شرح الأشموني على ألفية ابن مالك

ج / 3 ص -229-        عَوَامِلُ الْجَزْمِ:
695-

بلا ولام طالبًا ضع جزما                        في الفعل هكذا بلم ولما

696-

واجزم بإن ومن وما ومهما                            أي متى أيان أين إذما

697-

وحيثما أنى وحرف إذما                         كإن وباقي الأدوات أسما

"بِلاَ وَلاَمٍ طَالِبا ضَعْ جَزْما فِي الْفِعْلِ" "طالبًا": حال من فاعل "ضع" المستتر، وجزمًا مفعول به.
أي: تجزم "لا" واللام الطلبيتان الفعل المضارع، أما لا فتكون للنهي نحو:
{لا تُشْرِكْ بِاللهِ}1، وللدعاء نحو: {لا تُؤَاخِذْنَا}2، وأما اللام فتكون للأمر نحو: {لِيُنْفِقْ}3، وللدعاء نحو: {لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّك}4، وقد دخل تحت الطلب الأمر والنهي والدعاء، والاحتراز به عن غير الطلبيتين مثل "لا" النافية والزائدة واللام التي ينتصب بعدها المضارع، وقد أشعر كلامه أنهما لا يجزمان فعلي المتكلم، وهو كذلك في "لا"، وندر قوله "من البسيط":
1051-

لاَ أَعْرِفَنْ رَبْرَبا حُوْرا مَدَامِعُهَا                       مُرَدَّفَاتٍ عَلَى أعْقَابِ أكْوَارِ


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 لقمان: 13.
2 البقرة: 286.
3 الطلاق: 7.
4 الزخرف: 77.
1051- التخريج: البيت للنابغة الذيباني في ديوانه ص75؛ وشرح التصريح 2/ 245؛ وشرح شواهد المغني، 2/ 625؛ والكتاب 3/ 511؛ والمقاصد النحوية 4/ 441؛ وبلا نسبة في جواهر الأدب ص251.
شرح المفردات: الربرب: القطيع من بقر الوحش: مدامع حور: عيون شديد بياضها وسوادها.
دوار: ما استدار من رمل. الأكوار: جمع كور وهو الرجل. =

 

ج / 3 ص -230-        وقوله "من الطويل":
1052-

إذا ما خرجنا من دمشق فلا نعد                   لها أبدًا ما دام فيها الجراضم

نعم، إن كان للمفعول جاز بكثرة، نحو: "لا أخرج"، و"لا تخرج" لأن المنهي غير المتكلم، وأما اللام فجزمها لفعلي المتكلم مبنيين للفاعل في السعة، لكنه قليل،

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= المعنى: يقول لا تكونوا  في مكان تسبى فيه نساؤكم اللواتي يشبهن البقر الوحشي في جمال العيون.
الإعراب: "لا": الناهية، "أعرفن": فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد، والنون للتوكيد، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره "أنا". "ربربًا": مفعول به منصوب. "حورًا": نعت سببي لـ"ربربًا" منصوب بالفتحة. "مدامعها": فاعل لـ"حورًا" مرفوع بالضمة، وهو مضاف، و"ها": ضمير في محل جر بالإضافة. "مردفات": نعت "لـ"ربربًا" منصوب بالكسرة لأنه جمع مؤنث سالم. "على أعقاب": جار ومجرور متعلقان بـ"مفردات"، وهو مضاف "أكوار" مضاف إليه مجرور.
وجملة: "لا أعرفن" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "كأن أبكارها..." في محل نصب نعت لـ"ربربًا" .
الشاهد: قوله "لا أعرفن" حيث دخلت "لا" الناهية على الفعل المضارع المجزوم بها محلا للمتكلم، وهو مبني للمعلوم، وهذا شاذ.
تنبيه: ويروى عجز البيت أيضًا:

كأن أبكارها نعاج دوار"

1052- التخريج: البيت للفررذق في الأزهية ص150؛ ومغني اللبيب 1/ 247؛ وليس في ديوانه وللوليد بن عقبة في شرح التصريح 2/ 246؛ وللفرزدق أو للوليد  في شرح شواهد المغني 2/ 633؛ والمقاصد النحوية 4/ 420.
شرح المفردات: الجراضم: الأكول، والمقصود معاوية بن أبي سفيان.
الإعراب: "إذا" ظرف زمان يتضمن معنى الشرط، متعلق بجوابه "ما": زائدة: "خرجنا": فعل ماض، و"نا" ضمير في محل رفع  فاعل. "من دمشق": جار ومجرور متعلقان بـ"خرجنا". "فلا": الفاء رابطة جواب الشرط، "لا": الناهية. "نعد": فعل مضارع مجزوم وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره "نحن". "لها": جار ومجرور متعلقان بـ"نعد". "أبدًا": ظرف زمان منصوب، متعلق بـ"نعد". "ما": مصدرية. "دام": فعل ماض ناقص. "فيها": جار ومجرور متعلقان بخبر "ما دام" المحذوف. "الجراضم": اسم "ما دام" مرفوع بالضمة. والمصدر المؤول من "أن" وما بعدها في محل نصب مفعول فيه ظرف زمان متعلق بالفعل "نعد".
وبجملة: "إذا ما خرجنا..." الشرطية ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "خرجنا" في محل جر بالإضافة. وجملة: "لا نعد": جواب شرط غير جازم لا محل لها من الإعراب. وجملة "دام" صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب.
الشاهد فيه قوله: "فلا نعد" حيث جزم فعل المتكلم المبني للمعلوم بـ"لا" الناهية أو الدعائية، وذلك قليل.

 

ج / 3 ص -231-        ومنه: "قوموا فلأصلِّ لكم"، {وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ}1، وأقل منه جزمها فعل الفاعل المخاطب كقراءة أبيّ وأنس: "فَبِذَلِكَ فَلْتَفْرَحُوا"2، وقوله عليه الصَّلاة والسَّلام: "لتأخذوا مصافكم"، والأكثر الاستغناء عن هذا بفعل الأمر.
تنبيهات: الأول زعم بعضهم أن أصل "لا" الطلبية لام الأمر زيدت عليها ألف فانفتحت، وزعم بعضهم أنها لا النافية والجزم بعدها بلام الأمر مضمرة قبلها، وحذفت كراهة اجتماع لامين في اللفظ وهما ضعيفان.
الثاني: لا يفصل بين "لا" ومجزومها، وأما قوله "من الطويل":
1053-

وَقَالُوا أخَانَا لاَ تَخَشَّعْ لِظَالِم                     عَزِيْرٍ وَلاَ ذَا حَقّ قَوْمِكَ تَظْلِمِ

فضرورة، وأجاز بعضهم في قليل من الكلام نحو: "لا اليوم تضرب".
الثالث: حركة اللام الطلبية الكسر، وفتحها لغة، ويجوز تسكينها بعد الواو والفاء وثم، وتسكينها بعد الواو والفاء أكثر من تحريكها، وليس بضعيف بعد "ثم" ولا قليل ولا ضرورة خلافًا لمن زعم ذلك.
الرابع: تحذف لام الأمر ويبقى عملها، وذلك على ثلاثة أضرب: كثير مطرد وهو

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 العنكبوت: 12.
2 يونس: 58.
1053- التخريج: البيت بلا نسبة في الدرر 5/ 63؛ والمقاصد النحوية 4/ 444؛ وهمع الهوامع 2/ 56.
الإعراب: وقالوا: "الواو": بحسب ما قبلها، و"قالوا": فعل ماض، و"الواو": ضمير في محل رفع فاعل. أخانا: منادى منصوب، وهو مضاف، و"نا": ضمير في محل جر بالإضافة. لا، ناهية: تخشع: فعل مضارع مجزوم، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: "أنت" لظالم: جار ومجرور متعلقان بـ"تخشع".
 عزيز: نعت "ظالم" مجرور. ولا: "الواو": حرف عطف، و"لا" ناهية. ذا: اسم إشارة في محل نصب مفعول به. حق بدل من "ذا"، وهو مضاف. قومك: مضاف إليه مجرور، وهو مضاف، و"الكاف": ضمير في محل جر بالإضافة. تظلم: فعل مضارع مجزوم بالسكون وحرك بالكسر للروي.
وجملة "قالوا": بحسب ما قبلها، وجملة النداء اعتراضية لا محل لها من الإعراب. وجملة "لا تخشع" في محل نصب مقول القول. وجملة "لا تظلم": معطوفة على "لا تخشع".
الشاهد فيه قوله: "لا ذا حق قومك تظلم" حيث فصل بين "لا" الجازمة وبين مجزومها "تظلم" بفاصل هو معمول المجزوم "ذا حق قومك" وهذا نادر، وقد اعتبره بعضهم للضرورة.

 

ج / 3 ص -232-        حذفها بعد أمر بقول نحو: {قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلاةَ}1، وقليل جائز في الاختيار، وهو حذفها بعد قول غير أمر، كقوله "من الرجز":
1054-

قُلْتُ لِبوَّابٍ لَدَيْهِ دَارُهَا                       تِئذَنْ فَإنّيّ حَمْؤُهَا وَجَارُهَا

قال المصنف: وليس مضطرًا لتمكنه من أن يقول: ائذن، قال: وليس لقائل أن يقول هذا من تسكين المتحرك، على أن يكون الفعل مستحقًا للرفع فسكن اضطرارًا، لأن الراجز لو قصد الرفع لتوصل إليه مستغنيًا عن الفاء فكان يقول "تأذن إني". وقليل مخصوص بالاضطرار وهو الحذف دون تقدم قول بصيغة أمر ولا بخلافه كقوله "من الوافر":
1055-

مُحَمَّدٌ تفَد نَفْسكَ كُلُّ نَفْسٍ                         إذَا مَا خِفْتَ مِنْ أمْرٍ تَبَالاَ


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 إبراهيم: 31.
1054- التخريج: الرجز لمنظور بن مرثد في الدرر 5/ 62؛ وشرح شواهد المغني 2/ 600؛ والمقاصد النحوية 4/ 444؛ وبلا نسبة في إصلاح المنطق ص340؛ والجنى الداني ص114؛ وخزانة الأدب 9/ 13؛ ولسان العرب 1/ 61 "حمأ" ، 12/ 560 "لوم"، 13/ 10 "أذن"، 14/ 197 "حما"، 15/ 444 "تا".
اللغة: تئذن: اسمح. حمؤها وحموها: أبو الزوج أو أبو الزوجة.
المعنى: قلت للبواب الواقف على باب دارها: اسمح لي بالدخول فإني جارها وأبو زوجها.
الإعراب: قلت: فعل ماض مبني على السكون، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع فاعل.
 لبواب: جار ومجرور متعلقان بـ"قلت". لديه: ظرف مكان منصوب بفتحة مقدره على الألف المنقلبة ياء متعلق بالخبر المقدم، و"الهاء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. دارها: مبتدأ مرفوع بالضمة، و"ها": ضمير متصل في محل جر بالإضافة، و"الخبر": محذوف بتقدير "قلت لبواب دارها أمانة لديه". تئذن: "فعل مضارع مجزوم بـ"لا الناهية المحذوفة" وعلامة جزمه السكون، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "أنت". فإني: "الفاء": اسئنافية، "إن": حرف مشبه بالفعل، "والياء": ضمير متصل في محل نصب اسم "إن". حمؤها: "خبر "إن" مرفوع بالضمة، و"ها": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. وجارها "الواو": للعطف، "جارها": معطوفة على "حمؤها" لها الإعراب نفسه.
وجملة "قلت": ابتدائية لا محل لها. وجملة "دارها أمانة لديه". في محل جر صفة لـ"بواب". وجملة "تئذن": في محل نصب مفعول به "مقول القول". وجملة "فإني حمؤها": استئنافية لا محل لها.
والشاهد فيه قوله: "تئذن" حيث حذف "اللام" الجازمة مع إرادتها: بتقدير "لتأذن" فلما حذف لام الأمر جعل كسرتها لتاء المضارعة.
1055- التخريج: البيت لأبي طالب أو الأعشى في خزانة الأدب 9/ 11؛ وللأعشى أو لحسان أو لمجهول في الدرر 5/ 61؛ وبلا نسبة في أسرار العربية ص319، 321؛ والإنصاف 2/ 530؛ والجنى =

 

ج / 3 ص -233-        وقوله "من الطويل":
1056-

فلا تستطل مني بقائي ومدتي                   ولكن يكن للخير منك نصيب

انتهى.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= الداني ص113؛ ورصف المباني ص256؛ وسر صناعة الإعراب 1/ 391؛ وشرح شواهد المغني 1/ 579؛ وشرح المفصل 7/ 35، 60، 62، 9/ 24؛ والكتاب 3/ 8؛ واللامات ص96؛ ومغني اللبيب 1/ 224؛ والمقاصد النحوية 4/ 418؛ والمقتضب 2/ 132؛ والمقرب 1/ 272؛ وهمع الهوامع 2/ 55.
اللغة والمعنى: التبال: سوء العاقبة، وتبله الدهر: أي رماه بمصائبه.
يخاطب الشاعر النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: يا محمد إن كل النفوس مستعدة لتفدي نفسك الغالية إذا ما خفت أمرًا من الأمور.
الإعراب: محمد: منادى مبني في محل نصب على النداء: تفد: فعل مضارع مجزوم بلام محذوفة تقديره: "لتفد" وعلامة جزمه حذف حرف العلة. نفسك: مفعول منصوب، وهو مضاف، والكاف: في محل جر بالإضافة. كل: فاعل مرفوع. وهو مضاف. نفس: مضاف إليه مجرور. إذا: ظرف يتضمن معنى الشرط. ما: الزائدة. خفت: فعل ماض، والتاء: فاعل. من أمر: جار ومجرور متعلقان بـ"خفت". تبالا: مفعول به منصوب. وجواب "إذا" محذوف تقديره: "إذا ما خفت من أمر تبالا لتفد نفسك...".
 وجملة "محمد تفد" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة "تفد نفسك" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها استئنافية. وجملة "خفت من أمر" الفعلية في محل جر بالإضافة.
والشاهد فيه قوله: "تفد"، فأضمر لام الأمر، و هذا من أقبح الضرورات.
1056- التخريج: البيت بلا نسبة في تخليص الشواهد ص112؛ والجنى الداني ص114؛ ورصف المباني ص256؛ وسر صناعة الإعراب ص390؛ وشرح شواهد المغني ص597؛ ومجالس ثعلب ص524؛ والمقاصد المقاصد النحوية 4/ 420.
اللغة: استطال: امتد، وطال.
المعنى: أرجو ألا تعتبر إقامتي مدة طويلة، بل حاول فعل الخير للناس.
الإعراب: فلا: "الفاء": بحسب ما قبلها، "لا": ناهية. تستطل: فعل مضارع مجزوم "بلا الناهية" بالسكون، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره: "أنت". مني: جار ومجرور متعلقان بـ"تستطل". بقائي: مفعول به منصوب بفتحة مقدرة على ما قبل الياء، و"الياء": ضمير متصل في محل جر مضاف إليه. ومدتي. "الواو": للعطف "مدتي". معطوفة "على "بقائي" لها الإعراب نفسه. ولكن: "الواو": للاستئناف، "لكن": حرف إضراب واستدراك. يكن: فعل مضارع مجزوم بلام الأمر المحذوفة. للخير: جار ومجرور متعلقان بخبر "يكن" المحذوف. منك: جار ومجرور متعلقان بالخبر أيضًا: نصيب: اسم "يكن" مؤخر مرفوع بالضمة.
وجملة "فلا تستطل": بحسب ما قبلها، أو ابتدائية لا محل لها. وجملة "يكن نصيب موجودًا: استئنافية لا محل لها.
والشاهد فيه قوله: "ولكن يكن" حيث جزم فعل الكون بلام محذوفة مع إردتها. والتقدير "ولكن ليكن".

 

ج / 3 ص -234-        و"هكذا بِلَمْ وَلَمَّا" أي لم ولما يجزمان المضارع مثل "لا" واللام الطلبيتين نحو: {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ}1 ونحو: {وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ}2 {وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ}3، ويشتركان في الحرفية والاختصاص بالمضارع والنفي والجزم وقلب معنى الفعل للمضي، وتنفرد لم بمصاحبة الشرط نحو: {وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ}4، وجواز انقطاع نفي منفيها عن الحال، بخلاف "لما" فإنه يجب اتصال نفي منفيها بحال النطق كقوله "من الطويل":
1057-

فَإنْ كُنْتُ مَأكُوْلا فَكُنْ خَيْرَ آكلٍ                         وَإلاَّ فَأدْرِكْنِي وَلَمَّا أُمَزَّقِ


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 الإخلاص: 3.
2 آل عمران: 142؛ والتوبة: 16.
3 البقرة: 214.
4 المائدة: 67.
1057- التخريج: البيت للممزق العبدي في الاشتقاق ص330، والأصمعيات ص166، وجمهرة اللغة ص823؛ وخزانة الأدب 7/ 280؛ وشرح شواهد المغني 2/ 680؛ والشعر والشعراء 1/ 407؛ ولسان العرب 10/ 343 "مزق"، 11/ 21 "أكل"؛ والمقاصد النحوية 4/ 590؛ وبلا نسبة في رصف المباني ص281.
اللغة: ماكولًا: هنا مقتولًا.
المعنى: إن كان لا بد أن أقتل، فعلى يديك، ولكن تلطف، ولا تدع غيرك يمزقني إذا لم ترد ذلك.
الإعراب: فإن كنت: "الفاء": حسب ما قبلها، و"إن": حرف شرط جازم، و"كنت": فعل ماض ناقص مبني على السكون في محل جزم، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع اسمها. مأكولًا: خبر ما منصوب بالفتحة. فكن: "الفاء": رابطة لجواب الشرط، و"كن": فعل أمر ناقص مبني على السكون وحذفت الألف منعًا لالتقاء الساكنين و"اسمها": ضمير مستتر وجوبًا تقديره "أنت". خير: خبرها منصوب بالفتحة. آكل: مضاف إليه مجرور بالكسرة، وإلا فأدركني: "الواو" عاطفة و"إن": حرف شرط و"لا": نافية و"الفاء": رابطة لجواب الشرط، و"أدركني" فعل أمر مبني على السكون الظاهرة، و"النون" للوقاية و"الياء": ضمير متصل في محل نصب مفعول به. و"الفاعل": ضمير مستتر وجوبًا تقديره أنت. ولما: "الواو": حالية، و"لما": حرف نفي وقلب وجزم، أمزق: فعل مضارع مبني للمجهول مجزوم وعلامة جزمه السكون وحرك بالكسرة لضرورة الشعر، "ونائب الفاعل": ضمير مستتر وجوبًا تقديره "أنا".
وجملة "فإن كنت مأكولًا فكن..." ابتدائية لا محل لها. وجملة "كنت مأكولًا": فعل الشرط لا محل لها. وجملة "فكن خير آكل": في محل جزم جواب الشرط. وجملة "إلا أكن... فأدركني": معطوفة لا محل =

 

ج / 3 ص -235-         ومن ثم جاز "لم يكن ثم كان" وامتنع "لما يكن ثم كان"، والفصل بينها وبين مجزومها اضطرارًا، كقوله "من الوافر":
1058-

فذاك ولم إذا نحن امترينا                     تكن في الناس يدركك المراء

وقوله "من الطويل":
1059-

فأضحت مغانيها قفارًا رسومها            كأن لم سوى أهل من الوحش تؤهل


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= لها. وجملة "فأدركني": في محل جزم جواب الشرط. وجملة "ولما أمزق": في محل نصب حال. وجملة "أكن". لا محل لها لأنها فعل الشرط.
والشاهد فيه قوله: "ولما أمزق" ويدل على استمرار النفي بـ"لما" إلى وقت تكلم المتكلم بهذا النفي.
1058- التخريج: البيت بلا نسبة في خزانة الأدب 9/ 5؛ وجواهر الأدب ص256؛ وشرح شواهد المغني ص678.
اللغة: امترينا الأمر: شككنا بصحته. المراء: الاعتراض.
المعنى: إذا شككنا في أمر، وتجادلنا فيه، كنا بحاجة لك حتى تنهي الجدال، وتقطع الشك باليقين.
الإعراب: فذاك: "الفاء": حسب ما قبلها، و"ذا": اسم إشارة في محل رفع مبتدأ. و"الكاف": للخطاب والخبر محذوف تقديره كائن أو موجود. ولم "الواو": حالية، و"لم": حرف نفي وقلب وجزم إذا: ظرف لما يستقبل من الزمن، خافض لفعله، متعلق بالفعل "يدرك"، مبني على السكون  في محل نصب. نحن: ضمير منفصل في محل رفع فاعل لفعل محذوف تقديره امترينا. امترينا: فعل ماض مبني على الفتحة المقدرة على حرف العلة للثقل و"نا": ضمير متصل في محل رفع فاعل. تكن: فعل مضارع ناقص مجزوم بلم وعلامة جزمه السكون الظاهرة. "واسمها": ضمير مستتر وجوبًا تقديره: أنت. في الناس: جار ومجرور متعلقان بالفعل تكن، يدركك: فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة، و"الكاف": ضمير متصل في محل نصب مفعول به. المراء: فاعل مرفوع بالضمة.
وجملة "فذاك كائن..." ابتدائية لا محل لها. وجملة "إذا نحن يدركك": اعتراضية لا محل لها. وجملة "نحن" مع الفعل المحذوف في محل جر بالإضافة. وجملة "امترينا": تفسيرية لا محل لها. وجملة "لم تكن": في محل نصب حال. وجملة "يدركك": جواب شرط غير جازم لا محل لها.
والشاهد فيه قوله: "ولم -إذا نحن امتريناه- تكن" وهو الفصل بين لم ومجزومها بالضرف إذا.
1059- التخريج: البيت لذي الرمة في ديوانه ص1465؛ وخزانة الأدب 9/ 5؛ والخصائص 2/ 410؛ والدرر 5/ 63؛ وشرح شواهد المغني 2/ 678؛ والمقاصد النحوية 4/ 445؛ وبلا نسبة في الجنى الداني ص29؛ همع الهوامع 2/ 56.
اللغة: مغانيها: ربوعها. القفر: الأرض الخالية. تؤهل: تسكن. =

 

ج / 3 ص -236-        وأنها قد تلغى فلا يجزم بها، قال في التسهيل: حملًا على "لا"، وفي شرح الكافية: حملًا على "ما"، وهو أحسن، لأن "ما" تنفي الماضي كثيرًا بخلاف "لا"، وأنشد الأخفش على إهمالها قوله "من البسيط":
1060-

لَوْلاَ فَوَارِسُ مِنْ ذُهْلٍ وَأُسْرَتُهُمْ                   يَوْمَ الْصّلَيْفَاء لَمْ يُوْفُون بِالْجَارِ

وصرّح في أوّل شرح التسهيل بأن الرفع لغة قوم، وتنفرد "لما" بجواز حذف مجزومها

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= المعنى: لقد رحل قوم المحبوبة، وهي معهم، فخلت الديار وكأنها ما ضمت بين جنباتها ناسًا قط، بل كانت مرتعًا للوحوش.
الإعراب: أضحت: فعل ماض ناقص مبني على الفتحة المقدرة على الألف المحذوفة منعًا لالتقاء الساكنين ، و"التاء": للتأنيث. مغانيها: اسمها مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل، وهو مضاف و"الياء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. قفارًا: خبرها منصوب بالفتحة الظاهرة. رسومها. فاعل "قصارًا": مرفوع بالضمة الظاهرة وهو مضاف "والهاء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. كأن: حرف مشبه بالفعل مخفف النون، واسمها محذوف. لم: حرف نفي وقلب وجزم. سوى: منصوب بنزع الخافض، وهو مضاف وأهل: مضاف إليه. من الوحش: جار ومجرور متعلقان بصفة محذوفة لـ"أهل". تؤهل: فعل مضارع مبني للمجهول، مجزوم بلم، وحرك بالسكون لضرورة الشعر، و"نائب الفاعل" ضمير مستتر جوازًا تقديره هي.
وجملة "أضحت مغانيها قصارًا رسومها": ابتدائية لا محل لها. وجملة "كأن... لم تؤهل": في محل نصب خبر ثان أو تفسيرية لا محل لها. وجملة "تؤهل": في محل رفع خبر كأن.
والشاهد فيه قوله: "كأن لم سوى أهل من الوحش تؤهل" فقد فصل بين لم وفعلها بظرف.
1060- التخريج: البيت بلا نسبة في الجنى الداني ص266؛ وخزانة الأدب 1/ 205، 9/ 3، 11/ 431؛ والدرر 5/ 68؛ وسر صناعة الإعراب 1/ 448 ؛ وشرح شواهد المغني 2/ 674؛ وشرح عمدة الحافظ ص376؛ وشرح المفصل 7/ 8؛ ولسان العرب 9/ 189 "صلف"؛ والمحتسب 2/ 42؛ والمقاصد النحوية 4/ 446؛ وهمع الهوامع 2/ 56.
اللغة: ذهل: قبيلة من قبائل العرب. صليفاء: تصغير مكان "صلفاء" ويوم الصلفاء: موقعة الصليفاء.
المعنى: إن رجال ذهل هم الذين جعلوهم يحافظون على عهد الجوار.
الإعراب: لولا فوارس: "لولا": حرف امتناع لوجود، و"فوارس": مبتدأ مرفوع بالضمة، من ذهل: جار ومجرور متعلقان بصفة محذوفة لـ"فوارس" وأسرتهم: "الواو": عاطفة، "أسرة": اسم معطوف على "ذهل" مرفوع بالضمة، و"الهاء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة، و"الميم": للجماعة. يوم: ظرف زمن منصوب بالفتحة متعلق بالفعل "يوفي". الصليفاء: مضاف إليه مجرور بالكسرة، لم يوفون: "لم" حرف جزم مهمل بمعنى ما، و"يوفون" فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة، و"الواو": ضمير متصل في محل رفع فاعل. بالجار: جار ومجرور متعلقان بالفعل "يوفون".
وجملة "لولا فوارس لم يوفوا": بتدائية لا محل لها. وجملة "فوارس موجودون": فعل الشرط لا =

