شرح نظم المقصود

عناصر الدرس
* تكملة الميزان الصرفي وكيفيته.
* التفريق بين الأصل والزائد.

بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمد ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهديه الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .. أما بعد
ذكرنا أنه لابد لطالب المقدمة قبل الولوج في مسائل الكتاب وهي أولُ مسألةٍ مسألة الميزان الصرفي، وذكرنا عدة مباحث في هذه المقدمة، قلنا: الميزان أصل الميزان: من الوزن سكنت الواو وكُسِر ما قبلُها فقُلِبت الواو ياءً فقيل الميزان، وأصلُها: مِوْزان على وزن مِفْعال، الميزان الصرفي كما هو نسبة إلى فن الصرف، يعني أن الذي أنشأه الصرفيون، وسبق أن عدة مباحث في هذا الميزان الصرفي.
المبحث الأول: في الحاجة إلى هذا الميزان، وقلنا تحته أمران:
الأمر الأول: التفريق بين الحرف الأصلي والحرف الزائد، يعني ليُفرق بين الحرف الأصلي والحرف الزائد في الأكثر باختصار، هنا لابد من القيد في الأكثر باختصار، يعني في الأكثر احترازاً من الحرف الأصلي إذا كُرر، نحو قردد فإنه على وزن فعلل، لم يُميز هنا في الوزن مع كونه زائداً، نقول: هذا خارجٌ عن الأصل، باختصار هذا للفائدة من الإتيان بالميزان الصرفي، لأنه إذا قيل: مُسَتْخَرِج على وزن مُسَتْفَعِل لو لم يوزن ويبين في الوزن الميزان الصرفي لو لم يبين الحرف الأصلي من الحرف الزائد للزِم المتكلم أن يُبين الزائد من الأصلي، فيقول: مُسْتَخرِجٌ الميم والسين والتاء زوائد، والخاء والراء والجيم أصول، فهذه الجملة الطويلة تُختصر في قولهم: مُستخرِجٌ على وزنِ مُستفعِلٌ, وهناك عُرف أو حقيقة عُرفية بين المُتكلم والسامع وهي أنه إذا أُطلِقَ الفاء والعين واللام فإنها تكون في مقابلة الأصول، والزائد يُلفظُ به بنفسه في الوزن، وقولهم مستخرجٌ على وزن مستفعلٌ فهمنا من هذا اللفظ أن الميم والسين والتاء زوائد دون أن يُنص على أنها زوائد، وفهمنا أن الخاء والراء والجيم أصول دون أن يُنص على أنها أصول، هذا هو الأمر الأول: التفريق بين الحرف الزائد والأصلي في الأكثرِ باختصار، وفي الأكثر احترازاً من الحرف الأصلي إذا كُرِر، نحو سؤدد وقردد وشملل وجلبب إلى آخره.
الأمر الثاني في الحاجة الماسة إلى إنشاء أو اقتراح هذا الميزان: بيان محل الأصل. الأصل الفاء ثم العين ثم اللام، لذلك قال النيساري نتبع على هذا:
وَتُوزَنُ الأُصُولُ فِي الْكَلاَمِ ... بالْفَاءِ ثُمَّ الْعَينِ ثُمَّ اللامِ


(وَتُوزَنُ الأُصُولُ) يعني أصول الكلمة (فِي الْكَلاَمِ) يعني في الكلمات (بِالْفَاءِ ثُمَّ الْعَينِ ثُمَّ اللامِ)، هذا هو الأصل أن يؤتى بالفاء ثم العين ثم اللام، قد يحصل قلب مكاني كما سيأتي بيانه، فيقدم اللام على العين، أو يُقدم اللام على الفاء، فيُذكر هذا التقديم تقديم الحرف الذي حقه التأخير يذكر في الوزن، مثاله: أيس، في الظاهر قد يقول الظاهري: على وزن فَعِلَ، نقول: خطأ، لماذا؟ لأن ثَمَّ قلباً مكانياً في الكلمة، أيس وزنه كما سيأتي على وزن عَفِل، تقدمت العين على الفاء، إذاً إذا قلت أيس باختصار على وزن عفل، يعلم السامع أن العين تقدمت على الفاء، إذاً بُين المحل الأصلي للحرف بالوزن.
إذاً فائدتان لهذا الميزان: التفريق بين الأصلي والزائد، ثم بيان المحل الأصلي. هذا هو المبحث الأول.
المبحث الثاني: لِمَ كان ثُلاثياً قلنا: فَعَلَ الفاء ثم العين ثم اللام؟
الكلمات العربية الاسم والفعل الاسم المُتمكن والفعل المُتصرف الذي يجري فيه البحث في الصرف لا يقل عن ثلاثة أحرف إلا لعلة، مثل قِ، وقى يقي قِ، قِ هذه كلمة برأسها فِعْل أمر، على كم حرف؟ على حرف واحد، هل هو في أصل وضعه وضع على حرف واحد أم لعلة؟ نقول: لعلة، إذاً لا تكون الكلمات العربية يعني أقل - وسيأتينا بيانه إن شاء الله تعالى عند قوله:
فِعْلٌ ثُلاَثِيٌّ إِذَا يُجَرَّدُ

لِمَ كانت الكلمات أو الأسماء والأفعال أقل ما تؤلف منه ثلاثة أحرف.


إذاً لا يوجد كلمة مؤلفة من ثلاثة أحرف إلا وهي اسم أو فعِل، هل تقل عن ثلاثة أحرف أصول؟ نقول: لا, إلا لعلة أصلية، وهل تزيد عن خمسة أحرف؟ نقول: لا. إذاً لا تقل عن ثلاثة أحرف إلا لعلة، ولا تزيد عن خمسة أحرف أصول، أما في الزوائد فيمكن أن تزاد، مابين الثُلاثي والخماسي: الرباعي، وعليه نقول: الكلمات الاسم المتمكن أو الفعل المتصرف إما أن يكون ثُلاثياً، وإما أن يكون رُباعياً، وإما أن يكون خماسياً، هذه هي الأصول. الصرفيون اختاروا في وضع الميزان الصرفي على ثلاثة أحرف، لِمَ تركوا الرباعي؟ ولِمَ تركوا الخماسي؟ قلنا: عندهم قاعدة؛ بناءً عليها قعدوا هذا الميزان الصرفي، القاعدة هذه: أن الزيادة عندهم أسهل من النُقصان، وبعضهم يُعبّر بأن الزيادة أصلٌ والنقص أو الحذف فرعٌ. بناءً على ذلك قالوا: لو وضعنا الميزان الصرفي على أربعة أحرف وأردنا أن نزن به الثُلاثي للزم أن نُنقص منه حرفاً، إذاً وقعنا فيما هو محذور، ولو وضعنا الميزان الصرفي على خمسة أحرف للزم إذا أردنا أن نزن الرُّباعي أن ننقص منه حرفاً، وإذا أردنا أن نزن به الثُّلاثي لزم أن ننقص منه حرفين، أما إذا وضعناه على ثلاثة أحرف فأردنا أن نزن به الرباعي فنزيد حرفاً واحداً، وإذا أردنا أن نزن بالثلاثي الخماسي زدنا عليه حرفين، إذاً هل يلزم محظورٌ على وضع الميزان على ثلاثة أحرف؟ نقول: لا, لماذا؟ لأنه في كلتا الحالتين يُزاد فيه حرفٌ أو حرفان، أما لو وضع رُباعي فلابد من نقص حرف إذا وزن به الثلاثي، أو خماسي لابد من نقص حرفين إذا وزن به الثلاثي، أو حرف إذا وزن به الرباعي، فاختاروا أن يكون على ثلاثة أحرف, أيضاً يُدعم هذا أن أكثر الكلمات ثُلاثية، فمراعاة للأكثر وضعوا الميزان على ثلاثة أحرف.
المبحث الثالث: لِمَ اختيرت الفاء والعين واللام دون سائر الحروف؟ لِمَ اختيرت الفاء والعين واللام؟ قلنا لماذا؟
لأن المخارج ثلاثة، وأرادوا أن يُشارك كل مخرج بحرف.
والثاني وهو أهم: أنه أعم الأفعال، يعني يصدق على كل حدث أنه فِعْل، هل صمت؟ فيقول: فعلت, هل نمت؟ فيقول: فعلتُ, هل أكلت؟ فيصح أن يقال: فعلتُ، فعبر بفعلت عن كل حدث؛ ولذلك جاء قوله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ} [المؤمنون:4]، أي مزكون، فعبر بالفعل عن الزكاة هذه المبحث الثالث.
المبحث الرابع: في كيفية الوزن، كيف نزن الكلمات بهذا الوزن الثلاثي؟


