شرح الدرة اليتيمة

عناصر الدرس
* إعمال اسم الفاعل حده وشروطه وأحكامه.
* إعمال المصدر حده.
* باب الجر وأنواعه.
* الجر بالحرف عدده ومعانيه وشروطه.
* الجر بالإضافة حده وأنواعه.

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله، وصلّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد:
قال رحمه الله تعالى: (بَابُ إِعْمَالِ اسْمِ الْفَاعِلِ)
أي: هذا باب في بيان إعمال اسم الفاعل، يعني: الأصل في الأسماء ألا تعمل، الأصل في العمل أن يكون في الأفعال، والأسماء والحروف الأصل فيها أنها جامدةٌ ولا تعمل، وإنما أعملت في اسم الفاعل الذي سيذكره الناظم أنه أشبه الفعل من جهة اللفظ ومن جهة المعنى، ولذلك من الأسماء ما هي يعمل لا بد من شروط، والفعل يعمل بلا شرط، وما جاء عن الأصل لا يُشترط فيه شرط، وما جاء على خلاف الأصل لا بد من شروطٍ تقربه إلى الأصل، ولذلك اسم الفاعل لا يعمل هكذا مطلقًا وإنما يعمل بشروط هذه الشروط تضيق عليه وتجعله قريبًا من الفعل الذي هو أصلٌ في باب العمل، اسم الفاعل أي: اسم فاعل الفعل، حدّه اسم الفاعل ما هو اسم الفاعل؟ نقول: اسم الفاعل هو الوصف الدال على الفاعل الجاري على حركات المضارع وسكناته، الوصف كما سبق مرارًا أنه ما دل على ذاتٍ وحدث، ما دل على ذاتٍ وحدث قد يدل على ذاتٍ وحدثٍ قائمٍ بها أو واقع منها، أو يدل على حدثٍ لكن متصف بحدثٍ على جهة اللزوم، أو يدل على ذاتٍ متصفة بحدثٍ ولكنه واقعٌ عليها.
الأول: يسمى اسم فاعل.
والثاني: الصفة المشبه.
والثالث: اسم المفعول.
الكنية تختلف في الدلالة على الذات والحدث، اسم الفاعل يدل على ذاتٍ وحدث يعني على الشخص، إذا قيل ضارب هذا اسم فاعل يدل على أي شيء؟ نقول: على ذات، ما معنى ذات؟ يعني: على شخص زيد أو عمرو أو خالد .. إلى آخره، وحدثٍ وهو المصدر الذي هو الضرب فنقول: ضارب يدل على حدثٍ معين وذاتٍ مبهمة، حدثٍ معين أخذناه من المادة وهو الضرب، وذاتٍ مبهمة كونه دالاً على شخصٍ غير معين، نقول: الذات المتصفة بحدث إما أن تتصف بحدث ويكون الحدث قائمًا بها أو واقعًا بها، وهذا الاتصاف دليلٌ على أنه حادثٌ ولم يثبت فيما سبق، يعني: كان غير متصف ثم اتصف، هذا نسميه اسم فاعل.


الثاني: [أن يدل على حدثٍ وذات] أن يدل على ذاتٍ وحدثٍ لازم ثابت مستقر لها، يعني: وجد مع وجود الذات وليس طارئًا بعد أن لم يكن، وهذا هو الفرق بين صفة المشبه واسم الفاعل، الصفة المشبه واسم الفاعل كل منهما دالٌ على ذاتٍ وحدثٍ إلا أن اسم الفاعل يدل على حدثٍ لم يكن فوقع، والصفة المشبه تدل على حدثٍ ذاتي، إذا قيل: زيدٌ حسنٌ وجهه، حسنٌ وجهه حسنٌ هذا صفةٌ مشبه دلت على ذات، ودلت على صفةٍ وهي الحُسن، هل الحُسن واقعٌ بعد أن لم يكن أم أنه صفةٌ دائمة مع زيد؟ صفةٌ دائمة، لكن لو قيل: زيدٌ ضاربٌ عمرًا ضاربٌ، هل هو مدة اتصافه بالضرب كان سابقًا فيه ثم واصل فيه أم أنه حادثٌ بعد أن لم يكن؟ نقول: حادثٌ بعد أن لم يكن. إن دل على ذاتٍ وحدثٍ وقع عليها الحدث نقول: هذا اسم مفعول، زيدٌ مَضْرُوب دل على ذاتٍ ووقع عليها الضرب، زيدٌ مقتولٌ دل على ذاتٍ ووقع عليها القتل.
إذًا نقول: اسم الفاعل الوصف، ما معنى الوصف؟ ذاتٌ مبهمة متصفة بحدثٍ معين قائمٍ بها أو واقعٍ منها. ذاتٍ مبهمة، لماذا ذاتٍ مبهمة؟ لأن ضارب إذا قيل: ضارب، قاسم، عالم هل تفهم منه شخص معين؟ لا، دل على ذات لكن من هو؟ هذا غير معلوم، هل دل على حدثٍ معين؟ نقول: نعم خصص الضرب دون القتل دون العلم، فنقول: اسم الفاعل يدل على ذاتٍ مبهمة وحدثٍ معين، هذا الحدث كان بعد أن لم يكن هذا صفته، الحدود يعني: كان بعد أن لم يكن لم يكن متصفًا به ثم اتصف به.
الدال على الفاعل الجاري على حركات المضارع وسكناته، هذا هو الشغل في عمل اسم الفاعل، أنه أشبه الفعل من جهة المعنى ومن جهة اللفظ، أما شبه اسم الفاعل بالفعل من جهة المعنى فبدلالته على الشذوذ، لأن الفعل ضَرَبَ يَضْرِبُ، يَضْرِب هذا دال على الحدث، الأصل في الأسماء التي تدل على الأحداث فلما دل اسم الفاعل على الحدث وهذا اسم الفاعل أو هذا الحدث الأصل في الدلالة عليه أن يكون بالفعل، وزد على ذلك أنه اقترن بزمن الحادث أو الاستقبال، نقول: أشبه اسم الفاعل الفعل من جهة المعنى، من جهة المعنى الاقتران به بحدثٍ وزمن، والذي يدل على الحدث والزمن هو الفعل [ضَرَبَ يَضْرِب اضْرِبْ]، أما من جهة اللفظ نقول: أشبه اسم الفاعل الفعل المضارع في الحركات والسكنات، والمراد بالحركات مطلق الحركة لا عين الحركة ضمة ضَمة فتحة فَتحة لا، المراد مطلق الحركة كون هذا الحرف محركًا هذا أيضًا محرك، هذا ساكن هذا ساكن. قالوا: ضَارِب. هذا أشبه يَضْرِب ضَ الحرف الأول مُحَرّك يَضْ الحرف الأول محرك من المضارع، ضَا الحرف الثاني ساكن يضْ الحرف الثاني ساكن، ضَارِ هذا الثالث وهو محرك يضْرِ هذا الثالث وهو محرك، إذًا أشبهه من جهة توافق الحركات والسكنات، فلما أشبه اسم الفاعل الفعل المضارع من جهة المعنى ومن جهة اللفظ ألحق به في العمل، فصار يرفع إن كان مأخوذًا من فعلٍ لازمٍ لا ينصب، وصار يرفع وينصب إن كان مأخوذًا من [فعلٍ لازم] (1) يعني: حكمه حكم ما أُخِذَ منه، إن كان أُخِذَ من فعل لازمٍ فهو رافعٌ ولا ينصب، إن كان أخذ من فعلٍ متعدد فهو رافعٌ وناصبٌ حكمه حكم الفعل المتعدِّي لذلك قال
هنا:
__________
(1) سبق، صوابه: الصواب متعدٍّ كما بعده.


