شرح نظم قواعد الإعراب

عناصر الدرس
* النوع السابع: ما يأتي على ثمانية أوجه وهو الواو فقط.
* النوع الثامن: ما يأتي على اثني عشر وجهاً وهو (ما) حرفية واسمية.
* أحوال ما.

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
قال الناظم رحمه الله تعالى: النوع السابع. يعني: من الأنواع الثمانية التي ذكرها في الكلمات التي تكثر على الألسنة وتحتاج أو يصعب بالمعرب جهلها النوع السابع: ما يأتي على ثمانية أوجه جمع وجه والمراد به المعنى يعني حرف واحد يأتي (على ثمانية أوجه) على ثمانية معاني في أساليب مختلفة لا تأتي في تركيب واحد, إنما في تراكيب مختلفة على ثمانية أوجه: وهو الواو فقط الواو تأتي على ثمانية أوجه لها ثمانية معاني والمراد بـ الواو هنا مسمى الواو كما سبق مرارًا المراد به مسمى الواو قال:
فواو الاستيناف والحال ارتفع ... تاليهما: كسرت والنجم طلع

عندنا واوان يرتفع ما بعدهما الاسم والفعل المضارع, واوان يرتفع ما بعدهما الاسم والفعل المضارع يعني: يلي الاسم هذه الواو ويلي الفعل المضارع هذه الواو فيكونان مرفوعين: الاسم والفعل المضارع.
الأولى: واو الاستئناف من إضافة الدال إلى المدلول يعني: واو تدل على الاستئناف والاستئناف كما سبق أنه مأخوذ من كون الشيء أنفًا "إن الأمر أنف يعني: لم يسبق الأمر جديد" كذلك الواو تدل على أن ما بعدها مقطوع عما قبلها, إما حقيقةً وإما حكمًا, قد يكون متصلاً وقد يكون منفصلاً, لذلك يقسَّم الاستئناف إلى نوعين:


استئناف بياني واستئناف نحوي. الاستئناف البياني: ما هو ما كان واقعًا في جواب السؤال مقدم هذا الاستئناف البياني. والاستئناف النحوي: ما ليس واقعًا في جواب سؤال مقدر وإن شئت هو: الكلام الذي لم يسبق بشيء أو الكلام المقطوع عما قبله (جَاءَ زَيْدٌ وَقَدِمَ عَمْرٌ) قَدِمَ عَمْرٌ/ الواو هذه يحتمل أنها استئنافية, ويحتمل أنها عاطفة, إذا نويت أنَّ ما بعد الواو مقطوع عما قبله نقول: هذه استئنافية, هيَ عاطفة لا شك فإذا هذه استئنافية والاستئناف هنا نحو لماذا؟ لأن ما بعدها مقطوع عما قبلها هذا بالواو, وإن كان كثير من النحاة يمنعون مجيء الواو للاستئناف لكن عند الإعراب يقولون: هذه استئنافية. الواو للاستئناف, ولكن عند التأصيل والتنظير يقول: لا, لا تأتي للاستئناف. والاستئناف أعم من أن يكون بالواو أو بدون الواو {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} هذه جملة اسمية لا محل لها من الإعراب استئنافية {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (جَاءَ زَيْدٌ وَقَامَ عَمْرٌ) يحتمل أن كلاً منهما مستأنفًا استئنافًا نحويًا (فواو الاستئناف) (فواو) دالة على الاستئناف هي الواقعة في ابتداء كلام آخر غير الأول هذا ضابطها, هي الواقعة في ابتداء كلام آخر غير الأول, مثَّل له النحاة بقوله تعالى {لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ} [الحج: 5]. {لِنُبَيِّنَ} اللام/ هذه للتعليل ونبين/ هذا فعل مضارع منصوب بأن مضمرة جوازًا بعد اللام لام التعليل {لِنُبَيِّنَ} لأن نبين, والفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقديره نحن {لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ} الواو هذه للاستئناف لماذا؟ لأنَّ الفعل الذي تلاها وهو الفعل المضارع مرفوع إذ لو كانت الواو هنا عاطفةً لقلنا: لنبين لكم ونقرَّ بالفتح النصب على أنه معطوف على ما قبله إذًا نقول: هذه الواو للاستئناف. ما الدليل على أنها استئنافية وأن الكلام مقطوع عما قبلها؟ كون الفعل الذي يليها وهو الفعل المضارع مرفوعًا, إذ لو كانت عاطفةً لنصب, لأن حكم المعطوف حكم المعطوف عليه, حكم المعطوف هو حكم المعطوف عليه ما كان منصوبًا منصُوبًا, ولذلك قرأ أبو زرعة وعاصم في رواية المفضل (لنبين لكم ونقرَّ) بالنصب على أنه معطوف على ما قبله على أن الواو عاطفة والجمهور على {وَنُقِرُّ} بالرفع {مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ} [الأعراف: 186] بالرفع على أن الواو للاستئناف وقرأ (ويذَرْهُم) بالجزم على عطفًا على (من يضلل الله فلا هادي له ويذرْهُم) بالجزم عطفًا على محل الجواب لأن الجواب هنا جملة اسمية الجمل الاسمية هذه إعرابها محلي لا لفظي. إذًا واو الاستئناف هي الواقعة في ابتداء كلام آخر غير الأول مثاله ما ذكرنا.