قلنا: عندنا الوزن وعندنا موزون، الكلمة التي تؤلف من الحروف ويُراد معرفة الزائد من الأصلي أو المتقدم من المتأخر هذه تسمى موزوناً، كَتَب نقول: هذه موزون، وزنها فَعَلَ، ما يُقابل الفاء وهو الكاف يسمى فاء الكلمة، كتب على وزن فَعَلَ، فَعَلَ كتب الكاف يُقابل الفاء فنسميه فاء الكلمة، التاء يُقابل العين فنسميه عين الكلمة، الباء يُقابل اللام فنسميه لام الكلمة، ثم هذه الأحرف لابد من تحريكها أو تسكينها ما الذي يراعى في التحريك والتسكين؟ نقول: حركات الموزون، فما كان محركاً بفتحٍ حرك في مقابله بفتح، وما كان محركاً بكسر حرك في مقابله بكسر، وما كان بضم فضم، وما كان ساكناً فساكن, كَتَبَ على وزن فَعَلَ، فَعَـ حركنا الفاء بالفتح لِمَ؟ لأن مقابل الفاء وهو الكاف محرك بالفتح فَـ، تَ عَ, إذاً التاء مفتوحة كذلك نفتح العين من الوزن، كتب على وزن فَعَلَ، فَهِم على وزن فعِل، الفاء مفتوحة لأن الفاء مفتوحة، الفاء تقابل الفاء، فعِل العين مكسورة لِمَ؟ لأن الهاء التي هي عين الكلمة مكسورة فهِم، كرُم نقول: على وزن فَعُلَ بضم العين، لِمَ؟ لكون مقابلها وهو عين الكلمة الذي سميناه عين الكلمة حركته الضمة، فنقول: فعُل، هذا في الفعل، نقول أيضاً: قُفْل على وزن فُعْل هذا في الأسماء، حِمْل على وزن فِعْلٌ، اِبِلٌ على وزن فِعِلٌ، اِبْل بالتخفيف لغة نقول: على وزن فِعْلٌ، قُفُلٌ على لغة وهي الأصل والتسكين تخفيف قفل على وزن فُعُل بضمتين: بضم الفاء وبضم العين. إذاً نقول: حركة الوزن تقابل حركة الموزون، ما كان مفتوحاً فهو مفتوح، وما كان مكسوراً فهو مكسور، وما كان مضموماً فهو مضموم، وما كان ساكناً فهو ساكن. هذا إذا وزن بهذا الوزن الكلمة الثلاثية، سواء كانت فعلاً أم اسماً. إذا كانت الكلمة أكثر من ثلاثة أحرف فقلنا هنا تنقسم الكلمات إلى كم نوع؟ ثلاثة أقسام أو ثلاثة أنواع إذا زادت عن ثلاثة أحرف، ما كان ثُلاثياً يوزن بالميزان الثُلاثي ولا إشكال، ويشكّل من جهة الصورة بصورة الموزون، أما إذا كانت أكثر من ثلاثة أحرف فنقول: هذه الزيادة التي زادت على الثلاثة لا تخلو من واحد من ثلاثة أمور: إما أن تكون هذه الزيادة من أصل وضع الكلمة، يعني كما نقول: كتب كلها أصول، نقول: جعفر كلها أصول، إذاً جَعْفَـ الجيم والعين والفاء هذه ثلاثة أحرف، لا يمكن أن نزن جعفر بفَعَلَ، لماذا؟ لأن جعفر هذه أربعة أحرف وكلها أصول، الراء هذه ليست مزيدة، وإنما نقول: زيادة باعتبار الوزن، تنبه لهذا. إذا قيل: القسم الأول: ما تكون فيه الزيادة من أصوله أو من أصل وضع الكلمة، ليس المقصود بالزيادة هنا الزيادة التي تكون مثل ألف أو نون انطلق، وإنما المراد باعتبار الوزن، فنقول: إن كان الموزون الكلمة أربعة أحرف نزيد لاماً ثانية على فَعَلَ، فجعفر نقول: على وزن فَعْلَلَ، فَعْلَ هذا الأصل الثلاثي، ولكن لما زيدت الراء على الأصل الموزون زدنا لاماً ثانية على الوزن فقيل: جعفر على وزن فَعْلَلَ نضعف اللام، فُستق كما مثل ابن مالك -رحمه الله تعالى-
وَضَاعِفِ الَلاَّمَ إِذَا أَصْلٌ بَقِي ... كَرَاءِ جَعْفَرٍ وَقَافِ فُسْتُقِ


فُسْتُق على وزن فُعْلُل، دِرْهَمٌ على وزن فِعْلَل، دَحْرَجَ على وزن فَعْلَلَ. إذاً نزيد لاما ثانية على فَعَلَ الثلاثي لكون الموزون كلمةً رباعية، يعني على أربعة أحرف كلها أصول. إذا كان الموزون خمسة أحرف فنزيد لامين، ولذلك أطلق ابن مالك (وَضَاعِفِ اللاَّمَ) ولم يُعين لماذا؟ ليشمل ما إذا زيدت لامٌ واحدة، أو إذا زيدت لامان، فإذا كان الوزن ثُلاثياً وكان الموزون على خمسة أحرف نقول: نُضاعف ونزيد لامين، ولكن تبين أو اعلم أن هذا الوزن الخماسي خاصٌ بالأسماء، قال النييساري:
وَالاِسْمُ أَنْوَاعٌ هِيَ الثُّلاَثِيْ ... ثُمَّ الرَّبَاعِيُّ مَعَ الْخُمَاسِيْ