وَمَا بِوَزْنِ ضَارِبٍ وَمُكْرِمِ ... يَعْمَلُ مِثْلَ فِعْلِهِ وَالْتَزِمِ

تَنْوِينَهُ) بالنصب
تَنْوِينَهُ مُعْتَمِدَاً أَوْ مَعْ أَلْ ... نَحْوُ الْمُنِيْبُ رَافِعٌ كَفَّ الأَمَلْ

(وَمَا بِوَزْنِ ضَارِبٍ وَمُكْرِمِ) إذا عرفنا أن اسم الفاعل هو الوصف الدال على الحدث، وصفٌ يدل على الحدث جاريًا على حركات المضارع وسكناته، إذًا متى نحكم عليه من جهة اللفظ؟ أنه اسم فاعل، هل كل لفظٍ كان على زنة ما يكون اسم فاعل؟ نقول: لا، هو مختص بوزنين.
الوزن الأول: أن يكون من ثلاثي، وهو ما كان على وزن فاعل، وهذا عند المحققين أن ما كان على زنة فاعل يؤخذ من الثلاثي سواء كان مفتوحًا العين أو مكسور العين أو مضموم العين، يعني: كيف نأتي باسم الفاعل إذا جاء السؤال كيف نصوغ اسم الفاعل؟ نقول: ننظر إلى الفعل الماضي إما أن يكون ثلاثيًّا وإما يزيد عن الثلاثي، واضح؟ إن كان ثلاثيًّا نأتي به على زنة فاعل، الثلاثي هذا على ثلاثة أبواب فَعَل فَعِلَ فَعُلَ كيف نأتي به؟
نقول: يأتي على زنة فاعل، ضَرَبَ ضَارِب، قَتَلَ قَاتِل، عَلِمَ عَالِم، كَرُمَ كَارِم، حَسُنَ حَاسِن، شَرُف شَارِف مطلقًا، فَعَلَ تأتي على زِنَةِ فَاعِل، قَتَلَ فهو قَاتِل، عَلِمَ فَعِلَ يأتي على زنة فَاعِل [قاتل] (1) على زنة فَاعِل عَالِم، فَعُل كشَرُف وكَرُم ظَرُفَ يأتي على زنة فاعل كَارِم وحَاسِم وشَارِف، هنا يأتي إشكال وهو أن باب فَعُلَ هذا بما يدل على صفة لازمة وسبق معنا
في فعُل الفعل الطبيعي حتم ... والحسن والقبح فمن ثم لزم

فعُل يدل على أوصافٍ لازمةٍ لفاعليها، وهنا نأخذ منه اسم الفاعل والفاعل يدل على الحدوث نقول: نعم، الأصل فَعُلَ أنه يدل على صفةٍ لازمة، إذا أخذ الحدود جاز لك أن تأتي به على زنة فاعل، وإلا فتأتي به على جهة الصفات المشبهة وهذه كثيرة، أوصلها بعضهم إلى السبعين.
إذًا إذا كان القصد بحَاسِن وكَارِم أن صفة الحسن وصفة الكرم وشَارِف وصفة الشَّرَف هذه طارئةٌ وليست لازمة، نقول: يجوز الإتيان بها على زنة فاعل:
وفاعل صالحٌ للكل إن قصد الـ ... حدوث نحو غدًا ذا جاذلٍ جذلا

هكذا قال ابن مالك في اللامية، وفاعلٌ يعني ما كان على زنة فاعل. وفاعل صالحٌ للكل، سواء كان من باب فَعَلَ أو فَعِلَ أو فَعُلَ، إن قصد الحدوث نحو غدًا جادلٌ جدلا. جادلٌ من جَدِلَ فَرِح، نقول: هذا يأتي على زنة فاعل هذا في الثلاثي.
__________
(1) سبق.


الرباعي فأكثر نقول: ننظر إلى الفعل المضارع فنقلب حرف المضارعة ميمًا مضمومة ونكسر ما قبل الأخير، الناظم هنا قال: (وَمَا بِوَزْنِ ضَارِبٍ) على وزن فاعل هذا من الثلاثي المجرد مطلقًا سواءٌ كان ماضيه فَعَلَ أو فَعِلَ أوفَعُلَ، قال: (وَمُكْرِمِ) هذا مثال لما زاد على الثلاثي أَكْرَمَ هذا ليس ثلاثيًّا إنما هو على أربعة أحرف، كيف نأتي باسم الفاعل؟ نقول: انظر إلى الفعل المضارع أَكْرَمَ يُكْرِمُ اقلب حرف المضارعة الأول ميمًا مضمومة واكسر ما قبل آخره فتقول: مُكْرِم، انْطَلَقَ يَنْطَلِقُ فهو مُنطلِقٌ، اسْتَخْرَجَ يَسْتَخْرِجُ فهم مُسْتَخْرِِجٌ، دَحْرَجَ يُدَحْرِجُ فهو مُدَحْرِج. إذًا كل ما زاد على ثلاثة أحرف يُؤْتَى به على زِنَةِ مُفعِل أو مُسْتَفْعِل إن زاد على ذلك، فتضم أو تُبدل حرف المضارعة ميمًا مضمومة وتكسر ما قبل آخره، إذًا المراد بقوله: (وَمَا بِوَزْنِ ضَارِبٍ وَمُكْرِمِ). إشارة إلى صيغ اسم الفاعل.
يعمل مثل فعله يعني: النظر إلى الأصل إن كان مأخوذًا من فعل لازم فاسم الفاعل يرفع ولا ينصب، وإن كان مأخوذًا من فعل متعدٍّ فحينئذٍ نقول: يرفع وينصب.
وإنْ ذَكَرْتَ فاعلاً مُنوَّنَا ... فَهْوَ كما لو كانَ فِعلا بَيِّنَا
فارفَعْ بهِ في لازمِ الأفعالِ ... وانصِبْ إذا عُدّي بكلّ حَالِ

