همع الهوامع في شرح جمع الجوامع 3 - حِكَايَة المسمي بِهِ من مُتَضَمّن
إِسْنَاد
(مَسْأَلَة) (يَحْكِي الْمُسَمّى بِهِ من مُتَضَمّن إِسْنَاد) كبرق
نَحره وتأبط شرا و (قَامَ) نَاوِيا فِيهِ الضَّمِير (أَو عمل) رفعا أَو
نصبا أَو جرا كقام أَبوهُ وضارب زيدا وَغُلَام زيد قَالَ فِي الارتشاف
ويتأثر بالعوامل فَتَقول قَامَ قَائِم أَبوهُ وَرَأَيْت قَائِما أَبوهُ
ومررت بقائم أَبوهُ ويتأثر فِي غُلَام زيد الأول وَالثَّانِي مجرور
دَائِما (أَو إتباع) كَأَن يُسمى بِصفة أَو مَوْصُوف كَرجل عَاقل أَو
بمعطوف ومعطوف عَلَيْهِ كزيد وَعَمْرو أَو نسق (بِحرف دون متبوع) كَأَن
تسمي وَزيد أَو وزيدا أَو وَزيد فيحكى كَمَا تحكى الْجُمْلَة (أَو مركب
حرف وَاسم) كيا زيد وَأَنت وبزيد وحيثما وَكَذَا وكأين وَهَذَا
وَهَؤُلَاء (أَو) مركب حرف (وَفعل) كهلما إِذا لم يضمر فِيهِ ويضربون
وضربوا فِي لُغَة أكلوني البراغيث
(3/269)
(أَو) مركب (حرفين) كَأَنَّمَا وليتما
(وَقيل يعرب) الْمركب من حرفين (إِن كَانَ أَحدهمَا زَائِدا لغير معنى)
ك (عَن مَا) فِي {عَمَّا قَلِيل} [الْمُؤْمِنُونَ: 40] فَيقدر تَقْدِير
اسْمَيْنِ ويتمم مِنْهُمَا مَا يحْتَاج إِلَى التَّمام كَمَا لَو سمي ب
(مَا) من قَوْله {فبمَا نقضهم ميثاقهم} [النِّسَاء: 155] فَيُقَال على
هَذَا بِي مَا بالإتمام (قيل) ويعرب (نَحْو قُمْت) أَيْضا مِمَّا
اتَّصل بِهِ ضمير الْفَاعِل فَيُقَال هَذَا قُمْت وَرَأَيْت قمتا ومررت
بقمت وَلَا يُضَاف شَيْء من هَذِه الْأَنْوَاع الْمُسَمّى بهَا ويحكى
(وَلَا يصغر) لِأَنَّهَا إِمَّا جملَة وَإِمَّا شبه جملَة وَكَذَلِكَ
لَا يثنى وَلَا يجمع (ويعرب غير ذَلِك) مِمَّا يُسمى بِهِ وَلَيْسَ من
الْأَنْوَاع الْمَذْكُورَة (و) الْمُسَمّى بحرفين (يضعف ثَانِيهمَا أَو
يرد مَا حذف) مِنْهُ إِن كَانَ محذوفا مِنْهُ (إِن كَانَ لينًا) نَحْو
(لَو) و (كي) فَيرد آخرهما وَنَحْو (قل) و (بِعْ) و (خف) فَيُقَال قل
وبع وخف بالتضعيف أَو قَول وَبيع و (خَافَ) بِالرَّدِّ (وَإِلَّا)
بِأَن كَانَ حرفا صَحِيحا (فَلَا) يضعف كمن وَعَن بل يعربان ك (يَد) و
(دم) (و) الْمُسَمّى (بِحرف) وَاحِد (لَيْسَ بعض كلمة إِن تحرّك كمل
بِتَضْعِيف) حرف (مجانس حركته) كَأَن تسمى بِالتَّاءِ من ضربت وبالياء
من بزيد وبالكاف من أكرمك فَتَقول (تو) و (بِي) و (كاء) (وَإِلَّا)
بِأَن كَانَ سَاكِنا كَلَام التَّعْرِيف على رَأْي سِيبَوَيْهٍ فيكمل
(بِهَمْزَة الْوَصْل) فَيُقَال قَامَ أل فَإِن كَانَ ألفا لَا يقبل