* (والحال) يعني: وواو الحال, واو الحال هذه تسمى واو الابتداء هي: الداخلة على الجملة الحالية سواءٌ كانت الجملة اسمية أم فعلية لأنَّ الحال الأصل فيه أن يكون مفردًا وقد تكون الحال جملةً سواء كان جملة اسمية أو جملة فعلية (جَاءَ زَيْدٌ ضَاحِكًا) هذا الأصل (جَاءَ زَيْدٌ يَضْحَكُ) يَضْحَك/ هذه الجملة في محل نصب حال من زيد {لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى} [النساء: 43] أنتم سكارى/ هذه مبتدأ وخبر والجملة في محل نصب حال الواو/ هذه تسمى واو الحال (جَاءَ زَيْدٌ وَقَدْ ضَحِكَ) هذه واو تسمى واو الحال إذًا فـ"واو الاستئناف" و"واو الحال" واو الحال هذه كما ذكرنا تسمى واو الابتداء وسيبويه رحمه الله يقدرها بـ إذ لماذا؟ لأن إذ تدخل على الجملتين كما سبق تدخل على الجملة الاسمية وتدخل على الجملة الفعلية {وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ} [الأنفال: 26] {إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلًا} [الأعراف: 86] إذًا دخلت على الجملة الاسمية ودخلت على الجملة الفعلية, كذلك الحال الواو واو الحال تدخل على الجملة الاسمية وتدخل على الجملة الفعلية فتقدر بـ إذ لمشابهتها للواو في الدخول على الجملتين بخلاف "إذا" فإنها تدخل كما سبق على الجملة الفعلية على الأصح, فهنا واو الحال تدخل على الجملة الفعلية وتدخل على الجملة الاسمية (فواو الاستئناف والحال ارتفع * تاليهما) ما هو تالي واو الاستئناف؟ ما هو تالي واو الحال؟
واو الاستئناف: يتلوها الاسم والفعل المضارع. وتالي الحال: الجملة الفعلية والجملة الاسمية. إن كان ما يتلوها فعل مضارع فهو مرفوع لا إشكال فيه, وإن كان جملة اسمية فليس مرادةً هنا ليست داخلة في كلام الناظم, إنما يرتفع تالي واو الحال فيما إذا كان فِعلاً مضارعًا, أما الجملة الاسمية فلا يرتفع إلاَّ إن قصد أنَّ ما يتلوها هو المبتدأ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى} (جَاءَ زَيْدٌ وَالشَّمْسُ طَالِعَةٌ) إن كان المقصود أن الذي يتلوا الواو هو المبتدأ فلا إشكال, لكن هذا فيه تكلف لماذا؟ لأن الواو داخلة على الجملة وليست داخلة على المبتدأ, الواو واو الحال تدخل على الجملة, ولا تدخل على المفردات, فلذلك نقول: إن كانت داخلة على إن كان المراد ارتفاع ما بعد الحال واو الحال الفعل المضارع فلا إشكال, أما الجملة الاسمية ففيه إشكال إلا إذا تجوز بأن ما يتلو الواو هو المبتدأ فيكون مرفوعًا (كسِرتُ والنجم طلع) سرت/ فعل فاعل يعني: كقولك في المثال للواو الحال (كسرت) فعل فاعل الواو/ هذه واو الحال النجم طلع النجم/ مبتدأ وطلع/ فعل ماضي والفاعل مستتر والجملة خبر المبتدأ والجملة من المبتدأ والخبر الجملة الكبرى نقول: في محل نصب حال. وهذا مثال لِمَا دخلت واو الحال على الجملة الاسمية (والنجم طلع) النجم المراد به "الثريا" (دَخَلَ زَيْدٌ وَقَدْ غَرَبَتِ الشَّمْسُ) قد غربت الشمس نقول: الجملة فعلية في محل نصب حال تكون مثالاً للجملة الفعلية الواقعة بعد واو الحال, إذًا الواوان واو الاستئناف وواو الحال هذا هما النوع الأول أو النوع الأول والثاني مما يرتفع بعدهما الاسم والفعل.


