِيرِي عَنَقًا فَسِيحا
إلَى سُلِيمَانَ فَنَسْتَرِيحَا
والنهي نحو:
{لا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ
بِعَذَابٍ}2، وقوله "من البسيط":
1032-
لاَ يَخْدَعَنَّكَ مَأثورٌ وإنْ قَدُمَتْ
تِراتهُ فَيَحِقَّ الحزنُ والنَّدَمُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 فاطر: 36.
1031- التخريج: الرجز لأبي النجم في الدرر 3/ 52، 4/ 79؛
والرد على النحاة ص123؛ وشرح التصريح 2/ 239؛ والكتاب 3/
35؛ ولسان العرب 3/ 83 "نفخ"؛ والمقاصد النحوية 4/ 387؛
وهمع الهوامع 2/ 10؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك 4/ 182؛
ورصف المباني ص381؛ وسر صناعة الإعراب 1/ 270؛ 274 ؛ وشرح
ابن عقيل ص570؛ وشرح قطر الندى ص71؛ وشرح المفصل 6/ 26؛
واللمع في العربية ص210؛ والمقتضب 2/ 14؛ وهمع الهوامع 1/
182.
اللغة والمعنى: ناق: ترخيم "ناقة". العنق: نوع من السير
السريع. الفسيح: الواسع الخطى. سليمان: هو سليمان بن عبد
الملك بن مروان.
يقول الشاعر لناقته: يا ناقتي أسرعي في سيرك لنصل إلى
سيلمان بن عبد الملك، فنحظى بعطاياه ونرتاح.
الإعراب: يا: حرف نداء. ناق: منادى مرخم مبني على الضم
المقدر في محل نصب على النداء.
سيري: فعل أمر مبني على حذف النون لاتصاله بياء المخاطبة ،
والياء: ضمير في محل رفع فاعل. عنقًا: صفة لمفعول مطلق
محذوف تقديره: "سيري سيرًا عنقًا". فسيحًا: نعت "عنقًا"
منصوب. إلى: حرف جر. سليمان: اسم مجرور بالفتحة لأنه ممنوع
من الصرف. والجار والمجرور متعلقان بـ"سيري". فنستريحا :
الفاء: سببية، نستريحا: فعل مضارع منصوب بـ"أن" مضمرة،
والألف: للإطلاق، والمصدر المؤول من "أن نستريحا" معطوف
على مصدر منتزع مما قبله، والتقدير: ليكن سير منك
فاستراحة.
وجملة "يا ناق..." الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها
ابتدائية. وجملة "سيري" الفعلية لا محل لها من الإعراب
لأنها استئنافية.
والشاهد فيه قوله: "فنستريحا" حيث نصب الفعل المضارع
"نستريح" بـ"أن" مضمرة بعد فاء السببية في جواب الأمر.
2 طه: 61.
1032- التخريج: لم أقع عليه فيما عدت إليه من مصادر.
اللغة: المأثور: الذي آثرت نفسك عليه. الترات: ج الترة،
وهي الحقد، والثأر. =
ج / 3 ص -209-
والدعاء، نحو:
{رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ
فَلا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ}1، وقوله "من الرمل":
1033-
رب وفقني فلا أعدل عن
سنن الساعين في خير سنن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= الإعراب: لا: ناهية. يخدعنك: فعل مضارع مبني على الفتح،
و"النون": للتوكيد، و"الكاف": ضمير في محل نصب مفعول به.
مأثور: فاعل مرفوع بالضمة. وإن: "الواو": حالية، "إن":
وصلية زائدة للتعميم. قدمت: فعل ماض، و"التاء": للتأنيث،
تراته: فاعل مرفوع، وهو مضاف، "الهاء": ضمير في محل جر
بالإضافة. فيحق: "الفاء": السببية والعاطفة، "يحق": فعل
مضارع منصوب بـ"أن" مضمرة بعد فاء السببية. الحزن: فاعل
مرفوع. والندم: "الواو": حرف عطف، و"الندم": معطوف على
"الحزن" مرفوع بالضمة، والمصدر المؤول من "أن" المضمرة،
والفعل "يحق" معطوف على مصدر منتزع مما تقدم.
الشاهد فيه قوله: "فيحق" حيث نصب الفعل بـ"أن" مضمرة بعد
فاء السببية الواقعة بعد نهي.
1 يونس: 88.
1033- التخريج: البيت بلا نسبة في الدرر 4/ 80؛ وشرح ابن
عقيل ص571؛ وشرح قطر الندى ص72؛ والمقاصد النحوية 4/ 388؛
وهمع الهوامع 2/ 11.
اللغة والمعنى: وفقني: اجعل الفوز حليفي. أعدل: السنن:
الطريقة أو الطريق.
يخاطب الشاعر ربه بقوله: رب، سدد خطاي، ولا تجعلني أميل عن
الطريق الذي سلكه الصالحون، والذي هو خير طريق.
الإعراب: رب: منادى منصوب بفتح مقدر على ما قبل ياء
المتكلم المحذوفة للتخفيف، وهو مضاف، والياء المحذوفة في
محل جر بالإضافة. وفقني: فعل أمر مبني على السكون،
والفاعل: أنت، والنون: للوقاية: والياء: ضمير في محل نصب
مفعول به. فلا: الفاء سببية، لا: حرف نفي. أعدل: فعل مضارع
منصوب بـ"أن": مضمرة. والمصدر المؤول من "أن لا أعدل"
معطوف على مصدر منتزع مما قبله، والفاعل. أنا. عن سنن: جار
ومجرور متعلقان بـ"أعدل"، وهو مضاف. الساعين: مضاف إليه
مجرور بالياء لأنه جمع مذكر سالم. في خير: جار ومجرور
متعلقان بـ"الساعين"، وهو مضاف. سنن: مضاف إليه مجرور وسكن
للضرورة الشعرية.
وجملة "رب وفقني" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها
ابتدائية. وجملة "وفقني" الفعلية لا محل لها من الإعراب
لأنها استئنافية.
والشاهد فيه قوله: "رب وفقني فلا أعدل" حيث نصب الفعل
"أعدل" بفاء السببية بعد فعل الدعاء الأصيل. وقال العيني:
واحترز بالفعل من أن يكون الدعاء بالاسم، ونحو: "سقيا لك
ورعيا"، وبقولنا: "أصل" من الدعاء المدلول عليه بلفظ
الخبر، نحو: "رحم الله زيدًا فيدخله الجنة" "المقاصد
النحوية 4/ 388".
ج / 3 ص -210-
وقوله "من الطويل":
1034-
فيا رب عجل ما أؤمل منهم
فيذفأ مقرور ويشبع مرمل
والاستفهام، نحو:
{فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا}1،
وقوله: "من البسيط":
1035-
هل تعرفون لباناتي فأرجو أن
تقضي فيرتد بعض الروح للجسد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1034- التخريج: لم أقع عليه فيما عدت إليه من مصادر.
اللغة: المقرور: المصاب بالبرد. المرمل: المسكين والفقير.
الإعراب: فيا: "الفاء": بحسب ما قبلها، "يا": حرف نداء.
رب: منادى منصوب وهو مضاف، و"الياء": المحذوفة في محل جر
بالإضافة. عجل: فعل أمر وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا
تقديره:
"أنت". ما: اسم موصول في محل نصب مفعول به. أؤمل: فعل
مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: "أنا".
منهم: جار ومجرور متعلقان بـ"أؤمل". فيدفأ: "الفاء":
العاطفة والسببية، "يدفأ": فعل مضارع منصوب بـ"أن" مضمرة
بعد فاء السببية. مقرور: فاعل مرفوع بالضمة، ويشبع مرمل:
معطوفة على "يدفأ مقرور" وتعرب إعرابها: والمصدر المؤول من
"أن" المضمرة، والفعل "يدفأ" معطوف على مصدر منتزع مما
تقدم.
وجملة النداء الابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة
"عجل": استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "أؤمل":
صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة "يدفأ مقرور"
صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة "يشبع مرمل":
معطوفة على سابقتها.
الشاهد فيه قوله: "فيدفأ" حيث نصب الفعل بـ"أن" مضمرة بعد
فاء السببية الواقعة بعد الدعاء؟
1 الأعراب: 53.
1035- التخريج: البيت بلا نسبة في شرح قطر الندى ص73
والمقاصد النحوية 4/ 388.
اللغة وشرح المفردات: لباناتي: حاجاتي. تقضي: تنجز: يرتد:
يعود.
المعنى: يسائل الشاعر أصحابه بقوله: هل تعرفون من أحتاج
إليه فتنجزوه لعل الحياة تعود إلي، أي ترتاح نفسي.