ثلاثة أوزان
وَالْفِعْلُ نَوْعَانِ عَلَى السَّمَا عِيْ ... هُمَا الثُّلاثِيُ مَعَ الرُّبَاعِيْ

إذاً ليس عندنا في الأفعال ما هو خماسي. جحمرشٌ على وزن فَعْلَلِلٌ زدنا لامين، عندنا ثلاث لامات هنا، فَعْلَلِلٌ، جَحْمَ هذه فَعْلَ الأصل جحم، رش زدنا لامين على اللام الأصلية التي هي لام فعل، إذاً نزيد لامين إذا كان الموزون على خمسة أحرف إذا كان الموزون على خمسة أحرف، هذا هو القسم الأول: إذا كانت الزيادة من أصل وضع الكلمة، يعني تكون الكلمة على أربعة أحرف أصول، وتكون الكلمة على خمسة أحرف أصول، نزيد في القسم الأول إذا كانت رُباعية لاماً واحدة، ونزيد في القسم الثاني إذا كانت الكلمة خماسية نزيد لامين،
وَضَاعِفِ الَلاَّمَ إِذَا أَصْلٌ بَقِي

عبر ابن مالك بهذا:
وَضَاعِفِ الَلاَّمَ إِذَا أَصْلٌ بَقِي ... كَرَاءِ جَعْفَرٍ وَقَافِ فُسْتُقِ

فستق فست فاء سين تاء ثم جاءت القاف هذا الأصل، جعفر راء جعفر جعفـ هذه ثلاثة أحرف والراء أيضاً هي أصلية.
القسم الثاني: ما إذا كانت الزيادة ناشئة عن تكرير حرفٍ أصلي مطلقاً سواء كان للإلحاق، سواء كان للتضعيف لأي معنى كان إذا كُرر الحرف الأصلي نقول هنا يوزن هذا الحرف بما وُزِن به رديفه، فإن كان الذي ضوعف هو العين، نقول: نعطيه ما أعطينا العين وهو كونه عيناً، مثاله: قتّل قـ ت اللام هذه حروف أصول، القاف والتاء الأولى ثم اللام هذه أصول، الذي ضوعف هنا العين أم اللام؟ العين، إذاً إذا أردنا أن نزن لا نقول: قتّل على وزن قعتل ننزل الحرف الزائد كما هو في الوزن، نقول: لا، لمّا كرر الحرف الأصلي ماذا أعطيناه؟ إذا أعطيناه في الوزن أعطينا هذا الحرف عيناً، وإن كنا أعطيناه لاماً أعطيناه لاماً أيضاً قتّل نقول: على وزن فعّل، قطّع على وزن فعّل، لا نقول: فعطل كما قال الرضي, نقول: لا, إنما هي يُعطى حكم الحرف الذي من جنسه، فإذا أعطيناه عيناً فهو عين، وإذا أعطيناه لاماً فهو لام، مثال اللام: جلبب وشملل، وبعضهم يزيد نرجس، جلبب الجيم واللام والباء أصول الباء الأولى، والباء الثانية هذه زائدة وهي من جنس اللام، يعني اللام الأولى باء، جلبب نقول: على وزن فعلل، الفاء ما هي الفاء؟ الجيم، العين جَلْـ اللام الأولى العين، اللام هي الباء، الباء الثانية ماذا نصنع؟ نعطيها من جنس ما أعطينا سابقتها وهو اللام، فنقول: جلبب على وزن فعلل، هذا هو القسم الثاني: إذا كانت الزيادة ناشئة عن إعادة أو تكرير حرفٍ أصلي، قال ابن مالك:


وَإِنْ يَكُ الزَّائِدُ ضِعْفَ أَصْلِ ... فَأَعْطِهِ فِي الْوَزْنِ مَا لِلْأَصْلِ

(وَإِنْ يَكُ الزَّائِدُ ضِعْفَ أَصْلِ) يعني ضاعف الأصل كان ضعفاً له فتعطيه في الوزن ما أعطيت الأصل، إن أعطيته عيناً فتعطيه عيناً أو لاماً فتعطيه لاماً.
القسم الثالث: وهو ما إذا كانت الزيادة غير أصلية ولا ناشئة عن تكرير حرف أصلي، يعني ليست الأول ولا الثاني، القسمة ثُلاثية الأول والثاني، إن لم يكن الأول ولا الثاني فهو الثالث، هذا نزن الأصول بالفاء والعين ثُمَّ اللام، قال النيساري:
وَتُوزَنُ الأُصُولُ فِي الْكَلاَمِ ... بالْفَاءِ ثُمَّ الْعَينِ ثُمَّ اللامِ

وما لم يكن أصلاً فنبقيه بلفظه في الوزن، أو نلفظه في الوزن بلفظه، فنقول: أَخْرَجَ على وزن أَفْعَلَ, أخرج الخاء والراء والجيم هذه أصول نُنزِلُها كما هي، ونلفظُ الزائد بنفسه في الوزن، فنقول: أخرج على وزن أفعل، انطلق على وزن انفعل، استخرج على وزن استفعل، ضاربٌ على وزن فاعل، مضروبٌ على وزن مفعولٌ، إذاً نُنزل أو نضع الحرف الزائد بنفسه في الوزن، ويبقى سؤال هنا كيف نحكم على الحرف بكونه زائداً أو أصلياً؟ سيأتينا الإعلال من مباحث الميزان الصرفي والحذف والقلب، لكن قبل ذلك نقول: كيف نحكم على الحرف بكونه زائداً أو أصلياً؟ نقول: الضابط في ذلك ما يكون أو نقول: الحرف الأصلي: هو ما ثبت في جميع تصرفات الكلمة. الحرف الأصلي: هو ما ثبت في جميع تصاريف الكلمة لفظاً أو تقديراً.
لفظاً: المقصود بتصاريف الكلمة: أن يؤتى بالمصدر والماضي والأمر والمضارع واسم الفاعل واسم المفعول، إن بقيت الحروف أو الحرف إن بقي في جميع التصاريف، لم يسقط في تصريف ما، نقول: هذا الحرفُ أصلي لفظاً، كبقاء حروف ضرب، الضاد والراء والباء، نقول: المصدر ضربٌ، هذا هو المصدر المجرد، الفعل الماضي ضرب، بقيت الحروف كما هي لم يسقُط حرفاً، منها المضارع يضربُ بقيت الحروف كما هي، اضرب الأمر، ضاربٌ اسم الفاعل بقيت الحروف لم يسقُط منها حرف، مضروب، ضوارب، ضُرّاب، ضاربان، ضاربون، بقيت الحروف بنفسها في جميع التصاريف لم تسقط، فنحكم على الضاد والراء والباء أنها أصولٌ، وهذا هو ثبات اللفظ بنفسه. أما التقديرِي: وهو إذا سقط في بعض التصاريف لعلة تصريفية، كعين قال، قال قَوَل، القول يقول نقول هذه الواو أصل لثبوتها في جميع تصاريف الكلمة، لكننا لا نجدها في قُلتُ، قلت هنا القاف ثم اللام، قلت على وزن فُلْتُ أين العين؟ سقطت هل سقوطها دليل على أنها ليست أصلاً؟ نقول: لا، لماذا؟ لأن ما سقط لعلة تصريفية لا ينافي كونه أصلاً، بل هو أصل. الحرف الزائد: ما سقط في بعض تصاريف الكلمة، مثل ماذا؟ مثل حروف المضارعة: ضرب يضرب، اضرب يضرب، نقول: الياء هذه زائدة وليست أصلية، لماذا؟ لأنها توجد في بعض التصاريف دون بعض، توجد في المضارع ولا توجد في الماضي، فدل على أنها زائدة، مثّل ابن مالك: احتُذي، حذا يحذو حذواً، حذا إذاً هل هنا تاء؟ ليست عندنا تاء، احتذي التاء هذه نقول زائدة لماذا؟ لأنها وجدت في افتُعِل ولم توجد في حذا يحذو حذواً، لا المصدر ولا الماضي ولا الفعل المضارع،


