شرح شافية ابن الحاجب ركن الدين الاستراباذي [الصحيح
والمعتل] :
قوله: "وَتَنْقَسِمُ إلى صَحيح وَمُعْتَلٍّ؛ فَالْمُعْتَلُّ: مَا فِيهِ
حَرْفُ عِلَّةٍ، وَالصَّحِيحُ بِخِلاَفِهِ؛ فَالْمُعْتَلُّ بِالْفَاءِ
مِثَالٌ، وَبِالْعَيْنِ أَجْوَفُ وذو الثلاثة1، وَبِاللاَّم مَنْقُوصٌ
وذو الأربعة، وَبِالْفَاءِ وَالْعَيْنِ أَو بِالْعَيْنِ وَاللاَّمِ
لَفِيفٌ مقرون، وبالفاء واللام لفيف مفروق".
يجوز تذكير "ينقسم" وتأنيثه"2.
أي: وينقسم البناء أو الأبنية إلى صحيح ومعتل، فالمراد "6" بالصحيح عند
التصريفيين3: ما ليس في أصوله حرف علة، أعني الواو والياء والألف
كـ"ضرب".
وإنما قال: "في أصوله" [لجواز أن يكون في غير أصوله حرف علة، نحو:
يَضْرِب وضارِب. والمراد بالمعتل: في أصوله] 4 حرف علة.
وقد يكون حرف العلة فاء، نحو: وعد ويسر. وقد يكون عينا، نحو: قال وباع،
وقد يكون عينا، نحو: قال وباع، وقد يكون لاما نحو: غزا ورَمى.
ويسمى المعتل الفاء في اصطلاح المتقدمين مثالا؛ لمماثلته الحرف الصحيح
في صحته وعدم إعلاله، كما ذكرناه، بخلاف
__________
1 في "ق": وذو زيادة. والصواب ما أثبتناه من الأصل، ق، والشافية.
2 في "ق": وفي الأصل: "وينقسم إلى صحيح ومعتل ... " إلى آخره. وفي
"هـ": "وينقسم ... " ويجوز تذكير ينقسم وتذكيره، ولعله سهو من الناسخ،
إذ يريد بالعبارة الأخيرة التذكير والتأنيث.
3 في "هـ": البصريين. والصحيح ما أثبتناه من الأصل، ق.
4 ما بين المعقوفتين ساقط برمته من "ق".
(1/197)
المعتل العين واللام. وإنما قال في اصطلاح
الأولين1 لأن المتأخرين تركوا ذلك الاصطلاح.
ويسمى المعتل العين أجوف؛ لكون حرف العلة وسطه الذي هو كالجوف، وذا
الثلاثة لكونه مع ضمير الفاعل المتحرك على ثلاثة أحرف في المتكلم
والمخاطب المذكر والمخاطب المؤنث2 نحو: قلت وبعت، بضم التاء وفتحها
وكسرها.
ويمسى المعتل اللام منقوصا لنقصان الحركة منه حالة الرفع، نحو: يعزو
ويرمي ويخشى، أو لنقصان اللام منه في الاسم [كقاص في الرفع والجر] 3
والمضارع جزما، وذا الأربعة لكونه مع ضمير الفاعل المتحرك على أربعة
أحرف في المتكلم والمخاطب المذكر والمؤنث، نحو: غزوت وشريت4 بضم التاء
وفتحها وكسرها.
ويسمى المعتل الفاء والعين نحو يَيَّتُ، أي: كتبت الياء، وكيوم ويَيَن
-اسم موضع- أو بئر5، في الاسم.
__________
1 في الأصل، ق: الاصطلاح الأول. وما أثبتناه من "هـ".
2 في "ق": والمخاطبة المؤنثة.
3 ما بين المعقوفتين إضافة من "هـ".
4 في "هـ": "رميت" موضع "شريت".
5 في القاموس المحيط "يين": 4/ 279: "يَيَنُ -محركة- عين أو واد بين
ضاحك وضويحك. ونقل ياقوت عن الزمخشري أن يَيْن "هكذا ضبطت في معجم
البلدان": عين بواد يقال له حوتان، ونقل عن ابن جني أنه واد بين ضاحك
وضويحك وهما جبلان أسفل الفرش. وحكي عن غيرهما أنه موضع في بلاد خزاعة
"ينظر معجم البلدان: 8/ 533".
وفي اللسان: "قال ابن بري: ذكر ابن جني في سر الصناعة أن يين: اسم واد
بين ضاحك وضويحك؛ جبلين أسفل الفرش "بين": 6/ 4976.
(1/198)
والمعتل العين واللام نحو: طوى ولوى لفيفا
مقرونا، لالتفاف أحد حرفي العلة بالآخر واقترانه من غير فصل.
ويسمى المعتل الفاء واللام، نحو: ولى وورى لفيفا مفروقا؛ لالتفاف أحد
حرفي العلة بالآخر والتفرق بينهما.
(1/199)
[أبنية الاسم الثلاثي] :
قوله: "وللاسْمِ الثُّلاثِيِّ الْمُجَرَّدِ عَشَرَةُ أَبْنِيَةٍ1،
وَالْقِسْمَةُ تَقْتَضِي اثني عشر: سقط منها فُعِل وفِعُل2 استثقالا
وَجُعِلَ الدُئِلُ مَنْقُولاً، والحِبُكُ إن ثَبَتَ فَعَلَى تَدَاخُل
اللُّغَتَيْنِ في حَرْفَي الْكَلِمَةِ, وَهِيَ فَلْسٌ وفَرَسٌ وكَتِفٌ
وعَضُدٌ وحِبْرٌ وعِنَبٌ وإبِلٌ وقُفْلٌ وصُرَدٌ وعُنُقٌ"3، 4.
إنما ابتداء بالثلاثي؛ لأنه أكثر استعمالا لكثرة أبنيته، بخلاف أخويه؛
ولأنه أخف.
اعلم أن للاسم5 الثلاثي المجرد عن الزوائد عشرة أبنية، لكن القسمة
العقلية تقتضي أن يكون اثني عشر؛ لأن الفاء إنما يكون مفتوحا أو مكسورا
أو مضموما، ولا يمكن أن يكون ساكنا لامتناع الابتداء بالساكن. وعلى كل
واحد من التقادير الثلاثة إما أن يكون العين مفتوحا أو مكسورا أو
مضموما أو ساكنا؛ فتكون اثني عشر حاصلة من ضرب ثلاثة في أربعة، لكن
عُدم منها بناءان وهما فُعِل وفِعُل6 لاستثقالهم الانتقال من الضمة إلى
الكسرة ومن الكسرة إلى الضمة7
__________
1 في "ق": أمثلة. وما أثبتناه من الأصل، ق، ومتن الشافية.
2 هذه عبارة عبد القاهر نقلها ابن الحاجب عنه "ينظر المفتاح ص29, 30".
3 عبارة ابن الحاجب هذه من "ق". وفي الأصل، هـ: "وللاسم الثلاثي المجرد
عشرة أبنية".
4 ينظر في أبنية الاسم الثلاثي
المجرد: المفتاح، ص 29, 30، والمفصل 240.
5 في الأصل: الاسم.
6 قاله عبد القاهر. ينظر المفتاح، ص30.
7 ينظر المنصف: 1/ 20.
(1/200)
لكون الضمة والكسرة ثقيلتين متضادتين في
المخرج1. ولم يستثقلوا في الفعل البناء الأول نحو ضُرِب لحاجتهم إليه،
ولعروض ضم الفاء وكسر العين في الأفعال، والبناء الأول أخف من البناء
الثاني؛ لأن الانتقال من الضمة إلى الكسرة انتقال من أثقل إلى ما دونه
في الثقل، والانتقال من الكسرة إلى الضمة انتقال من ثقيل إلى ما هو
أثقل منه، بناء على أن الضمة أثقل من الكسرة. وقد أورد على البناء
الأول "دُئِل"2.
وأجيب عنه بأنه اسم قبيلة لأبي الأسود3؛ فهو علم، والأعلام لا يعول
عليها في الأبنية لجواز أن تكون منقولة كـ"ضُرِب" إذا سمّي به.
__________
1 ينظر: شرح الشافية، للرضي: 1/ 34.
2 قال ابن جني: "وليس في الكلام اسم على فُعِل -بضم الفاء وكسر العين،
إنما هو بناء يختص به الفعل المبني للمفعول نحو: ضُرِب وقُتِل- إلا في
اسم واحد وهو "دئل"، وهي دويبة، وبها سميت قبيلة أبي الأسود الدؤلي.
وإنما فتحت الهمزة في النسب لتوالي الكسرتين مع ياءي الإضافة".
"المنصف: 1/ 20".
3 أبو الأسود الدؤلي: هو ظالم بن عمر، يرتفع نسبه إلى الدئل بن بكر
وإليه ينسب. ولد بمكة ورحل إلى المدينة فروى عن عمر -رضي الله عنه-
وقرأ على عثمان وعلي -رضي الله عنهما- توفي بالبصرة سنة 69هـ وأخذ عن
يحيى بن يعمر وميمون الأقرن وعنبسة الفيل.
"راجع في ترجمته: بغية الوعاة "2/ 22، 23"، وإنباه الرواة: 1/ 16، 380،
والأنساب "233" وطبقات ابن سعد ص7".
(1/201)
ولئن سُلّم أنه اسم لدويّبة شبيهة بابن
عِرْس1 كما قاله الأصمعي2، 3 في قوله4:
2-
جاءوا بجيش لو قيسَ مُعْرَسُه ... ما كان إلا كمُعرس الدُّئِلِ5 "7"
و [والمُعْرَس: موضع نزول القوم] 6.
فلا نسلم أنه غير منقول من الفعل إلى تلك الدويبة، سلمنا ولكنه شاذ لا
يعتد به7.
__________
1 أي: اسم جنس. حكاه ابن فارس في المجمل "دأل".
2 لفظة "الأصمعي" من "ق". وفي الأصل، هـ: بعضهم. والأصمعي هو أبو سعيد
عبد الملك بن قُرَيب بن عبد الملك بن علي بن أصمع بن مظهر بن رباح،
المعروف بالأصمعي؛ كان لغويا ونحويا، وإماما في الأخبار والنوادر
والملح والغرائب وكان شديد الاحتراز في تفسير الكتاب والسنة. توفي
-رحمه الله- في صفر سنة ست عشرة، وقيل: أربع عشرة، وقيل: سبع ومائتين
بالبصرة، وقيل: بِمَرْو، والله أعلم بالصواب.
"وفيات الأعيان: 4/ 323/ طبعة السعادة بمصر عام 1367هـ".
3 ونقله عنه صاحب اللسان "دأل": 2/ 1312.
4 في قوله: ساقط من "ق".
5 البيت من المنسرح، قاله كعب بن مالك الأنصاري -رضي الله عنه- في وصف
جيش أبي سفيان الذي ورد المدينة في غزوة السويق، وأحرقوا النخيل ثم
انصرفوا. وهو في ديوان كعب "ص251"، والمنصف: 1/ 20 والمجمل: "دأل":
343، والصحاح: 4/ 1694 "دأل": 4/ 1694، وشرح الشافية للرضي 1/ 37 وشرح
الجاربردي "مجموعة الشافية: 1/ 29، وشرح شواهد الشافية للبغدادي: رقم
"5". وينظر كذلك اللسان "دأل" وأنشده شاهدا على مجيء الدئل اسم جنس،
لدويبة شبيهة بابن عِرْس.
