شرح نظم قواعد الإعراب عناصر الدرس
* الباب الرابع في الإشارات إلى عبارات محررات مستوفيات (العبارات التي
يستحسن ذكرها حال الإعراب).
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه
أجمعين.
أما بعد:
قال الناظم رحمه الله تعالى في (الباب الرابع) وهو خاتمة الأبواب لأنه
نظم عن الكتاب في أصله على أربعة أبواب سبق ثلاثة أبواب وهذا الرابع هو
خاتمتها.
(الباب الرابع: في الإشارات إلى عبارات محررات مستوفيات)
هكذا في الأصل (الباب الرابع: في الإشارات إلى عبارات محررات مستوفيات)
وهذه الجملة من الأبواب المشتملة عليها الكتاب هذه لعله أخذها من
الشارح إذًا (الباب الرابع) من الأبواب المشتملة عليها الكتاب -قد سبقت
ثلاثة أبواب تبعًا للأصل- (في الإشارات) جمع إشارة (إلى عبارات) مهمات
في هذا الفن (محررات) يعني: مهذبات خاليات من الحشو والتطويل متقنات
(مستوفيات) يعني: مكملات للمقصود مع الإيجاز (مستوفيات) السين والتاء
هنا للمبالغة لا للطلب يعني: سيذكر في هذا الباب بعض العبارات التي
ينبغي للمعرب أن يتحرَّاها وأن لا يتجنب هذه العبارات ليقع فيما هو
خلاف الصواب إذًا الباب كله في ماذا؟ في ما إذا أعربت, أَعربت الفعل
الماضي مبني للمجهول ماذا تقول؟ في ما الذي بعده اسم فاعل ماذا تقول؟
أي العبارات أولى؟ كل هذه الأبيات التي ستأتي في مثل هذه المسائل ..
قال:
في الفعل قل من نحو: نيل نائله ... فعل مضي لم يسم فاعله
وقل للاسم نائب عن فاعل ... وغير هذا خطأ من قائل
(في الفعل قل) (قل) أيها المعرب إذا أردت
أن تعرب -ومر بك فعل- قل في الفعل/ في الفعل هذا جار ومجرور متعلق
بقوله (قل) قل في الفعل أي: قل أيها المعرب في الفعل الواقع من نحو
قولك (نِيل نائله) (زَيْدٌ نِيلَ نَائِلُهُ) ماذا تقول في نِيلَ كيف
تعربه؟ قل (فعل مضي) لماذا فعل مضي؟ لأن الأفعال ثلاثة: ماضي، ومضارع،
وأمر. لا بد أن تبين نوع الفعل فتقول: فعل ماض. أو تقول: فعل مضارع أو
تقول: فعل أمر, ثم الماضي والمضارع هذا نوعان: قد يكون مبنيًا لما
للفاعل, وقد يكون مبنيًا لما لم يذكر فاعله, إذًا له صيغة, المبني
للمعلوم له صيغة تخصه وهي الأصل, والمبني للمجهول أو لما لم يسمى فاعله
له صيغة تخصه, إذًا لا بد أن تعين أولاً ما هو نوع هذا الفعل؟ فتقول:
فعل ماض أو تقول: فعل مضارع أو تقول: فعل أمر, ثم الماضي إذًا (فعل
مضي) هذا للتبيين نوع الفعل (لم يسم فاعله) يعني: لم يذكر فاعله, هذا
لتبين أنه لم يبقَ على أصله وصيغته الأصلية, بل حوِّل إلى صيغة فرعية
إذًا تقول: نِيلَ/ هذا بكسر أوله وسكون ثانيه كسر أوله, الأصل فيه أن
يكون مضمومًا أليس كذلك؟ الأصل أنه مضمومَ الأول, لأن القاعدة [أنه يضم
أول الفعل الماضي ويكسر ما قبل آخره] ضُرِبَ ضَرَبَ ضُرِبَ نِيلَ/ أصله
نُيِلَ على وزن فُعِلَ استثقلت الضمة أو الكسرة على الياء فنقلت إلى
الفاء متى؟ بعد حذف الضمة, النون هذه فاء الكلمة, الياء عين الكلمة ياء
وهي مكسورة استثْقلت الكسرة على الياء, فنقلت إلى ما قبلها هذا يسمى
"إعلالاً بالنقل": أن يكون حرف العلة الواو أو الياء محركًا ويستثقل
فينقل إلى ما قبلها, إن كان ساكنًا ما قبله فلا إشكال إن لم يكن ساكنًا
لا بد من إسقاط الحرف السابق لماذا؟ لأنه لا يمكن أن يحرك بحركتين إذًا
نِيلَ/ هذه الحركة التي هي الكسر حركة العين في الأصل أين حركة الفاء؟
نقول: حذفت حُذفت لأجل الإعلال بالنقل.
واقضي قضاءً لا يرد قائله ** بالرفع فيما لم يسمى فاعله
من بعد ضم أول الأفعال ** كقولهم يكتب عهد الوالي
وإن يكن ثاني ثلاثي ...
هذا هو الشاهد.
وإن يكن ثاني ثلاثيَّ ألف ** فاكسره حين تبتدي ولا تقف
ألف أصلية أو على أصل ألف منقلبة عن واو أو
ياء أو الواو والياء أصلية حينئذٍ يضم أوله ويكسر ما قبل آخره لكن
اختصارًا يقال فيه: يكسر أوله. فتصح الياء إن كانت العين ياءً وتقلب
الواو ياء إن كانت العين واو, تقلب الواو ياء إن كانت العين واوًا,
تقلب ياءً إن كانت العين واوًا إذًا في الفعل المبني للمجهول نقول (فعل
مضي لم يسم فاعله) يعني: لم يذكر فاعله. هذه عبارة وبعضهم يقول: فعل
ماضي مبني للمفعول. هاتان عبارتان مختصرتان إما أن تقول: فعل ماضي لم
يسم فاعله يعني: لم يذكر فاعله. أو تقول: فعل ماضي مبني للمفعول.
لوجازة هاتين العبارتين (وقل) أيها المعرب (في الاسم) يعني: الاسم
المذكور بعد قوله (نائله) في الاسم المذكور بعد قول (نيل نائله) الذي
هو نائله قل فيه لكونه أسند للفعل المبني للمجهول (نائب عن فاعل) فاعل
ماذا؟ فاعل نيل/ نائب عن فاعل نيل أليس كذلك؟ نائب عن فاعل نيل, إذًا
هذه العبارة وهي قولهم "فيما الذي أنيب عن الفاعل" أن يقال فيه (نائب
عن فاعل) هذه أولى من قولهم: مفعول لما لم يسمى فاعله, هذه فيها طول,
ونائب الفاعل هذه أخصر وأيضًا فيها إبهام "مفعول لما" لِما ما هنا
بمعنى الشيء, والذي يُسند إليه مغير الصيغة: إما أن يكون مفعولاً في
الأصل, وإما أن يكون مصدرًا, وإما أن يكون ظرفًا, وإما أن يكون جارًا
ومجرور.
وقابل من ظرف أو من مصدر ... أو حرف جر بنيابة حري
إذا قلت: مفعول لما لم يسمى فاعله, ليس
الذي ينوب عن الفاعل هو خاص بالمفعول ليس خاصًا بالمفعول (لم يسم
فاعله) الضمير هنا يحتمل أنه يعود إلى "ما" ويحتمل أنه يعود إلى
"مفعول", إذًا هذا فيه خفاء وفيه طول, وأيضًا يصدق على المفعول الثاني
من باب آخر (أَعْطَيْتُ زَيْدًا دِرْهَمًا) (أُعْطِيَ زَيْدٌ
دِرْهَمًا) زيد/ هذا مفعول لما لم يسم فاعله أو نائب فاعل دِرْهَمًا/
يصدق عليه أنه مفعول لما لم يسم فاعله أليس كذلك؟ (أُعْطِيَ زَيْدٌ
دِرْهَمًا) درْهَمًا/ هذا مفعول لفعل لم يسمى فاعله, وحقيقة أُعْطِيَ
زَيْدٌ/ هذا لم يسمى فاعله إذًا دِرْهَمًا يصدق عليه هذا اللقب حينئذٍ
فيه اشتراك (وغير هذا خطأ من قائل) (وغير هذا) ما هو؟ أي: التعبير
بالفعل لكونه فعلاً ماضيًا لم يسم فاعله فعلاً ماضيًا لم يسم فاعله أو
التعبير عن الاسم الذي يلي الفعل الماضي الذي لم يسم فاعله نائب عن
فاعل التعبير في الاسم المذكور والفعل المذكور بغير هذين اللقبين (خطأ)
يعني: خلاف الصواب (من قائل) إذًا فعل ماض مبني لما لم يسم فاعله نقول:
هذا خطأ, مفعول لما لم يسم فاعله نقول: هذا خطأ, ولكن حتى العبارتين
المذكورتين يرد عليهما الإيراد السابق إذا قيل مثلاً: فعل ماض لم يسم
فاعله. يرد أيضًا دِرْهَمًا (أُعْطِيَ زَيْدٌ دِرْهَمًا) مبني للمفعول
فعل ماض مبني للمفعول. طيب. (سِيرَ يَوْمٌ) يوم/ هذا هل هو مفعول؟
سِيرَ يَوْمٌ نقول: سِيرَ/ مبني فعل ماضي مبني للمفعول. أين المفعول؟
ليس عندنا مفعول, لأن الذي يكون نائبًا عن الفاعل ليس مختصًا بالمفعول,
وبعضهم يرى أن الفعل الماضي أو المضارع إذا بني لما لم يسمَّ فاعله
يقال: فعل ماض مغير الصيغة، فعل مضارع مغير الصيغة, لماذا مغير الصيغة؟
إذًا هو فرع لا أصل, لأن الأصل المبني لـ أو المسند إلى الفاعل هذا لا
يحتاج إلى تغير الصيغة, وإنما الذي يغير هو المسند إلى نائب الفاعل,
أما المبنيّ للمجهول هذا فيه إشكال, لأن الحذف -حذف الفاعل- ليس مختصًا
بالجهل يحذف الفاعل لعدة أغراض غرض معنوي وغرض لفظي ومنها الجمل
(سُرِقَ الْمَتَاعُ) المتاع هذا قد يكون السارق مجهول, وقد يكون يعلم
السارق لكنه خشي أن يصرح به فقال (سُرِقَ الْمَتَاعُ) لو صرَّح به لوقع
في إشكال, إذًا ليس كل ما حذف وهو فاعل يكون للجهل إذًا المبني
للمجهول, كذلك قد يرد في القرآن {خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ}
[الأنبياء: 37] {خُلِقَ} هل نقول: فعل ماض مبني للمجهول؟ هذا يمتنع،
لماذا؟ لأن الفاعل هنا وهو "الرب جل وعلا" حذف للعلم به, حينئذٍ لا
ينبغي أن يقال: حذف أو فاعل فعل ماضي مبني للمجهول, إذًا هذا ما
يتعلَّق بالفعل مغير الصيغة والاسم المذكور بعده, والأمر فيه سعة عبِّر
بما هو أقرب إلى لسانك.