وَالْحَرْفُ إِنْ يَلْزَمْ فَأَصْلٌ وَالَّذِي ... لاَ يَلْزَمُ الزَّائِدُ مِثْلُ تَا احْتُذِي

هذا ضابط عند ابن مالك -رحمه الله- (وَالْحَرْفُ إِنْ يَلْزَمْ) يعني يثبُت ولا يسقط في بعض تصاريف الكلمة، (وَالْحَرْفُ إِنْ يَلْزَمْ فَأَصْلٌ) يعني فهو أصل، (أَصْلٌ) خبر مبتدأ محذوف، (فَأَصْلٌ) يعني فهو أصل، (وَالَّذِي لاَ يَلْزَمُ الزَّائِدُ مِثْلُ تَا احْتُذِي)، (تَا احْتُذِي) يعني التاء التي في احتُذيَ نقول: التاء هذه زائدة؛ لأنها توجد في بعض التصاريف دون بعض. إذاً الخُلاصة الحرف الأصلي: هو الذي ثبت في جميع تصاريف الكلمة لفظاً أو تقديراً. والحرف الزائد: هو الذي يسقط في بعض تصاريف الكلمة. تقديراً هنا قلنا: من أجل إدخالِ الحرف الذي يسقط في بعض التصاريف لعلة تصريفية، كعين قلت، وبعتُ، بعت باع بَيَع، الياء هذه هي عينُ الكلمة هل وجدت في بعت؟ نقول: لم توجد، هل سقوطها في بعت دليل على أنها زائدة؛ لأن ضابط الحرف الزائد: ما سقط في بعض تصاريف الكلمة، وهنا سقطت العين وهي الياء؟ نقول: لا, لِمَ؟ لكون السقوط هنا لعلة تصريفية، والسقوط الذي يعتبر دليلاً على كون الحرف زائداً هو السقوط لا لعلة تصريفية، هذا هو الحرف الزائد. ثم اعلم أن الذي يُزاد في الكلمة قد يكون من جنس الكلمة كما سبق، وقد يكون من غير جنسها من جنس الكلمة يعني حرف مرادف للحرف الأصلي، من غير جنسها يعني مُغاير لها، من جنسها مثل قطّع، الطاء الثانية زائدة لكنها من جنس العين، والعين الأولى أصلٌ من أصول الكلمة، قردد الدال الثانية زائدة، ولكنها من جنس اللام؛ لأن اللام الأولى الدال الأولى هذه أصل وهذه زائدة، إذاً هي من جنسها، وقد تكون من غير جنسها مثل انطلق، الطاء واللام والقاف هذه أصول، الألف والنون زوائد، هل هي من جنس الطاء واللام والقاف؟ لا, ليست من جنسها. إذاً الزيادة قد تكون من جنس حروف الكلمة، وقد تكون من غير جنس حروف الكلمة, إن كانت من غير جنس حروف الكلمة هي التي سبق التنبيه عليها عند قول الناظم:
والأحرف التي تُزاد في الكلِم ... والأحرف التي تُزاد في الكلِم

سألتمونيها العشرة هذه هي التي تكون من غير جنس الكلمة مجموعة في قولك: سألتمونيها، ونظمها الحريري في الملحة:
وَالأَحْرُفُ الَّتِي تُزَادُ فِي الْكَلِمْ ... مَجْمُوعُهَا قَوْلُكَ: سَائِلْ وَانْتَهِمْ

...................... ... مَجْمُوعُهَا قَوْلُكَ: يَا هَوْلُ اسْتَنِمْ


في بعض النسخ. إذاً هذا مالا يكون من جنس أحرف الكلمة، كلُ حرفٍ زائدٍ وليس من حروف سألتمونيها فهو للتكرير، احفظ هذا الضابط: كل حرفٍ زائدٍ - هذه من فوائد الحواشي - كل حرف زائد ليس من حروف سألتمونيها فهو للتكرير، ولا يُفهم من هذا أن ما كان من حروف سألتمونيها لا يكون للتكرير، نقول: لا، ما كان من حروف سألتمونيها قد يكون للتكرير، وقد يكون لغير التكرير، أما ما لم يكن من حروف سألتمونيها فلا يكون إلا لتكرير، لا يكون إلا لتكرير، وسواء كان من حروف سألتمونيها أم من غيرها وهو مكرر قلنا: القاعدة أنه يوزن بماذا؟ بما وزن به الرديف، قطّع على وزن فعّل، وشملل على وزن فعلل، قردد قلنا: الدال الثانية للتكرير الإلحاق، هل هي من حروف سألتمونيها؟
إذاً نحكم إذا مرت بك كلمة وعرفت أن فيها حرفاً زائداً، قردد نقول: الدال الثانية - ليست - هي زائدة وليست من حروف سألتمونيها إذاً تكون للتكرير. شملل هذه اللام الثانية زائدة، وهي من حروف سألتمونيها، ونقول: هي للتكرير؛ لأنه لا يلزم النفي العكس، جلبب الباء الثانية، زائدة هل هي من حروف سألتمونيها؟ لا, إذاً نحكم بكونها للتكرير. إذاً نقول: الخلاصة - نعيد من أجل الفهم - الحرف الزائد قد يكون من جنس حروف الكلمة، وقد يكون من غير جنسها، إن لم يكن من غير جنسها أو إذا كان من غير جنسها فهو من حروف سألتمونيها، وكل حرف زائد ليس من حروف سألتمونيها فهو للتكرير قطعاً، مثل الدال في قردد، والباء في جلبب، أما حروف سألتمونيها قد تأتي للتكرير، وقد تأتي لغير التكرير، وعلى كلٍٍ يوزن بما وزن به رديفه، احفظ بيت ابن مالك رحمه الله:
وَالْحَرْفُ إِنْ يَلْزَمْ فَأَصْلٌ وَالَّذِي ... ............................