يعمل مثل فعله، لكن هل كل اسم فاعل يعمل؟ الجواب: لا، ليس كل اسم فاعل يعمل، وإنما نقول: اسم الفاعل على نوعين:
إما أن يكون مقرونًا بـ (أل).
وإما أن يكون مجردًا من (أل).
إما أن تقول: الضَّارِب. بأل، وإما أن تقول: ضَارِبُ. بدون أل، هذا له حال وذاك له حال أخرى، ما حُلِّيَ بأل يعمل بلا شرط ولا قيد، كل اسم فاعل دخلت عليه أل فيعمل بلا شرط ولا قيد، جَاءَ الضَّارِبُ زَيْدًا، جَاءَ الضَّارِبُ، الضارب هذا إيش إعرابه؟ جاء فعل ماضي، والضارب فاعل مرفوع، ورفعه ضمة ظاهرة على آخره تقول: هذا الضارب على وزن فاعل إذًا هو اسم فاعل دخلت عليه أل، وأل هذه موصولة كما سبق، وكل اسم فاعل دخلت عليه أل فإنه يرفع وينصب هذا الأصل فيه إن كان أصله متعديًّا، الضَّارِبُ هذا مأخوذ من ضَرَبَ، وضَرَبَ هذا متعدٍّ، فأين مرفوعه وأين منصوبه؟ نقول: الضَّارِبُ زَيْدًا. هنا نصب، وكل عامل ينصب لا بد له وأن يرفع، ليس عندنا عامل باستقراء كلام العرب ينصب ولا يرفع، أين الفاعل؟ نقول: ضمير مستتر. زيدًا هذا مفعول به فيعمل اسم الفاعل المقرون بأل مطلقًا، يعني لا يُشترط فيه أن يكون بمعنى الحال أو الاستقبال، وإنما يعمل سواء كان بمعنى الْمضيّ أو الحال أو الاستقبال، جَاءَ الضَّارِبُ زَيْدًا أَمْس، صح. جَاءَ الضَّارِبُ زَيْدًا الآن، صح جَاءَ الضَّارِبُ غَدًا، إذًا عمل مطلقًا ولم يعتمد على شيء سابق عليه كما هو الشأن في المجرد.
وإن يكن صلة أل ففي المضي ... وغيره إعماله قد ارتضي

وإن يكن صلة ال ففي المضي ** وغيره، غير المضي الذي هو الحال والاستقبال، لماذا أُعْمِل المحلى بأل؟
قالوا: لأن هذه موصولة، كل أل داخلة على صفة صريحة فهي موصولة، وإذا كانت كذلك فهي اسم
ومن وما وأل تساوي ما ذكر
* * * *
وصفة صريحة صلة أل


إذًا ما بعد أل الموصولة الأصل فيها أن يكون فعلاً، لماذا؟ لأن الموصولات تحتاج إلى صلة، والأصل فيها أن يكون فعلاً هذا الأصل، ولذلك يُقدر المتعلق الجار والمجرور والظرف فعلاً بإجماع، نقول: وإن كان كذلك فضارب هذا حل محل الفعل سواء كان ماضيًا أو مضارعًا، مضارِعًا بمعنى الحال أو بمعنى الاستقبال، فإن كان كذلك، الفعل يعمل بلا شرط ولا قيد، يعني: ينصب ويرفع بلا شرط فكذلك ما حل محله، فضَارِب هنا حلت محل ضَرَبَ إن أريد المضي، ويَضْرِب إن أريد الحال والاستقبال، والفعل يعمل بلا شرط فكذلك ما حل محله.
إذًا الخلاصة نقول:
اسم الفاعل إذا دخلت عليه أل عمل مطلقًا بلا شرط.
كل ما مر معك اسم فاعل وهو محلى بأل فارفع به وانصب إن كان له مفعولاً به.
إن كان مجردًا من أل نقول هنا: لا يعمل إلا بشرطين، وإذا جرد من أل لزم أن يكون منونًا، ولذلك كلام الناظم هنا لا يُفهم أنه يشترط التنوين، لا، التنوين هذا تحصيل حاصل (وَالْتَزِمِ تَنْوِينَهُ) تنوين هذا مفعول به لقوله: (وَالْتَزِمِ). (وَالْتَزِمِ تَنْوِينَهُ) هنا نقول: هو منون، لأن كل اسم نكرة ليس محلاً بأل وليس مضافًا نقول: هذا يدخله التنوين.
ونَوِّنِ الاسمَ الفَريدَ المُنصَرِفْ ... إذا دَرَجتَ قَائلاً ولم تَقِفْ

إذًا يشترط في اسم الفاعل المجرد من أل شرطان من أجل إعماله:
الأول: أن يكون بمعنى الحال أو الاستقبال. أخرج ما كان بمعنى المضي بخلاف ما كان محلاً بأل فإنه يعمل مطلقًا ماضيًا حالاً استقبالاً، الشرط الأول من المجرد أن يكون بمعنى الحال والاستقبال، يعني: زمنه الذي دل عليه الحال الآن أو الاستقبال، فإن كانت بمعنى المضي وجب إضافته ولا يجوز أن يعمل. تقول: جَاءَ ضَارِبٌ. أو هَذَا ضَارِبٌ زَيْدًا الآن، هَذَا ضَارِبٌ زَيْدًا غَدًا، أعملت ضارب ونصبت به لماذا؟ لأنه بمعنى الحال، هَذَا ضَارِبٌ زَيْدًا، زمنه متى؟ الآن، وإنما الآن تذكر من باب الإيضاح، هَذَا ضَارِبٌ زَيْدًا الآن، هَذَا ضَارِبٌ زَيْدًا غدًا، لو كان المراد المضي في الزمن الماضي أو المراد إيقاع حدث في الزمن الماضي وجب إضافته، فتقول: هَذَا ضَارِبُ زَيْدٍ أَمْس، ولا يجوز أن تقول: هَذَا ضَارِبٌ زَيْدًا أَمْس، لأنه يشترط في المجرد اسم الفاعل المجرد أن يكون بمعنى الحال أو الاستقبال.
الشرط الثاني: أن يكون معتمدًا، مُعتمدًا على ماذا؟ على شيء سابق، والاعتماد هذا قد يُفسر بالاستفهام، أَضَارِبٌ زَيْدٌ عَمْرًا؟ ضَارِبُ هنا عَمِلَ واعتمد على الاستفهام، يعني لا بد أن يسبقه شيء يستفهم عنه، أَضَارِبٌ زَيْدٌ عَمْرًا الآن أو غدًا؟ هنا وجد فيه الشرطان بمعنى الحال أو الاستقبال واعتمد على استفهام.
مَا ضارب زيد عمرًا الآن أو غدًا، اعتمد على نفي.
يَا طَالِعًا جَبَل، يَا طَالِعًا، طالعًا هذا اسم فاعل واعتمد على نداء، لذلك جبلاً ماذا نعربه؟ جبلاً؟ مفعول به لطالع.


