شرح شافية ابن الحاجب ركن الدين الاستراباذي

 [معاني: الأبنية في الأفعال] :
[معاني أبنية الثلاثي] :
قوله: " [فَفَعَل: لِمَعَانٍ كَثِيْرَةٍ، وَبَابُ الْمُغَالَبَةِ يُبْنَى عَلى "فَعَلْتُهُ أَفْعَلُهُ" بالضم -نَحْوَ كارَمَنِي فكَرَمْتُهُ أَكْرُمُهُ، إلا باب وَعَدْتُ وبِعْتُ ورَمَيْتُ فَإِنَّهُ أَفْعِلُهُ - بالكسر] 1 وعن الكسائي في نحو شاعَرني فشَعَرْتُهُ أَشْعَرُهُ - بالفتح"2.
اعلم أن "فَعَلَ" بفتح العين، تجيء لمعان لا تنضبط كثرة وسعة منها باب المغالبة. والمراد بباب المغالبة أن يقصد كل واحد من الاثنين غَلَبَة3 الآخر في الفعل المقصود لهما، فيسند الفعل إلى الغالب منهما.
وباب المغالبة في غير المعتل الفاء والعين واللام بالياء فيهما مخصوص بفَعَل -بفتح العين- يَفْعُل بضم العين4، وإن كان أصل ذلك الفعل على خلاف فعَل -بفتح العين- يَفْعُل -بضم العين- نحو كارَمَنِي فَكَرَمْتُهُ أَكْرُمُهُ، وكاثَرَنِي فكثرته أَكْثُرُهُ، وعازَرَني فَعَزَرْتُهُ
__________
1 هذه الفقرة التي وضعتها بين قوسين معقوفتين نقلها ابن الحاجب بتمامها عن عبد القاهر الجرجاني "ت 471هـ"، من كتابه المفتاح، ص48.
2 عبارة ابن الحاجب من "ق". وجاءت مبتورة في الأصل، وفي "هـ"؛ إذ جاءت في الأصل: "ففعل، لمعان كثيرة ... " إلى آخره. وفي "هـ": "ففعل: لمعان كثيرة".
3 في "ق"، "هـ": غلبته.
4 وهذا مذهب البصريين. ينظر الكتاب "4/ 68" والمقتضب "2/ 105". وذكره أبو حيان في ارتشاف الضرب "1/ 78".

(1/240)


أَعزُّه، وهاجاني فهَجَوْتُهُ أَهْجُوه.
أما إذا كان معتل الفاء كـ"وعدت"، أو معتل العين أو اللام من بنات الياء كـ"بِعْتُ" و"رَمَيْتُ"؛ فإنه يجيء منه "14" يفعِل -بكسر العين- لا يفعُل -بضم العين؛ لأن مجيئه على يفعُل -بضم العين- يؤدي إلى خلاف1 لغتهم، لأنه ليس في2 كلامهم وَعَدَ يَوْعُد، ولا باع يَبُوع، ولا رمى يرمو3، فلذلك4 استعمل المضارع على القياس فقيل وامَقْتُهُ فوَمِقْتُهُ أَمِقُهُ، وبايعته فبعته أبيعه، وراميتُه فرميتُهُ أرمِيه.
وروي عن الكسائي5 أنه استثنى أيضا ما فيه حرف الحلق، فقال إنه يقال فيه أفعَلَه6؛ بالفتح، نحو: شاعرته فشعرته أشعره بالفتح7.
وما ذكره غيره وهو عدم استثناء ما فيه حرف الحلق أولى؛
__________
1 في الأصل: "حذف" والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".
2 لفظة "في" ساقطة من "هـ".
3 في الأصل: يرموا.
4 في "هـ": ولذلك.
5 هو أبو الحسن علي بن حمزة بن عبد الله بن عثمان بن فيروز، فارسي الأصل وأحد أئمة القراء السبعة، وإمام النحاة الكوفيين، توفي سنة تسع وثمانين ومائة للهجرة. وقيل: ثلاث وثمانين ومائة. وقيل: ثلاث وتسعين ومائة. "تفصيل ترجمته في طبقات النحويين واللغويين: 127-130، ومراتب النحويين: 120، ووفيات الأعيان 1/ 416.
6 في الأصل: "يفعله".
7 ينظر شرح الشافية، للرضي: 1/ 71، وارتشاف الضرب: 1/ 78، واللسان "شعر": 4/ 2274.

(1/241)


لثبوت الضم فيما فيه حرف الحلق بالنقل، فإن أبا زيد حكى: شاعرته فشعرته أشعره، وفاخرته أفخره بالضم1؛ ولأن اعتبار تلك القاعدة أولى من مخالفتها؛ لكثرتها.
قال سيبويه: "وليس في كل شيء يكون2 باب المغالبة3، ألا ترى أنهم لا يقولون: نازَعَنِي فنَزَعْتُه؛ استغني عنه4 بغَلَبْتُهُ"5.
__________
1 ينظر شرح الشافية، للرضي: 1/ 71.
2 لفظة "يكون" ساقطة من "ق".
3 في "ق": المبالغة.
4 في سيبويه: "عنها" بدلا من "عنه".
5 وهذا مذهب سيبويه وجمهور البصريين؛ ففي الكتاب "4/ 68": "واعلم أن "يَفْعُل" من هذا الباب على مثال "يَخْرُجُ" نحو: عازَّني فعزرته أعزُّه، وخاصمني فخصمته أخْصُمُه. وشاتمني فشتمته أشتُمُه، تقول: خاصمني فخصمته أخْصُمُه. وكذلك جميع ما كان من هذا الباب, أي: باب المغالبة. إلا ما كان من الياء، مثل: رمدت وبعت وما كان من باب "وعد"؛ فإن ذلك لا يكون إلا على أفعله؛ لأنه لا يختلف، ولا يجيء إلا على "يفعل" وليس في كل شيء يكون هذا؛ ألا ترى أنك لا تقول: نازعني فنزعته، استغني عنها بغلبته، وأشباه ذلك".

(1/242)