* ثم ذكر واوين ينتصب ما بعدهما سواء كان اسمًا أو فعلاً قال
وواوي الجمع ومفعول معه ... تاليهما انصبه كزرت والسعة

(وواوي الجمع) واوي هذا مثنى حذفت النون للإضافة أصلها واوان وَاوَانِ, ولكن نصب هنا على ماذا؟ من باب الاشتغال (انصبه) ما هو؟ (تاليهما) وانصب تالي واويِ الجمع هكذا التقدير, وانصب تالي واوي الجمع أصلها واوين, واو الجمع المراد بها التي تدل على الجمع بين أمرين, وهذه التي تسمى "واو المعية" التي ينتصب بعدها الفعل المضارع بعد أن مضمرة وجوبًا بعد يعني: في وقعها جوابًا للنفي المحض والطلب المحض -كما سينص عليه- إذًا (وواوي الجمع) المقصود به واو الجمع "واو المعية" التي تدل على الجمع بين أمرين: ولا يقع بعدهما بعدها إلا الفعل المضارع لماذا؟ لأنها لا تكون ناصبةً لما بعدها أو لا يقع ما بعدها منصوبًا ليست هي الناصبة لا يقع ما بعدها منصوبًا إلا إذا كانت نصًا في المعيةِ إذًا نعم ثم قال (ومفعول معه) يعني: واو مفعول معه. وهذه التي عرفها ابن هشام اسم المفعول معه: اسم فضلة واقع بعد واو أريد بها التنصيص على المعية. هذه التي معنا أريد بها التنصيص على المعية يعني: قصد بها محض وخالص المعية احترازًا من العاطفة ونحوها (ومفعولٍ معه) هي الواو التالية لجملة فعلية أو اسمية يعني: يتلوها ماذا؟ جملة فعلية هي التالية لجملة الفعلية يعني: مسبوقة بجملةٍ فعلية أو اسميةٍ فيها معنى الفعل وحروفه (سرت والنيل) سرت والنيل وَالنيل/ الواو هذه هي واو المفعول معه "مسبوقة بجملة فعلية" والتي هي سرت أو جملة اسمية فيها معنى الفعل وحرفه (أنا سائر والنيل) وَالنيل الواو هذه واو المفعول معه انتصب بعدها الاسم على أنه مفعول معه, تقدم وسبق واو المفعول معه جملة اسمية (أنا سائر) هذه جملة تلبست ووجد فيها ما يدل على معنى الفعل متضمنًا لحروفه وهو "سائر" لأن فيه مادة سار سرت أنا سائر, إذًا الواو الرابعة هي واو المفعول معه وكلا الواوين واو الجمع واو المفعول معه يفيدان المعية (تاليهما انصبه كزرت والسعه) (تاليهما انصبه) ما هو تالي واو المعية؟ الفعل المضارع يكون منصوبًا, هل هو منصوب بالواو؟ الجواب: لا, منصوب بـ ال مضمرة وجوبًا بعد الواو أو جوازًا إذا كانت معطوفة على الاسم الخالص من التقدير بالفعل, والذي يتلو واو المفعول معه يكون اسمًا وهل هو منصوب بالواو أو بالفعل أو بالفعل بواسطة الواو؟ هذا فيه خلاف, والصحيح أنه منصوب بالفعل السابق (سرت والنيل) (تاليهما انصبه) زرت والسعة زرت والسعة هذا مثال لواو المفعول معه زرت/ فعل وفاعل الواو/ واو المفعول معه السعة/ السعةَ نقول: هذا مفعول معه. لماذا؟ لأن الواو هذه وقع بعدها اسم منصوب وهي مسبوقة بجملة فعلية.
ثم قال:
وبعد واو الجمع أيضا انتصب ... مضارع مسبوق نفي أو طلب