 

ج / 3 ص -237-        والوقف عليها في الاختيار كقوله "من الوافر":
1061-

فَجِئْتُ قُبُوْرَهُمْ بدْءًَا وَلَمّا                         فَنَادِيْتُ الْقُبُوْرَ فَلَمْ يُجبْنَهْ

أي ولما أكن بدءًا قبل ذلك: أي سيدًا، وتقول: "قاربت المدينة ولما"، أي: ولما أدخلها، وهو أحسن ما خرج عليه قراءة من قرأ: {وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا}1، ولا يجوز ذلك في لم، وأما قوله "من الكامل":
1062-

احْفَظْ وَدِيْعَتَك الَّتِي اسْتُوْدِعْتَهَا                  يَوْمَ الأعَازِبِ إنْ وَصَلْتَ وَإنْ لَمِ


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= محل لها. وجملة "لم يوفون بالجار": جواب شرط غير جازم لا محل لها.
والشاهد فيه قوله: "لم يوفون" حيث جاءت "لم" نافية غير جازمة وقيل: ضرورة شعرية.
1061- التخريج: البيت بلا نسبة في الأشباه والنظائر 41/ 113؛ وخزانة الأدب 10/ 113، 117؛ والدرر 4/ 245؛ 5/ 69؛ وشرح شواهد المغني 2/ 681؛ والصاحبي في فقه اللغة ص149؛ ولسان العرب 12/ 554 "لمم"؛ وهمع الهوامع 2/ 57.
اللغة: البدء: السيد.
المعنى: لقد صرت سيد قومي، ولكن... بعد موتهم؟  فخاطبت القبور، وما من مجيب، فهل أنا سيد وعلى من؟
الإعراب: فجئت: "الفاء": حسب ما قبلها، و"جئت": فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بالتاء المتحركة، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع فاعل. قبورهم: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة، وهو مضاف، و"الهاء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة، و"الميم" للجماعة. بدءًا: حال منصوب بالفتحة.
 ولما: "الواو": اعتراضية، و"لما": حرف نفي وقلب وجزم. فناديت: "الفاء": عاطفة، و"ناديت": فعل ماض مبني على السكون المقدر على حرف العلة، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع فاعل. القبور: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة. فلم "الفاء": حرف عطف، و"لم": حرف نفي وجزم وقلب. يجبنه: فعل مضارع مجزوم مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة. "والنون": ضمير متصل في محل رفع فاعل و"الهاء": للسكت.
وجملة "فجئت قبورهم": ابتدائية لا محل لها. وجملة "لما أكن بدءًا" اعتراضية لا محل لها. وجملة "ناديت القبور" معطوفة على ابتدائية لا محل لها. وجملة "فلم يجبنه": معطوفة على جملة معطوفة فهي مثلها لا محل لها.
والشاهد فيه قوله: "ولما": فقد حذف فعلها المنفي لوجود ما يدل عليه والتقدير "ولما أكن سيدًا".
1 هود: 111.
1062- التخريج: البيت لإبراهيم بن هرمة في ديوانه ص191؛ وخزانة الأدب 9/ 8-10؛ والدرر 5/ 66؛ وشرح شواهد المغني 2/ 682؛ والمقاصد النحوية 4/ 443؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 4/ 114 وجواهر الأدب ص256؛ والجنى الداني ص269؛ ومغني اللبيب 1/ 280؛ وهمع الهوامع 2/ 56. =

 

ج / 3 ص -238-        فضرورة، وبكون منفيها يكون قريبًا من الحال، ولا يشترط ذلك في منفي "لم"، تقول: لم يكن زيد في العام الماضي مقيمًا، ولا يجوز: "لما يكن".
وقال المصنف: كون منفي يكون قريبًا من الحال غالب لا لازم.
وبكون منفيها يتوقع ثبوته بخلاف منفي "لم"، ألا ترى أن معنى:
{بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ}1، أنهم لم يذوقوه إلى الآن، وأن ذوقهم له متوقع، قال الزمخشري في: {وَلَمَّا يَدْخُلِ الْأِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ}2: ما في "لما" من معنى التوقع دال على أن هؤلاء قد آمنوا فيما بعد، انتهى.
وهذا بالنسبة إلى المستقبل، فأما بالنسبة إلى الماضي فهما سيان في التوقع وعدمه، مثال التوقع: "ما لي قمت ولم تقم" أو "ولما تقم"، ومثال عدم التوقع أن تقول ابتداء: "لم يقم"، أو "لما يقم".
تنبيهات: الأول: قال في التسهيل: ومنها "لم"، و"لما" أختها، يعني من الجوازم، فقيد "لما" بقوله: "أختها" احترازًا من "لما" بمعنى إلا، ومن "لما" التي هي حرف وجود لوجود، وكذلك فعل الشارح فقال:
احترزت بقولي: أختها من "لما" الحينية، ومن "لما" بمعنى "إلا"، هذا كلامه. وإنما لم يقيدها هنا بذلك وكذا فعل في الكافية لأن هاتين لا

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= الإعراب: "احفظ": فعل أمر مبني على السكون، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "أنت". "وديعتك": مفعول به منصوب، وهو مضاف، والكاف ضمير في محل جر بالإضافة. "التي": اسم موصول مبني في محل نصب نعت "وديعة". "استودعتها". فعل ماض للمجهول مبني على السكون، والتاء ضمير في محل رفع نائب فاعل، و"ها": ضمير متصل في محل نصب مفعول به. "يوم": ظرف زمان منصوب متعلق بـ"استودع"، وهو مضاف. "الأعازب": مضاف إليه مجرور بالكسرة،: "إن": حرف شرط جازم. "وصلت": فعل ماض مبني على السكون، والتاء ضمير في محل رفع فاعل. "وإن": الواو حرف عطف، "إن": حرف شرط جازم. "لم" حرف جزم، والفعل المجزوم محذوف تقديره: "إن لم تصل".
وجملة: "احفظ وديعتك": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "استودعتها" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة: "إن وصلت فاحفظها" استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة جواب الشرط المحذوفة المقدرة بـ"فاحفظها" في محل جزم لاقترانها بالفاء. وجملة "إن لم تصل فاحفظها" معطوفة على الجملة الشرطية السابقة. وجملة جواب الشرط المحذوفة كجملة الجواب السابقة.
الشاهد فيه قوله: "إن لم" حيث حذف مجزوم "لم" للضرورة الشعرية، تقديره: "وإن لم تصل".
1 ص: 8.
2 الحجرات: 14.

 

ج / 3 ص -239-        يليهما المضارع، لأن التي بمعنى "إلا" لا تدخل إلا على جملة اسمية نحو: {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ}1، في قراءة من شدد الميم أو على الماضي لفظًا لا معنى نحو: "أنشدك الله لما فعلت"، أي: إلا فعلت، والمعنى ما أسألك إلا فعلك، والتي هي حرف وجود لوجود لا يليها إلا ماض لفظًا ومعنى، نحو: {وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُودًا}2، وأما قوله "من الطويل":

أقُوْلُ لِعَبْدِ اللَّهِ لَمّا سِقَاؤُنَا               وَنَحْنُ بَوَادِي عَبْدِ شَمْسٍ وَهَاشِمِ3

فقد تقدم الكلام عليه في باب الإضافة، وتسمية الشارح "لما" هذه حينية هو مذهب ابن السراج، وتبعه الفارسي، وتبعهما ابن جني وتبعهم جماعة: أي أنها ظرف بمعنى حين، وقال المصنف بمعنى إذ، وهو أحسن، لأنها مختصة بالماضي وبالإضافة إلى الجملة، وعند ابن خروف أنها حرف.
الثاني: حكى اللَّحياني عن بعض العرب: أنه ينصب بـ"لم"، وقال في شرح الكافية: زعم بعض الناس أن النصب بـ"لم" لغة، اغترارًا بقراءة بعض السلف:
{أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ}4، بفتح الحاء، وبقول الراجز:
1063-

فِيْ أيّ يَوْمَيَّ مِنَ الْمَوْتِ أفِرْ                         أيَوْمَ لَم يُقْدَرَ أمْ يَوْمَ قدِرْ


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 الطارق: 4.
2 هود: 58.
3 تقدم بالرقم: 625.
4 الشرح: 1.
1063- التخريج: الرجز للإمام علي بن أبي طالب في ديوانه ص79؛ وحماسة البحتري ص37؛ وللحارث بن منذر الجرمي في شرح شواهد المغني 2/ 674؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 2/ 14؛ والخصائص 3/ 94؛ والجنى الداني ص267؛ ولسان العرب 5/ 75 "قدر"؛ والمحتسب 2/ 366؛ والممتع في التصريف 1/ 322؛ ونوادر أبي زيد ص13.
اللغة: أفر: أهرب: لم يقدر: لم يقدر حق قدره.
المعنى: إن للآجال كتاب، فلن يطيلها هرب من الحرب، ولن يقصرها إقدام عليها، إذا فلم الخوف والذعر منها؟
الإعراب: في أي: جار ومجرور متعلقان بالفعل أفر، و"أي" مضاف. يومي: مضاف إليه مجرور بالياء لأنه مثنى، وحذفت النون للإضافة، و"الياء" ضمير المتكلم متصل في محل جر بالإضافة.
من الموت: جار ومجرور متعلقان بالفعل أفر. أفرر: فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة، و"الفاعل": ضمير مستتر وجوبًا تقديره أنا، وحرك الفعل بالسكون، لضرورة الشعر. أيوم: "الهمزة": حرف استفهام، =

 

ج / 3 ص -240-        وهو عند العلماء محمول على أن الفعل مؤكد بالنون الخفيفة ففتح لها ما قبلها ثم حذفت ونونت، هذا كلامه. وفيه شذوذان: توكيد المنفي بـ"لم"، وحذف النون لغير وقف ولا ساكنين.
الثالث: الجمهور على أن "لمَّا" مركبة من "لم" و"ما"، وقيل بسيطة.
الرابع: تدخل همزة الاستفهام على "لم" و"لمَّا" فيصيران: "ألم" و"ألما" باقيتين على عملهما نحو: {أَلَمْ نَشْرَحْ}1،
{أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا}2، ونحو قوله "من الطويل":

"على حين عاتبت المشيب على الصبا"           وَقُلْتُ ألمَّا أصحُ وَالْشَّيْبُ وَازِعُ3

ولما فرغ مما يجزم فعلًا واحدًا انتقل إلى ما يجزم فعلين فقال: "وَاجْزِمْ بِإنْ وَمَنْ وَمَا ومَهْمَا أيَ متى أيَّانَ أيْنَ إذْ مَا وَحَيْثُمَا أَنَّى" فهذه إحدى عشرة أداة كلها تجزم فعلين نحو: {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَو تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ} {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ}5، ونحو: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ}6، ونحو: {وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ}7، وقوله "من الطويل":
1064-

أرَى الْعُمْرَ كَنْزا نَاقِصا كُلَّ لَيْلَةٍ                    وَمَا تُنْقِصُ الأيَامُ وَالْدَّهْرُ يَنْفَدِ


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 و"يوم": بدل منصوب بالفتحة في محل جر. لم يقدر: "لم": حرف جزم، و"يقدر": فعل مضارع مبني للمجهول منصوب بالفتحة الظاهرة، و"نائب الفاعل" ضمير مستتر جوازًا تقديره هو. أم: حرف عطف.
 يوم: اسم معطوف منصوب بالفتحة في محل جر. قدر: فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتحة وسكن لضرورة الشعر، و"نائب الفاعل": ضمير مستتر جوازًا تقديره هو.
وجملة "أفر": ابتدائية لا محل لها. وجملة "لم يقدر": في محل جر بالإضافة. وجملة "قدر": في محل جر بالإضافة.
والشاهد فيه قوله: "لم يقدر":" حيث يرى النحويون أنها حملت الفتحة من نون التوكيد الثقيلة المحذوفة لا منصوب بـ"ألم" كما زعم اللحياني.
1 الشرح: 1.
2 الضحى: 6.
3 تقدم بالرقم 619.
4 البقرة: 271.
5 الأعراف: 200.
6 النساء: 123.
7 البقرة: 215.
1064- التخريج: البيت لطرفة بن العبد في ديوانه ص34. =

 

ج / 3 ص -241-        ونحو: {وَقَالُوا مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ آيَةٍ لِتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ}1، وقوله "من الطويل":
1065-

ومهما يكن عند امرئ من خليقة             وإن خالها تخفى على الناس تعلم


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= اللغة: ينفد: يؤول إلى العدم.
المعنى: يقول: إن العمر يتناقص باستمرار إلى أن ينتهي إلى زوال.
الإعراب: أرى: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: "أنا". العمر: مفعول به أول منصوب. كنزا: معفول به ثان منصوب. ناقصًا: نعت: "كنزًا" منصوب. كل: ظرف زمان متعلق بـ"أرى"، وهو مضاف. ليلة: مضاف إليه مجرور. وما: "الواو": للاستئناف، و"ما": اسم شرط جازم مبني على السكون في محل نصب مفعول به. تنقص: فعل مضارع مجزوم لأنه فعل الشرط، وعلامة جزمه السكون وحرك بالسكر منعًا من التقاء الساكنين. الأيام: فاعل مرفوع بالضمة. والدهر: "الواو": حرف عطف، و"الدهر": اسم معطوف على الأيام. ينفد: فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الشرط، وحرك بالكسر مراعاة للروي، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو".
وجملة "أرى العمر..."ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "ما تنقص... ينفد" استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "ينفد": لا محل لها من الإعراب. لأنها جواب شرط غير مقترن بالفاء. جملة "تنقص الأيام": لا محل لها، جملة الشرط غير الظرفي.
الشاهد فيه قوله: "ما تنقص الأيام... ينفد" حيث جزم بـ"ما" فعلين مضارعين، أولهما "تنقص" وهو فعل الشرط، وثانيهما "ينفد" وهو جواب الشرط.
1 الأعراف: 132.
1065- التخريج: البيت لزهير بن أبي سلمى في ديوانه ص32؛ والجنى الداني ص612؛ والدرر 4/ 184، 5/ 72؛ و شرح المغني ص386، 738، 743؛ ومغني اللبيب ص330؛ وبلا نسبة في مغني اللبيب ص323، وهمع الهوامع 2/ 35، 58.
اللغة: وشرح المفردات: الخليفة: الطبيعة، خالها. ظنها.
المعنى: إذا كان عند امرئ خصلة من الخصال، وظن أنها تخفى على الناس فإنها لا بد ستظهر عندهم وسيعرفونها؟
الإعراب: ومهما: الواو حرف استئناف، "مهما": منهم من يعتبرها حرف شرط جازمًا، ومنهم من يعتبرها اسم شرط جازمًا مبنيًا في محل رفع مبتدأ، أو في محل نصب خبر "تكن". تكن: فعل مضارع تام مجزوم بالسكون، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره "هي". أو فعل مضارع ناقص مجزوم بالسكون، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره "هي". عند: ظرف مكان متعلق بخبر "تكن" المحذوف، أو متعلق بـ"تكن"، وهو مضاف. امرئ: مضاف إليه مجرور بالكسرة. من: حرف جر زائد. خليقة: اسم مجرور لفظًا مرفوع محلًا على أنه اسم "تكن"، أو فاعل "تكن". وإذا اعتبرت "من" حرف جر غير زائد فالجار والمجرور متعلقان بمحذوف حال من الضمير المستتر. وإن: الواو: حرف عطف أو حالية. "إن": حرف وصل لا يحتاج إلى جواب. خالها: فعل ماض مبني على الفتح، وهو فعل الشرط، والهاء: ضمير متصل =

 

ج / 3 ص -242-        ونحو: {أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى}1، وقوله "من البسيط":
1066-

"لما تمكن دنياهم أطاعهم"                    في أي نحو يميلوا دينه يمل


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= مبني في محل نصب مفعول به. وفاعله مستتر فيه جوازًا تقديره. "هو". تخفى: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر. على: حرف جر. الناس: اسم مجرور بالكسرة، والجار والمجرور متعلقان بالفعل "تخفى". تعلم: مضارع للمجهول مجزوم لأنه جواب الشرط. وعلامة السكون وحرك بالكسر للضرورة الشعرية؛ ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره هي.
وجملة "مهما تكن..."استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "إن خالها..." في محل نصب حال. وجملة "تخفى" في محل نصب مفعول به ثان لـ"خالها". وجملة "تعلم" لا محل لها من الإعراب لأنها جواب لشرط جازم غير مقترن بالفاء أو بـ"إذا". وجملة فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر للمبتدأ "مهما".
الشاهد فيه قوله: "ومهما يكن... تعلم" حيث جزم فعلين مضارعين بعد "مهما" الشرطية.
1 الإسراء: 110.
1066- التخريج: البيت لعبد الله بن همام  في الكتاب 3/ 80؛ وبلا نسبة في لسان العرب 13/ 414 "كمن".
المعنى: يقول: إنه لما اتصل بهم أطاعهم في جميع أمورهم، وأوضاع دينه إكرامًا لهم.
الإعراب: لما: الحينية ظرف زمان متعلق بـ"أطاع". تمكن: فعل ماض، دنياهم: فاعل تمكن مرفوع، تقديره: "من دنياهم". أطاعهم: فعل ماض، و"هم": ضمير متصل في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو". في: حرف جر. أي: اسم شرط جازم بالكسرة، و هو مضاف. نحو: مضاف إليه مجرور. يميلوا: فعل مضارع مجزوم لأنه فعل الشرط، وعلامة جزمه حذف النون، و"الواو": ضمير في محل رفع فاعل. دينه: مفعول به منصوب، وهو مضاف، و"الهاء": ضمير في محل جر بالإضافة. يمل: فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الشرط، وعلامة السكون وحرك بالكسر مراعاة للروي، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو".
وجملة "لما تمكن... أطاعهم" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "تمكن": في محل جر بالإضافة. وجملة "أطاعهم": لا محل لها من الإعراب لأنها جواب الماء". وجملة "الشرط "يميلوا" في محل جر صفة بـ"نحو". صفة "يمل": لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء، أو بـ"إذا".
الشاهد فيه قوله: "في أي نحو يميلوا دينه يمل" حيث أدخل حرف جر "في" على "أي" دون أن يغيرها عن عملها.

 

ج / 3 ص -243-        وقوله "من الطويل":
1067-

متى تأته تغشو إلى ضوء ناره                   تجد خير نار عندها خير موقد

وقوله "من الوافر":
1068-

متى ما تلقني فردين ترجف                          روانف أليتيك وتستطارا


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1067- التخريج: البيت للحطيئة في ديوانه ص51؛ وإصلاح المنطق ص198؛ والأغاني 2/ 168؛ وخزانة الأدب 3/ 74؛ 7/ 156، 9/ 92-94؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 654؛ والكتاب 3/ 86؛ ولسان العرب 15/ 75 "عشا"؛ ومجالس ثعلب 467؛ والمقاصد النحوية 4/ 439؛ وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص871؛ وخزانة الأدب 5/ 210؛ وشرح عمدن الحافظ ص363؛ وشرح المفصل 2/ 66، 4/ 148، 7/ 45/ 53؛ وما ينصرف وما لا ينصرف ص88؛ والمقتضب 2/ 65.
اللغة: تعشو إلى ناره: تأتيها في العشاء. تجد خير نار: أي تجد نارًا معدة للأضياف.
الإعراب: "متى": شرطية جازمة في محل نصب مفعول به فيه ظرف زمان متعلق بـ"تجد". "تأته": فعل مضارع مجزم لأنه فعل الشرط، والهاء ضمير في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "أنت". "تعشو": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "أنت". "إلى ضوء": جار ومجرور متعلقان بـ"تعشو": وهو مضاف. "ناره" مضاف إليه مجرور، وهو مضاف، والهاء ضمير في محل جر بالإضافة. "تجد": فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الشرط، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "أنت". "خير": مفعول به، وهو مضاف. "نار": مضاف إليه مجرور. "عندها": ظرف مكان متعلق بخبر محذوف، وهو مضاف، و"ها" في محل جر بالإضافة. "خير": مبتدأ مؤخر مرفوع، وهو مضاف. "موقد": مضاف إليه.
وجملة "متى تأته تجد" الشرطية ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "تأته" في محل جر بالإضافة. وجملة: "تعشو" في محل نصب حال. وجملة "تجد" جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء أو "إذا" لا محل لها من الإعراب. وجملة "عندها خير موقد" في محل نصب مفعول به ثان لـ"تجد".
الشاهد فيه قوله: "متى تأته... تجد" حيث جزم بـ"متى" فعلين مضارعين أولهما "تأت" وهو فعل الشرط، وثانيهما "تجد" وهو جواب الشرط.
1068- التخريج: البيت لعنترة في ديوانه ص234؛ وخزانة الأدب 4/ 297، 7/ 507، 514، 553، 8/ 22؛ والدرر 5/ 94؛ وشرح التصريح 2/ 294؛ وشرح شواهد الشافية ص505؛ وشرح عمدة الحافظ ص460، وشرح المفصل 2/ 55؛ ولسان العرب 4/ 513 "طير"، 14/ 43 "ألا"، 14/ 231 "خصا"؛ والمقاصد النحوية 3/ 174 وبلا نسبة في أسرار العربية ص191؛ وأمالي ابن الحاجب 1/ 451؛ وشرح شافية ابن الحاجب 3/ 301؛ وشرح المفصل 4/ 116، 6/ 87؛ ولسان العرب 9/ 127 "زنف"؛ وهمع الهوامع 2/ 63.
اللغة: فردين منفردين. ترجف: تضطرب. الروانف: ج الرانفة، وهي طرف الإلية.
المعنى: يهجو الشاعر عمارة بن زياد، وكان يحسد عنترة ويقول لقومه: إنكم أكثرتم من ذكره والله لوددت أني لقيته خاليًا حتى أعلمكم أنه عبد، وكان عمارة جوادًا كثير الإبل، مضيعًا لماله مع جوده؛ وكان عنترة لا يكاد يمسك إبلًا حتى يعطيها إخوته، ويقسمها، فبلغه ما قال عمارة فقال فيه: إذا التقينا منفردين =

 

ج / 3 ص -244-        ونحو قوله "من البسيط":
1069-

أيان نؤمنك تأمن غيرنا وإذا                  لم تدرك الأمن منا لم تزل حذرا


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= ترتعد  فرائصك، وترجف إليتاك، وتكادان تطيران من الخوف.
الإعراب: متى: اسم شرط جازم في محل نصب مفعول فيه. ما: زائدة. تلقني: فعل مضارع مجزوم بحذف حرف العلة، و"النون" للوقاية، و"الياء": ضمير متصل في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستر فيه وجوبًا تقديره: "أنت". فردين: حال منصوب بالياء لأنه مثنى. فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الشرط. روانف: فاعل مرفوع، وهو مضاف. "إليتيك": مضاف إليه مجرور بالياء لأنه مثنى. وهو مضاف، و"الكاف": ضمير في محل جر بالإضافة. وتستطارا: "الواو" حرف عطف، "تستطارا": فعل مضارع مجزوم بحذف النون، و"الألف": ضمير في محل رفع فاعل، ويجوز أن تكون فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد المنقلبة إلى ألف. والأصل: "تستطارن".
وجملة "متى تلقني ترجف": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "تلقني..." في محل جر بالإضافة. وجملة "ترجف..." لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء أو "إذا". وجملة "تستطارا": معطوفة على سابقتها.
الشاهد فيه قوله: "متى ما تلقني... ترجف" حيث جزم بـ"متى" فعلين مضارعين؟
1069- التخريج: البيت بلا نسبة في شرح ابن عقيل ص582؛ والمقاصد النحوية 4/ 423.
اللغة والمعنى: نؤمنك: نمنحك الأمان والطمأنينة. تأمن غيرنا: تسلم من أذى غيرنا. حذرًا: خائفًا.
يقول: متى منحناك الأمان تأمن جور غيرنا من الأقوام لأنك قوي بنا، عزيز بجوارنا، وإذا لم تحظ بالأمان منا تظل طوال حياتك خائفًا وجلًا.
الإعراب: أيان: اسم شرط جازم متعلق بـ"تأمن". نؤمنك: فعل مضارع مجزوم لأنه فعل الشرط، والفاعل: نحن، والكاف: ضمير في محل نصب مفعول به. تأمن: فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الشرط، والفاعل: أنت. غيرنا: مفعول به منصوب، وهو مضاف، و"نا": ضمير في محل جر بالإضافة. وإذا: الواو: حرف عطف، إذا: ظرف يتضمن معنى الشرط متعلق بجوابه. لم حرف نفي وجزم وقلب: تدرك: فعل مضارع مجزوم بالسكون وحرك بالكسر منعًا من التقاء الساكنين، والفاعل: أنت. الأمن: مفعول به منصوب. منا: جار ومجرور متعلقان بـ"تدرك". لم: حرف نفي وجزم وقلب. تزل: فعل مضارع ناقص. واسمه ضمير مستتر تقديره: أنت. حذرًا: خبر "لم تزل" منصوب.
وجملة "نؤمنك" الفعلية في محل جر بالإضافة. وجملة "تأمن غيرنا" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء أو "إذا". وجملة "لم تدرك..." الفعلية في محل جر بالإضافة. وجملة "لم تزل حذرًا" لا محل لها من الإعراب لأنه جواب شرط غير جازم.
والشاهد فيه قوله: "إيان نؤمنك تأمن" حيث جزم باسم الشرط "إيان" فعلين مضارعين: "نؤمنك" و"تأمن".