6 ما بين المعقوفتين: إضافة من "هـ". والمُعْرَس: موضع نزول القوم آخر
الليل. والأشهر فيه: مُعَرّس. يقال عَرّس تعريسا: إذا نزل آخر الليل.
"ينظر اللسان: عرس 4/ 2880, وشرح شواهد الشافية, شاهد رقم "5".
7 الاعتراض والجواب نقلهما الجاربردي في شرحه على الشافية "ينظر مجموعة
الشافية: 1/ 29".
(1/202)
وقيل: جاء رِئم -للاست1. ووُعِلَ- لغة في
الوَعْل2.
وأجيب عنه بأنه من الأجناس المنقولة من الأفعال كـ"تُنَوِّط"3
وتُنَثِّر4 -لطائرين- ولذلك لم يعتد بهما سيبويه5.
وقد أورد على البناء الثاني الحِبُك6، بكسر الحاء وضم الباء، وهو بعيد
عن لغتهم.
وأجيب عنه بأنه من تداخل اللغتين؛ لأنه يقابل [حُبُك كعُنُق7 و] حِبِك
كإبل فالمتكلم بـ"حِبُك" بكسر الحاء وضم الباء, كأنه قصد "حِبِك" بكسر
الحاء والياء. أولا، فلما تكلم بالحاء مكسورة
__________
1 في اللسان "رأم": 3/ 1537. والرِّئْمُ: الاست "عن كراع"، حكاها
بالألف واللام، ولا نظير لها إلا الدئل، وهي دويبة، قال رؤبة:
ذلّ وأَقْعَت بالخضيض رُئِمُه
2 والوَعْل والوَعِل والوُعِل: تيس الجبل، والأخيرة نادرة. حكى ذلك
صاحب اللسان عن ابن سيده وجاء في اللسان أيضا "وعل" 6/ 4875: "قال
الليث: ولغة العرب وُعِل -بضم الواو وكسر العين- من غير أن يكون ذلك
مطردا؛ لأنه لم يجئ في كلامهم فُعِل اسما إلا دُئِل، وهو شاذ. وقال
الأزهري: وأما الوُعِل فما سمعته لغير الليث".
3 تقول: ناط الشيء ينوطه نوطا؛ أي: علقه. ونوَّط للمبالغة. و"تُنُوِّط"
أصله فعل مضارع مبدوء بتاء المضارعة؛ فهو بضم التاء وفتح النون وتشديد
الواو المكسورة. وحكى صاحب اللسان عن الأصمعي أنه سُمّي هذا الطائر
بهذا الفعل؛ لأنه يدلي خيوطا من شجرة ثم يفرخ فيها. ينظر اللسان "نوط":
6/ 4578.
4 يقال: نثّر الشيء يُنَثِّره: فرّقه.
وتُنَثِّر: أصله فعل مضارع مبدوء بتاء المضارعة؛ فهو بضم التاء وفتح
النون وتشديد الثاء المكسورة. "المحقق".
5 وذكر أنه ليس في الأسماء والصفات ما هو على هذا الوزن "ينظر الكتاب:
4/ 244".
6 ينظر المفتاح "ص30".
7 ما بين المعقوفتين إضافة من "ق"، "هـ".
(1/203)
غفل عن ذلك فقصد اللغة الأخرى وهي "حُبُك"
بضم الحاء والباء1 وهذا التداخل في كلمة لكن التداخل أكثر ما يكون من
كلمتين؛ فإنهم يقولون "قنِط يقنِط" بكسر النون في الماضي والمضارع، ولا
يجيء "يَقْنُطُ" من "قَنِط" وكذا يقولون: "قنَط يقنَط" بفتح النون
فيهما"2 [ولا يجيء يَقْنَطُ من قنَط بفتح النون] 3 بل يجيء من قنِط
-بكسر النون- يقنَط -بفتح النون- كعلِم يعلَم4، ويجيء من "قنّط" بفتح
النون "يقنِط" بكسر النون5، كضرَب يضرِب؛ فأخذ الماضي من إحدى اللغتين
والمضارع من اللغة الأخرى فقيل "قنط يقنط" بكسر النون وبفتحها فيهما6.
وهذا التداخل شائع كثير، بخلاف الأول.
وإذا سقط بناءان من اثني عشر بقي عشرة أبنية، وأشار إلى عدها بقوله:
"وهي فَعْل ... إلى آخرها".
__________
1 "الحِبُك" عدها ابن جني قراءة أبي مالك الغفاري في قوله تعالى:
{وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ} في الذاريات/ 7. وقال: "وأما الحِبُك
-بكسر الحاء وضم العين- فأحسبه سهوا، وذلك أنه ليس في كلامهم "فِعُل"
بكسر الفاء وضم العين، وهو المثال الثاني عشر متن تركيب الثلاثي، فإنه
ليس في اسم ولا فعل أصلا البتة. أو لعل الذي قرأ به تداخلت عليه
القراءتان بالكسر "الحبك" والضم "الحبك". المحتسب: 3/ 283". وأشار ابن
هشام في أوضح المسالك "3/ 303" إلى أن "الحبك" بكسر فضم، قراءة أبي
السمال.
2 وهذه اللغة حكاها صاحب اللسان عن ابن جني "ينظر اللسان: قنط 5/
3752".
3 ما بين المعقوفتين إضافة من "ق", "هـ".
4 وهذه اللغة -أعني: قَنِطَ يَقْنَط- حكاها صاحب اللسان أيضا عن ابن
جني. "ينظر اللسان: "قنط": 5/ 3752".
5 ينظر المصدر السابق.
6 في "هـ": بفتح النون أو بكسر النون فيهما.
(1/204)
فبدأ بالمفتوح الفاء، وله أربعة أبنية:
- أحدها: فَعْل -بفتح الفاء وسكون العين- ويكون اسما كفَلْس، وصفة
كصَعْب.
- وثانيها: فَعَل -بفتح الفاء والعين- ويكون اسما كفَرَس، وصفة كبَطَل.
- وثالثهما: [فَعِل] 1 -بفتح الفاء وكسر العين- ويكون اسما ككَتِف،
وصفة كحَذِر.
- ورابعهما: "فَعُل"2 -بفتح الفاء وضم العين- ويكون اسما كعَضُد3، وصفة
كطَمُع، من: طمع طمعا، فهو طَمُع وطَمِع.
وثنى بمكسور4 الفاء، وله ثلاثة أمثلة:
- أحدهما: [فِعْل] 5 بكسر الفاء وسكون العين -ويكون اسما كحِبْر، وصفة
كنِضْو- لجمل هزيل6.
__________
1 ما بين المعقوفتين إضافة من المحقق.
2 ينظر الهامش السابق.
3 العضد من الإنسان وغيره: الساعد، وهو ما بين المرفق إلى الكتف. "ينظر
اللسا: عضد 4/ 2982".
4 في الأصل: بكسر.
5 ما بين المعقوفتين إضافة من المحقق.
6 وقيل: الهزيل من جميع الدواب.
"ينظر اللسان "نضو" 6/ 4457".
(1/205)
- وثانيها: "فِعَل" بكسر الفاء وفتح العين
-ويكون اسما كعِنَب، وصفة كزِيَم-لمتفرق1 وعِدًى في: قوم عِدًى، أي:
أعداء2، ومكان سِوًى3، أي: مستو4.
- وثالثها: [فِعِل] 5 بكسر الفاء والعين -ويكون اسما كإبل وصفة كبِلِز-
للمرأة الضخمة القصيرة6.
وثلث بمضموم الفاء، وله ثلاثة أمثلة:
- أحدها: [فُعْل] 7 -بضم الفاء وسكون العين- ويكون اسما كقُفْل، وصفة
كحر.
__________
1 منزل زِيَم، أي: متفرق الأهل، قال النابغة الذبياني:
باتت ثلاثَ ليال، ثم واحدة ... بذي المجاز تراعي منزلا زِيَما
"ديوانه: ص103 "دار صادر" ضمن قصيدة طويلة، بدأها بقوله: بانت سعاد ...
".
2 حكى صاحب اللسان عن الأصمعي قوله: "يقال: هؤلاء قوم عدًى، مقصور،
يكون للأعداء وللغرباء، ولا يقال: قوم عدًى إلا أن تدخل الهاء، فتقول
عداة" "اللسان "عدا" 4/ 2848".
3 وعليها قراءة الكوفيين وابن عامر لقوله تعالى [من الآية 161:
الأنعام] : "مَكَانًا سِوَى".
4 قال سيبويه في وزن "فِعَل" "ولا نعلمه جاء صفة إلا في حرف من المعتل
يوصف به الجماع "الجمع"، وذلك قولهم قوم عدًى ولم يكسر على عِدًى واحد،
ولكنه بمنزلة السَّفْر والرَّكْب" "الكتاب 4/ 44".
5 ما بين المعقوفتين إضافة من المحقق.
6 قال أبو حيان: "فأما امرأة بِلِز فحكاه الأخفش فخفف الزاي، فأثبته
بعضهم، وحكاه سيبويه بالتشديد، فيحتمل ما حكاه الأخفش أن يكون مخففا من
المشدد". "ارتشاف الضرب: 1/ 19".
7 ما بين المعقوفتين: إضافة من المحقق.
(1/206)
- وثانيها: "فُعَل"1 -بضم الفاء وفتح
العين، ويكون اسما كصُرَد2، وصفة نحو لُكَع، يقال: رجل لُكَع، أي:
لئيم3.
- وثالثها: [فُعُل] 4 -بضم الفاء والعين، ويكون اسما كعُنُق، وصفة
كسُرُح يقال: ناقة سُرُح أي: سريعة.
__________
1 ينظر المصدر السابق.
2 الصُّرَد: نوع من الغربان، "ينظر اللسان "صرد"، 4/ 2427".
3 اللسان: لكع. 5/ 4068.
4 ما بين المعقوفتين: إضافة من المحقق.
(1/207)
[رد بعض
الأبنية إلى بعض] :
قوله: "وَقَدْ يُرَدُّ بَعْضٌ إلَى بَعْضٍ؛ ففَعِل مِمَّا ثانيه حرف
حلق كـ"فَخِذ" يجوز فيه فَخْذ وفِخْذ وفِخِذ"1.
أي: وقد يرد بعض هذه الأبنية إلى بعض، ففَعِل, بفتح الفاء وكسر العين
مما ثانيه حرف حلق كـ"فَخِذ" يرد إلى "فَعْل" بفتح الفاء وسكون العين؛
للخفة ويرد إلى "فِعْل" بكسر الفاء وسكون العين، كـ"فِخْد" بنقل كسرة
العين إلى الفاء بعد حذف حركة الفاء للتخفيف. ولم يقتصروا على سكون
الخاء لقوة كسرة الخاء؛ فأرادوا أن يبقى لها أثر فنقلوا2 حركتها "8"
إلى ما قبلها. ويرد أيضا إلى "فِعِل" بكسر الفاء والعين؛ كـ"فِخِذ"،
لكون كسرة حرف3 الحلق قوية، فناسب4 أن5 يكسر ما قبلها لقوتها. وإذا
عرفت ذلك لا يكون "فِخْذ" بكسر الفاء وسكون الخاء؛ كـ"حِبْر" لفرعية
"فِخْذ" وأصلية "حِبْر"، وكذلك الوزنان الآخران6، 7.