(وبعد واو الجمع) بعد أن بين لك أن المفعول معه ينتصب بعده الاسم بالمثال دلَّ عليه بالمثال, أراد أن يبين لك أن "واو المعية" التي هي واو الجمع ينتصب بعدها الفعل المضارع (وبعد واو الجمع أيضًا) هذا مفعول مطلق آضَ يَئِضُ أَيْضًا اضْتُ أَيْضًا يعني: رجعت بعد أن بينت أن واو المفعول معه ينتصب بعدها الاسم -رجعت وأبين لك- أن واو الجمع ينتصب بعدها الفعل المضارع يعني: لن أتركك على ما سبق بل أتمم لك المسألة (وبعد واو الجمع أيضًا) أي: رجعت إلى الإخبار رجوعًا (انتصب) بعد هذا منصوب على الظرفية ما العامل فيه؟ (انتصب) يعني: وانتصب فعل مضارع (مضارع) هذا فاعل انتصب متى انتصب؟ بعد واو الجمع التي هي واو المعية (مسبوق نفي) حال كون الفعل المضارع مسبوق نفي ولو رفعته على أنه نعت لا إشكال (مسبوق نفي) محض أو (طلب) محض يعني: متى ينصب الفعل المضارع بعد واو الجمع أو واو المعية؟ ينتصب بعدها إذا وقعت الواو جوابًا للنفي المحض أو للطلب المحض, النفي المحض يعني: الخالص {وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ} [آل عمران: 142] {وَيَعْلَمَ} فعل مضارع وقع بعد واو الجمع نقول: منصوب هل هو منصوب بالواو؟ الجواب: لا، بل هو منصوب بـ أن مضمرة وجوبًا بعد واو المعية لوقوعه في جواب النفي المحض {وَلَمَّا} لَمَّا: سبق أنها أخت لَمْ, إذًا وقعت الواو في جواب النفي المحض, النفي المحض احترازًا من النفي المنتقض (مَا أَنْتَ إِلاَّ تَأْتِينَا وَتُحَدِّثُنَا) الواو/ هذه واو المعية تحدثنا/ هذا واو وقع بعد واو المعية لكن نقول: يجب الرفع ولا يجوز نصبه. لماذا؟ لأن النفي هنا ليس محضًا لانتقاضه بـ إلا لأن إلا بعد النفي تثبت ما بعدها نقيض ما قبلها (مَا أَنْتَ إِلا تَأْتِينَا وَتُحَدِّثُنَا) بالواو إلا/ نقضت النفي (مَا تَزَالُ تَأْتِينَا وَتُحَدِّثُنَا) يجب الرفع مع كون الواو هنا واو المعية وقع بعدها فعل مضارع لماذا؟ لأن ما نافية "وزال وأخواتها" تدل على النفي ونفي النفي إثبات إذًا هو في الصورة في الظاهر أنه نفي لكن في الحقيقة والمعنى أنه إثبات, لذلك وجب رفع الفعل المضارع بعد هذه الواو (مَا أَنْتَ إِلا تَأْتِينَا وَتُحَدِّثُنَا) بالواو نقول: هذا يجب الرفع لماذا؟ لانتقاض النفي انتقض بماذا؟ بـ إلا لأن إلا تثبت إذًا تثبت ما لما بعدها نقيض ما قبلها تثبت ما بعدها أو لما بعدها نقيض ما قبلها (أو طلب) المقصودُ بالطلب هنا الطلب المحض وهذا يشمل سبعة أمور.
مرًا هوى ادعوا وسل وعد لحظهمُ ... تمنى وأرجوا كذاك النفي قد كملا