 

ج / 3 ص -245-        وقوله "من الطويل":
1070-

"إذا النعجة العجفاء كانت بقفرة"                    فأيان ما تعدل به الريح تنزل

ونحو قوله "من الخفيف":
1071-

أين تصرف بنا العداة تجدنا                    نصرف العيس نحوها للتلاقي


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1070- التخريج: البيت لأمية بن أبي عائذ في شرح أشعار الهذليين 2/ 562؛ وشرح عمدة الحافظ ص363؛ وبلا نسبة في الدرر 5/ 95؛ وهمع الهوامع 2/ 63.
اللغة وشرح المفردات: العجفاء: المهزولة. القفرة: الأرض التي لا نبات فيها. تعدل: تميل.
الإعراب: إذا: ظرف زمان يتضمن معنى الشرط في محل نصب مفعول فيه متعلق بجوابه. النعجة: اسم "كان" المحذوفة مرفوع بالضمة الظاهرة. العجفاء: نعت "النعجة" مرفوع بالضمة الظاهرة. "كانت": فعل ماض ناقص، والتاء: للتأنيث. واسم "كان" ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره "هي". بقفرة: الباء حرف جر، القفرة": اسم مجرور بالكسرة، والجار والمجرور متعلقان بخبر "كان" المحذوف تقديره "موجودة".
 فإيان: الفاء رابطة لجواب الشرط. "أيان": اسم شرط جازم مبني في محل نصب مفعول فيه، متعلق بالفعل "تنزل". ما: حرف زائد. تعدل: فعل مضارع مجزوم بالسكون، وهو فعل الشرط، به: الباء حرف جر، والهاء: ضمير متصل مبني في محل جر بحرف الجر. والجار والمجرور متعلقان بالفعل "تعدل". الريح": فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة. تنزل: فعل مضارع مجزوم بالسكون وحرك بالكسر مراعاة للروي. وهو جواب الشرط. وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هي".
وجملة "كانت النعجة..." في محل جر بالإضافة. وجملة "كانت بقفرة" تفسيرية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "فأيان ما تعدل" لا محل لها من الإعراب لأنها جواب لشرط غير جازم. وجملة "تنزل" لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط حازم غير مقترن بالفاء أو بـ"إذا".
الشاهد فيه قوله: "أيان تعدل تنزل" حيث جزم بـ"أيان" فعلين مضارعين يسمى الأول فعل الشرط والثاني جوابه.
1071- التخريج: البيت لابن همام السلولي في الكتاب 3/ 58؛ وبلا نسبة في شرح المفصل 4/ 105، 7/ 45؛ والمقتضب 2/ 48.
اللغة: العداة: ج العادي. العيس: الإبل البيض.
المعنى: يقول: إن تضرب بنا العداة في مكان ما من الأرض نصرف العيس إلى هؤلاء الأعداء لملاقاتهم.
الإعراب: أين: اسم شرط جازم مبني في محل نصب مفعول فيه. تضرب: فعل مضارع مجزوم لأنه فعل الشرط. بناء: جار ومجرور متعلقان بـ"تصرف". العداة: فاعل مرفوع. تجدنا: فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الشرط، و"نا": ضمير متصل في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه وحوبًا تقديره: "أنت". نصرف: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: "نحن". العيس: مفعول به منصوب. نحوها: ظرف مكان متعلق بـ"نصرف" للتلاقي: جار ومجرور متعلقان بـ"نصرف".
وجملة "أين تضرب تجدنا...": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة فعل الشرط في محل جر بالإضافة. وجملة "تجدنا" لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط غير مقترن بالفاء أو بـ"إذا". وجملة "تصرف": في محل نصب حال.
الشاهد فيه قوله: أين تضرب... تجدنا" حيث عملت "أين" عمل اسم الشرط الجازم، فجزمت فعلين مضارعين، الأول فعل الشرط والثاني جوابه.

 

ج / 3 ص -246-        ونحو قوله تعالى: {أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ}1، وقوله "من الطويل":
1072-

صعدة نابتة في حائر                            أينما الريح تميلها تمل

ونحو قوله "من الطويل":
1073-

وإنك إذما تأت ما أنت آمر                          به تلف من إياه تأمر آتيا


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 النساء: 78.
1072- التخريج: البيت لكعب بن جعبل في خزانة الأدب 3/ 47؛ والدرر 5/ 79؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 196؛ والمؤتلف والمختلف ص84؛ وله أو للحسام بن ضرار في المقاصد النحوية 4/ 424؛ وبلا نسبة في خزانة الأدب 9/ 39، 43؛ وشرح المفصل 9/ 10؛ والكتاب 3/ 113؛ ولسان العرب 4/ 223 "حير"؛ والمقتضب 2/ 75؛ وهمع الهوامع 2/ 59.
اللغة: الصعدة: القناة التي تنبت مستوية، الحائر: المكان الذي يكون وسطه منخفضًا وحروفه مرتفعة عالية.
المعنى: شبه امرأة  بقناة مستوية لدنة قد نبتت في مكان مطمئن الوسط مرتفع الجوانب والريح تعبث بها وهي تميل مع الريح.
الإعراب: "صعدة": خبر لمبتدأ محذوف مرفوع بالضمة. "نابتة": صفة مرفوعة بالضمة. "في حائر": جار ومجرور بالكسرة متعلقان بـ"نابتة". "أينما" اسم شرط جازم مبني على السكون في محل نصب ظرف زمان متعلق بـ"تمل". "الريح": فاعل لفعل محذوف يفسره المذكور بعده. "تميلها": فعل مضارع مجزوم وعلامة الجزم السكون، و"الهاء": ضمير متصل في حل نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر جوازًا تقديره هي. "تمل": فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الشرط وعلامة الجزم السكون. والفاعل ضمير مستتر جوازًا تقديره هي.
وجملة "هي صعدة": بحسب ما قبلها وجملة "إينما" الريح تميلها تمل": في محل رفع صفة. وجملة "الريح وفعلها المحذوف": في محل جر بالإضافة. وجملة "تميلها" تفسيرية لا محل لها من الإعراب. وجملة "تمل": جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء لا محل لها من الإعراب.
والشاهد فيه قوله: "أينما الريح تميلها": حيث وقع اسم مرفوع بعد أداة الشرط، ووقع بعد هذا الاسم المرفوع فعل مضارع مجزوم ضرورة، والاسم المرفوع هذا هو فاعل بفعل محذوف يفسره الفعل المتأخر ، وهذا الفعل المحذوف هو فعل الشرط.
1073- التخريج: البيت بلا نسبة في شرح ابن عقيل ص583؛ وشرح عمدة الحافظ ص365؛ والمقاصد النحوية 4/ 425. =

 

ج / 3 ص -247-        ونحو قوله "من الخفيف":
1074-

حيثما تستقم يقدر لك الـ                      ـله نجاحًا في غابر الأزمان


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= اللغة وشرح المفردات: أتى الشيء: فعله. تلفي: تجد.
المعنى: إذا كنت تفعل ما تأمر الناس به فإنهم ينقادون لأوامرك.
الإعراب: وإنك: الواو: بحسب ما قبلها، "إنك": حرف مشبه بالفعل، والكاف: ضمير متصل مبني في محل نصب اسم "إن": إذما: حرف شرط جازم. تأت: فعل مضارع مجزوم بحذف حرف العلة، وهو فعل الشرط، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: "أنت". ما: اسم موصول مبني في محل نصب مفعول به. أنت: ضمير متصل مبني في محل رفع مبتدأ. آمر: خبر المبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة. به: الباء حرف جر، والهاء: ضمير متصل مبني في محل جر بحرف الجر. والجار والمجرور متعلقان بـ"آمر". تلف: فعل مضارع مجزوم بحذف حرف العلة، وهو جواب الشرط. وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره "أنت". من: اسم موصول مبني في محل نصب مفعول به. إياه: ضمير منفصل مبني في محل نصب مفعول به مقدم لـ"تأمر". تأمر: فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة: وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره "أنت". آتيا: حال منصوب بالفتحة الظاهرة.
وجملة: أنك..." استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر "أن" وجملة "أنت آمر" لا محل لها من الإعراب لأنها صلة الموصول. وجملة "تلف..." لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء أو بـ"إذا". و جملة "تأمر..." صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.
الشاهد فيه قوله: "إذما تأت تلف" حيث جزم بـ"إذما" فعلين مضارعين، يسمى الأول فعل الشرط والثاني جوابه.
1074- التخريج: البيت بلا نسبة في تذكرة النحاة ص736؛ وخزانة الأدب 7/ 20؛ وشرح شواهد المغني 1/ 391؛ وشرح ابن عقيل ص583؛ وشرح عمدة الحافظ ص365؛ وشرح قطر الندى ص89؛ ومغني اللبيب 1/ 133؛ والمقاصد النحوية 4/ 426.
اللغة والمعنى: تستقم: تعتدل في تصرفك، أو تسر في طريق قويم. يقدر: يهيئ. غابر الأزمان: ماضي الأزمان، وهنا بمعنى "باقيها".
يقول: أينما كنت، إن أحسنت سلوكك، وسرت في طريق مستقيم، يهيئ الله الظفر في أعمالك، وبلوغ ما تبتغيه.
الإعراب: حيثما: اسم شرط جازم متعلق بـ"يقدر". تستقم: فعل مضارع مجزوم لأنه فعل الشرط، والفاعل: أنت. يقدر: فعل مضارع  مجزوم لأنه فعل الشرط، والفاعل: أنت. يقدر: فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الشرط. لك: جار ومجرور متعلقان بـ"يقدر". الله: اسم الجلالة فاعل مرفوع. نجاحًا: مفعول به منصوب. في غابر: جار ومجرور متعلقان بـ"يقدر"، وهو مضاف. الأزمان: مضاف إليه مجرور.
وجملة "تستقم:" الفعلية في محل جر بالإضافة. وجملة "يقدر" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء أو "إذا". =

 

ج / 3 ص -248-        ونحو قوله "من الطويل":
1075-

خَلِيْلَيَّ أنَّى تَأتِيَاني تَأتِيَا                    أخا غَيْرَ مَا يُرْضِيْكُمَا لاَ يُحَاوِلُ

"وَحَرْفٌ إذْمَا" أي إذما حرف "كَإنْ" معنى وفاقًا لسيبويه، لا ظرف زمان زيد عليها ما كما ذهب إليه المبرد في أحد قوليه، وابن السراج والفارسي "وبَاقِي الأَدَوَاتِ أَسْمَا" أما "من" و"ما" و"متى" و"أي" و"أيان" و"أين" و"أنَّى" و"حيثما" فباتفاق، وأما "مهما" فعلى الأصح.
وتنقسم هذه الأسماء إلى ظرف وغير ظرف؛ فغير الظرف "من" و"ما" و"مهما"، فـ"من" لتعميم أولي العلم، و"ما" لتعميم ما تدل عليه، وهي موصولة1، وكلتاهما مبهمة في أزمان الربط، و"مهما" بمعنى ما، ولا تخرج عن الاسمية خلافًا لمن زعم أنها تكون حرفًا ولا عن الشرطية خلافًا لمن زعم أنها تكون استفهامًا ولا تجر بإضافة ولا بحرف

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= الشاهد فيه قوله: "حيثما تستقم يقدر" حيث جاء "حيثما" اسم شرط جازم لفعلين هما قوله: "تستقم" وهو فعل الشرط، وقوله: "يقدر"، وهو جواب الشرط.
1075- التخريج: البيت بلا نسبة في شرح ابن عقيل ص583؛ والمقاصد النحوية 4/ 426.
اللغة والمعنى: خليلي: صديقي: تجداني أخا لكما، لا يريد إلا ما يرضيكما.
الإعراب: خليلي: منادى منصوب بالياء لأنه مثنى، وهو مضاف، والياء: في محل جر بالإضافة.
أنى: اسم شرط جازم متعلق بجوابه. تأتياني: فعل مضارع مجزوم بحذف النون لأنه من الأفعال الخمسة، وهو فعل الشرط، والألف: فاعل، والنون: للوقاية، والياء: في محل نصب مفعول به. تأتيا: فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الشرط وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة، والألف: في محل رفع فاعل. أخًا: مفعول به منصوب، غير: مفعول به مقدل لـ"يحاول" منصوب، وهو مضاف. ما: اسم موصول مبني في محل جر بالإضافة. يرضيكما: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل، والفاعل: هو، و"كما" في محل نصب مفعول به، لا: نافية: يحاول: فعل مضارع مرفوع، والفاعل: هو.
وجملة "... خليلي" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة "تأتياني" الفعلية في محل جر بالإضافة. وجملة "تأتيا أخا" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء أو "إذا". وجملة "يرضيكما" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنه صلة الموصول. وجملة "يحاول" الفعلية في محل نصب نعت "أخا".
والشاهد فيه قوله: "أنى تأتياني تأتيا" حيث جزمت "أنى" فعلين: أولهما قوله: "تأتياني"، وهو فعل الشرط، وثانيهما قوله: "تأتيا" وهو جواب الشرط.
1 أي هي لتعميم مدلولها في حال موصوليتها.

 

ج / 3 ص -249-        جر، بخلاف "من" و"ما"، وذكر في الكافية والتسهيل أن "ما" و"مهما" قد يردان ظرفي زمان، قال في شرح الكافية: جميع النحويين يجعلون "ما" و"مهما" مثل "من" في لزوم التجرد عن الظرفية، مع أن استعمالهما ظرفين ثابت في أشعار الفصحاء من العرب، وأنشد أبياتًا منها في "ما" قول الفرزدق "من الطويل":
1076-

وَمَا تَحْيَ لا أَرْهَبْ وَإنْ كُنْتُ جَارِما                وَلَوْ عَدَّ أعْدَائِي عَلَيَّ لَهُمْ دَخْلا

وقول ابن الزبير: "من الطويل":
1077-

فَمَا تَحْيَ لاَ نسْأمْ حَيَاة وَإنْ تَمُتْ            فَلاَ خَيْر فِي الدُّنْيَا وَلاَ الْعَيْشِ أجْمَعَا


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1076- التخريج: البيت للفرزدق في ديوانه 2/ 127.
اللغة: أرهب: أخاف. جارمًا: مرتكب الجرم. الذحل: الثأر.
المعنى: يقول: إنني لا أخاف ما دمت حيًا وإن كنت مجرمًا، ولا أخشى أعدائي وإن كان لهم علي ثأر، وذلك لأن الممدوح يرد عنه هذا الأذى.
الإعراب: وما: "الواو": بحسب ما قبلها، "ما": اسم شرط جازم في محل نصب مفعول فيه، متعلق بـ"أرهب". تحي: فعل مضارع مجزوم بحذف حرف العلة، وهو فعل الشرط، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: "أنت". لا. نافية أرهب: فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الشرط، فاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره. "أنا". وإن: "الواو" حالية، "إن": وصلية زائدة للتعميم. كنت: فعل ماض ناقص، و"التاء": ضمير في محل رفع اسم "كان". جارمًا: خبر "كان" منصوب. ولو: "الواو" حرف عطف، "لو": وصلية زائدة للتعميم. عد: فعل ماض، أعدائي: فاعل مرفوع، وهو مضاف، و"الياء": ضمير في محل جر بالإضافة. علي: جار ومجرور متعلقان بـ"عد". لهم: جار ومجرور بـ"عد": ذخلًا: مفعول به منصوب.
وجملة "ما تحي... لا أرهب": بحسب ما قبلها. وجملة "إن كنت جازمًا": في محل نصب حال.
وجملة "لو عد...": معطوفة على سابقتها، وجملة "تحي" مضاف إليها محلها الجر. وجملة "أرهب": جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء لا محل لها.
الشاهد: قوله: "ما تحي" حيث وقعت "ما" الشرطية في محل نصب مفعول فيه؛ أي "مدة حياتك".
1077- التخريج: لم أقع عليه في ديوانه؛ ولا فيما عدت إليه من مصادر.
اللغة: نسأم: نمل ونضجر.
المعنى: لا نمل الحياة طوال حياتك، أما بعد موتك فلا خير في العيش كله.
الإعراب: فما: "الفاء": بحسب ما قبلها، و"ما": اسم شرط جازم في محل نصب مفعول به متعلق بالفعل "نسأم" تحي: فعل مضارع مجزوم لأنه فعل الشرط، وعلامة جزمه حذف حرف العلة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: "أنت". لا: نافية. نسأم: فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الشرط، وفاعله ضمير =

 

ج / 3 ص -250-        وفي مهما قول حاتم "من الطويل":
1078-

وإنك مهما تعط بطنك سؤله                   وفرجك نالا منتهى الذم أجمعا

قول طفيل الغنوي "من الرجز":
1079-

نبئت أن أبا شتيم يدعي                مهما يعش يسمع بما لم يسمع


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= مستتر فيه وجوبًا تقديره: "نحن": حياة: مفعول به منصوب، وإن: "الواو": حرف عطف، "إن": حرف شرط جازم. تمت: فعل مضارع مجزوم لأنه فعل الشرط، وهو فعل الشرط، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: "أنت". فلا: "الفاء":" رابطة جواب الشرط، "لا": نافية للجنس. خير: اسم "لا" مبني في محل نصب في الدنيا جار ومجرور متعلقان بخبر "لا" المحذوف. ولا: "الواو": حرف عطف، "لا": زائدة لتأكيد النفي. العيش: معطوف على "الدنيا" مجرور بالكسرة. أجمعًا: حال منصوب.
وجملة "ما تحي لا نسأم": بحسب ما قبلها. وجملة فعل الشرط. وجملة "لا نسأم": جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء لا محل لها. وجملة "إن تمت": لا محل لها من الإعراب "فعل الشرط". وجملة "فلا خير في الدنيا": في محل جزم جواب الشرط. وجملة "إن تمت فلا خير في الدنيا": معطوفة على جملة "ما تحي لا نسأم".
الشاهد فيه قوله: "ما تحي لا نسأم" حيث وردت "ما" اسم شرط جازم دال على الظرفية.
1078 التخريج: البيت لحاتم الطائي في ديوانه ص174؛ والجنى الداني ص610؛ وخزانة الأدب 9/ 27؛ والدرر 5/ 71؛ وشرح شواهد المغني ص744.
المعنى: أيها العاقل، لا تعط بدنك كل شهواته، فتقع في الرذيلة والإثم، وترد موردًا لا تحسد عليه.
الإعراب: وإنك: "الواو": حسب ما قبلها، "إن": حرف مشبه بالفعل، و"الكاف": ضمير متصل في محل نصب اسمها. مهما: اسم شرط جازم مبني على السكون في محل نصب ظرف زمان، متعلق بالفعل تعط. تعط: فعل مضارع مجزوم بحذف حرف العلة، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقديره أنت. بطنك: مفعول به منصوب بالفتحة، و"الكاف": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. سؤله: مفعول به ثان منصوب بالفتحة، و"الهاء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. وفرجك: "الواو": عاطفة، و"فرجك": اسم معطوف على بطنك، منصوب بالفتحة وهو مضاف، و"الكاف": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. نالا: فعل ماض مبني على الفتحة، و"ألف الاثنين" ضمير متصل في محل رفع فاعل. منتهى: مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على الألف للتعذر وهو مضاف. الذم: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة. أجمعا: توكيد معنوي لـ"الذم" مجرور وعلامة جره الفتحة لأنه ممنوع من الصرف.
وجملة "وإنك...": ابتدائية لا محل لها. وجملة "تعط بطنك": فعل الشرط لا محل لها. وجملة "نالا..." جواب لشرط جازم لا محل لها. وجملة "مهما تعط بطنك وفرجك نالا": في محل رفع خبر إن.
والشاهد فيه قوله: "مهما تعط" فقط جاءت "مهما" للزمان.
1079- التخريج: الرجز لطفيل الغنوي في ديوانه ص104-105.

 

ج / 3 ص -251-        قال ابنه: ولا أرى في هذه الأبيات حجة؛ لأنه يصح تقديرها بالمصدر، اهـ.
وأصل "مهما": "ما ما" الأولى شرطية والثانية زائدة، فثقل اجتماعهما، فأبدلت ألف الأولى هاء، هذا مذهب البصريين، ومذهب الكوفيين أصلها "مه" بمعنى اكفف زيدت عليها ما، فحدث بالتركيب معنى لم يكن، وأجازه سيبويه، وقيل إنها بسيطة.
وأما "أي" فهي عامة في ذوي العلم وغيرهم، وهي بحسب ما تضاف إليه، فإن أضيفت إلى ظرف مكان فهي ظرف مكان، وإن أضيفت إلى ظرف زمان فهي ظرف زمان، وإن أضيفت إلى غيرهما فهي غير ظرف.
وأما الظرف فينقسم إلى زماني ومكاني؛ فالزَّماني: "متى" و"أيان" وهما لتعميم الأزمنة وكسر همزة "أيان" لغة سليم، وقرئ بها شاذًا، والمكاني: "أين"، و"أنَّى"، وحيثما وهي لتعميم الأمكنة.
تنبيهات: الأولى هذه الأدوات في لحاق "ما" على ثلاثة أضرب، ضرب لا يجزم إلا مقترنًا بها وهو "حيث" و"إذ"، كما اقتضاه صنيعه وأجاز الفراء الجزم بهما بدون "ما"، وضرب لا يلحقه "ما" وهو "من"، و"ما" و"مهما" و"أنَّى"، وأجازه الكوفيون في "من" و"أنَّى".

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= اللغة: نبئت: أخبرت.
الإعراب: نبئت: فعل ماض للمجهول. و"التاء": ضمير في حل رفع نائب فاعل. أن حرف مشبه بالفعل. أبا: اسم أن منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف، شتيم: مضاف إليه مجرور. يدعي: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو". مهما: اسم شرط جازم في محل نصب مفعول فيه متعلق بـ"يسمع". يعش: فعل مضارع مجزوم، وهو فعل الشرط، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو". يسمع: فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الشرط، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو". بما: جار ومجرور متعلقان بـ"يسمع". لم: حرف نفي وجزم وقلب. يسمع: فعل مضارع للمجهول مجزوم، ونائب فاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو".
وجملة "نبئت": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجمل "أن" وما دخلت عليه في تأويل مصدر في محل نصب مفعول به. وجملة "يدعي": في محل رفع خبر "أن". والجملة الشرطية في محل نصب مفعول به لـ"يدعي". وجملة "فعل الشرط وجوابه في محل جر بالإضافة. وجملة "يسمع" جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء أو بـ"إذا" لا محل لها من الإعراب. وجملة "لم يسمع": صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.
الشاهد فيه قوله: "مهما يعش يسمع" حيث وردت "مهما": الشرطية الجازمة دالة على ظرف.

 

ج / 3 ص -252-        وضرب يجوز فيه الأمران، وهو "إن" و"أيّ"، و"متى"، و"أين" و"أيان"، ومنع بعضهم في أيان، والصحيح الجواز.
الثاني: ذكر في الكافية والتسهيل: أن "إن" قد تهمل حملًا على "لو" كقراءة طلحة: "فَإِمَّا تَرَيْنَ"1 بياء ساكنة ونون مفتوحة، وأن متى قد تهمل حملًا على "إذا"، ومثل بالحديث: "إن أبا بكر رجل أسيف وإنه متى يقم مقامك لا يسمع الناس"، وفي الارتشاف: ولا تهمل حملًا على "إذا" خلافًا لمن زعم ذلك يعني "متى".
الثالث: لم يذكر هنا من الجوازم "إذا"، و"كيف"، و"لو".
أما "إذا" فالمشهور أنه لا يجزم بها إلا في الشعر، لا في قليل من الكلام ولا في الكلام إذا زيد بعدها "ما"، خلافًا لزاعم ذلك، وقد صرح بذلك في الكافية فقال:

وشاعَ جزمٌ بإذا حَمْلًا على                  متى وذَا في النثر لم يُسْتَعْمَلا

وقال في شرحها: وشاع في الشعر الجزم بـ"إذا" حملًا على "متى"؛ فمن ذلك إنشاد سيبويه "من البسيط":
1080-

تَرَفع لِي خِنْدِفٌ وَاللَّهُ يَرْفَعُ لِي                      نَارا إذَا خَمَدَتْ نِيْرَانُهُمْ تَقِدِ


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 مريم: 26.
1080- التخريج: البيت للفرزدق في ديوانه ص216؛ والأزمنة والأمكنة 1/ 241؛ وخزانة الأدب 7/ 22؛ وشرح المفصل 7/ 47؛ والكتاب 3/ 62؛ والمقتضب 2/ 56.
المعنى: يفخر الشاعر بقبيلة خندف فيقول: إنها ترفع لي من الشرف ما هو كالنار الموقدة.
الإعراب: ترفع: فعل مضارع مرفوع. لي: جار ومجرور متعلقان بـ"ترفع". خندف: فاعل مرفوع.
والله: "الواو": حرف عطف، "الله": اسم الجلالة مبتدأ مرفوع. يرفع: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو". لي جار ومجرور متعلقان بـ"يرفع". نارا: مفعول به منصوب. إذا: اسم شرط جازم في محل نصب مفعول فيه متعلق بـ"تقد". خمدت: فعل ماض. وهو فعل الشرط، و"التاء": للتأنيث. نيرانهم: فاعل مرفوع بالضمة، و"هم": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. تقد: فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الشرط، وعلامة جزمه السكون وحرك بالكسر مراعاة للروي.
وجملة "ترفع لي": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "الله يرفع": معطوفة على التي قبلها.
وجملة "يرفع": في محل رفع خبر المبتدأ. وجملة "خمدت..." في محل جر بالإضافة. وجملة "تقد": لا محل لها من الإعراب جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء.
الشاهد فيه قوله: "إذا خمدت نيرانهم تقد": حيث وردت "إذا" شرطية جازمة، وهذا نادر وفي الشعر فقط.

 

ج / 3 ص -253-        وكإنشاد الفراء: "من الكامل":
1081-

واسْتَغْنَ مَا أغْنَاكَ رَبُّكَ بِالْغِنَى                     وَإذَا تُصِبْكَ خَصَاصَةٌ فَتَجَمَّلِ

ولكن ظاهر كلامه في التسهيل جواز ذلك في النثر على قلة، وهو ما صرح به في التوضيح فقال: هو في النثر نادر وفي الشعر كثير، وجعل منه قوله عليه الصَّلاة والسَّلام لعلي وفاطمة رضي الله عنهما: $"إذا أخذتما مضاجعكما تُكبرا أربعًا وثلاثين"، الحديث.
وأما "كيف" فيجازى بها معنى لا عملًا، خلافًا للكوفيين فإنهم أجازوا الجزم بها قياسًا مطلقًا ووافقهم قطرب، وقيل يجوز بشرط اقترانها بـ"ما".