هذا الشطر الأول،
...................... ... لاَ يَلْزَمُ الزَّائِدُ مِثْلُ تَا احْتُذِي

تاء حُذفت الهمزة للوزن (مِثْلُ تَا احْتُذِي) هذا هو الضابط،
وَالْحَرْفُ إِنْ يَلْزَمْ فَأَصْلٌ وَالَّذِي ... لاَ يَلْزَمُ الزَّائِدُ مِثْلُ تَا احْتُذِي

المبحث الرابع: فيما إذا كان الموزون معلاً. قال المعل، ما هو المُعل؟
المعتل والمعل عند الصرفيين بينهما فرق, المعتل: ما كان أحد حروف الفاء أو العين أو اللام حرفاً من حروف العلة. المُعل: إذا دخل هذا الحرف إعلال فقلبت الواو ألفاً أو الياء ألفاً. فنقول مثلاً: قال، القولُ هذا مصدر، نقول: معتل، لماذا معتل؟ لكون عينه لأنه على وزن فعل، قول على وزن فعل، عينه حرف من حروف العلة وهي الواو، فنعبر عن القول بأنه معتل، ولا نقول: هو مُعل، أما قال أصله: قَوَل، قول معتل، لماذا؟ لكون عينه حرفاً من حروف العلة، كون الواو قُلبت ألفاً نقول: دخله الإعلال فهو مُعل، إذا قلبت العين أو الواو أو الياء إذا قلبت ألفاً نقول: هذا مُعل، فقال معل، ولا تقل: معتل، باع وصام معل، ولا تقل: معتل. إذاً فرق بين المعتل وبين المعل؛ المعل: ما كانت إحدى حروفه الأصول حرفاً من حروف العلة الواو أو الياء أو الألف، قال الحريري:
وَالْوَاوُ وَالْيَاءُ جَمِيعًا وَالأَلْفْ ... هُنَّ حُرُوْفُ الاِعْتِلاَلِ الْمُكْتَنِفْ


إذا حصل إعلال بقلب ونحوه نقول: هذا مُعل، كقال، إذا كانت الكلمة الموزونة معلة، إذاً نحو قال، إذا قلبت العين ألفاً، أصلُ قال: قَوَل على وزن فَعَلَ، إذاً عندنا كلمتان فَعَلَ قول، قول ثم قلبنا الواو ألفاً فصارت قال لتحركها وانفتاح ما قبلها، إذا أردنا أن نزن قال هل نعتبر الأصل أو الفرع؟ نقول: نعتبر الأصل ولا نلتفت إلى الفرع، فنقول: قال على وزن فَعَلَ، ولا يصح أن تقول: قال على وزن فال؛ لأنك لو اعتبرت الفرع لقلت: قال على وزن فال، ولكن اتفق الصرفيون على أن هذا لا يمكن اعتباره، وإنما يُعتبر الأصل فتقول: قال وصام وقام وباع وخاف كلها على وزن فَعَلَ، ولا يصح أن تقول: على وزن فال، كذلك إذا كان الحرف إذا كانت اللام معلة، دعا أصلها: دَعَوَ الألف هذه منقلبة عن واو هذا في الأشهر، وبعضهم أثبت الياء دعو على وزن فَعَلَ تحركت الواو وانفتح ما قبلها فقلبت الواو ألفاً، إذا جئت تزن هل تقول: فَعَلَ باعتبار الأصل وهو دَعَوَ؟ أو تقول: دعا على وزن فعا؟ نقول: الأول، أنه على وزن فَعَلَ، ولا يصح أن تقول: على وزن فعا، يعني تقلب ما قُلِب في الأصل، تقلب في الوزن ما قُلب في الأصل الموزون، نقول: هذا لا يصح وإنما يُعتبر الأصل. إذاً المبحث الرابع: إذا كانت الكلمة الموزونة قد دخلها الإعلال فنعتبر في الوزن الكلمة قبل الإعلال لا بعده، فنقول: قال على وزن فَعَلَ، ولا يصح أن تقول: قال على وزن فَال، وتقول: دعا ورمى على وزن فَعَلَ، ولا يصح أن تقول: دعا ورمى على وزن فعا. هذا المبحث الرابع.
المبحث الخامس: إذا دخل الموزون الحذف، قل أصلها: قُوْل، التقى ساكنان العين التي هي الواو واللام، اللام ساكنة لماذا؟ سكون بناء، والواو ساكنة سكون بنية، وفرق بين البناء والبنية، إذاً قُوْل نقول التقى ساكنان الواو واللام، لا يمكن حذف اللام ولا تحريكها، حذفنا الأول تخلصاً من التقاء الساكنين، فصار وزنه قل، في الوزن إذا أردنا أن نزن هل نزن الأصل قبل الحذف أم بعد الحذف؟ نقول: بعد الحذف، فيُحذف في الوزنِ ما حُذف في الموزون، فإن حُذِف في الموزون العين حُذف في الوزن كذلك، فتقول: قل على وزن فل، صم على وزن فل؛ لأن الواو هي التي حُذِفت هي عين الكلمة، فنحذف من الوزن ما حُذِف من الموزون، سواء كان المحذوف عيناً كما في قل وبع, بع على وزن فِلْ، العين ذهبت سقطت للتخلص من التقاء الساكنين، فنحذف من الوزن ما حذف من الموزون.


سبق معنا في لفظ اسم أنه على مذهب البصريين أن المحذوف اللام، اسمٌ الأصل: سِمو أو سُمو، حُذفت الواو اعتباطاً اللام، فقلنا في وزنه على مذهب البصريين: اِفْعٌ، حذفنا اللام في الوزن لأنها محذوفة من الموزون، على مذهب الكوفيين المحذوف الفاء لأنه من وَسِمَ عندهم، فنزنه بـ (اِعْلٌ) نحذف الفاء، كذلك عِدَةٌ من الوعد، وعد يعد عِدة، وعد يعد أصلها: يوعد كما سبق، وقعت الواو بين عدوتيها فحذفت صار يعدُ، عدة نقول: وزنه علة بحذف الفاء؛ لأن الفاء هي الواو، وهي محذوفة، فنقول: عدة على وزن علة بحذف الفاء, كذلك هبة من وهب، أين الواو؟ وهب يهب هبةً، هبة على وزن علة، زنة نسمى الوزن، زنة أيضاً من الوزن، وزن يزنُ زنةً، زنة على وزن علة، وقد يبقى حرف واحد وذلك في الفعل الأمر إذا كان فاءه ولامه حرفي علة، وقى يقي قِ, قِ هذا فعل أمر قاف فقط، وزنه عِ، ولِيَ يلي لِ حرف واحد اللام، تقول: وزنه عِ. إذاً قد يُحذف الفاء فقط، وقد يُحذف العين فقط، أو اللام فقط، وقد يُحذف الفاء واللام معاً. إذاً القاعدة: أنه إذا حُذِف في الموزون حرفٌ يُحذف في الوزن أيضاً،
وَالْحَذْفُ كَالْقَلْبِ فَقُلْ فُلْ مُفْهِمًا ... إِلاَّ إِذَا بُيِّنَ أَصْلٌ فِيهِمَا

إلا إذا أريد التبيين والإيضاح، تقول للطالب: قل فل أصله: فَعَلَ لبيان أن المحذوف هو العين، كذلك قِ أصله فَعَلَ وتبين أن المحذوف هو الفاء واللام، هذا عند التبيين.
المبحث السادس: فيما إذا وقع في الكلمة الموزونة قلبٌ، والمراد هنا بالقلب: القلب المكاني، يعني قد يتقدم، وهذا سبق أن - بيان محل الأصل - من فوائد الميزان الصرفي: بيان محل الأصل، هذا هو المبحث يتعلق به، أنه قد يقع قلب، يعني يتقدم اللام على العين، أو العين على الفاء، أو اللام على العين، أو على الفاء، فهنا نحتاج إلى أن ننظر في الوزن، هل نذكر الأصل أم الفرع، الأصل الذي هو قبل تقدم العين على الفاء مثلاً أو الفرع بعد التقدم؟ نقول: هذا حكمه حكم الحذف، يعني يُذكر في الوزن ما يُذكر في الموزون، يذكر في الوزن ما وقع في الموزون من تقديم أو تأخير، قال النيساري:
إِنْ يَكُ فِي الْمَوْزُونِ قَلْبٌ يُبْدَلِ ... مِيزَانُهُ ....................