طَلَعَ زَيْدُ جَبَلاً أو الْجَبَلَ إذًا هو يتعدَّى، فكذلك ما أخذ منه وهو اسم الفاعل إذا اعتمد على نداء كما هو في المثال السابق الذي معنا، نقول: نصب لاجتماع الشرطين دلالته على الزمن الحال أو الاستقبال مع الاعتماد. كذلك يعتمد على # ... 21.08 مَرَرْتُ بِرَجُلٍ ضَارِبٍ زيد، مَرَرْتُ بِرَجُلٍ فعل فاعل، مَرَرْتُ فعل فاعل، بِرَجُلٍ باء حرف جر ورجل اسم مجرور، ضَارِبٍ إيش إعرابها؟ صفة إذًا اعتمد على موصوف، مَرَرْتُ بِرَجُلٍ ضَارِبٍ نقول: هذا ضارب يجوز إعماله لماذا؟ لأنه معتمد، وأيضًا بمعنى الحال والاستقبال مَرَرْتُ بِرَجُلٍ ضَارِبٍ زَيْدًا الآن أو غَدًا، كذلك إذا وقع خبر سواء كان خبرًا في الأصل أو الحال، زيدٌ ضارب عمرًا الآن أو غدًا، زيد مبتدأ وضارب خبر وهو اسم فاعل واعتمد على مبتدأ على مخبر عنه، وعمرًا هذا مفعول به، لماذا؟ لوجود الشرطين متحققين في اسم الفاعل، وهما الاعتماد وبمعنى الحال أو الاستقبال.
إذًا المجرد الخلاصة: أن اسم الفاعل الذي لم تدخل عليه أل يسمى المجرد من أل هذا يعمل عمل فعل اللازم أو المتعدِّي بشرطين أن يكون بمعنى الحال أو الاستقبال، وأن يعتمد على شيء سابقٍ عليه، وهذا الشيء الذي يعتمد عليه قد يكون استفهامًا، قد يكون نفيًا، قد يكون نداء، قد يكون صفةً، قد يكون مسندًا يعني: مبتدأ .. إلى آخره.
إذا وجد الشرطان نقول: هل يجب النقل أم يجوز؟ يجوز يعني: هذان الشرطان ليسا لإيجاب النقل وإنما لجواز النقل، هَذَا زَيْدٌ ضَارِب عمرًا يصح أن تقول: هَذَا زَيْدٌ ضَارِبٌ عمرًا ويصح أن تقول: هَذَا زَيْد ضارب عمرٍ بالإضافة يجوز فيه الوجهان. إذًا هذان الشرطان ليس لإيجاب النقل وإنما لجواز النقل، ولك أن تضيف ولك أن تنصب
وَمَا بِوَزْنِ ضَارِبٍ وَمُكْرِمِ ... يَعْمَلُ مِثْلَ فِعْلِهِ .......

إن كان لازمًا فيرفع الخبر وإن كان متعدِّيًا فيرفع وينصب (وَالْتَزِمِ تَنْوِينَهُ) لماذا التزم تنوينه؟
.
- ذكرناه - لأنه نفي، إذًا هذا ليس شرطًا (وَالْتَزِمِ تَنْوِينَهُ) ليس شرطًا لأن كل ما لم يكن محلاً بأل فالأصل فيه أنه منون إن كان نكرة، (مُعْتَمِدًا) (وَالْتَزِمِ تَنْوِينَهُ مُعْتَمِدًا) يعني: معتمدًا على شيء سابق كاستفهام ونحوه (أَوْ مَعْ أَلْ) هنا لم يقيده بقوله: (مُعْتَمِدًا). معتمدًا هذا قيد لما يسبق، (أَوْ مَعْ أَلْ) هذا على الإطلاق، لأن (أَوْ) هنا للتنويع والتقسيم، فقسم لك اسم الفاعل المنون وهذا كناية عن المجرد من أل، لأن كل مجرد من أل فهو منون، (أَوْ مَعْ أَلْ) هذا هو القسم الثاني، واشترط الاعتماد في القسم الأول وأطلق الثاني.
إذًا نقول: الثاني (أَوْ مَعْ أَلْ) يعمل مطلقًا بلا شرط ولا قيد، واضح هذا؟
(نَحْوُ الْمُنِيْبُ رَافِعٌ كَفَّ الأَمَلْ) من يعرب هذه الجملة؟
تعرب؟ نعم (الْمُنِيْبُ).
.
هو اسم فاعل لكن إيش إعرابه؟ لا تغششه! اسم فاعل هذا نوع الكلمة، قل مبتدأ مرفوع بالابتداء رفع ضمة ظاهرة على آخره، نوعه اسم فاعل، اسم فاعل على ضارب أو مُكْرِم من أي النوعين، الثلاثي أم الرباعي؟


الرباعي أصله نَابَ أَنَابَ يُنِيبُ فهو مُنِيبُ، الانتقال بحرف المضارعة ميمًا مضمومة وكسر ما قبل آخره، طيب، (الْمُنِيْبُ) هذا من أي النوعين المحلى بأل يعمل بكم شرط؟
بلا شرط، يعمل بلا بلا شرط، الذي أُنِيبَ الذي، أل هنا اسم موصول، وهي اسمية على الصحيح، (رَافِعٌ) نعم خبر المبتدأ، الضم ظاهرة على آخره، طيب مفعول به كفَّ لإي شيء مفعول؟ لـ (رَافِعٌ)، (رَافِعٌ) هو (كَفَّ) هذا مفعول به لـ (رَافِعٌ)، (كَفَّ الأَمَلْ)، (كَفَّ) مضاف، و (الأَمَلْ) مضاف إليه (كَفَّ الأَمَلْ)، {إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ} [الطلاق: 3] لا، ما نقول. (إِنَّ اللَّهَ بَالِغٌ أَمْرَهِ) بقراءة التنوين، {إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ}، (إِنَّ اللَّهَ بَالِغٌ أَمْرَهِ) (بَالِغٌ) هذا إيش إعرابه؟ خبر إِنّ {إِنَّ اللَّهَ} إن واسمها {بَالِغُ} هذا خبر إِنَّ فاعله مستتر (أَمْرَهِ) هذا مفعول به لأنه اعتمد وكان بمعنى الحال {إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ} هذا على الإضافة (هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتٌ ضُرَّه) [الزمر: 38] {هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ} قرأ بالوجهين، بالتنوين وما بعده مفعول به، وبدون التنوين، إذا هذا نأخذ منه أنه لا يجب النصب بل يجوز، هذان الشرطان أو إعمال اسم الفاعل هذا من باب الجواز من باب لا من باب الوجوب.
ثم قال: (بَابُ إِعْمَالِ الْمَصْدَرِ) المصدر كما سبق أنه الاسم الدَّال على الحدث، سُمِّيَ مصدرًا لصدور الفعل عنه، وهذا من أدلة البصريين في أن المصدر هو الأصل في الاشتقاق. قال: تقولون أنه اسم مصدر، والمصدر محل صدور الشيء، مَفْعَل، محل صدور الشيء، إذًا محل صدور الشيء يَفْهَم منه أو يَفْهَم منه النّحوي أن الفعل صادر عن هذا المصدر.
والمَصدرُ الأصلُ وأىُّ أصلِ ... ومنهُ يا صَاحِ اشتقاقُ الفعلِ

قال: (وَمَصْدَرٌ) إذًا يعمل (وَمَصْدَرٌ كَفِعْلِهِ) أي مثل فعله، إن كان الفعل المأخوذ منه، ليس كفعله باعتبار أنه مأخوذ من الفعل، لا، هناك قال:
وَمَا بِوَزْنِ ضَارِبٍ وَمُكْرِمِ ... يَعْمَلُ مِثْلَ فِعْلِهِ .......

