شرح متن البناء عناصر الدرس
* أنواع مازيد على الرباعي المجرد حرف أو حرفان.
* أبوابه: تَفَعْلَلَ ـ افْعَنْلَلَ ـ افْعَلَلَّ وعلاماتها.
* الملحق بالرباعي المزيد أبوابه: تَفَعْلَلَ ـ تَفَوْعَلَ ـ
تَفَيْعَلَ ـ تَفَعْوَلَ ـ تَفَعْلَى ـ افْعَنْلَلَ ـ افْعَنْلَى
وعلاماتها.
* حقيقة الإلحاق في هذه الملحقات
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمدٍ وعلى آله
وصحبه أجمعين.
أما بعد:
قال المصنف رحمه الله تعالى:
(وَثَلاَثَةٌ مِنْهَا لِمَا زَادَ عَلَى الرُّبِاعِيِّ المُجَرَّدِ).
(وَثَلاَثَةٌ مِنْهَا) يقصد بها ثلاثة أبوابٍ من خمسة وثلاثين بابًا
وسبق قوله أولاً: (البَابُ الخَامِسُ: فَعْلَلَ يُفَعْلِلُ فَعْلَلَةً
وَفِعْلاَلاً، مَوْزُونُهُ جَلْبَبَ يُجَلْبِبُ جَلْبَبَةً
وَجِلْبَابًا. وَعَلاَمَتُهُ) .. إلى أخره قال: (وِبِنَاؤُهُ
لِلتَّعْدِيَةِ فَقَطْ، نَحْوُ: جَلْبَبَ زَيْدٌ إِذَا لَبِسَ
الجِلْبَابَ). (جَلْبَبَ زَيْدٌ) هكذا دون مفعولٌ به هذا فيه خلط أو
لعله سقط من النسخة، إنما الصواب يقول: جَلْبَبَهُ أي أَلْبَسَهُ
الْجِلْبَابَ، وألبسه الجلباب هذا أيضًا فيه نظر من جهةٍ لكن يصح
أيضًا، والأولى أن يقال: جلببه جلبب زيدٌ المال وحينئذٍ يكون من باب
جلبب إذا أخذه وجره جلبب زيدٌ عمرًا أيضًا كذلك إذا أخذه وجره، وجلبب
زيدٌ المال أيضًا نفسه، وأما الْجَلْبَبَةُ والْجِلْبَاْبُ هذا
كالدَّحْرَجَة والدِّحْرَاج بمعنى [الْمُلحِفة] الْملحَفة مِلْحَفة
التي تلبسها المرأة فهو غير معنى الجلب الذي ذكره المصنف هنا، حينئذٍ
يقال جَلْبَبَتْ المرأة أي: لبست الجلباب فيكون لازمًا، إذًا
(جَلْبَبَ) الذي ذكره كمثال هنا لا يصح أن يقال فيه (جَلْبَبَ زَيْدٌ)
بمعنى لبس الجلباب، فحينئذٍ قوله: (لِلتَّعْدِيَةِ فَقَطْ) هذا يكون
فيه نظر وإنما يكون غالبًا للتعدية، وقد يكون لازمًا، قد يكون لازمًا.
ثم قال رحمه الله: (وَثَلاَثَةٌ مِنْهَا لِمَا زَادَ عَلَى
الرُّبِاعِيِّ المُجَرَّدِ). لَمَّا أنهى ما يتعلق بالرباعي المجرد
وذكرنا أن الرباعي العام رباعيٌ مجرد ما تجرد ماضيه عن حرف زائد،
ورباعيٌ مزيدٌ فيه، هنا ذكر ماذا؟ ذكر الملحق بالرباعي قبل المزيد فيه
كأنه يُشير إلى أنه لَمَّا صار ملحقًا وبالرباعي المجرد وتصرف تصرفه
كأنه منه، يعني كأنه ملحقٌ بالأصل ولذلك لم يفصله عمَّا بعده كما فصل
المزيد فيه، فدل على أن الملحق بالرباعي المجرد مثله لأنه يتصرف تصرفه
كما قال: ... (جَلْبَبَ) (فَعْلَلَ). وكذلك دَحْرَجَ (فَعْلَلَ) إذًا
هو مثله (جَلْبَبَ يُجَلْبِبُ)، دَحْرَجَ يُدَحْرِجُ (جَلْبَبَةً)
دَحْرَجَةً (جِلْبَابًا)، دِحْرَاجًا، إذًا لَمَّا سواه في جميع
التصرفات - وهذا هو المراد بالإلحاق، إلحاق بنباءٍ ببناء - لَمَّا
ساواه في كل التصرفات جُعِلَ كالمجرد بدليل ماذا؟ بدليل صريح المصنف
وأكثر الصرفيين على هذا، أنهم يلحقون المجرد أو يلحقون الملحق بالرباعي
به، ثم يذكرون بعد ذلك الرباعي المزيد.
والمزيد. إذًا عرفنا الرباعي المجرد ما
تجرد ماضيه عن الزائد ويلحق به الملحقات التي ذكرها المصنف وهي أبوابها
الستة، ثم المزيد فيه وهو ما اشتمل ماضيه على الزائد، إذًا هو رباعي من
حيث الأصول، ثم اشتمل ماضيه على الزائد، يعني: يكون عليه حرفٌ أو
حرفان، يعني يزيد على الرباعي المجرد الأصول يزيد عليه حرفٌ واحدٌ أو
حرفان، ولا ثالث لهما، ولذلك انقسم إلى نوعين قال: (وَهُيَ عَلَى
نَوْعَيْنِ). لماذا؟
لأنه بحسب الاستقراء والتتبع الثلاثي قد يزاد الثلاثي المجرد قد يزاد
بحرفٍ واحد أو بحرفين اثنين أو بثلاثة حينئذٍ يصير الثلاثي المجرد
بزيادة حرفٍ واحد رباعيًا مزيدًا فيه، ويصير الثلاثي المجرد بزيادة
حرفين يصير خماسي بزيادة، ويصير الثلاثيٌ مجرد بزيادة ثلاثة أحرفٍ على
سداسيًا، ويصير الرباعي بزيادةٍ حرفٍ واحد عليه خماسيًّا، فيوازي
الثلاثي المجرد إذا زيد عليه حرفان، ويصير الرباعي المجرد بزيادة حرفين
سداسيًّا، ولَمَّا لم يكن عندنا سُباعي لم يصح أن يُزاد على الرباعي
ثلاثة أحرف لماذا؟ قالوا: لأنه يخرجه عن الاعتدال. ما هو الاعتدال؟
قالوا: التوسط لأنه إذا وجد أو زيد على الرباعي ثلاثة أحرف لصارت سبعة
فيظن حينئذٍ أنهما كلمتان فدفعًا لهذا الالتباس قالوا: إذًا لا يزاد
على الرباعي ثلاثة أحرف، لأنه يصير بها سبعة أحرف حينئذٍ يُتوهم أنه
مؤلفٌ من كلمتين وهذا باطل. ويزاد عليه ما قد ذكرناه سابقًا أنه يُزداد
به ثِقلاً لأن الفعل من حيث هو فعل سواء كان ثلاثيًا أو رباعيًا الفعل
من حيث هو فِعْل هو تقييد، فإذا كان على ثلاثة أحرف حينئذٍ ينظر إلى
حركات قد تزيد الحركات الفعل ثِقلاً كم هو باب فَعِلَ وفَعُلَ، ثم
لَمَّا زيد عليه حرف ازداد ثِقَلاً فصار رباعيًا - ولو كانت أصولاً -
إن زاد ثِقلاً ذلك قبل الرباعي عن الثلاثي لما ذكرناه سابقًا، إذًا
المزيد في الرباعي ما اشتمل ماضيه على ماذا؟ على الزائد، وعليه تكون
جملة أنواع المزيد فيه من الأفعال خمسة، الأنواع ليست الأبواب، ثم كل
نوع تحته ماذا؟ أبواب لأنه ثلاثيٌ مزيدٌ بحرفٍ واحد لأن الكلام الآن في
المزيد نقول: الفعل الأصلي المجرد نوعان: ثلاثي، وباعي، ثم المزيد
أيضًا يكون ثلاثيًا ورباعيًا إذًا القسمة مطردة في المجرد وفي المزيد،
فنقول: ثلاثيٌ مجرد ورباعيٌ مجرد، والكلام الآن ليس في المجرد وإنما في
المزيد، كذلك يكون ثلاثيًا مزيدًا فيه ويكون رباعيًا مزيدًا فيه، مزيد
الثلاثي ومزيد الرباعي.
الثلاثي بالاستقراء أنه ثلاثة أنواع: مزيد بحرف، مزيد بحرفين، مزيد
بثلاثة.
الرباعي بالاستقراء والتتبع نوعان:
مزيدٌ بحرف، ومزيدٌ بحرفين.
كم هذه؟ خمسة إذًا جملة أنواع المزيد فيه
من الأفعال خمسة، خمسَة أنواع هي رؤوس ثم ينطوي تحتها أبواب متعددة،
وعليه نقول: لَمَّا كان الرباعي يزاد عليه حرفٌ واحد أو حرفان نقول:
مزيد الرباعي على نوعين: خماسي، وسداسي، لأنه يزاد على الرباعي أصول
حرفٌ واحد فيصير به خمسة، ويزاد عليه حرفان فيصير به ستة، إذًا مزيد
الرباعي خماسي، وسداسي، ومزيد الثلاثي رباعي، وخماسي وسداسي، واضح؟
مزيد الثلاثي رباعي، وخماسي، وسداسي، [هذا سؤال يأتي]. قال:
(وَثَلاَثَةٌ مِنْهَا لِمَا زَادَ عَلَى الرُّبِاعِيِّ). (وَثَلاَثَةٌ)
يعني: ثلاثة أبواب، التنوين هذا يكون عوضًا عن كَلِم دائمًا التنوين
الذي يلحق أسماء العدد يكون عوضًا عن كلمة ككل وبعض عوضًا عن كلمة
(وَثَلاَثَةٌ) يعني: ثلاثة أبواب حذف المضاف إليه وعوض عنه التنوين
وهذا التنوين يسمى تنوين الْعِوَض، (وَثَلاَثَةٌ) أي ثلاثة أبوابٍ
(مِنْهَا) أي من الخمسة والثلاثين بابًا كائنةٌ (لِمَا زَادَ عَلَى
الرُّبِاعِيِّ) كائنةٌ (لِمَا) يعني ثلاثة هذا مبتدأ وقوله: (لِمَا)
هذا جار مجرور متعلق محذوف خبر فحينئذٍ لا بد من التقدير، ثلاثةٌ من
الخمسة والثلاثين ماذا بها؟ كائنةٌ حاصلةٌ مستقرةٌ (لِمَا زَادَ) يعني
للفعلٍ أو الفعل الذي أو لبناء (زَادَ عَلَى الرُّبِاعِيِّ) يعني وقعت
الزيادة فيه (عَلَى الرُّبِاعِيِّ المُجَرَّدِ) أي الخالي عن الزيادة
لأن البحث هنا في الرباعي المجرد، زِيد عليه حرفًا بعد أن عرفنا
الرباعي المجرد من حيث كونه مجردًا، ثم من حيث ما أُلحق به أراد أن
يبين لك الرباعي المجرد من حيث الزيادة، فهذا مزيد الفعل الرباعي أو
مزيد الرباعي، (المُجَرَّدِ) يعني الخالي عن الزيادة (وَهُوَ عَلَى
نَوْعَيْنِ) والأولى أن يقال كذا في بعض النسخ وهي يعني: ثلاثة، وهي
أولى من القول (وَهُوَ) وهي على نوعين، وهو يجوز هو لكن الأولى أو يقال
هي، (وَهُيَ) تلك الأبواب الثلاثة المعبر عنها بالمزيد على الرباعي
(عَلَى نَوْعَيْنِ) نوعين اثنين لا ثالث لهما، دليله الاستقراء لأن
زائده زائد الرباعي المجرد إما حرفٌ واحد أو حرفان ولا ثالث لهما، يعني
لم يزاد عليه ثلاثة أحرف لماذا؟ لئلا يخرج عن الاعتدال فيظن أنه
كلمتان، لكن هذا يقال في الثلاثي الذي زيد عليه ثلاثة أحرف، قد يظن أنه
كلمتان، لكن الأولى أن يقال لئلا يزداد ثِقَلاً على ثِقَلٍ لأن الفعل
قد تطرأ عليه التغيرات (وَهُوَ عَلَى نَوْعَيْنِ)، أو وَهِيَ على نوعين
(النَّوعُ الأَوَّلُ) من النوعين المذكورين السابقين (وَهُوَ مَا زِيدَ
فِيهِ حَرْفٌ وَاحِدٌ عَلَى الرُّبَاعِيِّ)، (وَهُوَ مَا)، (وَهُوَ) أي
النوع الأول (مَا) أي: فعلٌ أو الفعل الذي زيد فعلٌ أو الفعل الذي يعني
يفسر إما بـ (مَا) أن تكون نكرة هكذا يقول في الشرح يقول: (وَهُوَ مَا)
أي فعلٌ أو الفعل الذي، لِمَ غاير بينهما؟ لبين لك أن (مَا) هذه تحتمل
أنها نكرة موصوفة، ويحتمل أنها اسمٌ موصول، إذا قلت: نكرة موصوفة.