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1081- التخريج: البيت لعبد قيس بن خفاف في الدرر 3/ 102؛ وشرح اختيارات المفضل ص1558؛ وشرح شواهد المغني 1/ 271؛ ولسان العرب 1/ 712 "كرب"؛ والمقاصد النحوية 2/ 203؛ ولحارثة بن بدر الغداني في أمالي المرتضى 1/ 383؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 1/ 335؛ وشرح عمدة الحافظ ص374؛ وهمع الهوامع 1/ 206.
اللغة: الخصاصة: شدة الفقر. تجمل: حاول أن تبدو جميلًا متعففًا؛ ويروى "فتحمل" وهو من الاحتمال والصبر.
المعنى: استغن عن الناس إذا أعطاك ربك الغنى والثروة، وحاول أن تبدو جميلًا متعففًا إن أصابك الفقر، ففي الحالين: غناه وفقره، يطلب منه أن يقلل من اعتماده على الناس.
الإعراب: استغن: فعل أمر مبني على حذف حرف العلة، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "أنت".
ما: حرف مصدرية وظرفية. والمصدر المؤول من "ما" والفعل "أغناك" ظرف زمان منصوب متعلق بـ"استغن". أغناك: فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف، و"الكاف": ضمير متصل في محل نصب مفعول به. ربك: فاعل مرفوع بالضمة، و"الكاف": ضمير: متصل في محل جر بالإضافة. بالغنى: جار ومجرور بكسرة مقدرة على الألف، متعلقان بـ"استغن". وإذا: "الواو": للعطف، "إذا": ظرف زمان متضمن معنى الشرط، في محل نصب مفعول فيه متعلق بجوابه. تصبك: فعل مضارع مجزوم بالسكون، و"الكاف": ضمير متصل في محل نصب مفعول به. خصاصة: فاعل مرفوع بالضمة. فتجمل: "الفاء": رابطة لجواب الشرط، "تجمل": فعل مضارع مجزوم "جواب الشرط" بالسكون، وحرك بالكسرة لضرورة القافية، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "أنت".
وجملة "اسغن": ابتدائية لا محل لها. وجملة "أغناك": صلة الموصول الحرفي لا محل لها. وجملة "إذا تصبك...": معطوفة على جملة "استغن" لا محل لها. وجملة "تصبك": في محل جر بالإضافة.
وجملة "فتجمل": جواب الشرط لا محل لها.
والشاهد فيه قوله: "وإذا تصبك خصاصة فتجمل": حيث جزم فعل الشرط وجوابه بـ"إذا" غير الجازمة إلا في ضرورة الشعر.

 

ج / 3 ص -254-        وأما "لو" فذهب قوم منهم ابن الشجري إلى أنها يجزم بها في الشعر، وعليه مشى المصنف في التوضيح، ورد ذلك في الكافية فقال:

وجَوَّزَ الجزْمَ بِهَا في الشِّعرِ                        ذُو حُجَّةٍ ضَعَّفَها مَنْ يَدْرِي

وتأول في شرحها قوله:
1082-

لَوْ يَشَأْ طَارَ بِهِ ذُو مَيْعَةٍ                     "لاحق الآطال نهد ذو خصل"

وقوله "من البسيط":
1083-

تَامَتْ فُؤادَكَ لَوْ يُحْزِنْكَ مَا صَنَعَتْ               إحْدَى نِسَاء بَنِي ذُهْلِ بن شَيْبَانَا


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1082- التخريج: البيت لعلقمة في ديوانه ص134؛ ولامرأة من بني الحارث في الحماسة البصرية 1/ 243؛ وخزانة الأدب 11/ 298، 300؛ والدرر 5/ 79؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص1108؛ وشرح شواهد المغني 2/ 664؛ ولعلقمة أو لامرأة من بني الحارث في المقاصد النحوية 2/ 539؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 1/ 334؛ وتذكرة النحاة ص39؛ والجنى الداني ص287؛ وهمع الهوامع 2/ 64.
اللغة: ذو ميعة: ذو نشاط وجلد. آطال من إطل: الخاصرة. نهد: مرتفع. خصل: شعر مجتمع.
المعنى: لو أراد النجاة، لنجا بفرسه الضامرة البطن، الطويلة الشعر القوية النشيطة، فهي لسرعتها كأنها تطير، لا تمشي.
الإعراب: لو يشأ: "لو": حرف شرط بمعنى "إن"، و"يشأ": فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه السكون و"الفاعل": ضمير مستتر جوازًا تقديره: هو. طار: فعل ماض مبني على الفتحة الظاهرة. به: جار ومجرور متعلقان بالفعل طار. ذو ميعة: "ذو": فاعل مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الخمسة، وهو مضاف، و"ميعة": مضاف إليه مجرور بالكسرة . نهد: صفة مرفوعة بالضمة الظاهرة وهي "مضاف". الآطال: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة. نهد: صفة مرفوعة بالضمة الظاهرة. ذو خصل: "ذو": صفة مرفوعة بالواو لأنها من الأسماء الخمسة وهي "مضاف" و"خصل" مضاف إليه مجرور، وسكن لضرورة الشعر.
وجملة "يشأ": فعل الشرط لا محل لها. وجملة "طار": جواب شرط غير جازم لا محل لها، والتركيب الشرطي ابتدائي لا محل له.
والشاهد فيه قوله: "لو يشأ": فقد شبهت لو "بأن" الجازمة وجزمت فعلًا لها وهو "يشأ".
1083- التخريج: البيت للقيط بن زرارة في لسان العرب 12/ 75 "تيم" والعقد الفريد 6/ 84؛ وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص441؛ وشرح شواهد المغني 2/ 665.
اللغة: تيمه الحب: أذله.
المعنى: يخاطب الشاعر نفسه قائلًا: لقد استبعدتك تلك الذهلية بحبك لها، وأحزنك ما تلاقي منها ما معاملة وصد، وهذا ما لا تطيقه. =

ج / 3 ص -255-        ووقع له في التسهيل كلامان، أحدهما يقتضي المنع مطلقًا، والثاني ظاهره موافقة ابن الشجري.
698-

فعلين يقتضين شرط قدما                         يتلو الجزاء وجوابًا وسما

"فِعْلَيْنِ يَقْتَضِيْنَ" أي تطلب هذه الأدوات فعلين "شَرْطٌ قُدِّمَا يَتْلُو الْجَزَاءَ" أي يتبعه الجزاء "وَجَوَابا وُسِما" أي علم، يعني يسمى الجزاء جوابًا أيضًا، وإنما قال فعلين ولم يقل جملتين للتنبيه على أن حق الشرط والجزاء أن يكونا فعلين، وإن كان ذلك لا يلزم في الجزاء، وأفهم قوله يتلو الجزاء أنه لا يتقدم، وإن تقدم على أداة الشرط شبيه بالجواب فهو دليل عليه وليس إياه، هذا مذهب جمهور البصريين، وذهب الكوفيون والمبرد وأبو زيد إلى أنه الجواب نفسه، والصحيح الأول، وأفهم قوله "يقتضين" أن أداة الشرط هي الجازمة للشرط والجزاء معًا لاقتضائها لهما: أما الشرط فنقل الاتفاق على أن الأداة جازمة له، وأما الجزاء ففيه أقوال: قيل هي الجازمة له أيضًا كما اقتضاه كلامه، قيل وهو مذهب المحققين من البصريين، وعزاه السيرافي إلى سيبويه، وقيل الجزم بفعل الشرط، وهو مذهب الأخفش واختاره في التسهيل، وقيل بالأداة والفعل معًا ونسب إلى سيبويه والخليل، وقيل بالجوار، وهو مذهب الكوفيين.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= الإعراب: "تامت" : فعل ماض مبني على الفتح، و"التاء" للتأنيث. فؤادك: مفعول به منصوب بالفتحة، و"الكاف": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. لو يحزنك: "لو": حرف شرط بمعنى "إن"، و"يحزنك" فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه السكون، و"الكاف" ضمير متصل في محل نصب مفعول به. ما: اسم موصول في محل رفع فاعل. صنعت: فعل ماض مبني على الفتح و"التاء": للتأنيث. إحدى: فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر. نساء: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة وهو مضاف. بني: مضاف إليه مجرور بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، وحذفت النون للإضافة. ذهل: مضاف إليه مجرور بالكسرة. ابن: صفة مجرورة بالكسرة. شيبان: مضاف إليه مجرور بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف، و"الألف": للإطلاق.
وجملة "تامت" فؤادك" ابتدائية لا محل لها. وجملة "يحزنك": فعل الشرط لا محل لها. وجملة "صنعت": صلة الموصول لا محل لها. وجملة "لو يحزنك": حالية محلها النصب.
والشاهد فيه قوله: "لو يحزنك": فقد جزم الحرف "لو" الفعل "يحزن" لأنهم أرادوا بها معنى "إن" الشرطية.

 

ج / 3 ص -256-        699-

وماضيين أو مضارعين                              تلفيهما أو متخالفين

"وَمَاضِيَيْنِ أوْ مُضَارِعَيْنِ تُلْفِيهِمَا" أي تجدهما "أوْ مُتَخَالِفيْنِ" هذا ماض وهذا مضارع؛ فمثال كونهما مضارعين -وهو الأصل- نحو: {وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ}1، وماضيين نحو: {وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا}2، وماضيًا فمضارعًا نحو: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ}3، وعكسه قليل، وخصه الجمهور بالضرورة، ومذهب الفراء والمصنف جوازه في الاختيار، وهو الصحيح لما رواه البخاري من قوله عليه الصَّلاة والسَّلام: "من يقم ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له"، ومن قول عائشة رضي الله عنها: إن أبا بكر رجل أسيف متى يقم مقامك رقّ، ومنه: {إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ}4؛ لأن تابع الجواب جواب، وقوله: "من الخفيف":
1084-

مَنْ يَكِدْني بسَيِّئ كُنْتَ مِنْهُ                      كَالْشَّجَا بَيْنَ حَلْقِهِ وَالْوَرِيْدِ


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 الأنفال: 19.
2 الإسراء: 8.
3 الشورى: 20.
4 الشعراء: 4.
1084- التخريج: البيت لأبي زيد الطائي في ديوانه ص52؛ وخزانة الأدب 9/ 76؛ والمقاصد النحوية 4/ 427؛ وبلا نسبة في رصف المباني ص105؛ والمقتضب 2/ 59؛ والمقرب 1/ 275؛ ونوادر أبي زيد ص68.
اللغة: الشجا: ما اعترض في حلق الإنسان من عظم ونحوه.
الإعراب: "من": اسم شرط جازم مبني في محل رفع مبتدأ، "يكدني": فعل مضارع مجزوم لأنه فعل الشطر، والنون للوقاية، والياء ضمير في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "هو".
"بسيئ": جار ومجرور متعلقان بـ"يكد". "كنت": فعل ماض ناقص، والتاء ضمير متصل مبني في محل رفع اسم "كان"، وهو جواب الشرط. "منه": جار ومجرور متعلقان بخبر "كان" المحذوف. "كالشجا": جار ومجرور متعلقان بخبر "كان" المحذوف: "بين": ظرف مكان متعلق بخبر "كان" المحذوف، وهو مضاف، "حلقه": مضاف إليه، وهو مضاف، والهاء ضمير  في محل جر بالإضافة، "والوريد" الواو حرف عطف، "الوريد": معطوف على "حلقه" مجرور بالكسرة.
وجملة "من يكدني..." الشرطية ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "كنت...." في محل رفع خبر "من".
الشاهد فيه قوله: "من يكدني كنت..." حيث جزم بـ"من" فعلًا مضارعًا "يكد" وهو فعل الشرط وجاء جوابه فعلًا ماضيًا "كنت".

 

ج / 3 ص -257-        وقوله "من البسيط":
1085-

إن تصرمونا وصلناكم وإن تصلوا                     ملأتم أنفس الأعداء إرهابًا

وقوله "من البسيط":
1086-

إن يسمعوا سبة طاروا بها فرحًا               مني وما يسمعوا من صالح دفنوا


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1085- التخريج: البيت بلا نسبة في الدرر 5/ 73؛ والمقاصد النحوية 4/ 428؛ وهمع الهوامع 2/ 59.
اللغة: تصرمونا: تقطعونا، تهجرونا. الإرهاب: الخوف.
الإعراب: إن: حرف شرط جازم. تصرمونا: فعل مضارع مجزوم لأنه فعل الشرط، وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة، و"الواو": ضمير في محل رفع فاعل، و"نا": ضمير متصل في محل نصب مفعول به. وصلناكم: فعل ماضي، وهو جواب الشرط، و"كم": ضمير متصل في محل نصب مفعول به. وإن: "الواو": حرف عطف، "إن": حرف شرط جازم. تصلوا: فعل مضارع مجزوم لأنه فعل الشرط، و"الواو": ضمير في محل رفع فاعل. ملأتم: فعال ماض، وهو جواب الشرط، و"التاء": ضمير في محل رفع فاعل. أنفس: مفعول به منصوب، وهو مضاف، الأعداء: مضاف إليه مجرور. إرهابًا: مفعول به ثان.
وجملة "إن تصرموا... وصلناكم": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "وصلناكم": لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء أو بـ"إذا". وجملة "إن تصلوا..." معطوفة على الجملة الأولى. وجملة "ملأتم...": جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء أو بـ"إذا" لا محل لها من الإعراب. وجملة "تصرموا" جملة الشرط غير الظرفي لا محل لها، وكذلك جملة "تصلوا".
الشاهد فيه قوله: "إن تصرمونا وصلناكم، وإن تصلوا ملأتم" حيث ورد فعل الشرط تصرمونا و"تصلوا" فعلين مضارعين، وورد جوابا الشرط فعلين ماضيين هما: "وصلناكم" و"ملأتم".
1086- التخريج: البيت لقعنب بن أم صاحب في سمط اللآلي ص362؛ وشرح شواهد المغني 2/ 965؛ ولسان العرب 4/ 434 "شور"، 8/ 378 "هيع"، 13/ 10 "أذن"؛ وبلا نسبة في جواهر الأدب ص203؛ وشرح الأشموني 3/ 585؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص1450؛ والمحتسب 1/ 206.
اللغة: السبة: الشتيمة: طاورا بها فرحًا: أذاعوها: دفنوا: أخفوا.
الإعراب: إن يسمعوا: "إن" حرف شرط جازم، "ويسمعوا": فعل مضارع مجزوم بحذف النون و"الواو": ضمير متصل في محل رفع فاعل، والألف للتفريق. سبة: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة. طاروا: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. و"الواو": ضمير متصل في محل رفع فاعل و"الألف": للتفريق: بها: جار ومجرور متعلقان بـ فرحًا، فرحًا: حال منصوبة بالفتحة الظاهرة على آخره. مني: جار ومجرور متعلقان بالفعل "يسمعوا". وما يسمعوا : "الواو": عاطفة، "ما": اسم شرط جازم في محل نصب مفعول به مقدم للفعل يسمعوا "ويسمعوا": فعل مضارع مجزوم بحذف النون لأنه من الأفعال الخمسة و"الواو": ضمير متصل في محل رفع  فاعل و"الألف": للتفريق: من صالح: جار ومجرور متعلقان =

 

ج / 3 ص -258-        وأورد له الناظم في توضيحه عشرة شواهد شعرية.
700-

وبعد ماض رفعك الجزا حسن                            ورفعه بد مضارع وهن

"وبعد ماض رفعك الجزا حسن" كقوله "من البسيط":
1087-

وإن أتاه خليل يوم مسغبة                     يقول لا غائب مالي ولا حرم

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= بحال من "ما". دفنوا: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة و"الواو": ضمير متصل في محل رفع فاعل، و"الألف": للتفريق.
وجملة "إن يسمعوا طاروا": ابتدائية لا محل لها. وجملة "يسمعوا" فعل الشرط لا محل لها. وجملة "طاروا" جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء لا محل لها. وجملة "ما يسمعوا... دفنوا" معطوفة على "إن يسمعوا... طاروا". وجملة "يسمعوا"  فعل الشرط لا محل لها وجملة "دفنوا": جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء لا محل لها.
والشاهد فيه قوله: "إن يسمعوا... طاروا وما يسمعوا... دفنوا" وقد جاء جواب الشرط في الجملتين ماضيًا مع أن فعل الشرط فيهما مضارعًا وهذا غير جائز.
1087- التخريج: البيت لزهير بن أبي سلمى في ديوانه ص153؛ والإنصاف 2/ 625؛ وجمهرة اللغة ص108؛ وخزانة الأدب 9/ 48، 70؛ والدرر ورصف المباني ص104؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 85؛ وشرح التصريح 2/ 249؛ وشرح شواهد المغني 2/ 838؛ والكتاب 3/ 66؛ ولسان العرب 11/ 25 "خلل"، 12/ 128 "حرم"؛ والمحتسب 2/ 65؛ ومغني اللبيب 2/ 422؛ والمقاصد النحوية 4/ 429؛ والمقتضب 2/ 70؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك 4/ 207؛ وجواهر الأدب ص203؛ وشرح ابن عقيل ص586؛ وشرح عمدة الحافظ ص353؛ وشرح المفصل 8/ 157؛ وهمع الهوامع 2/ 60.
اللغة والمعنى: الخليل: هنا الفقير والمعوز. المسألة: طلب العطاء والحاجة. الحرم: الممنوع.
يقول: إذا ما أتاه محتاج يطلب نوالًا فإنه يقول له: مالي موجود ولا حرمان لك منه. أي: إنه رجل كريم، ولا يرد سائلًا مهما كانت الظروف.
الإعراب: وإن: الواو: بحسب ما قبلها، إن: حرف شرط، أتاه. فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر، وهو في محل جزم فعل الشرط، في محل نصب مفعول به. خليل: فاعل مرفوع. يوم: ظرف متعلق بـ"أتى"، وهو مضاف. مسألة: مضاف إليه مجرور. يقول: فعل مضارع مرفوع، والفاعل: هو. لا: نافية تعمل عمل "ليس". غائب: اسم "لا" مرفوع، ومنهم من أهمل عمل "لا" فاعتبرها نافية. وغائب: مبتدأ مرفوع. مالي: فاعل لاسم الفاعل: غائب: مرفوع سد مسد الخبر، وهو مضاف، والياء: ضمير في محل جر بالإضافة. ولا: الواو: حرف عطف، لا: حرف لتأكيد النفي. حرم: معطوف على "غائب" مرفوع.
وجملة "إن أتاه خليل..." الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية أو استئنافية، أو معطوفة على جملة سابقة. وجملة "يقول..." الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ المحذوف. والجملة من المبتدأ المحذوف والخبر جواب الشرط. وجملة "لا غائب مالي" الاسمية في محل نصب مفعول به. =

 

ج / 3 ص -259-        وقوله: "من الطويل":
1088-

وَلاَ بِالَّذِي إنْ بَانَ عَنْهُ حَبِيْبُهُ                  يَقُوْلُ وَيُخْفِي الْصَّبْرَ إني لَجَازِعُ

ورفعه عند سيبويه على تقدير تقديمه، وكون الجواب محذوفًا، وذهب الكوفيون والمبرد إلى أنه على تقدير الفاء وذهب قوم إلى أنه ليس على التقديم والتأخير ولا على حذف الفاء، بل لما لم يظهر لأداة الشرط تأثير في فعل الشرط لكونه ماضيًا ضعفت عن العمل في الجواب.
تنبيهان: الأول مثل الماضي في ذلك المضارع المنفي بـ"لم"، تقول: "إن لم تقم أقوم" وقد يشمله كلامه.
الثاني: ذهب بعض المتأخرين إلى أن الرفع أحسن من الجزم، والصواب عكسه كما أشعر به كلامه، وقال في شرح الكافية: الجزم مختار، والرفع جائز كثير.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= والشاهد  في رفع "يقول" على نية التقدم، والتقدير: يقول إن أتاه خليل. وجاز هذا لأن "إن" غير عاملة في اللفظ، والمبرد يقدره على حذف الفاء.
1088- التخرج: لم أقع عليه فيما عدت إليه من مصادر.
اللغة: بان: بعد. الجازع: الخائف.
الإعراب: ولا: "الواو": بحسب ما قبلها، "لا": نافية. بالذي: جار ومجرور متعلقان بفعل محذوف. إن: حرف شرط جازم. بان: فعل ماض، وهو فعل الشرط محله الجزم. عنه: جار ومجرور متعلقان بـ"بان". حبيبه: فاعل مرفوع، وهو مضاف، و"الهاء": ضمير في محل جر بالإضافة. يقول: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو". ويخفي": "الواو" اعتراضية أو حالية، "يخفي": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو". الصبر: مفعول به منصوب. إني: حرف مشبه بالفعل، و"الياء": ضمير متصل في محل نصب اسم "إن". لجازع: اللام المزحلقة، "جازع": خبر "إن" مرفوع.
وجملة "إن بان عنه حبيبه يقول": صلة الموصول لا محل لها. وجملة "بان حبيبه" جملة الشرط غير الظرفي لا محل لها. وجملة "يقول": جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء أو بـ"إذا" لا محل لها من الإعراب. وجملة "يخفي الصبر": اعتراضية لا محل لها من الإعراب أو حالية  محلها النصب. وجملة "إني لجازع". في محل نصب مقول القول.
الشاهد فيه قوله: "إن بان عنه حبيبه يقول" حيث وقع جواب الشرط "يقول" مرفوعًا وهذا جائز لوقوع فعل الشرط فعلًا ماضيًا.

 

ج / 3 ص -260-        "ورفعه" أي: رفع الجزاء "بعد مضارع وهن" أي: ضعف، من ذلك قوله "من الرجز":
1089-

يا أقرع بن حابس يا أقرع                         إنك إن يصرع أخوك تصرع

وقوله "من الطويل":
1090-

فقلت تحمل فوق طوقك إنها                       مطبعة من يأتها لا يضيرها


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1089- التخريج: الرجز لجرير بن عبد الله البجلي في شرح أبيات سيبويه 2/ 121؛ والكتاب 3/ 647؛ ولسان العرب 11/ 46 "بجل"؛ وله أو لعمرو بن خثارم العجلي في خزانة الأدب 8/ 20، 23، 28؛ وشرح شواهد المغني 2/ 897؛ والمقاصد النحوية 4/ 430؛ ولعمرو بن خثارم البجلي في الدرر 1/ 277؛ وبلا نسبة في جواهر الأدب ص202، والإنصاف 2/ 623؛  ورصف المباني ص104؛ وشرح التصريح 2/ 249؛ وشرح عمدة الحافظ ص354؛ وشرح المفصل 8/ 158؛ ومغني اللبيب 2/ 553؛ والمقتضب 2/ 72؛ وهمع الهوامع 2/ 72.
الإعراب: "يا": حرف نداء. "أقرع": منادى مبني على الضم في محل نصب. "بن": نعت: "أقرع"، تبعه في المحل منصوب، وهو مضاف. "حابس": مضاف إليه مجرور. "يا أقرع": توكيد لفظي للنداء الأول. "إنك": حرف مشبه بالفعل، والكاف ضمير في محل نصب اسم "إن". "إن": حرف شرط جازم.
"يصرع": فعل مضارع للمجهول مجزوم لأنه فعل الشرط. "أخوك": نائب فاعل مرفوع، وهو مضاف، والكاف في محل جر بالإضافة. "تصرع": فعل مضارع للمجهول، وهو جواب الشرط، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره: "أنت".
وجملة النداء: "يا أقرع" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "إنك إن يصرع..." استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "إن يصرع أخوك تصرع" في محل رفع خبر "إن". وجملة: "تصرع" جواب شرط غير جازم لا محل لها من الإعراب.
الشاهد: قوله: "إن يصرع... تصرع" حيث ورد فعل الشرط "يصرع" مجزومًا، وجواب الشرط "تصرع" مرفوعًا، وهذا نادر وضعيف.
1090- التخريج: البيت لأبي ذؤيب الهذلي في خزانة الأدب 9/ 52، 75، 71؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 193؛ وشرح أشعار الهذليين 1/ 2087؛ وشرح التصريح 2/ 249؛ والشعر والشعراء 2/ 659؛ والكتاب 3/ 70؛ ولسان العرب 4/ 495 "ضير"، 8/ 233 "طبع"، والمقاصد النحوية 4/ 431 وبلا نسبة في شرح المفصل 5/ 185؛ والمقتضب 2/ 72.
شرح المفردات: الطرق: القدرة. مطبعة: مليئة. يضيرها: يضرها.
المعنى: يصف الشاعر قرية كثيرة الخير، فيقول: إنها مهما يحمل منها فوق طاقته فإنه لن ينقصها.
الإعراب: "فقلت": الفاء بحسب ما قبلها، "قلت": فعل ماض، والتاء ضمير في محل رفع فاعل.
"تحمل": فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "أنت". "فوق": ظرف منصوب متعلق بـ"تحمل"، وهو مضاف. "طوقك": مضاف إليه مجرور، وهو مضاف، والكاف في محل جر بالإضافة. "إنها": حرف مشبه. =

 

ج / 3 ص -261-        وقراءة طلحة بن سليمان: "أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُكم الْمَوْتُ"1، وقد أشعر كلامه بأنه لا يختص بالضرورة، وهو مقتضى كلامه أيضًا في شرح الكافية وفي بعض نسخ التسهيل، وصرح في بعضها بأنه ضرورة، وهو ظاهر كلام سيبويه، فإنه قال: وقد جاء في الشعر، وقد عرفت أن قوله بعد مضارع ليس على إطلاقه، بل محله في غير المنفي بـ"لم" كما سبق.
تنبيهات: الأول اختلف في تخريج الرفع بعد المضارع: فذهب المبرد إلى أنه على حذف الفاء مطلقًا، وفصل سيبويه بين أن يكون قبله ما يمكن أن يطلبه نحو: "إنك" في البيت، فالأولى أن يكون على التقديم والتأخير، وبين أن لا يكون: فالأولى أن يكون على حذف الفاء وجوز العكس وقيل إن كانت الأداة اسم شرط فعلى إضمار الفاء، وإلا فعلى التقديم والتأخير.
الثاني: قال ابن الأنباري: يحسن الرفع هنا إذا تقدم ما يطلب الجزاء قبل "إن" كقولهم: "طعامك إن تزرنا نأكل"، تقديره طعامك نأكل إن تزرنا.
الثالث: ظاهر كلامه موافقة المبرد لتسميته المرفوع جزاء، ويحتمل أن يكون سماه جزاء باعتبار الأصل وهو الجزم وإن لم يكن جزاء إذا رفع.
701-

واقرن بفا حتما جوابًا لو جعل                  شرطا لإن أو غيرها لم ينجعل

"وَاقْرُنِ بِفَا حَتمًا" أي: وجوبًا "جَوَابا لَوْ جُعِلْ شَرْطًَا لإنْ أوْ غيرهَا" من أدوات

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= بالفعل، و"ها" ضمير في محل نصب اسم "إن". مطبعة": خبر "إن" مرفوع. "من": اسم شرط جازم مبني في محل رفع مبتدأ. "يأتها": فعل مضارع مجزوم لأنه فعل الشرط، و"ها" ضمير في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "هو". "لا": حرف نفي. "يضيرها": فعل مضارع جواب الشرط مرفوع، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "هو"، ضمير في محل نصب مفعول به.
وجملة: "قلت" بحسب ما قبلها، وجملة: "تحمل"  في محل نصب مفعول به. وجملة "إنها مطبعة استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "من يأتها لا  يضيرها" استئنافية لا محل لها من الإعراب.
وجملة: "يأتيها" في محل رفع خبر المبتدأ "من". وجملة "يضيرها" جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء لا محل لها من الإعراب,.
الشاهد فيه قوله: "لا يضيرها" حيث رفع الفعل المضارع الواقع جوابًا لشرط غير ماض ولا مضارع منفي بـ"لم"، وهذا ضعيف عند جمهور النحاة.
1 النساء: 78.