الإعراب: هل: حرف استفهام. تعرفون: فعل مضارع مرفوع بثبوت
النون. والواو: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. لباناتي:
مفعول به منصوب بالكسرة على ما قبل الياء لاشتغال المحل
بالحركة المناسبة، وهو مضاف، والياء: ضمير متصل مبني في
محل جر بالإضافة. فأرجو: الفاء السببية "أرجو" فعل مضارع
منصوب بـ"أن" مضمرة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره
"أنا". أن: حرف مصدري ونصب. تقضي: فعل مضارع للمجهول منصوب
بالفتحة المقدرة على الألف للتعذر، ونائب فاعله ضمير مستتر
فيه جوازًا تقديره "هي". فيرتد: الفاء حرف عطف، "يرتد":
معطوف على "تقضي" منصوب بالفتحة الظاهرة. بعض: فاعل مرفوع
بالضمة الظاهرة، وهو مضاف. الروح: مضاف إليه مجرور
بالكسرة. للجسد: اللام حرف جر، "الجسد": اسم مجرور بالكسرة
الظاهرة، والجار والمجرور متعلقان بـ"يرتد". =
ج / 3 ص -211-
والعرض، نحو قوله: "من البسيط":
1036-
يَا ابْنَ الكِرَامِ ألاَ تَدْنُو فَتُبْصِرَ مَا
قَدْ حَدَّثُوكَ فَمَا رَاء كَمَنْ سَمِعَا
والتحضيض، نحو:
{لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ
وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ}1 وقوله "من البسيط":
1037-
لَولاَ تَعوجِينَ يَا سَلمى عَلَى دَنِفٍ
فَتُخْمِدِي نَارَ وَجْدٍ كَادَ يُفْنِيهِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= وجملة "هل تعرفون..." ابتدائية لا محل لها من الإعراب.
وجملة "أن تقضي" المؤولة بمصدر في محل نصب مفعول به. وجملة
"يرتد..." الفعلية معطوفة على "تقضي".
الشاهد فيه قوله: "فأرجو" حيث نصب الفعل المضارع بـ"أن"
مضمرة بعد فاء السببية الواقعة في جواب الاستفهام المدلول
عليه بقوله: "هل تعرفون لباناتي".
1036- التخريج: البيت بلا نسبة وفي الدرر 4/ 82؛ وشرح
التصريح 2/ 239؛ وشرح ابن عقيل ص571؛ وشرح قطر الندى ص74؛
والمقاصد النحوية 4/ 389؛ وهمع الهوامع 2/ 12.
اللغة والمعنى: الكرام: ج الكريم، وهو الجواد أو الأصل:
تدنو: تقترب. الرائي: الذي يبصر بعينه.
يخاطب الشاعر رجلا كريما بقوله: تعال يابن الكرام، وجاورنا
لترى بأم عينك ما حدثوك به عنا، لأن الذي يرى غير الذي
يسمع.
الإعراب: يا: حرف نداء. ابن: منادى منصوب، وهو مضاف.
الكرام: مضاف إليه مجرور. ألا: حرف عرض. تدنو: فعل مضارع
مرفوع بالضمة المقدرة على الواو للثقل. والفاعل: أنت.
فتبصر: الفاء: سببية، تبصر: فعل مضارع منصوب بـ"أن مضمرة"،
والفاعل: أنت. والمصدر المؤول من "أن تبصر" معطوف على مصدر
منتزع مما قبله. ما: اسم موصول في محل نصب مفعول به. قد:
حرف تحقيق. حدثوك: فعل ماض، والواو: فاعل، والكاف: ضمير في
محل نصب مفعول به. فلما: الفاء: حرف عطف أو تعليل، ما: حرف
نفي. راء: مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة على الياء المحذوفة
لأنه اسم منقوص. كمن: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر
المبتدأ. سمعا: فعل ماض، والفاعل: هو، والألف للإطلاق.
وجملة "يابن الكرام" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها
ابتدائية. وجملة "ألا تدنو..." الفعلية لا محل لها من
الإعراب لأنها استئنافية. وجملة "قد حدثوك" الفعلية لا محل
لها من الإعراب لأنها صلة الموصول الاسمى. وجملة "ما راء
كمن سمعا" الاسمية لا محل لها من الإعراب لأنها استئنافية
أو تعليلية. وجملة "سمعا" الفعلية لا محل لها من الإعراب
لأنها صلة الموصول الاسمي.
والشاهد فيه قوله: "فتبصر" حيث نصب الفعل المضارع "تبصر"
بـ"أن" مضمرة وجوبًا بعد فاء السببية في جواب العرض.
1 المنافقون: 10.
1037- التخريج: البيت بلا نسبة في الدرر 4/ 82؛ وهمع
الهوامع 2/ 12.
اللغة: عاج: عطف ومال. الدنف: الذي لزمه المرض، وهنا
العاشق. تخمدي: تطفئي. الوجد: =
ج / 3 ص -212-
والتمني، نحو:
{يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا}1، وقوله "من البسيط":
1038-
يا ليت أم خليد واعدت فوفت
ودام لي ولها عمر فنصطحبا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= شدة الحب. يفنيه: يقضي عليه.
الإعراب: لولا: حرف تحضيض. تعوجين: فعل مضارع مرفوع بثبوت
النون، و"الياء": ضمير في محل رفع فاعل: يا: حرف نداء.
سلمى: منادى مبني على الضم في محل نصب. على دنف: جار
ومجرور متعلقان بـ"عاج". فتخمدي "الفاء" السببية والعاطفة،
و"تخمدي": فعل مضارع منصوب بحذف النون لأنه من الأفعال
الخمسة، و"الياء": ضمير في محل رفع فاعل. نار: مفعول به
منصوب، وهو مضاف. وجد: مضاف إليه مجرور، وكاد: فعل ماض
ناقص، واسمه ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو". يفنيه:
فعل مضارع مرفوع، و"الهاء": ضمير متصل مبني في محل نصب
مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو"،
والمصدر المؤول من "أن" المضمرة والفعل "تخمدي" معطوف على
مصدر منتزع مما تقدم.
وجملة "لولا تعوجين" ابتدائية لا محل لها من الإعراب.
وجملة "يا سلمى": اعتراضية لا محل لها من الإعراب. وجملة
"تخمدي" صلة الموصول الحرفي لا محل لها. وجملة "كاد
يفنيه": في محل جر نعت "وجد": وجملة "يفنيه": في محل نصب
خبر "كاد".
الشاهد فيه قوله: "فتخمدي" حيث نصب الفعل المضارع بـ"أن"
مضمرة بعد فاء السببية الواقعة بعد تخصيص.
1 النساء: 73.
1038- التخريج: البيت بلا نسبة في المقاصد النحوية 4/ 389.
الإعراب: يا: حرف نداء، والمنادى محذوف. ليت:" حرف مشبه
بالفعل. أم: اسم "ليت" منصوب، وهو مضاف. خليد: مضاف إليه
مجرور. واعدت: فعل ماض، و"التاء": للتأنيث، وفاعله ضمير
مستتر فيه جوازًا تقديره: "هي". فوفت: "الفاء": حرف عطف،
"وفت": فعل ماض، و"التاء": للتأنيث، وفاعله ضمير مستر فيه
جوازًا تقديره: "هي". ودام: "الواو": حرف عطف، "دام": فعل
ماض. لي: جار ومجرور متعلقان بـ"دام". ولها: "الواو": حرف
عطف، "لها": جار ومجرور متعلقان بـ"دام". عمر: فاعل مرفوع.
فنصطحبا: "الفاء": السببية والعاطفة، "تصطحبا: فعل مضارع
منصوب، و"الألف": للإطلاق، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا
تقديره: "نحن"، والمصدر المؤول من "أن" المضمرة، والفعل
"نصطحب" معطوف على مصدر منتزع مما تقدم.
وجملة "يا ليت...": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة
"واعدت": في محل رفع خبر "ليت". وجملة "وفت": معطوفة على
سابقته. وجملة "دام": معطوفة على سابقتها، وجملة "نصطحب":
صلة الموصول لا محل لها.
الشاهد فيه قوله: "فنصطحبا" حيث نصب الفعل المضارع بـ"أن"
مضمرة بعد الفاء السببية الواقعة بعد تمن.
ج / 3 ص -213-
واحترز بفاء الجواب عن الفاء التي لمجرد
العطف نحو: "ما تأتينا فتحدثنا"، بمعنى: ما تأتينا فما
تحدثنا، فيكون الفعلان مقصودًا نفيهما، وبمعنى: ما تأتينا
فأنت تحدثنا على إضمار مبتدأ، فيكون المقصود نفي الأول
وإثبات الثاني، وإذا قصد الجواب لم يكن الفعل إلا منصوبًا
على معنى ما تأتينا محدثًا، فيكون المقصود نفي اجتماعهما
أو على معنى ما تأتينا فكيف تحدثنا فيكون المقصود نفي
الثاني لانتفاء الأول. واحترز بمحضين عن النفي الذي ليس
بمحض وهو المنتقض بـ"إلا" والمتلوّ بنفي نحو: "ما أنت
تأتينا إلا فتحدثنا"، ونحو: "ما تزال تأتينا فتحدثنا"، ومن
الطلب الذي ليس بمحض وهو الطلب باسم الفعل أو بالمصدر أو
بما لفظه خبر نحو: "صه فأكرمك"، وحسبك الحديث فينام الناس،
ونحو: "سكوتًا فينام الناس"، ونحو: "رزقني الله مالًا
فأنفقه في الخير"، فلا يكون لشيء من ذلك جواب منصوب،
وسيأتي التنبيه على خلاف في بعض ذلك.