[معاني: فَعِلَ] :
قوله: "وفَعِلَ: تكثر فيه العلل والأحزان وأضدادهما، نحو: سَقِمَ ومَرِضَ وحَزِنَ وفَرِحَ، وتجيء الألوان وَالْعُيُوبُ والحِلَى كُلُّها عَلَيْهِ. وَقَدْ جَاءَ: أَدُِمَ وسَمُِرَ وعَجُِفَ وحَمُِقَ وخَرُِقَ وعَجُِمَ ورَعُِنَ، بالضم والكسر".1، 2.
اعلم أن فَعِلَ -بكسر العين- يكثر فيه العلل والأحزان وأضدادهما يعني3: الأفراح, نحو سَقِمَ ومَرِض في العلل، وحَزِن في الأحزان، وفَرِح وجَذِل وأَشِرَ4 في الأفراح.
وقوله: "تكثر فيه" ينبئ بأنه يجيء فيه غيرها، كشَرِب وسَمِع. وتجيء جميع الألوان والعيوب والحِلَى على وزن "فَعِلَ" بكسر العين ثم5 استثنى ما جاء فيه الضم أيضا مع الكسر6، وأشار بقوله: "فقد جاء أَدُِمَ ... " إلى قوله "بالكسر والضم".
فقوله: "أَدُِمَ وسَمُِرَ" من الألوان، و"عَجُِفَ" من عيوب7 البدن، و"حَمُِقَ وخَرُِقَ وعَجُِمَ" من عيوب النفس، و"رَعِن" من الحِلَى8.
__________
1 هذه الفقرة نقلها ابن الحاجب بتمامها من كتاب المفتاح، لعبد القاهر، ص48.
2 عبارة ابن الحاجب من "ق". وفي الأصل: "وفَعِل: تكثر فيه العلل والأحزان وأضدادهما ... " إلى آخره. وفي "هـ" "وفَعِل تكثر فيه العلل".
3 في "ق": أعني.
4 لفظة "أشر" ساقطة من "هـ".
5 في "هـ": نحو.
6 في "هـ": الكثير. والصواب ما أثبتناه من الأصل، "ق".
7 في "هـ": العيوب.
8 يعني ركن الدين بالحِلَى ههنا: العلامات الظاهرة للعيوب في أعضاء الحيوان أو الإنسان؛ فـ"رَعَنَ الرجل، صار أرعن، والرجل الأرعن: الطويل الأنف. الوسيط "رعن": 368. والحلى: جميع حِلية، وهي الخلقة، والصفة والصورة. ينظر اللسان: حلا: 2/ 985".

(1/243)


واعلم أنه جاء أيضا منه غير ما استثناه، نحو: صَهُبَ الشَّعر وصَهِب صُهْبَة وصَهْبًا: احمر ظاهره "وباطنه أسود"1، 2، وكَهُبَ وكَهِبَ كُهْبَة. هكذا حكاه سيبويه3.
وقال أبو عمرو: [الكُهْبَة لون ليس بخالص في الحُمْرَة. وهي في الحمرة خاصة] 4 وحكي غيره شَهُبَ الدابة وشَهِب: خالط بياض شعرها سوادا"5. وقالوا: خَطُبَ اللون خُطْبَة بالضم لا غير.
والخُطْبَة: حمرة في كدرة كلون القُمّارِيّ والوحش.
__________
1 وفي "هـ": واسود باطنه.
2 قاله الأزهري في التهذيب "صهب": 6/ 112, 113.
3 ينظر الكتاب: 2/ 222.
4 العبارة التي بين المعقوفتين من "هـ". وهي بتمامها في اللسان "كهب": 5/ 3945. وحكى ابن فارس أن الكُهْبَةُ عبرة مُشْرَبَة سوادا في الإبل "المجمل: كهبه: 773".
5 حكاه ابن فارس في المجمل. "شهب": 523.

(1/244)


[معاني فعُل] :
قوله: "وفَعُل لأَِفْعَالِ الطَّبَائِعِ وَنَحْوِها؛ كحَسُن، وقَبُح، وكَبُر، وصَفُر. فَمِنْ ثَمَّةَ كانَ لازِماً، وشَذَّ رَحُبَتْكَ الدَّارُ: أي رَحُبَتْ بك"1.
أي: وفَعُل -بضم العين- لأفعال الطبائع والغرائز نحو حَسُن وقَبُح وكَثُر صَغُر.
__________
1 عبارة ابن الحاجب من "ق": وجاءت في الأصل: "وفعل: لأفعال الطبائع ... " إلى آخره. وفي "هـ": وفعل ... " وهذه العبارة نقلها ابن الحاجب من كتاب المفتاح، لعبد القاهر، ص48.

(1/244)


ومن أجل أن فَعُل -بضم العين- لأفعال الغريزة لا يكون إلا لازما؛ لأنه لا يقتضي معناه تعلقه بالمفعول، بل يختص بالفاعل.
[والمراد بأفعال الطبائع: أفعال طُبِعَ الفاعل عليها. والمراد بنحوها أفعال لم يطبع الفاعل عليها لكن صارت ملكة له بالتكرار والتكلف حتى صارت كأفعال الطبائع فيكون الواحد نحو: كَرُمَ، مثلا بالنسبة إلى شخص يكون من أفعال الطبائع، وبالنسبة إلى شخص آخر لا يكون من أفعال الطبائع] 1.
قوله: "وشذ: رَحُبَتْكَ الدار"2 جواب عن سؤال مقدّر، وتقدير السؤال أن ما ذكرتم منقوض بـ"رَحُبَتْكَ الدار" فإن "رَحُبَتْ" فَعُل، مع أنه متعد إلى المفعول الذي هو الكاف. وأجاب عنه بأنه شاذ في استعماله متعديا، ثم بيّن أنه ليس بمتعدٍّ في الحقيقة؛ لأن أصله: رَحُبَتْ بك "الدار"3؛ فلما كثر استعماله حذفوا الياء تخفيفا4.
__________
1 ما بين المعقوفتين بتمامة ساقط من "ق".
2 زاد في الأصل، "ق"، عبارة إلى آخره". والأنسب حذفها كما في "هـ"؛ إذ لا حاجة إليها.
3 الدار: إضافة من "هـ".
4 في اللسان: "وكلمة شاذة تحكى عن نصر بن سَيار: أَرَحُبَكُمُ الدخول في طاعة ابن الكِرْمانِيّ؟ أي: أوَسِعَكُم؛ فَعُدِّي "فَعُلَ" وليست متعدية عند النحويين، إلا أن أبا علي الفارسي حكى أن هُذيلا تعدّيها إذا كانت قابلة للتعدي بمعناها، كقوله:
ولم تُبصر العين فيها كِلابا
قال في الصحاح: لم يجئ في الصحيح "فَعُل" بضم العين، متعديا، غير هذا" "رحب: 1/ 135". وقد حكى الجوهري كلمة نصر بن سيار عن الخليل "ينظر المصدر السابق".
واعترض الرضي على إجابة ابن الحاجب ههنا، وقال: "والأولى أن يقال: إنما عُدّي لتضمنه معنى وَسَع؛ أي: وَسِعَتْكم الدار. وقول المصنف: "أي: رَحُبَتْ بك" فيه تعسف لا معنى له" "شرح الشافية: 1/ 75, 76".

(1/245)


قوله: "وأَما باب "سُدْتُهُ" فالصحيح أَن الضم لبيان بنات الواو لا للنقل، وكذلك بَابُ "بِعْتُهُ" وَرَاعَوْا في بَابِ "خِفْتُ" بَيَانَ البنية"1.
اعلم أن باب المعتل العين من الياء "أو الواو"2 إذا أسند إلى ضمير بارز متحرك لزم كسر الفاء في المعتل الياء نحو: بِعْتُ، وضمها في المعتل الواو "نحو: سُدْت".
واختلف في تعليل ذلك، فقال الأكثرون3: إنما نقل "فَعَلْتُ" بفتح العين في المعتل الياء إلى "فَعِلْت"- بكسر العين، [وإلى فَعُلْتُ بضم العين في المعتل الواو] 4؛ لأنه لو لم ينقل لزم قلب الواو والياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها وحذف الألف لالتقاء "15" الساكنين فقيل "بَعْتُ وسَدْتُ" -بفتح الفاء- فالتبس الأفعال المتصرفة بالفعل غير5 المتصرف، وهو "لَسْت" ثم استثقلت الضمة والكسرة على الواو والياء فنقلتا إلى ما قبلهما ثم حذفتا لالتقاء الساكنين، فصار: بِعت وسُدت. قال المصنف في الشرح: إنه ضعيف6؛ لأنه يلزمهم نقل
__________
1 عبارة ابن الحاجب المذكورة من "ق": وفي الأصل: "وأما باب سدته، فالصحيح ... " إلى آخره. وفي "هـ" وأما باب سدته ... ".
2 في الأصل: والواو.
3 وهو رأي سيبويه وجمهور النحاة "ينظر شرح الرضي على الشافية 1/ 79".
4 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
5 في النسخ الثلاث "الغير" والأصح ما أثبتناه.
6 أي: شرحه على الشافية.