 

ج / 3 ص -262-        الشرط "لَمْ يَنْجَعِلْ" وذلك الجملة الاسمية نحو: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}1، والطلبية نحو: {إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ}2، ونحو: "وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا يَخَفْ ظُلْمًا وَلا هَضْمًا"3 في رواية ابن كثير وقد اجتمعا في قوله تعالى: {وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ}4، والتي فعلها جامد نحو: {إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا، فَعَسَى رَبِّي}5، أو مقرون بقد نحو: {إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ}6، أو تنفيس نحو: {وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ}7 أو لن نحو: {وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ}8، أو ما نحو: {فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ}9، وقد تحذف للضرورة كقوله: "من البسيط":
1091-

مَنْ يَفْعَلِ الْحَسَنَاتِ اللَّهُ يَشْكُرُهَا             "لا يذهب العرف عند الله والناس"

وقوله "من الطويل":
1092-

وَمَنْ لاَ يَزَلْ يَنْقَادُ لِلْغيِّ وَالْصِّبَا              سَيُلْفَى عَلَى طُوْلِ الْسَّلاَمَةِ نَادِمَا


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 الأنعام: 17.
2 آل عمران: 31.
3 طه: 112.
4 آل عمران: 160.
5 الكهف: 39، 40.
6 يوسف: 77.
7 التوبة: 28.
8 آل عمران: 115.
9 يونس: 72.
1091- التخريج: البيت للحطيئة في ديوانه ص109؛ والخصائص 2/ 489 برواية مختلفة.
اللغة: العرف: المعروف.
الإعراب: من اسم شرط جازم في محل رفع مبتدأ. يفعل: مضارع مجزوم لأنه فعل الشرط، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو". الحسنات مفعول به منصوب الكسرة لأنه جمع مؤنث سالم.
الله: مبتدأ مرفوع بالضمة، يشكرها: فعل مضارع مرفوع بالضمة، و"الهاء": ضمير في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو". لا: نافية: يذهب: فعل مضارع مرفوع. العرف: فاعل مرفوع بالضمة. عند: ظرف مكان متعلق بـ"يذهب". وهو مضاف. الله: اسم الجلالة مضاف إليه مجرور بالكسرة. والناس: "الواو": حرف عطف، "الناس": معطوف على "الله" مجرور بالكسرة.
وجملة "من يفعل لا يعدم": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "يفعل": في محل رفع خبر المبتدأ. وجملة "الله يشكرها": جواب شرط جازم مقترن بالفاء المحذوفة للضرروة محلها الجزم. وجملة "لا يذهب...": استئنافية لا محل لها من الإعراب.
الشاهد فيه قوله: "من يفعل من الحسنات الله يشكرها" حيث حذفت الفاء من جواب الشرط. "الله يشكرها" للضرورة.
1092- التخريج: البيت بلا نسبة في شرح التصريح 2/ 250؛ والمقاصد النحوية 4/ 433. =

 

ج / 3 ص -263-        قال الشارح: أو ندور، ومثل للندور بما أخرجه البخاري من قوله -صلى الله عليه وسلم- لأبي بن كعب: "فإن جاء صاحبها وإلا استمتع بها". وعن المبرد إجازة حذفها في الاختيار، وقد جاء حذفها وحذف المبتدأ في قوله: "من الطويل":
1093-

"بني ثعل لا تنكعوا العنز شربها"                  بني ثعل من ينكع العنز ظالم


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= شرح المفردات: الغي: الضلال. الصبا: الطيش والجهل.
المعنى: يقول: من يتمادى في غيه وجهله فسوف يندم وإن رافقته السلامة طويلًا.
الإعراب: "ومن"، الواو بحسب ما قبلها، "من": اسم شرط جازم مبني في محل رفع مبتدأ. "لا": حرف نفي. "يزل": فعل مضارع ناقص مجزوم لأنه فعل الشرط، واسمه ضمير مستتر تقديره: "هو".
"ينقاد": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "هو". "للغي": جار ومجرور متعلقان بـ"ينقاد". "والصبا": الواو حرف عطف، "الصبا": معطوف على "الغي" مجرور. "سيلفي": السين: حرف تنفيس، "يلفى" فعل مضارع للمجهول، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "هو". "على طول": جار ومجرور متعلقان بـ"يلفى"، وهو مضاف، "السلامة": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "نادمًا": مفعول به ثان لـ"يلفى".
وجملة "من لا يزل..." بحسب ما قبلها. وجملة فعل الشرط "لم يزل..." في محل رفع خبر المبتدأ "من". وجملة "سيلفى" في محل جزم جواب الشرط الجازم على تقدير اقترانه بالفاء.
الشاهد فيه قوله: "سيلفى" حيث جاء جواب الشرط المقترن بحرف التنفيس غير مقترن بالفاء.
1093- التخريج: البيت للأسدي "دون تحديد" في الكتاب 3/ 65؛ والمقاصد النحوية 4/ 448؛ وبلا نسبة في لسان العرب 8/ 364 "نكع"؛ والمحتسب 1/ 122، 193.
اللغة: لا تنكعوا: لا تمنعوا.
الإعراب: بني: منادى منصوب بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، وهو مضاف. ثعل: مضاف إليه مجرور بالكسرة. تنكعوا: فعل مضارع مجزوم بحذف النون، و"الواو": ضمير متصل في محل رفع فاعل العنز: مفعول به. شربها: مفعول به ثان، وهو مضاف، و"ها" ضمير في محل جر بالإضافة. بني: منادى منصوب بالياء، وهو مضاف. ثعل: مضاف إليه مجرور. من: اسم شرط جازم في محل رفع مبتدأ. ينكع: فعل مضارع مجزوم، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو" وهو فعل الشرط. العنز: مفعول به منصوب بالفتحة. ظالم: خبر لمتبدأ محذوف تقديره: "هو".
وجملة "بني ثعل": الندائية ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "لا تنكعوا": استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة النداء الثانية، استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "من ينكع فهو ظالم": استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "ينكع": في محل رفع  المبتدأ، وجملة "هو ظالم": في محل جزم جواب الشرط.
الشاهد فيه قوله: "من ينكع العنز ظالم" حيث حذف المبتدأ مع الفاء التي تربط جواب الشرط للضرورة. والذي حسن الحذف هو قرب "من" من الموصولية.

 

ج / 3 ص -264-        وإنما وجب قرن الجواب بالفاء فيما لا يصلح شرطًا ليعلم الارتباط؛ فإن ما لا يصح للارتباط مع الاتصال أحق بأن لا يصلح مع الانفصال، فإذا قرن بالفاء علم الارتباط.
أما إذا كان الجواب صالحًا لجعله شرطًا كما هو الأصل لم يحتج إلى فاء يقترن بها، وذلك إذا كان ماضيًا متصرفًا مجردًا من "قد" وغيرها، أو مضارعًا مجردًا أو منفيًا بـ"لا" أو "لم".
قال الشارح: ويجوز اقترانه بها، فإن كان مضارعًا رفع وذلك نحو قوله تعالى:
{إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ}1، وقوله: {وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ}2 وقوله: {فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلا يَخَافُ بَخْسًا وَلا رَهَقًا}3، هذا كلامه.
وهو معترض من ثلاثة أوجه:
الأول: أن قوله: "ويجوز اقترانه بها" يقتضي ظاهره أن الفعل هو الجواب مع اقترانه بالفاء والتحقيق حينئذٍ أن الفعل خبر مبتدأ محذوف، والجواب جملة اسمية. قال في شرح الكافية: فإن اقترن بها فعلى خلاف الأصل، وينبغي أن يكون الفعل خبر مبتدأ، ولولا ذلك لحكم بزيادة الفاء، وجزم الفعل إن كان مضارعًا لأن الفاء على ذلك التقدير زائدة في تقدير السقوط، لكن العرب التزمت رفع المضارع بعدها فعلم أنها غير زائدة وأنها داخلة على مبتدأ مقدر كما تدخل على مبتدأ مصرّح به.
الثاني: ظاهر كلامه جواز اقتران الماضي بالفاء مطلقًا، وليس كذلك، بل الماضي المتصرف المجرد على ثلاثة أضرب: ضرب لا يجوز اقترانه بالفاء، وهو ما كان مستقبلًا معنى ولم يقصد به وعد أو وعيد، نحو إن قام زيد قام عمرو، وضرب يجب اقترانه بالفاء وهو ما كان ماضيًا لفظًا ومعنى نحو:
{إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ}4، و"قد" معه مقدرة، وضرب يجوز اقترانه بالفاء وهو ما كان مستقبلًا معنى وقصد به وعد أو وعيد، نحو: {وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّار}5، قال في شرح الكافية: لأنه إذا كان وعدًا أو وعيدًا حسن أن يقدر ماضي المعنى فعومل معاملة الماضي حقيقة، وقد

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 يوسف: 26.
2 النمل: 90.
3 الجن: 13.
4 يوسف: 26.
5 النمل: 90.

 

ج / 3 ص -265-        نص على هذا التفصيل في شرح الكافية.
الثالث: أنه مثل ما يجوز اقترانه بالفاء بقوله تعالى:
{فَصَدَقَتْ}1 وليس كذلك بل هو مثال الواجب كما مر.
تنبيه: هذه الفاء فاء السبب الكائنة في نحو: "يقوم زيد فيقوم عمرو"، وتعينت هنا للربط لا للتشريك، وزعم بعضهم أنها عاطفة جملة على جملة فلم تخرج عن العطف وهو بعيد.
702-

وتخلف الفاء إذا المفاجأه                            كإن تجد إذا لنا مكافأه

"وَتَخْلُفُ الْفَاءَ إذَا الْمُفَاجَأه" في الربط إذا كان الجواب جملة اسمية غير طلبية لم يدخل عليها أداة نفي ولم يدخل عليها "إن" "كإن تَجُدْ إذَا لَنَا مُكافأه" {وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ}2 لأنها مثلها في عدم الابتداء بها، فوجودها يحصل ما تحصل الفاء من بيان الارتباط، فأما نحو: "إن عصى زيد فويل له"، ونحو: "إن قام زيد فما عمرو قائم"، ونحو: "إن قام زيد فإن عمرًا قائم"، فيتعين فيها الفاء.
وقد أفهم كلامه أن الربط بـ"إذا" نفسها لا بالفاء مقدّرة قبلها خلافًا لمن زعمه، وأنها ليست أصلًا في ذلك بل واقعة موقع الفاء، وأنه لا يجوز الجمع بينهما في الجواب.
تنبيهان: الأول أعطى القيود المشروطة في الجملة بالمثال، لكنه لا يعطي اشتراطها، فكان ينبغي أن يبينه.
الثاني: ظاهر كلامه أن "إذا" يربط بها بعد "إن" وغيرها من أدوات الشرط، وفي بعض نسخ التسهيل: وقد تنوب بعد "إن" "إذا" المفاجأة عن الفاء فخصه بـ"أن" وهو ما يؤذن به تمثيله، قال أبو حيان: ومورد السماع "إن"، وقد جاءت بعد إذا الشرطية نحو:
{فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ}3.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 يوسف: 26.
2 الروم: 36.
3 الروم: 48.

 

ج / 3 ص -266-        703-

والفعل من بعد الجزا إن يقترن                        بالفا أو الواو بتثليث قمن

"وَالْفِعْلُ مِنْ بَعْدِ الْجَزَا" وهو أن تأخذ أداة الشرط جوابها "إنْ يَقْتَرِنْ بِالْفَا أَوِ الْوَاوِ بِتَثْلِيْثٍ قَمِنْ" أي حقيق: فالجزم بالعطف والرفع على الاستئناف، والنصب بأن مضمرة وجوبًا وهو قليل، قرأ عاصم وابن عامر: {يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ}1 بالرفع، وباقيهم بالجزم، وابن عباس بالنصب، وقرئ بهن: {مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلا هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ} {وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ}3، وقد روي بهن "نأخذ" من قوله "من الوافر":
1094-

فَإنْ يَهْلِكْ أبُوْ قَابُوْسَ يَهْلِكْ                       رَبِيْعُ الناس وَالْبَلَدُ الْحَرَامُ

وَنَأخُذْ بَعْدَهُ بِذَنابِ عَيشٍ                         أجبِّ الْظهرِ ليس له سَنامُ


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 البقرة: 284.
2 الأعراف: 186.
3 البقرة: 271.
1094- التخريج: البيتان للنابغة الذبياني في ديوانه ص106؛ والأغاني 11/ 26؛ وخزانة الأدب 7/ 511، 9/ 363؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 28؛ وشرح المفصل 6/ 83، 85؛ والكتاب 1/ 1196؛ والمقاصد النحوية 3/ 579، 4/ 434؛ وبلا نسبة في أسرار العربية ص200؛ والأشباه والنظائر 6/ 11؛ والاشتقاق ص105؛ وأمالي ابن الحاجب 1/ 458؛ والإنصاف 1/ 134؛ وشرح عمدة الحافظ ص358؛ ولسان العرب 1/ 249 "حبب"، 390 "ذنب"؛ والمقتضب 2/ 179.
اللغة: ربيع الناس: شبه ممدوحه بالربيع للدلالة على ما يحمله من نعم وخير للناس. الذناب: الأطراف. أجب الظهر: بدون سنام، كناية عن الحاجة التي تعقب موته.
المعنى: يقول: إن هلك أبو قابوس أجدب الخير وانقطع الرخاء عن الناس، وغدوا في عسرة من أمرهم وكدر في عيشهم.
الإعراب: "فإن": الفاء بحسب ما قبلها، "إن": حرف شرط جازم. "يهلك": فعل مضارع مجزوم لأنه فعل الشرط. "أبو": فاعل مرفوع بالواو، وهو مضاف. "قابوس": مضاف إليه، "يهلك": فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الشرط. "ربيع": فاعل مرفوع، وهو مضاف "الناس": مضاف إليه. و"الشهر": الواو: حرف عطف، "الشهر": معطوف على "ربيع" مرفوع. "الحرام": نعت "الشهر" مرفوع. "ونأخذ": الواو حرف عطف، "نأخذ": معطوف على جواب الشرط مجزوم، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "نحن". ويجوز أن يكون مرفوعًا فتكون الواو استئنافية و"نأخذ": فعل مضارع مرفوع، أو منصوبًا، فتكون "الواو للمعية، و"نأخذ": فعل مضارع منصوب بـ"أن" مضمرة. "بعدها": ظرف زمان متعلق بـ"نأخذ"، وهو مضاف، و"ها": ضمير في محل جر بالإضافة. "بذناب": جار ومجرور متعلقان بـ"نأخذ"، وهو مضاف. "عيش": =

 

ج / 3 ص -267-        وإنما جاز النصب بعد الجزاء لأن مضمونه لم يتحقق وقوعه، فأشبه الواقع بعده الواقع بعد الاستفهام، أما إذا كان اقتران الفعل بعد الجزاء بثم فإنه يمتنع النصب ويجوز الجزم والرفع.
فإن توسط المضارع المقرون بالفاء أو الواو بين جملة الشرط وجملة الجزاء فالوجه جزمه، ويجوز النصب، وإلى ذلك الإشارة بقوله:
704-

"وَجَزْمٌ أوْ نَصْبٌ لِفِعْلٍ إثْرَفَا                       أوْ وَاوٍ انْ بالجُمْلَتَين اكْتُنِفَا"

فالجزم نحو: {إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}1، وهو الأشهر، ومن شواهد النصب قوله: "من الطويل":
1095-

وَمَنْ يَقْتَرِبْ مِنَّا وَيَخْضَعَ نُؤوِهِ              "ولا يخش ظلما ما أقام ولا هضمًا"


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= مضاف إليه. "أجب": نعت "عيش" مجرور، وهو مضاف. "الظهر": مضاف إليه مجرور. "ليس": فعل ماض ناقص. "له": جار ومجرور متعلقان بخبر "ليس". "سنام": اسم "ليس" مرفوع.
وجملة: "إن يهلك..." الشرطية بحسب ما قبلها. وجملة "يهلك": لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء أو "إذا". وجملة: "نأخذ" معطوفة على "يهلك"، أو اسئنافية. وجملة: "ليس له سنام": في محل جر نعت ثان لـ"عيش".
الشاهد فيهما قوله: "ونأخذ" حيث روي بالرفع، والنصب والجزم كما بينا.
1 يوسف: 90.
1095- التخريج: البيت بلا نسبة في أوضح المسالك 4/ 214؛ وشرح التصريح 2/ 251؛ وشرح شواهد المغني 2/ 401؛ وشرح عمدة الحافظ ص361؛ ومغني اللبيب 2/ 566؛ والمقاصد النحوية 4/ 434.
اللغة والمعنى: يقترب، يدنو أو يجاور. يخضع: يأتمر بأوامرنا. نؤوه: نحميه، أو ننزله عندنا.
يخشى: يخاف. هضمًا: غصبًا، أو ظلمًا.
يقول: من ينزل في جوارنًا، ويخضع لأوامرنا نحفظ حقوقه، ونحميه من كل عدوان.
الإعراب: ومن: الواو: بحسب ما قبلها، من: اسم شرط جازم في محل رفع مبتدأ. يقترب: فعل مضارع مجزوم لأنه فعل الشرط، والفاعل: هو. منا: جار ومجرور متعلقان بـ"يقترب". ويخضع: الواو: واو المعية، يخضع: فعل مضارع منصوب بـ"أن" مضمرة، والفاعل: هو، والمصدر المؤول من "أن =

 

ج / 3 ص -268-        ولا يجوز الرفع لأنه لا يصح الاستئناف قبل الجزاء، وألحق الكوفيون "ثم" بالفاء والواو فأجازوا النصب بعدها، واستدلوا بقراءة الحسن: "وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكَهُ الْمَوْتُ"1، وزاد بعضهم "أو".
705-

والشرط يغني عن جواب قد علم              والعكس قد يأتي إن المعنى فهم

"وَالْشَّرْطُ يغني عَنْ جَوَابٍ قَدْ عُلِمْ" أي بقرينة، نحو: {فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ}2الآية، أي فافعل، وهذا كثير، ويجب ذلك إن كان الدال عليه ما تقدم مما هو جواب في المعنى نحو: {وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}3. أو ما تأخر من جواب قسم سابق عليه كما سيأتي "وَالْعَكْسُ" وهو أن يغني الجواب عن الشرط "قَدْ يَأتي" قليلًا "إن المَعْنَى فُهِمْ" أي دلّ الدليل على المحذوف كقوله "من الوافر":
1096-

فَطَلِّقهَا فَلَسْتَ لَهَا بِكُفْء                         وَإلاَّ يَعْلُ مَفرِقَكَ الْحُسَامُ


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= يخضع، معطوف على مصدر منتزع مما قبله، نؤوه: فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الشرط وعلامة جزمه حذف حرف العلة من آخره، والفاعل: نحن، والهاء: في محل نصب مفعول به. ولا: الواو: حرف عطف، لا: حرف نفي. يخش: فعل مضارع مجزوم معطوف على "نؤوه" وعلامة جزمه حذف حرف العلة من آخره، والفاعل: هو. ظلمًا: مفعول به منصوب. ما: حرف مصدري. أقام: فعل ماض، والفاعل: هو. ولا: الواو: حرف عطف، لا: حرف لتأكيد النفي. هضمًا: اسم معطوف على "ظلمًا" منصوب.
وجملة "من يقترب..." الشرطية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية أو معطوفة على جملة سابقة.
وجملة "يقترب..." الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ "من". وجملة "نؤوه" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط جازم  غير مقترن بالفاء أو "إذا". وجملة "لا يخش..." الفعلية معطوفة على جملة لا محل لها من الإعراب. وجملة "أقام" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها صلة الموصول.
والشاهد فيه قوله: "ويخضع" حيث جاء منصوبًا، وقد توسط بين الشرط "يقترب" وجوابه "نؤوه".
1 النساء: 100.
2 الأنعام: 35.
3 آل عمران: 139.
1096- التخريج: البيت للأحوص في ديوانه ص190؛ والأغاني 15/ 234؛ والدرر 5/ 87؛ وخزانة الأدب 2/ 151؛ وشرح التصريح 2/ 252؛ وشرح شواهد المغني 2/ 767، 936؛ والمقاصد النحوية 4/ 435؛ وبلا نسبة في الإنصاف 1/ 72؛ وأوضح المسالك 4/ 215؛ ورصف المباني ص106؛ وشرح ابن عقيل ص590؛ وشرح عمدة الحافظ ص369؛ ولسان العرب 15/ 469 "أما لا"؛ ومغني اللبيب 2/ 647؛ والمقرب 1/ 276؛ وهمع الهوامع 2/ 62. =

 

ج / 3 ص -269-        أي: وإلا تطلقها يعل. وقوله "من الطويل":
1097-

مَتى تُؤخَذُوا قَسْرا بِظِنَّةِ عَامِرٍ                      وَلاَ يَنْجُ إلاَّ في الْصِّفَادِ يَزِيْدُ

أراد: متى تثقفوا تؤخذوا.
تنبيهات: الأول: أشار بـ"قد" إلى أن حذف الشرط أقل من حذف الجواب كما نص عليه في شرح الكافية، لكنه في بعض نسخ التسهيل سوَّى في الكثرة بين حذف الجواب وحذف الشرط المنفي بـ"لا" تالية "إن" كما في البيت الأول، وهو واضح، فليكن مراده هنا أنه أقل منه في الجملة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= اللغة والمعنى: الكفؤ: المشابه والمثل. المفرق: وسط الرأس. الحسام: السيف القاطع.
يقول: طلق زوجتك لأنك غير مناسب لها، وإلا ضرب رأسك بالحسام.
الإعراب: فطلقها: الفاء: بحسب ما قبلها، طلقها: فعل أمر مبني. والفاعل: أنت، و"ها" في محل نصب معفول به. فلست: الفاء: حرف اسئناف أو تعليل، لست: فعل ماض ناقص، والتاء: ضمير في محل رفع اسم "ليس". لها: جار ومجرور متعلقان بـ"كفء" الباء: حرف جر زائد، كفء: اسم مجرور لفظًا منصوب محلًا على أنه خبر "ليس". وإلا: الواو: حرف عطف، إلا: أصلها: إن لا. إن: حرف شرط. لا: نافية، وفعل الشرط محذوف تقديره: "تطلقها". يعل: فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الشرط، وعلامة جزمه حذف حرف العلة من آخره، مفرقك: مفعول به منصوب، وهو مضاف، والكاف: في محل جر بالإضافة. الحسام: فاعل مرفوع بالضمة.
وجملة "طلقها..." الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية، أو اسئنافية ، أو معطوفة على جملة سابقة. وجملة "لست بكفء لها" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها استئنافية أو تعليلية. وجملة "إلا يعل" الفعلية معطوفة على جملة لا محل لها من الإعراب. وجملة "يعل مفرقك الحسام" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء أو "إذا".
والشاهد فيه قوله: "وإلا يعل" حيث حذف فعل الشرط لدلالة ما قبله عليه، والتقدير: إلا تطلقها يعل مفرقك الحسام.
1097- التخريج: البيت بلا نسبة في الدرر 5/ 90؛ وشرح التصريح 2/ 252 والمقاصد النحوية 4/ 436؛ وهمع الهوامع 2/ 63.
اللغة: قسرًا: قهرًا: الظنة: التهمة، الصفاد: ما يوثق به الأسير من القيود.
المعنى: يحذر الشاعر قوم عامر فيقول: عندما تؤخذون قسرًا لن ينجو منكم إلا يزيد وهو في القيود.
الإعراب: متى: اسم شرط جازم في محل نصب مفعول فيه، متعلق بـ"تؤخذوا". تؤخذوا: فعل مضارع للمجهول مجزوم، و"الواو": ضمير في محل رفع نائب فاعل. قسرًا: حال منصوب بظنة: جار ومجرور متعلقان بـ"تؤخذوا"، وهو مضاف. عامر: مضاف إليه مجرور. ولا: "الواو": عاطفة، و"لا": نافية. ينج: فعل مضارع مجزوم بحذف حرف العلة. إلا: حرف حصر واستثناء. في الصفاد: جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من "يزيد". يزيد: فاعل مرفوع بالضمة. =

 

ج / 3 ص -270-        الثاني: قال في التسهيل: ويحذفان بعد "إن" في الضرورة يعني الشرط والجزاء كقوله "من الرجز":
1098-

قَالَتْ بَنَاتُ الْعَمِّ يَا سَلْمَى وإننْ                    كَانَ فَقِيْرا مُعْدِما قَالَتْ وإننْ

التقدير: وإن كان فقيرًا معدمًا رضيته، وكلامه في شرح الكافية يؤذن بجوازه في الاختيار على قلة، وكذا كلام الشارح، ولا يجوز ذلك -أعني حذف الجزءين معًا- مع غير "إن".