قد قللت زمن ماض وحدث ... مضارع وحققتهما الحدث
(قد) كما سبق لها كم معنى؟ سبعة أوجه: منها
أن تكون للتقليل, ومنها أن تكون للتحقيق, خلاصة هذا البيت أنها إن جاءت
للتقليل فعبر أنها للتقليل, لا تقول " قد" حرف مبني على السكون لا محل
له من الإعراب .. وتمشي لا, قَدْ قَامَ زَيْدٌ قَدْ/ حرف مبني على
السكون لا محل له من الإعراب قَامَ/ فعل ماض نقول: لا, لا بد أن تبين
تقول " قَدْ" حرف تحقيق "قَدْ" حرف تقليل "قَدْ" حرف تكثير لا بد من
التنصيص على المعنى هذا مما يرشد إليه المعرب إذا أراد أن يعرب كلامًا
وفيه "قد" لا بد من تبيين معنى (قد قللت) قد هذا مبتدأ قصد لفظه (قللت)
هي (زمن ماضٍ) يعني: قُل "قد" حرفٌ لتقليل زمان الماضي وتقريبه من
الحال "قد" حرف تقليل أو حرف لتقليل زمان الماضي وتقريبه من الحال
يعني: جعلتْ قدر زمان الماضي زمنًا قليلاً بأن قرَّبته من الزمن الحال
(قد قللت) قد قلنا مبتدأ (قللت) هذا فعل ماضي والفاعل ضمير مستتر
جوازًا تقديره هي (زمن ماض) زمن فعل ماضي هذا مفعول به والجملة من
الفعل والفاعل في محل رفع خبر المبتدأ إذًا تقول في "قد" عند إعرابك:
قد حرف لتقليل الزمن الماضي من الماضي إلى الحال. يعني: تقريب الزمن
الماضي وتقريبه من الماضي إلى الحال (وحدث) يعني: وقلَّلت أيضًا حدث
مضارع. أي: مدلول فعل مضارع وهو معناه يعني: دلت على التقليل في الحدث,
وذلك إذا دخلت على الفعل المضارع (قَدْ يَصْدُقُ الْكَذُوب) يصدق/ حدثه
الصدق وهنا قد لتقليل حدث ومدلول الفعل المضارع كما سبق (وحققتهما)
يعني "قد" حققت الماضي والمضارع. يعني: حققت حصول حدث الفعل الماضي
{قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} [المؤمنون: 1] قد هنا للتحقيق لدخولها
على الفعل الماضي يعني: حصل ووقع فلاحُ من اتَّصف بالإيمان. كذلك الفعل
المضارع تدخل عليه "قد" وتفيده التحقيق على الصحيح وإن كان قلة من
النحاة يقولون بذلك {قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ} [الأحزاب:
18] العلم حاصل وواقع وموجود (وحققتهما الحدث) أي: حققت حدثهما يعني:
حدث الماضي والمضارع فتقول "قد" حرف لتقليل الحدث المضارع وتقول"قد"
حرف لتحقيق حدث الماضي، وقد حرف لتحقيق حرف الفعل المضارع, واضح هذا؟
للنفي والنصب والاستقبال لن ... ومصدري يتصب الآتي أن
ثم قال (للنفي والنصب والاستقبال لن)
(للنفي) هذا جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم (لن) هذا مبتدأ مؤخر
يعني: لن حرف ثابت للنفي, يعني: للدلالة على النفي (والنصب والاستقبال)
فهي تفيد هذه الأمور الثلاثة فلا تقول "لن" حرف نصب, وتسكت ولا تقل
"لن" حرف نفي, ولا تقل "لن" حرف استقبال!. وإنما تجمع بين هذه المعاني
الثلاث تقول: لن حرف نفي ونصب واستقبال. حرف نفي: لأنها تنفي ماذا؟ حدث
مدخولها وهو الفعل المضارع, ونصب: لأنها تُعْمِلُ فيه أو تَعْمَلُ فيه
النصب, واستقبال: لأنها تصيره مستقبلاً بعد أن كان للحال مثل السين
وسوف إذًا (لن) هذا مبتدأ مؤخر و (للنفي) خبر مقدم وهل تفيد تأبيدًا؟
الجواب: لا، لا تفيد التأبيد. وهل تفيد تأكيدًا؟ الجواب: لا, خلافًا
للزمخشري في المسألتين (لَنْ أَقُومَ) هذا يحتمل التأبيد ويحتمل أنه
نفي للقيام في بعض أزمنة المستقبل يعني: محتمل لن ليست نقصًا في
التأبيد ولا التأكيد لكن قد تأتي قرينة خارجية فتعين, وإلا هي في نفسها
محتملة هي للنفي نفي ماذا؟ على جهة التأبيد مطلقًا؟ لا, لكن هل كونها
لا تدل على التأبيد يعني: لا تحتمله؟ نقول: لا, هي لا تحتمل التأبيد
لكنها ليست نصًا في التأبيد, والزمخشري يرى أنها نصًا في التأبيد (لَنْ
أَقُومَ) يحتمل على جهة التأبيد, ويحتمل لَنْ أَقُومَ في بعض أزمنة
المستقبل, وقد أقوم بعد ذلك مثل"لا" لا أقوم.
(ومصدري ينصب الآتي أن) (ومصدري) هذا خبر مقدم ينصب الفعل الآتي ما هو
الفعل الآتي؟ الفعل المضارع (أن) بفتح الهمزة وإسكان النون حرف مصدري
ينصب الفعل المضارع {وَأَنْ تَصُومُوا} [البقرة: 184] إن جئت تعرب أيها
المعرب تقول: أن حرف مصدري ينصب الفعل المضارع. حرف مصدري لماذا؟ لأنه
يؤول مع مدخوله بمصدر {وَأَنْ تَصُومُوا} أي: صيامكم, إذًا إذا جئت
تعرب أن تقول: حرف مصدري ينصب الفعل الماضي. لماذا مصدري؟ لأنه يسبق ما
بعده بمصدر وينصب المضارع لأنه يعمل فيه النصب بشرطه.
لم حرف جزم قل لنفي الآتي ... وقلب معناه مضيا آت
(لم حرف جزم قل) قل أيها المعرب (لم حرف جزم) إذًا هي حرف (جزم) لأنها
تعمل الجزم (لنفي الآتي) يعني: لنفي الفعل المضارع وهي مختصة به لذلكَ
عملت فيه الجزم والذي يعمل الجزم في الفعل المضارع يكون مختصًا به, لأن
الحرف المختص الأصل فيه أن يعمل في مدخوله ما اختص به من الرفع أو
النصب أو الجر (لم حرف جزم قل) أيها المعرب (لنفي الآتي) يعني: لنفي
مدلول الفعل المضارع وهو الحدث (ولقلب معناه مضيا آت) يعني: جائٍ. هذا
نعت وحرف لم/ حرف جزم آت لنفي المضارع وقلب معناه مضيًا, هذا التركيب
فتقول في "لم" لم حرف جزم ونفي وقلب. لماذا حرف؟ لأنها هي حرف، ولماذا
جزم؟ لأنها تعمل الجزم في الفعل المضارع (حرف جزم) ونفي؟ لأنها تنفي
حدث مدخولها ولماذا قلب؟ لأنها تقلب معناه مضيًا يعني: زمنه من الحال
إلى الماضي (لَمْ يَكْتُبْ) لم/ حرف نفي نفت ماذا؟ وجود الكتابة ويكتب
الأصل فيه أنه للحال قلبت زمنه من الحال إلى الماضي لَمْ يَكْتُبْ في
الماضي وجزمٍ لأنها جزمته.
للشرط والتفصيل والتوكيد ... أما بفتح الهمز والتشديد
أمَّا/ حرف شرط أَمَّا هذا مبتدأ مؤخر بفتح
الهمز وتشديد الميم لذلك قال "أَمَّا" هذا مبتدأ مؤخر قصد لفظه (بفتح
الهمز والتشديد) يعني المضبوط بفتح الهمز والتشديد للميم لأي شيء
يستعمل؟ قال (ثابت للشرط) يعني: حرف شرط مضمن معنى الشرط.
أما كمهما يكن من شيء وفا ** لتلو تلوها وجوبًا ألفا
هذه هي التي معنا .. (للشرط) لأنها مضمنة معنى الشرط (والتفصيل) لأنها
تدل على التفصيل إذا أردفت بأخرى ولذلك نقول: هي للشرط دائمة مطردة
وللتفصيل غالبًا متى غالبًا إذا أردفت يعني: جاء بعدها أما الأخرى
{فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ * وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا
تَنْهَرْ} [الضحى: 9، 10] إذًا أردفت بأخرى (أَمَّا زَيْدٌ
فَمُنْطَلِقٌ) نقول: هذه للشرط والتوكيد ولكنها ليست للتفصيل لماذا؟ لم
تردف بأخرى وضابط التي للتفصيل التي نقول: أما للتفصيل. إذا وجد معها
أخرى {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ * وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا
تَنْهَرْ} (والتوكيد) دائمًا يعني: تدل على التوكيد والتقوية. يعني:
تقوي معنى الكلام (أَمَّا زَيْدٌ فَمُنْطَلِقٌ) أي: منطلقٌ لا محالة.