فحينئذٍ تُقدر فعلٌ وهو فعلٌ وإذا فسرت بأنها موصولة هي صارت الفعل
الذي.
ولذلك يوجد كثير في الشروح إذا جاء بعد لفظ
(ما) يقدر نكرة ومعرفة، نكرة فعلٌ أو الفعل الذي يشير بهذه إلى أن
(مَا) هذه تحتمل أن تكون نكرة موصوفة ويحتمل أن تكون ماذا؟ اسمًا موصول
يعني: من الموصولات (وَهُوَ مَا) أي: فعلٌ (زِيدَ فِيهِ حَرْفٌ) أو
الفعل الذي زيد فيه يعني عليه (حَرْفٌ وَاحِدٌ عَلَى الرُّبَاعِيِّ
المُجَرَّدِ)
فحينئذٍ قال: (وَهُوَ بَابٌ وَاحِدٌ)
(وَهُوَ) أي: النوع الأول الذي زِيد فيه على الرباعي المجرد حرفٌ واحد
باب واحدٌ لا ثاني له باستقراء كلام العرب بحسب السماع، فيصير حينئذٍ
من الخماسي المزيد على الرباعي، لأن الخماسي قد يكون مزيدًا على
الثلاثي وقد يكون خماسيًا مزيدًا على الرباعي، وهنا الباب الواحد هذا
الذي زِيد فيه حرفٌ واحد على الرباعي المجرد من الخماسي المزيد على
الرباعي المجرد.
(وَهُوَ بَابٌ وَاحِدٌ وَزْنُهُ تَفَعْلَلَ
يَتَفَعْلَلُ تَفَعْلُلاً) أصله فَعْلَلَ فزيدت التاء في أوله، فقيل:
تَفَعْلَلَ كما هو الشأن في الثلاثي المجرد كَرُمَ فزيدت الهمزة في
أوله فقيل: أَفْعَلَ أَكْرَمَ، كذلك فَعْلَلَ دَحْرَجَ، زِيد عليه حرف
واحد في أوله وهو تاء تاء المطاوعة يعني يريد أن يكون مطاوِعًا
لدَحْرَجَ فقيل (تَفَعْلَلَ) إذًا بزيادة التاء في أوله وهذه التاء
تسمى تاء المطاوعة، فحينئذٍ نقول: الرباعي المزيدٌ بحرفٍ واحدٍ له
بناءٍ واحد بالاستقراء وهو (تَفَعْلَلَ)، ويكون للمطاوعة فَعْلَلَ
المتعدِّي يعني: الرباعي المجرد دَحْرَجَ يطاوِعه تَدَحْرَجَ دَحْرَجَ
(دَحْرَجْتُ الحَجَرَ فَتَدَحْرَجَ ذَلِكَ الحَجَرُ) نقول:
(فَتَدَحْرَجَ) هذا رباعيٌ مزيدٌ عليه تاءٌ المطاوعة في أوله لإفادة
المطاوعة (وَزْنُهُ تَفَعْلَلَ يَتَفَعْلَلُ) بفتح اللام ما قبل آخره
لماذا؟ لكون مبدوءً بالتاء، لأن الرباعي والخماسي والسداسي ما كان
مبدوءًا بالتاء في ماضيه حينئذٍ يفتح ما قبل آخره في المضارع فيقال
(تَفَعْلَلَ) كما هنا ... (يَتَفَعْلَلُ)، (تَفَعْلَلَ) مبدوء بالتاء
(يَتَفَعْلَلُ)، (يَتَدَحْرَجُ) مع أنه يقال دَحْرَجَ يُدَحْرِجُ بكسر
الراء وهنا يقال (يَتَدَحْرَجُ) بفتح الراء للعلة التي ذكرناها
(تَفَعْلُلاً) بضم اللام فَرْقًا بينه وبين ماضيه، لأن التَّفَعْلُل
هنا المصدر من حيث اللفظ لو لم تُضم لامه لصار مثل ماضيه، فما الذي
يميز هذا عن ذاك؟ لو قيل تَعَلَّمَ تَعَلَّمَ ما الذي يميز هذا عن ذاك
وخاصة في الوقف؟ لا يميز بينهما إلا بحركةٍ أو حرفٍ، وهنا اتحدا في
الحروف فحينئذٍ لا بد من حركةٍ مغايرة لِمَا في أصل الذي هو الماضي
فضمت اللام في (تَفَعْلَلَ) هنا كما ضُمتْ هناك في باب تَفَعَّلَ
تَعَلَّمَ يَتَعَلَّمُ تَعَلُّمًا، تَكَلَّمَ يَتَكَلَّمُ تَكَلُّمًا
بضم اللام لماذا؟ فرقًا بينه وبين ماضيه، يعني فرقاً بين المصدر
والماضي لأنه لا بد من ماذا؟ لا بد من فرق، لماذا لا بد من فرقٍ؟ لأن
الماضي مُشتق والمصدر مشتقٌ منه، فلا يمكن أن يتساويا في الحروف
والحركة، لا بد من أثر الاشتقاق أن يظهر لفظًا، لا بد أن يلفظ به، إما
بحرفٍ وإما بحركة كَتْبٌ هذا مصدر كَتَبَ هل زاد حرف؟ لم يزد حرفًا،
نقول: كَتَبَ هذا مشتقٌ وكَتْبٌ هذا مشتقٌ منه، ما دليل الاشتقاق؟ لا
بد من علامة كَتَ التاء مفتوحة وَكَتْبٌ التاء ساكنة، إذًا حُرِّكَ
الثاني للدلال على أنه مشتقٌ عن الأول، هنا كذلك (تَفَعْلُلاً) بضم
اللام الأولى في المصدر فرقًا بين هو وبين ماضيه ليدل على الاشتقاق
لأنه لا بد من حركة أو حرف، (مَوْزُونُهُ) موزون هذا الباب النوع الأول
(تَدَحْرَجَ يَتَدَحْرَجُ تَدَحْرُجًا)، (يَتَدَحْرَجُ) بفتح الراء كما
ذكرناه، تَدَحْرَجَ الْحَجَرُ هذا لازمٌ (وَعَلاَمَتُهُ أَنْ يَكُونَ
مَاضِيهِ عَلَى خَمْسَةِ أَحْرُفٍ) (تَدَحْرَجَ) لازم، لكن دَحْرَجَ
هذا متعدِّي لأنه كما سبق يكون المطاوِع؟ لازمًا وقد يكون المطاوَع
متعدِّيًا، دَحْرَجْتُ الْحَجَرَ فَتَدَحْرَجَ الْحَجَرُ مثلاً،
دَحْرَجْتُ الْحَجَرَ فعل وفاعل ومفعولٌ به، إذًا هو متعدِّي وليس بلام
لأنه
رباعي فتَدَحْرَجَ التاء للمطاوعة لقبول
الأثر والتأثير كما سبق بيانه فحينئذٍ يكون (تَدَحْرَجَ) لكونه
للمطاوعة والمطاوعة في الغالب بل بعضهم يجعله مطردًا كل مطاوع فهو لازم
في الغالب أن المطاوعة الفعل الذي يكون للمطاوعة يكون لازمًا، حينئذٍ
لا غرب أن يقال: دَحْرَجْتُ الْحَجَرَ فتَدَحْرَجَ الْحَجَرُ فيكون
لازمًا، (وَعَلاَمَتُهُ أَنْ يَكُونَ مَاضِيهِ عَلَى خَمْسَةِ
أَحْرُفٍ). (خَمْسَةِ أَحْرُفٍ) أربعةٌ أصلية وواحدٌ زائد،
(بِزِيَادَةِ التَّاءِ فِي أَوَّلِهِ)، (بِزِيَادَةِ التَّاءِ) التي
للمطاوعة (فِي أَوَّلِهِ) يعني في محلٍ قريبٍ من أوله فبين لك أن هذه
الزيادة للمطاوعة وليست للإلحاق، ولماذا ليست للإلحاق؟ لأن الزيادة
التي تكون للإلحاق لا تكون أولاً، والمشهور أنه لا يُجْمَعُ مع الحرف
الذي يُزاد للإلحاق معنًى آخر، فحينئذٍ ينتفي أن تكون التاء هنا
للإلحاق وإنما يتعين كونها للمطاوعة، (بِزِيَادَةِ التَّاءِ) أي مسمى
التاء (فِي أَوَّلِهِ) يعني في محلٍ قريبٍ من أوله (وَبِنَاؤُهُ) بناءُ
هذا الباب وهذا النوع (لِلْمُطَاوَعَةِ) أي: للدلالة على التأثر وقبول
الأثر، للدلالة على ماذا؟ على التأثر وقبول الأثر، (دَحْرَجْتُ
الحَجَرَ) قد تَدَحْرِجُهُ وما يَتَدَحْرَج صحيح؟ لكن إذا قلت
(دَحْرَجْتُ الحَجَرَ فَتَدَحْرَجَ) يعني: قبل، قبل ماذا؟ قبل فعلي
أنا، فحينئذٍ تأثر الحجر كما أن تقول: كَسَرْتُ الزُّجَاجَ فانْكَسَرَ،
إذًا قَبِلَ الكسر هنا قبل الدَّحْرَجَة فحينئذٍ تقول: (فَتَدَحْرَجَ)
أي الحجر قَبِل، إذًا التاء تكون لماذا؟ للمطاوعة، للدلالة على قبول
الأثر وحصول هذا الأثر في المفعول به، (دَحْرَجْتُ الحَجَرَ) الحجر هذا
هو محل إيقاع الحدث، (وَبِنَاؤُهُ لِلْمُطَاوَعَةِ) أي: للدلالة على
التأثر وقبول الأثر (نَحْوُ: دَحْرَجْتُ الحَجَرَ) يعني دورته
(فَتَدَحْرَجَ ذَلِكَ) يعني فتَدَوَّرَ يعني قَبِلَ الأثر، هذا هو
النوع الأول، وهو ما زيد فيه حرفٌ واحد وهو بناء واحد، وهو تَفَعْلَلَ
ولا ثاني له.