تنبيهات: الأول مما مثل به في شرح الكافية لجواب النفي
المنتقض ما قام فيأكل إلا طعامه، قال ومنه قول الشاعر: "من
الطويل":
1039-
وَمَا قَامَ مِنَّا قَائِمٌ فِي نَدِيِّنَا
فَيَنْطِقُ إلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَعْرَفُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1039- التخريج: البيت للفرزدق في ديوانه 2/ 29؛ وجمهرة
أشعار العرب ص887؛ وخزانة الأدب 8/ 540، 542؛ والرد على
النحاة ص 154؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص535؛ والكتاب
3/ 32؛ والمقاصد النحوية 4/ 390؛ وبلا نسبة في تذكرة
النحاة ص71.
اللغة: الندى: مجلس القوم ومتحدثهم. إلا بالتي هي أعرف:
بالإشياء التي هي معروفة.
الإعراب: وما: "الواو": حرف عطف، و"ما": حرف نفي. قام: فعل
ماض مبني على الفتح. منا: جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال.
قائم: فاعل "قام" مرفوع بالضمة. في: حرف جر. ندينا: اسم
مجرور، وهو مضاف، و"نا": ضمير متصل مبني في محل جر
بالإضافة. والجار والمجرور متعلقان بالفعل "قام". فينطق
"الفاء": حرف عطف، و"ينطق": بالرفع فعل مضارع مرفوع "ولم
ينصب لأن النفي ليس بخالص"، وفاعله ضمير مستر فيه جوازا
تقديره: "هو". إلا: حرف حصر. بالتي: جار ومجرور متعلقان
بالفعل "ينطق". هي: ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع
مبتدأ. أعرف: خبر مرفوع بالضمة.
وجملة "وما قام قائم" معطوفة على ما قبلها. وجملة "فينطق":
معطوفة، وجملة "هي أعرف": لا محل لها من الإعراب لأنها صلة
الموصول.
الشاهد فيه قوله: "فينطق" حيث رفعه الشاعر لأن من شرط
النصب بعد النفي أن يكون النفي خالص وهو هنا ليس كذلك.
ج / 3 ص -214-
وتبعه الشارح في التمثيل بذلك، واعترضهما
المرادي وقال: إن النفي إذا انتقض بإلا بعد الفاء جاز
النصب، نص على ذلك سيبويه، وعلى النصب أنشد:
فَيَنْطِقَ إلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَعْرَفُ1
الثاني: قد تضمر أن بعد الفاء الواقعة بين مجزومي أداة شرط
أو بعدهما أو بعد حصر بـ"إنما" اختيارًا نحو: إن تأتني
فتحسن إلي أكافئك"، ونحو: "متى زرتني أحسن إليك فأكرمك"،
ونحو:
{إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}2، في قراءة من نصب، وبعد الحصر بإلا والخبر المثبت الخالي من الشرط
اضطرارًا نحو: "ما أنت إلا تأتينا فتحدثنا" ونحو قوله "من
الوافر":
1040-
سَأَتْرُكُ مَنْزِلِي لِبَنِي تَمِيمٍ
وَأَلحَقُ بِالحِجَازِ فَأَسْتَرِيحَا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 انظر الشاهد السابق.
2 آل عمران: 47.
1040- التخريج: البيت للمغيرة بن حبناء في خزانة الأدب 8/
522؛ والدرر 1/ 240، 4/ 79؛ وشرح شواهد الإيضاح ص251؛ وشرح
شواهد المغني ص497؛ والمقاصد النحوية 4/ 390؛ وبلا نسبة في
الدرر 5/ 130؛ والرد على النحاة ص1254؛ ورصف المباني 379؛
وشرح المفصل 7/ 55؛ والكتاب 3/ 39؛ والمحتسب 1/ 197؛ ومغني
اللبيب 1/ 175؛ والمقتضب 2/ 24؛ والمقرب 1/ 263.
المعنى: يقول: سأغادر منزلي تخلصًا من مجاورة بني تميم
الذين لا يرعون حق الجار، وأسكن الحجاز لعلي أجد هناك راحة
لنفسي.
الإعراب: سأترك: السين: حرف تنفيس، أترك: فعل مضارع مرفوع،
والفاعل: أنا. منزلي: مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على
ما قبل الياء، وهو مضاف، والياء: ضمير في محل جر بالإضافة.
لبني: اللام: حرف جر، بني: اسم مجرور بالياء لأنه ملحق
بجمع المذكر السالم. والجار والمجرور متعلقان بـ"أترك"،
وهو مضاف: تميم: مضاف إليه مجرور. وألحق: الواو: حرف عطف،
ألحق: فعل مضارع مرفوع، والفاعل: أنا. بالحجاز: جار ومجرور
متعلقان بـ"ألحق". فأستريحا: الفاء: السببية، أستريحا: فعل
مضارع منصوب بـ"أن" مضمرة، والألف: للإطلاق، والفاعل: أنا.
والمصدر المؤول من "أن أستريح" معطوف على مصدر منتزع مما
قبل الفاء، والتقدير: لحاق فاستراحة.
وجملة "سأترك منزلي" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها
ابتدائية. وجملة "ألحق بالحجاز" الفعلية معطوفة على جملة
"سأترك منزلي".
والشاهد فيه قوله: "فأستريحا" حيث نصبه بـ"أن" مضمرة بعد
فاء السببية من دون أن تسبق بنفي أو طلب، وهذا ضرورة.
ج / 3 ص -215-
الثالث: يلحق بالنفي التشبيه الواقع موقعه
نحو: "كأنك وال علينا فتشتمنا"، أي: ما أنت وال علينا،
ذكره في التسهيل وقال في شرح الكافية: إن "غيرًا" قد تفيد
نفيًا فيكون لها جواب منصوب كالنفي الصريح، فيقال: "غير
قائم الزيدان فتكرمهما" أشار إلى ذلك ابن السراج، ثم قال:
ولا يجوز هذا عندي، قلت: وهو عندي جائز والله أعلم. هذا
كلامه بحروفه.
الرابع: ذهب بعض الكوفيين إلى أن ما بعد الفاء منصوب
بالمخالفة وبعضهم إلى أن الفاء هي الناصبة كما تقدم في
"أو"، والصحيح مذهب البصريين لأن الفاء عاطفة فلا عمل لها
لكنها عطفت مصدرًا مقدرًا على مصدر متوهم، والتقدير في
نحو: "ما تأتينا فتحدثنا" ما يكون منك إتيان فتحديث، وكذا
يقدر في جميع المواضع.
الخامس: شرط في التسهيل في نصب جواب الاستفهام أن لا يتضمن
وقوع الفعل احترازًا من نحو "لم ضربت زيدًا فيجازيك" لأن
الضرب قد وقع فلم يمكن سبك مصدر مستقبل منه، وهو مذهب أبي
علي، ولم يشترط ذلك المغاربة، وحكى ابن كيسان "أين ذهب زيد
فنتبعه" بالنصب مع أن الفعل في ذلك محقق الوقوع، وإذا لم
يمكن سبك مصدر مستقبل من الجملة سبكناه من لازمها،
فالتقدير ليكن منك إعلام بذهاب زيد فاتباع منا.
688-
والواو كالفا إن تفد مفهوم مع
كـ"لا تكن جلدًا وتظهر الجزع"
"وَالواوُ كَالفَا" في جميع ما
تقدم "إنْ تُفِدْ مَفْهُومَ مَعْ" أي يقصد بها المصاحبة
"كَلاَ تَكُنْ جَلدًا وَتُظْهِرَ الجَزَعْ" أي لا تجمع بين
هذين، وقد سمع النصب مع الواو في خمسة مما سمع مع الفاء.
الأول: النفي نحو:
{وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ
الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ}1.
الثاني: الأمر نحو قوله "من الوافر":
1041-
فَقُلتُ ادْعِي وَأَدْعُو إنَّ أَنْدَى
لِصَوت أَنْ يُنَادِيَ دَاعِيَانِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 آل عمران: 142.