(1/246)


وزن يخالفه لفظا ومعنى وهو بعيد.
أما مخالفته إياه لفظا فظاهرة، وأما مخالفته إياه معنى؛ فلأنه بيّن أن كل واحد بين فَعُِلَ -بفتح العين وكسرها وضمها- لمعنى غير معنى الآخر. وإنما ارتكبوا هذا النقل مع كونه بعيدا لوجهين:
أحدهما أنه لو كان كسر الفاء وضمها في بِعْت وسُدْت للفرق بين "الياء والواو"1 لحصل هذا الفرق في خِفْت وبِعْت لكنه لم يحصل.
والثاني: أنهم رأوا أنهم إذا أعلوا عين الفعل بالحذف لنقلوا2 حركتها إلى ما قبلها، نحو: قُل وبِعْ وخَفْ.
وقال الأقلون: إن ضم الفاء في "سُدْت" وكسرها في "بِعْتُ" للفرق بين ذوات الواو "وذوات"3 الياء4.
وقال5 المصنف: الأصح أن الضم في "قُلت" لبيان الواو المحذوفة والكسرة في "بِعْت" لبيان الياء المحذوفة لا للنقل، كما ذهب إليه الأكثرون. ولم يفرقوا مع غير الضمير المرفوع البارز المتحرك لتعذر الضم والكسر قبل الألف في قال باع.
__________
1 في "هـ": الياء والياء: لعله سهو من الناسخ رحمه الله.
2 في "هـ" نقلوا.
3 "ذوات": إضافة من "هـ".
4 ينظر شرح الشافية، للرضي: 1/ 179.
5 في الأصل، ق: فقال. وما أثبتناه من "هـ".

(1/247)


وإنما لم1 يفرقوا بين ذوات الواو والياء في خِفْت وهِنْت؛ لأنه كان يمكنهم مراعاة البنية والدلالة عليها في خِفت؛ لأن كسرة فاء الفعل تدل على كسرة العين؛ لأن "الكسرة"2 فيها نقلت إلى الفاء، وفرقوا في قلت وبعت؛ لأن الضمة هي "قُلت" لا تدل على فتح العين, وكسروا الفاء في: "بِعْت"، و"هِنْت"3 لتدل على الياء المحذوفة.
فإن قلت: احتمل أن يكون مضموم الفاء فُعُل، بضم العين، وأن يكون مكسور الفاء فعِل، بكسر العين، فيحصل الالتباس.
قلنا: يعلم كونه ليس مضموم اللعين بكونه متعديا كقُلْتُه وصُمْتُه، ولمجيء اسم الفاعل على فاعل نحو: قائم وصائم، وهو في مضموم4 العين نادر كخاثر وحامض. ويعلم كونه مكسور الفاء، ليس فعِل مكسور العين بمجيء5 مضارعه على يفعِل بكسر العين.
__________
1 لفظة "لم": ساقطة من "هـ".
2 لفظة "الكسرة": ساقطة من "ق"، "هـ".
3 لفظة "هنت" ساقطة من "هـ".
4 لفظة "في" ساقطة من "هـ".
5 في "ق"، "هـ": لمجيء.

(1/248)


[معاني أفعَل] :
قوله: "وأَفْعَل: لِلتَّعْدِيَةِ غَالِباً، نَحْوَ: أَجْلَسْتُهُ، ولِلتَّعْرِيضِ نَحْوُ: أَبَعْتُه، وَلِصَيْرُورَتِهِ ذَا كَذَا نَحْوَ: أَغَدَّ الْبَعِيرُ، ومنه أَحْصَدض الزَّرْع، ولوجوده على صفة نحو: أَحْمَدْتُهُ وأَبْخَلْتُهُ وللسَّلْبِ نَحْوَ: أَشْكَيْتُهُ، وَبِمَعْنَى فَعَلَ نَحْوَ: قِلْتُهُ وأَقَلْتُهُ"1.
اعلم أن "أَفْعَلَ" يأتي لمعان كثيرة.
أحدها: أن يأتي للتعدية.
ومعنى التعدية: أن يصير ما كان فاعلا للفعل الثلاثي مفعولا لأَفْعَلَ، موصوفا بأصل الفعل، نحو جلسَ زيدٌ وأَجْلَسْتُهُ.
وثانيها: أن يأتي2 للتعريض بالشيء3.
ومعنى التعريض: أن يجعل ما كان فاعلا للفعل الثلاثي معرضا لمصدر الفعل الثلاثي، نحو: باع زيد فرسه وأَبَعْتُهُ؛ أي: عرضته لأن يبيع فرسه وجعلته بسبب4 منه5.
__________
1 عبارة ابن الحاجب من "ق". وفي الأصل: "وأفعل للتعدية غالبا ... " إلى آخره. وفي "هـ": "وأفعل للتعدية ... " "وهذه العبارة بتمامها نقلها ابن الحاجب عن كتاب المفتاح" ص49 لكنه قال: "لوجوده" على صفة بدلا من: "لوجوده عليها" عند عبد القاهر.
2 "أن يأتي": ساقطة من "هـ".
3 في "ق"، "هـ": للشيء.
4 في "هـ": مسببا.
5 قال سيبويه: "وتجيء أفعلته على أن تعرضه لأمر، وذلك قولك: أقتلته، أي عرضته للقتل". "الكتاب: 4/ 59".

(1/249)


وثالثها: أن يأتي لصيرورة الشيء ذا كذا1، أي: يصير الفاعل منسوبا إلى ما اشتق منه ذلك الفعل نحو: أَغَدِّ البعير؛ أي: صار ذا غُدَّة2 ومنه: أَحْصَدَ الزرع؛ أي: صار ذا حصاد3.
إنما قال: "منه"، ولم يقل "وأحصد الزرع"؛ لأن انتساب الزرع إلى الحصاد على سبيل المجاز؛ لأنه تسمية الشيء باسم ما يئول إليه وهو بالحقيقة للحينونة، أي: حان حصاده؛ فإنه يقال: أحصد الزرع: إذا حان حصاده وإن لم يحصد4.
ورابعها: أن يكون لوجود الشيء5 على صفة. معناه: أن فاعله "16" وجد المفعول موصوفا بصفة مشتقة من فعل الثلاثي، وتلك الصفة قد تكون في معنى الفاعل، نحو: "أبخلته"؛ أي: وجدته بخيلا. وقد تكون في معنى المفعول، نحو: أحمدته، أي: وجدته محمودا6.
وخامسا: أن يكون للسلب، أي: لإزالة الفاعل عن المفعول -بمعنى مصدر الثلاثي- نحو: "أَشْكَيْتُه"؛ أي: أزلت شكايته.
__________
1 قاله سيبويه. ينظر الكتاب: 4/ 59.
2 ينظر اللسان "غدد". 5/ 3216.
3 في "ق": صار الزرع ذا حصاد.
4 ينظر أساس البلاغة "حصد 128 واللسان: حصد 2/ 894".
5 في "ق"، "هـ": شيء.
6 في "هـ" وردت العبارة بتغيير طفيف، هكذا: "وتلك الصفة قد تكون في معنى الفاعل وقد تكون المفعول، نحو: أبخلته، أي: وجدته بخيلا، وأحمدته، أي: وجدته محمودا.