ثم انتقل إلى النوع الثاني وهو ما زيد فيه حرفان.
(النَّوعُ الثَّانِي) من النوعين (وَهُوَ
مَا) فعلٌ أو الفعل الذي (زِيدَ فِيهِ حَرْفَانِ عَلَى الرُّبَاعِيِّ
المُجَرَّدِ) بعض النسخ ليس فيها كلمة المجرد لكن لا بد من زيادتها
(عَلَى الرُّبَاعِيِّ المُجَرَّدِ) فيصير حينئذٍ سداسيًا يصير سداسيًّا
لأن الرباعي أربعة أحرف فزيد عليه حرفان فصار سداسيًّا المزيد على
الرباعي السداسي المزيد على الرباعي، لأن السداسي قد يكون مزيدًا على
الثلاثي كاسْتَفْعَلَ، وقد يكون مزيدًا على الرباعي. إذًا الرباعي
المزيد هذا خاصٌ بالثلاثي (عَلَى الرُّبَاعِيِّ المُجَرَّدِ وَهُوَ) أي
النوع الثاني (بَابَانِ) بحسب الاستقراء، وهما ما سيذكره في البابين
لماذا؟ لأن أحد الزائدين فيه همزة وصلٍ مكسورة، الباب الأول
(افْعَنْلَلَ)، الباب الثاني (افْعَلَلَّ)، إذًا الهمزة مكسورة في أوله
لماذا صار بابين؟ لأن أحد الزائدين فيه همزة وصلٍ لأن كلاًّ من الباب
الأول والباب الثاني ماذا؟ لا بد أن يزداد فيه حرفان، إحدى أو أحد
الحرفين المزادين همزةُ وصلٍ في أوله مكسورة، والثاني إما نونٌ ساكنةٌ
بعد عينه، وإما تكرير اللام مع الإدغام بنقل حركته إلى اللام الأولى
الساكنة، يعني وجدوا أن المزيد بحرفين على الرباعي المجرد لا يخرج عن
هاتين الزيادتين، كِلا البابين قد زِيد عليه همزة الوصل المكسورة في
أوله، إذًا في البابين ماذا بقي؟ بقي زيادة النون قبل عينه وهو في
(افْعَنْلَلَ) وبقي ماذا؟ تكرير اللام الثانية في باب (افْعَلَلَّ)
إذًا كلٌ من البابين قد زيد فيه همزة وصلٍ في أوله وهي مكسورة، وزيد في
الأول النون قبل عينه، وزيد في الثاني اللام يعني تكرير اللام مع
الإدغام هل وجد ثالثٌ؟ لم يوجد. إذًا البحث أولاً، ثم التقعيد ثانيًا.
لأنه كما سبق أن هذه المسائل كلها ليست عقلية وإنما هي نقلية، فحينئذٍ
لَمَّا وجدوا هذا الحصر في الزيادة قالوا: لا يَخْرُجُ المزيد بحرفين
على الرباعي المجرد عن بابين وهذا سببه كما سيذكره هناك.
إذًا (وَهُوَ) بابان بحسب الاستقراء لِمَا
ذكرنا، (البَابُ الأَوَّلُ) الأول منهما يعني: الأسبق (افْعَنْلَلَ
يَفْعَنْلِلُ افْعِنْلاَلاً) (افْعَنْلَلَ) زيدت الهمزة في أوله، أصله
فَعَلَلَ لأنه رباعيٌ مجرد زِيدت الهمزة همزة الوصل في أوله وهي مكسورة
وزيدت النون بعد عينه أنا قلت قبل عينه زيدت النون بعد عينه
(افْعَنْلَلَ) قيل هذه النون للمطاوعة (يَفْعَنْلِلُ) بكسر اللام على
الأصل لأنه ليس مبدوءً بالتاء (يَفْعَنْلِلُ) هذا البناء لازمٌ
(افْعِنْلاَلاً) بكسر ثالثه مع زيادة ألفٍ قبل آخره لماذا؟ لأنه مبدوء
بهمزة الوصل وهو سداسي، السداسي والخماسي المبدوء بهمزة الوصل مصدره
يكون بكسر ثالثه مع زيادة مدةٍ قبل آخره، وهنا فُعِلَ به أو طُبِّقَتْ
عليه القاعدة افْعِِن بكسر العين أصلها افْعَنْلَلَ بفتح العين في
الماضي كسرت في المصدر وزيد عليه لامٌ ألفٌ قبل آخره (افْعِنْلاَلاً)
افعنلال قبل اللام زيدت المدة وهذه تمسى ألف المصدر (مَوْزُونُهُ
احْرَنْجَمَ) أصله حَرْجَمَ فَعْلَلَ فزيدت عليه الهمزة في أوله والنون
بعد الراء التي هي بعد عينه (احْرَنْجَمَ)، (افْعَنْلَلَ) إذًا حرفان
زائدان الهمزة والنون ولذلك صار بابًا مستقلاً لأن الذي سيأتي يزاد
الألف همزة وتُضَعّف اللام، إذًا فرقٌ بين أن يزاد النون بعد عينه وبين
تضعيف اللام، لأن النون ليست من الأصول واللام من الأصول، إذًا فرقٌ
بين البابين ولذلك جعل بابين مستقلين مع كون الأول زيدت عليه همزة
الوصل والنون، والثاني زيدت عليه همزة الوصل وكررت اللام، لكن لَمَّا
كان الحرف الثاني النون في الباب الأول وتكرير اللام في الباب الثاني
فُرِّقَ بينهما وجعلا بابين (مَوْزُونُهُ احْرَنْجَمَ يَحْرَنْجِمُ)
وقلنا (احْرَنْجَمَ) هذا أصله حَرْجَمَ يقال: حَرْجَمَ القوم إذا
ازدحموا، ويقال: احْرَنْجَمَ أو حَرْجَمَتِ الإبل فاحْرَنْجَمُوا إذا
ردتها فارتد بعضها على بعضِ واجتمعت، إذًا مرادٌ به رد الشيء بعضه إلى
بعض، (يَحْرَنْجِمُ) بكسر الجيم التي هي ماذا؟ اللام الأولى
(يَفْعَنْلِلُ) الجيم هي اللام الأولى (احْرِنْجَامًا وَعَلاَمَتُهُ
أَنْ يَكَونَ مَاضِيهِ عَلَى سِتَّةِ أَحْرُفٍ) أربعةٍ أصلية وحرفان
زائدان (بِزِيَادَةِ الهَمْزِةِ فِي أَوَّلِهِ) يعني في محلٍ قريبٍ من
أوله (وِالنُّونِ بَيْنَ العَيْنِ وِالَّلامِ الأُولَى) يعني: بعد
العين واللام الأولى (وَبِنَاؤُهُ لِلْمُطَاوَعَةِ أَيْضًا) يعني:
للدلالة على التأثر وقبول الأثر، يعني للمطاوعة فَعْلَلَ للمتعدِّي
(حَرْجَمْتُ الإِبِلَ) هذا فَعْلَلَ وهو متعدِّي فاحْرَنْجَمَت الإبل
لازم نقول هذا مطاوعٍ له (وَبِنَاؤُهُ لِلْمُطَاوَعَةِ أَيْضًا)،
(حَرْجَمْتُ الإِبِلَ فَاحْرَنْجَمَ ذَلِكَ الإِبِلُ) والأولى أن يؤتى
بالتأنيث فاحْرَنْجَمَت بالتاء ولذلك غُلِّطَ في بعض الشروح المصنف في
هذه العبارة، فاحْرَنْجَمَت تلك الإبل، لأن الإبل هذا اسم جمع لا واحد
له من لفظه، وبعضهم يرى أنه إذا كان لغير الآدميين يجب التأنيث، وإن
كان المشهور أن اسم الجمع الذي لا واحد له من لفظ يجوز فيه الوجهان،
إذًا نقول هذا الباب الأول مبناه على ماذا؟ بزيادة الهمزة في
أوله وزيادة النون بعد العين أو بين العين
واللام الأولى (وَبِنَاؤُهُ لِلْمُطَاوَعَةِ) يعني: للدلالة على قبول
الأثر والتأثر بالحدث الذي تضمنه الفعل المطاوع.
(البَابُ الثَّانِي) عرفنا حَرْجَمْتُ الإبل إيش معناها يعني: جمعتها
(فاحْرَنْجَمَت) يعني: فاجتمعت، جمعتها فاجتمعت.