أَمَّا نقول: هذه للشرط لأن فيها تعليق تَعليق جملة مضمون جملة بمضمون
جملة الشرط, لها جواب ولها شرط, (للتفصيل) إذا وجدت أخرى معها مردفة
(للتأكيد) هذه دائمة إذًا لا يفارقها الشرط والتأكيد, والتفصيل قد يكون
وقد لا يكون إذا أردفت بأخرى فهي للتفصيل.
للشرط والتفصيل والتوكيد ... أما بفتح الهمز والتشديد
{فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ} {فَلا} الفاء هذه واقعة في جواب
الشرط أين فعل الشرط؟ محذوف مهما يكن من شيء, هذه الفاء الأصل فيها
أنها تلي أما, لكن للاستثقال زحلقت إلى ما بعدها {فَأَمَّا الْيَتِيمَ
فَلَا تَقْهَرْ} هنا {فَلَا تَقْهَرْ} اليتيم الأصل "أما فلا تقهر
اليتيم" هذا الأصل, ولكن لامتناع أن تلي الفاء أما: فرِّق بينهما
بالمفعول به (أَمَّا زَيْدٌ فَمُنْطَلِقٌ) هذه وقعت دخلت على (أَمَّا
زَيْدٌ فَمُنْطَلِقٌ) زيد إيش إعرابه؟ مبتدأ منطلق خبر والجملة في محل
جزم جواب أما والفاء أين وقعت؟ دخلت على الخبر والأصل "أما فزيد منطلق"
هذا أصل التركيب "أما فزيد منطلق" أمَّا/ لا تليها الفاء مباشرة
استثقلت فزحلقت إلى ما بعدها هي ستة مواضع منها المبتدأ يعني: الذي
يفصل بين أما والفاء "المبتدأ" كالمثال السابق والمفعول به كقوله
{فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ} (أَمَّا فِي الدَّارِ فَزَيْدٌ)
(أَمَّا عِنْدَكَ فَزَيْدٌ) يعني: الظرف والجار والمجرور.
والفاء بعد الشرط قل للربط ... ولاتقل فيها جواب الشرط
(والفاء) يعني: مسمى الفاء مبتدأ (والفاء)
الواقعة بعد الشرط يعني: الفاء الرابطة لجواب الشرط بالشرط. لماذا؟
لأنها تدل على تعليق الجواب بالشرط السابقة (أَمَّا زَيْدٌ
فَمُنْطَلِقٌ) هذه الفاء نقول: فاء الشرط لماذا؟ لأنها رابطة لجواب
الشرط للشرط تدل على تعليق جواب الشرط (والفاء بعد الشرط قل) فيها أيها
المعرب: الفاء للربط هذا يقصد به ردًا على من قال: الفاء جواب الشرط
-الذي ذكره في الشطر الثاني- (ولا تقل فيها) ولا تقل أيها المعرب في
الفاء المذكورة جواب الشرط لماذا؟ لا نقول الفاء هذه جواب الشرط؟
(أَمَّا زَيْدٌ فَمُنْطَلِقٌ) لا تقول: الفاء هذه جواب الشرط لماذا؟
لأن الجواب يكون جملة أو فعل, والفاء هذه حرف ليست هي الجواب, بل
الجملة التي بعد الفاء هي التي في محل جزم أو هي التي تكون جوابًا
للشرط, إذًا ليست الفاء (والفاء واقعة بعد الشرط قل فيها) أيها المعرب
للربط يعني: الفاء رابطة لجواب الشرط بالشرط (ولا تقل فيها) أيها
المعرب أي في هذه الفاء (جواب الشرط) لأنَّ الجواب في الحقيقة هو
الجملة بأسرها, وقيل: اعتذارًا عن هؤلاء أن الكلام على حذف مضاف (جواب
الشرط) أي: حرفٌ أي حرفُ جواب الشرط -على تقدير مضاف- حرف جواب الشرط
من أجل أن لا يخطَّئوا فيكون التقدير: حرف جواب الشرط وقيل: إنه مجاز
من باب إطلاق أحد المتجاورين على الآخر فاء أو جواب الشرط فاء وجواب
الشرط هما متجاوران, مجازًا قد يصح إطلاق أحد المتجاورين على الآخر
فيقال في الفاء: جواب الشرط. لماذا؟ لأنها مقارنة لجواب الشرط من باب
إطلاق المجاور على مجاوره {وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ
مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ} [طه: 112] {وَمَنْ يَعْمَلْ} من هذه شرطية و
{يَعْمَلْ} فعل الشرط مجزوم بها {مِنَ الصَّالِحَاتِ} {وَهُوَ
مُؤْمِنٌ} حالية هو مبتدأ مؤمن خبر الجملة في محل نصب حال {فَلَا
يَخَافُ} الفاء واقعة في جواب الشرط رابطة, الفاء رابطة لجواب الشرط
بالشرط {يَخَافُ} {فَلَا يَخَافُ} لا/ نافية يخاف/ فعل مضارع. كيف
تقول: مجزوم؟
والفاء بعد الشرط قل للربط ... ولا تقل فيها جواب الشرط
ثم قال:
وفيه من نحو فصل للسبب ... ولاتقل للعطف إذ عطف الطلب
ممنوع أو مستقبح على الخبر ... وعكسه كتب فأنت تختبر
(وفيه) يعني: قل فيه في الفاء واقعة من نحو
قوله تعالى {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ}
[الكوثر: 1، 2] {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ} الفاء
هذه ليست واقعة في جواب الشرط لأن الكلام ليس في الشرط قل للسبب يعني:
هذه الفاء قل فيها فاء السببية (وفيه) يعني: وقل فيه يعني في الفاء
الواقع من نحو قوله تعالى {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ *
فَصَلِّ} الفاء للسببية للسبب لماذا؟ لأن ما قبلها وهو "إعطاء لكوثر"
سبب لطلب إيقاء ما بعدها وهو الصلاة, ومراده بذلك فرارًا من الأمر
الممنوع الذي سيذكره, ولا تقل أيها المعرب في الفاء المذكورة -التي
سبقت- لا تقول فيها إنها حرف عطف لماذا؟ لأن عطف الطلب وهو قسم من
الإنشاء, (إذ) إِذ هذه تعليلية يعني: لماذا نقول فصل؟ الفاء هذه سببية
ولا يصح أن نقول إنها عاطفة قال {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ} هذه خبر أو
إنشاء؟ خبر {فَصَلِّ} صل هذا خبر أو إنشاء؟ إنشاء. إذًا لو قلت: الفاء
هذه عاطفة لعطفت الإنشاء على الخبر وهو ممنوع عند البيانيين. لا بدَّ
من التوافق بين الجملتين في العطف: إذا كانت الجملة المعطوفة إنشاء يجب
أن يكون المعطوف عليه جملة إنشائية أيضًا, وإذا كانت جملة خبرية جملة
معطوفة ينبغي أن تكون الجملة معطوف عليها أيضًا خبرية, أما التخالف عطف
إنشاء على خبر أو خبر على إنشاء هذا ممنوع عند البيانين وجائز عند
النحاة, فبناء على هذا ذكر قال (وفيه من نحو فصل للسبب ** ولا تقل
للعطف) لماذا؟ (إذ عطف) لأن العطف عطف الطلب وهو قسم من الإنشاء ممنوع
(إذ عطف الطلب ممنوع) عطف هذا إيش إعرابه؟ مبتدأ، أين خبره؟ ممنوع هذا
على قول والمراد به قول البيانيين, ممنوع على قوله لا يجوز أو غير
ممنوع لكنه مستقبح إذًا هما قولان: قولٌ بالمنع وقول بالجواز لكنه على
قبح لماذا؟ لأن التَّوافق بين الجملتين في العطف أولى من التخالف
بينهما, التوافق بين الجملتين في العطف "عطف خبر على خبر وإنشاء على
إنشاء" أولى من التخالف ومع الجواز فهو قبيح لذلك قال (ممنوع) يعني: لا
يجوز على قول أو غير ممنوع لكنه مستقبح لا يحسن (على الخبر) المقابل
للإنشاء هذا متعلق بقوله (عطف) إذ عطف الطلب على الخبر ممنوع (على
الخبر) هذا جار ومجرور متعلق بقوله (عطف) لم تعلق به؟ لأنه مصدر,
والمصدر يعد من متعلقات الجار والمجرور (وعكسه) يعني: وكذا يمتنع عكسه:
الذي هو عطف الخبر على الإنشاء "إذ عطف الطلب على الخبر ممنوع أو
مستقبح" عطف الإنشاء على الخبر (وعكسه) الذي هو عطف الخبر على الإنشاء
كذلك يمتنع أو يستقبح (كتُبْ فأنت تُختبر) (كتُب) يعني كقولك للعاصي
مثلاً وذلك كقولك للعاصي: تُبْ فأنت (فأنت تختبر) تختبر يعني: تمتحن
فأنت الفاء/ هذه سببية لماذا سببية؟ لأننا لو قلنا: عاطفة لعطفنا أنت
تختبر وهذه جملة خبرية وتب/ جملة إنشائية إذًا عطف الخبر على الإنشاء
وهذا ممنوع على قول أو مستقبح يعني: جائز لكنه قبيح, وابن مالك رحمه
الله مع البيانيين يرى المنعَ. ثم قال:
والعرف من وقفت عند العرف ... به يكون الخفض لا بالظرف
(والعرف) يعني: لفظ العرف في المثال الآتي
الذي سيذكره لفظ العرف الواقع من نحو قولك (وقفت أنا عند العرف) وقفت
أنا يعني: فاعل تأكيد عند العرف/ أي المعروف ولا تعداه إلى المنكر
وَقَفْتُ عِنْدَ الْعُرْفِ كيف نعرب هذه يا محمد؟ وَقَفْتُ/ فعل فاعل
عِنْدَ/ منصوب على الظرفية الْعُرْفِ/ مضاف إليه مجرور بماذا؟ بالظرف
هذا الذي أنكره الناظم! يقول لك (والعرف) الذي وقع مضافًا والعرف
الواقع من نحو قولك (وَقَفْتُ عِنْدَ الْعُرْفِ) في هذا المثال (به
يكون الخفض لا بالظرف) (به) الضمير يعود على العرف يعني: فيه, الباء
هنا للظرفية (يكون) يعني: يوجد ويحصل الخفض به لا بالظرف, يعني: إذا
جاء الظرف مضافًا عند العرف عند نقول/ منصوب على الظرفية.