__________
1 في الأصل، وفي "هـ": "وقد يرد بعض إلى بعض.." إلى آخره وما أثبتناه
من "ق".
2 في "هـ": فيقولوا، والصواب ما أثبتناه من النسختين الأخريين.
3 لفظة "حرف": ساقطة من الأصل. وهي إضافة من "ق"، "هـ".
4 في "ق": فناسب. والكلمة مطموسة في "هـ".
5 في "هـ": أي، بدلا من "أن".
6 في "هـ": الأخيران.
7 قال الرضي: "وجميع هذه التفريعات في كلام بني تميم، وأما أهل الحجاز
فلا يغيرون البناء ولا يفرعون؛ ففَعِل الحلقي العين، فِعْلاً كان
كشَهِد، أو اسماً كفخِذ ورَجُل مَحِك يطرد فيه ثلاث تعريفات اطراداً لا
ينكسر، واثنان من هذه الفروع يشاركه فيهما ما ليس عنه حلقيا ... ",
"شرح الشافية: 1/ 40".
(1/208)
قوله: "وكذلك الفعل كـ: شَهِد"1.
أي: وكذلك الفعل الذي أوله مفتوح2 وثانيه حرف حلق مكسور كـ"شهد" يرد
إلى "شَهْد" بفتح الشين وسكون الهاء، وإلى "شِهْد" بكسر الشين وسكون
الهاء3، وإلى "شِهِد" بكسر الشين والهاء، لما ذكرناه في "فَخِذ".
وإنما ذكر حكم [هذا الفعل] 4 ههنا وإن لم يكن موضع ذكر أحكام الفعل
لاتحادهما في هذا الحكم.
قوله: "ونحو كَتِف يجوز فيه: كَتْف وكِتْف"5.
أي: ونحو "فَعِل" مفتوح الفاء مكسور العين، مما ليس ثانيه حرف حلق نحو:
"كَتِف" يجوز أن يرد إلى "كَتْف" بفتح الفاء وسكون العين؛ طلبا
للتخفيف، وإلى "فِعْل" بكسر الفاء وسكون العين
__________
1 في الأصل، "ق" بعد العبارة المذكورة قوله: "إلى آخره" وقد حذفناه، إذ
لا حاجة إليه ههنا؛ لأن الكلام مقتصر في هذه العبارة على الفعل "شهد"
فقط. و"كشهد" ساقط من "هـ".
2 لفظة "مفتوح": مطموس في هـ.
3 وسكون الهاء: ساقط من "ق".
4 ما بين المعقوفتين مطموس في "هـ".
5 في الأصل: "ونحو كتف ... " إلى آخره. وفي "هـ": و"نحو كتف". وما
أثبتناه من "ق".
(1/209)
بنقل حركة العين إلى الفاء بعد حذف حركة
الفاء للتخفيف والتنبيه على كسر العين في الأصل, ولا يرد إلى "كِتِف"
بكسر الفاء والعين؛ لأن كسرة التاء ليست بقوية مثل قوة كسرة حرف1
الحلق.
قوله: "ونحو عَضُد يجوز فيه عَضْد"2.
أي: ويجوز في3 نحو عَضُد بفتح الفاء وضم العين فرع واحد وهو "عَضْد"
بفتح الفاء وسكون العين، للتخفيف، ولا يجوز عِضْد، بكسر العين وسكون
الضاد4؛ لأن ضمة الضاد مرادة، فيؤدي إلى تقدير "فِعُل" بكسر الفاء وضم
العين لعروض5 سكون الضاد؛ ولأن جواز "كِتْف" بكسر الكاف6 وسكون التاء،
بنقل كسرة التاء إلى الكاف وليست على ضاد "عضد" كسرة لتنقل إلى الفاء.
ويظهر منه أنه لا يجوز "عِضِد" بكسر العين والضاد. لا يقال: ينبغي أن
يجوز في عَضُد عُضْد، بضم العين وسكون الضاد؛ لأن الضمة في "عضُد"
كالكسرة في "كتِف"؛ لأنا نقول: نعم7 يجوز
__________
1 لفظة "حرف" ساقطة من "هـ".
2 في الأصل: "ويجوز في عضد". وفي "هـ": "ونحو عضد ... " وما أثبتناه من
"ق".
3 لفظة "في" ساقطة من "هـ".
4 في "ق": بكسر الفاء وكسر العين.
5 "لعروض": ساقطة من "هـ".
6 في "هـ": الفاء.
7 لفظة "نعم" مطموسة في "هـ".
(1/210)
ذلك عند بعضهم على أنه لا يلزم ذلك1؛ لأن
الضمة أثقل من الكسرة ولا يلزم من جواز كتف بكسر الفاء وسكون العين
جواز عضد، بضم الفاء وسكون الضاد.
قوله: "ونَحوُ عُنُق يَجُوزُ فِيهِ عُنْق، وَنَحوُ إبِل وبِلِز ويجوز
فِيهِما إبْل وبِلْز، وَلاَ ثَالِثَ لَهُمَا، وَنَحْوُ قُفْل يَجُوزُ
فِيهِ قُفُل عَلَى رَأْيٍ؛ لِمَجِيءِ عَسُر ويُسُر"2.
أي: ويجوز في نحو [عُنُق: عُنْق] 3 بضم العين وسكون النون4 طلبا
للتخفيف، لاستثقال ضمة بعد ضمة.
ويجوز في نحو5 إبِل وبِلِز: إبْل وبِلْز، بكسر الفاء وسكون العين،
لاستثقال الكسرة بعد الكسرةن كاستثقال ضمة بعد ضمة في
__________
1 في اللسان "عضد": "العَضُدُ والعَضْد والعُضُد والعُضْد والعَضِد من
الإنسان وغيره: الساعد وهو ما بين المرفق إلى الكتف". حيث أشار إلى
اللغات الواردة جميعها في "عضد" والواقع أن في عبارة اللسان خلطا من
جهة أنه عرّف العضد بأنه الساعد، إذ العضد غير الساعد؛ فالعضد فوق
الساعد؛ لأن العضد ما بين المرفق إلى الكتف، والساعد ما بين المرفق إلى
الكف. ففي القاموس "عضد": 1/ 314 "والعضد ما بين المرفق إلى الكتف" وفي
اللسان "سعد" 3/ 2012: والساعد ملتقى الزندين من لدن المرفق إلى
الرسغ".
وهذا هو الصواب والمشهور.
2 العبارة من "ق". وفي الأصل: "ويجوز في عنق" وفي "هـ": "ونحو عنق".
3 ما بين المعقوفتين ساقط في "هـ".
4 في اللسان "عنق": "العُنْق والعُنُق: وصلة ما بين الرأس والجسد" وحكى
صاحب اللسان عن سيبويه قوله: "عُنْق، خف من عُنُق، والجمع فيها أعناق،
لم يجاوزوا هذا البناء.
5 لفظة "نحو" ساقط من "هـ".
(1/211)
عنق، إلا أن إسكان العين في "عنق" أفصح من
إسكانها في إبل وبِلِز1 لزيادة استثقال الضمة على استثقال الكسرة. قال:
وليس في كلام العرب فِعِل بكسر الفاء والعين إلا إبل في الأسماء2،
وبِلِز في الصفات3.
وفيه نظر؛ لأنه جاء "إبِد" للأتان الوحشية والولود من النساء4 والإِبِد
نحو: "لا أفعلُ أبَدَ الإبِدِ" حكاه ابن دريد5، وحِبِرٌ لِقَلَحِ
__________
1 لفظة "بلز" إضافة من "ق".
2 قال هذا بناء على أن سيبويه نص على أنه لا يعرف لهذا الوزن "فِعِل"
غير إبل.
"ينظر الكتاب: 4/ 244، وارتشاف الضرب: 1/ 19، وشرح الشافية للرضي: 1/
45, 46".
3 امرأة بلز -بكسرتين- ضخمة. ويقال: البِلِزُ المرأة السمينة القصيرة.
"ينظر المجمل "بلز" 135, "اللسان بلز 1/ 343" "وبلز" زادها الأخفش.
"ينظر شرح الشافية للرضي: 1/ 46".
وقال أبو حيان: "فأما امرأة بِلِز، فحكاه الأخفش مخفف الزاي، فأثبته
بعضهم، وحكاه سيبويه بالتشديد، فتحتمل ما حكاه الأخفش أن يكون مخففا من
المشدد". "ارتشاف الضَّرَب: 1/ 19".
4 حكى صاحب اللسان عن ثعلب قوله: "لم يأت من الصفات على "فِعِل" إلا
حرفان: امرأة بِلِز، وأتان إِبِد". "اللسان: بلز: 1/ 343".
5 في الجمهرة: 3/ 407. وابن دريد هو: أبو بكر محمد بن الحسن، من أكابر
علماء العربية مقدما في اللغة وأنساب العرب وأشعارهم، كان يقال عنه:
إنه أعلم الشعراء وأشعر العلماء، وكان واسع الرواية، لم ير الرواة أحفظ
منه، وكان يُقرأ عليه دواوين العرب فيسابق إلى إتمامها بالحفظ لها، وهو
أحد الذين أخذ السيرافي عنهم.
"ينظر إلى ترجمته: الفهرست: 61, 62، وإنباه الرواة: 3/ 92-100".
(1/212)
الأسنان1، وبِلِصُ لطائر2 وعِبِلُ اسم
بلد3، وجِلِخْ جِلِبْ لعبة للصبيان، وجِحِط زَجْر للغنم، وخِدِجْ.
وإِجِدْ4 زَجْر للغنم خاصة وجِحِض زَجر للكبش، وجِطِخ زجر للعَنز
وتِغِز، تِفِز حكاية الضَّحك وتِفِزْ تِفِزْ كذلك5. ودِبِس لغة في
الدِّبْس6، ووِتِد في الوتد، ومِشِط في المُشْط، وإِثِر لغة في الأَثَر
وإطِل لغة في الأَطِل7 وهو الخصر، وإِجِد لغة في أُجُد، يقال: ناقة
أُجُد؛ أي: قوية8. وأيضا أُجُد9 زجر للإبل10.
__________
1 ذكره ابن منظور في اللسان "حبر": 1/ 750. وقال الرضي: "وقال
السيرافي: الحِبِر صفرة الأسنان". "شرح الشافية: 1/ 46".
2 البِلِص: لم أجد هذا الوزن لا في اللسان ولا في القاموس وإنما هو
"بِلّص" بتشديد اللام وهو طائر. "ينظر اللسان "بلص": 1/ 344 والقاموس
"بلص": 2/ 296".