(البَابُ الثَّانِي: افْعَلَلَّ يَفْعَلِلُّ افْعِلاَّلاً)،
(افْعَلَلَّ) هذا الباب الثاني منهما يعني من النوعين (افْعَلَلَّ)
وهذا البناء لازم، (افْعَلَلَّ) هذا بسكون الفاء وفتح العين
(افْعَلَلَّ) وفتح اللام الأولى مخففةً والأخيرة مشددة إذًا كم لام
عندنا؟ ثلاث لامات الأولى مخففة، والثانية مشددة، والعين متحركة بالفتح
والفاء ساكنة، إذًا زيد عليه الهمزة همزة الوصل مكسورةً في أوله،
وضُعِّفَت اللام كررت اللام لأنها من جنس اللام الأصلية فحينئذٍ صار
ماذا في الوزن؟ يوزن بما وزن به الحرف الأصلي كما قيل في جَلْبَبَ
لَمَّا زِيد حرفٌ من جنس الحرف الأصلي وهو اللام في الوزن نقول:
فَعْلَلَ نُضعّف اللام، وهنا أيضًا حَصَلَ فيه ما حصل ولكن أُدْغِمَتْ
اللام الثانية في الثالثة، فقيل (افْعَلَلَّ) بإدغام اللامين
المتأخرتين والحرف الأخير هو الزائد كما سيذكره المؤلف هنا،
(افْعِنْلاَلاً) بكسر العين وزيادة المدة (مَوْزُونُهُ اقْشَعَرَّ
يَقْشَعِرُّ اقْشِعْرَارًا) (اقْشَعَرَّ) أصله اقْشَعْرَرَ أليس كذلك؟
اقْشَعْرَرَ إذًا عندنا راءان فَعْلَلَ الأولى متحركة، والثانية متحركة
وجب الإدغام، ولكن لا بد أن يكون الحرف الأول ساكنًا وعندنا هنا اقْش
اقْشَعْرَرَ بإسكان العين اقْشَعْرَرَ بفتح الشين وإسكان العين والراء
الأولى متحركة أردنا تسكين الراء الأولى ليصح إدغامها في الثانية
فأسقطنا حركتها أو ألقينا حركتها عن الحرف الساكن قبلها اقْشَعْ على
العين اقْشَعْرَرَ أليس كذلك؟ أريد الإدغام الراء الأولى وهي متحركة
فهذا ممتنع لا بد من تسكينها وعندنا إعلال يسمونه إعلال بالنقل، وهو
نقل الحركة إلى ما قبله، وهذا له شروط وهو أن يكون هنا حرفٌ صحيح وهو
ساكن فصح حينئذٍ النقل، فنقلت الحركة حركة الراء الأولى إلى العين
فصارت الراء الأولى ساكنة فصح الإدغام (اقْشَعَرَّ) إذًا نحن نقول فيه
هنا (افْعَلَلَّ) العين متحركة بالفتح لكنها ليست حركتها الأصلية وإنما
هي حركة اللام (اقْشَعَرَّ) نقول: أصله اقْشَعْرَرَ نقلت حركت الراء
الأولى إلى ما قبلها الساكن فأدغمت الراء في الراء ومثله يَقْشَعْرِرُ
شَعْرِرُ أراد إدغام الراء في الراء ونحن نقول: (يَقْشَعِرُّ).
بكسر العين من أين جاءت هذه كسر العين من
الراء الأولى (يَقْشَعِرُّ) يَقْشَعْرِرُ إذًا بكسر الراء الأولى فنقلت
إلى الحرف الذي قبلها ليتمكن من إدغامه في الراء الثانية قال هنا
(وَعَلاَمَتُهُ أَنْ يَكَونَ) لذلك لما جاء الفاصل (اقْشِعْرَارًا)
العين ساكنة صحيح؟ العين ساكنة بخلاف (اقْشَعَرَّ) العين مفتوحة،
(يَقْشَعِرُّ) العين مكسورة و (اقْشِعْرَارًا) العين ساكنة لماذا؟ لأنه
لم تنقل حركة الراء الأولى إلى العين، سكون العين في المصدر دليل على
أن (اقْشَعَرَّ) العين مفتوحة ليس حركة أصلية وإنما هي منقولة عن الراء
الأولى، و (يَقْشَعِرُّ) بكسر العين نقول: هذه الحركة الكسرة ليست
أصلية بدليل سكونها في المصدر، لأن المصدر هو الأصل والفعل الماضي
والمضارع هذان فرعان لأنهما مشتقان عن المصدر (وَعَلاَمَتُهُ أَنُ
يَكُونَ مَاضِيهِ عَلَى سِتِّةِ أَحْرُفٍ) أربعةٍ أصول وحرفان زائدان
(بِزِيَادَةِ) أي بسبب زيادة (الهَمْزِةِ فِي أَوَّلِهِ) يعني في محلٍ
قريبٍ من أوله (وَحَرْفٍ آخَرَ مِنْ جِنْسِ لَامِهِ الثَّانِيَةِ فِي
آخِرِهِ)، (وَحَرْفٍ آخَرَ) يعني ليس بالهمزة (مِنْ جِنْسِ لامِهِ)
يعني مماثل، مراد بالجنس هنا في هذا المقال مماثل يعني نفس الحرف الذي
أو مثله إن كان باء فهو باء، إن كان لامًا فهو لام .. إلى آخره (مِنْ
جِنْسِ لَامِهِ الثَّانِيَةِ فِي آخِرِهِ) هذا بيانٌ لمحل الزيادة،
فاللام الأخير هي التي زِيدت، ندخل في أن الزيادة فيه الراء الثانية من
الرائين الأخيرتين وهو قول الأكثرين لكون الآخر محل الزيادة ومحل
التغيير كما سبق أن كثيرًا من الصرفيين يرجحون في الحرف الزائد أن يكون
هو الآخر لماذا؟ لكون الأخير هو أو الآخر لكون الآخر يعني المحل الآخر
هو محل الزيادة، وهو أنسب لأن يزاد فيه. (وَبِنَاؤُهُ لِمُبَالَغَةِ
الَّلازِمِ) بل بعضهم قَعَّدَ قاعدة بالنسبة للحرف الأخير قال: إذا كان
أول المكررين متحركًا فالزائد هو الثاني بلا خلاف. إذا كان أول
المكررين متحركًا فالزائد هو الثاني هذا بخلاف باب فَعَّلَ خَرَّجَ
الراء الأولى ساكنة والثاني متحركة، ولذلك قيل بأن الحرف الأول هو
الزائد لأن الساكن أولى الحكم عليه بالزيادة من المتحرك، ولكن إذا كان
متحركين فالثاني أولى أن يكون هو الزائد، وبناؤه أي هذا الباب
(افْعَلَلَّ يَفْعَلِلُّ افْعِلاَّلاً) لمبالغة اللازم يعنى لإفادة
المبالغة للفعل اللازم، إذًا أصله لازم والفرع حينئذٍ لا بد أن يكون
لازمًا، لذلك قيل: الباب هذا بناؤه للازم لأنه يقال لأن الحال والشأن
يقام في لسان العرب ولغة العرب (قَشْعَرَ جِلْدُ الرَّجُلِ إِذَا
انْتَشَرَ) يعني تحرك في التراب (إِذَا انْتَشَرَ شَعَرُ جِلْدِهِ فِي
الجُمْلَةِ) يقال: (قَشْعَرَ) على وزن فَعْلَلَ كلها أصول القاف والشين
والعين والراء أصول على وزن فَعْلَلَ، إذًا هو رباعي مجرد، (قَشْعَرَ
جِلْدُ الرَّجُلِ) ما المراد بهذا هذا المعنى (قَشْعَرَ)؟
قال: (إِذَا انْتَشَرَ شَعَرُ جِلْدِهِ)
انتشارًا كائنًا في الجملة أي قليلاً مثل (حَمِرَ زَيْدٌ) هنا، وعَشُبَ
الأرض، إذًا في الجملة يعني في القلة، وسبق أن في الجملة يستعمل في
القلة، وبالجملة يستعمل في الكثرة، إذًا إذا قَشْعَرَ جلد زيد مثلاً
نقول: انتشر أو تحرك أو اضطرب لأن فيه معنى الاضطراب والحركة لكنه في
الجملة يعني قليل، لكنه قليل، (وَيُقَالُ: اقْشَعَرَّ جِلْدُ الرَّجُلِ
إِذَا انْتَشَرَ) يعني: اضطرب وتحرك جلده انتشارًا (مُبِالَغَةً) يعني
بحيث لا انتشار فوقه، يزيد عن الأول: الأول تحرك الشعر واضطرب لكنه ليس
كل الاضطراب وحينئذٍ إذا قيل اقشعر جلده حينئذٍ زاد الاضطراب فيكون فيه
نوع مبالغة، فيكون فيه مبالغة، لأن قَشْعَرَ هذا لازم، واقْشَعَرَّ
لازم، والأول أقل والثاني أكثر، كما قيل في عَشُبَ واعْشَوْشَبَ،
(وَيُقَالُ: اقْشَعَرَّ جِلْدُ الرَّجُلِ إِذَا انْتَشَرَ) يعني اضطرب
وتحرك جلده أو شعر جلده انتشارًا (مُبِالَغَةً) بحيث لا انتشارَ فوقه،
إذا عرفنا بهذا أن السداسي المزيد على الرباعي المجرد كم باب؟ [ثلاثة
أبواب] ثلاثة أبواب؟! كيف جاءت ثلاثة أبواب؟ [أحسنت]
باب زِيد فيه حرف واحد وهو باب تَفَعْلَلَ.
وباب زيد فيه حرفان وهو باب احْرَنْجَلَ.
وباب زِيد فيه حرفان، ولكن الحرف الثاني بتكرير لامه، بتكرير اللام وهو
باب اقْشَعَرَّ.
وكلها تسمي كما سبق بالمصادر.
ثم قال (وَخَمْسَةٌ مِنْهَا لِمُلْحَقِ تَدَحْرَجَ) سبق أن الملحق في
الأفعال ثلاثة أنواع:
ملحق بالفعل الرباعي المجرد.
وملحق بالفعل الرباعي المزيد بحرف يعني ملحق بتَدَحْرَجَ.
وملحق باحْرَنَجَلَ.
هذه كم نوع؟ ثلاثة أنواع.
ملحق بالرباعي المجرد وهذا ذكرناها ستة أبواب.
وملحق بتَدَحْرَجَ. الأول ملحق بالفعل المجرد بدَحْرَجَ، ولَمَّا زيد
عليه حرف واحد وهو التاء في أوله تَدَحْرَجَ صار عندنا نوع ملحق بالفرع
وهو تَدَحْرَجَ، ولَمَّا زيد عليه حرفان وهو احْرَنْجَمَ صار عندنا نوع
ملحق باحْرَنْجَمَ ملحق باحْرَنْجَمَ وهذه كلها قليلة جدًا، استعمالها
قليل جدًا في لغة العرب، ولذلك بعضهم لا يذكر حتى ملحق بالرباعي المجرد
لا يذكره لقلتها وندرة استعمالها بل بعضهم يرى أن بعض الأبواب فيها
متكلفة لأنه يتنازع فيها هذه ملحقة بالثلاثي زيدت عنه ثلاثة أحرف أو
أنه ملحق بالرباعي على كل نمر عليها.
(وَخَمْسَةٌ) كائنة (مِنْهَا) أي من الخمسة
والثلاثين بابًا (لِمُلْحَقِ تَدَحْرَجَ)، (تَدَحْرَجَ) هذا بزيادة
ماذا؟ التاء لكن الملحق هنا عندنا ملحق وهو ملحق به، الْمُلْحَقُ به هو
تَدَحْرَجَ رباعي زِيد عليه حرف في أوله، والْمُلْحَق هو ثلاثي زيد
عليه حرفان فصار ماذا؟ فصار خماسيًّا [نعم أحسنت] فالْمُلْحَق هنا
ثلاثي مجرد زيد عليه حرفان أُلْحِق بـ (تَدَحْرَجَ) يعني صار موازيًا
له في تصرفاته يتصرف فيه المتصرف كما يتصرف في ... (تَدَحْرَجَ) فصار
مُلْحَقًا بـ (تَدَحْرَجَ) حينئذٍ نفهم من هذا أن الْمُلْحَق ليس
رباعيًّا وإنما هو ثلاثي، والْمُلْحَقُ به هو رباعي مزيد عليه حرف
واحد، ولذلك قال: (وَخَمْسَةٌ) أي من الأبواب الخمسة والثلاثين
(لِمُلْحَقِ تَدَحْرَجَ) بزيادة حرفين على الثلاثي المجرد، أحدهما
للمطاوعة والثاني يكون للإلحاق. (البَابُ الأَوَّلُ) ولذلك قل من ذكر
هذه الخمسة الأبواب. ... (البَابُ الأَوَّلُ) لقلة استعمالها ولأن
أكثرها من ملحقات دَحْرَجَ وإلحاقها بتَدَحْرَجَ اعتباري هكذا قيل.