1041- التخريج: البيت للأعشى في الدرر 4/ 85؛ والرد على
النحاة ص128؛ والكتاب 3/ 54؛ =
ج / 3 ص -216-
الثالث: النهي، نحو قوله "من الكامل":
1042-
"يا أيها الرجل المعلم غيره
هلا لنفسك كان ذا التعليم"
"ابدأ بنفسك فانهها عن غيها
فإذا انتهت عنه فأنت حكيم"
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= وليس في ديوانه؛ وللفرزدق في أمالي القالي 2/ 90؛ وليس
في ديوانه؛ ولدثار بن شيبان النمري في الأغاني 2/ 1598؛
وسمط اللآلي ص726؛ ولسان العرب 15/ 316 "ندى"؛ وللأعشى أو
للحطيئة أو لربيعة بن جشم في شرح المفصل 7/ 35؛ ولأحد
هؤلاء الثلاثة أو لدثار بن شيبان في شرح التصريح 2/ 239؛
وشرح شواهد المغني 2/ 827؛ والمقاصد النحوية 4/ 392؛ وبلا
نسبة في أمالي ابن الحاجب 2/ 864؛ والإنصاف 2/ 531؛ وأوضح
المسالك 4/ 182؛ وجواهر الأدب ص167؛ وسر صناعة الإعراب 1/
392؛ وشرح ابن عقيل ص573؛ وشرح عمدة الحافظ ص341؛ ولسان
العرب 12/ 560 "لوم"؛ ومجالس ثعلب 2/ 542؛ ومغني اللبيب 1/
379؛ وهمع الهوامع 2/ 13.
اللغة والمعنى: أندى: أفعل تفضيل من الندى. ويقال: فلان
أندى صوتًا من فلان إذا كان بعيد الصوت.
يقول: تعالى لندعو معًا فيبعد صوتًا أكثر، أو: تعالى لندعو
معًا، لأن الصوتين قد يكونان أبعد مدى.
الإعراب: فقلت: الفاء: بحسب ما قبلها، قلت: فعل ماض،
والتاء: فاعل. ادعي: فعل أمر مبني على حذف النون لاتصاله
بياء المخاطبة. والياء: فاعل. وأدعو: الواو: للمعية، أدعو:
فعل مضارع منصوب بـ"ان" مضمرة، والفاعل: أنا. والمصدر
المؤول من "أن أدعو" معطوف على مصدر منتزع مما قبله. إن:
حرف مشبه بالفعل. أندى: اسم "إن" منصوب بالفتحة المقدرة
على الألف. ويمكن اعتبارها: خبر مقدم لـ"إن" مرفوع بالضمة
المقدرة، واسم "إن" المصدر المؤول من "أن ينادي". لصوت:
جار ومجرور متعلقان بـ"أندى". أن: حرف نصب ومصدري. ينادي:
فعل مضارع منصوب. داعيان: فاعل مرفوع بالألف لأنه مثنى.
وجملة "قلت..." الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها
ابتدائية أو معطوفة على جملة سابقة.
وجملة "ادعي" الفعلية في محل نصب مفعول به لـ"قلت". جملة
"إن أندى لصوت" الاسمية لا محل لها من الإعراب لأنها
استئنافية. وجملة "أن ينادي داعيان" بمصدر في محل رفع خبر
"إن" تقديره: "أندى لصوت مناداة داعيين".
والشاهد فيه قوله: "أدعو" حيث نصب الفعل المضارع بـ"أن":
مضمرة وجوبًا بعد واو المعية.
1042- التخريج: الأبيات لأبي الأسود الدؤلي في ديوانه
ص404؛ والبيت الرابع، وهو موضع الشاهد، لأبي الأسود في
الأزهية ص234؛ وشرح التصريح 2/ 238؛ وهمع الهوامع 2/ 13؛
وللمتوكل الليثي في الأغاني 12/ 156؛ وحماسة البحتري ص117
والعقد الفريد 2/ 311؛ والمؤتلف والمختلف ص179؛ ولأبي
الأسود أو للمتوكل في لسان العرب 7/ 447 "عظظ"؛ ولأحدهما
أو للأخطل في شرح شواهد الإيضاح ص252؛ ولأبي الأسود الدؤلي
أو للأخطل أو للمتوكل الكناني في الدرر 4/ 86؛ والمقاصد
النحوية 4/ 393؛ ولأحد هؤلاء أو للمتوكل الليثي أو للطرماح
أو للسابق البربري في خزانة الأدب 8/ 564-567؛ وللأخطل في
الرد على النحاة ص127؛ وشرح المفصل 7/ 24؛ والكتاب 3/ 42؛
ولحسان بن ثابت في شرح أبيات سيبويه 2/ 188. =
ج / 3 ص -217-
"فهناك يسمع ما تقول ويشتفى
بالقول منك وينفع التعليم"
لا تنه عن خلق وتأتي مثله
عار عليك إذا فعلت عظيم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= اللغة والمعنى: الغي: الضلال. يقول: يا من يريد أن يعلم
غيره وهو أحق بالتعليم، ابدأ بنفسك فانهها عن ضلالها،
فإذا فعلت تصبح حكيمًا، وعند ذلك الآذان المصغية لنصائحك.
واحذر أن تنهى عن عمل شائن وتأتي مثله، وإلا لزمك العار
الكبير.
الإعراب: يا: حرف نداء. أيها: منادى مبني على الضم في محل
نصب. وها: حرف تنبيه. الرجل: بدل مرفوع. المعلم: نعت
مرفوع، وفاعله "لأنه اسم فاعل" ضمير مستتر فيه جوازًا
تقديره هو. غيره: مفعول به منصوب، وهو مضاف، والهاء ضمير
متصل مبني في محل جر بالإضافة. هلا: حرف تحضيض. لنفسك: جار
ومجرور متعلقان بـ"كان". والكاف: ضمير مضاف إليه. كان: فعل
ماض تام. ذا: اسم إشارة. لنفسك: جار ومجرور متعلقان
بـ"كان". والكاف: ضمير مضاف إليه. كان: فعل ماض تام. ذا:
اسم إشارة مبني في محل رفع فاعل "كان". التعليم: بدل من
"ذا" مرفوع. وجملة النداء ابتدائية لا محل لها من الإعراب.
وجملة "هلا لنفسك كان ذا التعليم" اسئنافية لا محل لها من
الإعراب.
ابدأ: فعل أمر مبني على السكون، وفاعله ضمير مستتر فيه
وجوبًا تقديره: أنت. بنفسك: جار ومجرور متعلقان بـ"ابدأ"،
والكاف: ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. فانهها: حرف
عطف، وفعل أمر مبني على حذف حرف العلة، وفاعله ضمير مستتر
فيه وجوبًا تقديره: أنت، و"ها": ضمير متصل مبني في محل نصب
مفعول به. عن غيها: جار ومجرور متعلقان بـ"انهها"، و"ها":
ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. فإذا: الفاء: حرف
اسئناف، و"إذا": ظرف لما يستقبل من الزمان خافض لشرطه
منصوب بجوابه في محل نصب. انتهت: فعل ماض، وفاعله ضمير
مستتر فيه جوازًا تقديره هي، والتاء: للتأنيث. عنه: جار
ومجرور متعلقان بـ"انتهت". فأنت: الفاء: حرف واقع في جواب
الشرط، أنت: ضمير رفع منفصل مبني على الفتح في محل رفع
مبتدأ. حكيم: خبر مرفوع بالضمة الظاهرة. وجملة "ابدأ
بنفسك" استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "فانهها عن
غيها" معطوفة لا محل لها من الإعراب. وجملة "انتهت". في
محل جر بالإضافة. وجملة "فأنت حكيم" لا محل لها من الإعراب
لأنها جواب شرط غير جازم.
فهناك: الفاء: حرف استئناف، هناك: اسم إشارة للمكان مبني
في محل نصب على الظرفية متعلق بـ"يسمع". يسمع: فعل مضارع
للمجهول مرفوع. ما: اسم موصول مبني في محل رفع نائب فاعل.
تقول: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا
تقديره أنت. ويشتفي: حرف عطف، وفعل مضارع للمجهول مرفوع
بالضمة المقدرة على الألف للتعذر. بالقول: جار ومجرور في
محل رفع نائب فاعل.
منك: جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من "القول". وينفع:
حرف عطف وفعل مضارع مرفوع.
التعليم: فاعل مرفوع. وجملة "فهناك يسمع" استئنافية لا
محل لها من الإعراب. وجملة "تقول" لا محل لها من الإعراب
لأنها صلة الموصول. وجملة "يشتفي" معطوفة على جملة "يسمع"
لا محل لها من الإعراب. وكذلك جملة "ينفع التعليم".
لا: ناهية. تنه: فعل مضارع مجزوم بحذف حرف العلة، والفاعل:
أنت. عن خلق: جار ومجرور متعلقان بـ"تنه". وتأتي: الواو:
للمعية، تأتي: فعل مضارع منصوب بـ"أن" مضمرة بعد واو
المعية، =
ج / 3 ص -218-
الرابع: الاستفهام، نحو قوله "من الكامل":
1043-
أتبيت ريان الجفون من الكرى
وأبيت منك بليلة الملسوع
وقوله "من الطويل":
1044-
ألم أك جاركم ويكون بيني
وبينكم المودة والإخاء
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= والفاعل: أنت. والمصدر المؤول من "أن تأتي" معطوف على
مصدر منتزع مما فيه. مثله: مفعول به منصوب بالفتحة، وهو
مضاف، والهاء: في محل جر بالإضافة، عار: خبر لمبتدأ محذوف
تقديره ذلك عار. عليك: جار ومجرور متعلقان بمحذوف نعت
لـ"عار". إذا: ظرف يتضمن معنى الشرط. فعلت: فعل ماض.
