شرح التصريح على التوضيح أو التصريح بمضمون التوضيح في
النحو باب الاستغاثة:
وهي نداء من يخلص من شدة أو يعين على مشقة.
"إذا استغيث اسم منادى وجب كون الحرف" الذي ينادى به المستغيث "يا"
لأنها حروف النداء. "و" وجب "كونها مذكورة"، لأن الغرض من ذكرها إطالة
الصوت، كما تقدم، والحذف مناف لذلك. "وغلب" في المنادى المستغاث "جره
بلام واجبة الفتح" لأنه واقع موقع المضمر ولام الجر تفتح معه، وإلى ذلك
أشار الناظم بقوله:
598-
إذا استغيث اسم منادى خفضا ... باللام مفتوحًا.................
"كقول عمر -رضي الله عنه: "يا لله" للمسلمين"1، "وقول الشاعر": [من
الخفيف]
717-
يا لقومي ويا لأمثال قومي ... لأناس عتوهم في ازدياد
"إلا إن كان" المستغاث ياء المتكلم نحو: يا لي، أو"معطوفًا" على مستغاث
"ولم تعد معه "يا" فتكسر" اللام، نحو يا لزيد ولعمرو للمسلمين، وعليه
البيت السابق، وإلى ذلك أشار الناظم بقوله:
599-
وافتح مع المعطوف إن كررت يا ... وفي سوى ذلك بالكسر ائتيا
__________
1 شرح قطر الندى ص218، والأصول 1/ 352.
717- البيت بلا نسبة في أوضح المسالك 4/ 46، وشرح ابن الناظم ص417،
وشرح الأشموني 2/ 462، وشرح قطر الندى ص218، وشرح الكافية الشافية 3/
1335، وشرح المرادي 4/ 17، والمقاصد النحوية 4/ 256.
(2/243)
"ولام المستغاث له مكسورة دائمًا" على
الأصل "كقوله"، وهو عمر -رضي الله عنه: "يا لله للمسلمين" بكسر لام
"للمسلمين". "وكقول الشاعر": [من البسيط]
718-
يبكيك ناء بعيد الدار مغترب ... يا للكهول وللشبان للعجب
بكسر لام العجب، إلا أن يكون المستغاث له ضميرا غير ياء المتكلم فتفتح
لامه نحو: يا لزيد لك، أو: له.
ويجوز أن يكون المستغاث به وله ضميرين، تقول: يا لك لي، تستغيث المخاطب
لنفسك. قاله في النهاية. "ويجوز أنلا يبتدأ المستغاث باللام، فالأكثر
حينئذ أن يختم بالألف" عوضًا من اللام، ومن ثم لا يجتمعان، وإليه أشار
الناظم بقوله:
600-
ولام ما استغيث عاقبت ألف ... ...................................
"كقوله": [من الخفيف]
719-
يا يزيدا لآمل نيل عز ... وغنى بعد فاقة وهوان
فـ"يزيدا" مستغاث، والألف فيه عوض من اللام، "ولآمل" بكسر اللام مستغاث
له، وهو اسم فاعل "أمل" و"نيل" مصدر "نال" مفعول آمل، والعز مقابل
الهوان، والغنى مقابل الفاقة، والفاقة. الفقر، والهوان: الذل.
"وقد يخلو" المستغاث "منهما" أي من اللام والألف، فيعطى ما يستحقه لو
كان منادى غير مستغاث، كقولك: يا زيد لعمرو، و"كقوله": [من الوافر] .
720-
ألا يا قوم للعجب العجيب ... وللغفلات تعرض للأريب
فـ"ألا" حرف تنبيه واستفتاح، وقوم: مستغاث مضاف لياء المتكلم محذوفة
اجتزاء بالكسرة، وللعجب: مستغاث له، وللغفلات: عطف عليه، والأريب:
العالم بالأمور.
__________
718- البيت بلا نسبة في أوضح المسالك 4/ 47، وخزانة الأدب 2/ 154،
والدرر 1/ 393، ورصف المباني ص220، وشرح ابن الناظم ص417، وشرح
الأشموني 2/ 462، وشرح شواهد الإيضاح ص203، وشرح قطر الندى 219، وشرح
الكافية الشافية 3/ 1335، وشرح المرادي 4/ 18، ولسان العرب 12/ 560،
563، "لوم"، والمقاصد النحوية 4/ 257، والمقتضب 4/ 256، والمقرب 1/
184، وهمع الهوامع 1/ 180.
719- البيت بلا نسبة في أوضح المسالك 4/ 49، والجنى الداني ص177،
والدرر 2/ 49، وشرح ابن الناظم ص419، وشرح الأشموني 2/ 463، وشرح شواهد
المغني 2/ 491، وشرح الكافية الشافية 3/ 1337، وشرح المرادي 4/ 23،
ومغني اللبيب 2/ 371، والمقاصد النحوية 4/ 262.
720- البيت بلا نسبة في أوضح المسالك 4/ 50، وشرح ابن الناظم ص419،
وشرح الأشموني 2/ 463، وشرح قطر الندى ص221، وشرح المرادي 4/ 23،
والمقاصد النحوية 4/ 263.
(2/244)
"ويجوز نداء المتعجب منه فيعامل معاملة
المستغاث" من غير فرق. وإلى ذلك أشار الناظم بقوله:
600-
................................ ... ومثله اسم ذو تعجب ألف
وهو على قسمين: أحدهما أن يرى أمرًا عظيمًا فينادي جنسه. "كقولهم: يا
للماء ويا للدواهي، إذا تعجبوا من كثرتهما"، والثاني أن يرى أمرًا
يستعظمه فينادي من له نسبة إليه ومكنه فيه نحو: يا للعلماء، ويجوز
الاستغناء عن اللام بالألف نحو قوله: [من الرجز]
721-
يا عجبا لهذه الفليقه ... هل تذهبن القوباء الريقه
وهذا البيت لأعرابي أصابته قوباء فقيل له: اجعل عليها شيئًا من ريقك
وتعهدها بذلك فإنها ستذهب، فتعجب من ذلك، والفليقة: الداهية. وقد يخلو
المتعجب منه من اللام والألف نحو: يا عجب.
__________
721- الرجز لابن قنان في لسان العرب 1/ 693 "قوب"، والتنبيه والإيضاح
1/ 130، وبلا نسبة في إصلاح المنطق ص344، وجمهرة اللغة ص965، 1026،
1233، والجنى الداني ص177، وشرح شواهد الشافية ص399، وشرح شواهد المغني
2/ 791، وكتاب اللامات ص88، ومغني اللبيب 2/ 372، والمنصف 3/ 61،
وتهذيب اللغة 9/ 351، وتاج العروس 4/ 86، "قوب"، "فلق"، ومقاييس اللغة
5/ 37، وديوان الأدب 3/ 382.
(2/245)
|