(البَابُ الأَوَّلُ) من هذه الخمسة (تَفَعْلَلَ يَتَفَعْلَلُ
تَفَعْلُلاً)، (تَفَعْلَلَ) أصله فَعْلَلَ لكنه ليس فَعْلَلَ في الأصل
بالمثال قال: (جَلْبَبَ) زِيد عليه التاء فقيل (تَجَلْبَبَ) أُلْحِق بـ
(تَدَحْرَجَ) لكن، لا، قبل زيادة التاء (تَجَلْبَبَ) هذا أصله
(جَلْبَبَ) أصله (جَلْبَبَ) قبل قبل زيادة التاء، أصله (جَلْبَبَ) لأنه
أُلْحِقَ أولاً بالرباعي المجرد فقبل إلحاقه بالرباعي المجرد ماذا كان؟
جَلَبَ، إذًا هو ثلاثي زيد عليه حرفان، وصار كأنه بمرحلتين مُلْحَقًا
بتَدَحْرَجَ، ولذلك قيل الْمُلْحَق بتَدَحْرَجَ مُلْحَقٌ بدَحْرَجَ
وإنما يكون إِلْحَاقُهُ بتَدَحْرَجَ هذا اعتباري.
إذًا (تَفَعْلَلَ) أصله فَعْلَلَ، بتكرير
اللام الثانية، فاللام الثانية هذه ليست أصلية (يَتَفَعْلَلُ) بفتح
العين لِمَا ذكرناه سابقًا من كونه مفتتحًا بالتاء في الماضي
(تَفَعْلُلاً) بضم اللام الأولى فرقًا بينه وبين ماضيه، (مَوْزُونُهُ
تَجَلْبَبَ يَتَجَلْبَبُ تَجَلْبُبًا) أصله جَلْبَبَ من الْمُلْحَقِ
بالرباعي المجرد وأصله ثلاثي، فحينئذٍ تَجَلْبَبَ إذا أردنا النظر فيه
هكذا ابتداءً نقول: زِيد عليه حرفان، التاء للمطاوعة لماذا؟ لأنه
أُلْحِقَ بـ (تَدَحْرَجَ) و (تَدَحْرَجَ) للمطاوعة التاء فيه للمطاوعة،
فحينئذٍ لَمَّا أُلْحِقَ تَجَلْبَبَ بـ (تَدَحْرَجَ) أو (جَلْبَبَ) بـ
(تَدَحْرَجَ) زِيدت عليه التاء ليكون مطاوعًا كما طاوع (تَدَحْرَجَ)،
(مَوْزُونُهُ تَجَلْبَبَ يَتَجَلْبَبُ تَجَلْبُبًا وَعَلاَمَتُهُ أَنْ
يَكُونَ مَاضِيهِ عَلَى خَمْسَةِ أَحْرُفٍ) ثلاثة أصلية وحرفان زائدن
(بِزِيَادَةِ التَّاءِ) يعني: بسبب صار خماسيًّا بسبب زيادة التاء (فِي
أَوَّلِهِ) لماذا؟ قالوا: ليوافقَ زائد ليوافق زائدَ الْمَلْحَق به
لأنه أُلْحِقَ بماذا؟ بـ (تَدَحْرَجَ) و (تَدَحْرَجَ) في أوله تاءٌ
للمطاوعة إذًا يلزم أن يُزاد في (جَلْبَبَ) تاءٌ في أوله ليوافق
الْمُلْحَقَ به، واضح هذا؟ زِيدت التاء لماذا في (تَجَلْبَبَ)؟ ليوافق
الملحق به وهو ... (تَدَحْرَجَ) لأننا نقول: هذه الأبواب الخمسة مُلحقة
بـ (تَدَحْرَجَ) رباعي مزيد فيه تاء المطاوعة، حينئذٍ لا بد أن توجد
التاء في ماذا؟ في تَفَعْلَلَ الذي هو تَجَلْبَبَ، أن يكون ماضيه على
خمسة أحرف بزيادة التاء في أوله ليوافق زائد الملحق به، فإن قاعدة
الإلحاق كما نص بعضهم أنه إن كان في الملحق به زائد جيء به في الملحق
مَوْضِعَه في الملحق به، إن كان الملحق به فيه حرف زائد فحينئذٍ جيء به
في الملحق ليكون موافقًا ومطابقًا له، لأننا نريد أن نصرفه تصرفه،
حينئذٍ إذا لم نزد في الملحق ما زيد في الملحق به كيف يتزن معه في
المصدر والفعل المضارع، لا يمكن أن يتحد معه في المصدر لأن الإلحاق كما
سبق اتحاد المصدرين لا بد منه هذا شرطه ولا يتحد المصدران إلا إذا اتحد
الفعل المضارع، ولا يتحد كذلك إلا إذا اتحد الفعل الماضي. إذًا إذا كان
في الملحق به زيادة جيء بها في الملحق ليكون [موا ... # 46.10] له في
تصرفاته (وَحَرْفٍ آخَرَ) مغاير للتاء ليست كالتاء مغاير له (مِنْ
جِنْسِ لاَمِ فِعْلِهِ فِي آخِرِهِ) هذا بيان لمحل الزيادة، وهذا بلا
خلاف كما ذكرناه، وهذه الزيادة لمجرد الإلحاق إذًا زيد فيه الحرفان
أحدهما تاء المطاوعة ليوافق الزائد الملحق به، وجيء بحرف للإلحاق لأن
البحث هنا في الإلحاق، وهو إلحاق بناء ببناء (وَحَرْفٍ آخَرَ) مغاير
للتاء (مِنْ جِنْسِ لاَمِ فِعْلِهِ فِي آخِرِهِ) بلا خلاف يعني محله
موضوع الحرف الزائد آخر الفعل بلا خلاف، (وَبِنَاؤُهُ لِلاَّزِمِ) وفي
بعض النسخ للمطاوعة، بعض النسخ للمطاوعة أي لمطاوعة فَعْلَلَ، وهناك
[تنازل # 47.
15] بين المطاوعة واللازم، ولذلك لو قيل
للمطاوعة لصح ولو قيل بناؤه للازم لصح، لكن المطاوعة فيها معنى أخص،
فالتعبير بها أولى، أي للمطاوعة فَعْلَلَ نحو جَلْبَبْتُهُ أي
أَلْبَسْتُهُ الْجِلْبَابَ فماذا؟ فـ (تَجَلْبَبَ) يعني: فقبل الأثر
لَبِسَ، لَبِسَ الجلباب أَلْبَسْتُهُ، إذًا هذا متعدِّي، جَلْبَبْتُهُ
أي أَلْبَسْتُهُ الْجِلْبَابَ فـ (تَجَلْبَبَ) فصار ماذا؟ صار مطاوِعًا
بالتاء وهو ملحق بتَدَحْرَجَ لأنك تقول (تَجَلْبَبَ يَتَجَلْبَبُ
تَجَلْبُبًا) أليس كذلك؟ كما تقول: (تَدَحْرَجَ يَتَدَحْرَجُ
تَدَحْرُجًا) حينئذٍ صار ملحقًا به فتُصرف فيه ما تُصرف في الملحق به.
إذًا نقول هنا: (وَبِنَاؤُهُ لِلاَّزِم) أي للمطاوعة، لمطاوعة
(فَعْلَلَ) جَلْبَبْتُهُ أي أَلْبَسْتُهُ الْجِلْبَابَ فهذا باعتبار
المعنى متعدٍّ إلى اثنين وهذا لا شك لأن التعدِّي قد يُنظر إلى المعنى
وقد يُنظر إلى اللفظ، اللفظ المراد به أن ينصب مفعولاً أو مفعولين، وقد
يكون الفعل متعدِّيًا في المعنى إلى اثنين ولكنه في اللفظ إلى واحد فـ
(تَجَلْبَبَ) أي: لَبِسَ الْجِلْبَابَ فهو من جهة المعنى متعدٍّ إلى
واحد، وأما من جهة اللفظ فهو لازم يعني (تَجَلْبَبَ)، (تَجَلْبَبَ) من
جهة المعنى متعدٍّ ولكنه من جهة الإعراب والعمل فهو لازم.
(البَابُ الثَّانِي) إذا عرفنا (البَابُ الأَوَّلُ: تَفَعْلَلَ
يَتَفَعْلَلُ تَفَعْلُلاً) ... (تَجَلْبَبَ يَتَجَلْبَبُ تَجَلْبُبًا)
هذا (تَجَلْبَبَ) في الأصل مطلقًا دون نظر إلى ما بـ فَعْلَلَ الملحق
وغيره، نقول: في الأصل هو ثلاثي، أصله جَلَبَ زِيد عليه حرفان ليصير
ماذا؟ مطاوِعًا لتَدَحْرَجَ، لو أريد أن يطاوع (فَعْلَلَ) زيد عليه حرف
في آخره فقط لكن المراد هنا أن يطاوع ماذا؟ تَدَحْرَجَ، إذًا
تَدَحْرَجَ هذا خماسي وجَلَبَ ثلاثة، إذًا كيف يصير لا بد من زيادتين،
تَدَحْرَجَ للمطاوعة وهذه المطاوعة حصلت فيه بالتاء إذًا لا بد من وجود
التاء في جَلَبَ ولا بد من حرف للإلحاق يعني لغرض اللفظ لا لمعنوي
بخلاف التاء فإنه لغرض معنوي. حينئذٍ زِيد حرف للمطاوعة وزِيد حرف
لمجرد الإلحاق فقط فقيل (تَجَلْبَبَ).
(البَابُ الثَّانِي) منها من الخمسة
(تَفَوْعَلَ يَتَفَوْعَلُ تَفَوْعُلاً) بضم العين لِمَا ذكرناه،
(تَفَوْعَلَ يَتَفَوْعَلُ) بفتح العين لكون الماضي مفتتحًا بالتاء ...
(تَفَوْعُلاً) بضم العين لماذا؟ فرقًا بينه وبين ماضيه، (مَوْزُونُهُ)
يعني ما يوزن به هذا الباب (تَجَوْرَبَ يَتَجَوْرَبُ تَجَوْرُبًا) بضم
الراء فرقًا بينه وبين ماضيه، (وَعَلامَتُه) (تَجَوْرَبَ) قالوا: أصله
جَرَبَ ثلاثي يعني لَبِسَ الْجَوْرَبَ (يَتَجَوْرَبُ تَجَوْرُبًا)،
(وَعَلامَتُه أَنْ يَكُونَ مَاضِيهِ عَلَى خَمْسَةِ أَحْرُفٍ) ثلاثة
أصلية وحرفان زائدان، أحدهما يكون للمطاوعة، والثاني يكون للإلحاق
(بِزِيَادَةِ التَّاءِ فِي أَوَّلِهِ) لإفادة المطاوعة لأن هذه التاء
موجودة في الملحق به وهو تَدَحْرَجَ فلزم أن تكون في الملحق
(وَالوَاوِ) يعني بزيادة (الوَاوِ بَيْن الفَاءِ وَالعَيْنِ) لمجرد
الإلحاق فقيل (تَجَوْرُبَ) التاء زائدة للمطاوعة والواو زائدة للإلحاق.