والتاء: فاعل. عظيم: نعت لـ"عار" مرفوع. وجواب "إذا" محذوف
تقديره: "إذا فعلت ذلك فإنه عار عظيم عليك". وجملة "لا
تنه..." الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها استئنافية،
أو ابتدائية. وجملة "ذلك عار عليك" الاسمية لا محل لها من
الإعراب لأنها تعليلة. أو تفسيرية. وجملة "فعلت" الفعلية
في محل جر بالإضافة.
والشاهد فيه قوله: و"تأتي" حيث جاءت الواو دالة على
المعية، ونصب الفعل المضارع بعدها بـ"أن" مضمرة، ولا يجوز
أن نسمي ما بعدها مفعولا معه لأنه فعل، وليس باسم.
1043- التخريج: البيت للشريف الرضي في ديوانه 1/ 497؛
وحاشية الشيخ ياسين 1/ 184؛ والدرر 4/ 87؛ وبلا نسبة في
همع الهوامع 2/ 13.
اللغة: الريان: الذي شرب حتى ارتوى. الكرى: النوم والملسوع
من ضرب عقرب بإبرته.
المعنى: كيف تنامين مرغدة الفكر هانئة البال، وأنا أتضور
شوقًا لا أستطيع النوم كمن لسعه عقرب.
الإعراب: أتبيت: "أ": حرف استفهام، "تبيت": فعل مضارع
ناقص، واسمه مستتر وجوبا تقديره "هي". ريان: خبرها منصوب
وهو مضاف وعلامة نصبة الفتحة الجفون: "مضاف إليه مجرور
بالكسرة الظاهرة. من الكرى: جار ومجرور متعلقان بالخبر
ريان. وأبيت: "الواو": واو عاطفة ومعية، "أبيت". فعل مضارع
ناقص منصوب بأن المضمرة بعد واو المعية اسمها ضمير مستتر
وجوبًا تقديره أنا. منك: جار ومجرور متعلقان بالفعل أبيت.
بليلة: جار ومجرور متعلقان بخبر محذوف و"ليلة":
مضاف. الملسوع: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.
وجملة "تبيت": ابتدائية لا محل لها. وجملة "أبيت": صلة
الموصول الحرفي المحذوف. والمصدر المؤول من "أن أبيت"
معطوف على مصدر متصيَّد من الفعل السابق.
الشاهد فيه: "وأبيتَ". حيث نصب الفعل المضارع بأن مضمرة
بعد الواو التي هي بمعنى "مع"، وسوغ هذا مجيئه بعد
استفهام.
1044- التخريج: البيت للحطيئة في ديوانه ص54؛ والدرر 4/
88؛ والرد على النحاة ص128؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 73؛ وشرح
شواهد المغني ص950؛ وشرح ابن عقيل ص574؛ والكتاب 3/ 43؛
ومغني اللبيب ص669؛ والمقاصد النحوية 4/ 417؛ وبلا نسبة في
جواهر الأدب ص168؛ ورصف المباني ص47؛ وشرح قطر الندى 76؛
والمقتضب 2/ 27؛ وهمع الهوامع 2/ 13.
ج / 3 ص -219-
الخامس: التمني، نحو:
{يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ
مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}1 في قراءة حمزة وحفص، وقيس
الباقي.
قال ابن السراج: الواو ينصب ما بعدها في غير الموجب من حيث
انتصب ما بعد الفاء، وإنما يكون كذلك إذا لم ترد الاشتراك
بين الفعل والفعل، وأردت عطف الفعل على مصدر الفعل الذي
قبلها كما كان في الفاء وأضمرت "أن"، وتكون الواو في هذا
بمعنى "مع" فقط.
ولا بدّ مع هذا الذي ذكره من رعاية أن لا يكون الفعل بعد
الواو مبنيًا على مبتدأ محذوف لأنه متى كان كذلك وجب رفعه،
ومن ثم جاز فيما بعد الواو من نحو لا تأكل السمك وتشرب
اللبن ثلاثة أوجه: الجزم على التشريك بين الفعلين في
النهي، والنصب على النهي عن الجمع، والرفع على ذلك المعنى،
ولكن على تقدير وأنت تشرب اللبن.
تنبيه: الخلاف في الواو كالخلاف في الفاء، وقد تقدم.
689-
وبعد غير النفي جزمًا اعمتد
إن تسقط الفا والجزاء قد قصد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= المعنى: يقول الشاعر معاتبًا قوم الزبرقان: ألم أكن في
جواركم. وكان بيني وبينكم مودة وأخوة؟
الإعراب: ألم: الهمزة: للاستفهام، لم: حرف نفي وقلب. أك:
فعل مضارع ناقص مجزوم بالسكون على النون المحذوفة، أصلها
"أكن" للتخفيف، واسمها ضمير مستتر تقديره: "أنا". جاركم:
خبر "أك" منصوب، وهو مضاف، و"كم": ضمير في محل جر
بالإضافة. ويكون: الواو: للمعية، يكون: فعل مضارع ناقص
منصوب بـ"أن" مضمرة. والمصدر المؤول من "أن يكون معطوف على
مصدر منتزع مما قبله. بيني: ظرف مكان منصوب متعلق بمحذوف
خبر "كان" وهو مضاف، والياء: في محل جر بالإضافة. وبينكم:
الواو: حرف عطف. بينكم: ظرف معطوف على "بيني" وهو مضاف،
و"كم" ضمير في محل جر بالإضافة. المودة: اسم "يكون" مرفوع.
والإخاء: الواو: حرف عطف. الإخاء: معطوف على المودة مرفوع.
وجملة "لم أك..." الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها
ابتدائية.
والشاهد فيه قوله: "ويكون" حيث نصب الفعل المضارع بتقدير
"أن" لوقوع الفعل بعد واو المصاحبة الواقعة بعد الاستفهام.
1 الأنعام: 27.
ج / 3 ص -220-
"وَبَعْدَ غَيرِ النَّفْيِ جَزْمًا اعْتَمِدْ" "جزمًا":
مفعول به مقدم. أي: اعتمد الجزم "إنْ تَسْقُطِ الفَا
وَالجَزَاءُ قَدْ قُصِدْ" أي: انفردت الفاء عن الواو بأن
الفعل بعدها ينجزم عند سقوطها بشرط أن يقصد الجزاء، وذلك
بعد الطلب بأنواعه كقوله: "من الطويل":
قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيبٍ وَمَنْزِلِ
"بسقط اللوى بين الدخول فحومل"1
وكذا بقية الأمثلة، أما النفي فلا يجزم جوابه لأنه يقتضي
تحقق عدم الوقوع كما يقتضي الإيجاب تحقق الوقوع، فلا يجزم
بعده كما لا يحزم بعد الإيجاب، ولذلك قال: "وبعد غير
النفي"، واحترز بقوله: "والجزاء قد قصد" عما إذا لم يقصد
الجزاء فإنه لا يجزم بل يرفع: إما مقصودًا به الوصف، نحو:
"ليت لي مالًا أنفق منه"، أو الحال أو الاستئناف،
ويحتملهما قوله تعالى:
{فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ
يَبَسًا لا تَخَافُ دَرَكًا}2، وقوله "من البسيط":
1045-
كُرُّوا إلَى حَرَّتَيْكُمْ تَعْمُرُونَهُمَا
كَمَا تَكُرُّ إلَى أوطَانِهَا البَقَرُ
تنبيهان: الأول: قال في شرح الكافية: الجزم عند التعري من
الفاء جائز بإجماع.
الثاني: اختلف في جازم الفعل حينئذٍ؛ فقيل: إن لفظ الطلب
ضمن معنى حرف
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 تقدم بالرقم 820.
2 طه: 77.
1045- التخريج: البيت للأخطل في ديوانه ص176؛ وشرح أبيات
سيبويه 2/ 87؛ والكتاب 3/ 99؛ ولسان العرب 13/ 451؛ "وطن"؛
ومعجم ما استعجم ص481؛ وبلا نسبة في المقرب 1/ 273.
اللغة: كروا: ارجعوا. الحرة: أرض ذات حجارة سود نخرة.
تعمرونها: تجعلونها عامرة.
المعنى: يعير الشاعر خصومه بالنزول إلى الحرة لحصانتها
وامتناع الذليل بها.
الإعراب: كروا: فعل أمر، و"الواو": ضمير في محل رفع فاعل.
إلى حرتيكم: جار ومجرور متعلقان بـ"كروا"، وهو مضاف،
و"كم": ضمير في محل جر بالإضافة. تعمرونهما: فعل مضارع
مرفوع بثبوت النون، و"الواو": ضمير في محل رفع فاعل.