(1/250)


وسادسها: أن يكون بمعنى "فعل" نحو قِلْتُهُ1 البيع وأقَلْتُهُ2، وبَكَرَ وأَبْكَرَ3: إذا أسرع إلى شيء أي وقت كان4.
وقد يجيء للدخول في مكان، نحو: أنْجَدَ وأغار، أي: دخل في النَّجْدِ والغَوْر5.
__________
1 في "ق"، "هـ": قلت.
2 ينظر: أساس البلاغة "قيل": 531.
3 قاله سيبويه في الكتاب: 4/ 61.
4 ينظر اللسان "بكر": 1/ 332.
5 حكى ابن فارس: أنجد فلان: إذا علا من الغور إلى نجد". "المجمل: نجد" 855.

(1/251)


[معاني: فَعَّلَ] :
قوله: "وفَعَّلَ: لِلتَّكثِيرِ غَالِباً، نحو: غَلَّقْتُ، وقَطَّعْتُ، وجَوَّلْتُ وطَوَّقْتُ ومَوَّتَ المالَ، وَلِلتَّعْدِيَةِ نَحْوُ: فَرَّحْتُه، وَمِنْهُ فَسَّقْتُه، وَلِلسَّلْبِ نَحْوُ: جَلَّدْتُه وقَرَّدْتُه، وَبِمَعْنَى "فَعَلَ" نَحْوُ: زِلْتُه وزَيَّلْتُهُ"1.
اعلم أن "فَعَّلَ" يأتي لمعان:
- أحدها: أن يأتي للتكثير غالبا، إلا أنه إن كان متعديا كان التكثير في متعلقه أي: في مفعوله، نحو: غَلَّقْتُ الأبواب، وقَطَّعْتُ الأيدي.
__________
1 عبارة ابن الحاجب هذه من "ق". وجاءت مبتورة في الأصل وفي "هـ" ففي الأصل: "وفعل غالبا للتكثير ... " إلى آخره، وفي "هـ": "وفعل غالبا ... " وهذه العبارة أيضا نقلها ابن الحاجب من كتاب المفتاح ص49.

(1/251)


وإن كان لازما كان التكثير في فاعله، نحو: جَوَّلْتُ وطَوّقْتُ؛ أي: أكثرت1 الجوَلان والطواف ومَوَّت المال، أي: هلك. وفيه نظر؛ لأن التكثير ليس في الفاعل بل في الفعل2.
ثم3 اعلم أن المراد بقولنا: "إن التكثير في المفعول" أنه لا يستعمل غلقت بالتضعيف إلا إذا كان المفعول جمعا حتى لو كان واحدا وغلّق مرات كثيرة. لم4 يستعمل الإغلاق بلا تضعيف إلا على سبيل المجاز.
- وثانيها: أن يأتي للتعدية، نحو: فَرِح زيد وفَرَّحْتُه، ومنه: فسق زيد وفَسَّقْتُه.
وإنما قال: "ومنه فَسَّقْتُهُ" ولم يقل "وفَسَّقْتُهُ" لأنه قد لا يكون موصوفا بأصل الفعل وهو الفِسْق؛ لأنه بمعنى نسبته إلى الفِسق [والنسبة إلى الفسق] 5 لا تستلزم ثبوت الفسق6.
__________
1 في النسخ الثلاث: "كثرت". والصحيح ما أثبتناه.
2 في "ق": الفاعل.
3 لفظة "ثم" ساقطة من "هـ".
4 في "ق": ثم.
5 ما بين المعقوفتين ساقطة من "هـ".
6 وقال الرضي: "قوله" ومنه فَسَّقْته". إنما قال ذلك لأن أهل التصريف جعلوا هذا النوع قسماً برأسه، فقالوا: يجيء فَعَّل لنسبة المفعول إلى أصل الفعل وتسميته به، نحو فَسَّقْته: أي نسبته إلى الفسق. وسميته فاسقاً، وكذا كَفَّرْته، فقال المصنف: يرجع معناه إلى التعدية أي: جعلته فاسقا بأن نسبته إلى الفسق" "شرح الشافية: 1/ 94".

(1/252)


- وثالثها: [أن يأتي] 1 للسلب، نحو: جَلَّدْتُ البعيرَ وقَرَّدْتُهُ أي: أزلت جلده وقراده، يعني: سلخت جلده2 ونزعت قراده3.
- ورابعها: أن يأتي بمعنى "فَعَل"، نحو: زِلْتُهُ وزَيَّلْتُهُ، أي: فَرَّقْتُهُ.
__________
1 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
2 حكاه ابن منظور عن الأزهري. "ينظر اللسان: جلد": 1/ 653.
3 حكاه ابن منظور في اللسان: "قرد": 5/ 3575.

(1/253)


[معاني: فاعَلَ] :
قوله: "وفاعَل لِنِسْبَةِ أَصْلِهِ إِلَى أَحَدِ الأَْمْرَيْنِ مُتَعَلِّقاً بالآْخَرِ لِلْمُشَارَكَةِ صَرِيحاً، فَيَجِيءُ الْعَكْسُ ضِمْنًا، نَحْوُ: ضَارَبْتُهُ، وشارَكْتُهُ1 وَمِنْ ثَمَّ جاءَ غَيْرُ الْمُتَعَدِّي مُتَعَدِّياً، نَحْوَ: كارَمْتُه، وشاعَرْتُه، وَالْمُتَعَدِّي إلَى واحِدٍ مُغَايِرٍ لِلْمُفَاعَلِ مُتَعَدِّياً إلى اثْنَيْنِ نَحْوَ: جَاذَبْتُهُ الثوب، بخلاف شاتمته، وبمعنى "فَعَلَ" نحو: سافرت2.
اعلم أن "فاعَلَ" يأتي لمعان:
- أحدها: أن يأتي غالبا لنسبة مصدر الفعل الثلاثي إلى أحد الأمرين متعلقا بالأمر الآخر "مشاركا له"3، وينعكس ضمنا، أي:
__________
1 قاله سيبويه في الكتاب: 4/ 68.
2 العبارة: بتمامها من "ق" وجاءت مبتورة في الأصل وكذلك في "هـ". إذ جاءت في الأصل، هكذا: "وفاعل لنسبة أصله إلى أحد الأمرين" إلى آخره. وفي "هـ": "وفاعل لنسبة أصله إلى أحد الأمرين "إلى آخره". وفي "هـ": "وفاعل لنسبة أصله" وهذه العبارة بتمامها نقلها ابن الحاجب أيضا عن كتاب المفتاح، ص49.
3 في "هـ": مشاركته.