(وَبِنَاؤُهُ لِلَّازِمِ) وقيل: للمطاوعة يعني في بعض النسخ للمطاوعة
أي لمطاوعة فَعْلَلَ نحو (تَجَوْرَبَ زَيْدٌ)، (تَجَوْرَبَ زَيْدٌ)؟!
كيف هذا؟ هذا يقال فيه إنه ذَكَرَ المطاوِع ولم يذكر المطاوَع، أصله
جَوْرَبْتُهُ أي أَلْبَسْتُهُ الجوربَ فتَجَوْرَبَ أي لَبِسَ
الْجَوْرَبَ أليس كذلك؟ (تَجَوْرَبَ زَيْدٌ) أي: لَبِسَ الجوربَ على
هذه النسخة تكون من قبيل التكلم بالمطاوِع بالكسر من غير أن يتكلم
بالمطاوَع، هناك في الأول قال: (كَسَرْتُ الزُّجَاجَ فَانْكَسَرَ) ذكر
المطاوِع والمطاوَع صحيح؟ قد يحذف الأول (كَسَرْتُ الزُّجَاجَ
فَانْكَسَرَ) يقال (فَانْكَسَرَ) فيزيد حينئذٍ أن انكسر لا بد له من
مضاوَع، هنا (تَجَوْرَبَ زَيْدٌ) ذكر المطاوِع ولم يذكر المطاوَع، إذًا
لا بأس يجوز هذا أن يُذكر المطاوِع ولا يذكر المطاوَع، فحينئذٍ على هذه
النسخة (تَجَوْرَبَ زَيْدٌ) ذكر المطاوِع تكلم بالمطاوِع بالكسر من غير
أن يتكلم بالمطاوَع وهو جَوْرَبْتُهُ فتَجَوْرَب.
هذا هو المشهور عند الصرفيين، لكن بعضهم يغلط هذا الباب من أصله ولا
يجعل المثال صحيحًا، فيقال: والتحقيق - كما قال الشارح - أن
(تَجَوْرَبَ) أصله جَوْرَبَ على وزن فَعْلَلَ وهو رباعي مجرد والواو
أصلية وليست بزائدة، ومصدره جَوْرَبَةً فَعْلَلَةً فليس أصله جَرَبَ
لأن فرقًا بين جَرَبَ هذا علة هذا مرض وتَجَوْرَبَ أو جَوْرَبَ هذا
لَبِسَ الْجَوْرَبَ، إذًا فرق بينهما، فحينئذٍ - كما سبق القاعدة - أن
الملحق لا بد أن يكون موازيًا في المعنى الملحق به لا فرق بينهما أليس
كذلك؟ جَلَبَ وجَلْبَبَ المعنى واحد لأن الزيادة لمجرد اللفظ فقط لغرض
اللفظ أن يكون موازيًا اتحاد المصدرين فقط، وأما هنا جَرَبَ وهو علة
وفساد مرض وتَجَوْرَبَ لَبِسَ الْجَوْرَبَ هذا فرق بينهما، فحينئذٍ ما
ذكره الشراح أو بعضهم الشرح المقصود ونحوه أولى أن يكون (تَجَوْرَبَ)
هذا ليس من باب أو الملحق بتَفَعْلَلَ لماذا؟
لأنه في الأصل جَوْرَبَ فَعْلَلَ والواو
أصلية فليست بزائدة لأنه إذا قيل من الثلاثي جَرَبَ تغير المعنى،
والمقصود هنا تَجَوْرَبَ هو لِبَاس القدم من الْجَوْرَبِ أليس كذلك؟
(تَجَوْرَبَ زَيْدٌ) أي لَبِسَ الجورب وهو لباس القدم، أمّا جَرَبَ لا
يُلبس هذا مرض حينئذٍ المثال هذا فيه نظر.
(البَابُ الثَّالِثُ) منها من الخمسة (تَفَيْعَلَ يَتَفَيْعَلُ
تَفَيْعُلاً) هذه كلها مبدوءة بالتاء فحينئذٍ نقول: المضارع يكون بفتح
العين والمصدر يكون بضم اللام فرقًا بين ماضيه وهذا مطرد (تَفَيْعَلَ)
بزيادة التاء في أوله للمطاوعة لأنه أريد في المحلق به وزيادة الياء
وهذا لمجرد الإلحاق، (مَوْزُونُهُ تَشَيْطَنَ) إذا أصله شَطَنَ، أصله
شَطَنَ ثلاثي، فزيدت التاء وزيدت عليه الياء (يَتَشَيْطَنُ
تَشَيْطُنًا) بضم الطاء فرقًا بينه وبين ماضيه (وَعَلاَمَتُهُ أَنْ
يَكُونَ مَاضِيهِ عَلَى خَمْسَةِ أَحْرُفٍ بِزِيَادَةِ التَّاءِ فِي
أَوَّلِهِ) ليوافق الزائد الملحق به (وَاليَاءِ بَيْنَ الفَاءِ
وَالعَيْنِ) وهذه لمجرد اللحاق إذا الفاء دائمًا في الخمسة الأبواب
تكون لإفادة المطاوَعة لكونها موجودة في الملحق به لزم أن تكون في
الملحق، وأما الحرف الآخر الذي يزاد فهو يكون لمجرد الإلحاق إذًا لا
يفيد معنى، عليه قد يوجد زيادتان في كلمة واحدة إحداهما لفظية والأخرى
معنوية، فـ (تَشَيْطَنَ) التاء هذه للمطاوَعة والياء لمجرد الإلحاق،
(وَبِنَاؤُهُ لِلَّازِمِ) في نسخة للمطاوعة (نَحْوُ: تَشَيْطَنَ) أي:
فعل فعلاً مكروهًا فهو من حيث المعنى معتدِّي لكن تقول (تَشَيْطَنَ
زَيْدٌ) أليس كذلك؟ هل هو لازم أو متعدِّي؟ لازم، لكن من حيث المعنى
إذا فُسِّرَ تَشَيْطَنَ بأنه فَعَلَ فِعْلاً مَكْرُوهًا أشبه الشيطان
مثلاً فحينئذٍ نقول: هذا متعدِّي من حيث المعنى. ودائمًا الأحداث يُنظر
إليها من جهتين:
من حيث اللفظ يعني هل نصب مفعولاً به أو لا؟
ومن حيث المعنى هل له أثر متعدِّي أو لا؟
فقد يكون متعدِّيًا من حيث المعنى ولا يكون متعدِّيًا من حيث اللفظ،
وإذا كان متعدِّيًا من حيث اللفظ لزم أن يكون متعدِّيًا من حيث المعنى.
(البَابُ الرَّابِعُ) (تَفَعْوَلَ
يَتَفَعْوَلُ تَفَعْوُلاً) أيضًا بفتح (يَتَفَعْوَلُ) بفتح الواو قبل
آخره في المضارع لكونه ماذا؟ مفتتحًا بالتاء (تَفَعْوُلاً) بضم الواو
فرقًا بينه وبين ماضيه (مَوْزُونُهُ تَرَهْوَكَ يَتَرَهْوَكُ
تَرَهْوُكًا)، (تَرَهْوُكًا) قالوا: أصلها رَهَكَ ثم صار (تَرَهْوُكًا)
يعني: تبختر يقال (تَرَهْوَكَ زَيْدٌ) يعني: تبختر وتمايل في
الْمِشْيَة (مَوْزُونُهُ تَرَهْوَكَ) إذا التاء هذه زائدة في أوله
للمطاوَعة والواو زيدت لماذا؟ لمجرد الإلحاق (وَعَلاَمَتُهُ أَنْ
يَكُونَ مَاضِيهِ عَلَى خَمْسَةِ أَحْرُفٍ) ثلاثة أصلية وحرفان زائدان
(بِزِيَادَةِ التَّاءِ فِي أَوَّلِهِ) لإفادة المطاوَعة لأنه موجود في
الملحق به فلزم أن يكون موجودًا في الملحق قبل للقاعدة السابقة
(وِالوَاوِ) يعني: زيادة (وِالوَاوِ بَيْنَ العَيْنِ وَالَّلامِ) وهذه
لمجرد الإلحاق (وَبِنَاؤُهُ لِلَّازِمِ) وفي بعض النسخ للمطاوَعة فيكون
من قبيل ما لم يكن له مطاوَع لأنه أين [المطاوِع $ 58.40 برجاء مراجعة
تشكيلنا] إذا كان هذا مطاوِع أين المطاوَع؟ لا وجود له، لأنه لم يُحفظ
رَهَكَ هكذا أصله رَهَكَ غير محفوظ هذا، يعني كيف عُلمت الزيادة؟ قد
يكون يعني عُلِمَ بالنظر في أحرف الزيادة لكن هذا غير مطرد.
إذًا (تَفَعْوَلَ يَتَفَعْوَلُ تَفَعْوُلاً) هذا يكاد أن يلحق
(تَجَوْرَبَ)، (نَحْوُ: تَرَهْوَكَ زَيْدٌ) أي: تبختر فهو لازم، لكن
المطاوعة هذا غير موجود يعني: (كَسَرْتُ الزُّجَاجَ فَانْكَسَرَ
الزُّجَاجُ) قد لا يلفظ به مع وجوده لكن هذا الأصل غير موجود لم يحفظ
في لغة العرب.
(البَابُ الخَامِسُ) (تَفَعْلَى) أصل تَفَعْلَيَ بزيادة التاء في أوله
وهذه الإفادة في المطاوعة والياء في آخره بعد لامه ولذلك تحركت الياء
وانفتح ما قبلها فوجب قلبها ألفًا، وأصله تَفَعْلَيَ تحركت الياء
وانفتح ما قبلها فقلبت ألفًا، (يَتَفَعْلَيُ) هذا الأصل لأنه فعل مضارع
(يَتَفَعْلَيُ) نقول: تحركت الياء وانفتح ما قبلها فوجب قلبها ألفًا
(تَفَعْلِيًا) والأصل أن يقال [نعم بضمها] هذا هو الأصل لكن لو ضُمت
لوجب قلب الياء واوًا لأنها ساكنة، إذا سكنت الواو وضُم ما قبلها وجب
قلبها واوًا، لكن فِرارًا من هذا القلب وجب قلب الضمة كسرة لأن الحرفَ
حرف الإلحاق كما سبق القاعدة أنه إذا كان يُؤثر في الوزن وطرأ عليه
قاعدة القلب ونحوها أو الإعلال فحينئذ لا يجوز قلب حرف الإلحاق أبدًا
إلا إذا كان لا يغير الوزن مثل فَعْلَيَ هذا بالأخير حصل إعلال بالقلب
قلبت الياء ألفًا وهنا (تَفَعْلُيًا) هذا لا يجوز أن تقلب الياء واوًا
لماذا؟ لأنها إذا قلبت الياء واوًا لنقص بها في الوزن فحينئذ تأثر
الوزن أو لا؟ تأثر الوزن لكن تَفَعْلَيَ فَعْلَيَ فَعْلَى هذا لا يضر
لا يتغير الوزن بخلاف قلب الياء واوًا حينئذ يتغير الوزن، فإذا كان
الإعلال في الوسط ويتغير به الوزن حينئذ لا يجوز، وأما إذا كان لا
يتغير به الوزن وهذا في الغالب أن يكون في الأخير هذا يجوز.