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= وجملة "متى تثقفوا تؤخذوا": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة فعل الشرط في محل جر بالإضافة. وجملة "تؤخذوا": جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء أو "إذا" لا محل لها. وجملة "لا ينج". معطوفة على جملة "تؤخذوا".
الشاهد فيه قوله: "متى تؤخذوا" حيث حذف فعل الشرط تقديره: "متى تثقفوا تؤخذوا".
1098- التخريج: الرجز لرؤبة في ملحق ديوانه ص186؛ وخزانة الأدب 9/ 14، 16، 11/ 216؛ والدرر 5/ 88؛ وشرح التصريح 1/ 37؛ وشرح شواهد المغني 2/ 936؛ والمقاصد النحوية 1/ 104؛ وبلا نسبة في الدرر 5/ 181؛ ورصف المباني ص106؛ وشرح التصريح 1/ 195؛ وشرح عمدة الحافظ ص370؛ ومغني اللبيب 2/ 649؛ والمقاصد النحوية 4/ 436؛ وهمع الهوامع 2/ 62، 80.
شرح المفردات: المعدم: من لا مال له، الفقير.
المعنى: يقول: لقد قالت بنات العم لـ"سلمى" بألا ترفض ما جاء يطلب يدها وإن كان فقيرًا، فرحبت "سلمى" به. وهذا القول قريب من المثل القائل: "زوج من عود خير من قعود".
الإعراب: "قالت": فعل ماض مبني على الفتح، والتاء للتأنيث. "بنات": فاعل مرفوع بالضمة، وهو مضاف. "العم": مضاف إليه مجرور بالكسرة، "يا": حرف نداء، "سلمى": منادى مبني على الضمة المقدرة في محل نصب. "وإن": الواو: حالية و"إن" حرف وصل، أو "الواو": حرف عطف، عطف على محذوف، و"إن" حرف شرط جازم. "كان": فعل ماض ناقص. وهو فعل الشرط في محل جزم، واسمه ضمير مستتر تقديره "هو". فقيرًا": خبر "كان" منصوب. "معدمًا": نعت "فقيرًا": منصوب، أو خبر ثان لـ"كان" منصوب. وجواب الشرط محذوف تقديره: "إن كان فقيرًا معدمًا أفترضين به". "قالت": فعل ماض مبني على الفتحة، والتاء: للتأنيث، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره "هي". و"إن": الواو حالية. و"إن": حرف وصل، أو "الواو" حرف عطف، و"إن": حرف شرط جازم، وفعله وجوابه محذوفان تقديرهما: "وإن كان فقيرًا معدمًا رضيت به".
وجملة: "قالت بنات العم" الفعلية ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "يا سلمى" في محل نصب مفعول به. والجملة من إن الوصلية والجملة المحذوفة في محل نصب حال، باعتبار "الواو" حالية، أو معطوفة على جملة محذوفة يدل عليها سياق الكلام. وجملة "قالت": الثانية استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "إن كان فقيرًا رضيت به": الشرطية المحذوفة تعرب مثل الجملة الشرطية الأولى. 
الشاهد فيه قوله: "إنن..." حيث ألحق التنوين الغالي في الموضعين، وهو يدخل على القوافي المفيدة، ودخوله هنا دليل على أنه لا يختص فقط بالاسم.
وهنا شاهد آخر للنحاة، وهو حذف فعل الشرط وجوابه بعد "إن"، والتقدير: وإن كان كذلك رضيته.

 

ج / 3 ص -271-        الثالث: إنما يكون حذف الشرط قليلًا إذا حذف وحده كله، فإن حذف مع الأداة فهو كثير من ذلك قوله تعالى: {فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ}1، تقديره إن افتخرتُمْ بقتلهم فلم تقتلوهم أنتم ولكن الله قتلهم، وقوله تعالى: {فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ}2، تقديره: إن أرادوا وليًا بحق فالله هو الولي بالحق ولا وليَّ سواه، وقوله تعالى: {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونَ}3، أصله فإن لم يتأت أن تخلصوا العبادة لي في أرض فإياي في غيرها فاعبدون وكذا إن حذف بعض الشرط نحو: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ}4، ونحو: "إن خيرًا فخير".
706-

واحذف لدى اجتماع شرط وقسم                     جواب ما أخرت فهو ملتزم

"وَاحْذِفْ لَدَى اجْتِمَاعِ شَرْط" غير امتناعي "وَقَسَمْ جَوَابَ مَا أَخَّرْتَ" أي منهما استغناء بجواب المتقدم "فَهْوَ" أي الحذف "مُلْتَزَمْ" فجواب القسم يكون مؤكدًا باللام أو "إن" أو منفيًا، وجواب الشرط مقرون بالفاء أو مجزوم: فمثال تقدُّم الشرط: "إن قام زيد والله أكرمه"، و"إن يقم والله فلن أقوم"، ومثال تقدَّم القسم: "والله إن قام زيد لأقومنَّ، والله إن لم يقم زيد إن عمرًا ليقوم، أو يقوم"، "والله إن لم يقم زيد ما يقوم عمرو"، وأما الشرط الامتناعي نحو: "لو" و"لولا" فإنه يتعين الاستغناء بجوابه تقدم القسم أو تأخر كقوله "من الطويل":
1099-

فَأُقْسِمُ لَوْ أنْدَى النَّدِيُّ سَوَادَهُ                لَمَّا مَسَحَتْ تِلْكَ الْمُسَالاتِ عَامِرُ


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 الأنفال: 17.
2 الشورى: 9.
3 العنكبوت: 56.
4 التوبة: 6.
1099- التخريج: البيت بلا نسبة في لسان العرب 11/ 351 "سيل"؛ والمقاصد النحوية 4/ 450.
اللغة: أندى: حضر. الندي: المجلس. سواده: شخصه. المسالات: ج المسألة، وهي جانبا اللحية.
المعنى: يقول مقسمًا: لو حضر الممدوح مجلس القوم لما استطاع بنو عامر أن يمسحوا لحاهم =

 

ج / 3 ص -272-        وكقوله "من الرجز":
1100-

وَاللَّهِ لَوْلاَ اللَّهُ مَا اهْتَدَيْنَا                            "ولا تصدقنا ولا صلينا"

نص على ذلك في الكافية والتسهيل وهو الصحيح، وذهب ابن عصفور إلى أن الجواب في ذلك القسم؛ لتقدمه ولزوم كونه ماضيًا لأنه مغن عن جواب "لو" و"لولا"، وجوابهما لا يكون إلا ماضيًا، وقوله في باب القسم في التسهيل: وتصدر -يعني جملة الجواب- في الشرط الامتناعي بلو أو لولا، يقتضي أن "لو" و"لولا وما دخلتا عليه جواب القسم، وكلامه في الفصل الأول من باب عوامل الجزم يقتضي أن جواب القسم محذوف استغناء بجواب "لو" و"لولا"، والعذر له في عدم التنبيه هنا على "لو" و"لولا" أن الباب

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= وشواربهم من هيبته وسطوته، وشدة بأسه على الناس. وهذا دليل على ضعف بني عامر وجبنهم لدى ملاقاة الممدوح.
الإعراب: فأقسم: "الفاء": بحسب ما قبلها، "أقسم": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: "أنا". لو: شرطية غير جازمة. أندى: فعل ماض. الندي: فاعل مرفوع. سواده: مفعول به، وهو مضاف، و"الهاء": ضمير في محل جر بالإضافة. لما: اللام واقعة في جواب الشرط، و"ما": نافية، مسحت: فعل ماض، و"التاء": للتأنيث. تلك: اسم إشارة في محل نصب مفعول به. المسالات: بدل من "تلك" منصوب بالكسرة لأنه جمع مؤنث سالم. عامر: فاعل مرفوع بالضمة.
وجملة "أقسم" بحسب ما قبلها. وجملة "أندى": فعل الشرط غير الظرفي لا محل لها. وجملة "لما مسحت". جواب شرط غير جازم لا محل لها من الإعراب. وحذف جواب القسم استغناء بجواب الشرط.
الشاهد فيه قوله: "لما مسحت..." حيث اكتفى بجواب واحد للقسم وللشرط.
1100- التخريج: الرجز لعبد الله بن رواحة في ديوانه ص108؛ ولعامر بن الأكوع في المقاصد النحوية 4/ 451؛ وله أو لعبد الله في الدرر 4/ 236؛ وشرح شواهد المغني 1/ 287؛ وبلا نسبة في الأزهية ص167؛ وشرح المفصل 3/ 118؛ وهمع الهوامع 2/ 43.
الإعراب: والله: جار ومجرور متعلقان بفعل القسم المحذوف تقديره: "أقسم": لولا: حرف امتناع لوجود. الله: مبتدأ مرفوع، وخبره محذوف تقديره: "لولا الله موجود". ما: نافية. اهتدينا: فعل ماض، و"نا": ضمير متصل في محل رفع فاعل. ولا: "الواو": حرف عطف، "لا": زائدة لتأكيد النفي. تصدقنا: فعل ماض و"نا": ضمير متصل في محل رفع فاعل. ولا صلينا: معطوفة على "لا تصدقنا" وتعرب إعرابها.
وجملة القسم ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "لولا الله": اسئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "ما اهتدينا": جواب شرط غير جازم لا محل لها من الإعراب. وجملة "لا تصدقنا": معطوفة على سابقتها. وجملة "لا صلينا": معطوفة على سابقتها.
الشاهد فيه قوله: "لما اهتدينا" حيث اكتفى بجواب واحد للقسم وللشرط، ولا يجوز حذف القسم لأن الجواب منفي.

 

ج / 3 ص -273-        موضوع للشرط غير الامتناعي، والمغاربة لا يسمون "لولا" شرطًا ولا "لو" إلا إذا كانت بمعنى "إن".
وهذا الذي ذكره إذا لم يتقدم على الشرط غير الامتناعي والقسم ذو خبر، فإن تقدَّم جعل الجواب للشرط مطلقًا وحذف جواب القسم تقدَّم أو تأخر، كما أشار إلى ذلك بقوله.
707-

"وَإنْ تَوَالَيَا وَقَبْلٌ ذُو خَبَرْ                     فَالْشَّرْطَ رَجِّحْ مُطْلَقًَا بِلاَ حَذَرْ"

وذلك نحو: "زيد إن يقم والله يكرمك، وزيد والله إن يقم يكرمك"، و"إن زيدًا إن يقم والله يكرمك"، و"إن زيدًا والله إن يقم يكرمك"، وإنما جعل الجواب للشرط مع تقدم ذي خبر لأن سقوطه مخل بمعنى الجملة التي هو منها، بخلاف القسم؛ فإنه مسوق لمجرد التوكيد.
والمراد بذي الخبر ما يطلب خبرًا من مبتدأ أو اسم كان ونحوه.
وأفهم قوله: "رجح"، أنه يجوز الاستغناء بجواب القسم؛ فتقول: "زيد والله إن قام -أو إن لم يقم- لأكرمنه"، وهو ما ذكره ابن عصفور وغيره، لكن نص في الكافية والتسهيل على أن ذلك على سبيل التحتم، وليس في كلام سيبويه ما يدل على التحتم.
807-

"وَرُبَّمَا رُجِّحَ بَعْدَ قَسَمِ                         شَرْطٌ بِلاَ ذِي خَبَرٍ مُقَدَّمِ"

كما ذهب الفراء تمسكًا بقوله "من البسيط":
1101-

لَئِنْ مُنِيْتَ بِنَا عَنْ غِبِّ مَعْرَكَةٍ                   لاَ تُلْفِنَا عَنْ دِمَاءِ الْقَوْمِ تَنْتَفِلُ


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1101- التخريج: البيت للأعشى في ديوانه ص113؛ وخزانة الأدب 11/ 327، 300، 331، 333، 357؛ ولسان العرب 11/ 672 "تفل"؛ والمقاصد النحوية 3/ 283، 4/ 437؛ وبلا نسبة في خزانة الأدب 11/ 343. =

 

ج / 3 ص -274-        وقوله "من الطويل":
1102-

لئن كان ما حدثته اليوم صادقا              أصم في نهار القيظ للشمس باديا


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= اللغة: منيت. ابتليت. غب معركة. عقب معركة. ننتفل: نتبرأ، نتخلص ونتهرب.
المعنى: يقول: لو قدر لك أن تبتلى بنا عقب معركة خضناها لوجدت فينا نشاطًا لقتال جديد، ولما رأيتنا نتهرب من الخوض في الدماء مرة أخرى.
الإعراب: "لئن": اللام موطئة للقسم، "إن": حرف شرط جازم. "منيت": فعال ماض للمجهول وهو فعل الشرط، والتاء ضمير في محل رفع نائب فاعل. "بنا": جار ومجرور متعلقان بـ"منيت". "عن غب": جار ومجرور متعلقان بـ"منيت"، وهو مضاف. "معركة": مضاف إليه مجرور. "لا": حرف نفي.
 "تلفنا": فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الشرط، و"نا": ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به أول، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "أنت". "عن دماء": جار ومجرور متعلقان بـ"ننتفل"، وهو مضاف. "القوم": مضاف إليه مجرور. "ننتفل": فعل مرفوع، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "نحن".
وجملة القسم المحذوفة: "أقسم" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "لئن منيت" اعتراضية لا محل لها من الإعراب. وجملة "لا تلفنا" جواب القسم لا محل لها من الإعراب. وجملة "ننتفل" في محل نصب مفعول به ثان لـ"تلفنا".
الشاهد فيه قوله: "لا تلفنا": حيث ورد جوابًا للشرط مع تقدم القسم عليه، فحذف جواب القسم لدلالة جواب الشرط عليه.
1102- التخريج: البيت لامرأة من عقيل في خزانة الأدب 11/ 328، 329، 331، 336؛ والدرر 4/ 327؛ وشرح التصريح 2/ 254؛ وشرح شواهد المغني 2/ 610؛ والمقاصد النحوية 4/ 438؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك 4/ 219، 12/ 16 "ختم"؛ ومغني اللبيب 1/ 326؛ وهمع الهوامع 2/ 43.
 الإعراب: "لئن": اللام حرف موطئ للقسم، و"إن" حرف شرط جازم. "كان": فعل ماض ناقص مبني في محل جزم فعل الشرط. "ما": اسم موصول مبني في محل رفع اسم "كان". "حدثته": فعل ماض للمجهول مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك، والتاء نائب فاعل، والهاء ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به ثان. "اليوم": ظرف زمان منصوب متعلق بـ"حدثته". "صادقًا": خبر "كان" منصوب بالفتحة. "أصم": فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الشرط، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: "أنا".
 "في نهار": جار ومجرور متعلقان بـ"أصم "، و"نهار": مضاف، و"القيظ": مضاف إليه مجرور. "للشمس": جار ومجرور متعلقان بـ"باديا". و"باديا": حال من الضمير المستتر الفاعل في "أصم".
وجملة القسم المحذوفة: "أقسم" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "حدثته" لا محل لها من الإعراب لأنها صلة الموصول، وجملة "أصم" لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء أو "إذا". وجملة فعل الشرط وجوابه استئنافية لا محل لها من الإعراب.
الشاهد فيه: جعل الجواب للشرط مع تأخره عن القسم، ولم يتقدم عليهما ذو خبر، والفراء يجيزه. =

 

ج / 3 ص -275-        ومنع الجمهور ذلك، وتأولوا ما ورد على جعل اللام زائدة.
تنبيهات: الأول كل موضع استغني فيه عن جواب الشرط لا يكون فعل الشرط فيه إلا ماضي اللفظ أو مضارعًا مجزومًا بلم نحو:
{وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ}1، ونحو: {لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ}2 ولا يجوز: "أنت ظالم إن تفعل"، ولا "والله إن تقم لأقومن"، وأما قوله "من الكامل":
1103-

"يثني عليك وأنت أهل ثنائه "                     وَلَدَيْكَ إنْ هُوَ يَسْتَزِدْكَ مَزِيْدُ


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= ويذهب جمهور النحاة إلى أنه إذا تقدم على الشرط والقسم ذو خبر، جاز جعل الجواب لأيهما كان، وإن لم يتقدم عليهما ذو خبر، كما في هذا البيت. وجب كون الجواب للمتقدم منهما، فلو جعلت اللام في "لئن" موطئة للقسم، كان القسم على الشرط، وكان يجب -على مذهبهم- أن يؤتى بجواب القسم، وهو غير ما صنعه الشاعر. وقالوا في هذ البيت إنه ضرورة لا يقاس عليه، وقال بعضهم: اللام هنا ليست موطئة للقسم بل هي زائدة، وعلى هذا لا يكون قد اجتمع شرط وقسم.
1 لقمان: 25؛ والزمر: 38.
2 مريم: 46.
1103- التخريج: البيت لعبد الله بن عنمة في خزانة الأدب 9/ 41، 42؛ والدرر 5/ 75؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص1041؛ وبلا نسبة في الخصائص 1/ 110؛ وهمع الهوامع 2/ 59.
الإعراب: يثني: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو". عليك: جار ومجرور متعلقان بـ"يثني". وأنت: "الواو": حالية، "أنت": ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. أهل: خبر المبتدأ مرفوع، وهو مضاف. ثنائه: مضاف إليه مجرور، وهو مضاف، و"الهاء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. ولديك: "الواو": حرف عطف، "لديك": ظرف مكان، وهو مضاف، و"الكاف": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. إن: حرف شرط جازم. هو: ضمير منفصل في محل فاعل لفعل محذوف. يستزدك: فعل مضارع مجزوم لأنه في التقدير فعل الشرط. أو لنقل: هو مضارع مرفوع وسكن حرف الإعراب فيه للضرورة، و"الكاف": ضمير في محل نصب مفعول به. مزيد: مبتدأ مرفوع مؤخر، خبره محذوف والتقدير "ولديك مزيد إن هو استزادك".
وجملة "يثني..." ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "أنت أهل ثنائه": في محل نصب حال.
وجملة "ومزيد موجود لديك" معطوفة على جملة "أنت أهل" في محل نصب حال. وجملة "يستزدك": تفسيرية لا محل لها. وجملة جواب الشرط محذوفة يفسرها الموجود "إن يستزدك يجد لديك مزيدًا". وجملة "يستزدك هو": جملة الشرط غير الظرفي لا محل لها. وجملة "إن يستزدك" اعتراضية لا محل لها.
الشاهد فيه قوله: "إن يستزدك حيث جاء فعل الشرط مضارعًا مثبتًا، وجواب الشرط محذوفًا.

 

ج / 3 ص -276-        وقوله "من الطويل":
1104-

لَئِنْ تَكُ قَدْ ضَاقَتْ عَليْكُم بِيُوْتُكُمْ                   لَيَعْلَمُ رَبِي أنَّ بَيْتِيَ وَاسِعُ1

فضرورة، وأجاز ذلك الكوفيون إلا الفراء.
الثاني: إذا تأخر القسم وقرن بالفاء وجب جعل الجواب له، والجملة القسمية حينئذٍ هي الجواب، وأجاز ابن السراج أن تنوى الفاء فيعطي القسم المتأخر مع نيتها ما أعطيه مع اللفظ بها، فأجاز: "إن تقم بعلم الله لأزورنك" على تقدير فبعلم الله، ولم يذكر شاهدًا، وينبغي أن لا يجوز ذلك لأن حذف فاء جواب الشرط لا يجوز عند الجمهور إلا في الضرورة.
الثالث: لم ينبه هنا على اجتماع الشرطين فنذكره مختصرًا.
إذا توالى شرطان دون عطف فالجواب لأولهما، والثاني مقيد للأول كتقييده بحال واقعة موقعه كقوله "من البسيط":
1105-

إنْ تَسْتَغِيثُوا بِنَا إنْ تُذْعَرُوا تَجِدُوا                        مِنَّا مَعَاقِلَ عِزٍّ زَانَهَا كَرَمُ

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1104- التخريج: تقدم برقم 963.
1105- التخريج: البيت بلا نسبة في الأشباه والنظائر 7/ 112؛ وخزانة الأدب 11/ 358؛ والدرر 5/ 90؛ وشرح التصريح 2/ 254؛ والمقاصد النحوية 4/ 452؛ وهمع الهوامع 2/ 63.
اللغة: تستغيثوا: تستنجدوا وتستعينوا: الذعر: الخوف الشديد. المعقل: الحصن والملجأ.
المعنى: إذا أصابكم خوف ما واستنجدتم بنا وجدتم لدينا الأمان والكرم.
الإعراب: إن: حرف شرط جازم. تستغيثوا: فعل مضارع مجزوم بحذف النون لأنه من الأفعال الخمسة و"الواو" ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف للتفريق. بنا: جار ومجرور متعلقان بالفعل تستغيثوا. إن تذعروا: "إن": حرف شرط جازم، "تذعروا": فعل مضارع مبني للمجهول مجزوم بحذف النون لأنه من الأفعال الخمسة و"الواو": ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل والألف للتفريق. تجدوا: فعل مضارع مجزوم بحذف النون لأنه من الأفعال الخمسة و"الواو": ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف للتفريق. منا: جار ومجرور متعلقان بالفعل تجدوا. معاقل: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة وهو مضاف. عز: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة. زانها: فعل ماض مبني على الفتحة الظاهرة و"الهاء": ضمير متصل في محل نصب مفعول به. كرم: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة؟
وجملة "إن تستغيثوا تجدوا" ابتدائية لا محل لها. وجملة "تستغيثوا": فعل الشرط لا محل لها.
وجملة "إن تذعروا": اعتراضية لا محل لها. وجملة "تذعروا": فعل الشرط لا محل لها. وجملة "تجدوا": جواب شرط جازم لا محل لها لعدم اقترانها بالفاء. وحذف جواب شرط تذعروا لدلالة جواب شرط تستغيثوا عليه. وجملة "زانها": في محل نصب صفة.
والشاهد فيه قوله: إن تستغيثوا بنا إن تذعروا تجدوا فقد توالى شرطان، فحذف جواب الثاني لتقيده بالأول.

 

ج / 3 ص -277-        وإن تواليا بعطف فالجواب لهما معًا كذا قاله المصنف في شرح الكافية، ومثل له بقوله تعالى: {وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ}1 الآية، وقال غيره: إن توالى الشرطان بعطف بالواو فالجواب لهما نحو: "إن تأتني وإن تحسن إليّ أحسن إليك"، أو بـ"أو" فالجواب لأحدهما نحو: "إن جاء زيد أو إن جاءت هند فأكرمه أو فأكرمها"، أو بالفاء فنصوا على أن الجواب للثاني، والثاني وجوابه جواب الأول، وعلى هذا فإطلاق المصنف محمول على العطف بالواو.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 محمد: 36.