(اضرب عبدك ويستقيم) يستقيم/ هذا فعل مضارع واقع بعد واو المعية منصوب في أن مضمرة وجوبًا بعد الواو لوقوعه جواب للأمر اضرب عبدك ويستقيم يعني: اجمع بين ضربه واستقامته (مر وأنه) "لا تنهى عن خلق وتأتيَ" تأتيَ/ هذا فعل مضارع وقع بعد واو المعية لماذا انتصب؟ نقول: انتصب بأن مضمرة وجوبًا بعد الواو لوقوعه جوابًا للطلب وقس على ذلك بقية المسائل التي هي موجودة في كتب النحو (أو طلب) محض لا بد من تقديره بمحض لماذا؟ لأن الطلب المقصود به هنا الطلب بالفعل, فإذا كان الطلب باسم الفعل حينئذٍ لا ينتصب الفعل بعد واو المعية جوابًا للطلب (نَزَالِي وَنُكْرِمُكَ) نَزَالِي/ هذا اسم فعل أمر هل هو طلب محض؟ في اصطلاح النحاة لا ليس طلبًا محض وإن كان في اللغة هو طلب محض, في اصطلاح النحاة لا ليس طلبًا محض لأنه لا يكون الطلب إلا بالفعل وهذا ليس فعل هذا اسم فعل, فإذا وقع الفعل المضارع جوابًا لطلبٍ باسم الفعل بعد واو المعية لا ينتصب, وإنما يجب رفعه (نَزَالِي وَنُكْرِمُكَ) صهْ وَنُكْرِمُكَ نقول: هنا يجب الرفع لذلك قال (أو طلب) يعني: طلب محض, إذًا هاتان أو هذان نوعان للواو واو الجمع ومفعول معه (وبعد واو الجمع أيضًا انتصب) فعل (مضارع مسبوق نفي) يعني: محض (أو طلب) أو/ هنا للتنويع والناصب له: أن المضمرة بعد الواو "ذا الواو" خلافًا للكوفيين, الكوفيون يرون أن النواصب ما قال فيه البصريون أنَّ المضارع انتصب بأنْ مضمرة بعد حتى والفاء والواو إلى آخره أو اللام عند الكوفيين أن الناصب هو نفس الحرف {حَتَّى يَرْجِعَ} [طه: 91] حتى هذه هي الناصبة {لِنُبَيِّنَ} الناصب هو اللام لكن جمهور البصريين على خلاف ذلك.
وجر تالي واو رب والقسم ... نحو: وخل زار والله فنم