إذًا (تَفَعْلِيًا) بكسر اللام ولم تضم كما
في مصادر الأبواب السابقة ليسلم الياء عن الإعلام أي القلب إلى الواو
الذي هو أثقل من الياء وأيضًا لا بد من ذكره في الوزن وهذا يُفسد
الوزن، (مَوْزُونُهُ تَسَلْقَى تَسَلْقِيًا) هذا الأصل تحركت الياء
وانفتح ما قبلها فقلبت ألفًا، أصل سَلَقَ ثلاثي فزيدت عليه الياء في
آخره للإلحاق لمجرد الإلحاق وزيدت التاء في أوله للمطاوع،
(يَتَسَلْقَيُ) هذا الأصل (تَسَلْقِيًا)، (وَعَلاَمَتُهُ أَنْ يَكُونَ
مَاضِيهِ عَلَى خَمْسَةِ أَحْرُفٍ) ثلاثة أصلية وحرفان زائدان، بزيادة
التاء في أوله لِمَا سبق والياء في آخره لمجرد الإلحاق والتاء تكون
للمطاوعة، (وَبِنَاؤُهُ لِلاَّزِمِ) وفي نسخة للمطاوعة أي لمطاوعة
فَعْلَى (نَحْوُ: تَسَلْقَى زَيْدٌ أَيْ نَامَ عَلَى قَفَاهُ)، (أَيْ
نَامَ عَلَى قَفَاهُ) وهذه لعلها حشو هي موجودة في النسخ لكنها لعلها
حشو تضعها بين قوسين أنها خطأ (تَسَلْقَى زَيْدٌ) أي سَلَقَهُ بالكلام
أي آذاه به فتَسَلْقَى أي فتأذى، سَلْقَيْتُ الرجل أي ألقيته على قفاه
هذا سيأتي أما هنا المراد به سَلْقَى من باب سَلَقْه بالكلام يعني:
آذاه به فتَسَلْقَى أي فتأذى وليس المراد أنه نام على قفاه، هذا هو
الباب الخامس وهو الأخير.
ثم قال (اِعْلَمْ) كما قال في الأول اعلم وأتى بها في ثلاثة مواضع
(اِعْلَمْ) ويكون المخاطب هنا هو المخاطب هنا (اِعْلَمْ أَنَّ
حَقِيْقَةَ الإِلحَاقِ فِي هَذِهِ المُلْحَقَاتِ) الخمسة الأخيرة
(إِنَّمَا تَكُونُ بِزَيَادَةِ غَيْرِ التَّاءِ). (اِعْلَمْ أَنَّ
حَقِيْقَةَ الإِلحَاقِ) حقيقة الشيء ومهيته ما به الشيء فنقول الإنسان
حيوان ناطق إذا المثال كان بماذا؟ باجتماع الحيوانية والناطقية، إذًا
يحصل الإنسان بوجود هاتين الصفتين، فحقيقته وجوده من هذه الصفات هنا
قال: (حَقِيْقَةَ الإِلحَاقِ) يعني: بأي شيء يوجد الإلحاق في هذه
الخمسة، ما الذي يتحقق ويوجد ويحصل ويكون الإلحاق في هذه الخمسة؟ ما
ذكرناه سابقًا أنه بالحرف الثاني لا بحرف التاء لأن التاء إنما زيدت
للمطاوعة، إذًا إِذَا كانت التاء وقد زيد على هذه الخمسة الأنواع
الأبواب هي حرفان التاء للمطاوعة، إذًا الإلحاق بأي شيء وُجد بالحرف
الآخر، إما الواو أو الياء .. إلى آخره. (اِعْلَمْ أَنَّ حَقِيْقَةَ
الإِلحَاقِ) أي: ما به يتحقق ويحصل الإلحاق الكائن في هذه الملحقات
الخمس المذكورة السابقة (إِنَّمَا تَكُونُ بِزَيَادَةِ غَيْرِ
التَّاءِ) بزيادةٍ بالتنوين أحسن (بِزَيَادَةٍ غَيْرِ التَّاءِ) أي لا
يتحقق ولا يحصل ذلك الإلحاق إلا بسبب زيادة حرف غير التاء أي مغاير
للتاء، أما التاء فهذه لا تكون حرف إلحاق في هذه الأبواب الخمسة، لا
تكون للإلحاق البتة لأنها إنما جيء بها للدلالة على المطاوعة وحرف
الإلحاق لا يدل على معنى أصلاً، فما كان من معنى حينئذ يتعذر أن يكون
للإلحاق، كيف يكون الحرف الواحد لغرض معنوي ولفظ معنوي؟ قالوا: هذا لا
يكون.
إذًا (إِنَّمَا تَكُونُ بِزَيَادَةِ غَيْرِ
التَّاءِ)، (غَيْرِ التَّاءِ) هذه صفة للزيادة لا مضاف إليه، أي حرف
زائد سوى التاء مثلاً يعني أُمَثِّلُ لك مَثَلاً: مَثَلاً اسم مصدر
بمعنى التنفيذ يقال مَثَّلَ له كذا تمثيلاً مَثَلاً هذا منصوب على أنه
مفعول مطلق مثل أيضًا آض يإيض أيضًا، مَثَلاً يعني أُمَثِّلُ لك
مَثَلاً، هذا أُمَثِّلُ من التَّمْثِيل، التَّمْثِيل يعني ذكر عبارة
تدل على ما قَعَّدَه، يقال مَثَّلَ له كذا تَمْثِيلاً إذا صور مثله
بالكتابة أو غيرها يعني أُمَثِّلُ لك بإلحاق تَجَلْبَبَ مع أن البيان
شامل للخمس وأقول: الإلحاق أي تحققه وحصوله في تَجَلْبَبَ إنما هو
بتكرار الباب، تَجَلْبَبَ هذا ملحق بتَدَحْرَجَ بماذا حصل الإلحاق؟ إما
بالتاء وإما بالباء، هو يقول لك التاء لا يمكن أن تكون للإلحاق، وإنما
حصل بماذا؟ بالباء، لِمَ؟ قال: إنما هو بتكرار الباء، التكرار ذكر
الشيء مرة بعد أخرى، يقال كَرَّرَ الشيءَ تَكْرِيرًا وتَكْرَارًا بفتح
التاء وهو مصدر بكسرها وهو اسم، بتكرار الباء، والتاء إنما دخلت بمعنى
المطاوعة، يعني وإنما التاء جيء بها لمعنى وهو المطاوعة يعني لم تدخل
إلا لإفادة المطاوعة كما كانت في تَدَحْرَجَ كما دخلت على تَدَحْرَجَ
فأفادت المطاوعة فقط، باتفاق أن تدحرج التاء فيه للمطاوعة وأما
تَجَلْبَبَ هذا قد يتوهم متوهم أن التاء أيضًا لها مدخلية في الإلحاق
وهو ينفي هذا يقول: لا، إنما حصل بالباء دون التاء. والتاء يعني وأما
التاء التي فيه فهي إنما دخلت للمعنى المطاوعة أي لم تدخل إلا لإفادة
المطاوعة لأنه أتى بـ إنما كما دخلت وكانت وحصلت التاء في تَدَحْرَجَ
لمعنى المطاوعة (لأَنَّ الإِلحَاقَ) يعني لأن ما به الذي يحصل به
الإلحاق الحرف الذي يكون بسببه أو يحصل الإلحاق على أن يُقِيم المسبب
مقام السبب [نعم] (لا يَكُونُ فِي أَوَّلِ الكَلَمَةِ).
إذًا إمَّا أن يكون في الأثناء وإما أن
يكون في آخرها، (لا يَكُونُ فِي أَوَّلِ الكَلَمَةِ) يعني: لا يوجد في
أول الكلمة بل يكون ما به الإلحاق (فِي وَسْطِهَا) بإسكان السين جلستُ
وَسْطَ الدار بالتسكين لأنه ناقص، وجلست في وَسَطِ الدال بالتحريك لأنه
اسم، وقيل كل موضع يصلح فيه لفظ بين فهو وسط بالتسكين، وإلا فهو وسط
بالتحريك. إن صح أن يؤتي بلفظ بين فهو بالتسكين وإلا فهو بالفتح، إذًا
قال هنا (لأَنَّ الإِلحَاقَ) الإلحاق هذا معنى من المعاني، ومقصوده هنا
ما يَحْصُلُ به الإلحاق يعني أقيم المسبب مُقام السبب لأن زيادة الحرف
سبب للإلحاق. (لا يَكُونُ فِي أَوَّلِ الكَلَمَةِ بِلْ) يكون ما به
الإلحاق (فِي وَسْطِهَا) كتَرَهْوَكَ مثلاً (وَآخِرِهَا) يعني يكون في
آخرها كتَجَلْبَبَ على ما صَرَّح به في شرح المفصل على ما صرح به ابن
الحاجب رحمه الله تعالى في ((الإيضاح)) يعني كتابه المسمى بـ ((الإيضاح
شرح المفصل)) للزمخشري، الزمخشري له كتاب اسمه ((المفصل)) جمع فيه بين
الصرف والنحو على طريقة المتقدمين، شرحه ابن يعيش ومطبوع هذا، وشرحه
ابن الحاجب وهذا يدل على ماذا؟ بعضهم يقول: هذا الكتاب لعلي بن أبي
طالب رضي الله تعالى عنه، هذا لا شك أنه كذب، هو يقول: على ما صرح به
في شرح ((المفصل)) وهذا متأخر، وهذا يقول: لعلي بن أبي طالب رضي الله
تعالى عنه. هذا فاسد.
إذًا الخمسة الأبواب المذكورة التي زيدت فيها التاء وغيرها نقول: التاء
لا مدخل لها في الإلحاق، وإنما حصل الإلحاق بالحرف الثاني المزيد،
واثنان لملحق احْرَنْجَمَ اثنان من ماذا؟ من الخمسة والثلاثين بابًا،
كائنان لملحق (احَرَنْجَمَ) يعني الذي زِيد فيه حرفان على الرباعي
المجرد (احَرَنْجَمَ) قلنا: أصله حَرْجَمَ، زِيد فيه همزة الوصل في
أوله مكسورة والنون للمطاوعة، هذا هو المشروع. إذًا هو رباعي زِيد عليه
حرفان هنا بابان ليلحق (احَرَنْجَمَ)، (احَرَنْجَمَ) صار كم حرف بعد
الزيادة؟ أربعة واثنان ستة، إذًا على القاعدة السابقة قلنا: أنواع
الملحق في الأفعال ثلاثة أنواع ملحق بفَعْلَلَ بالرباعي المجرد وهذا
ذكرناه ستة أبواب، وملحق لـ (تَدَحْرَجَ) وهذا خمسة أبواب ذكرها وملحق
بـ (احَرَنْجَمَ) إذا ملحق بالرباعي المجرد، وملحق بالخماسي ولا يكون
إلا مزيدًا وملحق بالسداسي. هذا هو النوع الثالث.