التحرك لم تصح التَّسْمِيَة بهَا (أَو بَعْضًا) فَإِن سكن (فبالوصل أَو
الْحَرْف) الَّذِي كَانَ قبله (أَبُو بِهِ يرد كل كلمة أَقْوَال)
مِثَاله إِذا سميت بالراء من ضرب الْمصدر فَتَقول على الأول قَامَ أَو
وعَلى الثَّانِي قَامَ ضرّ (وَإِلَّا) بِأَن تحرّك (فبالتضعيف)
كَقَوْلِك فِي الضَّاد الْمَفْتُوحَة من ضرب ضاء والمكسورة من ضرب ضي
والمضمومة من ضرب ضو (أَو بِالْفَاءِ إِن كَانَ
(3/270)
عينا) كَقَوْلِك فِي الرَّاء من (ضرب)
القفل إِذا سمي بِهِ قَامَ ضرّ (وَعَكسه) أَي بِالْعينِ إِذن كَانَ
فَاء كَقَوْلِك فِي الضَّاد مِنْهُ قَامَ ضرّ أَيْضا (وَاللَّام
بِأَحَدِهِمَا) إِمَّا بِالْفَاءِ أَو الْعين كَقَوْلِك فِي الْبَاء من
ضرب ضَب أَو رب (أَو إِن كَانَ فعلا بِالْفَاءِ وَاللَّام) كَقَوْلِك
فِي الضَّاد من ضرب ضَب (وَهِي) أَي اللَّام (بِغَيْر الْفَاء) إِمَّا
الْفَاء أَو الْعين. . (أَو يرد كل الْكَلِمَة أَقْوَال وَمنع الْفراء
التَّسْمِيَة بساكن مُطلقًا) لِأَنَّهُ لَا يُمكن الِابْتِدَاء بِهِ
(و) منعهَا (بَعضهم إِن امْتنع تحريكه) كالألف (وَيجْعَل (فو) فَمَا)
لِأَن الْعَرَب لما أفردته عَن الْإِضَافَة قَالُوا (فَم وَذُو)
بِمَعْنى صَاحب (ذَوي) عِنْد سِيبَوَيْهٍ رد إِلَى أَصله عِنْده وَهُوَ
ذَوي فقلبت الْيَاء ألفا (وذوو) عِنْد الْخَلِيل لِأَن أَصله عِنْده
فَيُقَال قَامَ ذُو وَرَأَيْت ذَوا ومررت بذو (و) يرد همز (الْوَصْل
فِي فعل قطعا) فَإِذا سميت بِنَحْوِ انْطلق قلت أَنطلق بِقطع الْهمزَة
لقلَّة مَا جَاءَ من الْأَسْمَاء بِهَمْزَة الْوَصْل فَلَا يُقَاس
عَلَيْهِ بِخِلَافِهَا فِي الِاسْم نَحْو انطلاق فَلَا يقطع لِأَنَّهَا
ثبتَتْ فِيهِ وَهُوَ اسْم لم يخرج عَن الاسمية (قيل أَو اسْم) أَيْضا
وَعَلِيهِ ابْن الطراوة فَقَالَ تقطع الْهمزَة فِي انطلاق (و) يَجْعَل
الْفِعْل (الْمَحْذُوف آخِره) كلم ترم وَلم يغز (أَو متلوه) أَي مَا
قبل آخِره كلم يقم وَلم يبع (أَو لامه وفاؤه) نَحْو (ع) و (ف) (أَو)
لامه (وعينه) نَحْو (ر) (مكملا) برد الْمَحْذُوف فَيُقَال فِي
الْأَمْثِلَة قَامَ يَرْمِي ويغزو وَيقوم وَيبِيع ودع وَرَأَيْت وعيا
ورأي كعصى (و) يَجْعَل (الفك للجزم وَالْوَقْف مدغما) فَإِذا سيمت بلم
يردد أَو ارْدُدْ قلت جَاءَ يرد غير منصرف ورد منصرفا (و) يَجْعَل
(هَاء السكت محذوفا) فَيُقَال فِي ارمه جَاءَ ارْمِ على حد جوَار (و)
الْمُسَمّى (بجار فَوق حرف ومجرور الأجود إعرابه مُضَافا لمجروره)
فَيُقَال فِي نَحْو من زيد جَاءَ من زيد وَرَأَيْت من زيد ومررت بِمن