أيهما أصل وأيهما فرع؟
اسم الفاعل فرع، والفعل الماضي هذا أصل، هنا قال: (وَمَصْدَرٌ كَفِعْلِهِ) أي (وَمَصْدَرٌ كَفِعْلِهِ) المأخوذ منه، يعني من المصدر، لأن المصدر هو الأصل في الاشتقاقات
والمَصدرُ الأصلُ وأىُّ أصلِ ... ومنهُ يا صَاحِ اشتقاقُ الفعلِ

(وَمَصْدَرٌ) مثل فعله (قَدْ عَمِلا) إذًا يعمل عمل فعله، ولكن يشترط في أنه مما يجوز أن يحل فعل مع أَنْ أو مَا في موضعه، إذا قيل: عجبتُ مِنْ ضَرْبِكَ زَيْدًا عجبت من ضربك، ضرب هذا مصدر، وهو مضاف إلى فاعله، عجبتُ من ضَرْبِكَ زَيْدًا، نقول: هذا مفعول به للمصدر، لماذا عَمِل؟ نقول: لأنه يصح أن تحذف المصدر وتأتي بالفعل مع أن، عجبتُ مِنْ أَنْ ضَرَبْتَ زَيْدًا. إذًا صح التركيب، صح أن يعمل المصدر، وإذا لَمْ يَصِحْ لَمْ يَصِحْ.
إذًا قوله: (وَمَصْدَرٌ كَفِعْلِهِ قَدْ عَمِلا) نقول هذا بشرط أنه يَحُل محل المصدر أَنْ المصدرية والفعل، أو مَا المصدرية والفعل، عجبتُ مِنْ أَنْ ضَرَبْتَ زَيْدًا، نقول: عجبتُ مِنْ ضَرْبِكَ زَيْدًا.


{وَلَوْلاَ دَفْعُ اللهِ النَّاسَ} [البقرة: 251] ولولا أن يدَفْعُ اللهِ النَّاسَ، صح التركيب، إذا صح تقول: يجوز حينئذٍ أن يعملَ المصدر عمل فعله.
(وَمَصْدَرٌ كَفِعْلِهِ قَدْ عَمِلا) المصدر على ثلاثة أحوال، قد يكون مضافًا، وقد يكون منونًا يعني: غير مضاف، وقد يكون محلاً بأل. قال: (شَاعَ) يعني المصدر على كونه عاملاً مضافًا، أن يكون المصدر مضافًا، عجبتُ مِنْ ضَرْبِكَ هنا أُضِيف الْمَصدر ثم نَصَبَ زَيْدًا، ... (وَبِتَنْوِيْنٍ) يعني مقطوع عن التنوين، {أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ * يَتِيماً} [البلد: 14، 15] {يَتِيماً} إيش إعرابه؟ مفعول به. ما العامل فيه؟ الناصب له؟ المصدر {إِطْعَامٌ} أَطْعَمَ يُطْعِمُ إِطْعَامًا، هذا مصدر، قد عَمِلَ وهو منون، يعني ليس مضافًا ولا محلاً بأل.
النوع الثاني: - هو لم يذكره الناظم لأن الصحيح أنه شاذ. عَجِبْتُ الضَّرْبَ زَيْدًا، عجبتُ من الضرب زيدًا، الضربِ هذا حُلِّيَ بأل، وزيدًا هذا مفعول به للضرب، ومصدر حُلِّيَ بأل، فحينئذ يكون إعماله على جهة الشذوذ.
مثل الناظم للمضاف والمنون بقوله
..................... ... ........................... كَلا
عَتْبُكَ شَخْصَاً ذَا هَوَى بِنَافِعِ ... وَدُمْ لِنُصْحٍ مِنْكَ كُلَّ سَامِعِ

(كَلا عَتْبُكَ) لا هذه تعمل عمل ليس، تحتاج إلى اسم وخبر، (كلا عَتْبُكَ)، (عَتْبُكَ) هذا اسم ليس مرفوع بها ورفعه بضمة ظاهرة على آخره وهو مضاف والكاف مضاف إليه، (شَخْصَاً) هذا مفعول به للمصدر الذي هو اسم ليس (عَتْبُ) هذا مصدر أضيف إلى الكاف ثم نصب المفعول به له، وهو (شَخْصَاً)، (عَتْبُكَ شَخْصًا)، (شَخْصًا) هذا مفعول به، والعامل فيه المصدر، ونوع المصدر هنا مصدر مضاف.
(ذَا هَوَى)، (ذَا) إيش إعرابها؟ يعني مصاحب هوى، إش إعرابها؟ صفة لـ (شَخْصًا) يعني صاحب هوى، وصفة المنصوب منصوب، وعلامة نصبه الألف نيابةً عن الفتحة لأنه من الأسماء الستة. (ذَا هَوى)، (ذَا) مضاف (هَوى) مضاف إليه، (بِنَافِعِ) الباء حرف جر زائد. (نَافِعِ) هذا خبر لا منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد. {أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ} [التين: 8]
وبعد ما وليس جر البا الخبر ... وبعد لا ونفي كان قد يجر

إذًا قد تدخل الباء الزائدة للتأكيد لخبر ليس أو لا، وهذه زائدة.
(وَدُمْ لِنُصْحٍ)، (وَدُمْ) إيش إعرابه؟ فعل أمر، والفاعل مستتر وجوبًا تقديره أنت، (لِنُصْحٍ) اللام هذه زائدة لأن (دُمْ) هذا فعل متعدٍّ بنفسه، وإذا دخلت اللام على معمول الفعل المتعدِّي نقول: هذه زائدة.
متى تكون اللام زائدة؟