و"هما": ضمير في محل نصب مفعول به، كما: "الكاف": اسم
بمعنى "مثل" مبني على الفتح في محل نصب نائب مفعول مطلق
وهو المضاف، والمصدر المؤول من "ما" والفعل "تكر" مضاف
إليه، و"ما": مصدرية. تكر: فعل مضارع مرفوع. إلى أوطانها:
جار ومجرور متعلقان بـ"تكر"، وهو مضاف و"ها": ضمير في محل
جر بالإضافة. البقر: فاعل مرفوع بالضمة.
وجملة "كروا": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة
"تعمرونهما": في محل نصب حال. وجملة "تكر البقر": صلة
الموصول الحرفي لا محل لها.
الشاهد فيه قوله: "تعمرونهما" حيث رفعه لوقوع الجملة موقع
الحال تقديره: "كروا عامرين".
ج / 3 ص -221-
الشرط فجزم، وإليه ذهب ابن خروف واختاره
المصنف ونسبه إلى الخليل وسيبويه، وقيل إن الأمر والنهي
وباقيها نابت عن الشرط، أي: حذفت جملة الشرط وأنيبت هذه في
العمل منابها فجزمت، وهو مذهب الفارسي والسيرافي وابن
عصفور، وقيل الجزم بشرط مقدر دل على الطلب، وإليه ذهب أكثر
المتأخرين، وقيل: الجزم بلام مقدرة؛ فإذا قيل: "ألا تنزل
تصب خيرًا" فمعناه لتصب خيرًا وهو ضعيف، ولا يطرد إلا
بتجوز وتكلف والمختار القول الثالث لا ما ذهب إليه المصنف؛
لأن الشرط لا بدّ له من فعل، ولا جائز أن يكون هو الطلب
بنفسه ولا مضمنًا له مع معنى حرف الشرط لما فيه من زيادة
مخالفة الأصل، ولا مقدرًا بعده لامتناع إظهاره بدون حرف
الشرط بخلاف إظهاره معه، ولأنه يستلزم أن يكون العامل جملة
وذلك لا يوجد له نظير، انتهى.
690-
وشرط جزم بعد نهي أن تضع
"إن" قبل "لا" دون تخالف يقع
"وَشَرْطُ جَزْمٍ بَعْدَ
نَهْيٍ" فيما مر أن يصح "إنْ تَضَعْ إنْ" الشرطية "قَبْلَ
لاَ" النافية "دُونَ تَخَالُفٍ" في المعنى "يَقَعْ" ومن ثم
جاز "لا تدن من الأسد تسلم"، وامتنع "لا تدن من الأسد
يأكلك" بالجزم خلافًا للكسائي.
وأما قول الصحابي: "يا رسول الله لا تشرف يصبك سهم"، وقوله
عليه الصَّلاة والسَّلام:
"من أكل من هذه الشجرة فلا يقربن مسجدنا يؤذنا
بريح الثوم"، فجزمه على الإبدال من فعل
النهي، لا على الجواب، على أن الرواية المشهورة في الثاني
"يؤذينا" بثبوت الياء.
تنبيهان: الأول: قال في شرح الكافية: لم يخالف في الشرط
المذكور غير الكسائي، وقال المرادي وقد نسب ذلك إلى
الكوفيين.
الثاني: شرط الجزم بعد الأمر صحة وضع "إن تفعل"، كما أن
شرطه بعد النهي صحة وضع "إن لا تفعل"، فيمتنع الجزم في
نحو: "أحسن إليّ لا أحسن إليك"، فإنه لا يجوز "إن تحسن إلي
لا أحسن إليك" لكونه غير مناسب وكلام التسهيل يوهم إجراء
خلاف الكسائي فيه، انتهى.
ج / 3 ص -222-
691-
والأمر إن كان بغير أفعل فلا
تنصب جوابه وجزمه أقبلا
"وَالأَمْرُ إنْ كَانَ بِغير
افْعَل" بأن كان بلفظ الخبر أو باسم فعل أو باسم غيره
"فَلاَ تَنْصِبْ جَوَابَهُ" مع الفاء كما تقدم "وَجَزْمَهُ
اقْبَلاَ" عند حذفها، قال في شرح الكافية: بإجماع، وذلك
نحو قوله تعالى:
{تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ
اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ
لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ، يَغْفِرْ لَكُمْ
ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ}1، وقوله: اتقى اللهَ امرؤ فعل خيرًا يثب عليه، وقوله "من الوافر":
1046-
"أبت لي عقتي وأبي بلائي
وأخذي الحمد بالثمن الربيح"
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 الصف: 11، 12.
1046- التخريج: البيت الثالث "موضع الشاهد" لعمرو بن
الإطنابة في إنباه الرواة 3/ 281؛ وحماسة البحتري ص9؛
والحيوان 6/ 425؛ وجمهرة اللغة ص1095؛ وخزانة الأدب 2/
482؛ والدرر 4/ 84 ؛ وديوان المعاني 1/ 114؛ وسمط اللآلي
ص574؛ وشرح التصريح 2/ 243؛ وشرح شواهد المغني ص546؛
ومجالس ثعالب ص83؛ والمقاصد النحوية 4/ 415؛ وبلا نسبة في
أوضح المسالك 4/ 189؛ والخصائص 3/ 35؛ وشرح قطر الندى
ص117؛ وشرح المفصل 4/ 47؛ ولسان العرب 1/ 48 "جشأ": ومغني
اللبيب 1/ 203؛ والمقرب 1/ 273؛ وهمع الهوامع 2/ 13.
اللغة والمعنى: البلاء: الاختيار. الهامة: الرأس. المشيح:
المقبل عليك والمانع لما وراء ظهره.
جشأت: غلت واضطربت . مكانك: اثبتي ولا تثوري.
يتحدث الشاعر عن عفته وبلائه في الحروب، والثبات في
المكاره والسيطرة على ثورة النفس، وتحصين العرض عن كل ما
يشينه.
الإعراب: أبت: فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف
المحذوفة للتعذر، والتاء: للتأنيث. لي: جار ومجرور متعلقان
بـ"أبت". عفتي: فاعل مرفوع، ومضاف إليه. وأبي: حرف عطف
وفعل ماض. بلائي: فاعل مرفوع ومضاف إليه. وأخذي: حرف عطف،
واسم معطوف مرفوع، ومضاف إليه. الحمد: مفعول به للمصدر
"أخذي" منصوب. بالثمن: جار ومجرور متعلقان بـ"أخذي"
الربيح: نعت مجرور بالكسرة. وجملة "أبت" ابتدائية لا محل
لها من الإعراب. وجملة "أبي" معطوفة لا محل لها من
الإعراب.
وإمساكي: حرف عطف، واسم معطوف مرفوع، ومضاف إليه. على
المكروه: جار ومجرور متعلقان بـ"إمساكي". نفسي: مفعول به
للمصدر "إمساكي"، والياء: ضمير متصل مبني في محل مضاف
إليه. وضربي: حرف عطف، واسم معطوف مرفوع، ومضاف إليه.
هامة: مفعول به للمصدر "ضربي"، وهو مضاف. البطل: مضاف إليه
مجرور. المشيح: نعت مجرور. وقولي: الواو: حرف عطف. قولي:
معطوف على "أخذي" في بيت سابق، وهو مضاف، والياء: ضمير في
محل جر بالإضافة. كلما: ظرف متعلق بـ"جشأت". جشأت: فعل
ماض، والتاء: للتأنيث، والفاعل: هي. وجائت: الواو: حرف
عطف، جائت: فعل ماض، والتاء: للتأنيث، والفاعل: هي. مكانك:
اسم فعل أمر بمعنى "قفي"، والفاعل: =
ج / 3 ص -223-
"وإمساكي على المكروه نفسي
وضربي هامة البطل المشيح"
"وقولي كلما جشأت وجاشت"
مَكَانَكِ تُحْمَدِي أَو تَسْتَرِيِحي
وقولهم: "حسبك الحديث ينم الناس"، فإن المعنى: آمنوا، وليتق،
واثبتي، واكفف.
تنبيهان: الأول أجاز الكسائي النصب بعد الفاء المجاب بها
اسم فعل أمر نحو: "صه"، أو خبر بمعنى الأمر، نحو: "حسبك"،
وذكر في شرح الكافية أن الكسائي انفرد بجواز ذلك، لكن
أجازه ابن عصفور في جواب "نزال" ونحوه من اسم الفعل المشتق
وحكاه ابن هشام عن ابن جني، فالذي انفرد به الكسائي ما سوى
ذلك.
الثاني: أجاز الكسائي أيضًا نصب جواب الدعاء المدلول عليه
بالخبر، نحو: "غفر الله لزيد فيدخله الجنة".
962-
"وَالفِعْلُ بَعْدَ الفَاءِ فِي الرجَا نُصِبْ
كَنَصْبِ مَا إلَى التَّمَنِّي
يَنْتَسِبْ"
وفاقًا للفراء؛ لثبوت ذلك سماعًا كقراءة حفص عن
عاصم:
{لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ، أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ
فَأَطَّلِعَ}1، وكذلك:
{لَعَلَّهُ يَزَّكَّى، أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ
الذِّكْرَى}2،
وقول
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= أنت. تحمدي: فعل مضارع للمجهول مجزوم؛ لأنه جواب الطلب
وعلامة جزمه حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة. والياء:
فاعل. أو: حرف عطف. تستريحي: فعل معطوف على "تحمدي" ويعرب
إعرابه. وجملة "جشأت" الفعلية في محل جر بالإضافة. وجملة
"جاشت" الفعلية معطوفة على "جشأت". وجملة "مكانك" في محل
نصب مقول القول. وجملة "تحمدي" جواب الأمر، وجملة
"تستريحي" معطوفة على جملة "تحمدي".