زيد (ومعطى مَا لَهُ مُسْتقِلّا) أَي يضعف إِن كَانَ آخِره لين
فَيُقَال جَاءَ فِي زيد ويقابل الأجود
(3/271)
أَنه يحْكى فَيُقَال جَاءَ من زيد (وَقيل
يجب) الْإِعْرَاب وَالْإِضَافَة (فِي ثلاثي أَو ثنائي صَحِيح) كمنذ
وَرب وَمن وَعَن وَلَا تجوز الْحِكَايَة (وَقيل) تجب (الْحِكَايَة فِي
ثنائي معتل) ك (فِي) وَلَا يجوز الْإِعْرَاب (و) الْمُسَمّى بجار
ومجرور وَالْجَار (حرف) وَاحِد (يحْكى وجوبا عِنْد الْجُمْهُور)
وَأَجَازَ الْمبرد والزجاج إعرابهما ويكمل الأول كَمَا لَو سمي بِهِ
مُسْتقِلّا فَيُقَال فِي (بزيد) جَاءَ بِي زيد (و) الْمُسَمّى
(بِالَّذِي وفروعه إِن قُلْنَا أل معرفَة حذفت) فَيُقَال جَاءَ لذ ولت
(وَإِلَّا) بِأَن قُلْنَا زَائِدَة وتعريفها بالصلة (فَقَوْلَانِ) قيل
تحذف وَقيل لَا (وَعَلَيْهِمَا تحذف الصِّلَة) إِذْ صَار علما فأغنى
تَعْرِيف العلمية عَنْهَا (وَقيل) هَذَا إِذا لم يلحظ فِيهِ معنى
الْوَصْف (وَإِن لحظ الْوَصْف بقيا) أَي أل والصلة (وَيجْعَل الْيَاء)
من الَّذِي وَنَحْوه (حرف إِعْرَاب) فَيُقَال جَاءَ الَّذِي وَرَأَيْت
لذيا كَمَا يعرب عر وسح (مَا لم يحذف) قبل التَّسْمِيَة ثمَّ يُسمى
بِهِ كَمَا سمي باللذ لُغَة فِي الَّذِي (فمثلوها) وَهُوَ الذَّال
حِينَئِذٍ يَجْعَل حرف الإعرب فَيُقَال جَاءَ لذ وَرَأَيْت لذاً
(وَأَسْمَاء الْحُرُوف) ألف بَاء تَاء ثاء إِلَى آخرهَا (وقف) كَمَا
جَاءَت فِي الْقُرْآن {الم} [الْبَقَرَة: 1 وَغَيرهَا] (إِلَّا مَعَ
عَامل فالأجود) حِينَئِذٍ فِيهَا (الإعرب وَمد الْمَقْصُور) مِنْهَا
نَحْو كتبت بَاء تَاء وَيجوز فِيهَا الْحِكَايَة كحالها بِلَا عَامل
نَحْو كتبت بَاء وتاء وجيم وَجَاء وَيجوز ترك الْمَدّ ثَان يعرب
مَقْصُورا منونا نَحْو كتبت با (كالتعاطف) أَي كَمَا إِذا تعاطفت فَإِن
الأجود فِيهَا أَيْضا الْإِعْرَاب وَالْمدّ وَإِن لم يكن عَامل تَقول
جِيم وكاف وباء كَمَا تَقول وَاحِد وَاثْنَانِ وَثَلَاثَة وَأَرْبَعَة
(3/272)
الضرائر
أَي هَذَا مَبْحَث الْأُمُور الَّتِي تجوز لضَرُورَة الشّعْر وَلَا
تجوز فِي غَيره (يجوز للشاعر) أَن يرتكب (مَا لَا يجوز فِي
الِاخْتِيَار قَالَ ابْن مَالك إِن لم يجد عِنْد مندوحه بِأَن لم
يُمكنهُ الْإِتْيَان بِعِبَارَة أُخْرَى) (وَجوزهُ ابْن جني وَابْن
عُصْفُور وَأَبُو حَيَّان وَابْن هِشَام مُطلقًا) أَي وَإِن لم يضْطَر
إِلَيْهِ لِأَنَّهُ مَوضِع ألفت فِيهِ الضرائر بِدَلِيل: 1695 -
(كم بجُودٍ مُقَرفٍ نَالَ العُلا ... )