 

ج / 3 ص -278-        فصل "لو"1:
اعلم أن "لو" تأتي على خمسة أقسام:
الأول: أن تكون للعرض، نحو: "لو تنزل عندنا فتصيب خيرًا"، ذكره في التسهيل.
الثاني: أن تكون للتقليل، نحو: "تصدقوا ولو بظلفٍ محرَق"، ذكره ابن هشام اللخمي وغيره.
الثالث: أن تكون للتمني، نحو: "لو تأتينا فتحدثنا"، قيل ومنه:
{لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً}2 ولهذا نصب "فنكون" في جوابها، واختلف في "لو" هذه فقال ابن الصائغ وابن هشام الخضراوي: هي قسم برأسها لا تحتاج إلى جواب كجواب الشرط، ولكن قد يؤتى لها بجواب منصوب كجواب ليت، وقال بعضهم: هي "لو" الشرطية أشربت معنى التمني بدليل أنهم جمعوا لها بين جوابين: جواب منصوب بعد الفاء، وجواب باللام كقوله: "من الوافر":
1106-

فَلَوْ نُبِشَ الْمَقَابِرُ عَنْ كُلَيْبٍ                      فَيُخْبَرَ بِالذَّنَائِبِ أيُّ زِيرِ

بيوم الشَّعْثَمَيْنِ لَقَرَّ عَيْنا                         وَكَيْفَ لِقَاءُ مَنْ تَحْتَ الْقُبُوْرِ


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 راجع مبحث "لو"  في الجنى الداني ص272-290؛ وحروف المعاني ص3؛ ورصف المباني ص
289-292؛ ومغني اللبيب 1/ 283-301؛ وجواهر الأدب ص261-267؛ وموسوعة الحروف ص409-414.
2 البقرة: 167.
1106- التخريج: البيتان للمهلهل بن ربيعة في الأصمعيات ص154، 155؛ والأغاني 5/ 32، =

 

ج / 3 ص -279-        وقال المصنف: هي "لو" المصدرية أغنت عن فعل التمني، وذلك أنه أورد قول الزمخشري: وقد تجيء لو في معنى التمني نحو: "لو تأتيني فتحدثني"، فقال: إن أراد أن الأصل وددت لو تأتيني فتحدثني فحذف فعل التمني لدلالة "لو" عليه فأشبهت ليت في الأشعار بمعنى التمني فكان لها جواب كجوابها فصحيح، أو أنها حرف وضع للتمني كليت فممنوع لاستلزامه منع الجمع بينها وبين فعل التمني كما لا يجمع بينه وبين ليت، وقال في التسهيل بعد ذكره المصدرية: وتغني عن التمني فينصب بعدها الفعل مقرونًا بالفاء، وقال في شرحه: أشرت إلى نحو قول الشاعر "من الطويل":
1107-

سَرَيْنَا إلَيهم فِي جُمُوْعٍ كَأنَّهَا                    جِبَالُ شَرُوْرَى لَوْ تُعَانُ فَتَنْهدا


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= 49؛ وأمالي القالي 2/ 131؛ وتذكرة النحاة ص72؛ وجمهرة اللغة ص306، 712، 1064؛ وخزانة الأدب 11/ 305؛ والرد على النحاة ص125؛ وسمط اللآلي ص112؛ وشرح شواهد المغني 2/ 654؛ ولسان العرب 1/ 393 "ذنب"؛ والمقاصد النحوية 4/ 463؛ وبلا نسبة في الاشتقاق ص338 "البيت الأول فقط"؛ والجنى الداني ص289.
اللغة: الذنائب: موضع بنجد فيه قبر كليب. الزير: كثير الزيارة للنساء. الشعثمين: هما شعثم وعبد شمس ابنا معاوية، وقد قتلهما في ذلك اليوم. كليب: كليب وائل، وهو أخو المهلهل.
المعنى: ليتني أستطيع كشف قبر أخي كليب، لأخبره كيف قتلت الشعثم وعبد شمس، ليعرف من أنا، ويسر وهو ثاو في قبره: ترى كيف يكون لقاء الموتى؟!
الإعراب: فلو: "الفاء": حسب ما قبلها، و"لو": شرطية غير جازمة. نبش: فعل ماض مبني للمجهول: مبني على الفتحة، المقابر: نائب فاعل مرفوع بالضمة. عن كليب: جار ومجرور متعلقان بـ"نبش". فيخبر: "الفاء": سببية عاطفة، و"يخبر": فعل مضارع مبني للمجهول منصوب بأن المضمرة بعد الفاء وعلامة نصبه الفتحة، و"نائب الفاعل": ضمير مستتر جوازًا تقديره "هو". بالذنائب: جار ومجرور متعلقان بـ"يخبر". أي: اسم استفهام في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره "أنا". زير: مضاف إليه مجرور بالكسرة، والمصدر المؤول من "أن" والفعل معطوف على مصدر منتزع مما قبله، والتقدير: لو كان نبش فإخبار.
وجملة "نبش": فعل شرط لا محل لها. وجملة "يخبر": صلة الموصول الحرفي لا محل لها. وجملة "أي زير أنا". سدت مسد مفعولي "أخبر".
وجملة "لقر عينًا": جواب شرط غير جازم لا محل لها. وجملة "وكيف لقاء من تحت القبور" اسئنافية لا محل لها.
والشاهد فيهما قوله: "ولو نبش": فقد جاءت شرطية، بمعنى التمني، تفيد الامتناع، لوقوع جوابين لهما وهما: "فيخبر" وهو مرتبط بالفاء، و"لقر عينًا" وهو مرتبط باللام.
1107- التخريج: البيت بلا نسبة في المقاصد النحوية 4/ 413، 465.  =

 

ج / 3 ص -280-        قال: فلك في "تنهدا" أن تقول: نصب لأنه جواب تمن إنشائي كجواب "ليت"؛ لأن الأصل: وددنا لو تعان، فحذف فعل التمني لدلالة "لو" عليه فأشبهت "ليت" في الإشعار بمعنى التمني دون لفظه، فكان لها جواب كجواب "ليت"، وهذا عندي هو المختار، ولك أن تقول ليس هذا من باب الجواب بالفاء بل من باب العطف على المصدر، لأن "لو" والفعل في تأويل مصدر، هذا كلامه، ونص على أن "لو" في قوله تعالى: {لَوْ أنَّ لَنَا كَرَّةً}1، مصدرية، واعتذر عن الجمع بينها وبين "أن" المصدرية بوجهين: أحدهما أن التقدير لو ثبت أن، والآخر أن تكون من باب التوكيد.
الرابع: أن تكون مصدرية بمنزلة "أن" إلا أنها لا تنصب، وأكثر وقوع هذه بعد "ودّ" أو "يود"، نحو:
{وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ} {يَوَدُّ أحدهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ}3، ومن وقوعها بدونهما قول قُتيلة "من الكامل":
1108-

مَا كَانَ ضرَّكَ لَوْ منَنْتَ وَرُبَّمَا                  منَّ الْفَتَى وَهْوَ الْمَغِيْظُ المُحْنَقُ


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللغة: شرورى: اسم جبل لبني سليم. تعان: تساعد. ننهد: ننهض.
الإعراب: سرينا: فعل ماض، و"نا": ضمير في محل رفع فاعل. إليهم: جار ومجرور متعلقان بـ"سرى". في جموع: جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من "نا". "كأنها: حرف مشبه بالفعل، و"ها": ضمير في محل نصب اسم "كأن". جبال: خبر "كأن" مرفوع، وهو مضاف. شرورى: مضاف إليه. لو: حرف تمن. تعان: فعل مضارع للمجهول. ونائب فاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا قديره: "أنت". فتنهدا: "الفاء": السببية عاطفة. تنهدا: فعل مضارع منصوب، و"الألف": للإطلاق، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: "أنت". والمصدر المؤول من "أن" المضمرة بعد الفعل "تنهد" معطوف على مصدر منتزع مما تقدم.
وجملة "سرينا": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "كأنها جبال" في محل جر نعت "جموع".
وجملة "تعان" استئنافية لا محل لها. وجملة "تنهد": صلة الموصول الحرفي لا محل لها.
الشاهد فيه قوله: "لو تعان فتنهدا" حيث وردت "لو" للتمني، ونصب الفعل "تنهدا" بـ"أن" مضمرة بعد فاء السببية.
1 البقرة: 167.
2 القلم: 9.
3 البقرة: 96.
1108- التخريج: البيت لقتيلة بنت النضر "أو أخته" في الأغاني 1/ 30؛ وحماسة البحتري ص276؛ والجنى الداني ص288؛ وخزانة الأدب 11/ 239؛ والدرر 1/ 250؛ وشرح التصريح 2/ 254؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص966؛ وشرح شواهد المغني 2/ 468؛ ولسان العرب 7/ 450 "غيظ"، =

 

ج / 3 ص -281-        وقول الأعشى "من البسيط":
1109-

وربما فات قوما جل أمرهم                  من التأني وكان الحزم لو عجلوا


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= 10/ 70 "حنق"؛ والمقاصد النحوية 4/ 471؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك 4/ 223؛ وتذكرة النحاة ص48؛ ومغني اللبيب 1/ 265؛ وهمع الهوامع 1/ 81.
شرح المفردات: ضرك: عاد عليك بالضر. من: أنعم: المغيظ: مثار الحنق والغضب.
الإعراب: "ما" اسم استفهام في محل رفع مبتدأ. "كان": زائدة. وقيل فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو". "ضرك": فعل ماض، والكاف ضمير في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره "هو". "لو": حرف مصدري. "مننت": فعل ماض، والتاء ضمير في حل رفع فاعل. "وربما": الواو حالية، أو استئنافية، و"ربما": حرف جر شبيه بالزائد، و"ما" الكافة. "من": فعل ماض. "الفتى": فاعل مرفوع. "وهو": الواو حالية، "هو": ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. "المغيظ": خبر المبتدأ مرفوع. "المحنق": نعت "المغيظ"، أو خبر للمبتدأ مرفوع.
وجملة "ما كان ضرك" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "كان ضرك" في محل رفع خبر المبتدأ. وجملة: "ضرك:" في محل نصب خبر "كان" باعتبارها فعلًا ناقصًا، وجملة. "لو مننت" في تأويل مصدر في محل جر بحرف جر محذوف تقديره: "أي شيء ضرك من المن"، أو فاعل "يضر"، أو اسم "كان". وجملة "ربما من الفتى" في محل نصب حال باعتبار الواو حالية. أو استئنافية باعتبار الواو حرف استئناف. وجملة: "وهو المغيظ" في محل نصب حال.
الشاهد فيه قوله: "لو مننت" فإنه من تأويل مصدر مرفوع على أنه اسم "كان"، أو فاعل لـ"ضر"، أي: "ما كان ضرك منك" أو مجرور بحرف جر محذوف، ولم تسبق بـ"ود" أو "يود".
1109- التخريج: البيت للقطامي في شرح شواهد المغني 2/ 650؛ ولم أجده في ديواني الشاعرين.
اللغة: فات: سبق. التأني: التثبت والمهلة.
المعنى: إن التمهل فيه مضيعة للوقت، وخسارة للفرص، والأولى بالإنسان العجلة لتدارك أموره.
الإعراب: وربما: "الواو": بحسب ما قبلها، و"ربما": كافة ومكفوفة. فات: فعل ماض مبني على الفتحة. قومًا: مفعول به منصوب بالفتحة. جل: فاعل مرفوع بالضمة: أمرهم: "أمر": مضاف إليه مجرور بالكسرة، و"هم": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. من التأني: "من": حرف جر، و"التأني": اسم مجرور بالكسرة المقدرة على الياء للثقل، والجار والمجرور متعلقان بـ"فات". وكان "الواو": عاطفة و"كان": فعل ماض ناقص. الحزم: اسمها مرفوع بالضمة. لو عجلوا: "لو": حرف مصدري، و"عجلوا": فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة، و"الواو": ضمير متصل في محل رفع فاعل، و"الألف": للتفريق والمصدر المؤول من "لو" والفعل "عجلوا" خبر "كان".
وجملة: "فات...": بحسب الواو. وجملة "وكان الحزم": معطوفة على جملة "فات". وجملة "عجلوا" صلة موصول حرفي لا محل لها. والمصدر المؤول  في "لو عجلوا" في محل نصب خبر "كان".
والشاهد فيه قوله: "لو عجلوا" فقد جاءت مصدرية ولم تسبق  بـ"ود" أو يود".

 

ج / 3 ص -282-        وأكثرهم لم يثبت ورود "لو" مصدرية، وممن ذكرها الفراء وأبو علي، ومن المتأخرين التبريزي وأبو البقاء وتبعهم المصنف، وعلامتها أن يصلح في موضعها أن، ويشهد للمثبتين قراءة بعضهم: "وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُوا"1 بحذف النون، فعطف يدهنوا بالنصب على تدهن لما كان معناه أن تدهن، ويشكل عليهم دخولها على أن في نحو: {وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا}2، وجوابه أن "لو" إنما دخلت على فعل محذوف مقدر بعدها تقديره تود لو ثبت أن بينها وبينه، كما أجاب به المصنف في: {لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً}3، على رأيه كما سبق، وأما جوابه الثاني وهو أن يكون من باب توكيد اللفظ بمرادفه على حد: {فِجَاجًا سُبُلًا}4، ففيه نظر، لأن توكيد المصدر قبل مجيء صلته شاذّ كقراءة زيد بن علي: "وَالَّذِينَ منْ قَبْلَهمْ"5، بفتح الميم.
الخامس: أن تكون شرطية ، وهي المراد بهذا الفصل، وهي على قسمين؛ امتناعية، وهي للتعليق في الماضي، وبمعنى "إن" وهي للتعليق في المستقبل، فأشار للقسم الأول بقوله:
709-

"لو" حرف شرط  في مضي ويقل                     إيلاؤها مستقبلًا لكن قبل

"لو حرف شرط في مضي" يعني أن "لو" حرف يدل على تعليق فعل بفعل فيما مضى، فيلزم من تقدير حصول شرطها حصول جوابها، ويلزم محكوما بامتناعه، إذ لو قدر حصوله لكان الجواب كذلك، ولم تكن للتعليق في المضي، بل للإيجاب، فتخرج عن معناها ، وأما جوابها فلا يلزم كونه ممتنعًا على كل تقدير؛ لأنه قد يكون ثابتًا مع امتناع الشرط، نعم الأكثر كونه ممتنعًا.
وحاصله أنها تقتضي امتناع شرطها دائمًا، ثم إن لم يكن لجوابها سبب غيره لزم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 القلم: 9.
2 آل عمران: 30.
3 البقرة: 167.
4 الأنبياء: 31.
5 آل عمران: 11، والأنفال: 52، 54.

 

ج / 3 ص -283-        امتناعه، نحو: {وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا}1، وكقولك: لو كانت الشمس طالعة لكان النهار موجودًا، وإلا لم يلزم، نحو: "لو كانت الشمس طالعة لكان الضوء موجودًا"، ومنه: "نعم المرء صهيب لو لم يخف الله لم يعصه".
فقد بان لك أن قولهم: "لو حرف امتناع لامتناع" فاسد؛ لاقتضائه كون الجواب ممتنعًا في كل موضع؛ وليس كذلك. ولهذا قال في شرح الكافية: العبارة الجيدة في "لو" أن يقال: حرف يدل على امتناع تال يلزم لثبوته تاليه؛ فقيام زيد من قولك: "لو قام زيد لقام عمرو" محكوم بانتفائه فيما مضى، وكونه مستلزمًا ثبوته لثبوت قيام عمرو، وهل لعمرو قيام آخر غير اللازم عن قيام زيد أو ليس له؟ لا يتعرض لذلك، بل الأكثر كون الأول والثاني غير واقعين، اهـ.
وعبارة سيبويه حرف لما كان سيقع لوقوع غيره، وهي إنما تدل على الامتناع الناشئ عن فقد السبب لا على مطلق الامتناع، على أنه مراد العبارة الأولى: أي أن جواب لو ممتنع لامتناع سببه وقد يكون ثابتًا لثبوت سبب غيره، وأشار إلى القسم الثاني بقوله: "وَيَقِلْ إيلاؤهُ مُسْتَقبَلًا لكِن قُبِلْ" أي يقل إيلاء "لو" فعلًا مستقبل المعنى، وما كان من حقها أن يليها، لكن ورد السماع به فوجب قبوله، وهي حينئذٍ بمعنى "إن" كما تقدم، إلا أنها لا تجزم، من ذلك قوله "من البسيط":
1110-

وَلَوْ تَلْتَقِي أصْدَاؤُنَا بَعْدَ موْتِنَا                وَمِنْ دُوْنِ رَمْسَيْنَا مِنْ الأرْضِ سَبْسَبُ

لظلَّ صدى صوتي وإنْ كُنتُ رِمَّةً           لِصوتِ صَدى لَيْلَى يَهِشُّ وَيَطْرَبُ


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 الأعراف: 176.
1110- التخريج: البيت لأبي صخر الهذلي في شرح أشعار الهذليين ص938؛ وشرح شواهد المغني ص643؛ وهو للمجنون في ديوانه ص39؛ وشرح التصريح 2/ 255؛ والمقاصد النحوية 4/ 470، وبلا نسبة في مغني اللبيب ص261.
شرح المفردات: تلتقي: تتقابل: الرمس: القبر. السبسب: الصحراء الواسعة.
المعنى: يقول: لو تلتقي روحانا بعد موتنا، ويكون بين قبرينا أرض واسعة تحول دون اتحادنا.
الإعراب: "ولو": الواو بحسب ما قبلها، "لو": شرطية غير جازمة "تلتقي": فعل مضارع مرفوع.
"أصداؤنا": فاعل مرفوع، وهو مضاف، و"نا" ضمير في محل جر بالإضافة. "بعد": ظرف زمان منصوب متعلق بـ"تلتقي"، وهو مضاف. "موتنا": مضاف إليه مجرور، وهو مضاف، "نا": ضمير في محل جر بالإضافة. "ومن دون": الواو حالية، والجار والمجرور متعلقان بخبر محذوف للمبتدأ، وهو مضاف. =

 

ج / 3 ص -284-        وقوله "من الكامل":
1111-

لاَ يُلْفِكَ الرَّاجُوكَ إلا مُظْهِرا                      خُلُقَ الْكِرَامِ وَلَوْ تَكُونُ عَدِيْما

وإذا وليها حينئذٍ ماض أوّل بالمستقبل، نحو: {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا}1 الآية، وقوله "من الطويل":
1112-

وَلَوْ أَنَّ لَيْلَى الأخْيَلِيَّةَ سَلَّمَتْ                 عَلَيَّ وَدُوْنِي جَنْدَلٌ وَصَفَائِحُ

"لسلمت تسليم الباشة أو زقا              إليها صدى من جانب القبر صالح"


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"رمسينا": مضاف إليه مجرور بالياء، وهو مضاف، "ونا" ضمير في محل جر بالإضافة. "من الأرض": جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من "سبسب". "سبسب": مبتدأ مؤخر مرفوع.
وجملة: "لو تلتقي..." الشرطية بحسب ما قبلها. وجملة "ومن دون رمسينا..." في محل نصب حال. وجملة "لظل صوتي... يهش ويطرب" جواب شرط غير جازم، لا محل لها.
الشاهد فيه قوله: "لو تلتقي" حيث وردت "لو" شرطية بدليل الإتيان لها بجواب وهو "لظل صدى" في البيت التالي، وقد وقع بعد "لو" الفعل المضارع "تلتقي". وقد صرح ابن مالك في الألفية بأن وقوع الفعل المضارع شرطًا لـ"لو" قليل، ولكنه ورد السماع به عن العرب، فقبله النحاة.
1111- التخريج: البيت بلا نسبة في الجنى الداني ص285؛ وجواهر الأدب ص267؛ وشرح التصريح 2/ 256؛ وشرح شواهد المغني 2/ 642؛ والمقاصد النحوية 4/ 469.
اللغة: ألفاه: وجده. الراجي: هو الآمل بالنوال. العديم: الفقير.
المعنى: اعتدت أن تفرح بعطائك وجودك لمن يرجوهما منك، واعتادوا أن لا يجدوك إلا فرحًا إذ تعطيهم لو كنت فقيرًا ما تعطيه.
الإعراب: لا يلفك: "لا": ناهية، "يلف": فعل مضارع مجزوم بحذف حرف العلة "الياء" من آخره، والكسرة دلالة عليه؛ و"الكاف": ضمير متصل في محل نصب مفعول به. الراجوك: فاعل مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم، و"الكاف": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. إلا: حرف حصر. مظهرًا: مفعول به ثان لـ"يلفك": منصوب بالفتحة. خلق: مفعول به لاسم الفاعل "مظهرا" منصوب بالفتحة. الكرام: مضاف إليه مجرور بالكسرة. ولو: "الواو": حالية، "لو": وصلية زائدة للتعميم. ويمكن أن تكون الواو في "ولو" عاطفة، والتقدير: لو لم تكن عديمًا، ولو تكون عديمًا، ويكون التركيب الشرطي الأول حالا، والثاني معطوف عليه، وجملة "تكون عديمًا" جملة فعل الشرط غير الظرفي لا محل لها. تكون: فعل مضارع ناقص، و"اسمه": ضمير مستتر تقديره: "أنت". عديمًا: خبر "يكون" منصوب بالفتحة.
وجملة "لا يلفك" ابتدائية لا محل لها. وجملة "تكون  عديمًا": في محل نصب حال.
والشاهد فيه قوله: "ولو تكون" حيث وقع بعد "لو" فعل مضارع للمستقبل.
1 النساء: 9.
1112- التخريج: البيتان لتوبة بن الحمير في الأغاني 11/ 229؛ وأمالي المرتضى 1/ 450؛ =

 

ج / 3 ص -285-        وإن تلاها مضارع تخلص للاستقبال، كما أن "إن" الشرطية كذلك، وأنكر ابن الحاج في نقده على المقرّب مجيء "لو" للتعليق في المستقبل، وكذلك أنكره الشارح وتأول ما احتجوا به من نحو: {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا}1 الآية، وقوله:

وَلَوْ أنَّ ليلى الأخيلية سلَّمت2

وقال: لا حجة فيه؛ لصحة حمله على المضي، وما قاله لا يمكن في جميع المواضع المحتج بها، فما لا يمكن ذلك فيه وصرح كثير من النحويين بأن لو فيه بمعنى "إن"- قوله تعالى: {وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ} {لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} {قُلْ لا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ} {وَلَوْ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= والحماسة البصرية 2/ 108؛ والدرر 5/ 96؛ وسمط اللآلي ص120؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص1311؛ وشرح شواهد المغني ص644؛ والشعر والشعراء 1/ 453؛ ومغني اللبيب 1/ 261؛ والمقاصد النحوية 4/ 453؛ ولرؤبة في همع الهوامع 2/ 64؛ وليسا في ديوانه؛ وهما بلا نسبة في الجنى الداني ص286.
اللغة: الجندل: الحجر الكبير. الصفائح: الحجارة العريضة. زقا: صاح.
الإعراب: "ولو": الواو بحسب ما قبلها، "لو": حرف شرط غير جازم. "أن": حرف مشبه بالفعل.
"ليلى": اسم "أن" منصوب. "الأخيلية": نعت "ليلى". "سلمت": فعل ماض، والتاء للتأنيث، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "هي". والمصدر المؤول من "أن" وما بعدها في محل رفع فاعل لفعل محذوف تقديره: "ثبت". "علي": جار ومجرور متعلقان بـ"سلم". و"دوني": الواو حالية، "دوني": ظرف مكان، وهو مضاف، والياء ضمير في محل جر بالإضافة. وشبه الجملة في محل رفع خبر مقدم. "جندل": مبتدأ مؤخر مرفوع. "وصفائح": الواو حرف عطف، "صفائح": معطوف على "جندل" مرفوع. "لسلمت": اللام واقعة في جواب الشرط، "سلمت": فعل ماض، والتاء ضمير في محل رفع فاعل. "تسليم": مفعول مطلق، وهو مضاف. "البشاشة": مضاف إليه مجرور. "أو": حرف عطف. "زقا": فعل ماض. "إليها": جار ومجرور متعلقان بـ"صائح"، وهو مضاف. "القبر": مضاف إليه مجرور. "صائح": نعت "صدى" مرفوع.
وجملة: "لو أن ليلى..." الشرطية بحسب ما قبلها. وجملة: "سلمت" في محل رفع خبر "أن".
وجملة: "ودوني جندل" في محل نصب حال. وجملة: "لسلمت" لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط غير جازم. وجملة: "زقا" معطوفة على جملة "لسلمت".
الشاهد قوله: "لو أن ليلى سلمت... لسلمت" بتقدير: "لو تسلم  ليلى لسلمت" فأول الماضي بمستقبل ووقع الفعل المستقبل في معناه بعد "لو". وهذا نادر.
1 النساء: 9.
2 تقدم بالرقم: 1112.
3 يوسف: 17.
4 التوبة: 33، والصف: 61.
5 المائدة: 100.

 

ج / 3 ص -286-        أَعْجَبَتْكُمْ} {وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ} {وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ}3، ونحو: أعطوا السائل ولو جاء على فرس، وقوله "من البسيط":
1113-

قومٌ إذَا حَارَبُوا شَدُّوَا مَآزِرَهُمْ                     دُوْنَ الْنِّسَاءِ وَلَوْ بَاتَتْ بِأطْهَارِ

710-

وهي في الاختصاص بالفعل كـ"إن"                     لكن لو "أن" بها قد تقترن

"وَهْيَ في الاختِصَاص بالفعلِ كإنْ" أي: "لو" مثل "إن" الشرطية في أنها لا يليها إلا

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 البقرة: 221.
2 البقرة: 221.
3 الأحزاب: 52.
1113- التخريج: البيت للأخطل في ديوانه ص84 ؛ وحماسة البحتري ص34؛ وشرح شواهد المغني 2/ 646؛ ونوادر أبي زيد ص150؛ وبلا نسبة في الجنى الداني ص285؛ ورصف المباني ص291؛ وشرح عمدة الحافظ ص583، 584؛ المقرب 1/ 90.
اللغة: شدوا: ربطوا: المئزر: ما يستر الإنسان به عورته. الأطهار: من طهر، وهو حالة بعد الحيض والنفاس عند المرأة.
المعنى: إنهم قوم إذا حاربوا من يعاديهم، فإنهم لا يرتاحون أبدًا، ويبتعدون عن الملذات عامة، ومنها وقاع نسائهم، ولو كن طاهرات.
الإعراب: قوم: خبر مرفوع بالضمة لمبتدأ محذوف تقديره "هم". إذا ظرف لما يستقبل من الزمان، خافض لشرطه، متعلق بجوابه مبني على السكون في محل نصب مفعول فيه. حاربوا: فعل ماض مبني على الضم، و"الواو" ضمير متصل في محل رفع فاعل، و"الألف" للتفريق. شدوا: فعل ماض مبني على الضم و"الواو": ضمير متصل في محل رفع فاعل، و"الألف": للتفريق. مآزرهم: مآزر: مفعول به منصوب بالفتحة، و"هم" ضمير متصل في محل جر بالإضافة. دون ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بالفعل "شدوا" النساء: مضاف إليه مجرور بالكسرة. ولو: "الواو" حالية، و"لو": حرف امتناع لامتناع. باتت: فعل ماض ناقص مبني على الفتحة، و"التاء": للتأنيث و"اسمها": ضمير مستتر جوازًا تقديره "هي". بأطهار: جار ومجرور متعلقان بخبر محذوف.
وجملة "قوم" إذا حاربوا شدوا": ابتدائية لا محل لها. وجملة "إذا حاربوا شدوا": في محل رفع صفة لـ"قوم". وجملة "حاربوا": في محل جر بالإضافة. وجملة "شدوا": جواب شرط  غير جازم لا محل لها. وجملة "ولو باتت بأطهار": اعتراضية لا محل لها. وجملة" "باتت بأطهار": فعل شرط لا محل لها. وحذف جواب "لو" لدلالة ما قبله من الكلام عليه، وانظر: إعراب جمل الشاهد السابق.
والشاهد فيه قوله: "ولو باتت بأطهار" حيث وقعت "لو" شرطية بمعنى "إن" فصرفت الماضي إلى المستقبل.