3 العِبِل: أخذها أبو حيان عنه "ينظر ارتشاف الضرب: 1/ 19" ولم أجد هذا
الوزن في اللسان والقاموس. وإنما الموجود فيهما العَبْل، والعَبَل.
4 في "هـ": إخط وإجط، زجر للإبل، وقيل: زَجْر للغنم "ينظر المجمل: 4/
344/ إجط".
5 جِلِخ جِلِب، جِحِظ، جِدِج، إخد، جِحِض، جِطِخ، تِغِز تِغِز، وتِفِز
تِِفِز، هذه الألفاظ بأوزانها هذه لم ترد في اللسان أو القاموس، ونقلها
ركن الدين عن ابن القطاع في كتاب الأبنية: 2/ 65.
6 الدِّبْس: عصارة الرطب. "أساس البلاغة: دبس: 182".
7 وهذه اللغة "إطل" حكاها ابن دريد في الجمهرة "3/ 407"، ونقلها صاحب
اللسان في "1/ 93" وهذه اللغات أعني: دِبِس، وِتِد، ومِشِط، وإِثِر،
وإِطِل ذكرها أبو حيان في ارتشاف الضرب "1/ 19".
8 حكاه ابن فارس في المجمل "أجد": 88.
9 إجد: ساقطة من "ق".
10 حكاه ابن فارس في المجمل "إجد": 88.
(1/213)
ويجوز في نحو "قُفْل" بإسكان العين "قُفُل"
بضم العين "9" عند بعضهم1 والأكثرون على عدم جوازه2. واستدل المجوزون
ذلك بقولهم: عُسُر ويُسُر [في عُسْر ويُسْر] 3. وليس "عُسُر ويُسُر"
هما الأصل "وليس"4 عُسْر ويُسْر5 بسكون العين فرعين عن "عُسُر ويُسُر"
بضم العين؛ لأنه لو كان "عُسُر ويُسُر" هما الأصل لكانا هما الأكثر
كـ"عُنُق" بضم العين وسكونه6 ولما لم يكن "عُسُر ويُسُر" هما7 الأصل دل
على أنهما فرعا8 "عُسْر ويُسْر" بسكون العين فظهر أن مثل "قُفْل" يجوز
فيه "قُفُل" بضم الفاء والعين. وفيه نظر لجواز أن لا يكون أحدهما فرعا
للآخر، بل كل واحد منهما أصل إلا أن أحدهما أكثر استعمالا9.
__________
1 جاء في شرح الشافية، للرضي: 1/ 46،: "يحكى عن الأخفش أن كلَّ "فُعْل"
في الكلام فتثقيله جائز إلا ما كان صفة أو معتل العين كـ"حُمُر وسُوق"؛
فإنهما لا يثقلان إلا في ضرورة الشعر, وكذا قال عيسى بن عمر: إن كلَّ
"فُعْل" كان فمن العرب من يخففه ومنهم من يثقله، نحو: عُسُر ويُسُر.
2 وذلك لأن فيه عدولا من الأخف إلى الأثقل. قاله نقره كار، في شرح
الشافية "ينظر مجموعة الشافية: 2/ 17".
3 ما بين المعقوفتين إضافة من "ق"، "هـ".
4 "وليس": إضافة من المحقق يتطلبها السياق.
5 في "هـ": ويسر وعسر.
6 العبارة التي وضعت بين قوسين فيها شيء من الغموض، لركاكتها. وهو يريد
أن يقول: عُسُر ويُسُر بضم السين فرعان على عُسْر ويُسْر بسكونها؛
لأنهما بسكون السين أكثر استعمالا منهما بضمه. والأكثر استعمالا أولى
بالأصالة "المحقق".
7 "هما": إضافة من "ق"، "هـ".
8 "فرعا": من "ق": وفي الأصل، هـ: "فرع".
9 وهذا الاعتراض نقله نقره كار "ت 800 هـ تقريبا" عن ركن الدين. "ينظر
مجموعة الشافية: 2/ 17".
(1/214)
[أبنية الرباعي
المجرد] :
قوله: "وللرباعي المجرد1 خمسة: جَعْفَر وزِبْرِج وبُرْثُن، ودِرْهَم
وقِمَطْر وَزَادَ الأَخْفَشُ2 نَحْوَ جُخْدَب، وَأَما جُنَدِل وعُلَبِط
فَتَوَالي الحَرَكَاتِ حَمَلَهُمَا عَلَى بَابِ جَنادِل وعُلابِط"3.
اعلم أن للرباعي خمسة أبنية بالاستقراء:
- أحدهما4: فَعْلَل بفتح الفاء وسكون وفتح اللام نحو "جعفر" للنهر
الصغير -في الأسماء- "وسَلْهَب" للطويل5 في الصفات6.
- والثاني: فِعْلِل بكسر الفاء واللام وسكون العين نحو "زِبْرِج" في
الأسماء للسحاب الرقيق، وللذهب، ولزينة السلاح والوشي. ذكره في المجمل7
ودِفْنِس8 للحمقاء من النساء، في الصفات.
__________
1 لفظة "المجرد": إضافة من "ق".
2 ينظر ترجمته في: "طبقات النحويين واللغويين، للزبيدي: 72-74 ومراتب
النحويين: 68, 69، أخبار النحويين البصريين 50, 51، ومعجم الأدباء: 11/
224-230.
3 العبارة من "ق". وفي الأصل: "وللرباعي خمسة ... إلى آخره". وفي "هـ":
"وللرباعي خمسة".
4 في الأصل: أحدهما، خطأ.
5 في "ق": لطويل.
6 وذكر سيبويه أنه لا يعلم هذا المثال جاء وصفا "الكتاب 4/ 277".
7 ينظر: "زبرج": 452.
8 وقيل: الرعناء البلهاء. وقيل الأحمق البذيء. "ينظر اللسان: دفنس". 2/
1399.
(1/215)
- والثالث: فُعْلُل -بضم الفاء واللام
وسكون العين- نحو: بُرْثُن لمخلب الأسد1 في الأسماء، وجُرْشُع للطويل2
في الصفات.
- والرابع: فِعْلَل -بكسر الفاء وسكون العين وفتح اللام- نحو: درهم في
الأسماء وهِبْلَع للأكول3، في الصفات4.
- والخامس: فِعَلّ5 -بكسر الفاء وفتح العين وسكون اللام- نحو: قِمَطْر،
في الأسماء لوعاء السكر، ولما يصان فيه الكتب، وللتشديد ومنه:
{عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا} 6.
- ذكر الأخير في المجمل7.
__________
1 وقيل: البُرْثُن للأسد كالإصبع للإنسان. وحكى صاحب اللسان عن أبي زيد
قوله: "البُرْثُن مثل الإصبع والمخلب ظفر البرثن قال امرؤ القيس:
وترى الضبِّ خفيفا ماهرا ... رافعا بُرْثُنَهُ ما ينعِفَر"
اللسان: برثن 1/ 243. والمشهور والمعروف في شعر امرئ القيس "ثانيا
برئنه" ينظر ديوانه: 105 "دار صادر".
2 والجُرْشُع: العظيم الصدر. قاله في اللسان "جرشع. 1/ 599".
3 وقيل: الهِبْلَعُ اللئيم. وقيل: الكلب السلوقي "ينظر اللسان هبلع":
6/ 4608.
4 حكاه ابن دريد في الجمهرة "3/ 368".
5 النسخ الثلاث: فِعَلْل. والصحيح ما أثبتناه.
6 سورة الإنسان: من الآية "10".
7 مادة "قمطر": 3/ 763 وهذا المعنى في المنصف: 4/ 3. وقيل: القِمَطْر:
الجمل القوي السريع. وقيل: الجمل الضخم القوي. قال حميد بن ثور
"ديوانه: ص15".
قِمَطْر بَلُوح الوَدْع تحت لبانه ... إذا أرْزَمَت من تحته الريحُ
أرْزَما
(1/216)
وسِبَطْر للطويل الممتد1، في الصفات.
وزاد الأخفش سادسا هو فُعْلَل2 -بضم الفاء وسكون العين وفتح اللام
الأولى-نحو: جُخْدَب- لنوع من الجراد وللجمل3 الضخم، وقيل لدابة
كالحِرباء4. فإنه يرويه بفتح الدال. وسيبويه لا يرويه إلا بضمها5 وكذا
يروي الفراء6 في: بُرْقَع وطُحْلَب وجُؤْذَر بفتح الثالث7 فيها، وإن
كان الأجود فيها "عند الفراء"8 ضمها9.
__________
1 الطويل الممتد من "هـ". وفي الأصل، ق: لطويل ممتد.
2 قاله عبد القاهر في المفتاح "ص33" وذكر أن الذي حكاه الأخفش من هذا
الوزن جُنْدَب: وفي شرح التصريف "2/ 356" "وزاد الأخفش والكوفيون هذا
الوزن". وذكره سيبويه أيضا ومثل له من الأسماء بـ"عُنْدَد وسُرْدَد
وعُنْبَب، ومن الصفات بـ"قُعْدَد ودخلل "ينظر الكتاب: 4/ 277". وينظر
ما بين البصريين والكوفيين من خلاف حول هذا الباب في المنصف "1/
24-28". وذكر أبو علي الفارسي هذا البناء ومثل له بلفظة واحدة وهي
بُرْقَع. "التكملة 229".
3 في الأصل: والجمل، وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
4 وقيل: الجُخْدَب: الضخم الغليظ من الرجال والجمال. "ينظر اللسان
"جخدب": 1/ 555".
5 ينظر الكتاب: 2/ 94.
6 ينظر ترجمة الفراء في: طبقات النحويين واللغويين: 131-133. ومراتب
النحويين: 139، ومعجم الأدباء: 7/ 276، والشذرات 2/ 19.
7 في الأصل "اللام" وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
8 "عند الفراء": إضافة من "هـ".
9 هذه اللغة حكاها ابن منظور في "اللسان "برقع": 1/ 264, 265.
(1/217)
ويدل على صحة المثال السادس وجهان: أحدهما:
رواية الأخفش والفراء، وهما ثقة والثاني: أنه جاء عُنْدَد، قال أبو
زيد1: ما لي عنه عُنْدَد وعُنْدُد، أي: بُدّ2. والدال الثانية فيه3
للإلحاق، بدليل فك الإدغام؛ فلو لم يكن للإلحاق لقيل عُنَدّ4. وإذا كان
للإلحاق علمنا أن هذا المثال موجود في الراباعي ليلحق به؛ لأن الإلحاق
يستدعي مثالا يلحق به5.
وأما نحو جُنَدِل6، وعُلَبِط للضخم7، وهُدَبِد -للبن الخاثر8- فلا يعتد
به، لكونه نادرا وللعلم -بالاسقراء9 في10 كلامهم- بأنه لا يجتمع أربع
حركات متواليات11 في كلمة واحدة؛ فتوالي الحركات الأربع المتوالية
حملهم على أن حكموا فيها بأنها محذوفات من "جَنادِل
__________
1 هو أبو زيد سعيد بن أوس بن ثابت بن العتيك بن حرام بن محمود بن رفاعة
بن بشر بن الضيف بن الأحمر بن القيطوم بن عارم بن ثعلبة بن حارثة
الأنصاري: نحوي لغوي بصري. له كتب كثيرة ونوادر في اللغة مشهورة. توفي
"215هـ" خمس عشرة ومائتين عن أربع وتسعين سنة. "ينظر ترجمته في: طبقات
النحويين واللغويين: 165, 166".