(إِنْ يَكُ فِي الْمَوْزُونِ) الكلمة التي توزن،
إِنْ يَكُ فِي الْمَوْزُونِ قَلْبٌ يُبْدَلِ ... مِيزَانُهُ ....................


يعني تُبدِل في الميزان ما أُبدل في الموزون، تُبدل في الميزان في الوزن ما أُبدل في الموزون، وسبق المثال أيس، قلنا الظاهري يقول: على وزن فَعِلَ، نقول: لا, أخطأت، وإنما هو على وزن عَفِلَ، إذاً أُبدِل في الوزن ما أبدل في الموزون. عرفنا كيف نميز الحرف الأصلي من الحرف الزائد، هنا كيف نحكم على الكلمة بكونها وقع فيها قلب مكاني؟ أولاً القلب المكاني هذا سماعي، لا يصح أن الإنسان يقلب من عنده ثم يقول: هذا فيه قلب بتقديم العين على الفاء، نقول: لا، هذا كله سماعي، ما قُلِب أصلاً في لغة العرب يُبقى على ما هو عليه، ولا يجوز فيه التجديد، والقلب الذي هو قياسي هذا الذي يُسمى بالإعلال، مثل قلب الواو ألفاً وقلب الياء ألفاً، قال قَوَلَ، باع بَيَع، رَمَيَ رمى, نقول: هذا قلبٌ أيضاً ولكنه قلبٌ قياسي، والذي معنا القلب المكاني: تقديم حرفٍ على حرف، نقول: هذا يُعرف ويُحكم على الكلمة بكونها وقع فيها قلبٌ بأحدِ أمورٍ ستة:
الأول: المصدر، مثّلوا لذلك بـ (ناء) , ناء هذا فعل ماضٍ، ناء أصل الألف هذه منقلبة عن ياء، أصلها: نَيَأَ، مصدر ناء: النأي، نأيٌ على وزن فَعْلٌ، هذه المسائل تحتاج إلى تبيين، نقول: الأصل، نقول: ناء أولاً يُعرف الحكم بكون الكلمة وقع فيها قلب بأصله، يعني بالمصدر، نأخذ مثال المصدر قلنا: ناء فعل ماضٍ، ناء أصل الألف هذه مُنقلبة عن ياء، أصلُها نَيَأَ، تحركت الياء وانفتح ما قبلها فقلبت ألفاً، المصدر نَأْيٌ على وزن فَعْلٌ، الهمزة هنا وقعت عيناً، الهمزة هي العين، واللام هي الياء، في ناء الفعل الماضي هنا قلنا هذه الياء لو وزناها كما هي على وزن فَعَل لوقعت الياء عيناً ووقعت الياء في المصدر هنا لاماً، ووقعت هنا ناء الهمزة لاماً ووقعت هنا في المصدر عيناً، باستدلالنا بالمصدر بكون الهمزة عيناً والياء لاماً علمنا أن ثَمّ قلباً وقع في الفعل الماضي، نستدل على كون الفعل الماضي وقع فيه قلبٌ بتقديم اللام على العين بالمصدر؛ لأنه لا يمكن أن تكون العين همزة في المصدر ثم تقع لاماً في الفعل الماضي، ولا يمكن أن تقع الياءُ لاماً في المصدر ثم تقع هنا عيناً، لابد من الاتحاد، ما كانت فاءً في المصدر وقع في الفرع والمشتق فاء، وما كان عيناً وقع عيناً، وما كان لاماً وقع لاماً, لما حصل تخالف هنا عندنا بين الفعل الماضي وبين المصدر علمنا أن الفعل الماضي ماذا؟ وقع فيه قلبٌ وهو بتقديمِ اللام على العين، فنقول: ناء على وزن فَلَعَ بتقديم اللام على العين وهذا هو القلب, واضح هذا؟ إذاً نستدل على كون الكلمة وقع فيها قلب بماذا؟ بالمصدر.
وَيُعْرَفُ الْقَلْبُ بِأَصْلِهِ كَمَا ... نَاءَ يَنَاءُ مَعَ نَأْيٍ احْكِمَا

نَأْيٌ هو المصدر وقعت الهمزة عيناً ووقعت الياء لاماً، هنا وقعت في الفعل الماضي عكس تقدمت اللام على العين تقدمت الياء على الهمزة، واضح هذا؟. هذا الأمر الأول.
الأمر الثاني الذي يُعرف به القلب: الاشتقاقات، يعني ننظر في اشتقاقات الكلمة،
وَيُعْرَفُ الْقَلْبُ بِأَصْلِهِ كَمَا ... نَاءَ يَنَاءُ مَعَ نَأْيٍ احْكِمَا
وَبِاشْتِقَاقَاتٍ لَهُ كَالْحَادِي ... وَالْجَاهِ وَالقِسِّيِّ بِاسْتِنَادِي