 

ج / 3 ص -287-        فعل أو معمول فعل مضمر يفسره فعل ظاهر بعد الاسم، كقول عمر رضي الله عنه: لو غيرك قالها يا أبا عبيدة، وقال ابن عصفور: لا يليها فعل مضمر إلا في ضرورة كقوله "من الطويل":
1114-

أَخلاّيَ لَوْ غيرُ الْحِمَامِ أصَابَكُمْ               عَتَبْتُ وَلَكِنْ مَا عَلَى الْدّهْرِ مَعْتَبُ

أو نادر كلام كقول حاتم: "لو ذات سوار لطمتني"1، والظاهر أنَّ ذلك لا يختص بالضرورة والنادر، بل يكون في فصيح الكلام كقوله تعالى: {لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1114- التخريج: البيت للغطمش الضبي في شرح التصريح 2/ 259؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص893، 1036؛ ولسان العرب 1/ 75؛ والمقاصد النحوية 4/ 465؛ وبلا نسبة في تذكرة النحاة ص40؛ والجنى الداني ص279.
شرح المفردات: الأخلاء ج الخليل، وهو الصديق الصادق. الحمام: الموت: عتبت: لمت.
الإعراب: "أخلاي": منادى بحرف نداء محذوف تقديره "يا" منصوب، وهو مضاف، والياء في محل جر بالإضافة. "لو": شرطية غير جازمة. "غير": فاعل لفعل محذوف يفسره ما بعده، وهو مضاف.
"الحمام": مضاف إليه مجرور. "أصابكم": فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "هو"، و"كم": ضمير في محل نصب مفعول به. "عتبت": فعل ماض، والتاء ضمير في محل رفع فاعل. و"لكن": الواو حرف عطف، "لكن": حرف استدراك. "ما": حرف نفي. "على الموت": جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم للمبتدأ. "معتب": مبتدأ مؤخر مرفوع.
وجملة: "أخلاي" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "لو غير الحمام أصابكم عتبت" الشرطية استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "أصابكم" تفسيرية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "عتبت" لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط غير جازم. وجملة "لكن ما على الدهر معتب" استئنافية لا محل لها من الإعراب.
الشاهد فيه قوله: "لو غير الحمام أصابكم" حيث ولي "لو" الشرطية الاسم المرفوع "غير"، وهو عند جمهرة النحاة فاعل لفعل محذوف يفسره ما بعده. وقال قوم من النحاة الكوفيين: هذا الاسم المرفوع مبتدأ خبره يذكر بعده. ويعتبر ابن عصفور ورود فعل مضمر بعد "لو" ضرورة.
1 هذا القول من أمثال العرب وقد ورد في جمهرة الأمثال 2/ 193؛ وزهر الأكم 1/ 77؛ والعقد الفريد 3/ 129؛ وفصل المقال ص381 ؛ وكتاب الأمثال ص268؛ ولسان العرب 12/ 543 "لطم"؛ والمستقصى 2/ 297؛ ومجمع الأمثال 2/ 174.
أي: لو لطمتني حرة، فجعل السوار علامة للحرية، لأن العرب قلما تلبس الإماء السوار. يقول: لو لطمتني حرة حلي لاحتملت، لكن لطمتني أمة عاطل. وأصله أن امرأة شريفة منيت بذلك، وقيل: أصله أن امرأة لطمت رجلا، فنظر إليها؛ فإذا هي رثة الهيئة عاطل، فقال هذا القول.
يقوله كريم يظلمه دني، فلا يقدر على احتمال ظلمه.

 

ج / 3 ص -288-        رَحْمَةِ رَبِّي}1، حذف الفعل فانفصل الضمير، وأما قوله "من الرمل":
1115-

لَوْ بِغَيرِ الْمَاءِ حَلْقِي شرِقٌ                   كُنْتُ كَالْغَصَّانِ بِالْمَاءِ اعْتِصَارِي

فقيل: على ظاهره، وأن الجملة الاسمية وليتها شذوذًا، وقال ابن خروف: هو على إضمار "كان" الشأنية: وقال الفارسي: هو من الأول، والأصل لو شرق حلقي هو شرق، فحذف الفعل أولًا والمبتدأ آخرًا.
ثم نبه على ما تفارق فيه "لو" "إن" الشرطية فقال: "لَكنَّ لَوْ أنَّ بِهَا قَدْ تَقْترِنْ" أي: تختص "لو" بمباشرة "أن"، نحو:
{وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا} {وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا} {وَلَوْ أَنَّا

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 الإسراء: 100.
1115- التخريج: البيت لعدي بن زيد في ديوانه ص93؛ والأغاني 2/ 94؛ وجمهرة اللغة ص731؛ والحيوان 5/ 138، 593؛ وخزانة الأدب 8/ 508، 11/ 15، 203؛ والدرر 5/ 99؛ وشرح شواهد المغني 2/ 658 ؛ والشعر والشعراء 1/ 235؛ واللامات ص128؛ ولسان العرب 4/ 580 "عصر"، 7/ 61 "غصص"، 10/ 177 "شرق"؛ والمقاصد النحوية 4/ 454؛ وبلا نسبة في الاشتقاق ص269؛ وتذكرة النحاة ص40؛ والجنى الداني ص280؛ وجواهر الأدب ص263؛ وشرح التصريح 2/ 259؛ وشرح عمدة الحافظ ص323؛ والكتاب 3/ 121؛ وهمع الهوامع 2/ 66.
اللغة: شرق: غص بالماء. الغصان: من غص بالطعام. الاعتصار: شرب الماء قليلًا قليلًا.
المعنى: إذا غصصت بطعام، أزيله بالماء، أما إذا غصصت بالماء، فبماذا أزيله؟!
الإعراب: لو بغير: "لو": حرف امتناع لامتناع، "بغير": جار ومجرور متعلقان بالصفة المشبهة باسم الفاعل "شرق". الماء: مضاف إليه مجرور بالكسرة. حلقي: مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل الياء، و"الياء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. شرق: خبر مرفوع بالضمة. كنت: فعل ماض ناقص مبني على السكون، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع اسمها. كالغصان: جار ومجرور متعلقان بخبر محذوف. بالماء: جار ومجرور متعلقان بخبر مقدم محذوف. اعتصاري مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم، و"الياء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة.
وجملة "لو بغير الماء حلقي شرق كنت..." ابتدائية لا محل لها. وجملة "حلقي شرق": فعل الشرط لا محل لها. وجملة "كنت كالغصان...": جواب شرط غير جازم لا محل لها. وجملة "بالماء اعتصاري":  في محل نصب خبر ثان لـ"كنت"، أو تفسيرية لا محل لها، أو بدل من خبر "كان".
والشاهد فيه قوله: "لو بغير الماء حلقي شرق" فقد جاءت الجملة الاسمية شذوذًا في موقع فعل الشرط وذلك على مذهب البصريين.
2 البقرة: 103.
3 الحجرات: 5.

 

ج / 3 ص -289-        كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ} {وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ}2، وقوله "من الطويل":

وَلَوْ أنَّ ما أسعى لأدنَى مَعيشةٍ           "كفاني، ولم أطلب، قليل من المال3"

وهو كثير، وموضعها عند الجميع رفع، فقال سيبويه وجمهور البصريين بالابتداء، ولا تحتاج إلى خبر لاشتمال صلتها على المسند والمسند إليه، وقيل: الخبر محذوف فقيل: يقدر مقدمًا أي ولو ثابت إيمانهم، على حد: {وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا}4، وقال ابن عصفور: بل يقدر هنا مؤخرًا، ويشهد له أنه يأتي مؤخرًا بعد أما، كقوله: "من البسيط":

عِنْدِي اصطبارٌ وأمَّا أنني جَزِعٌ                  يومَ النَّوى فلوجْدٍ كادَ يَبْرِيني5

وذلك لأن "لعل" لا تقع هنا، فلا تشتبه "أن" المؤكدة إذا قدمت بالتي بمعنى "لعل"، فالأولى حينئذٍ أن يقدر الخبر مؤخرًا على الأصل، أي: ولو إيمانهم ثابت، وقال الكوفيون والمبرد والزجاج والزمخشري فاعل "ثبت" مقدرًا كما قال الجميع في "ما" وصلتها في "لا أكلمه ما أن في السماء نجمًا"، ومن ثم قال الزمخشري: يجب أن يكون خبر أن فعلًا ليكون عوضًا عن الفعل المحذوف، ورده ابن الحاجب وغيره بقوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ}6، وقالوا إنما ذلك في الخبر المشتق لا الجامد كالذي في الآية، وفي قوله "من البسيط":
1116-

مَا أطْيَبَ الْعَيْشَ لَوْ أنَّ الْفَتَى حَجَرٌ                 تَنْبُو الْحَوَادِثُ عَنْهُ وَهْوَ مَلْمُومُ


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 النساء: 66.
2 النساء : 66.
3 تقدم بالرقم 407.
4 يس: 41.
5 تقدم بالرقم 157.
6 لقمان: 27.
1116- التخريج: البيت لابن مقبل في ديوانه ص273؛ وشرح المغني 2/ 661؛ وبلا نسبة في الحيوان 4/ 310؛ وخزانة الأدب 11/ 304؛ والخصائص 1/ 318؛ وشرح المفصل 1/ 87؛ ولسان العرب 2/ 5 "أمت"، 12/ 580 "نعم".
اللغة: نبا: ارتد: ملموم: مجتمع الأطراف. حوادث الدهر: مصائبه.
المعنى: ليتني حجر، إذا لما آلمني الدهر بنكباته، ورددته خائبًا.
الإعراب: ما: نكرة تعجبية تامة بمعنى شيء مبنية على السكون في محل رفع مبتدأ. أطيب: فعل ماض جامد لإنشاء التعجب، مبني على الفتحة الظاهرة، و"الفاعل": ضمير مستتر وجوبا تقديره هو.
العيش: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة. لو: حرف امتناع لامتناع. أن: حرف مشبه بالفعل. الفتى: =

 

ج / 3 ص -290-        وقوله "من الطويل":
1117-

ولو أنها عصفورة لحسبتها                       مسومة تدعو عبيدًا وأزنما


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= اسمها مرفوع بالضمة المقدرة على الألف. للتعذر. حجر: خبرها مرفوع بالضمة الظاهرة. تنبو: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الواو للثقل. الحوادث: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة. عنه: جار ومجرور متعلقان بالفعل تنبو. وهو: "الواو": حالية، و"هو": ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. ملموم: خبر مرفوع بالضمة الظاهرة، والمصدر المؤول من "أن" ومعموليها فاعل لفعل محذوف.
وجملة "ما أطيب العيش": ابتدائية لا محل لها. وجملة "أطيب العيش": في محل رفع خبر للمبتدأ "ما". وجملة "لو ثبت كون الفتى حجرًا مع الجواب المحذوف" حالية وجملة "ثبت كون الفتى" جملة الشرط غير الظرفي لا محل لها. وجملة "تنبو": في محل رفع صفة حجر. وجملة "وهو ملموم" في محل نصب حال.
والشاهد فيه قوله: "لو أن الفتى حجر: فقد وقع الخبر "حجر" اسمًا جامدًا.
1117- التخريج: البيت لجرير في ديوانه ص323؛ وشرح شواهد المغني 2/ 662؛ وله أو للبعيث في حماسة البحتري ص261. وللعوام بن شوذب الشيباني في العقد الفريد 5/ 195؛ ولسان العرب 12/ 277؛ "زنم"؛ والمعاني الكبير ص927؛ ومعجم الشعراء ص300؛ والمقاصد النحوية 4/ 467؛ وبلا نسبة في تذكرة النحاة ص73؛ وجمهرة اللغة ص828؛ والجنى الداني ص281.
اللغة: مسومة: معلمة. عبيد، وأزنم: قبيلتان من قبائل العرب.
المعنى: إن قلبي يحمل خوفًا كبيرًا، فلو رأيت عصفورة، لخلتها من الخيل التي أعدت لحرب عبيد وأزنم معًا.
الإعراب: لو أنها: "لو": حرف امتناع لامتناع، و"أن": حرف مشبه بالفعل، و"الهاء": ضمير متصل في حل نصب اسمها. عصفورة: خبرها مرفوع بالضمة الظاهرة. لحسبتها: "اللام": رابطة لجواب الشرط، و"حسبتها": فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بالتاء المتحركة، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع فاعل، "والهاء": ضمير متصل في محل نصب مفعول به أول. موسومة: مفعول به ثان منصوب بالفتحة الظاهرة. تدعو: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الواو للثقل. و"الفاعل": ضمير مستتر جوازًا تقديره هي. عبيدًا: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة، ونون لضرورة الشعر، لأنه ممنوع من الصرف. وأزنما: "الواو": عاطفة، "أزنما": اسم معطوف على عبيد منصوب بالفتحة الظاهرة والألف للإطلاق. والمصدر المؤول من "أن" ومعموليها فاعل لفعل محذوف.
وجملة "لحسبتها": جواب شرط غير جازم لا محل لها. وجملة "تدعو": في محل نصب صفة. وجملة "لو ثبت كونها عصفورة لحسبتها" بحسب الواو. وجملة "ثبت كونها عصفورة": جملة الشرط لا محل لها.
والشاهد فيه قوله: "لو أنها عصفورة" فقد جاء خبر إن اسمًا جامدًا "عصفورة".

ج / 3 ص -291-        ورد المصنف قول هؤلاء بأنه قد جاء اسمًا مشتقًا كقوله "من الرجز":
1118-

لَوْ أنَّ حَيَّا مُدْرِك الْفَلاَحِ                              أدْرَكَهُ مُلاَعِبُ الْرِّمَاحِ

وقوله "من الطويل":
1119-

وَلَوْ أنَّ مَا أبْقِيْتِ مِنَّي مُعَلَّقٌ                        بِعُوْدِ ثُمَامٍ مَا تَأوَّدَ عُوْدُهَا


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1118- التخريج: الرجز للبيد بن ربيعة في ديوانه ص333؛ وجمهرة اللغة ص555؛ وخزانة الأدب 11/ 304؛ والدرر 2/ 181؛ وشرح شواهد المغني 2/ 663؛ ولسان العرب 1/ 741 "لعب"؛ والمقاصد النحوية 4/ 466؛ ولبنت عامر بن مالك في الحماسة الشجرية 1/ 329؛ وبلا نسبة في الجنى الداني ص282؛ وهمع الهوامع 1/ 138.
اللغة: الفلاح: النجاح: ملاعب الرماح: هو عم الشاعر.
المعنى: لو أن إنسانًا ناجحًا في هذه الدنيا قد أثبت بها وجوده لفاز عليه عمي الشجاع المقدام الملقب بملاعب الأسنة.
الإعراب: لو أن: "لو": حرف امتناع لامتناع "أن" حرف مشبه بالفعل. حيًا: اسمها منصوب بالفتحة الظاهرة. مدرك: خبرها مرفوع بالضمة الظاهرة، وهو مضاف. الفلاح: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.
 أدركه "أدرك": فعل ماض مبني على الفتحة الظاهرة، و"الهاء": ضمير متصل في محل نصب مفعول به. ملاعب: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة، وهو مضاف. الرماح: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.
وجملة "أدركه": جواب شرط غير جازم لا محل لها. والمصدر المؤول من أن وما بعدها فاعل لفعل محذوف والتقدير: "لو ثبت إدراك حي الفلاح أدركه ملاعب الرماح" وهذا التركيب الشرطي ابتداء لا محل لها. وجملة "ثبت إدراك": لا محل لها لأنها جملة الشرط غير الظرفي.
والشاهد فيه قوله: "لو أن حيًا مدرك الفلاح". وقد جاء الخبر في الجملة وهو "مدرك" اسمًا مشقًا "اسم فاعل".
1119- التخريج: البيت لابن الدمينة في سمط اللآلي ص181؛ ولم أقع عليه في ديوانه؛ وللراعي النميري في الأشباه والنظائر 5/ 259؛ ولم أقع عليه في ديوانه؛ وبلا نسبة في خزانة الأدب 11/ 369؛ ورصف المباني ص290؛ ولسان العرب 12/ 81 "ثمم".
اللغة: الثمام: نوع من النبات يحشى به. التأود: الاعوجاج.
المعنى: يصف الشاعر هزاله من شدة ولهه بمحبوبته فيقول: إنها لم تبق منه شيئًا وإنه لو علق بعود الثمام الضعيف لما اعوج.
الإعراب: ولو: "الواو": بحسب ما قبلها، "لو": حرف شرط غير جازم. أن: حرف مشبه بالفعل.
ما: اسم موصول في محل نصب اسم "أن". أبقيت: فعل ماض، و"التاء": ضمير في محل رفع فاعل.
مني: جار ومجرور متعلقان بـ"أبقى". معلق: خبر "أن" مرفوع. بعود: جار ومجرور متعلقان بـ"معلق"، =

 

ج / 3 ص -292-        وقوله: "من الطويل":
1120-

وَلَوْ أنَّ حَيَّا فَائِتُ الْمَوْتِ فَاتَهُ                  أخُو الحَرْبِ فَوْقَ الْقَارِحِ الْعَدَوَانِ

711-

"وإنْ مُضارعٌ تَلاهَا صُرِفَا                  إلى المُضيِّ نحو لو يَفِي كفَى"

أي: لو وفى كفى، ومنه قوله "من الكامل":
1121-

"رهبان مدين والذين عهدتهم                      يبكون من حذر الذاب قعودا"

لَوْ يَسْمَعُوْنَ كَمَا سَمِعْتُ حَدِيثَهَا                   خَرّوا لِعَزَّةَ رُكَّعًا وسُجُوْدَا


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= وهو مضاف. ثمام: مضاف إليه مجرور. ما: نافية. تأود: فعل ماض. عودها: فاعل مرفوع بالضمة، وهو مضاف، و"ها": ضمير في محل جر بالإضافة. والمصدر المؤول من "أن" ومعموليها فاعل لفعل محذوف.
وجملة: "ثبت بقائي" جملة الشرط غير الظرفي لا محل لها. وجملة "أبقيت": صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة "ما تأود عودها": جواب "لو" لا محل لها من الإعراب. وجملة "لو ثبت بقائي ما تأود". بحسب ما قبلها.
الشاهد: قوله: "لو أن ما أبقيت مني معلق" حيث وقع خبر "أن" اسمًا مشتقًا "اسم مفعول".
1120- التخريج: البيت لصخر بن عمرو السلمي في المقاصد النحوية 4/ 459؛ وبلا نسبة في تذكرة النحاة ص73؛ وجمهرة اللغة ص1237؛ ولسان العرب 15/ 31 "عدا".
اللغة: القارح: المهر في سنته الخامسة. العدوان: الشديد العدو.
الإعراب: ولو: "الواو": بحسب ما قبلها، و"لو": شرطية غير جازمة. أن: حرف مشبه بالفعل.
حيًا: اسم "إن" منصوب. فائت: خبر "أن" مرفوع، وهو مضاف. الموت: مضاف إليه مجرور. فاته: فعل ماض، و"الهاء": ضمير في محل نصب مفعول به. أخو: فاعل مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف. الحرب: مضاف إليه مجرور. فوق: ظرف مكان متعلق بمحذوف حال من "أخو"، وهو مضاف. القارح: مضاف إليه مجرور. العدوان: نعت "القارح". والمصدر المؤول من "أن" ومعموليها فاعل لفعل محذوف.
وجملة "لو ثبت فوت حيي فاته أخو الحرب": بحسب ما قبلها: وجملة "ثبت فوت حيي" جملة الشرط غير الظرفي لا محل لها. وجملة "فاته...": جواب "لو" لا محل لها من الإعراب.
الشاهد: قوله: "لو أن حيا فائت" حيث وقع خبر "أن" اسمًا مشتقًا، وهذا جائز.
1121- التخريج: البيتان لكثير عزة في ديوانه ص441؛ والمقاصد النحوية 4/ 460؛ والبيت الثاني مع نسبته في الخصائص 1/ 27؛ ولسان العرب 12/ 23 "كلم"؛ وبلا نسبة في الجنى الداني ص283.
اللغة: مدين: اسم مدينة. عهدتهم:عرفتهم. القعود: التبتل. خروا: سقطوا وخضعوا. =

 

ج / 3 ص -293-        وهذا في الامتناعية، وأما التي بمعنى "إن" فقد تقدم أنها تصرف الماضي إلى المستقبل، وإذا وقع بعدها مضارع فهو مستقبل المعنى.
تنبيهان: الأول لغلبة دخول "لو" على الماضي لم تجزم، ولو أريد بها معنى "إن" الشرطية، وزعم بعضهم أن الجزم بها مطرد على لغة، وأجازه جماعة في الشعر منهم ابن الشجري كقوله "من الرمل":

وَلَوْ يَشَأْ طَارَ بِهَا ذُو مَيْعَةٍ                    "لاحق الآطال نهد ذو خصل1"

وقوله "من البسيط":

تَامَتْ فُؤَادَكَ لَوْ يَحْزُنْكَ مَا صَنَعَتْ             إحْدَى نِسَاءِ بَنِي ذُهْلِ بنِ شَيْبَانَا2


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= المعنى: يقول: لقد عرفت رهبان مدين المتبتلين يبكون خوفًا من العذاب، ضارعين إلى الله ليرفع عنهم هذا الخوف. فلو أتيح لهم أن يعرفوا عزة كما عرفتها أو يسمعوا كلامها كما سمعته لخضعوا لجمالها وركعوا مهابة لها.
الإعراب: "رهبان": مبتدأ مرفوع، وهو مضاف. "مدين": مضاف إليه. "والذين": الواو حرف عطف، "الذين": اسم موصول معطوف على "رهبان". "عهدتهم": فعل ماض. والتاء ضمير في محل رفع فاعل، و"هم": ضمير في محل نصب مفعول به. "يبكون": فعل مضارع مرفوع، والواو ضمير في محل رفع فاعل. "من حذر": جار ومجرور متعلقان بـ"يبكون"، وهو مضاف. "العذاب": مضاف إليه. "قعودًا": حال. "لو": حرف شرط غير جازم. "يسمعون": فعل مضارع مرفوع، والواو ضمير في محل رفع فاعل.
 "كما": الكاف اسم بمعنى "مثل" مبني في محل نصب مفعول مطلق، و"ما": مصدرية. "سمعت": فعل ماض، والتاء ضمير في محل رفع فاعل. والمصدر المؤول من "ما" وما بعدها في محل جر بالإضافة. "حديثها": مفعول به، وهو مضاف، و"ها": ضمير في محل جر بالإضافة. "خروا":" فعل ماض، والواو ضمير في محل رفع فاعل، والألف فارقة، وهو جواب الشرط. "لعزة": جار ومجرور متعلقان بـ"خروا". "ركعًا": حال منصوب. "وسجودًا": الواو حرف عطف، "سجودا": معطوف على "ركعا" منصوب.
وجملة: "رهبان مدين..." ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "عهدتهم": صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة: "يبكون" في محل نصب حال. وجملة فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر المبتدأ "رهبان". وجملة: "خروا" لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط غير جازم. وجملة "سمعت" صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب.
الشاهد: قوله: "لو يسمعون... خروا" حيث دخلت "لو" على فعل مضارع، فأول بالماضي، والتقدير: "لو سمعوا خروا".
1 تقدم بالرقم 1075.
2 تقدم بالرقم 1076.

 

ج / 3 ص -294-        وخرج على أن ضمة الإعراب سكنت تخفيفًا كقراءة أبي عمرو: {يَنْصُرْكُمْ}1، و{يُشْعِرُكُمْ}2، و{يَأْمُرُكُمْ}3، والأول على لغة من يقول "شا يشا" بالألف، ثم أبدلت همزة ساكنة كما قيل: "العألم" و"الخأتم".
الثاني: جواب "لو" إما ماض معنى، نحو: "لو لم يخف الله لم يعصه"، أو وضعا وهو إما مثبت فاقترانه باللام نحو:
{لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا}4 أكثر من تركها نحو: {لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا}5، وإما منفي بما فالأمر بالعكس نحو: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ}6، ونحو قوله "من الوافر":
1122-

وَلَوْ نُعْطَى الْخِيَارَ لَمَا افْتَرَقْنَا                         وَلَكِنْ لاَ خِيْارَ مَعَ الْليَالِي

وأما قوله عليه الصَّلاة والسَّلام فيما أخرجه البخاري: "لو كان لي مثل أحُد ذهبًا ما يسرني أن لا يمر عليّ ثلاث وعندي منه شيء"، فهو على حذف "كان" أي: ما كان يسرني.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 التوبة : 14.
2 الأنعام: 109.
3 البقرة: 67 وغيرها.
4 الواقعة: 65.
5 الواقعة: 70.
6 الأنعام: 112.
1122-  التخريج: البيت بلا نسبة  في أوضح المسالك 4/ 231؛ وخزانة الأدب 4/ 145، 10/ 82؛ والدرر 5/ 101؛ وشرح التصريح 2/ 260؛ وشرح شواهد المغني 2/ 665؛ ومغني اللبيب 1/ 271 ؛ وهمع الهوامع 2/ 66.
المعنى: يقول: لو كان الأمر بإرادتنا لما افترقنا أبدًا، ولكن الأمر مرهون إلى الليالي التي تتحكم بمصيرنا، وتسيرنا كما تريد لا كما نختار نحن.
الإعراب: "ولو": الواو بحسب ما قبلها، و"لو": شرطية غير جازمة. "نعطي": فعل مضارع للمجهول مرفوع، ونائب فاعله ضمير مستتر تقديره: "نحن". "الخيار": مفعول به ثان منصوب. "لما": اللام واقعة في جواب الشرط، و"ما": حرف نفي. "افترقنا": فعل ماض، و"نا": ضمير في محل رفع فاعل. و"لكن": الواو حرف عطف، "لكن": حرف استدراك. "لا": نافية للجنس. "خيار": اسم "لا" مبني في محل نصب. "مع": ظرف متعلق بمحذوف خبر "لا"، وهو مضاف. "الليالي": مضاف إليه مجرور.
وجملة: "لو نعطى..." الشرطية بحسب ما قبلها. وجملة "افترقنا" جواب شرط غير جازم لا محل لها من الإعراب. وجملة: "لا خيار..." استئنافية لا محل لها من الإعراب.
الشاهد: قوله: "لما افترقنا" حيث ورد جواب "لو" فعلًا ماضيًا منفيًا بـ"ما" ومقترنا باللام، وهذا قليل. والكثير في مثل هذه الحال أن يكون الجواب غير مقترن باللام.

 

ج / 3 ص -295-        قيل: وقد تجاب لو بجملة اسمية، نحو: {وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ}1، وقيل الجملة مستأنفة أو جواب لقسم مقدر، ولو في الوجهين للتمني فلا جواب لها.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 البقرة: 103.