2 حكاه ابن فارس في المجمل "عند": 633.
3 في "هـ": منه.
4 في الأصل: عندد. وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
5 في الأصل: ليلتحق. وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
6 الجندل: الجنادل. وقيل: المكان الغليظ فيه حجارة. "اللسان: جندل 1/
699".
7 وقيل: العُلَبِط القطيع من الغنم "اللسان: علبط: 4/ 3064, 3065".
8 وقيل: الهُدَبِد: الصمغ الذي يسيل من الشجر أسود "السابق: هدبد" 6/
4630.
9 في "ق": باستقراء. وكذا في "هـ".
10 لفظة "في" ساقطة من "هـ".
11 في "هـ": متوالية.
(1/218)
وعُلابِط1 وهُدابِد". ولا يمكن أن يقال:
جخدَب -بفتح الدال- محذوف من جُخادب لسكون الخاء من جُخْدب، ولو كان
محذوفا منه لقيل: جخَدب، يفتح الخاء.
اعلم أن القسمة تقتضي أن يكون للرباعي ثمانية وأربعون2 مثالا؛ لأن
الفاء لا تحتمل إلا الحركات الثلاث، والعين تحتمل الحركات الثلاث
والسكون. ومضروب الثلاثة في الأربعة اثنا عشرة "10" واللام الأولى
تحتمل الحركات الثلاث والسكون ومضروب الاثني عشر في الأربعة ثمانية
وأربعون3، إلا أنه يمتنع منها ثلاثة4 أمثلة. فتح الفاء مع سكون العين
واللام، وضمها مع سكونها، وكسرها مع سكونهما والبواقي منها غير الخمس5
أو الست غير مستعمل، لاستثقال الرباعي وللاستغناء بغيرها6 عنها.
__________
1 قال ابن دريد: "علابط: الضخم العريض المنكبين". "الجمهرة: 3/ 393".
2 في الأصل: وأربعين، خطأ. والصواب ما أثبتناه من ق، هـ.
3 في الأصل: وأربعين، خطأ، والصواب ما أثبتناه من ق، هـ.
4 في الأصل: ثلاث. وما أثبتناه من ق، هـ.
5 في "ق": "و".
6 في الأصل: بغيرهما. والصواب ما أثبتناه من "ق"، "هـ".
(1/219)
[أبنية الخماسي]
:
قوله: "وللخماسي أربعة: سَفَرْجَل وقِرْطَعْب وجَحْمَرِش وقُذَعْمِل،
وللمزيد فيه أبنية كثيرة، ولم يجئ في الخماسي إلا عَضْرَفُرط
وخُزَعْبِيل وقِرْطَبُوس وقَبَعْثَرَى وخَنْدَرِبس، على الأكثر"1.
اعلم أن للخماسي أربعة أمثلة:
- "أحدهما"2: فَعَلّل -بفتح الفاء والعين وسكون اللام الأولى وفتح
اللام الثانية- نحو "سفرجل" في الأسماء، و" هَمَرْجَل" لواسع الخطو، في
الصفات3.
- والثاني: فِعْلَلّ4 -بكسر الفاء وسكون العين وفتح اللام الأولى وسكون
اللام الثانية نحو: قِرْطَعْب، للخرقة- في
__________
1 في الأصل: "وللخماسي أربعة ... " إلى آخره. وفي "هـ": "وللخماسي".
والعبارة من "ق".
2 أحدها: إضافة من "ق"، "هـ".
3 في "ق": وهَمَرْجَل في الصفات: وهو واسع الخطو. وقيل: الهَمَرْجَل:
الجمل الضخم. حكاه صاحب اللسان عن ابن الأعرابي "ينظر: همرجل 6/ 4698".
وقال ابن دريد في الجمهرة "3/ 369": "الهمرجل: الخفيف السريع من كل
شيء.
4 في النسخ الثلاث: فعللل: والصحيح ما أثبتناه.
(1/220)
المجمل1، أو لشيء حقير2، في الأسماء،
وجِرْدَحْل للإبل: الضخم3 في الصفات.
- والثالث: فَعْلَلِل -بفتح الفاء وسكون العين وفتح اللام الأولى وكسر
اللام الثانية- نحو قَهْبَلِس، للأفعوان العظيم والرجل المسن4
وجَحْمَرِش، للمرأة المسنة، وللأفعى العظيمة5 وقال أبو العباس6: لا
يكون فَعْلَلِل إلا صفة7. وجعل بعضهم القَهْبَلِس من الأسماء8. ولم
أعرف معناه
__________
1 مادة "قرطعب": 5/ 763.
2 ينظر اللسان "قرطعب": 5/ 3593.
3 وفي اللسان "جِرْدَحْل" 1/ 590: "وذكر عن المازني أن الجِرْدَحْل
الوادي، قال ابن سيده: ولست منه على ثقة".
4 وقيل: القَهْبَلِس: الضخمة من النساء. "ينظر اللسان، "قهبلس" 5/
3763".
5 وقيل: الجحمرش من النساء: الثقيلة السمجة: وقيل: الأرنب الضخمة "ينظر
اللسان "جحمرش": 1/ 553, 554".
6 أي: المبرد. راجع ترجمته في: طبقات النحويين واللغويين: 101-110.
7 جاء في المقتضب: 1/ 68، عن هذا البناء الخماسي، ما نصه: "ويكون على
"فَعْلَلِل" نعتا. وذلك قولهم: عجوز جحمرش، وكلب نَخْوَرِش". ولم ينفرد
المبرد بهذا القول، وإنما تبع سيبويه؛ لأن سيبويه يقول في كتابه "4/
302" -عن أبنية الخماسي: "ويكون على مثال "فَعْلَلِل" في الصفة،
وقالوا: قهبلس وجحمرش وصهصلق. ولا نعلمه جاء اسما".
8 وهو أبو عثمان المازني، إذ ذكر في تصريفه أن أوزان الخماسي المجرد
الخمسة تكون أسماء وصفات. وقال ابن جني في شرحه عن بناء "فَعْلَلِل":
"وفعللل: ذكر أبو عثمان أنه يكون اسما وصفة؛ لأنه قال قبيل: وتكون هذه
الخمسة أسماء وصفات، وذكر أبو العباس أنه إنما جاء هذا المثال في النعت
نحو "جحمرش ونخورش". ونخورش ليس عندي من بنات الخمسة؛ لأن فيه واوا،
والواو لا تكون أصلا في ذوات الخمسة: ومثل "جحمرش" عندي "صهصلق وقهبلس
وقنفرش". المنصف: 1/ 30, 31.
(1/221)
بمعنى1 الاسم.
- والرابع: فُعَلِّل -بضم الفاء، وفتح2 العين وسكون اللام الأولى وكسر
اللام الثانية- نحو: "قُذَعْمِل" في الأسماء ولشيء يقال: "ما له
قُذَعْمِل"، أي: ليس له شيء، وقيل: لضخم من الإبل3، و"خُبَعْثِن"
للشديد، في الصفات4.
وقد ذكر ابن السراج5 مثالا خامسا وهو: "هُنَدْلِع" لبقلة6. وفيه نظر؛
__________
1 في "هـ": بحسب.
2 لفظة "فتح" ساقطة من "هـ".
3 وهذا ما ذكره صاحب اللسان "قذعمل". وهذا يعني أن "قُذَعْمِل" تكون
اسما وتكون صفة كذلك. وذكر سيبويه أن القذعمل صفة، القذعملة اسم
"الكتاب: 4/ 302 ولكن المبرد عده صفة لا غير "المقتضب: 1/ 68". وذكر
ابن جني أنها تكون اسما وتكون صفة "المنصف: 1/ 31، 3/ 5".
4 ذكر ذلك سيبويه في الكتاب "4/ 302" والمبرد في المقتضب "1/ 68"، وابن
جني في المنصف "ا/ 31" وينظر كذلك اللسان "خبعثن" 2/ 1095.
5 ابن السراج: هو أبو بكر محمد بن السَّري السراج: نحوي بصري وأديب
شاعر، له كتب في النحو مفيدة، منها: كتاب أصول النحو، وكتاب في مختصر
النحو اختصر فيه أصول العربية وجمع مقاييسها. توفي سنة 316هـ. "هذه
الترجمة منقولة من: طبقات النحويين واللغويين: 112 - بتصرف".
6 قال ابن السراج في الأصول "3/ 186": "وأما هُنْدَلِع فلم يذكره
سيبويه". وقالوا هي بقلة. "ينظر التكملة للفارسي: 230، والمنصف 1/ 31".
وقد حكى عبد القاهر بناء آخر وهو "فُعَلَّل" مثل هُمَيْسَع "المفتاح:
34".
(1/222)
لاحتمال أن يكون رباعيا ونونه زائدة ووزنه
فُنْعَلِل1.
اعلم أن القسمة تقتضي أن يكون للخماسي مائة واثنان وتسعون مثالا؛ لأن
الفاء لا تحتمل إلا الحركات الثلاث، لامتناع الابتداء بالساكن والعين
تحتمل الحركات الثلاث والسكون، ومضروب الثلاثة في الأربعة اثنا عشر،
واللام الأولى تحتمل الحركات الثلاث والسكون، ومضروب الاثنى عشر في
الأربعة ثمانية وأربعون، واللام الثانية تحتمل الحركات الثلاث والسكون،
ومضروب الثمانية والأربعين في الأربعة مائة واثنان وتسعون2. إلا أن
بعضها ممتنع وبعضها غير مستعمل إلا الأربعة المذكورة.
اعلم أن للثلاثي3 والرباعي المزيد فيهما أمثلة كثيرة تعرف4 في باب
زيادة الحروف وللخماسي المزيد خمسة أبنية لا أكثر5،
__________
1 ينظر شرح الرضي على الشافية: 1/ 49.
2 وقال الرضي: "وكان حقُّ أبنية الخماسي أن تكون مائةً واحد وسبعين،
وذلك بأن تضرب أربع حالات اللام الثمانية في الثمانية والأربعين
المذكورة -أي: عدد أبنية الرباعي- فيكون مائة واثنين وتسعين، يسقط منها
أحد وعشرون؛ وذلك لأنه يسقط بامتناع سكون العين واللام الأولى فقط تسع
حالات الفاء واللام الثانية وتسقط بامتناع اللام الأولى والثانية فقط,
تسع حالات الفاء والعين وتسقط بامتناع سكون العين واللامين معاً ثلاث
حالات الفاء يبقى مائة وواحد وسبعون بناء" "شرح الشافية: 1/ 47, 48".
3 في الأصل، هـ: الثلاثي.
4 في "ق"، "هـ": يعرف.
5 في "ق"، "هـ": على أكثر.