الثاني الذي يُعرف به القلب: الاشتقاقات، نُمثل لهذا بثلاثة أمثلة على ما ذكره ابن الحاجب في شافيته، الحادي، حادي في الظاهر على وزن فاعل, لكن نقول: هذا خطأ، هذا عند الظاهرية؛ الحادي يأتي الطالب الذي لا يُحسِن يقول: على وزن فاعل، نقول: لا, أخطأت، لماذا؟ لأن هذه الياء مُنقلبة عن واو، أصلُها: حادِو، وقعت الواو متطرفةً رابعةً فقلبت ياءً فصارت حادي, ننظر إلى اشتقاقات الكلمة هذه فنجد الواحد والوُحدة والتَّوحد والتوحيد، هذه كلها اشتقاقات لكلمة واحدة، الواحد على وزن فاعل، الوُحدَى على وزن فُعْلَة، التوحيد على وزن تفعيل، التوحد على وزن تفعل، إذاً ننظر الواو وقعت فاء، والحاء وقعت عيناً، الواو وقعت فاءً, الحاء وقعت عينا، الواو وقعت فاءً هنا، والحاء وقعت عيناً، التوحيد تفعيل، تَفْـ الواو وقعت فاءً والحاء وقعت عيناً، إذاً هذا مُطّرِد في سائر الاشتقاقات، أن الواو تقع فاءً والحاء تقع عيناً، ننظر في حادي، وقلنا: أصله: حادِو، وهذه هي الفاء فاء الكلمة من الواحد، إذاً نقول: حصل قلبٌ، أصله: واحدٌ هكذا أصله واحد، نُقلت الفاء إلى موضع اللام هنا صار مبدوءً بالألف، لا يمكن الابتداء به فقُدِمت الحاء على الألف، فصار حادي، نقول: أصل هذه الواو هنا نُقِلت إلى اللام إلى موضع اللام صار ماذا؟ ألف، لا يمكن الابتداء بالألف، فقدمنا الحاء على الألف، فوزنه؟ عالِف. إذاً حادي نقول: هذا وزنه عالِف بتقديم العين على الفاء.
المثال الثاني في الاشتقاقات: جاه، (وَبِاشْتِقَاقَاتٍ لَهُ كَالْحَادِي وَالْجَاهِ) (جَاه) هذه الألف مُنقلِبه عن واو، أصلها: جَوَهٌ، تحركت الواو وانفتح ما قبلها فقلبت ألفاً، ننظر إلى اشتقاقات هذه الكلمة نجدها من الوجه والوِجهة والتوجه والتوجيه هكذا نقول: وجهٌ على وزن فَعْلٌ، إذاً وقعت الواو فاءً، لا يحتاج بقية الأمثلة، الواو وقعت فاء، والجيم وقعت عيناً، جَوَهٌ لو قلنا: على وزن فعلٌ كما هو الظاهر لوقعت الجيم فاءً، وهنا وقعت الجيمُ عيناً، ولوقعت الواو عيناً، وهنا وقعت الواو فاءً، فنقول: حصل في الكلمة قلبٌ مكاني، جَوَهٌ تقدمت عَفَل على وزن عفل، هذا يُسمى قلباً مكانياً.
وَبِاشْتِقَاقَاتٍ لَهُ كَالْحَادِي ... وَالْجَاهِ وَالقِسِّيِّ بِاسْتِنَادِي


القسّي بتشديد الياء، هذا جمع قوس على وزن فَعْل، جمعُ قوسٍ على وزن فعل، قوس فعلٌ، فلسٌ فعل، فلس يُجمع جمع كثرة على فُلوس, يعني نقول: على وزن فعول، إذاً قوس يُجمع كما جُمع فلسٌ فنقول في جمعه: قووس هكذا هذا حسب حركة الإعراب، قووس على وزن فعول، هنا وقعت القاف فاء، والواو الأولى المضمومة عيناً، الواو هذه زائدة واو الجمع، السين لام في الجمع، المسموع من لغة العرب وقعت السين بعد القاف، يعني بعد الفاء بعد فاء الكلمة، والسين هنا موضعها لام الكلمة فعول، إذاً نعلم بهذا أن في هذه الكلمة قد وقع قلبٌ بتقديم اللام على العين، فنقول في الايصال إلى هذا التركيب، فلوع نعم هذا النهاية، كيف وصلنا إلى قسيّ وهي فلوع؟ نقول: اجتمعت واوان وضمتان، وهذا ثِقلٌ على ثِقل، فقُدِمت اللام موضع العين فقدمت اللام موضع العين فصار هكذا، تطرفت الواو فقلبت ياءً صار هكذا، واو ساكنة وياء اجتمعت الواو والياء وسبقت إحداهما بالسكون فقلبت الواو ياءً فأُدغِمت في الياء صار قسي، الياء يُناسبها ما قبلها الكسر إذاً وجب إذاً نقل الضم إلى الكسر، الانتقال من الضمِ إلى الكسرِ ثقيل فنُقلت الضمة إلى الكسر فصار قسيّ، إذاً وزن قسيّ نقول: فلوع بتقديم اللام على العين، هذا هو الأمر الثاني الذي يُعرف بالقلب في الكلمة: الاشتقاق، يعني ننظر في اشتقاقات الكلمة فنعرف ترتيب الكلمة التي معنا.
الأمر الثالث:
وَصِحَّةُ الْمَقْلُوبِ مِثْلُ أَيِسَا ... وَقِلَّةُ اسْتِعْمَالِهِ .......

يعني (صِحَّةُ الْمَقْلُوبِ) يعني الكلمة التي حصل فيها القلب يصح الحرف الذي قُدِم مع وجود مُقتضِي الإعلال، (صِحَّةُ الْمَقْلُوبِ) هذا الأمر الثالث، (صِحَّةُ الْمَقْلُوبِ) يعني الحرف الذي قُدِم، مثلوا له بـ (أيس)، لو قلنا: أيس هذه فاء الكلمة وهذه عين الكلمة لوقعنا في محذور: وهو أن هذا الحرف قد صح، يعني لم يُعل، لو كان الحرف تالياً للهمزة للزم قلب الياء ألفاً؛ لأن الياء إذا تحركت وانفتح ما قبلها قُلبت ألفاً، هل قُلبت هنا؟ نقول: صح الحرف، فدل على أن الحرف ليس في موضعه، يؤكد هذا أن الفعل أيضاً يأتي على يئس، أيضاً المصدر؛ لأنه قد يجتمع دليلان على مدلول الواحد، المصدر: اليأس أليس كذلك؟ اليأس، هنا الذي يتلوا الهمزة الياء ثم الهمزة ثم السين، يعني على وزن فعل، فالياء فاء الكلمة، والهمزة عين الكلمة، فدل على أن هذا الحرف لم يلِ الهمزة، فيكون وزنه عَفِل، كما سبق على وزن عفل بتقديم العين على الفاء،
وَصِحَّةُ الْمَقْلُوبِ مِثْلُ أَيِسَا ... وَقِلَّةُ اسْتِعْمَالِهِ مُسْتَأْنِسَا


الأمر الرابع الذي يُعرف به القلب: قلة استعمال المقلوب، كم هذا؟ أربعة، قلة استعمال المقلوب، يُمثلون لهذا آدُر وأدْوُر, أدور هذا على وزنِ أَفْعُل، كلاهما مسموعان، هذا سمع وهذا سمع، لكن هذا قليل وهذا كثير، قالوا: إذاً لابد من حمل القليل على الكثير، فأرادوا أن يُفسروا هذه المَدَّة من أين جاءت؟ قالوا: أصل آدر: أدور، آدر أدور جمع دار آدر أدور، أدور هذه الهمزة، الواو المضمومة يجوز قلبها همزة هذه قاعدة: إذاً ضُمت الواو جاز قلبها همزة، فقيل: أَدْءُر، حصل قلب، أَدْءُر على وزن أفعل، هذه عين الكلمة نقلت إلى موضع الفاء فقيل هكذا، هذه دال لا يمكن نُطقها، ألفٌ مفتوحة ثم همزة ساكنة ثم دالٌ مضمومة، القاعدة: أنه إذا اجتمع همزتان في كلمة واحدة وسكنت الثانية وانفتح ما قبلها قُلبت ألفاً فصارت مدةً صار آدر، وزن آدر: أعفل بتقديم العين على الفاء، (وَقِلَّةُ اسْتِعْمَالِهِ مُسْتَأْنِسَا)، ثم قال:
وَبِاجْتِمَاعِ الْهَمْزَتَينِ إِنْ فُقِدْ ... عِنْدَ الْخَلِيلِ نَحْوُ جَاءٍ فَانْتَقِدْ