وعند فيها النصب يستمر ** لكنها بمن فقط تجر
(عند) نقول منصوب على الظرفية (عند) مضاف و (العرف) مضاف إليه مجرور
بماذا؟ بالمضاف, لا تقل بالظرف لماذا؟ لأنك لو قلت "بالظرف" قد يوهم أن
الجر هنا حصل لكون المضاف ظرفًا, فإذا لم يكن ظرفًا لا يجر وعند/ هنا
خَفَض العرف هل خفضه للعرف من جهة كونه مضافًا أو من جهة كونه ظرفًا
بالأول أو بالثاني؟ الأول أما كونه ظرفًا هذا لا يتعلق به, كل مضاف
إليه مجرور بالمضاف على الصحيح وهو اختيار سيبويه, أنَّ المضاف إليه
مجرور بالمضاف إذًا تقول (العرف) هذا مجرور بالمضاف, ولا تقل: بالظرف,
لأن المضاف قد يكون ظرفًا, وقد يكون اسمًا جامدًا ذاتًا, وقد يكون اسم
معنى (جَاءَ غُلامُ زَيْدٍ) غُلامُ زَيْدٍ غُلامُ/ هذا فاعل وهو مضاف
وزَيْدٍ/ مضاف إليه مجرور بالمضاف (هَذَا عِلْمُ زَيْدٍ) عِلْمُ/ خبر
وهو مضاف وزَيْدٍ/ مضاف إليه مجرور بعلم وهو اسم معنى إذًا لا يختص
بكونه ظرفًا إذًا (والعرف من وقفت عند العرف * به يكون) (به) جار
ومجرور متعلق بقوله (يكون) هذه تامة (يكون الخفض) الخفض إيش إعرابه؟
فاعل لأن كان هذه تامة لا تحتاج إلى منصوب لا تحتاج إلى منصوب (لا
بالظرف) يعني: الخفض في العرف بالمضاف وهو (عند) لا بالظرف يعني: لا
تقل أنه مخفوض بالظرف أي: ينبغي أن يقول في العرف أنه مخفوض بالمضاف
لأن المضاف أعم من كونه ظرفًا. ثم قال:
للجمع واو العطف كيف شئت ... للجمع والغاية حرف حتى
(للجمع) هذا جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر
مقدم (واو العطف) (واو) مبتدأ مؤخر واو العطف للجمع أي: قل أيها المعرب
عند إعرابك "واو العطف حرف عطف" لمجرد الجمع بين المتعاطفين (كيف شئت)
يعني: على أي صفة أردت أيها المعرب, سواء نويت أن المعطوف عليه سابق
على المعطوف أو بالعكس أو هما معًا, ولهذا لا تفيد ترتيباً ولا معية,
الواو لمطلق الجمع أي: لا تقتضي ترتيبًا ولا معية (جَاءَ زَيْدٌ
وَعَمْرٌ) له ثلاث احتمالات جَاءَ زَيْدٌ وَعَمْرٌ, يحتمل أن الذي جاء
قبل هو زيد, ويحتمل العكس, ويحتمل أنهما جاءا معًا, إذًا ثلاث احتمالات
لذلك نقول (للجمع) يعني: مطلق الجمع لا تقتضي ترتيبًا ولا معيةً, وإنما
يؤتى بها للدلالة على جمع المتعاطفين. إذًا الواو حرف عطف لمجرد الجمع
بين المتعاطفين (للجمع واو العطف كيف شئت) يعني: على أي صفة أردت أيها
المعرب سواء كان الأول سابقًا أو الثاني أو هما معًا (للجمع والغاية
حرف حتى) (للجمع) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم (والغاية) معطوف
عليه (حرف حتى) مبتدأ (حرف) وهو مضاف و (حتى) مضاف إليه.
يعني: حتى حرف عطف للجمع والغاية تزيد على الواو هي تدل على الغاية
تزيد على الواو في الغاية لكن تدل على مطلق الجمع (قَدِمَ الْحُجَّاجُ
حَتَّى الْمُشَاة) هذه أفادت الجمع والغاية أي أنواع الغاية؟ الشرف,
غاية الشرف, (زَارَنِي النَّاسُ حَتَّى الْحَجَّامُون) خسة هذا غاية في
الخسة, إذًا (للجمع والغاية حرف حتى) يعني: حتى حرف عطف للجمع والغاية,
وعلى كون المعطوف بها غاية لما عطف عليه إما في الشرف وإما في الخسة
يعني: تقول أيها المعرب إذا أردت "حتى" تقول: حتى حرف عطف للجمع
والغاية, يعني: يجمع بين المتعاطفين وعلى كون المعطوف بها غاية لما
عُطِف عليه إما في الشرف وإما في الخسة.
والفاء للترتيب والتعقيب ... وثم للمهلة والترتيب
(والفاء) يعني: مسمى الفاء, حرف عطف
(للترتيب والتعقيب) ما معنى الترتيب؟ أن يكون المعطوف بها متأخرًا عن
المعطوف عليها (والتعقيب) أن يكون المعطوف بها متصلاً بِالمعطوف عليه
بلا مهلة, ولكن تعقيب كل شيء بحسَبِه (تَزَوَّجَ زَيْدٌ فَوُلِدَ لَهُ)
هكذا مثَّل النحاة فَوُلِدَ/ الفاء هذه نقول: للترتيب والتعقيب, يعني:
تفيد أن الولادة حصلت عقب بعد الزواج لا تكون قبله بالإجماع, وأن
الولادة حصلت عقب الزواج مباشرًا في نفس الليلة هكذا؟ لا, لا بد من
تقدير الزمن المعين إذًا (جَاءَ زَيْدٌ فَعَمْرٌ) كيف نفسر هذا المثال؟
(جَاءَ زَيْدٌ فَعَمْرٌ) هل يحتمل أن عمر جاء قبل زيد؟ لا, ليست كالواو
إذًا تفيد الترتيب أن زيدا سبق في المجيء وعمر ثنى في المجيء وهل
بينهما مهلة؟ الأصل لا, الأصل أن تحمل على أن قدوم ومجيء زيد عمر عقب
مجيء زيد مباشرة هذا في الأصل بلا مهلة يعني: بلا زمن عكس "ثم" (والفاء
للترتيب والتعقيب) يعني تقول: الفاء حرف عطف للترتيب والتعقيب, وتعقيب
كل شيء بحسبه (وثم للمهلة والترتيب) ثم بضم الثاء وتشديد الميم "حرف
عطف للمهلة" يعني: هذه كلها معلومات التراخي المهلة عكس التعقيب هناك,
الفاء تدل على التعقيب يعني: مباشرة بلا زمن بلا مهلة, وثم تدل على
التراخي وثم حرف عطف للمهلة يعني: التراخي (والترتيب) يعني: الثاني أي
المعطوف بها متأخر عن المعطوف عليها أي نعم لذلك تقول "ثم" حرف عطف
للترتيب بين المتعاطفين مع مهلة في الزمان (جَاءَ زَيْدٌ ثُمَّ عَمْرٌ)
جَاءَ زَيْدٌ/ زيد أولاً وعمرٌ ثانيًا لا يحتمل العكس كالواو ولا
كأنهما معًا كالواو, ثم أفادت أنَّ مجيء عمر متراخي عن مجيء زيد يعني:
بينهما زمن.