[إذا وقعت في ... نعم] (1) إذا دخلت على معمول الفعل المتعدي، (دُمْ نُصْحًا) هذا الأصل (دُمْ نُصْحًا) وهذه في الفعل شاذة وليست قياسية، وإنما القياس تعتبر إذا دخلت على معمول اسم الفاعل أو الأمثلة المبالغة، {فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ} [البروج: 16] {فَعَّالٌ} الأصل (فعَّالٌ ما يريدُ) تعدَّى بنفسه، لِمَ دخلت اللام؟ تقول: هذه زائدة، لكن الأسماء تحتاج إلى ما يُقَوِّيها، فزيادة اللام هنا قياسية، أما زيادته في مثل هذا التركيب فهي شاذة (لِنُصْحٍ) أيش إعراب (لِنُصْحٍ)؟ مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجرِّ الزائد. (نُصْحٍ) هذا مصدر (مِنْكَ) جار مجرور متعلق بنصح، (كُلَّ) هذا مفعول به للمصدر، (لِنُصْحٍ) وهو منون، (كُلَّ سَامِعِ)، (كُلَّ) هذا مضاف و (سَامِعِ) هذا مضاف إليه.
(بَابُ إِعْمَالِ الْمَصْدَرِ).
(بَابُ الْجَرِّ) هذه خاتمة الدرة، وهو باب المجرورات، وذكر (بَابُ الْمَرْفُوْعَاتِ مِنَ الأَسْمَاءِ) و (بَابُ الْمَنْصُوبَاتِ مِنَ الأَسْمَاءِ) وقال: (بَابُ الْجَرِّ) ولم يقل من الأسماء لماذا؟ لأنه لا يحتمل، المرفوعات يحتمل أنها من الأسماء ومن الأفعال، المنصوبات يحتمل أنه من الأسماء ومن الأفعال، هنا لم يقل (بَابُ الْجَرِّ) والمجرورات من الأسماء، لأن الجر خاص بالأسماء.
(وَالْجَرُّ بِالْحَرْفِ بِمِنْ) ثم قال: (أَوْ بِإِضَافَةٍ) المجرور الاسم المجرور إمّا أن يجر بحرف، أو بمضاف، وهذا هو الصحيح. حصر الجر في هذين العاملين، إما أن يكون بحرف مررتُ بزيدٍ، وإما أن يكون بالمضاف، جاء غلام زيدٍ. وبعضهم يرى أنه مجرور بالإضافة، يعني العامل يكون #36.03 ... وليس بصواب، وبعضهم يجيء المجرور بالمجاورة أو التوهم، المجرور بالمجاورة مَثَّلَ له ما سمع من لغة العرب: هذا جُحْرَ ضَبِّ خَرِب. هذا إيش إعرابه؟ مبتدأ، هذا جحرٌ خبر، هذا جحر ضبٍّ مضاف ومضاف إليه، خربٍ صفة للجحر، وصفة المرفوع مرفوع، ولكنها جرت هنا للمجاورة، لَمَّا جاور المجرور جُرّ مثله. وخُرِّجَ عليه (وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَِكُمْ) [المائدة: 6] قراءة الخفض. قيل: أنه للمجاورة.
__________
(1) سبق.


النوع الثاني: أو الثالث: التوهم، ليس زيدٌ قائمًا ولا قاعدٍ. هكذا سُمِع، ليس زيدٌ قائمًا ولا قاعدٍ بالخفض، ما العامل فيه هنا؟ ليس زيدٌ قائمًا، ليس: فعل ناقص ناسخ، زيدٌ اسمها، قائمًا هذا خبرها، لا إشكال في هذا، (ولا قاعدٍ) الواو هنا حرف عطف، ولا زائدة للتأكيد، قاعدٍ هذا اسم مجرور على توهم دخول الباء على خبر زيدٍ، لأن الكثير أن خبر ليس يقترن بالباء الزائدة للتأكيد {أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ} [التين: 8] أليس كذلك؟ {وَمَا اللهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} [البقرة: 74] الكثير في القرآن حتى في القرآن دخول باء الجر على خبر ليس أو ما الذي تعمل عمل ليس، فلما توهم المتكلم أن الأصل والأكثر دخول الفاء في خبر ليس عطف عليه وكأنه قد دخل عليه، فقال: ليس زيدٌ قائمًا فتوهم دخول الباء على خبر ليس فقال: ولا قاعدٍ. لكن الصواب أنه مجرور بما قد ظن أنه داخل، يعني بالحرف المقدر على قول الكوفيين إذا قلنا أنه يعمل محذوفًا. (وَالْجَرُّ بِالْحَرْفِ) هذا هو الأصل ولذلك قدمه.
وحروف الجر عشرون، وزاد بعضهم عليها واحدًا فصارت إحدى وعشرون:
هَاكَ حُرُوفَ الْجَرِّ وَهْيَ مِنْ إِلَى ... حَتَّىَ خلا حَاشَا عَدَا فِي عَنْ عَلَى
مُذْ مُنْذُ وَرُبَّ اللاّم كَيْ ووَاو وَتَا ... وَالْكَافُ والبا وَلَعَلَّ وَمَتَى

هكذا جمعها ابن مالك في بيتين:
هَاكَ حُرُوفَ الْجَرِّ وَهْيَ مِنْ إِلَى ... حَتَّىَ خلا حَاشَا عَدَا فِي عَنْ عَلَى
مُذْ مُنْذُ وَرُبَّ اللاّم كَيْ ووَاو وَتَا ... وَالْكَافُ والبا وَلَعَلَّ وَمَتَى

زيد عليه لولا، بقي عليه لولا على رأي سيبويه، لولاي، ولولاك، ولولاه. وذكر الناظم هنا ستة عشر أو أربعة عشر حرفًا قال: (وَالْجَرُّ بِالْحَرْفِ بِمِنْ) و (مِنْ) هذه هي أم الحروف، ولذلك تدخل على ما لا يدخل عليه غيرها، كقبل وبعد وعند، هذه تخرج عن النصب على الظرفية إلى الجر بـ (من قبلِ)، (ومن بَعْدِ) لا تجرُّ إلا بمن، لذلك صارت مِنْ أم الباب.
وعندَ فيها النّصبُ يَستمرُّ ... لكنَّها بِمِنْ فقطْ تُجَرُّ