لأدفع: اللام: حرف جر، "أدفع": فعل مضارع منصوب بـ"أن"
مضمرة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره. أنا. والمصدر
المؤول من "أن أدفع" في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور
متعلقان بالمصدر "قولي". على مآثر: جار ومجرور متعلقان
بـ"أدفع". صالحات: نعت "مآثر" مجرور. وأحمي: حرف عطف، وفعل
مضارع منصوب، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنا.
بعد: ظرف زمان مبني على الضم في محل نصب متعلق بـ"أحمي".
عن عرض: جار ومجرور متعلقان بـ"أحمي". صحيح: نعت مجرور.
والشاهد فيه قوله: "تحمدي" حيث جزمه بحذف النون لكونه
واقعًا في جواب الأمر، والأمر هنا باسم الفعل "مكانك".
1 غافر: 36، 37.
2 عبس: 3، 4.
ج / 3 ص -224-
الراجز أنشده الفراء "من الرجز":
1047-
عَلَّ صُرُوفَ الدَّهْرِ أو دُوَلاتِهَا
تُدِلنَنَا اللمَّةُ مِنْ لَمَّاتِهَا
فَتَسْتَرِيحَ النَّفْسُ مِنْ
زَفْرَاتِهَا
ومذهب البصريين أن الرجاء ليس له جواب منصوب وتأولوا ذلك بما
فيه بعد، وقول أبي موسى: وقد أشربها معنى "ليت" من قرأ
"فأطلع" نصبًا: يقتضي تفصيلا1.
تنبيه: القياس جواز جزم جواب الترجي إذا سقطت الفاء عند من
أجاز النصب، وذكر في الارتشاف أنه قد سمع الجزم بعد
الترجي، وهو يدل على صحة ما ذهب إليه الفراء، اهـ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1047- التخريج: الرجز بلا نسبة في الخصائص 1/ 316؛ وشرح
شواهد الشافية ص128؛ وشرح شواهد المغني 1/ 454؛ وشرح عمدة
الحافظ ص339؛ ولسان العرب 4/ 325 "زفر"، 11/ 473 "علل"،
12/ 550 "لمم"؛ والمقاصد النحوية 396.
اللغة: صروف الدهر: نوائبه وأحداثه. الدولات: التحولات من
حال إلى حال. تدلننا: تغيرنا، تنقلنا من حال إلى حال.
اللمة: الشيء القليل.
المعنى: أرجو من الزمن ومقاديره أن تغير حالنا من الانكسار
إلى الانتصار وتنيلنا شيئًا قليلا يجعل نفوسنا ترتاح،
وأفئدتنا تهدأ.
الإعراب: عل: حرف مشبه بالفعل. صروف: اسم "عل" منصوب
بالفتحة. مضاف إليه مجرور بالكسرة. أو دولاتها: "أو":
للعطف، "دولات": معطوف على "صروف" منصوب مثلها بالكسرة
لأنه جمع مؤنث سالم، و"ها": ضمير متصل في محل جر بالإضافة.
تدلننا: فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة،
و"النون": ضمير متصل في محل رفع فاعل، و"نا": ضمير متصل في
محل نصب مفعول به. اللمة: اسم منصوب بنزع الخافض، بتقدير
"تدللنا على اللمة". من لماتها: جار ومجرور متعلقان بمحذوف
صفة لـ"اللمة"، و"ها": ضمير متصل في محل جر بالإضافة.
فتستريح: "الفاء": عاطفة، "تستريح": فعل مضارع منصوب بأن
مضمرة بعد "الفاء"، والمصدر المؤول من "أن" المقدرة، ومن
الفعل "تستريح" معطوف على مصدر منتزع مما تقدم. النفس:
فاعل مرفوع بالضمة. من زفراتها: جار ومجرور متعلقان
بـ"تستريح"، و"ها": ضمير في محل جر بالإضافة.
وجملة "عل صروف تدلننا...": ابتدائية لا محل لها. وجملة
"تدلننا" في محل رفع خبر "عل". وجملة "فتستريح": صلة
الموصول الحرفي لا محل لها.
والشاهد فيه قوله: "عل... فتستريح" حيث انتصب الفعل
المضارع الواقع في جواب "عل"التي هي للترجي.
1 يريد بالتفصيل أن الرجاء إذا أشرب معنى نصب الفعل التالي
للفاء في جوابه، فإن لم يشرب معنى التمني رفع الفعل.
ج / 3 ص -225-
693-
"وَإنْ عَلَى اسْمٍ خَالِصٍ فِعْلٌ عُطِفْ
تَنْصِبُهُ أَنْ ثَابِتًا أو مُنْحَذِفْ"
"فعل": رفع بالنيابة بفعل مضمر
يفسره الفعل بعده و"ينصبه": جواب الشرط، و"أن" -بالفتح
فاعل "ينصبه"، و"ثابتا": حال من "أن"، و"منحذف": عطف عليه،
وقف عليه بالسكون للضرورة.
أي ينصب الفعل بـ"أن" مضمرة جوازًا في مواضع وهي خمسة كما
ينصب بها مضمرة وجوبًا في خمسة مواضع وقد مرت، فالأول من
مواضع الجواز: بعد اللام إذا لم يسبقها كون ناقص ماض منفي
ولم يقترن الفعل بـ"لا" وقد سبق في قوله: "وإن عدم لا فأن
اعمل مظهرا أو مضمرا"، والأربعة الباقية هي المرادة بهذا
البيت، وهي أن تعطف الفعل على اسم خالص بأحد هذه الحروف
الأربعة: الواو، وأو، والفاء، وثم، نحو قوله "من الوافر":
1048-
لَلبْسُ عَبَاءَةٍ وَتَقَرَّ عَينِي
أَحَبُّ إليَّ مِنْ لِبْسِ الشُّفُوفِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1048- التخريج: البيت لميسون بنت بحدل في خزانة الأدب 8/
503، 504؛ والدرر 4/ 90؛ وسر صناعة الإعراب 1/ 273؛ وشرح
التصريح 2/ 244؛ وشرح شواهد الإيضاح ص250؛ وشرح شواهد
المغني 2/ 653؛ ولسان العرب 13/ 408 "مسن"؛ والمحتسب 1/
326؛ ومغني اللبيب 1/ 267؛ والمقاصد النحوية 4/ 379؛ وبلا
نسبة في الأشباه والنظائر 4/ 277؛ وأوضح المسالك 4/ 192؛
والجنى الداني ص157؛ وخزانة الأدب 8/ 523؛ والرد على
النحاة ص128؛ ورصف المباني ص432؛ وشرح ابن عقيل ص576؛ وشرح
عمدة الحافظ ص344؛ وشرح قطر الندى ص65؛ وشرح المفصل 7/ 25؛
والصاحبي في فقه اللغة ص112، 118 والكتاب 3/ 45؛ والمقتضب
2/ 27.
اللغة والمعنى: العباءة: الرداء الواسع. تقر عيني: تطمئن،
أو يرتاح بالي. الشفوف: الثوب الرقيق الناعم.
تقول: إن لبس العباءة مع راحة البال أحجب إليه من لبس
الثياب الناعمة التي تلبسها المتحضرات. وفي قلبها فراغ.
الإعراب: للبس: اللام: لام الابتداء، لبس: مبتدأ مرفوع،
وهو مضاف. عباءة: مضاف إليه مجرور.
وتقر: الواو: حرف عطف، تقر: فعل مضارع منصوب بـ"أن مضمرة".
والمصدر المؤول من "أن تقر" معطوف على "لبس" في محل رفع.
عيني: فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل الياء، وهو
مضاف، والياء: ضمير في محل جر بالإضافة. أحب: خبر المبتدأ
مرفوع. إلي: جار ومجرور متعلقان بـ"أحب". من لبس: جار
ومجرور متعلقان بـ"أحب". وهو مضاف، الشفوف: مضاف إليه.
وجملة "لبس عباءة..." الاسمية لا محل لها من الإعراب لأنها
ابتدائية.
والشاهد فيه قولها: "وتقر" حيث نصب المضارع بـ"أن" مضمرة
بعد الواو التي بمعنى "مع".
ج / 3 ص -226-
ونحو:
{أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا}1 في قراءة غير نافع بالنصب
عطفًا على "وحيًا"، ونحو قوله "من البسيط":
1049-
لولا توقع معتر فأرضيه
ما كنت أوثر إترابًا على ترب
وكقوله "من البسيط":
1050-
إني وقتلي سليكا ثم أعقله
كالثور يضرب لما عافت البقر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 الشورى: 51.