النَّوع الخامس: من أنواع الواو أو معاني الواو قال (وجر تالي واو رب والقسم) هذان واوان يُجرّ ما بعدهما إذًا واوان يرفعان ما بعدهما, وواوان ينتصب ما بعدهما, وواوان يجر ما بعدهما: واو رُبَّ وواو القسم (وجر تالي) أي: الاسم الذي هو تابع (واوِ) إذًا الذي يتبع واو رب ليست رُب, رُبَّ لو ظهرت كانت هي الجارة لكن الواو هنا الاسم الذي يتلوها نقول: تلا واو رُبَّ (وَلَيْلٍ كَمَوْجِ الْبَحْرِ) ليلٍ نقول: هذا اسم تلا واو رُبَّ ما العامل فيه؟ رُبَّ لذلك عند البصريين لا يَعمل الحذف مجرورًا إلا قياسًا إلا في مثل رُبَّ وبعض ما استثني وَلَيْلٍ/ يعني: ورب ليل. ليل هذا مجرور بـ رب المحذوفة, والواو هذه تسمى واو رب (ورب ليل) إذًا الواو هذه يجر ما بعدها وليست هي العامل فيما بعدها, وإنما العامل هو رُبَّ المقدرة أو المحذوفة (وجر تالي واو رب) والصحيح أنها واو العطف يعني: هي عاطفة. والجر بعدها لرب المحذوفة.
وليل كموج البحر أرخى سدوله ** عليَّ بأنواع الهموم ليبتلي
(والقسم) يعني: والقسم بها, متى تكون واو الواو مقسومًا بها أو هي حرف قسم؟ يشترط فيها كم شرط؟
ثلاثة شروط:
الأول: أن لا تكون في قسم سؤال (والله أخبرني) لا يصح.
الثاني: أن لا يجمع بينها وبين عاملها (أقسم والله) هذا لا يصح أقسم بالله الثالث.


الثالث: الاسم الظاهر لا يجر بها الاسم المضمر بخلاف الباء البَاء يذكر القسم فعل القسم معها {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ} بالله عليك هذا السؤال, كذلك به يعني: الضمير يعود على الله أو بالله دخلت على الاسم الظاهر وعلى المضمر أما جلالة هذا في التاء ثم تجر القسم ثم تجر.
لكن تخص التاء باسم الله هذا في التاء على جهة الخصوص ترب الكعبة تالرحمن هكذا {تَاللَّهِ لَقَدْ آَثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا} [يوسف: 91] هذا الغالب إذًا (وجر تالي واو رب والقسم) بها {وَالْعَصْرِ} [العصر: 1] نقول: عصر هذا اسم وقع بعد واو القسم ما العامل فيه؟ واو القسم نفسه, ليست كواو رب لأن هي حرف جر, وإنما لكونها اختصت بالدخول على المقسم به صارت حرف جر وقسم, لذلك تُفرد عند النحاة لا لكونها أنها تمتاز بعمل خاص بل هي حرف جر ولكن بدخولها أو اختصاصها بالمقسم به حينئذٍ سميت حرف جر وقسم (نحو: وخِلٍّ) يعني: ورب خِلٍّ (زار والله فنم) (وخِلٍّ) يعني: ورب خليل خِلٍّ زار خليله حبيبه (والله فنم) (وخِلٍّ) هذه واو رب (والله) هذه واو القسم إذًا تلا واو رب خلٍ وهو مجرور برب مقدر وتلا واو القسم لفظ الجلالة وهو مجرور بواو القسم (فنمَّ) يعني: من النميمة, فعل ماضي أي: قل والله خليل زار حبيبه فنم الكلام يعني: أفسد ما بينه وبين غيره. هذه ستة معاني.
وعاطف ما بعده موافق ... ما قبله وزائد مرافق