فصل بَين كم ومدخولها بالجار وَالْمَجْرُور وَذَلِكَ لَا يجوز إِلَّا
فِي الشّعْر وَلم يضْطَر إِلَى ذَلِك إِذْ قد يَزُول الْفَصْل بَينهمَا
بِرَفْع (مقرف) أَو نَصبه قَالَ أَبُو حَيَّان فِي شرح التسهيل لَا
يَعْنِي النحويون بِالضَّرُورَةِ أَنه لَا مندوحة عَن النُّطْق بِهَذَا
اللَّفْظ وَإِلَّا كَانَ لَا تُوجد ضَرُورَة لِأَنَّهُ مَا من لفظ أَو
ضَرُورَة إِلَّا وَيُمكن إِزَالَتهَا ونظم تركيب آخر غير ذَلِك
التَّرْكِيب وَإِنَّمَا يعنون بِالضَّرُورَةِ أَن ذَلِك من تراكيبهم
الْوَاقِعَة فِي الشّعْر المختصة بِهِ وَلَا يَقع ذَلِك فِي كَلَامهم
النثر وَإِنَّمَا يستعملون ذَلِك فِي الشّعْر خَاصَّة دون الْكَلَام
انْتهى (وذمه ابْن فَارس مُطلقًا) فَقَالَ مَا رَأينَا أَمِيرا أَو ذَا
شَوْكَة أكْرم شَاعِرًا على ارْتِكَاب ضَرُورَة فإمَّا أَن يَأْتِي
بِشعر سَالم أَو لَا يعْمل شَيْئا (نعم لَا يخرج عَن الفصاحة إِلَّا
مَا استوحش وفَاقا لحازم) الأندلسي وَعبارَته فِي (الْمِنْهَاج)
الضرائر السائقة فِيهَا المستقبح وَغَيره وَهُوَ مَا لَا تستوحش فِيهِ
النَّفس كصرف مَا لَا ينْصَرف
(3/273)
وَقد تستوحش مِنْهُ النَّفس كالأسماء
المعدولة وَأَشد وتنوين (أفعل من) وَمِمَّا لَا يستقبح قصر الْجمع
الْمَمْدُود وَمد الْجمع الْمَقْصُور ويستقبح مِنْهُ مَا أدّى إِلَى
التناس جمع بِجمع كرد مطاعم إِلَى مطاعيم أَو عَكسه فَإِنَّهُ يُؤَدِّي
إِلَى التباس مطعم بمطعام وأقبح الضرائر الزِّيَادَة المؤدية إِلَى مَا
لَيْسَ أصلا فِي كَلَامهم كَقَوْلِه 1696 -
(من حَيْثُمَا نظرُوا أدنوا فأنظور ... )
أَي أنظر إِلَى مَا يقل فِي الْكَلَام كَقَوْلِه 1697 - ... طأطأت
شيمالي ... )
أَي شمَالي وَالنَّقْص المجحف كَقَوْلِه 1698 -
(درسَ المَنا بمُتالع فأبان ... )
(3/274)
أَي الْمنَازل والعدول عَن صِيغَة لأخرى
كَقَوْلِه 1699 -
(جدلاء محكمَة من نَسْج سلاَّم ... )
أَي سُلَيْمَان انْتهى قَالَ فِي (عروس الأفراح) وَهَذَا تَفْصِيل حسن
يَنْبَغِي اعْتِبَاره قَالَ وَقد أطلق الخفاجي أَن صرف غير المنصرف
وَعَكسه فِي الضَّرُورَة مخل بالفصاحة فتلخص من ذَلِك قَولَانِ (وَهِي
كَثِيرَة جدا) حَتَّى أفردها ابْن عُصْفُور بمؤلف (وغالبها مفرق فِي
أَبْوَاب) وَمِنْهَا نقل حَرَكَة وحرف لغير مَحَله كَقَوْلِه 1700 -
(قد كَانَ شَيْبَانُ شَدِيداً وهَصُهْ ... حَتَّى أَتَاهُ قِرْنهُ
فَوقَصُهْ)
(3/275)
نقل ضمة الْهَاء إِلَى الصَّاد كَقَوْلِه
1701 -
(تكَاد أواليها تفرِّي جُلودَها ... )
أَي أوائلها (وَحذف تَنْوِين) كَقَوْلِه 1702 -