وموجزا قل عاطف ومعطوف ... إذ جئن والقصد بهن معروف
(وموجزًا) يعني مختصرًا (قل) أيها المعرب حال كونك مختصرًا قل أيها
المعرب حال كونك مختصرًا موجزًا يعني: مختصرًا, لما ذكر من الإعراب في
تلك الأحرف الأربعة ما هي الأحرف الأربعة؟ الواو وحتى والفاء وثم, هذه
أحرف أربعة (قل عاطف ومعطوف) يعني تقول: الواو (جَاءَ زَيْدٌ وَعَمْرٌ)
الواو وعمرٌ عاطف ومعطوف (جَاءَ زَيْدٌ ثُمَّ عَمْرٌ) (عاطف ومعطوف)
(جَاءَ زَيْدٌ فَعَمْرٌ) الفاء عاطف ومعطوف يعني: اختصارًا لماذا؟ قال
(إذ) للتعليل لأن (إذ جئنا) يعني: أتين في الكلام تلك الأحرف الأربعة
(والقصد بهن معروف) يعني: والحال بأن القصد يعني: المعنى المقصود من
هذه الأحرف لكثرة الاستعمال ولكثرة استعمالها في لغة العرب ولمعرفة
الطلاب بها (والقصد بهن معروف) يعني: معلوم, فلا يحتاج إلا تطويل
الكلام بذكر المعنى فتقول: عاطف ومعطوف (لَمْ يَكْتُبْ) جازم ومجزوم
(لَنْ يَقُومَ) ناصب ومنصوب معلوم لَنْ/ يعرفون أنه حرف نفي ونصب
واستقبال وَلَمْ/ حرف جزم ونفي وقلب فتقول {لَمْ يَلِدْ} [الإخلاص: 3]
جازم ومجزوم {لَنْ نَبْرَحَ} [طه: 91] ناصب ومنصوب (جَاءَ زَيْدٌ
وَعَمْرٌ) عاطف ومعطوف لأن القصد بهن معروف. ثم قال:
لنصب الاسم ولرفع الخبر ... مؤكدا إن وأن المصدري
(إِنَّ) هذا مبتدأ مؤخر (لنصب) جار ومجرور
متعلق بمحذوف خبر مقدر (لنصب الاسم) اتفاقًا يعني: بين البصريين
والكوفيين (إِنَّ زَيْدًا) زيدًا هذا منصوب بـ إِنَّ بالإجماع لا خلاف
(ولرفع الخبر) على الأصح على مذهب البصريين (إن زيدًا قائمٌ) قائمٌ/
هذا على مذهب البصريين مرفوعٌ بإن, وعلى مذهب الكوفيين بالمبتدأ يعني:
مرفوعٌ بالاسم الذي هو اسم إنَّ قبل مصيره اسم "إن" لأن الأصل (زيدٌ
قائمٌ) زيدٌ مبتدأ مرفوعٌ بالابتداء ورفعه مبتدئًا بالابتداء قائمٌ/
خبر, ما العامل فيه؟ المبتدأ ’ كذاك رفع خبر بالمبتدى ’ إذًا (زيدٌ
قائمٌ) قائمٌ/ هذا مرفوعٌ لزيد الذي هو مبتدأ, لما دخلت "إن" قيل: إن
زيدًا إذًا تغير حركة إعراب المبتدأ إلى النصب إذًا أثرت إنَّ في
المبتدأ فنصبته لأنها غيرت الإعراب من الرفع إلى النصب قائمٌ/ هل تغير؟
لم يتغير إذًا قالوا: أثرت إن في المبتدأ فنصبته وبقي الخبر على أصله
الذي هو العامل فيه مبتدأ في الأصل هذا مذهب الكوفيين.
ومذهب البصريين: إنَّ نصبت ورفعت, والرفع الذي في الخبر (إن زيدٌ
قائمٌ) ليس هو عين الرفع الذي قبل دخول إن لذلك زيدٌ قائمٌ زيدٌ/ هذا
مبتدأ مرفوع وقائمٌ خبر مرفوع هذا مرفوع وهذا مرفوع إذًا: اتحد الرفع
واختلفا معنًى لأن الرفع الأول يدل على الابتداء، والرفع الثاني يدل
على الخبرية, إذًا اتحادهما لا يدل على اتحاد المعنى كذلك (زيدٌ قائمٌ)
(إن زيدٌ قائمٌ) اتحاد الرفع في الخبر قبل مجيء "إن" ودخول "إن" ليس هو
عينه بعد دخول "إن" وأيضًا يُردّ يقال: ليس عندنا عاملٌ ينصب ولا يرفع
يعني: إذا قيل "إن" نصبت ولم ترفع هذا حملٌ على ما لا نظير له, وعندهم
قاعدة [أن حمل الشيء على ماله نظير أولى من حمله على ما لا نظير له]
لذلك نقول: في قوله (بنصب الاسم) اتفاقًا (ولرفع الخبر) على الأصح حال
كونك أيها المتكلم دالاً على توكيد معنى الكلام وتقويته لذلك قال
(مؤكدا إن) هذا مبتدى مؤخر (وأن) معطوفٌ على إن (المصدري) بتخفيف الياء
الأصل المصدريَّ, خففت الياء هنا من أجل الوزن يعني: قل في إنَّ حرف
توكيدٍ ينصب الاسم اتفاقًا ويرفع الخبر على الأصح هذا مرادهم (لنصب
الاسم ولرفع الخبر * مؤكدا إن) يعني: إن وأخواتها لها معانٍ خاصة, إن
وأن للتوكيد, وكأن للتشبيه, ولعل للترجي، ولكن للاستدراك، إذا جئت في
الإعراب تقول: إن حرف تأكيدٍ ينصب الاسم اتفاقًا ويرفع الخبر على الأصح
(وأن) حرف تأكيدٍ ومصدري لماذا؟ لأنها تؤول مع ما بعدها بمصدر
{أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا} [العنكبوت: 51] أو لم يكفهم
إنزالنا, الجملة في محل رفع فاعل يكفي إذًا: تكون "أن" حرفًا مصدريًا
ولذلك يزاد عليه يقال "إن" حرف توكيدٍ ينصب الاسم اتفاقًا ويرفع الخبر
على الأصح "أن" حرف توكيدٍ أيضًا ومصدري زاد على إن، وكأن تقول حرف
تشبيه إلى آخره، وليت حرف تمنٍ إلى آخره, ولكن حرف استدراك إلى آخره،
ولعل حرف ترجٍ إلى آخره يعني: تبين المعنى من الحرف. ثم قال:
وإن تفه بمبتدا أو فعل ... أو جملةأو ظرف أو ذي وصل
فابحث عن المعمول والمحل ... والمتعلق به والوصل
هذا أهم ما يعنيكم الآن أهم من ما مضى أكثر
ما يخطأ الطلاب في هذا (وإن تفه) هذا (إن تفه) تفه يعني: تنطق
(بمبتدًا) في الأصل أو في الحال (أو فعل) يعني: أو تفه يعني تنطق بفعلٍ
سواء كان فعلاً ماضيًا أو مضارعًا أو أمرًا (أو جملة) أو تنطق أو تفه
بجملةٍ سواءٌ كانت جملة اسمية أو جملةٍ فعلية, أو تفه بظرفٍ سواء كان
ظرفًا زمانيًا أو مكانيًا، والظرف يطلق عندهم مراداً به الظرف
الاصطلاحي والجار والمجرور فيدخل فيه, يعني: في معناه الظرف هنا ليس
خاص بالظرف بالمقابل للجار والمجرور بل هو داخلٌ فيه (أو ظرف) يعني: أو
تفه بظرفٍ زماني أو مكاني وفي معناه المجرور بحرف جرٍ أصلي (أو ذي وصل)
يعني أو تفه (ذي وصل) يعني: لصاحب صلة وهو الاسم الموصول اسميًا كان أو
حرفيًا إذًا: إذا مر بك مبتدأ وقلت: هذا مبتدأ أو هذا فعل أو هذه جملةٌ
اسمية أو جملةٌ فعلية أو هذا ظرف أو هذا موصول قال (فابحث) الفاء/ هذه
رابط لجواب الشرط بالشرط (وإن تفه) إن شرطية أين جوابه؟ (فابحث) أيها
المعرب وفتش (عن المعمول) هذا يعود على المبتدأ أو الفعل إذا قيل
مبتدأ/ المبتدأ هو معمولٌ للابتداء وإذا قلت هذا مبتدأ، زيدٌ مبتدأ
إذًا هو عامل أو ليس بعامل؟ عامل (فابحث عن المعمول) إذا حكمت عن اللفظ
بأنه مبتدأ لا تنسَ الآن الطلاب إذا أعربوا قالوا مبتدأ ثم يمشي يعرب
يُعرب أين خبر المبتدى؟ لا بد أن تبحث عن المعمول يعني: معمول المبتدأ
فإذا قلت هذا مبتدأ لا بد أن تجعل في نفسك أنه سيمر بكل لفظٌ وتقول هذا
خبر المبتدأ، لا بد أن تبحث عن معمول المبتدى (أو فعل) الفعل هذا يحتاج
إلى فاعل هذا إذا كان مبني للفاعل ويحتاج إلى نائب فاعل وقد يكون
متعديا فيحتاج إلى مفعول, وقد يكون متعديًا إلى اثنين إلى ثلاثة فإذا
قلتَ: هذا فعلٌ إذًا هو عام, إن حكمت عليه بأنه فعلٌ ماضي لم يسمَّ
فاعله إذًا تبحث عن معموله وهو نائب الفاعل, إن كان على أصله فابحث عن
معموله وهو الفاعل، إن كان متعديًا لمفعولٍ واحد فحينئذٍ تبحث عن
مفعول, إلى اثنين تبحث عن مفعولين, إلى ثلاثة تبحث عن ثلاثة مفاعيل,
إذًا لا تقول هذا فعل وتترك! لا بد أن تبحث عن الفاعل (فابحث عن
المعمول) للمبتدأ وهو الخبر وهل يكتفى بهذا نقول المعمول المبتدى لا
يكون إلا خبرًا؟ قد يكون فاعلاً، قد يكون معمول المبتدى فاعلا نحو
(أقائمٌ الزيدان) قلت: قائمٌ/ هذا مبتدأ إذًا لا بد من البحث عن
معموله. هل هذا المبتدأ مما له خبر أو من المبتدأ الذي لا خبر له؟ لا
بد أن تميز وتحكم على نوع المبتدأ، ثم بعد ذلك تبحث عن معموله (فابحث
عن المعمول) إذًا المعمول هذا متعلق بقوله (بمبتدا أو فعل) يعني: من
الأفعال الثلاثة قلت: هذا فعل ماضي هل هو مبني للمعلوم أو مبني
للمجهول؟ هذا فعلٌ مضارع هل هو مبني للمعلوم أو مبني للمجهول؟ هذا فعل
أمر لا بد أن تبحث عن معموله! وهو الفاعل أو نائب الفاعل.