الأمر الخامس الذي يُعرف به القلب: لو لم يُحكم بالقلب في الكلمة لترتب عليه اجتماع همزتين في طرف واحد، لو لم يُحكم بالقلب في الكلمة لاجتمع فيه همزتان في الطرف، يعني عدمُ الحكمِ بالقلب همزتين في الطرف، يمثلون بجاءٍ، جاءٍ هذا على وزن فاعل، ضابط هذا الباب أو هذه المسألة هو أن الفعل الأجوف ما هو الفعل الأجوف؟ الذي عينه حرف علة، في جوفه في وسطه حرف علة مهموز اللام مثل جاء، جاء فعل ماضٍ وسطه أجوف؛ لأنه هذه الألف مُنقلبة عن ياء، جاء يجيء والمجيء، نقول: جيأ أصله: جَيَأَ تحركت الياء وانفتح ما قبلها فقلبت ألفاً، إذاً ضابط هذه نقول: الفعل الأجوف المهموز اللام جيأ على وزن، فَعَل الياء هي عين الكلمة والهمزة هي لام الكلمة، القاعدة في الفعل الأجوف المهموز اللام إذا أُريد أن يُؤتى باسم الفاعل منه وجب قلب عينه همزة في اسم الفاعل، وهذا مُطلق سواء كان مهموز اللام أو لا، صام نقول: صائم، قَلَبْتَ العين، صائم على وزن فاعل، إذاً عينه همزة، قام قائم، جاء جاءٍ، جاء هذ النتيجة وإلا سيأتي، إذاً القاعدة: أنه إذا كان الفعل أجوف فيؤتى باسم الفاعل منه بقلب عينه همزة، لو فعلنا هذه القاعدة طبقناها في جاءَ لقلنا: جائِيٌ، أليس كذلك؟ لأننا الهمزة هذه هي لام الكلمة بقيت كما هي الهمزة الثانية، والهمزة الأولى هذه قلبنا العين همزة كما قلنا في صام: صائم، قلنا: جائي الياء هي اللام لما لم نقل هكذا وقلنا هكذا، علمنا أن ثَمَّ قلباً في الكلمة، وهو أن جاءٍ تقدمت ماذا؟ اللام على العين، فمثلاً نقول: جاءٍ أصله: جائيٌ، هذا من باب قاضٍ، إذا نون اسم الفاعل وهو منقوص تقول: التقى ساكنان لا يمكن الاجتماع لا يمكن تحريك الأول لما سبق، نقول: نحذف الياء صار جاءٍ، هنا في هذا التركيب هو الذي يدلنا على هذا أن جائي هذه لم يحصل قلب العين في اسم الفاعل همزة، وإنما قبل القلب تقدمت اللام على العين، فوزنه فالع، هذه اللام هي الهمزة وهذه العين هي الياء؛ لأنه كما سبق اللام هي الهمزة, وهنا الهمزة هنا موجودة ليست همزة اسم الفاعل التي تُقلب في العين لا, نقول: هذه الهمزة هي همزة جيأ اللام، والياء هذه هي العين تأخرت عن اللام فوزنه فالع، هذا هو الأمر الخامس.
السادس: يترتب على عدم القول بالقلب امتناع الكلمة من الصرف بدون سبب.
وَبِاجْتِمَاعِ الْهَمْزَتَينِ إِنْ فُقِدْ ... عِنْدَ الْخَلِيلِ نَحْوُ جَاءٍ فَانْتَقِدْ
وَبِامْتِنَاعِ الصَّرْفِ مِنْ غَيرِ سَبَبْ ... ............................

ستة: امتناع الصرف من غير سبب، يعني من غير علة، مثاله: أَشْيَاء، أشياء في الظاهر على وزن أفعال، أفعال هذا ليس ممنوعاً من الصرف، {إِنْ هِيَ إِلَّآ أَسْمَآءٌ}


[النجم:22]، أسماء على وزن أفعال، وأفعال ليست ممنوعة من الصرف، لو كانت أشياء على وزن أفعال لسُمِع منع أشياء من الصرف للزم من ذلك أن يُمنع اللفظ بغير موجب، {لاَ تَسْئَلُواْ عَنْ أَشْيَآءَ} [المائدة:101] إذاً منعت من الصرف، وأفعال هل تُمنع من الصرف؟ نقول: لا تُمنع من الصرف، إذا لم نقل بالقلب لأوجبنا منع الكلمة من الصرف بدون سبب (وَبِامْتِنَاعِ الصَّرْفِ مِنْ غَيرِ سَبَبْ)، لكن نقول: حصل قلب في الكلمة هنا، وأصل أشياء: شَيْئَاء على وزن فعلاء كصحراء، وفعلاء ممنوع من الصرف أو لا؟ ممنوع من الصرف، الهمزة الأولى هي اللام، والألف هذه هي الألف، والهمزة الثانية هي الهمزة الثانية، إذاً اللام هذه هي الهمزة الأولى، فنقول: قُدمت اللام موضع الفاء فقيل: أشياء فيكون وزنه: لَفْعَاء. هذا فيه خلاف، لكن هذا الصحيح لفعاء.
وَبِاجْتِمَاعِ الْهَمْزَتَينِ إِنْ فُقِدْ ... عِنْدَ الْخَلِيلِ نَحْوُ جَاءٍ فَانْتَقِدْ
وَبِامْتِنَاعِ الصَّرْفِ مِنْ غَيرِ سَبَبْ ... عَلَى الْأَصَحِّ نَحْوُ أَشْيَاءَ تُؤَبْ
فَإِنَّهَا تُوْزَنُ بِاللَّفْعَاءِ ... وَهِيَ كَأَفْعَالٍ لَدَى الْكِسَائِي
وَقَالَ فِي وِزَانِهِ الْفِرَّاءُ ... أَفْعَاءُ وَالْبِنَاءُ أَفْعِلاَءُ

لكن هذا هو الصحيح أنها توزن باللفعاء.
إذاً نقول: ستة أمور تدلنا على أن الكلمة قد وقع فيها قلبٌ:
الأمر الأول: المصدر.
الأمر الثاني: اشتقاقات الكلمة.
الأمر الثالث: صحة المقلوب، يعني الحرف الذي قُلب بقي صحيحاً مع وجود مقتضي الإعلال.
الأمر الرابع: قلة استعماله.
الأمر الخامس: اجتماع همزتين في الطرف لو لم نقل بالقلب، مثل جاءٍ، لو لم نقل الكلمة قد قلبت تقدم حرف على حرف لقلنا جاءء بهمزتين ولكن لم نقل ذلك.
الأمر السادس: منع الكلمة من الصرف من غير سبب.
هذه ستة أمور يُحكم على الكلمة بكونها قد وقع فيها قلبٌ، قلنا هذا هو الباب كله سماعي، يعني يُحفظ ولا يُقاس عليه، ونقف على هذا.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.