(وَقل بشاشَة الوجهُ المليحُ ... )
أَي بشاشة بِالنّصب على أَنه تَمْيِيز نِسْبَة وَالْوَجْه فَاعل قل (و)
حذف (نون شتان) كَقَوْلِه 1703 -
(أُرِيد صلاحَها وتريد قَتْلِي ... وشَتّا بَيْن قَتْلِي والصّلاح)
(و) حذف (نون لَكِن) كَقَوْلِه 1704 -
(فلست بآتية وَلَا أسْتطِيعُه ... ولاكِ اسْقِني إِن كَانَ ماؤُك ذَا
فَضْل)
(3/276)
(و) نون (لم يكن قبل سَاكن) كَقَوْلِه 1705
-
(لم يَكُ الْحقَّ على أَن هاجه ... رسمُ دَار قد تَعفّت بالطّللْ)
(و) حذف (مَا) النافية (وَلَا النافية حَيْثُ لَا تجوز) بِأَن لم تكن
إِلَّا فِي مضارع جَوَاب قسم كَقَوْلِه 1706 -
(لعَمْرُ أبي دّهْماء زالتْ عزيزةً ... على قَومهَا مَا فَتّل الزَّنْد
قادِحُ)
أَي مَا زَالَت وَقَوله 1707 -
(رَأَيْتُك يَا ابْنَ الحارثيّة كالّتي ... صناعَتها أبقت وَلَا
الوَهْيَ تَرْقعُ)
أَي لَا صناعتها (و) حذف (همز مئين) كَقَوْلِه 1708 -
(وَذَلِكَ أنّ ألفَكُم قلِيلٌ ... لواحِدنا أجَلْ أَيْضا ومِينُ)
أَي مئين (و) حذف (كَانَ بِلَا عوض) عَنْهَا مِمَّا بعد أَن وَنَحْوهَا
كَقَوْلِه 1709 -
(أزْمانَ قومِي وَالْجَمَاعَة ... )
أَي أزمان كَانَ قومِي (وَقصر الْمَمْدُود) كَقَوْلِه 1710 -
(لابدّ من صَنعَا وَإِن طَال السّفرْ ... )
(3/277)
وَقَالَ الْكسَائي فِي (النصب فَقَط) قَالَ
لَا تكَاد الْعَرَب تقصر ممدودا فِي رفع وَلَا جر ورد بِمَا تقدم
وَبِقَوْلِهِ 1711 -
(وأهْلُ الوَفا مِن حادِثٍ وقديم ... )
(و) قَالَ (الْفراء إِن جَازَ مَجِيئه مَقْصُورا) فِي بَابه كالهواء
بِخِلَاف مَا لَهُ قِيَاس يُوجب مُدَّة كفعلاء أفعل فَلَا يجوز قصره
ورد بقوله 1712 -
(صَفرا كلوْن الفرَس الأشْقر ... )
(وَاسْتثنى ابْن هِشَام) فِيمَا رَأَيْته بِخَطِّهِ فِي حَوَاشِي (شرح
الألفية) لِابْنِ النَّاظِم (نَحْو سَوَاء) قَالَ لأَنهم قَالُوا فِيهِ
سوى بِالضَّمِّ وَالْكَسْر مَعَ الْقصر فيهمَا وَحَيْثُ فتحُوا مدوا
لَا غير فَلَيْسَ لَك أَن تفتح وتقصر للضَّرُورَة لِأَن لَك عَن ذَلِك
مندوحة بِأَن تضم أَو تكسر فَلَا يَقع لَك تجوز فِي الْكَلِمَة وخروجها
عَن أَصْلهَا وَغَيره لم يسْتَثْن ذَلِك لاشتراطه أَلا يجد مندوحة
وَهُوَ مَفْقُود هُنَا (وَعَكسه) أَي مد الْمَقْصُور كَقَوْلِه 1713 -
(يَا لَك من تَمْر ومِنْ شِيْشَاء ... يَنْشَبُ فِي المسْعَل واللهاء)
(3/278)
(خلافًا لأكْثر البصرية) فِي قَوْلهم
بِالْمَنْعِ (مُطلقًا وللفراء فِي اشْتِرَاط أَن يكون لَهُ قِيَاس