(1/253)


ويكون لنسبة مصدر الفعل الثلاثي إلى الأمر الثاني متعلقا بالأمر الأول مشاركا له ضمنا نحو: ضارَبَ زيد عمرا فإن "ضارب" لنسبة الضرب إلى زيد، متعلقا بعمرو مشاركا له1 صريحا.
ويلزمه2 نسبة الضرب إلى عمرو متعلقا بزيد مشاركا له؛ لأن من شارك زيدا في شيء شاركه زيد في ذلك الشيء.
ولأجل أن "فاعَلَ" لنسبة مصدر الفعل الثلاثي [إلى3 أحد4] الأمرين متعلقا بالأمر الآخر مشاركا له في أصل الفعل صار "فاعَلَ" المبني من "فعل"5 اللازم متعديا إلى مفعول لتضمنه إسناد أصل فعله إلى أحد الأمرين وتعلقه6 بالأمر الآخر ومشاركته إياه نحو: "كارَمْتُه"، وصار "فاعَل" المبني من "فَعَل"7 المتعدي إلى واحد متعديا إلى مفعولين8، نحو: جَذَبَ زَيْدٌ الثَّوْبَ، وجاذبت زيدا الثوبَ، إلا أن يكون المشارك وهو مفعول "فاعَلَ" في المعنى هو مقتضى أصل ذلك الفعل الذي اشتق منه "فاعَلَ" لاتحاد المشارك ومقتضى أصل ذلك الفعل، نحو "زيد" في: شاتمتُ زيدا، فإنه
__________
1 لفظة "له" ساقطة من "هـ".
2 في "هـ" ويلزم منه.
3 لفظة "إلى" ساقطة من "هـ".
4 في "ق": الواحد، بدلا مما بين المعقوفتين.
5 في "ق": الفعل.
6 في الأصل: "متعلقا". وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
7 في "هـ": الفعل.
8 في "هـ": المفعول.

(1/254)


مشارك فاعل "شاتَم" ومقتضى أصل شتم، بخلاف: جاذبت "17" زيدا الثوب، فإن1 المشارك "المتكلم"2 في "جاذب" هو "زيد" ومقتضى أصل فعله هو "الثوب"، ولهذا تعدى "جاذب" إلى مفعولين و"شاتم" إلى مفعول واحد.
- وثانيها: أن يأتي بمعنى3 "فَعَّل"، يعني للتكثير، نحو: ضاعفت، بمعنى4: ضعَّفت، وناعمت بمعنى نعَّمت5.
- وثالثها: أن يأتي بمعنى "فعَل" نحو: سافرت6.
-ورابعها: أن يأتي بمعنى "أفْعَل"، نحو: عافاك الله، وطارقت النعل، بمعنى: أعفاك الله، وأطرقت النعل7.
__________
1 في "هـ": وإن.
2 لفظة "المتكلم" ساقطة من "هـ".
3 بمعنى: ساقطة من "هـ".
4 في "هـ": لمعنى.
5 قاله سيبويه في الكتاب: 4/ 68.
6 أي: سافرت بمعنى سفرت. وظاهر هذه العبارة أن الثلاثي من هذه المادة مستعمل، ويؤيده ما في الصحاح واللسان، قال ابن منظور: "ويقال: سفرت أسفر سفورا: خرجت إلى السفر، فأنا سافر وقوم سَفْرٌ "مثل صاحِب وصَحْب" اللسان: سفر": 3/ 2024".
7 ذكره سيبويه في كتابه: 4/ 68.

(1/255)


[معاني: تَفَاعَلَ] :
قوله: "وتَفاعَل: لِمُشَارَكَةِ أَمْرَيْنِ فَصَاعِداً فِي أَصْلِهِ صَرِيحاً، نحو: تَشَارَكا، ومِن ثم نَقَصَ مفعولا عن فاعَلَ، ولِيَدُلّ على أنَّ الفاعل أَظْهر أَنَّ أَصْلَهُ حَاصِلٌ لَهُ وَهُوَ مُنْتَف عنه، نحو: تَجاهَلْتُ وتَغَافَلْتُ1. وَبِمَعْنَى "فَعَلَ" نَحْوُ: تَوانَيْتُ، ومُطاوِع "فاعَلَ" نَحْوُ: باعَدْتُهُ فتَباعَدَ"2.
اعلم أن "تَفاعَلَ" يأتي لمعان:
- أحدها: أن يأتي لِمُشَارَكَةِ أَمْرَيْنِ3 فَصَاعِداً فِي أَصْلِهِ صَرِيحاً، نَحْوَ: تضاربا أو تضاربوا، أي: اشتركا أو اشتركوا في الضرب4. "ومن أجل"5 أنهما أو أنهم6 اشتركوا في الضرب صريحا نقص "تَفَاعَل" مفعولا عن "فاعل"؛ لأن نسبة أصل الفعل في تفاعل إلى أمرين فصاعدا على سبيل التشارك صريحا، ونسبة أصل الفعل في
__________
1 نقل ابن الحاجب هذه العبارة أيضا من كتاب المفتاح، ص50.
2 عبارة ابن الحاجب فيها من "ق". وفي الأصل: "وتفاعل ... " إلى آخره. وفي "هـ": "وتفاعل".
3 في "هـ": الأمرين.
4 واعترض الرضي على قول المصنف ههنا: "لمشاركة أمرين فصاعدا في أصله صريحاً" بقوله: "لا شك أن في قول المصنف قبلُ "لنسبة أصل إلى أحد الأمرين متعلقا بالآخر صريحاً" وقوله ههنا: "لمشاركة أمرين فصاعدا في أصله صريحا" تخليطا ومجمجة؛ وذلك أن التعليق المذكور في الباب الأول والمشاركة المذكورة ههنا أمران معنويان، لا لفظيان، ومعنى "ضَارَبَ زيد عمراً" و"تضارب زيد وعمرو" شيء واحد، كما يجيء. فمعنى التعلق والمشاركة في كلا البابين ثابت، فكما أن للمضارعة تعلقا بعمرو صريحا في قولك: "ضارب زيدا عمرا فكذا للتضارب في" تضارب زيد وعمرو" تعلق صريح به ... ". "شرح الشافية 1/ 100".
5 في "هـ": ولأجل.
6 في "ق": أنهم أو أنهما.