1049- التخريج: البيت بلا نسبة في أوضح المسالك 4/ 194؛
والدرر 4/ 92؛ وشرح التصريح 2/ 244؛ وشرح ابن عقيل ص577؛
والمقاصد النحوية 4/ 398؛ وهمع الهوامع 2/ 17.
اللغة والمعنى: التوقع: ترقب وقوع الشيء. المعتر: الفقير،
أو المعترض للمعروف من غير أن يسأل. أوثر: أفضل. الإتراب:
من أترب الرجل: إذا كثر ماله.
يقول: لو لم أتوقع دائمًا مجيء الفقراء الذين يتعرضون
للمعروف من غير سؤال فأرضيهم بعطائي لما كنت أفضل الغنى
على الفقر.
الإعراب: لولا: حرف امتناع لوجود. توقع: مبتدأ مرفوع ، وهو
مضاف. معتر: مضاف إليه مجرور. فأرضيه: الفاء: حرف عطف،
أرضيه: فعل مضارع منصوب بـ"أن" مضمرة. والمصدر المؤول من
"أن أرضيه" معطوف على "توقع" في محل رفع، والهاء: ضمير في
محل نصب مفعول به، والفاعل: أنا. ما: حرف نفي. كنت: فعل
ماض ناقص، والتاء: ضمير في محل رفع اسم "كان": أوثر: فعل
مضارع مرفوع والفاعل: أنا. إترابًا: مفعول به منصوب. على
ترب: جار ومجرور متعلقان بـ"أوثر".
وجملة "لولا توقع..." الاسمية لا محل لها من الإعراب لأنها
ابتدائية. وجملة "ما كنت أوثر..." الفعلية لا محل لها من
الإعراب لأنها جواب شرط غير جازم. وجملة "أوثر" الفعلية في
محل نصب خبر "كنت".
والشاهد فيه قوله: "فأرضيه" حيث نصب الفعل المضارع بـ"أن"
المضمرة جوازًا بعد الفاء السببية التي تقدمها اسم صريح
ليس في تأويل الفعل، هو قوله "توقع".
1050- التخريج: البيت لأنس بن مدركة في الأغاني 20/ 357؛
والحيوان 1/ 18؛ والدرر 4/ 93؛ وشرح التصريح 2/ 244؛ ولسان
العرب 4/ 109 "ثور"، 8/ 380 "وجع"، 9/ 260 "عيف"، والمقاصد
النحوية 4/ 399؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك 4/ 195؛ وخزانة
الأدب 2/ 462؛ وشرح ابن عقيل ص577؛ ولسان العرب 4/ 110
"ثور"؛ وهمع الهوامع 2/ 17.
اللغة والمعنى: سليك: هو سليك بن السلكة، رجل من صعاليك
العرب وشذاذهم قتله أنس بن مدركة لاعتدائه على امرأة بني
خثعم. به يضرب المثل بالعدو. أعلقه: أؤدي ديته. عافت
البقر: أي أتت الماء وترددت ولم تمض للشرب. =
ج / 3 ص -227-
والاحتراز بالخالص من الاسم الذي في تأويل
الفعل نحو: "الطائر فيغضب زيد الذباب"، "فيغضب": واجب
الرفع؛ لأن "الطائر" في تأويل الذي يطير ومن العطف على
المصدر المتوهم؛ فإنه يجب فيه إضمار "إن" كما مر.
تنبيهات: الأول: إنما قال "على اسم" ولم يقل على مصدر كما
قال بعضهم ليشمل غير المصدر فإن ذلك لا يختص به، فتقول:
"لولا زيد ويحسن إليّ لهلكت".
الثاني: يجوز في قوله: "فعل عطف" فإن المعطوف في الحقيقة
إنما هو المصدر.
الثالث: أطلق العاطف، ومراده الأحرف الأربعة؛ إذ لم يسمع
في غيرها.
694-
"وَشَذَّ حَذْفُ أَنْ وَنَصْبٌ فِي سِوَى
مَا مَرَّ فَاقْبَل مِنْهُ مَا عَدْلٌ رَوَى"
أي حذف "أن" مع النصب في غير المواضع العشرة المذكورة شاذ،
لا يقبل منه إلا ما نقله العدول كقولهم: "خذ اللص قبل أن
يأخذك"1، و"مره يحفرها"، وقول بعضهم:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= يقول: لما قتلت سليكًا ودفعت ديته أصبحت كالثور الذي يضر
أمام الإناث لامتناعه عن الشرب لأن الإناث لا تضرب للبنها.
وقيل: الثور نوع من الطحالب يعلو الماء فيضرب لتشرب البقر.
الإعراب: إني: حرف مشبه بالفعل، والياء: ضمير في محل نصب
اسم "إن". وقتلي: الواو: حرف عطف، قتلي: معطوف على "الياء"
"اسم "إن""، وهو مضاف، الياء: ضمير في محل جر بالإضافة.
سليكًا مفعول به للمصدر "قتلي" منصوب. ثم: حرف عطف. أعقله:
فعل مضارع منصوب بـ"أن" مضمرة. والفاعل: أنا، والهاء: ضمير
في محل نصب مفعول به. والمصدر المؤول من "أن أعقله" معطوف
على "قتلي" في محل نصب. كالثور: جار ومجرور متعلقان بمحذوف
خبر "إن". يضرب: فعل مضارع للمجهول، ونائب الفاعل. هو.
لما: ظرف بمعنى "حين". عافت: فعل ماض، والتاء: للتأنيث.
البقر: فاعل مرفوع بالضمة.
وجملة "إني وقتلي..." الاسمية لا محل لها من الإعراب لأنها
ابتدائية. وجملة "يضرب" الفعلية في محل نصب حال. وجملة
"عافت البقر" الفعلية في محل جر بالإضافة.
والشاهد فيه قوله: "ثم أعقله" حيث نصب الفعل المضارع بـ
"أن" مضمرة جوازًا بعد "ثم" العاطفة، وقد تقدم عليها اسم
خالص من التأويل، وهو قوله: "قتلي".
1 هذا القول من أمثال العرب وقد ورد في مجمع الأمثال 1/
262.
ج / 3 ص -228-
تسمع بالمعيدي خير من أن تراه"1، وقراءة
بعضهم: "بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ
فَيَدْمَغَه"2 وقراءة الحسن: "قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ
تَأْمُرُونِي أَعْبُدُ"3، ومنه قوله "من الطويل":
"فلم أر مثلها خباسة واجد"
وَنَهْنَهْتُ نَفْسِي بَعْدَ مَا كِدْتُ أَفْعَلَهْ4
تنبيهات: الأول: أفهم كلامه أن ذلك مقصور على السماع، لا
يجوز القياس عليه وبه صرّح في شرح الكافية وقال في التسهيل
وفي القياس عليه خلاف.
الثاني: أجاز ذلك الكوفيون ومن وافقهم.
الثالث: كلامه يشعر بأن حذف "أن" مع رفع الفعل ليس بشاذ،
وهو ظاهر كلامه في شرح التسهيل فإنه جعل منه قوله تعالى:
{وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا}5، قال فـ"يُرِيكُمُ" صلة لـ"أن" حذفت وبقي "يريكم" مرفوعًا، وهذا
هو القياس؛ لأن الحرف عامل ضعيف فإذا حذف بطل عمله هذا
كلامه، وهذا الذي قاله مذهب أبي الحسن أجاز حذف "أن" ورفع
الفعل دون نصبه وجعل منه قوله تعالى:
{قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ}6،
وذهب قوم إلى أن حذف "أن" مقصور على السماع مطلقًا فلا
يرفع ولا ينصب بعد الحذف إلا ما سمع، وإليه ذهب متأخرو
المغاربة، قيل وهو الصحيح.
الرابع: ما ذكره من أن حذف "أن" والنصب في غير ما مر شاذ
ليس على إطلاقه لما ستعرفه في قوله في باب الجوازم:
"والفعل من بعد الجزاء إن يقترن إلخ"، اهـ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 هذا القول من أمثال العرب وقد ورد في أمثال العرب ص55؛
وتمثال الأمثال 1/ 395؛ وجمهرة الأمثال 1/ 266؛ وجمهرة
اللغة ص665؛ وخزانة الأدب 1/ 312، 2/ 14، 5/ 364، 8/ 556،
576، 579، 581، 9/ 172 ، 244، 11/ 246؛ وزهر الأكم 3/ 176؛
والعقد الفريد 2/ 288، 3/ 93؛ والفاخر ص65؛ وفصل المقال
ص135، 136، وكتاب الأمثال ص97؛ ولسان العرب 3/ 406 "معد"،
13/ 63 "بين" 14/ 272 "دنا"؛ ومجمع الأمثال 1/ 129؛
والوسيط في الأمثال ص83.
يضرب لمن خبره من مرآته.
2 الأنبياء: 18.
3 الزمر: 64.
4 تقدم بالرقم 237.
5 الروم: 24.
6 الزمر: 64. |