يُوجب مده) ليَكُون رُجُوعا إِلَيْهِ بِخِلَاف مَا يُوجب الْقيَاس قصر
كفعلى فعلان فَلَا يجوز مده (وإبدال حَرَكَة أَو حرف من) حَرَكَة
أُخْرَى أَو حرف (آخر) فَالْأول كإبدال كسرة نون الْمثنى بفتحة أَو ضمة
وفتحة الْجمع بكسرة وَالثَّانِي (كالياء من آخر ثَالِث وخامس وسادس
وأرانب وضفادع وتقضض) فِي قَوْله 1714 -
(قد مرّ يَوْمَانِ وهَذا الثالِي ... وأنْت بالهجْران لَا تبالي)
وَقَوله 1715 -
(وعام حَلتْ وَهَذَا التابعُ الخامِي ... )
وَقَوله 1716 -
(فزوجُك خامِسٌ وأبوكِ سَادي ... )
وَقَوله 1717 -
(من الثعالِي ووَخر من أرانيها ... )
(3/279)
وَقَوله 1718 -
(ولضِفادِي جَمِّهِ نقانِقُ ... )
وَقَوله 1719 -
(تقضي الْبَازِي إِذا الْبَازِي كسَرْ ... )
وكإبدال (الْجِيم من يَا حجتي) فِي قَوْله 1720 -
(يَا رَبِّ إِن كُنْتَ قَبلْتَ حَجّتِجْ ... )
(و) كإبدال (هَاء من ألف مَا وَهنا) فِي قَوْله 1721 -
(من بَعْدِ مَا وبَعْدِ مَا وَبعد مَتْ ... )
وَقَوله 1722 -
(من هَهُنا وَمن هُنهْ)
(وحركة عين سَاكِنة) فِي اسْم أَو فعل كَقَوْلِه
(3/280)
1723 -
(ضَرْبًا أَلِيمًا بسِبْتٍ يَلْعج الجلِدَا ... )
وَقَوله: 1724 -
(مذ سنة وخمِسون عَدَدَا ... )
(وَزِيَادَة حرف إشباعا) أَو غَيره كَقَوْلِه: 1725 -
(أقِلى اللوم عاذِلَ والعِتابَا ... )
وَقَوله: 1726 -
(كأنّك فِينَا يَا أبات غريبُ ... )
وَقَوله: 1727 -
(تَقَطّعتْ فِي دُونِك الأسبابُ ... )
(3/281)
أَي تقطعت (وَإِثْبَات النُّون فِي
الْإِضَافَة) كَقَوْلِه: 1728 -
(هم القائِلونَ الخَيْرَ والآمِرونه ... )
(وَفك المدغم) كَقَوْلِه: 1729 -
(الْحَمد لله العليِّ الأجْلل ... )
(وَقطع) همزَة (الْوَصْل) كَقَوْلِه: 1730 -
(ولكّ اثْنَيْنِ إِلَى افْتِرَاق ... )
(وَتَشْديد المخفف) كَقَوْلِه: 1731 -
(وهُوَّ على من صَبّه الله عَلْقَمُ ... )
(وتأنيث الْمُذكر) كَقَوْلِه: 1732 -
(سَائِلْ بني أسَدٍ مَا هَذِه الصَّوْتُ ... )
(3/282)
(وعكوسها) أَي سُكُون عين متحركة
كَقَوْلِه: 1733 -
(أبي من تُرَابٍ خَلقهُ اللهُ آدَمُ ... )
وَقَوله: 1734 -
(ولكِنَّ نَظَراتٍ بعَيْن مَريضَةٍ ... )
وَنقص حرف كَقَوْلِه: 1735 -
(وأخو الغوان مَتى يَشَأ يَصْرمْنَهُ ... )
وَقَوله: 1736 -
(والبَكَراتِ الفُسَّج العَطامسَا ... )
والعطاميس جَمِيع عيطموس وَقَوله: 1737 -
(أوالفا مكّة من وُرْق الحَمَا ... )
أَي الْحمام وَزَوَال النُّون فِي غير الْإِضَافَة كَقَوْلِه: 1738 -
(وهم مُتكنَفو البَلد الحرامَا ... )
(3/283)
وإدغام مَا يسْتَحق الفك كَقَوْلِه ...