(1/256)


فاعل أحدهما صريحا وإلى الآخر ضمنا فصار1 "تَفَاعَلَ" المبني من "فاعَلَ" المتعدي إلى واحد غير متعد، نحو: تضاربنا، وصار "تفاعل" المبني من "فاعل" المتعدي إلى مفعولين متعديا إلى واحد نحو: تجاذبنا الثوب. وقال بعضهم في الفرق بين "فاعل"و"تفاعل" من حيث المعنى وإن اشتركا في صدور الفعل عن اثنين فصاعدا أن البادي بالفعل في فاعل -وهو الفاعل- معلوم، وفي "تفاعل" غير معلوم2 ولهذا يقال في: "ضاربَ زيد عمرا" على سبيل الاستبعاد
__________
1 في "ق": صار.
2 وفي الفرق بين "فاعل" و"تفاعل" قال الرضي: "والأولى ما قال المالكي، وهو: أن "فَاعَلَ" لاقتسام الفاعلية والمفعولية لفظاً والاشتراك فيهما معنى، و"تفاعل" للاشتراك في الفاعلية لفظاً، وفيها وفي المفعولية معنى" "شرح الشافية: 1/ 100, 101". ثم استطرد الرضي قائلا: "ثم اعلم أنه لا فرق من حيثُ المعنى بين "فاعل" و"تفاعل" في إفادة كون الشيء بين اثنين فصاعداً، وليس كما يتوهم من أن المرفوع في باب "فاعل" هو السابق بالشروع في أصل الفعل على المنصوب، بخلاف باب "تفاعل"، ألا ترى إلى قول الحسن بن علي -رضي الله تعالى عنهما- لبعض من خاصمه: "سفيه لم يجد مسافها"؛ فإنه رضي الله عنه سمى المقابل له في السفاهة مسافها, وإن كانت سفاهته -لو وجدت- بعد سفاهة الأول. وتقول: "إن شتمتني أشاتمك" ونحو ذلك، فلا فرق من حيث المغزى والمقصد الحقيقي بين البابين؛ بل الفرق بينهما من حيث التغيير عن ذلك المقصود، وذلك إنه قد يعبر عن معنى واحد بعبارتين تخالف مفردات أحدهما مفردات الأخرى معنى من حيث الوضع، وكذا إعراباتها ... ", وهذا ما قاله أبو حيان، حيث قال في ص84/ جـ1 من ارتشاف الضرب: "فاعل: لاقتسام الفاعلية والمفعولية لفظا والاشتراك فيهما معنى نحو: ضارب زيدا عمرا" وقال في ص83 منه: "وتفاعل، فيكون للاشتراك في الفاعلية لفظا وفيها وفي المفعولية معنى: "نحو": تضارب زيد وعمرو".

(1/257)


والإنكار، أضارب زيد عمرا أم ضارب عمرو زيدا ولم يقل ذلك1 "في"2: تَضَارَبَ زيدٌ عمروٌ.
- وثانيها: أن يأتي للدلالة عل أن الفاعل أظهر أن معنى مصدر ثلاثيه حاصل له والحال أنه منتف عنه نحو: تجاهل زيد وتغافل، فإن زيدا أظهر أن الجهل حاصل له، وأن3 الغفلة حاصلة له مع أنهما ليسا حاصلين "له"4.
- وثالثها: أن يأتي بمعنى "فَعَلَ" نحو: تَوَانَيْتُ في الأمر، أي: وَنَيْتُ من الونى وهو الضعف5.
- ورابعها: أن يأتي مطاوع "فاعل" نحو: باعَدْتُهُ فتَبَاعَدَ.
__________
1 لفظة "ذلك" ساقطة من "ق".
2 لفظة "في" إضافة من "ق"، "هـ".
3 لفظة "أن" ساقطة من "ق".
4 "له": ساقطة من "ق"، "هـ".
5 ينظر اللسان "ونى" 6/ 4928.

(1/258)


[معاني: تَفَعَّلَ] :
قوله: "وَتَفَعَّلَ: لِمُطَاوَعَةِ "فَعَّلَ" نَحْوُ: كَسَّرْتُهُ فتَكَسَّرَ، وللتكَلَّفَ نَحْوُ: تَشَجَّعَ وتَحَلَّمَ، وَلِلاِتِّخَاذِ، نَحْوُ: تَوَسَّدَ، وَلِلتَّجَنُّبِ نَحْوُ [تَأَثَّمَ، وتَحَرَّجَ] 1، وَلِلْعَمَلِ الْمُتَكَرِّرِ في مُهْلَةٍ نَحْوُ: تَجَرَّعْتُهُ وَمِنْهُ: تَفَهَّمَ، وَبِمَعْنَى اسْتَفْعَلَ نَحْوَ: تَكَبَّرَ وتَعَظَّمَ"2.
اعلم أن تفعّل يأتي لمعان:
- أحدها: أن يأتي مطاوع "فَعَّلَ" نحو: كَسَّرْتُه فتكَسَّرَ. ومعنى المطاوعة صدور فعل عن فعل، نحو صدور التكسُّر عن التكسير، فيقال: "تَكَسَّرَ" الذي مصدره "وهو"3 التكسُّر صادر عن مصدر"كَسَّر" الذي هو التكسير4، [فيكون مطاوعا] 5 لـ" كسر"، وكسَّر مطاوع تكسَّر.
- وثانيها: أن يأتي للتكلف6، يعني ليدل على أن فاعله تكلف حصول معنى مصدر ثلاثيه له ليتمرن فيحصل له معنى مصدر ثلاثيه، نحو: تَشَجَّعَ، وتَحَلَّمَ فإنه يتكلف حصول
__________
1 العبارة التي بين المعقوفتين نقلها ابن الحاجب أيضا من كتاب المفتاح، ص50. وزاد فيها لفظة "تأثم" فقط.
2 العبارة بتمامها من "ق". وفي الأصل: "وتفعل: لمطاوعة فعل ... " إلى آخره. وفي "هـ": "وتفعل: لمطاوعة ... ".
3 "وهو": إضافة من "ق"، "هـ".
4 في الأصل: الذي مصدره هو التكسير. وحذفنا لفظه "مصدره" لأنها تكررت ولا معنى لها. ويؤيده عدم وجودها في "ق"، "هـ".
5 في "ق"، "هـ": مطاوع، بدلا مما بين المعقوفتين.
6 في الأصل: التكلف. تحريف. وما أثبتناه من "ق، "هـ".

(1/259)


الشجاعة والحلم1 له ليتمرن فيحصل له الشجاعة والحلم.
والفرق بين "تفعّل" و"تفاعَل" مع اشتراكهما في أن أصلهما ليس حاصلا للفاعل وأن الفاعل فيهما يظهر حصوله له، أن الفاعل في "تحلّم" يطلب أن يكون حليما والفاعل في تجاهل لا يطلب أن يكون جاهلا.
- وثانيها: أن يأتي للاتخاذ، يعني: لاتخاذ أصل ما اشتق منه ذلك الفعل نحو: توسَّدت الحجر؛ أي: اتخذت الحجر وسادة. ومنه تَبَنَّاه.
- ورابعها: أن يأتي للتجنب، يغني ليدل على أن الفاعل جانب ما اشتق الفعل منه، نحو: تأَثَّم زيدٌ، وتحرَّج؛ "يعني"2: جانب زيد الإثمَ والحَرَجَ.
- وخامسها: أن يأتي للعمل المتكرر في مهلة؛ يعني ليدل على أن ما اشتق منه ذلك الفعل, وهو تفعَّل حصل3 للفاعل مرة بعد مرة، نحو: تجرَّعتُه، أي: فَعَلْتُهُ4 جرعة بعد جرعة، ومنه: تفهَّمْتُ المسألة أو الكتاب، أي "18": فهمتهما بالتدريج لا دفعة.
- وسادسها: أن يأتي بمعنى استفعل، يعني5 لطلب أصل الفعل؛ لأن "استفعل" لطلب أصل الفعل غالبا، نحو: تكبَّر وتعظَّم، أي: طلب أن يكون كبيرا وعظيما.
__________
1 في الأصل: والحكم. تحريف.
2 لفظة "يعني" إضافة من "ق"، "هـ".
3 في "هـ": حاصل.
4 في "ق"، "هـ": جعلته.
5 لفظة "يعني" ساقطة من "هـ".