حتى عند لا يصح جرها إلا بحرف واحد وهو مِنْ، وتدخل على الاسم الظاهر والمضمر، منه، ومن زيد، والأصل في معانيها أنها لابتداء الغاية ما كان اتفاقًا وزمانًا على الصحيح. {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} [الإسراء: 1] من هنا لابتداء الغاية المكانية، وهل تأتي لابتداء الغاية الزمانية، هذا فيه نزاع، {لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ} [التوبة: 108] من هنا جاء لابتداء الغاية الزمانية، هذا الأصل في معانيها، لامٍ معطوف على مِنْ، وتدخل على الاسم الظاهر وعلى الضمير، ولكن إذا دخلت الأصل فيها أنها مجرورة لزيدٍ، المال لزيدٍ، الأصل فيها الجر إلا إذا دخلت على ضمير ليس ياء المتكلم، له لك لنا تفتح اللام، ولكن إذا قلت: المال لِـ نقول: هنا بالكسر على الأصل، كذلك على الاسم الظاهر، إذا دخلت على الاسم الظاهر حينئذٍ تكون مجرورة، له ولزيد، أشهر معانيها: المنه والاستحقاق .. # 40.57، وضابط اللام الْمِلْكية أن تقع بين ذاتَيْنِ، وتدخل على من يملك، تقول: المال لزيد، المال ذات، وزيد ذات، ودخلت على من يملك، المال لزيد، تقول: هذه اللام للملك، كذلك الاختصاص أن تقع بين ذاتيين، وتدخل على ما لا يملك. تقول: .. # 41.19 للمسجد، الْجُلُّ للفرس، الحصير للمسجد، الحصير هذا ذات والمسجد ذات دخلت اللام على ما لا يملك، التي للاستحقاق أن تقع بين ذات ومعنى وتدخل على الذات {الْحَمْدُ للهِ} [الفاتحة: 2]، اللام هذه للاستحقاق.
(عَلَى) الأصل فيها أنها للاستعلاء وتدخل على الاسم الظاهر وعلى الضمير {وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ} [المؤمنون: 22]، {وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ}.
رُبَّ بضم الراء والتشديد وقد تخفف الباء {رُّبَمَا يَوَدُّ} [الحجر: 2]، رُبَّ هذه الأصح في معناها أنها للتكثير كثير، وللتقليل قليل، اختلفوا هل رُبَّ للتكثير أو للتقليل؟ نقول: تأتي بهذا وذاك، ولكنها للتذكير كثير وللتقليل قليل، ويشترط فيها أن تكون مصدرة، يعني في أول الكلام.
ورُبَّ تأتي أبدًا مصدرة
الشرط الثاني: أن يكون مدخولها نكرة. لا تدخل على المعنى، ولذلك:
رُبَّ هو فتى شذّ
كما قال ابن مالك، يعني شاذّ ندر.
الثالث: أن توصف تلك النكرة.
الرابع: أن يكون عاملها متأخرًا.
الخامس: أن يكون فعلاً ماضيًا.
إذا رُبَّ حرف جرٍّ بخمسة شروط:
- أن تكون مصدرة، يعني تقع في أول الكلام.
- وأن يكون الاسم المجرور بها نكرة.
- وأن تكون هذه النكرة موصوفة.
- وأن يكون العامل فيها متأخرًا.
- وأن يكون فعلاً ماضيًا.
مثال للمستوفي لهذه الشروط تقول: رُبَّ رجلٍ صالحٍ لَقِيتُهُ. رُبَّ صُدِّرَت، رجل هذا مجرور وهو نكرة، صالحٍ وصف للنكرة، لَقِيتُهُ، لقيتُ رُبَّ رَجُلٍ لا يصح، وإنما يجب أن يتأخر، وأن يكون فعلاً ماضيًا.
(وَفِي) وهذه أيضًا تدخل على الاسم الظاهر وعلى المضمر، فيه وفي القدس مثلاً، وأشهر معانيها الظرفية. الماء في الكوب، يعني الماء في الكوب يعني صار الكوب وعاء، والأصل في معنى الظرفية الوعاء.


(وَعَنْ) الأصل في معانيها المجاوزة، رميتُ القوسَ عن السهم، أو السهم عن القوس، يعني: تجاوز السهمُ القوسَ. والأصل في المجاوزة في معناها اللغوي الْبُعد.
(كَافٍ) هذه تختص بالاسم الظاهر ولا يجوز دخولها على الضمير.
كهو كها، هذا شاذ كما قال ابن مالك، والأصل في معانيها التشبيه، تقول: زيد كالبدر.
(إِلَى) هذه لانتهاء الغاية. زمانية أو مكانية، لانتهاء الغاية {إِلَى الْمَسْجِدِ الأَفْصَى} [الإسراء: 1] هذا [انتهائية] مكانية، و {ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ} [البقرة: 187] هذه غاية زمانية.
إذا (إِلَى) تكون لانتهاء الغاية المكانية وانتهاء الغاية الزمانية.
) منذ) و (مُذ). قيل: مُذ مشتقة أو مبتكرة مِنْ مُنْذُ. هذا فيه خلاف،
هل هي مستقلة أم لا؟ لكنها تختص بالاسم الظاهر، ولا بد أن يكون وقتًا. إذًا منذ ومُذ لا تدخل على أي لفظ، وإنما يشترط فيه أن يكون اسمًا ظاهرًا، ولا تدخل على الضمير، ويشترط فيها أن يكون دالاً على الوقت. ما رأيته مُنْذُ يومين، ما رأيته مُنْذُ يومين.
وَإِنْ يَجُرَّا فِي مُضِيٍّ فَكَمِنْ ... هُمَا وَفِي الْحُضُورِ مَعْنَى فِي اسْتَبِنْ

ما رأيته مذ يوم الجمعة، وكان يوم الجمعة سابقًا، نقول: حينئذ هي بمعنى مِنْ. ما رأيته مذ يومنا، هذه بمعنى في.
وإن يجرا في مضي فكمن، إن كان مجرورها زمن ماضٍ فهي بمعنى من لابتداء الغاية، وإن كان الزمن المجرور به حاضرًا فهي بمعنى في الظرفية.
(حَتَّى) هذه لانتهاء الغاية أيضًا، وشذّ دخولها على الضمير (حَتَّاك) هذا شاذ، وإنما يجب أن يكون مدخولها اسمًا ظاهرًا {حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}.
(كَذَا وَاوٌ وَتَا في قسمٍ)، (كَذَا وَاوٌ وَتَا)، (كَذَا) هذا خبر مقدم، (وَاوٌ) هذا مبتدأ مؤخر، (وَاوٌ كَذَا) أي مثل الذي سبق، في كونه حرفًا يجر ما بعده، وزد على ذلك أنه يدل على القسم.
حروف القسم ثلاثة: الباء، والواو، والتاء.
الباء هي الأصل، ولذلك لا يشترط فيها الشرط، ثم يتلوها الواو وهي أكثر دورانًا من الباء، ولذلك يشترط فيها ثلاثة شروط:
أولاً: ألا يذكر فعل القسم معها. يعني تقول: وأقسم بالله {وَأَقْسَمُواْ بِاللهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ} [الأنعام: 109] هذا ذُكر فعل قسم، وتقول: بالله عليك كذا مثلاً. نقول: هذا يُذكر فعل قسم ويحذف مع الباء لأنها أصل. أما الواو فلا يجوز أن يقال: أقسم والله. وما جاء على الألسن هذا لحن. أقسم والله هذا شاذ، ليس بصحيح. لماذا؟ لأن الواو عِوَضٌ عن الباء والفعل، ولا يُجْمَعُ بين الْعِوض والْمُعَوَّضِ عنه. الثاني: أنه لا تستعمل في قسم الدعاء، والله أخبرني لا يجوز، ويجوز بالله أخبرني.
ثالثًا: أنه لا يجر بها إلى الاسم الظاهر. تقول: بالله وبه، أما وَهُ، لا يصح، واللهِ، {وَالْعَصْرِ} [العصر: 1] {وَالشَّمْسِ} [الشمس: 1] إذا لا بد أن يكون اسمًا ظاهرًا، هذه ثلاثة شروط.
التاء يشترط فيها ما يشترط في الواو وزد على ذلك أن يكون لفظ الجلالة {تَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُم} [الأنبياء: 57]، وسُمِعَ ترَبِّ الكعبة تالرحمن، لكنه قليل والأكثر أنه لفظ الجلالة.