وَوصل همزَة الْقطع كَقَوْلِه: 1739 -
(أبُوهمْ أبي والأمّهاتُ أمّهاتنا ... )
وَتَخْفِيف المشدد كَقَوْلِه: 1740 -
(رَهْطَ مَرْجُوم ورَهْطَ ابْن المُعَلْ ... )
أَي الْمُعَلَّى وتذكير الْمُؤَنَّث كَقَوْلِه: 1741 -
(لَو كَانَ مدحَة حَيّ مُنشِراً أحَدًا ... )
(وَزِيَادَة (من) فِي الْحِكَايَة وصلا) كَقَوْلِه: 1742 -
(أتَوْا نَارِي فَقلت مَنون أنتمْ ... )
(3/284)
صفحة فارغة
(3/285)
(و) زِيَادَة (هَاء السكت فِيهِ) أَي
الْوَصْل كَقَوْلِه: 1743 -
(يَا مَرحَباهُ بِحِمَار ناجَيهْ ... )
وَقَوله: 1744 -
(فَقلت أيّا ربّاه أوّل سُؤْلتى ... )
(و) زِيَادَة (نون شَدِيدَة آخرا) كَقَوْلِه: 1745 -
(أُحِبُّ مِنْك مَوْضعَ الوْشْحُنِّ ... ومَوْضِعَ الْإِزَار
والقَفَنِّ)
(و) زِيَادَة (لَام فِي مفعول تقدم فعله) كَقَوْلِه: 1746 -
(مُلْكا أَجَارَ لمُسْلِم ومُعاهدِ ... )
(3/286)
(و) زِيَادَة (مَا بعد كَمَا) كَقَوْلِه:
1747 -
(كَمَا مَا امْرُؤٌ فِي معشر غير قَوْمه ... ضَعيفٌ الْكَلَام شَخْصُهُ
مُتضَائِلُ)
(و) زِيَادَة مَا بعد (اللَّهُمَّ) كَقَوْلِه: 1748 -
(وَمَا عَلَيْك أنْ تَقُولِي كُلّما ... سَبّحْتِ أَو هَلْلْتِ يَا
اللَّهُمَّ مَا)
(و) زِيَادَة مَا (ابْتِدَاء) كَقَوْلِه: 1749 -
(مَا مَعَ انّبكَ يَوْمَ الورْد ذُو جزر ... ضَخْمُ الدسِيعة
بالسّلْميْن وكّارُ)
(و) زيادتها (بَين الْبَدَل ومتبوعه وَالْفِعْل ومرفوعه) كَقَوْلِه:
1750 -
(وكأنّهُ لَهقُ السّراة كأنّهُ ... مَا حاجبَيْهِ مُعَيّنٌ بسواد)
وَقَوله: 1751 -
(ضُرِّجَ مَا أنْفُ خَاطبٍ بدَم ... )
(3/287)
(و) زِيَادَة (الْجَار على) جَار (مثله)
لفظا كَقَوْلِه: 1752 -
(وَلَا لِلما بهم أبدا دواءُ ... )
أَو تَعديَة كَقَوْلِه: 1753 -
(فأصْبحْنَ لَا يَسْألنهُ عنْ بِمَا بِهِ ... )
(و) زِيَادَة (النَّافِي) كَقَوْلِه: 1754 -
(وَمَا إنْ لَا تحَاك لهمْ ثِيَابُ ... )
وَقَوله: 1755 -
(إِلَّا الأواري لأيَا مَا أَبَيِّنَهَا ... )
زَاد (إِن) و (لَا) و (إِن) و (مَا) (و) زِيَادَة (لفظ اسْم)
كَقَوْلِه: 1756 -
(إِلَى الحوْل ثمّ اسْمُ السّلام عَليْكما ... )
(وكل مَا وضعناه) فِي هَذَا الْكتاب فِيمَا تقدم أَو يَأْتِي (بالندور
أَو الشذوذ أَو الْمَنْع اخْتِيَارا أَو) الْمَنْع (فِي السعَة) فَهُوَ
من ضرائر الشّعْر (وقلب الْإِعْرَاب) قيل (يجوز فِيهَا) أَي
الضَّرُورَة (مُطلقًا وَقيل) يجوز فِيهَا (بشر تضمين الْعَامِل) معنى
يَصح بِهِ (وَقيل يجوز فِي الْكَلَام أَيْضا) اتساعا واتكالا على فهم