(1/223)
وهي: عَضْرَفُرط -لذكر العِظاء1 في
المجمل2، وقال ابن جني في غريب تصريف المازني إنه: "العِظاية الضخمة
العريضة3, وخُزَعْبِيل للباطل4، وقَرْطَبُوس للداهية5، أو ناقة شديدة
أو عظيمة6، وقَبَعْثَرَى7 لفصيل مهزول وقيل لجمل ضخم8, وخَنْدَرِيس9
للخمر القديمة10.
__________
1 في "هـ" زيادة، لعلها شرح من الناسخ، هو: "والعظاء ممدود جمع عظاة
وعظاية وهي دويبة أكبر من الوزغة".
2 قال ابن فارس "ت 395 هـ" العضرفرط: ذكر العظاة "الجمل: عضرفوط: 678.
وقال ابن دريد "ت 321 هـ": "عضرفوط ذكر العظاء "الجمهرة: 3/ 407" وحكى
ذلك ابن جني "ت 392هـ" في أحد قوليه "ينظر المنصف: 3/ 12".
3 المنصف: 3/ 12. وفي "هـ": العظيمة" بدلا من "العريضة". وهي متفقة مع
واحدة من نسخ المنصف الخطية، هي النسخة المحفوظة في معهد إحياء
المخطوطات العربية بالقاهرة برقم "12" صرف.
4 قاله من اللسان خزعبل 2/ 1150، ومثل به سيبويه "الكتاب 4/ 303".
5 في الأصل، هـ: لداهية.
6 جاء في اللسان "قرطبس 5/ 3592" القَرْطَبُوس: الداهية، بفتح القاف.
والقرطبوس، بكسرها: الناقة العظيمة الشديدة, مثل بهما سيبويه وفسرها
السيرافي". ا. هـ. وقد مثل بهما سيبويه في الكتاب "4/ 303".
7 وقد مثل به سيبويه في الكتاب: 2/ 303.
8 قال ابن جني في المنصف: "3/ 12": "قَبَعْثَرى: جمل غليظ شديد. أخبرني
ابن مقسم عن ثعلب، قال: القبعثرى: الجمل الضخم، والأنثى
القَبَعْثَراة".
9 مثل به سيبويه في كتابه "2/ 303".
10 قاله صاحب اللسان "خندريس: 2/ 1273". وقال ابن دريد في الجمهرة "3/
401": خندريس اسم من أسماء الخمر وأظنة معربا.
(1/224)
وإنما قال "على الأكثر" لأن أكثر الناس على
أن النون أصلية؛ فوزنه فَعْلَلِيل1 وذهب الأقلون إلى أن النون زائدة؛
فوزنه فَنْعَلِيل؛ فعلى هذا يكون رباعيا لا خماسيا. والحق هو الأول؛
لأن الحرف إذا تردد بين أصلي وزائد فالأصل أن يكون أصليا2.
وقد عورض بأنه إذا ترددت الكلمة بين وزن -إذا فرض الحرف3 المحتمل
للزيادة أصليا- وبين وزن آخر -إذا فرض ذلك الحرف فيه4 زائدا- ولم يكن
مثال ذينك الوزنين5 "11" في أبنيتهم كان جعل ذلك الحرف زائدا أولى من
جعله أصليا6.
وأجيب عنه: أما أولا: فبأنا لا نسلم أن جعله زائدا أولى على إطلاقه
حينئذ، بل أولى فيما يكون أمثلة المزيد فيه كثيرة كما في الثلاثي
والرباعي، لا فيما يكون أمثلة المزيد فيه قليلة، كما في الخماسي7.
__________
1 وهو مذهب سيبويه وجمهور البصريين "ينظر الكتاب: 4/ 303".
2 وهذا تعليل البصريين. "ينظر شرح نقره كار على الشافية، ضمن مجموعة
الشافية: 2/ 19".
3 الحرف من "هـ". وفي الأصل، ق: الوزن.
4 "فيه": ساقطة من "ق".
5 في "ق": الوزن، ولعله سهو من الناسخ رحمه الله.
6 وهذا الاعتراض أورده الرضي أيضا في شرحه على الشافية "ينظر: 1/ 50".
7 وهذا الجواب ذكره الرضي أيضا. "ينظر: شرح الشافية: 1/ 50" ثم أورد
اعتراضا على المصنف، حيث قال: "ولو قال المصنف بدل "خندريس": "برقعيد"
لا ستراح من قوله "على الأكثر"؛ لأنه "فَعْلَلِيل" بلا خلاف، إذ ليس
فيه من حروف "اليوم تنساه" شيء غير الياء، ويمكن أن يكون إنما لم يذكره
لما قيل إنه أعجمي، ولو ذكر غلطميسا وجعفليقا لم يرد شيء؛ لأن حرف
الزيادة غير غالب زيادته في موضعه فيهما". "المصدر السابق: 1/ 50, 51".
(1/225)
وأما ثانيا فبأنه قد ثبت عَضْرَفُوط. وليس
بين عَضْرَفُوط وخَنْدَرِس فرق إلا بالواو والباء وهما أخوان، فكما أن
الضاد أصل في عضرفوط كذلك النون أصل في خَنْدَرِيس.
(1/226)
[أحوال الأبنية] :
قوله: "وأحوال الأبنية قد تكون للحاجة؛ كالماضي والمضارع وَالأَْمْرِ
وَاسْمِ الفاعل وَاسْمِ الْمَفْعُولِ وَالصِّفَةِ المُشَبَّهَةِ
وَأَفْعَلِ التَّفْضِيلِ وَالْمَصْدَرِ وَاسْمَيِ الزَّمَانِ
وَالْمَكَانِ وَالآلَةِ وَالْمُصَغَّرِ وَالْمَنْسُوبِ وَالْجَمْعِ
وَالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ وَالابْتِدَاءِ وَالْوَقْفِ، وقدْ تَكُونُ
لِلتَّوَسُّع كَالْمقْصُورِ وَالْمَمْدُودِ وذِي الزِّيَادَةِ، وَقَدْ
تَكُونُ لِلْمُجَانَسَةِ كَالإِْمَالَةِ، وَقَدْ تَكُونُ
لِلاسْتِثْقَالِ كتخفيف الهمزة والإعلال والإبدال والإدغام والحذف"1.
اعلم أن وضع الأبنية المختلفة وأحوال الأبنية إما لمسّ الحاجة إليه أو2
لا لمس الحاجة إليه؛ فإن كان الأول، أي: لمس الحاجة إليه3 فأما وضع
الأبنية فكوضع4 الماضي والمضارع ... إلى قوله "والآلة" من المصادر،
ووضع المصغَّر من المكبَّر والمنسوب من المنسوب إليه، والجمع من
المفرد. عرف الانحصار فيما ذكره بالاستقراء.
وأما وضع أحوال الأبنية فكوضع أحوال
التقاء الساكنين والوقف والابتداء؛ فإن الحاجة ماسة لوضع الأبنية
والأحوال5 المذكورتين.
__________
1 في الأصل: "وأحوال الأبنية قد تكون للحاجة ... " إلى آخره. وفي "هـ":
"وأحوال الأبنية..". وما ذكرناه من "ق".
2 في "هـ": "وإما" بدلا من "أو".
3 إليه: إضافة من "هـ".
4 في الأصل "كوضع". وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
5 في "هـ": وأحوال.
(1/227)
وإن كان الثاني، وهو أن يكون وضع الأبنية
وأحوالها لا1 لمس الحاجة إليه فالغرض منه إما2 التوسع في اللغة للوزن
أو للروي3 أو التجنيس أو للمطابقة4، أو غيرها كالمقصور والممدود وذي
الزيادة، أو لا لذلك بل للمجانسة، كالإمالة، أو لا لهما، بل
لِلاسْتِثْقَالِ؛ كَتَخْفِيفِ الْهَمْزَةِ وَالإِْعْلاَلِ
وَالإِْبْدَالِ وَالإِْدْغَامِ وَالْحَذْفِ, علم ذلك بالاستقراء.
وإنما قال: "أحوال الأبنية" ليتناول الأبنية وأحوالها، على ما مر في
تعريف التصريف. وقد عرفت ما فيه ثمة5.
وإنما كان هذا القول منه إشارة إلى حصر أبواب التصريف فيما ذكره،
وتسمية الأبنية وأحوالها التي يبحث في التصريف عنها بتلك الأبواب. [ثم
يأتي] 6 المصنف بتلك الأبواب على الترتيب الذي ذكره ههنا7.
ولقائل أن يقول: جميع الأبنية والأحوال التي ذكرها تمس الحاجة
__________
1 في "هـ": "ما" بدلا من "لا".
2 لفظة "أما": ساقطة من "هـ".
3 في "ق"، "هـ": "أو الروي".
4 في "ق"، "هـ": "أو المطابقة".
5 في "هـ": "ثم".
6 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
7 لفظة "ههنا" ساقطة من "هـ".
(1/228)
إلى وضعها، وإلا كان وضعها عبثا، وحينئذ لا
يجوز قسمتها إلى ما تمس الحاجة إليه وإلى ما لا تمس الحاجة إليه، إلا
أن مس الحاجة إلى البعض أكثر من البعض1؛ لأن2 الحاجة تنتهي3 إلى
الضرورة والوجوب في البعض دون البعض4، 5.
__________
1 في "ق"، "هـ": "بعض".
2 في "هـ": "أو أن" بدلا من "لأن".
3 في "هـ": "نتبين".
4 في "هـ": "بعض".
5 قال الرضي: "وفي جملة المقصور والممدود وذي الزيادة من باب التوسع
مطلقاً نظر؛ لأن القصر والمد إنما صير إليهما في بعض المواضع بإعلال
اقتضاه الاستثقال, كاسم المفعول المعتل اللام من غير الثلاثي المجرد،
واسمي الزمان والمكان، والمصدر مما قياسه مَفْعَل ومُفْعَل، وسائر ما
ذكره في المقصور، وكالمصادر المعتلة اللام من أفعل وفاعل وافتعل؛
كالإعطاء والرماء والاشتراء وسائر ما نذكره في الممدود، وربما صير
إليهما للحاجة كمؤنث أفعل التفضيل، ومؤنث أفعل الصفة. وكذا ذو الزيادة:
قد تكون زيادته للحاجة، كما في زيادات اسم فاعل واسم المفعول ومصادر ذي
الزيادة ونحو ذلك، وكزيادات الإلحاق، وقد يكون بعضهما للتوسع في الكلام
كما في سعيد وحمار وعصفور وكُنابِيل ونحو ذلك. ويجوز أن يقال في زيادة
الإلحاق: إنها للتوسع في اللغة، حتى لو احتيج إلى أنه لا بد لكل زائد
من معنى، ولا دليل على ما ادعى".
"شرح الشافية: 1/ 66, 67".
(1/229)
[أبنية الماضي
المجرد الثلاثي] :
قوله: [الماضي للثلاثي المجرد ثلاثة أبنية: فَعَل وفَعِل وفَعُل
"نَحْوَ: ضَرَبَهُ وَقَتَلَهُ وَجَلَسَ وَقَعَدَ وشرِبه ووَمِقَه
وفَرِح ووَثِقَ وكَرُمَ1] .