(كَامْنُنْ بِعِتْقٍ لِلْفَتَى)، (كَامْنُنْ بِعِتْقٍ لِلْفَتَى) هذا مثال لأي شيء [من أسماء] (1) من حروف السابقة (كَامْنُنْ) الكاف (امْنُنْ) هذا فعل، والكاف، لا نريد (كَامْنُنْ)، الكاف حرف جرر (امْنُنْ) كقولك الكاف داخلة على محذوف كقولك (امْنُنْ) (بِعِتْقٍ) هذا مثال للباء (لِلْفَتَى) هذا مثال اللام.
(أَوْ بِإِضَافَةٍ) هذا النوع الثاني من المجرورات، أن يجر بالإضافة، والإضافة اللغة مطلق الإسناد، وفي الاصطلاح عندهم ضم اسم إلى آخر بتنزيله منزلة التنوين من الأول. الأصل غلامُ زيدٍ ضممتَ زيد إلى غلام، بتنزيل زيد منزلة التنوين من غلام، ولذلك [لا يُجمع بين المضاف وبين] (2) لا يجمع بين الإضافة والتنوين في المضاف، غلامٌ زيدٌ، أردت أن تجعل غلام مضاف، وزيد مقيدًا له، وجب حذف التنوين من غلام لأن المضاف، والتنوين يدل على الكمال، والإضافة تدل على النقص ويكون الشيء كاملاً ناقصًا، حينئذ يجب حذف التنوين.
كذلك ما ينوب عن التنوين وهو نون المثنى ونون جمع المذكر السالم. تقول: الضاربا زيدٍ. بحذف النون {إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ} [العنكبوت: 31] أصلها مهلكون بالنون حذفت النون للإضافة. {وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ} [الحج: 35]، أصلها وَالْمُقِيمِينَ، حذفت النون للإضافة.
أو بإضافة بمعنى اللام أو من. الإضافات نوعان عندهم:
إضافة محضة.
وإضافة عير محضة.
الإضافة المحضة هي التي اكتسب المضاف من المضاف إليه تعريفًا أو تخصيصًا. وضابطها ألا يكون المضاف وصفًا له معمول، ألا يكون وصفًا يعني لا اسم فاعل، ولا اسم المفعول، ولا الصيغة المشبهة. نقول: هذه إضافة محضة يعني خالصة من تقدير الانفصال. هذه الإضافة هي التي تكون على ثلاثة معانٍ:
تكون بمعنى من.
وتكون بمعنى في.
وتكون بمعنى اللام.
تكون بمعنى من: إذا كان المضاف كلاًّ للمضاف إليه. خاتمُ حديد، خاتمُ حديدٍ أيهما كلّ، وأيهما جزء؟ أيهما الذي يعمّ الثاني؟ الخاتم يعم كل الحديد؟ الحديد يكون خاتمًا ويكون بابًا، إذًا هو أعم، ليس كل حديد هو خاتم، إذا خاتم حديد، حديدٍ هذا أعم من المضاف، إذا كان المضاف بعضًا من المضاف إليه جزءًا منه، الخاتم جزء من حديد، نقول: هذه على معنى مِنْ. خاتمٌ من حديدٍ، ومِنْ هذه بيانية جنسية.
إذا كان المضاف إليه ظرفًا للمضاف، فحينئذ تكون بمعنى في، {بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ} [سبأ: 33] يعني مكرٌ في الليل، {لِّلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِن نِّسَآئِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ} [البقرة: 226] يعني تربص في أربعة.
[إذا كان المضاف ظرفًا للمضاف] (3) إذا كان المضاف إليه ظرفًا للمضاف فهي بمعنى في.
إذا لم تكن بمعنى من ولا بمعنى في يتعين أن تكون بمعنى اللام. إذًا ضبطتَ معنى من وضبط ما معنى في، يعني الإضافة التي تكون على معنى في، فحينئذٍ تعرف متى تكون الإضافة على معنى اللام. ولذلك أكثر النحاة على أن الإضافة مطلقًا تكون بمعنى اللام.
وذكر بعضهم أنها قد تأتي بمعنى مِنْ، وهذا قليل. وذكر ابن مالك:
__________
(1) سبق.
(2) سبق.
(3) سبق.


وقلة ... #52.55 معه أنها قد تأتي بمعنى في) أو بالإضافة بمعنى اللام، متى؟ إذا كان المضاف إليه كلاًّ للمضاف، خاتمُ حديد، خاتمٌ مِنْ حديدٍ، أو من، يعني تكون الإضافة على معنى مِنْ، [لا] أو بالإضافة بمعنى اللام غلامُ زيدٍ. نقول: غلام زيد، هل زيد ظرفًا لغلام؟ لا. هل هو بعض من؟ لا. إذًا تكون بمعنى اللام. غلامٌ لزيد، أو مِنْ إذا كان المضاف إليه كلاًّ للمضاف.
(كَلُبْسِي ثَوْبُ خَزِّ الشَّامِ)، (كَلُبْسِي) بإثبات الياء، ولك أن تضبطه كلبسِ ثوبِ. (كَلُبْسِي ثَوْبُ خَزِّ الشَّامِ) كم إضافة، (كَلُبْسِي) بالياء، اثبت الياء حتى يكون المثال كامل، (كَلُبْسِي) أنا ثَوْبَ خَزِّ الشَّامِ، ثَوْبَ خَزِّ هذا على معنى مِنْ، (خَزِّ الشَّامِ) هذا على معنى اللام. (أَوْ فِي كَمَكْرِ) الليل، مكرٌ في الليل، هذا إشارة إلى النهاية.
إذًا الإضافات تكون بمعني اللام، وتكون بمعنى مِنْ، وتكون بمعنى في.
ولها تفصيلات عدة ترجعون إليه في مظانها.
ثم قال: (وَالْخِتَامُ ** (لِلدُّرَّةِ) الصَّلاةُ وَالسَّلامُ). وهنا ختم منظومته بالصلاة والسلام (عَلَى الْمُصَفَّى)، (مِنْ خِيَارِ الْعَرَبِ) على المختار.
(مِنْ خِيَارِ الْعَرَبِ ** (مُحَمَّدِ) الْمُخَصَّصِ الْمُقَرَّبِ) محمدٍ إيش إعراب هذا؟ بدل أو عطف بيان (الْمُخَصَّصِ) لِمَا اختصه الله تعالى من الشفاعة والحوض ونحو ذلك، (الْمُقَرَّبِ) من ربه جل وعلا، (وَالآَلِ)، يعني آله وعلى الآل، وهم أباعه على دينه، (وَالصَّحْبِ) هذا اسم جمع صاحب (الْمَيَامِيْنِ الْحِجَا) الميامين هذا جمع ميمون وهو الرجل المبارك (الْمَيَامِيْنِ الْحِجَا) أي المباركين في آرائهم.
(أَبْيَاتُهَا) أي هذه الدرة (قَافُ القَبُولِ) يعني مائة بيت (الْمُرْتَجَى) القبول المرتجى من الله عز وجل أن يتقبل منه هذا العمل، ونوع تأميل ونوع قربة إلى الله، أو (القَبُولِ الْمُرْتَجَى) من القارئ أن يعتني بها وأن يتقبلها.
وصلَّى الله وسلم على نبينا محمد، [وعلى آله وصحبه أجمعين].