الْمَعْنى (أما إِبْدَال اسْم بمناسبة اشتقاقا كسلام من سُلَيْمَان)
فِي قَوْله:
(3/288)
1757 -
(محكمةٌ من نَسْج سَلاّم ... )
أَو غَيره نَحْو: 1758 -
(والشّيْخَ عثمانٌ أَبُو عفّانا ... )
أَي ابْن عَفَّان أَبُو عَمْرو (فَمَمْنُوع) لَا يجوز فِي الشّعْر
وَلَا فِي غَيره (وَاسْتحْسن أهل البديع بعض مَا سَمَّاهُ النُّحَاة
ضَرُورَة كحذف مَعْمُول الجوازم) وَالْجَار والمستثنى (الْمُسَمّى)
عِنْد أهل البديع (بالاكفتاء) ونظم فِيهِ الباخرزي: 1759 -
(عليَّ نحت القوافي ... وَمَا عَليَّ إِذا لَمْ)
(فَإِن اشْتَمَل) الْكَلَام (على تورية تصرفه عَنهُ) أَي عَن
الِاكْتِفَاء) (فَأحْسن) وَأحلى كَقَوْلِه ... .
(3/289)
خَاتِمَة (الْمُخْتَار وفَاقا للأخفش)
وَخِلَافًا لأبي حَيَّان وَغَيره (جَوَازه) أَي مَا جَازَ فِي
الضَّرُورَة فِي النثر (للتناسب والسجع) نَحْو قَوْله
فِيمَا رَوَاهُ الْحَاكِم وَغَيره (اللَّهُمَّ رب السَّمَوَات) السَّبع
(وَمَا أظللن) وَرب الْأَرْضين السَّبع وَمَا أقللن (و) رب
الشَّيَاطِين وَمَا أضللن وَكَانَ الْقيَاس أَضَلُّوا فَأتى بضمير مؤنث
لمناسبته أظللن وأقللن وَقَوله فِي حَدِيث الْمَوَاقِيت فِي الصَّحِيح
(هن لَهُنَّ) وَالْقِيَاس (لَهُم) بعوده على أهل الْمَدِينَة وَمن ذكر
مَعَهم وَقَوله فِيمَا رَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده وَغَيره (أنْفق
بِلَالًا وَلَا تخش من ذِي الْعَرْش إقلالا) نون الْمُنَادِي الْمعرفَة
ونصبه لمناسبة إقلالا وَقَوله للنِّسَاء حِين رجعن من الْجِنَازَة
فِيمَا رَوَاهُ ابْن مَاجَه وَغَيره (ارْجِعْنَ مَأْزُورَات غير
مَأْجُورَات) وَالْقِيَاس موزورات بِالْوَاو وَقَوله فِيمَا رَوَاهُ
(كل مَا أصميت) أَي مَا رميت من الصَّيْد فَقتلته وَأَنت ترَاهُ (ودع
مَا أنميت) أَي مَا رميته فَغَاب عَنْك ثمَّ مَاتَ وَالْقِيَاس ... .
وَقَوله فِيمَا رَوَاهُ الْبَزَّار (أيتكن صَاحِبَة الْجمل الأدبب
تنبحها كلاب الحوأب) وَالْقِيَاس الْأَدَب بِالْإِدْغَامِ وَقَوله
فِيمَا رَوَاهُ البُخَارِيّ (أُعِيذكُمَا بِكَلِمَات الله التَّامَّة)
(من كل شَيْطَان وَهَامة) أَي حَنش مخوف (و) من (كل عين
(3/290)
لَامة) أَي تصيب بِسوء وَالْقِيَاس (ملمة)
ونظائر ذَلِك فِي الحَدِيث وَالْكَلَام الصَّحِيح كثير لَا يُمكن
استيعابه وَمِمَّا اسْتدلَّ بِهِ لذَلِك قَوْله تَعَالَى {وتظنون
بِاللَّه الظنونا} [الْأَحْزَاب: 10] {فأضلونا السبيلا} [الْأَحْزَاب:
67] بِزِيَادَة ألف لتوافق الفواصل
(3/291)
صفحة فارغة
(3/292)
|