السابع: واو العطف (وعاطف ما بعده موافق ** ما قبله) (وعاطف) يعني: وواو عاطف لمِا ذكر بعده على ما ذكر قبله, وواو عاطف مأخوذ من العطف وهو الرجوعُ إلى الشيء بعد الانصراف عنه (وعاطف) يعني: وواو عاطف لما ذُكِرَ بعده على ما ذكر قبله عاطف ما بعده لما ذكر قبله (ما بعده) الضمير يعود على العاطف حرف العطف (موافق ** ما قبله) عاطف هذا إيش إعرابه؟ مبتدأ (ما بعده موافق) الذي بعده موافق الذي/ ما هذه اسم موصول مبتدأ (بعده) هذا الصلة الذي استقر بعده, والضمير يعود على العطف (موافق) هذا خبر ما والجملة خبر الأول (ما قبله) موافق هذا اسم فاعل موافق الذي قبله ما/ اسم موصول بمعنى الذي في محل نصب مفعول به لموافق لأنه اسم فاعل (قبله) هذا صلة الموصول لا محل لها من الإعراب أيْ: الذي يقع بعد واو العطف موافق للذي وقع قبله أي: في الإعراب, يعني لفظًا ومعنًى يشترك ما بعده فيما قبله لفظًا ومعنًى لفظًا/ في الإعراب ومعنًى/ في العامل (جَاءَ زَيْدٌ وَعَمْرٌو) عمرو هذا معطوف على ما قبله اشترك مع في المعنى إثبات المجيء سواء كان العامل الأول أو بتكرار العامل واشترك معه في الإعراب لأنك تقول (وَعَمْرٌو) الواو/ حرف عطف عمرو/ مرفوع لماذا مرفوع؟ لأن المعطوف له حكم المعطوف عليه (مَرَرْتُ بِزَيْدٍ وَبِعَمْرٍ) مَرَرْتُ بِزَيْدٍ وَعَمْرٍ تقول: عَمْرٍ هذا بالجر. لماذا بالجر؟ لأن الواو هذه حرف عطف عطفت ما بعدها لما قبلها فهو موافق له في اللفظ وهو الإعراب وفي المعنى الاشتراك واتحاد العامل (رَأَيْتُ زَيْدًا وَعَمْرًا) إذًا بالنصب هذا النوعُ السابعُ أنها تكون حرف عطف.


ثم أشار إلى المعنى الثامن والأخير قال (وزائدٌ) أي: وحرف زائد (مرافق) يعني: مصاحب لما معه من الكلام (وزائد مرافق) وفي الشرح: موافق لكن أظنها مرافق أحسن من المرافقة يعني مصاحبة لما معه من الكلام تتميم, وإلا الأصل أنها حرف زائد, مثَّلوا لها بالواو الزائدة وهذا فيه نزاع هل الواو تقع زائدة أم لا؟ لقوله تعالى {حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا} [الزمر: 73] قيل: هذه الواو زائدة. هكذا قيل لماذا؟ لأن فتحت هذه حتى إذا جاءوها فتحت {حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا} الواو هذه عند بعض النحاة زائدة لماذا؟ لأن إذا هذه تقتضي شرطًا وجوابًا وفتحت عندهم هي الجواب بدليل سقوطها في الآية الأخرى {حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا} [الزمر: 71] هكذا قيل، وقيل: هي عاطفة (حتى إذا جاءوها وحصل كذا وكذا فتحت أبوابها) إذًا تكون عاطفة لشيء مقدر وقيل: هي واو الحال (حتى إذا جاءوها والحال أنها مفتوحة يعني: فتحت قبل مجيئهم) وفي الآية الأخرى {حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا} أي: أنها مغلقة حتى جاءوها, والقول بالزيادة هذا ليس بصحيح بل الصحيح أنها عاطفة لشيء مقدر {حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا} في قراءة (وَفُتِّحَتْ) قيل: عاطفة والجواب محذوف والتقدير كان كذا وكذا فتحت) وقيل: واو الحال وقد فتحت, يعني: إنها كانت قبل مجيئهم مفتوحة بخلاف الأخرى هذه الواو التي هي واو {وَفُتِحَتْ} عند بعض النحاة يسميها واو الثمانية لماذا؟ لأنها ذكرت {وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا} أبواب الجنة أبواب الجنة ثمانية فيسمونها واو الثمانية يقولون: العرب تقول: ستة سبعة وثمانية. كلِّما ذكر لفظ كامل زيدت عليه الواو لكن هذا ليس بصحيح ردَّ.
وقال هذا الواو للثمانية ... جماعة وما اللبيب راضيه

(وقال هذا الواو للثمانية ** جماعة) وقال جماعة من النحاة -كالحريري وابن خالويه والثعلبي-: هذا الواو للثمانية, هذا الواو الذي ذكر في الآية السابقة {وَفُتِحَتْ} (للثمانية) يعني: واو الثمانية تنسب للثمانية لأن العرب عادتها إذا كرت الثمانية جاءت بالواو زائدة.