* المبتدأ قد يكون أيضًا في الأصل أو في
الحال (إنَّ زيدًا) قلت إن زيدًا هذا اسم إن إذًا هو مبتدأ في الأصل
ليس في الحال, إنما هو مبتدأ في الأصل لأنه قبل دخول لا بد أن تبحث عن
خبر إن لأنه عمدة, كذلك (كان زيدٌ) قلت: زيدٌ هذا اسمُ كان إذًا هو
مبتدأ في الأصل لا بد أن تبحث عن خبر كان, أما أن تعرب كان اسم ثم تذهب
وتنسى هذا لا يصح (والمحل) يعني: فابحث عن المحل هذا متعلق بقوله (أو
جملة) وإن تفه بجملةٍ اسمية أو فعلية فانظر وفتش وابحث هل هذه الجملة
من ما لها محلٌ من الإعراب أو لا؟ فإن لم يكن لها محل فلا إشكال, وإن
كان لها محلٌ من الإعراب -وهي من السبعة الأنواع السابقة- فلا بد من
تبيين ما محلها هل هو خبرية؟ هل هو حالية؟ هل هو جملة الشرط الجواب؟ هل
هو مضافٌ إليه؟ إلى آخره، لا بد من التعيين لأن المعنى يختلف, الجملة
الخبرية تختلف عن الجملة الحالية إذًا يترتب عليه معنى إذًا لا بد من
بيان محل الجملة إن كان لها محل، أما إعراب جملي هكذا هذا فيه ضعفٌ عند
المهرة من المعربين إذًا (والمحل) من جملة إن كان لها محل يعني: تبحث
عن الجملة هذه هل لها محلٌ أو لا؟ إن لم يكن فلا إشكال، إن كان لها محل
ما هو؟ الرفع، النصب، الجزم، خفض، إلى آخره (والمتعلق به) هذا يعود على
الظرف يعني: وإن تفه بظرفٍ زماني أو مكاني أو جار ومجرور فابحث عن
المتعلق به الظرف لا بد أن تقول: هذا حرف جرٍ أصلي وهذا مجرور والجار
والمجرور متعلق بكذا, إن كان مذكورًا فلا إشكال, وتبَيِّن هل هو فعلٌ
أو شبه فعل؟ فإن لم يكن مذكورًا لا بد من التقدير وهذا المقدر قد يكون
واجبًا وقد يكون جائزاً وقد يكون فعلاً، وقد يكون اسمًا، إذًا لا بد من
البيان (والمتعلق به والوصل) هذا يعود لقوله (ذي وصل)
(وإن تفه) يعني: باسم الموصول, وإن تفه بذي وصلٍ يعني: بصاحب صلة وهو
الموصول اسميًا أو حرفيًا لا بد أن تبين الوصل التي هي جملة الصلة متى؟
إذا كان الموصول اسميًا أو حرفيًا لأن كلٌ منهما لا بد له من موصولٍ,
ويزيد الاسم الموصول بالعام لذلك نقول: الاسم الموصول ما افتقر إلى
صلةٍ وعائد. الموصول من حيث هو ما افتقر إلى صلة لا بد من صلةٍ تبين
معناه لأنه مبهم الحرف المصدري, يحتاج إلى صلة {وَأَن تَصُومُواْ}
[البقرة: 184] {تَصُومُواْ} هذا صلة أن لكن هل يحتاج إلى عائد؟ نقول:
لا بالإجماع، إنما الذي يفتقر إلى عائد هو الاسم الموصول لا بد من
البيان، إذًا هذا فيه لفتٌ ونشرٌ مرتب لأنه قال (بمبتدًا أو فعل ** أو
جملة أو ظرف أو ذي وصل) ثم بيَّن ما يتعلق بكل واحدٍ من هذه المذكورات،
ثم قال:
في الاسم من قام الذي أو ذا انطق ... بفاعل وهو كذا توفق
(في الاسم من قام) (في الاسم) يعني: في
إعراب الاسم الواقع من قولك (قام الذي) إذا قلت (قام الذي) الذي/ هنا
وقع فاعل لا بد أن تقول: الذي فاعلٌ وهو اسمٌ موصول, بعض الطلاب إذا
قيل جاء الذي إعراب الذي قال: اسمٌ موصول! نقول: ما يكفي اسم موصول لا
بد أن تبين موضعك "فاعلٌ في محل رفع وهو اسمٌ موصول" أو تقول "اسمٌ
موصول في محل رفع فاعل" لا بد أن تجمع بينهما لماذا؟ لأنك إذا قلت فاعل
ولم تبين اسم الموصول غاب عنك البحث عن جملة الصلة وعن العائد وعن
إعراب الجملة أنها لا محل لها من الإعراب (في الاسم) يعني: في إعراب
الاسم الواقع (من) قولك (قام الذي) أو قام (ذا) ذا/ تقوم فاعل وهو اسم
إشارة لا بد أن تبين (انطق) يعني: انطق (في الاسم) هذا جار مجرور متعلق
بقوله (انطق ** بفاعل) يعني: بأنه فاعل يتعلق بـ (انطق) أيضًا وهو
(كذا) أي تبين أنه اسمٌ موصول أو اسم إشارة (توفق) يعني: تسدد إلى
إتباع المهرة من المعربين إذًا: إذا مر بك الاسم المبهم سواءٌ كان
اسمًا موصولاً أو اسم إشارة ووقع فاعل أو وقعت مفعولا به أو وقع مضافًا
أو مضافًا إليه لا يكتفى أن يقال: هذا مضافٌ فقط ولا يكتفى أن يقال هذا
مفعولٌ به أو اسم إن! لا بد من بيان نوع الكلمة لماذا؟ لأنك لو حكمت
عليه بأنه اسمٌ موصول "بحثت عن جملة الصلة وأعربتها" وإن احتاجت إلى
متعلقٍ قدرت ذلك المتعلق وجعلته فعلاً, كذلك اسم الإشارة لو لم يقل:
هذا اسم إشارة لاحتمل الطالب أو توهم الطالب أن ذلك أن ذا: اسمٌ مضاف
والكاف مضافٌ إليه قد يقول هذا! بعضهم قد يقول: غلامي مضاف ومضاف إليه،
لا ليس غلامي, غلامك, إني مضاف ومضاف إليه بعضهم يقول: هكذا إني مضاف
ومضاف إليه، لماذا؟ يقول لأنها مثل غلامي, كلما وجد الياء قال: هذا
مضاف ومضاف إليه نقول: ذلك ذا/ مضاف واللام/ هذه بعضهم يرى أنها حرف جر
والكاف اسمٌ مجرورٌ بالام هكذا بعضهم يقول: ذلك/ نقول: لا هذا وهم
اللام هذه ليست حرف جر إنما هي للبعد والكاف هذا حرف وليس اسمًا
بالإجماع.
إذًا: (في الاسم من قام الذي أو ذا) قام ذا ونحوهما مما هو اسمٌ مبهم
بفاعلٍ انطق (بفاعل) لا بد أن تنص على أنه فاعل (وهو كذا) وهو اسمٌ
موصول أو اسمٌ إشارة (توفقِ) ثم بين ما يتعلق باسم الإشارة فقال:
حرف خطاب بعد ذا الكاف وأل ... تاليه نعت أو بيان أو بدل
(حرفُ خطابٍ بعد ذا الكافُ) الكافُ هذا إيش
إعرابه؟ مبتدأ (حرفُ خطابٍ) هذا خبر مقدم (بعد ذا) ونحوه من أسماء
الإشارة - يعني: إذا وقع الكاف بعد اسم الإشارة فهو حرف خطاب بلا خلاف،
لماذا نص على هذا؟ لئلا يتوهم الطالب أن "ذا" مضاف والكاف مضافٌ إليه
مثل (غلامك) غلامك مضاف والكاف مضاف إليه المبتدئ إذا قيل ذلك أو ذاك
يتوهم أن ذا مضاف والكاف مضاف إليه يقال: لا، اسم الإشارة ما بعده
الكاف حرف خطابٍ بلا خلاف فتنبه لذلك يا أيها المعرب (حرفُ خطابٍ بعد
ذا) ونحوه من أسماء الإشارة (الكافُ) حرف خطاب (وأل ** تاليه) هذا مما
يبَيِّن لك أنك لو قلت: جاء ذا. ذا/ فاعل، ولم تبين أنه اسم إشارة هذا
فاتك الأمر الذي تنص عليه أنه يتوهم أن الكاف مضاف إليه, وأيضًا المحلى
بأل بعد اسم الإشارة ما إعرابه؟ لو عربت أن "ذا" اسم إشارة لسهل عليك
الإعراب لأنه يجوز فيه ثلاثة أوجه: إما أن يكون نعتًا أو بدلاً أو عطف
بيان على خلاف.
(جاء هذا الرجل) هذا الرجل. هذا/ ها حرف تنبيه ذا/ اسم إشارة في محل
رفَّع لابد من الجمع بين الوصفين، أو تقول: فاعلٌ مبنيٌ على السكون في
محل رفع وهو اسم إشارة، إذا قلت: اسم إشارة عرفت أن الكاف لو اتصلت بها
حرف خطاب, وأن المحلى بأل بعده نعتٌ أو بدل أو عطف بيان ثم قال (وأل **
تاليه) (وأل) هذا مبتدأ أول يعني أل الواقع بعد اسم الإشارة (تاليه)
يعني تابع أل الذي هو مدخول أل رجل من قولك (جاء هذا الرجل) الرجل رجل
تابع أل ما إعرابه؟ قال (نعت) هذا على قول ابن الحاجب (أو بيان) هذا
على قول ابن مالك (أو بدل) هذا قول غيرهما, ويجوز بواحد من هذه الأمور
الثلاثة (وأل) هذا مبتدأ أول (تاليه) مبتدأ ثاني (نعت) وما عطف عليه
خبر المبتدأ الثاني والمبتدأ الثاني هو خبر المبتدأ الأول.
إذًا (وأل) أل ما فيه أل وهو تابع لاسم الإشارة له ثلاثةُ أوجه من
الإعراب (نعت أو بيان أو بدل) جاء هذا الرجل هذا قلنا: فاعل كما سبق
وهو اسم إشارة الرجل/ نعتٌ لاسم الإشارة أو بدلٌ بدل كل من كل أو عطف
بيان. يجوز فيه ثلاثة أوجه.