وإنما كان للماضي الثلاثي المجرد ثلاثة أمثلة؛ لأن أول الماضي لا يكون
إلا مفتوحا لامتناع الابتداء بالساكن واستثقال الضمة والكسرة عليه. ولا
يشكل ببناء المفعول على ضم الفاء؛ لأنه للفرق بين بناء الفاعل وبناء
المفعول. ولم يعكس الأمر؛ لأن بناء الفاعل أكثر من بناء المفعول؛ ولأن
بناء الفاعل سابق على بناء المفعول، فابتدئ بالأخف. ولا يشكل بـ"شِهِد"
بكسر الشين؛ لأنه ليس بأصل بل فرع "شَهِد" بفتح الشين وكسر الهاء. كما
مر.
والحرف الثاني منه لا يكون إلا متحركا؛ لاستلزام سكونه اختلاط الأبنية
والتقاء الساكنين عند اتصال الضمير المرفوع البارز المتحرك بالفعل
وحركاته لا تزيد على ثلاثة؛ فتكون2 أبنية الماضي الثلاثي3 المجرد
ثلاثة، مضروبة واحد في ثلاثة؛ ففَعَل بفتح العين نحو: قتله وضربه وقعد
وجلس "12".
__________
1 ما بين المعقوفتين من متن الشافية من "ق". وفي "هـ" جاءت عبارة ابن
الحاجب مبتورة، هكذا: "الماضي: للثلاثي..".
2 في "هـ": ويكون.
3 في "هـ": الثلاثي.
(1/230)
وإنما أورد له1 أمثلة أربعة ليعلم أن
مضارعة قد يكون "على وزن"2: يفعُل ويفعَل بضم العين وكسرها.
وعلى كل واحد من التقديرين يكون متعديا ويكون لازما، لا3 يقال من مضارع
فعَل يفعَل بفتح العين فيهما4، وكان من الواجب أن يذكر "وهَب" أيضا
لأنا نمنع ذلك؛ لأن مضارعه بالحقيقة ليس "يفعَل" بفتح العين، بل بكسرها
على ما يجيء.
والأولى أن يذكر مثالا واحدا؛ لأنه ليس في بيان وجوه مضارعه ولا تعديه
وعدم تعدبه.
وفَعِل -بكسر العين- نحو: شرِبه وومِقه -إذا أحبه5- وفرِح ووثِق. وإنما
أورد له أيضا أربعة أمثلة ليعلم أن مضارعه يكون على "يفعَل ويفعِل"
بفتح العين وكسرها. وعلى كل واحد من التقديرين يكون متعديا ولازما.
والأولى أن يذكر مثالا واحدا، لما ذكرناه6 [وفعُل -بضم العين- نحو:
كرُم] 7.
__________
1 له: ساقطة من "هـ".
2 في "هـ: بوزن.
3 لفظه "لا" ساقطة من "هـ".
4 "فيهما" ساقطة من "هـ".
5 في "هـ": إذا أحب.
6 في "ق": لما ذكرنا.
7 ما بين المعقوفتين إضافة من "ق".
(1/231)
[أبنية الماضي
الثلاثي المزيد فيه] :
قوله: "وللمزيد فيه خمسة وعشرون: ملحق بـ"دَحْرَجَ" نَحْوُ: شَمْلَلَ
وحَوْقَل وبَيْطَرَ وجَهْوَرَ وقَلْنَسَ وقَلْسَى، وملحق
بـ"تَدَحْرَجَ" نَحْوُ: تَجَلْبَبَ وتَجَوْرَبَ وتَشَيْطَنَ
وتَرَهْوَكَ وتَمَسْكَنَ وتَغافَل وتَكلَّمَ وملحق بـ"احْرَنْجَمَ"
نَحْوَ: اقْعَنْسَسَ واسْلَنْقَى وَغَيْرَ مُلْحَقٍ، نَحْوٍ أخْرَج
وجَرّب وقاتَل وانطَلَق واقْتَدَر واستخْرَج واشْهابّ واشْهَبّ
واغْدَوْدَنَ واعْلَوّطَ واستكانَ، قيل افْتَعَلَ -مِنَ السّكُونِ-
فَالْمَدُّ شَاذٌّ، وَقِيلَ: اسْتَفْعَلَ -مِن كانَ- فَالْمَدُّ
قياسي"1.
أي: وللثلاثي المزيد فيه خمسة وعشرون بناء، خمسة عشر منها للإلحاق،
وعشرة منها لغير الإلحاق، والتي للإلحاق فهي إما ملحقة بالرباعي غير
المزيد فيه2. أو ملحقة بالرباعي المزيد فيه. والملحقة بالرباعي غير
المزيد فيه3 ستة، وهي: شَمْلَلَ وحَوْقَلَ وبَيْطَرَ4 وجَهْوَرَ
وقَلْنَسَ وقَلْسَى؛ فإنها ملحقة بـ"دَحْرَجَ"؛ من: شَمِل وحَقِل إذا
يبس، وقَدُم، وبطر -إذا شق- ومنه5 البيطار، وجهر -إذا
__________
1 عبارة ابن الحاجب من "ق"، وفي الأصل جاءت هكذا: "وللمزيد فيه خمسة
وعشرون ... " إلى آخره. وفي "هـ": "وللمزيد فيه ... ".
2 في الأصل، هـ: الغير مزيد. وما أثبتناه هو الأصح، وهو من "ق".
3 في الأصل، ق: الغير المزيد. وما أثبتناه من "هـ".
4 بيطر الدابة: شق حافرها ليعالجها وينظر المعجم الوسيط "بيطر": 82.
5 في الأصل، هـ: ومنها.
(1/232)
أعلن بالشيء -وقَلْنَسَ- إذا لبس
القَلَنْسُوَة1.
يقال: شمللت الرجل: إذا ألبسته شَمْلَة2، وشَمْلَل: إذا أسرع.
وحَوْقَل الشيخ: إذا كَبِرَ وعجز، وقيل: إذا اعتمد بيديه على خصره عند
مشيه3، وجَهْوَرَ بمعنى: جَهَر في كلامه4. ويقال: قلنسته قلنسة،
وقلسيته قلساة، إذا ألبسته القَلَنْسُوَة5.
اعلم أنه قيل: جاء من الملحق بالرباعي أوزان كثيرة غير ما ذكرها6 وهي
"فَأْعَل" نحو "تَأْبَل القِدْرُ" بمعنى: تَبَّلَها7، و"فَنْعَل" نحو
"سَنْبَل الزرع" بمعنى: أسبل8، و"فَتْعَل" نحو "فَتَْرَصَ الشيء"
__________
1 وقَلْنَسَ الشيء: غطاه وستره. وقَلْسَى الرجل: ألبسه القلنسوة
"اللسان قلنس: 5/ 3730".
2 هذا ما حكاه ابن جني، في شرح غريب تصريف المازني "ينظر المنصف: 3/
130". وقيل: شَمْلَل النخلة، أي: لفط ما عليها من الرطب. حكاه صاحب
اللسان عن أبي سعيد السيرافي: ينظر اللسان "شمل: 4/ 2333".
3 ذكره في اللسان "حقل": 2/ 947. وفي المعجم الوسيط: حوقل فلان، قال:
لا حول ولا قوة إلا بالله. "حوقل": 215.
4 ينظر المعجم الوسيط: "جهر": 148.
5 والأخيرة -أعني: قلسى- حكاها صاحب اللسان عن السيرافي "ينظر اللسان:
قلس "5/ 3720".
6 في "هـ": غير ما ذكرناها.
7 يقال: تأبلت القدر -بالهمز-: وضعت فيه التابل، وهو أبزار الطعام.
وأصله: تابلت بدون همز على وزن: فاعلت، فلما أبدلت الهمزة عن ألف أصبح
وزنه: فاعلت. وهذا الوزن حكاه ابن جني عن بعض العرب، وقال إنه مما همز
من الألفات التي لا حظ لها في الهمز. "ينظر: سر صناعة الإعراب: 1/ 102،
وينظر كذلك اللسان "تبل" 1/ 411".
8 أي: خرج سنبله. "ينظر اللسان "سبل": 3/ 1930".
(1/233)
بمعنى: فَرَصَه، أي: قَطَعَه1 و"يَفْعَل"
نحو "يَرْنَأَ رأسه"2، أي: خضَّه باليُرَنَّاء، أي: بالحناء3،
و"نَفْعَل" نحو "نَخْرَبَ الشجرة" "أي"4: ثقبها5. و"يَفْعَلَ" نحو:
يَرْفَل [في مشيه] 6 "أي"7 تبختر -من الرَّفْل8- و"هَفْعَل" نحو
"هَلْقَمَ الشيء" بمعنى: لَقَمَه9، و"فَعْيَلَ" نحو: عَذْيَطَ10،
و"فَعمَلَ" نحو "جَلْمَطَ رأسه" بمعنى: جَلَطَه؛ أي: حلقه11،
و"فَعْلَمَ" نحو: غَلْصَمَه؛ بمعنى:
__________
1 ينظر اللسان "فترص": 5/ 3341.
2 رأسه: موضعها بياض في "هـ".
3 في "ق"، "هـ": الحناء "وينتظر في معنى "يرنأ" اللسان" يرنأ": 6/
4956.
4 لفظة "أي" إضافة من "ق".
5 نَخْرَب: في اللسن ذكره مرتين؛ الأولى في "خرب" على أنه ثلاثي،
والنون زائدة في أوله، فيكون وزنه "نفعل" كما ذكرها ركن الدين ههنا.
"ينظر اللسان: 2/ 1122" والثانية في "نَخْرب" الرباعي، ووزنه: فَعْلَل،
وأشار إلى أن ابن جني جعله ثلاثيا مزيدا بالنون "المصدر السابق: 6/
4376".
6 ما بين المعقوفتين. ساقط من "هـ".
7 لفظة "أي" إضافة من "ق".
8 ينظر اللسان "رفل": 3/ 1696".
9 ركن الدين عد "هَلْقَمَ" ثلاثيا مزيدا بالهاء، ولكن صاحب اللسان عده
رباعيا وذكره في "هلقم" فقط دون "لقم": ينظر 6/ 4686.
10 ذكره صاحب اللسان. وقال: "العُذْيُوط والعِذْبَوْط الذي أتى أهله
وقد أبدى، أي: سَلَح وأكسل". "مادة: عذط: 4/ 2860".
11 جلط: ذكره في اللسان في "جلمط" وعده رباعيا أصلي الميم. ثم قال:
"وقال الجوهري: الميم زائدة. والله أعلم". "ينظر اللسان": 1/ 667
و"ينظر الصحاح "جلط": 3/ 1618".
(1/234)
غَلَصَه؛ أي: قطع غَلْصَمَتَه1.
والملحقة بالرباعي المزيد فيه إما ملحقة بـ"تدحرج"، وإما ملحقة
بـ"احْرَنْجَمَ"2 والملحقة بـ"تدحرج" سبعة، وهي: "تَجَلْبَبَ" إذا لبس
الجلباب، و"تَجَوْرَب" إذا لبس الجَوْرَب3، و"تَشَيْطَنض" و"تَرَهْوكَ"
إذا تَمَوَّجَ4 في مشيه5، و"تَمَسْكَن" و"تَغافَل" و"تَكَلَّم"؛ من:
جلب وجرب6 وشطن ورهك وسكن وغفل وكلم.