(وَاثْنَانِ) يعني: بابان أو نوعان (لِمُلْحَقِ) يعني: كائنان لملحق
(احَرَنْجَمَ) يعني زيادة على الثلاثي المجرد، هنا الملحق في الأبواب
هذه ثلاثي مجرد، والملحق به رباعي زِيد عليه حرفان، إذًا الملحق به هو
(احَرَنْجَمَ) وما هو الْمُلْحَق ثلاثي زِيد عليه ثلاثة أحرف وبحثنا في
أي في الملحق في الثلاثي الذي زِيد عليه ثلاثة أحرف فصار موازيًا لـ
(احَرَنْجَمَ) في جميع تصرفاته يعني اتحد مصدره مع مصدر احْرَنْجَمَ،
وهو بابان:
(البَابُ الأَوَّلُ) ما زِيد فيه ثلاثة
أحرف على الثلاثي المجرد، الأولان لغير الإلحاق والأخير للإلحاق. ثلاثي
مجرد زِيد عليه ثلاثة أحرف الأولان لغير الإلحاق والأخير لإلحاق
(افْعَنْلَلَ يَفْعَنْلِلُ افْعِنْلاَلاً) على القاعدة السابقة
(افْعَنْلَلَ) همزة الوصل، والنون بين العين واللام، وحرف آخر من جنس
اللام في الأخير، لأن الأول متحرك فنحكم على الثاني بأنه هو الزائد،
إذًا ثلاثة أحرف، الهمزة والنون ليست للإلحاق، واللام المكررة الثانية
هي التي نحكم عليها بأنها للإلحاق، لأن القاعدة هكذا قعدوها الأول
والثاني ليس للإلحاق والثالث يكون للإلحاق، (يَفْعَنْلِلُ) بكسر اللام،
اللام الأولى على القاعدة السابقة أنه ليس مفتتح بالتاء
(افْعِنْلاَلاً) بكسر ثالثه مع زيادة مدة قبل آخره بكسر ثالثه مع زيادة
مدة قبل آخره لماذا؟ لكونه مفتتحًا بهمزة الوصل في الماضي (مَوْزُونُهُ
اقْعَنْسَسَ) أصله قَعَسَ ثلاثي فزِيد عليه الهمزة في أوله اقْ ثم زيدت
النون بين العين والسين ثم ضُعِّفت اللام وهي السين فصار (اقْعَنْسَسَ)
على وزن ماذا؟ (احَرَنْجَمَ) مثله، يَحْرَنْجِمُ يَقْعَنْسِسُ
احْرِنْجَامًا اقْعِنْسَاسًا مثله، إذا هو ثلاثي في الأصل فصار موازيًا
لـ (احَرَنْجَمَ) ودليل هذا أنه ملحق به دليل، إذًا (مَوْزُونُهُ
اقْعَنْسَسَ يَقْعَنْسِسُ اقْعِنْسَاسًا) (وَعَلاَمَتُهُ) هذه ألفاظ
تموت وأنت ما تستعملها لكن تقف عليها من باب العلم، العلم بالشيء خير
من الجهل به، ولذلك مبحث الثلاثي يهتم به الطالب كثيرًا مع ما يُزاد في
الأبواب الأخرى في الأسماء المصغر والنسب والجمع لا بد منها، أما
الأبواب الأخيرة هذه.
قال هنا (وَعَلاَمَتُهُ أَنْ يَكُونَ
مَاضِيهِ عَلَى سِتَّةِ أَحْرُفٍ) ثلاثة الأصول وثلاثة زوائد
(بِزِيَادَةِ الهَمْزَةِ فِي أَوَّلِهِ) لماذا؟ للوصل، هذه همزة الوصل
ليتمكن بالابتداء بالساكن افْ هذا الفاء ساكنة إذا لا بد من حرف يبتدئ
به وهي همزة الوصل، التقى ساكنان فحركت الهمزة بالكسر على الأصل فقيفل
افْ (وِالنُّونِ بَيْنَ العَيْنِ وِالَّلامِ)، (النُّونِ بَيْنَ
العَيْنِ وِالَّلامِ) للمطاوَعة، إذًا النون هنا هي التي أحدثت
المطاوَعة، وبعضهم يقول: النون زِيدت هنا لكونها في الملحق به ليوافق
زائدي الأصل يعني سواء حكمنا بهمزة الوصل أن النون بكونهما موجودين في
الملحق به فلزم ماذا؟ أن توجدا في الملحق على القاعدة السابقة، الحرف
الذي يزاد في الملحق به يجب أن يزاد في الملحق، وهناك (احَرَنْجَمَ)
النون زيادة للمطاوعة وهمزة الوصل للابتداء بالساكن، هنا نعلل إمَّا
بالابتداء بالساكن في الهمزة وإما بكونها موجودة في الملحق به، فنقول:
زِيد في باب (اقْعَنْسَسَ) النون وهمزة الوصل ليوافق زائدي الأصل، وهو
(احَرَنْجَمَ) لِمَ عرفت أن القاعدة السابقة فتكون الهمزة للوصل والنون
للمطاوع كما كانت في (احَرَنْجَمَ)، (وَحَرْفٍ) يعني وبزيادة (حَرْفٍ
آخَرَ مِنْ جِنْسِ لاَمِ فِعْلِهِ) وهذا يكون لمجرد الإلحاق لا معنى
له، زيادة الحرف هذا الثالث يكون لمجرد الإلحاق فالزيادة لفظية، (مِنْ
جِنْسِ) يعني مماثل، (لاَمِ فِعْلِهِ) من غير إدغام لأنه يجب الإدغام
لكن لا يدغم لماذا؟ لئلا يبطل الإلحاق لأنه لو لم يكن في وزن الملحق به
لبطل (احَرَنْجَمَ) ليس عندنا إدغام، فإذا قيل اقْعَنْسَ أدغمت السين
في السين ماذا حصل؟ لا يكون على ميزان (احَرَنْجَمَ) عَنَّسَ هكذا،
المهم لو أدغمت السين في السين حينئذٍ بطل الإدغام (وَحَرْفٍ آخَرَ
مِنْ جِنْسِ لاَمِ فِعْلِهِ فِي آخِرِهِ). هذا بيان لموضع ثاني
(وَبِنَاؤُهُ لِمُبِالَغَةِ الَّلازِمِ) إذًا لا يكون إلا لازمًا، لأن
فرع اللازم لازم، (لِأَنَّهُ يُقَالُ: قَعَسَ الرَّجُلُ إِذَا خَرَجَ
صَدْرُهُ فِي الجُمْلَةِ) قليلاً (قَعَسَ الرَّجُلُ) معناه ثلاثي هذا
معناه ثلاثي (قَعَسَ الرَّجُلُ إِذَا خَرَجَ صَدْرُهُ فِي الجُمْلَةِ)
يعني قليلاً (وَيُقَالُ: اقْعَنْسَسَ الرَّجُلُ إِذَا خَرَجَ صَدْرُهُ
وَدَخَلَ ظَهْرُهُ مُبَالَغَةً). يعني كَثُرَ، فزيادة المعنى هنا
أُخِذَتْ من النون والهمزة، بزيادة حرفين وأما السين هذه لا تدل على
زيادة المعنى.
(البَابُ الثَّاني) من البابين الملحقين بـ
(احَرَنْجَمَ)، (افْعَنْلَى) بقلب الياء ألفًا لأن الملحق هو الياء
(افْعَنْلَيَ) هذا الأصل كذا (افْعَنْلَيَ) يعني الياء متحركة وفُتِحَ
ما قبلها زيدت الياء بعد اللام وهي متحركة لأنه فعل ماضي مبني على
الفتح وتظهر الفتحة تقول: تحركت الياء وانفتح ما قبلها فوجب قلبها
ألفًا فصار (افْعَنْلَى)، (يَفْعَنْلِي) بإثبات الياء لفوات ماذا؟
انفتاح ما قبلها هذا (افَعِنْلاءً) هذا كما ذكرناه في السابق أصله
افْعِنْلايًا ثم قلبت الياء ألفًا ثم قلبت الألف همزة، كما قيل في
فِعْلاءٍ السابق فِعْلا، تِلْقاءً أصله تِلْقَايًا هذه مثلها قلبت
الياء ألفًا ثم قلبت الألف همزة، صارت همزة لوقوعها في الطرف بعد ألف
زائدة، (مَوْزُونُهُ اسْلَنْقَى اسْلَنْقَيَ) هذا الأصل (يَسْلَنْقِي
اسْلِنْقَايًا) هذا الأصل قلبت الياء ألفًا ثم همزة (وَعَلاَمَتُهُ
أَنْ يَكُونَ مَاضِيهِ عَلَى سِتَّةِ أَحْرُفٍ) ثلاثة أصلية وثلاثة
زائدة (بِزِيَادَةِ الهَمْزَةِ فِي أَوَّلِهِ وَالنُّونِ بَيْنَ
العَيْنِ وَالَّلامِ) ليوافق زائِدَيْ الأصل، والنون حينئذ تكون
للمطاوَعة والهمزة لتمكن الابتداء بالساكن (وَاليَاءِ فِي آخِرِهِ)
لمجرد الإلحاق ثم تقلب الياء ألفًا، وهذا لا ينافي الإلحاق لأنه في
الآخر (وَبِنَاؤُهُ لِلاَّزِمِ) يعني يكون لازم لا متعدِّيًا (نَحْوُ
اسْلَنْقَى زَيْدٌ) أي نام على ظهره هنا لم تأت العبارة تلك، هناك أي
نام على ظهره أو على قفاه هنا (اسْلَنْقَى زَيْدٌ) أي نام على ظهره،
والاستلقاء كالاسْلِنْقَاء وزنًا ومعنى، بمعنى (اسْلَنْقَى) يعني
استلقى، بمعنى استلقى.
إذا بابان (لِمُلْحَقِ احَرَنْجَمَ) الأصل الملحق به (احَرَنْجَمَ) وهو
رباعي زيد عليه حرفان فصار ستة أحرف، الملحق ثلاثي زيد عليه ثلاثة أحرف
صار مثل (احَرَنْجَمَ) يعني في الفعل الماضي والمضارع والمصدر، فحصل
ماذا؟ حصل الإلحاق، لكن عندنا ثلاثة حروف زوائد الإلحاق يحصل بحرف واحد
وهو ما عدا الهمزة والنون في الأول، وما عدا الهمزة والنون أيضًا في
الثاني.
ثم انتقل إلى مسألة يطول الحديث عنها يأتينا في غدًا بإذن الله تعالى.
وصلَّ الله وسلم على نبينا محمد.
|