(1/260)


[معاني انْفَعَلَ] :
قوله: "وانْفَعَلَ لاَزِمٌ، مطاوعُ "فَعَلَ"، نَحْوُ: كَسَرْتُهُ فانكَسَرَ وجاء مُطَاوعَ أَفْعَل، نَحْوُ: أَسْفَقْتُهُ فانْسَفَقَ، وأَزْعَجْتُهُ فانزَعَجَ قَلِيلاً. وَيَخْتَصُّ بِالْعِلاَجِ وَالتَّأْثِيرِ، وَمِنْ ثَمَّ قِيلَ "انْعَدَمَ" خطأ"1.
اعلم أن "انفعل" لا يكون إلا لازما؛ لأن معناه حصول الأثر وهو مطاوع "فَعَلَ" غالبا، نحو: كَسَرْتُهُ فانْكَسَرَ، وحَطَمْتُهُ فانْحَطَمَ.
وقد جاء قليلا مطاوع "أَفْعَلَ" نحو: أسفقت الباب، أي: ردَدْتُهُ فانْسَفَقَ2، وأَزْعَجْتُهُ فانْزَعَجَ.
ويختص بالعلاج؛ لأنه وضع لحصول أثر فخصوه بما يظهر أثره وهو العلاج, تقوية للمعنى الذي وضع له، وظهور الأثر عن3
__________
1 العبارة بتمامها من "ق". وفي الأصل: "وانفعل لازم مطاوع فعل ... " إلى آخره. وفي "هـ": وانفعل ... ". والعبارة بتمامها نقلها ابن الحاجب بلفظها عن كتاب المفتاح، "ص50" غير أنه زاد فيها مثالا وهو: أسفقته فانسفق".
2 حكى صاحب اللسان عن أبي زيد قوله: "سفقت الباب وأسفقته إذا رددته "اللسان
"سفق": 3/ 2030.
3 في "ق": من.

(1/261)


غير العلاج غير ظاهر، ولهذا لا يقال: علمته فانعلم، ولا قصدته فانقصد، ولا عدمته فانعدم؛ لأن العلم والقصد1 والعدم غير علاج ويقال: قُلْتُهُ فانْقَالَ؛ لأن القول علاج؛ لأن القائل يعمل في تحريك لسانه وإنما ذكر اللازم ليعلم أن "انفعل"2 لا يجيء إلا لازما.
وإنما ذكر المطاوع بعد ذكر اللازم؛ لأن اللازم قد لا3 يكون مطاوعا لشيء كقَعَدَ4 وقد يكون مطاوعا لشيء [نحو انكسر] 5، فذكر أنه مع كونه لازما مطاوع فَعَلَ وأَفْعَلَ، لا مطاوع6 غيرهما.
__________
1 والقصد: ساقطة من "هـ".
2 في "ق": الفعل.
3 لفظة "لا" ساقطة من "هـ"، "ق".
4 كقعد: ساقطة من "هـ"، "ق".
5 ما بين المعقوفتين ساقطة من "ق"، "هـ".
6 لفظة "مطاوع" ساقطة من "هـ".

(1/262)


[معاني: افْتَعَلَ] :
قوله: "وافْتَعَلَ: لِلْمُطاوَعَةِ غَالِباً نَحوُ: غَمَمْتُهُ فاغْتَمَّ، وَللاِتِّخَاذِ نَحْوُ: اشْتَوَى وللتَّفاعُلِ، نَحْوُ: اجْتَوَرُوا، ولِلتَّصَرُّفِ، نَحْوُ: اكْتَسَبَ1".
اعلم أن افتعل يأتي لمعان:
- أحدها: أن يأتي للمطاوعة غالبا نحو: غَمَمْتُهُ فاغْتَمَّ، واتْغَمَّ وشَوَيْتُهُ فاشْتَوَى وانْشَوَى.
- وثانيها: أن يأتي للاتخاذ، نحو: اطَّبَخَ، واشْتَوَى، أي:2 اتَّخذَ طبيخا وشِواء لنفسه3.
- وثالثها: أن يأتي للمفاعلة، نحو اختصموا واجتوروا، إذا4 تخاصموا وتجاوروا، واعلم أنه لو قال للتفاعل كان أولى.
- ورابعها: أن يأتي للتصرف في تحصيل ذلك الفعل الذي يقتضي مفعوله؛ ولهذا قال
سيبويه: معنى كسبت المال: أصبته ومعنى اكتسب المال تصرفت "فيه"5، 6 "تنبيها على أن الثواب يحصل بأدنى ملابسة المثاب عليه، وأن العقاب إنما
__________
1 نقل ابن الحاجب هذه العبارة أيضا عن عبد القاهر، إلا أنه غيّر فيها قليلا؛ ففي المفتاح "ص50" قال عبد القاهر: "وافْتَعَلَ: لِلْمُطاوَعَةِ غَالِباً، نَحوُ غَمَمْتُهُ فَاغْتَمَّ، وَللاِتِّخَاذِ، نحو:اطبخ واشتوى. وللتصرف نحو: اكتسب. وللمفاعلة، نحو: اجتوروا واختصموا".
2 في "ق"، "هـ": إذا.
3 وفي اللسان "طبخ": 4/ 2632, 2633،: "طبخ القدر واللحم يطبِخه ويطبُخه طبخا، واطبخه "الأخيرة عن سيبويه" فانطبخ واطَّبَخَ، أي: اتخذ طبيخا، افتعل، ويكون الاطباخ اشتواء واقتدارا".
4 في "هـ": أي.
5 لفظة "فيه" إضافة من "هـ".
6 في الكتاب "4/ 74": "وأما كسب فإنه يقول أصاب، وأما اكتسب فهو التصرف والطلب".

(1/263)


يحصل بعد التصرف وإظهار ما يقتضي حصول المعاقب عليه فيه1، ولهذا قال الله2 تعالى: [لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت] 3، 4.
__________
1 "فيه": ساقطة من "ق".
2 لفظ الجلالة نقص من "ق".
3 سورة البقرة: من الآية "286".
4 العبارة التي وضعت بين معقوفتين فيها تقديم وتأخير في "هـ"، هكذا: "ولهذا قال الله تعالى: {لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} "تنبيها على أن الثواب يحل بأدنى ملابسة المثاب عليه وأن العقاب يحصل بعد التصرف وإظهار ما يقتضي حصول المعاقب عليه".