واذكر مضافا بالذي استقر له ... من عمل وباسمه المضاف له
(جاء غلام زيد) بعضهم يقول: جاء/ فعل ماضي وغلام/ مضاف وزيد مضاف إليه
(رأيت غلام زيد) غلام مضاف وزيد/ مضاف إليه (مررت بغلام زيدٍ) الباء/
حرف جر غلام/ مضاف وزيد/ مضاف إليه. نقول: لا, المضاف إعرابه بحسب ما
تقتضيه العوامل السابقة عليه.
إذًا هل عمله هل إعرابه مستقرٌ أم متغير؟
المضاف؟ متغير إذًا هو يتبدل ويتغير، إذًا كلما حل بك أو معك المضاف
لابد من تبيين موقعه من الإعراب تقول (جاء غلامُ) غلامُ/ فاعل هو مضاف
تقول: فاعل لابد أن تبين أنه فاعل للفعل السابق (جاء غلامُ) غلامُ فاعل
ثم تقول بعد ذلك: وهو مضاف وزيدٌ/ مضاف إليه (رأيت غلامَ زيدٍ) غلامَ
لابد أن تنص تقول: مفعولٌ ولا تقول مضاف وتكتفي لا, لا بد من بيانه
لماذا؟ لأنَّ المضاف عمله ليس مستقرًا بل هو متغير بحسب العوامل, بخلاف
المضاف إليه المضاف إليه دائمًا يكون مجرورًا لو قلت (جاء غلامُ زيدٍ)
غلامُ/ فاعل وهو مضاف وزيدٍ/ مضاف إليه وسكت! ما بينت أنه مجرور. نقول:
لا يضر لأن المضاف إليه عمله مستقر دائم الجر " والثاني اجررْ " دائمًا
مطلقًا إما لفظًا أو محلاً بخلاف المضاف. إذًا: نتنبَّه عند الإعراب أن
المضاف لابد من بيان محله الإعرابي, أما المضاف إليه فحينئذٍ يجوز أن
نقول: وهو مضافٌ إليه غلام/ مضاف وزيدٍ/ مضاف إليه ولا يشترط أن نكمل
نقول: مضافٌ ومجرورٌ لأنه معلوم كلٌ مضافٍ إليه مجرور ولا عكس (واذكر
مضافا بالذي استقر له ** من عمل) (واذكر) أيها المعرب عند إعرابك
(مضافًا) الكلام في المضاف ليس في المضاف إليه (بالذي استقر له) يعني:
للمضاف الذي ثبت للمضاف (من عمل) يعني: من إعرابٍ سواءً كان فاعلاً أو
مفعولاً أو مجرورًا (وباسمه المضافَ له) يعني: المضاف إليه (وباسمه
المضاف) يعني: واذكر المضاف له -يعني: إليه باسمه- ولو لم تبين أنه
مجرور لماذا؟ لأن المضاف إليه يستلزم أن يكون مجرورًا أي: اذكر المضاف
إليه باسمه مختصرًا عليه لأن له إعرابًا مستقرًا لا يتبدل.
ولتجتنب ياصاح أن تقول في ... حرف من القرآن زائد نفي
إذ تسبق الأذهان للإهمال ... وهو على القرآن ذو استحال
هذه مسألتنا (ولتجتنب) تجتنب هذا ايش إعرابه؟ مجزومٌ بلام الأمر (ولْ)
سكن لماذا؟ الأصل فيها أنها سبقها حرف عطف مطلقًا الواو, متى تسكن ومتى
لا؟ الواو والفاء وثم إذا وقعت بعد هذه تقول حينئذٍ تسكن اللام
{وَلْيُمْلِلْ} [البقرة: 282] إذًا (ولتجتنب) يعني: لو تترك (يا صاح)
ايش صاح يعني: يا صحبي أليس كذلك! منادى مرخم.
وقولهم: في صاحبٍ يا صاحِ ** شذ بمعنى فيه الاصطلاحِ
ما هو هذا المعنى؟ كثرة الاستعمال يعني
استعملوه كأنه عَلَم, الذي يرخم هو المعرفة (أن تقول) ولتجتنب قولك (أن
تقول) أن ما دخلت عليه في تأويل مصدر مفعول به, في إعراب حرفٍ من حروف
القرآن أنه حرفٌ زائد, لا تقول في القرآن حرف زائد (كفي) تكون وافيً
بالأدب لماذا؟ لأن فيه نوع إيهام نوع إيهام لماذا لا تقول في القرآن
حرف زائد؟ إذ لأنه تسبق يعني: تتبادر وتسارع الأذهان والعقول للإهمال.
يعني: كأنه حرف مهمل لا معنى له أصلاً! لو قيل حرف زائد وسكتنا يتبادر
إلا الذهن والعقول أنه مهمل بحيث لا معنى له أصل دخوله كخروجه يعني:
يجوز حذفه (وهو على القرآن) (وهو) أي: القول بأن القرآن ما هو زائد أو
مهمل (على القرآن ذو استحال) يعني: موصوف بكونه محالاً قطعًا لا يوجد
هذا بالإجماع لا يوجد في القرآن ما ليس له معنى! هذا بالإجماع ما ليس
له معنى في القرآن مستحيل (استحال) السين والتاء هذه للمبالغة وليس
للطلب والأكثر (استحالة) بالتاء هذا أكثر في استحالة المثال (ذو
استحال) يعني: صاحب استحالة إذًا نجتنب أن نقول في القرآن ما هو حرف
زائد والعلة في ذلك -سبق الأذهان- أنه حرف مهمل, والحرف المهمل الذي لا
معنى له هذا مجمع على أنه لا يقع في القرآن.
وإنما الزائد مادل على ... مجرد التوكيد لاما أهملا
وقع ذا الوهم لفخر الدين ... إذ قال يحكي عن ذوي التبيين
ما جاء في القرآن شيء مهمل ... وما أتى من موهم مؤول
إذا قيل أنه الزائد لا يقال في القرآن’ للأ يتبادر الذهن إلى أنه مهمل
إذًا ما قولكم في قول كثيرٍ من النحاة أن العرب قد تزيد حرفًا زائدًا
وفي القرآن ما هو حرفٌ زائد؟ قال (وإنما الزائد ما دل على ** مجرد
التوكيد) إذًا له معنى والمهمل لا معنى له أصلاً, والزائد له معنًى وهو
التوكيد, ونفي المعنى عن الحرف الزائد نفي معنًى غير التوكيد هكذا نص
الخضري في حاشيته على ابن عقيل.
* مراد النحاة أن الزائد ما ليس له معنى
قال: ما ليس له معنًا غير التوكيد غير التوكيد إذًا له معنًى أو لا؟ له
معنى هل هو مهمل؟ لا, ليس مهملًا ليس مهملًا, وإنما الزائد يعني مقصود
النحاة والمعربين بأن في القرآن غير ما هو زائد ما دل على مجرد
التوكيد, أما معناه الخاص الذي وضع له هذا لم يستعمل في هذا التركيب لم
يستعمل في هذا التركيب {مَا جَاءنَا مِن بَشِيرٍ} [المائدة: 19] "من"
الأصل فيها أنها للابتداء ابتداء الزمان مكانًا الابتداء مكانًا أو
زمانًا {مَا جَاءنَا مِن بَشِيرٍ} من هذا حرف زائد هل استعملت فيما
وضعت له؟ لا لم تستعمل فيما وضعت له هل هي حرف زائد؟ نقول نعم هي حرف
زائد هل أفادت معنى؟ نعم أفادت معنى وهو التوكيد. إذًا لم تستعمل في
معنى فمن نفى المعنى عن من في هذا التركيب أراد المعنى الخاص, ومن أثبت
المعنى أراد به معنًا غير المعنى الذي وضعت له وهو التوكيد. لذلك قال
(وإنما الزائد ما دل على ** مجرد التوكيد) للمعنى وتقويته فقط (لاما
أهملا) يعني: لا أن معنى الزائد هو ما أهمل, ليس معنى الزائد هو المهمل
الذي لا معنى له, بل بينهما فرق, الزائد ما استعمل تقويةً وتأكيدًا,
المهمل ما ليس له معنًا أصلاً, والمنفي عنه القرآن هو الحرف المهمل لا
الحرف الزائد لكن للأ تسبق الأذهان إلى هذا المعنى نقول: صلة ونقول:
تأكيد وهذا خاصة عند العوام, أما عند طلاب العلم فلا بأس به لماذا؟
لأنهم يقولون كما ذكر هنا وقع الراجي فخر الدين أنه توهم أن الزائد هو
المهمل! فإذا وقع للعالم فمن باب أولى من العوام (وقع ذا الوهم لفخر
الدين أنه فسر الزائد بالمهمل) أنه فسر الزائد في كلام النحاة بالمهمل
وقع هذا الداعي (الوهم) الوهم هذا الأصل وهم وهم ولكن سكنه لضرورة
الوزن يعني: غلط. واعلم أنه وقع هذا الوهم يعني: الغلط لفخر الدين هذا
لقبه محمد بن عمر الخطيب الرازي. توفي سنة 610هـ. إذ قال يحكي يعني:
وقع له الوهم بالبيان يحكي ينقل عن جميع العلماء المحققين ذوي التبيين
يعني: أصحاب البيان والتوضيح (ما جاء في القرآن شيءٌ مهمل) نقل الإجماع
ما جاء في القرآن يعني: ما نافية هنا ما جاء في القرآن شيءٌ مهمل يعني:
لم يقع في القرآن شيء من الحروف والكلمات مهملٌ لا معنى له وهذا لا
إشكال فيه أنه مجمع عليه (وما أتى من موهم مؤول) وما أوهم أنه مهمل هذا
مؤول هذا مؤول, فجاء بأمثلةٍ لما ورد وحكم فيه النحاة بأنه حرفٌ زائد
للتأكيد وكلها أولها, فدل على ماذا؟ على أنه فهم أن المراد بالزائد هو
المهمل, وأن المهمل هو الزائد, إذًا وقع في الوهم أو لا.