اعلم أنه قيل في جعله "تَغافَل" و"تَكَلَّم" ملحقا بـ"تدحرج" نظر؛ لأن
الألف لا تكون للإلحاق إلا7 بدلا من الباء في الطرف؛ كما في
"اسْلَنْقَى"، وإذا كان كذلك لم يكن "تَفاعَل" ملحقا بـ"تَفَعْلَل"8
وكذا "تفعل" لا يكون ملحقا بـ[تَدَحْرَج] 9 لأن "تَفَعَّل" مطاوع
__________
1 وقيل الغلصمة: أصل اللسان، ذكره صاحب اللسان وعد الميم أصلية "وينظر
اللسان "غلصم": 5/ 3281" وقال الجوهري: "الغلصمة: رأس الحلقوم، وهو
الموضع النّاتئ في الحلق. وغلصمه، أي: قطع غلصمته. "الصحاح "غلصم" 5/
1997".
2 يقال: احْرَنْجَم القومُ، ازدحموا. واحْرَنْجَمَت الإبل: اجتمعت
وبركت "ينظر: المنصف 3/ 12، وينظر اللسان كذلك "حرجم" 2/ 824".
3 في "ق"، "هـ": جورب.
4 في "هـ": تمرج. تحريف.
5 قاله ابن فارس في المجمل "رهك": 403 وينظر كذلك في معنى ترهوك اللسان
"رهك": 3/ 1756.
6 في "ق"، "هـ": جورب، والصواب ما أثبتناه من الأصل.
7 في "هـ": ولا.
8 في "هـ": بتدحرج.
9 ما بين المعقوفتين إضافة من "ق"، "هـ".
(1/235)
"فعَّل"، و"فعَّل"غير ملحق بـ"دحرج" لعدم
مساواته له في المصدر فكذا مطاوعه1.
والملحقة بـ"احْرَنْجَم": اقْعَنْسَسَ واسْلَنْقَى؛ [يقال: اقْعَنْسَسَ
إذا اجتمع أو تأخر. قال أبو عمرو2: سألت الأصمعي: ما الإقْعَنْساس3؟
فقال: هكذا؛ فقدّم بطنه وأخَّرَ صدرَه4] ،5، من قَعَسَ الرجل بمعنى:
اقْعَنْسَسَ6. ويقال اسْلَنْقَى، إذا نام على قفاه؛ من "13":
__________
1 وأيضا اعترض الرضي على جعل المصنف تفاعل وتفعل ملحقا بـ تدحرج "ينظر
شرح الشافية: 1/ 69".
2 هو أبو عمرو الشيباني، إسحاق بن مرار: عالم جليل القدر، بل إنه كان
من أعلم الناس باللغة وأحفظهم وأكثرهم أخذا عن ثقات العرب، ذكره
الزبيدي في الطبقة الثانية من طبقات اللغويين الكوفيين. وهو من أهل
الريادة بالكوفة. قيل إنه توفي سنة 205هـ، وقيل: 206، وقيل: 210، وقيل:
213، وقيل: 216، على خلاف في ذلك. ومن آثاره الجليلة: كتاب الجيم،
وكتاب النوادر "ينظر في ترجمته: مراتب النحويين: 91, 92، وطبقات
النحويين واللغويين 194, 195.
4 العبارة التي بين المعقوفتين نقلها ركن الدين بنصها عن ابن جني في
المنصف "3/ 12" دون إشارة إلى ذلك. واختلاف النسخ في لفظه "الإقعنساس"
والتي أشرنا إليه في حاشية "1" يقابله أيضا اختلاف فيها بين نسخ المنصف
الخطية، فالنسخة الخطية المحفوظة في معهد إحياء المخطوطات العربية
بجامعة الدول العربية بالقاهرة "برقم 12 صرف" فيها "ما الإقعنساس" مثل
النسخة الأصلية ههنا. وفي النسختين المحفوظتين -من المنصف- في دار
الكتب المصرية بالقاهرة "برقمي 6141هـ, 2 صرف ش": ما الأقعس, مثل ما في
"ق"، "هـ" ههنا.
5 وفي كتاب خلق الإنسان للأصمعي ص211: القَعَس دخول الظهر وخروج البطن.
6 وقيل: اقعنس البعير وغيره: امتنع ولم يَتْبَع. "اللسان "قعس".
(1/236)
سلقيتُه: إذا رميته على قفاه1.
يقال: احْرَنْجَمَ الإبل، إذا اجتمع بعضهما إلى بعض2.
والأبنية العشرة التي لغير الإلحاق: أخْرَجَ وَجَرَّبَ وَقَاتَل
وانْطَلَقَ وَاقْتَدَرَ وَاسْتَخْرَجَ وَاشْهَابَّ الفرس واشهَبَّ، إذا
ارتفع على رجليه، واغْدَوْدَنَ الشعر، إذا طال واسترضى3، واعْلَوَّطَ
البعير؛ إذا تعلق بعنقه قلادة، وقيل: "اعلوَّطَ4 البعير، إذا ركبه
عريانا -هذا قول أبي عبيدة5 وقال الأصمعي: إذا اعتنقه"6.
ويعلم منه أن الموازن للرباعي غير7 المزيد فيه والرباعي المزيد
__________
1 هذا كلام ابن جني في شرحه على تصريف المازني. "ينظر المنصف: 3/ 14".
2 قاله ابن جني في المنصف: 3/ 14، وينظر كذلك: المجمل "حرجم" 368
واللسان "حرجم": 2/ 824.
3 المنصف: 3/ 13.
4 في "ق": واعلوّد.
5 هو أبو عبيدة معمر بن المثنى التيمي. وكان من أجمع الناس للعلم.
وأعلمهم بأيام العرب وأخبارها. وأكثر الناس رواية. وله مصنفات كثيرة،
عده الزبيدي في الطبقة الرابعة من طبقات اللغويين البصريين وقد توفي
سنة عشر ومائتين "210هـ" عن أربع وتسعين سنة رحمه الله رحمة واسعة.
"ينظر ترجمته في: طبقات النحويين واللغويين: 175-178".
6 وقال ابن جني في تصريف المازني: "يقال: اعلوَّط المهر: إذا ركبه
عريا، هذا قول أبي عبيدة. وقال الأصمعي: اعتنقه، قال الراجز:
اعلوَّطا عمرا ليُشْبِياه ... في كل شيء ويُدَرْبِياه
"المنصف: 3/ 13". ويقال: اعلَّط فلان رأسه: ركب رأسه وتقحم على الأمور
بغير رَوِيّة. واعلوّط الجمل الناقة: ركب عنقها وتقحم من فوقها. ينظر
اللسان: علط/ 3070: 4.
7 في النسخ الثلاث: الغير. والأصح ما أثبتناه.
(1/237)
فيه قد يكون للإلحاق وقد يكون لغير
الإلحاق، فإن "شَمْلَل" وما بعده موازن لـ"دَحْرَج" وملحق به، وأن
"تَجَلْبَبَ" وما بعده موازن لتدحرج وملحق به، وأن اقْعَنْسَسَ
واسْلَنْقَى موازن لـ"احْرَنْجَمَ" وملحق به، وأن أخرجّ وجرَّب وقاتل
موزان لـ"دحرج"1وغير ملحق به، وأن استخرج موزان لـ"احرنجم" وغير ملحق
به.
إنما حكمنا على بعض الموازن للرباعي بأنه ملحق به، وعلى بعض بأنه غير
ملحق به؛ لأن من شرط الإلحاق اتحاد المصدرين؛ ففي صورة حكمنا فيها
بالإلحاق وجد هذا الشرط وفي صورة حكمنا فيها بعدم الإلحاق لم يوجد هذا
الشرط.
وأما "استكان" فقال بعضهم إنه من السكون، على وزن "افْتَعَل"؛ فمد
الكاف حينئذ شاذ؛ لأنه حينئذ يكون "استكن" على وزن "افتعل"2.
وقال بعضهم: إنه من "كان" على وزن "استفعل"؛ أصله: استكون؛ فنقلت حركة
الواو إلى الكاف وقلبت الواو ألفا، فمد الكاف قياس3، 4.
__________
1 الواو ساقطة من "ق".
2 ويرى صاحب هذا الرأي أن فتحة الكاف قد مدت بالألف، كما يمدون الضمة
بالواو، والكسرة بالياء. واحتج بقوله "فأنظور" أي: فأنظر. وبـ"شِيمال"
في موضع: الشمال.
3 وهو رأي أبي علي الفارسي، حكاه عنه صاحب اللسان حكاية عن ابن
الأنباري "ينظر اللسان: كين: 5/ 3970". وقولهم: استكان الرجل خضع وذل.
ومنه قوله تعالى: {فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ} [المؤمنون: 76]
وقوله تعالى: {فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا} [آل عمران: 146] .
4 و"استكان": ذكرها صاحب اللسان مرتين، الأولى في "سكن: 3/ 2056".
والثانية في "كين: 5/ 3970".
(1/238)
اعلم أن أصول الأبنية أربعة، ثلاثة ثلاثية
وهي: فعَل وفعِل وفعُل، وواحد رباعي وهو فَعْلَلَ، نحو: دحرج.
والثلاثية أصل لاثني عشر بناء، وهي: أَفْعَلَ وفَعَلَ وفَاعَل
وتَفَعّلَ وتَفاعَل وافْتَعَل وانْفَعَل واسْتَفَعَل وافْعَلَّ نحو:
احْمَرَّ، وافعالَّ نحو: احْمارَّ وافْعَوْعَل نحو: اغْدَوْدَنَ،
وافْعَوَّلَ، نحو: اعْلَوَّطَ1.
والرباعي أصل لثلاثة أبنية:
أحدها: تَفَعْلَلَ، نحو: "تَدَحْرَجَ"؛ أصله "دحرج" زيدت فيه التاء.
وثانيها: افْعَنْلَلَ، نحو: "احْرَنْجَمَ"؛ أصله: حرجم، زيدت فيه همزة
الوصل والنون.
وثالثها: افْعَلَلّ، نحو: اقْشَعَرَّ2، أصله: قشعر؛ زيدت فيه همزة
الوصل وإحدى الراءين.
فهذه تسعة عشر بناء، ثلاثة ثلاثية الحروف، وأربعة رباعية الحروف وستة
خماسية الحروف، وستة سداسية الحروف والأبنية الباقية المذكورة في
الكتاب إما ملحقة بالأصل الرباعي، وهو "فَعْلَل" أو ملحقة بفروعها
الثلاثة، وهي: تَفَعْلَلَ وافْعَنْلَلَ وافْعَلَلّ.
__________
1 في "ق": اعلود.
2 من القُشَعْرِيرة؛ وهي الرِّعْدَة واقشِعرار الجلد. ينظر اللسان:
قشعر": 5/ 3638. وقال ابن جني: "أخبرني ابن مقسم عن ثعلب, يقول الشاعر:
لها وَفْضَة فيها ثلاثون سيفحا ... إذا آنَسَت أولى العَدِي
اقْشَعَرَّتِ
"المنصف: 3/ 14".
(1/239)
|