(1/264)


[معاني: استفعل] :
قوله: "واسْتَفْعَلَ لِلسُّؤَالِ غَالِباً: إِمَّا صَرِيحاً، نَحْوُ: اسْتَكْتَبْتُهُ، أَوْ تَقْدِيراً نَحْوُ اسْتَخْرَجْتُهُ، ولِلتَّحَوُّلِ نَحْوُ: اسْتَحْجَرَ الطينُ، وَ"إنَّ البُغاثَ بِأَرْضِنَا يَسْتَنْسِرُ". وَقَدْ يجيء بمعنى "فَعَلَ" نحو: قَرَّ واسْتَقَرَّ1".
واعلم أن استفعل يأتي لمعان:
- أحدها: أن يأتي للسؤال غالبا، وذلك السؤال إما أن يكون صريحا نحو: استكتبته، أي: طلبت منه الكتابة، وإما أن يكون غير صريح نحو: استخرجت الوتد من الحائط، فإنه لا يكون ههنا طلب الخروج من الوتد
__________
1 العبارة بتمامها من "ق". وفي الأصل: "واستفعل للسؤال غالبا ... " إلى آخره وفي "هـ": "واستفعل ... " وهذه العبارة نقلها ابن الحاجب عن عبد القاهر، من كتابه المفتاح "ص51".

(1/264)


تحقيقا، بل مجرد تخيل في قصد الخروج فنُزِّلَ التخيل في قصد الخروج منزلة طلب الخروج1.
- والثاني: أن يأتي للتحول2 أي: لتحويل فاعله إلى ما اشتق منه الفعل حقيقة، نَحْوُ: "اسْتَحْجَرَ الطينُ"، وَ"إنَّ"3 البُغاثَ بِأَرْضِنَا يستنسر4، أي: يتحول5 الطين إلى صفة الحجر، والبُغاث بأرضنا يتحول إلى صفة النسر.
[اعلم أنه إن أريد به6 تحوله إلى صفة المشتق منه فالأَوْلى أن يقال أن يأتي للتشبه، وإن أريد بـ"استحجر الطين" تحويله إلى الحجر فإنه يكون التحول7 حقيقة] 8.
__________
1 وهذا المعنى ذكره سيبويه في كتابه "4/ 70.
2 قال سيبويه: "وقالوا في التحويل من حال إلى حال هكذا، وذلك "قولك": استنوق الجمل، واستتيست الشاة" "الكتاب: 4/ 71".
3 لفظة "أن" إضافة من "هـ".
4 البغاث -بضم الباء وكسرها وفتحها: ضعاف الطير "ينظر اللسان: بغث". وهذا مثل يضرب للضعيف يصير قويًّا، وللذليل يعز بعد ذل. وجاء في اللسان "بغث": "يضرب مثلا للئيم يرتفع أمره، وقيل: معناه أي من جاورنا عزبنا", "ينظر المثل في: مجمع الأمثال "1/ 10 - دار الفكر"، والمفتاح "51" وشرح الشافية للرضي "1/ 111" واللسان: بغث 1/ 318".
5 في "هـ": تحول.
6 لفظة "به" إضافة من "ق".
7 في "ق": للتحول.
8 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".

(1/265)


- والثالث: أن يأتي بمعنى فَعَلَ، نحو: قَرَّ واسْتَقَرَّ1، 2.
__________
1 ينظر الكتاب: 4/ 71.
2 لم يذكر ابن الحاجب معاني: افعوعل وافعوَّل وافْعَلّ وافعالَ، في الشافية. ولم يستدركها عليه ركن الدين ههنا، وهذه المعاني قد ذكرها عبد القاهر، حيث قال في المفتاح "ص51": "وافْعَوْعَلَ مبالغة "فَعُلَ" و"أفعل" كاخْشَوْشَنَ، واعْشَوْشَبَ. و"افْعَوَّل" مثله في المبالغة نحو: اعْلَوَّطَ، واخْرَوَّطَ، واجْلَوَّذَ. وافْعَلَّ وافْعَالّ للألوان والعيوب، نحو ابْيَضَّ وابْيَاضَّ، واعْوَرَّ واعْوَارَّ. وافعالّ أبلغ" وهذه المعاني قد استدركها الرضي في شرحه وذكرها وذكر أمثلتها وشرحها. "ينظر شرح الشافية: 1/ 112, 113" وقد التبس الأمر على محقق كتاب المفتاح: فذكر في حاشية "28" من ص51 أن ابن الحاجب ذكر هذه الأوزان الأربعة الأخيرة وأمثلتها بتصرف يسير، وأشار إلى شرح الرضي 1/ 112, 113. والحق أن الذي ذكرها هو الرضي وليس ابن الحاجب، فهي ليست مذكورة في متن الشافية "ص3" ضمن معاني الأبنية.

(1/266)


[أبنية الرباعي] :
قوله: "وللرباعي المجرد بناء واحد، نَحْوُ: دَحْرَجْتُهُ ودَرْبَخَ1، وَلِلْمَزِيدِ فِيهِ ثَلاَثَةٌ: تَدَحْرَجَ، واحْرَنْجَمَ، واقْشَعَرَّ2، وهي لازمة"3.
اعلم أن للرباعي4 المجرد عن الزوائد بناء واحدا وهو "فَعْلَل"، ولم يتصرفوا كما تصرفوا في الثلاثي المجرد من فتح عينه وكسرها وضمها لثقل الرباعي.
__________
1 ينظر المفتاح، ص45.
2 ينظر المصدر السابق، ص46، وأطلق عبد القاهر على الأفعال المزيدة مصطلح الأفعال المشبعة.
3 العبارة بتمامها من "ق". وجاءت في الأصل "وللرباعي المجرد ... " إلى آخره وفي "هـ": "وللرباعي المجرد ... ".
4 في الأصل: "الرباعي". وما أثبتناه من "ق"، "هـ".

(1/266)


وإنما جوزوا استعمال الفتحات الثلاث فيه لخفتها، وإنما سكنوا الثاني طلبا للخفة؛ لأنه ليس في كلامهم أربع حركات "19" متوالية في كلمة واحدة، لما فيه من الاستثقال.
وإنما كان الثاني أولى بالتسكين؛ لأنه يتعذر تسكين الأول لامتناع الابتداء بالساكن, وكذا الرابع لوجوب بناء الماضي على الفتح ما لم يتصل به [واو ولا] 1 ضمير مرفوع بارز متحرك, وكذا الثالث؛ لأنه يلزم منه التقاء الساكنين على غير حدة؛ لأنه قد يسكن الرابع وذلك إذا اتصل به ضمير مرفوع بارز متحرك، وهو قد يكون متعديا نحو: دحرجت الحجر وقد يكون "غير"2 متعد، نحو: دَرْبَخَ الرجل، إذا طَاطَأَ رأسه وبَسَطَ ظَهْره3.
وللرباعي المزيد فيه ثلاث أبنية:
أحدها: تَفَعْلَل نحو "تدحرج".
- والثاني: افْعَنْلَل نحو "احْرَنْجَمَ" يقال: حرجمت الإبل فاحرنجمت، إذا رددتها فارتد بعضها إلى بعض فاجتمعت4.
- والثالث: افْعَلَلّ نحو "اقْشَعَرّ"5، لأن الهمزة والراء الثانية زائدتان مثل "أحمر".
__________
1 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
2 لفظة "غير" إضافة من "ق"، "هـ".
3 قاله صاحب اللسان. "ينظر: دربخ" 2/ 1350 وذكر ابن جني أن الأفعال الرباعية المبنية للفاعل لا تكون إلا على مثال "فعلل" فقط "ينظر المنصف: 1/ 28".
4 ينظر اللسان "حرجم": 2/ 824.
5 من القشعريرة. "ينظر اللسان: قشعر": 5/ 3638.

(1/267)