وقع في الوهم (وما أتى من كلام) يعني:
موهمٍ يعني وقع في القرآن فهو مؤول مصروف عن ظاهره, ومثل بذلك بأمثلة,
وكلها مما حكم عليه بأنه حرفٌ زائد فجاء {مَا جَاءنَا مِن بَشِيرٍ} لا
بد من التأويل! ما قال من هذا حرف زائد لماذا؟ لأن الزائد هو المهمل
إذًا لا معنى له فهم من الزائد أنه المهمل إذًا لا معنى له, والقرآن
بالإجماع لا مهمل فيه, فإذا وقع العالم في الوهم فالعوام من باب أولى,
لذلك الأولى لا يقال عند العامة أنه حرفٌ زائد قال {مَا جَاءنَا مِن
بَشِيرٍ} "من" لا تعرب أصل عند العوام "من" تقول صلة أو تأكيد (ما جاء
في القرآن شيء مهمل ** وما أتى من موهم مؤول) انتهى النظم فقال رحمه
الله (قد تم ما أنشأته للنشأه) (قد تم) قد للتحقيق (تم) يعني: كمل
النظم الذي أنشأته (ما) يعني النظم الذي (تم) النظم الذي (ما) هنا فاعل
في الموصول (أنشأته) يعني: ابتدأته وألقيته (للنشأه) يعني: للمبتدأين
جمع ناشئٍ كاملٍ وكمل كاملٍ وكمل ناشئٍ ونشأ (بأصله) يعني: مع أصله
يعني: هذا النظم تم مع أصله (بأصله) يعني: مع أصله ما هو أصله؟ قواعد
الإعراب أي تم حال كونه مصاحبًا تمامه تمام مسائل أصله وهو قواعد
الإعراب وحال كونه يعني: كون النظم المنظوم في مسائل أصله مع هذا البيت
(خمسين بيتا ومائه) يعني: عددها كم مئة وخمسين بيتًا يعني: مع هذا
البيت, والمقدمة ستة, والخاتمة خمسة, فكلها واحد وستون بيتًا ومائة
واحد وستون بيتًا ومائة
قد تم ما أنشأته للنشأة ... بأصله خمسين بيتا ومائة
أروم من ناظره أن يفصحا ... فيما يرى إصلاحه أن يصلحا
(أرم) يعني: أحاول وأطلب (من ناظره) يعني: من قارئ هذا الكتاب أو هذا
النظم (وناظره) المتأمل له المتأهل لإصلاح ما فيه ليس كل ناظر إنما
المتأهل (أن يصلحا) (أن يصلحا) يعني: أن يبيِّن ويظهر في كلامه الفصيح
ما هو الصواب ما هو الصواب (أروم من ناظره) يعني: أحاول وأطلب من قارئ
هذا النظم (وناظره) المتأمل له المتأهل لإصلاح ما في من خطئٍ (أن
يفصحا) أن يبين ويكشف في كلامه الفصيح ما هو الصواب فيما يرى! يعني: في
اللفظ الذي يرى ويعلم إصلاحه متعينًا عليه إصلاحه متعينًا عليه (أن
يصلحا) يعني: بعد التأمل (أن يصلحا) هذا بدل من (أن يصلحا) بدل من (أن
يفصحا) لماذا؟ لأن الإصلاح هو عين الإفصاح بالصواب الإصلاح هو عين
الإفصاح بالصواب (أن يصلحا) الإصلاح بماذا يكون؟ (أن يصلحا) أن يحمله
على محملٍ حسن أن يحمله على محملٍ حسن, وليس المراد أن يصلحه أن يغير
خطًا لا! وإنما أن يحمله على محملٍ حسن يعني: يقدر مضاف يجعله مجازًا
لا يخطئه مباشرةً هكذا هذا غلط هذا كذا, الإنسان لا يستعجل في التخطئة
في كلام العلماء يقول: لعله كذا يحمله على المجاز, على الحذف, على
التقدير, على المبالغة, لعله اطلع على قول لم نطلع عليه, أما هكذا
مباشرًا جزافاً يقال قد أخطأ فلان كذا ليس بصحيح ثم قال:
وأسأل الله شمول رحمته ... وكشف غم والنجا من نقمته
(وأسأل الله) هذا من السؤال الذي هو الطلب
للعطاء (وأسأل الله شمول رحمته) (شمول رحمته) (شمول) بمعنى عموم أسئل
الله بذل عموم شمول رحمته, هذا من إضافة الصفة للموصوف عليه الرحمة
الشاملة, وهنا حَذَف المتعلق رحمته بمن؟ لعموم الخلق لعموم الخلق يعني:
للمتعلم وللعالم وللناظم وللكاتب وللمسلمين لكل الخلق يعني: المسلمين
(وكشفَ) يعني: أسئل الله كشف إذهاب وإزالة غمٍ أي كربٍ وشدةٍ بتحصيل ما
يرضي أو يَسُر (وكشف غم) يعني: أسئل الله كشف غم يعني: إزالة وإذهاب غم
المراد بالغم: الكرب والشدة والكشف إنما يكون بماذا؟ لتحصيل ما يرضي
ويسر (والنجا من نقمته) يعني: أسأل الله النجا يعني: النجاة والخلاص
(من نقمته) يعني: من عقابه الدنيوي والأخروي.
كم من جنا جرم جنا الزواوي ... وأي داء سامه سماوي
(كم من) كم هذه بمعنى كثيرة مفعول مقدم بقوله (جنا الزواوي) كم. مفعول
مقدم هذه كم خبرية تمييزها مجرور بمن (من جنا) (جنا) هذا اسم فاعل على
وزن فَعَل بمعنى مفعول بمعنى مفعول (من جنا جرم) جرم المراد به الذنب
بإضافة الصفة إلى الموصوف, والأصل "جنا الزواوي كم من جنا جرم" الزواوي
منسوب إلى زواوة وهي قبيلة من قبائل المغرب (كم من جنا جرم) يعني: كم
جنا ذنب جناه الزواوي (جنا الزواوي) ما معنى جنا؟ يعني: اقترف وحاول
جنا/ هذا فعل ماضي الزواوي/ فاعله كم/ هذا في محل نصب مفعول به يعني:
على عدد كثير جنا من أي شيء؟ من جنا ذنب (من جنا جرم) يعني: من جنا ذنب
(وأي داء) لذلك يقال: جنا الرجل يجني جنايةً إذا جر جريرة على نفسه
(وأي داء سامه سماوي) (وأي داء) هذا مبتدأ أي/ مبتدأ وسامه سام/ فعل
ماضي والفاعل ضمير مستتر يعود على الزواوي والضمير يعود على الداء
(سامه) يعني: حاله وفعله (سماوي) هذا نسبة إلى السماء نعت لداء فصله
للضرورة, تقدير "وأي داء سماوي سامه" (وأي داء) يعني: أي قبيح وذنب
(سامه) يعني: حاوله وطلبه (سماوي) هذا نسبة إلى السماء يعني: سواء كان
مقدرًا على جهة الكبر ونحو ذلك (وأي داء سامه سماوي) يعني: أيُّ داء
سماوي سامه الزواوي, وكل قبيح وعصيان قدر أو قدره رب السماء على العباد
سامه وحاوله الزواوي يعني: يقصد أنه ما ترك ذنبًا إلا حاوله لكن هذا
فيه يعني محاولة لإظهار التواضع والخضوع لله عز وجل.
ثم قال:
والحمد لله على ما أولى ... الحكم العدل فنعم المولى
(الحمد لله) يعني: الثناء الجميل على وجه التعظيم ثابت لله يعني: كما
حمد أولاً في أول المنظومة حمده آخرًا فله الحمد في الأولى والآخرة
الحمد لله أي: الثابت لله, الحمد لله يعني: الحمد ثابت وكائن لله
المعبود بحق (على ما أولى) على ما أعطى "أولى" بمعنى أعطى ما/ مصدرية
هذه يعني: إيلائه يعني: إعطائه (الحَكَم) هذا فاعل أولى (العدل) هذا
بدل أو عطف بيان (الحكم) يعني: الذي يفصل بين مخلوقاته (العدل) يعني:
الذي لا جور ولا ظلم في حكمه (فنعم) فهو نعم نِعم/ هذا فعل لإنشاء
المدح (المولى) فاعل نعم (المولى) بمعنى الناصر فنعم المولى هو المخصوص
بالمدح محذوف ثم قال:
وصلواته على المختار ... محمد وآله الأخيار
(وصلواته) ثنى بالصلاة بعد أن حمد الرب جل
وعلا (وصلواته) جمع صلاة هنا بمعنى أو جمعه مرادًا به الآحاد والأفراد
(وصلواته) ثنَّى بالصلاة تأديةً لحق النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو
أفضل الخلق بالإطلاق (وصلواته على المختار) يعني: على النبي المختار,
-سبق أن الصلاة ثناؤه على عبده في الملأ الأعلى- هكذا قال ابن العالية
(على النبي المختار من جميع الخلق) (المختار) يعني: المصطفى (محمد) هذا
بدل من المختار (وآله) يعني: وصلواته أيضًا كائنة على آله يعني: أتباعه
على دينه. هذا الأولى في مقام الدعاء أن يفسّر الآل بالأتباع, فإذا
فسره بأقاربه المؤمنين لا إشكال هنا أضافه للضمير على الصحيح (الأخيار)
يعني: الأفاضل جمع خيِّر إذًا حمد الرب جل وعلا وأثنى عليه على هذه
النعمة أن مكَّنه من إتمام هذا النظم طيبًا مبارك, ثم صلى على النبي
صلى الله عليه وآله وسلم وأتبعه بالصلاة على آله الأخيار, وبهذا نكون
قد أتينا على هذا الكتاب وأوصيكم به أن تراجعوه مرة ومرتين وثلاث فإنه
خزينة تدرون معنى خزينة؟ أي يعني مشحون بالفوائد.
وصلَّى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
|