(جماعة) هذا فاعل قال (وما اللبيب راضيه) (وما) هذه نافية تعمل عمل ليس (اللبيب) هذا اسمها يعني: العاقل الماهر في هذا الفن (راضيه) يعني: لهذا القول, بأنَّ هذه الواو واو الثمانية لماذا؟ قيل: لأنه لا يتعلق فيها حكم الإعراب ولا سر المعنى إذا قيل: واو الثمانية, ما الذي يتعلق بها هل هناك معنى؟ هل هناك سر في المعنى؟ هل هناك حكم الإعراب؟ لا إذًا لا مبحث لهم فيما لا يتعلق به لفظ أو معنىً يعني: حكم إعرابي أو معنوي (وقال هذا الواو للثمانية ** جماعة وما اللبيب راضيه) بالهاء رَاضِيَهُ يعني: هذا القول, قيل: لمْ تدخل في الآية الآخرة {حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ} يعني: أبواب جهنم هي سبعة ليست ثمانية لذلك سقطت الواو هكذا يقولون {سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ} [الكهف: 22] قيل: هذه الواو زائدة {وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ} [التوبة: 112] قيل: الواو هذه عدت أنها ثمانية {ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا} [التحريم: 5] الواو في أبكارًا هذه ثامنة الواو هذه للثمانية على كل هذا قول ضعيف.
النوع الثامن: من الأنواع الثمانية وهو آخرها ما يأتي على اثني عشر وجهًا على اثني عشر وجهًا (النوع الثامن من الأنواع الثمانية) يعني: خاتمتها وآخرها ما يأتي على اثني عشر وجهًا وهو (ما) ما هذه تكون حرفية وتكون اسمية.
ما اسم لسبعة معان لامة ... معرفة ناقصة وتامة

(ما اسم لسبعة معان لامه) (ما اسمٌ) إذًا هي تكون اسمية مقدمة الاسمية لشرفها على الحرفية (ما اسم لسبعة معان لامه) هذا اسم فاعل من لَمَّ, بمعنى جمع خبر مبتدأ محذوف يعني وهي لامةٌ. وقوله (لسبعة معان) هذه متعلقة بـ لامة يعني: "ما الاسمية جاءت وآتيت أو جامعة وآتيت لسبعة معانٍ" ما الاسمية جامعة وآتيت لسبعة معانٍ (ما اسم) (ما) هذا مبتدأ (ما اسم) خبره (لسبعة معان) هذا متعلق بلامه (لامه) خبر مبتدأ محذوف يعني: وهي لامةٌ يعني: جامعة لسبعة معاني.
أولها: (معرفة ناقصة) معرفة ضد النكرة وناقصة ضد التامة (معرفة) والمقصود بها الموصولة ما الموصولة (معرفة) لأنها من المعارف و (ناقصة) لأنها تحتاج إلى صلة وعائد ما مثالها؟
مثال لما الموصولة؟ -أريد من القرآن- {إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ} [طه: 69] إن الذي صنعوه كيد ساحر {مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ} [النحل: 96] {مَا عِنْدَكُمْ} يعني: الذي عندكم ينفد {مَا} هذه اسم موصول بمعنى الذي {عِنْدَكُمْ} هذا صلته لا محل لها من الإعراب متعلق محذوف يعني: الذي استقر وثبت عندكم {يَنْفَدُ} الجملة خبر ما {وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ} ما/ اسم موصول بمعنى الذي فيحتاج إلى صلة وعائد والذي استقر وثبت {عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ} {بَاقٍ} إيش إعرابه؟ خبر المبتدأ مرفوع ورفعه ضمة مقدرة على الياء المحذوفة للتخلص من التقاء الساكنين هذه الموصولة نقول: تحتاج إلى صلة وعائد.
قال (وتامة) إذًا معرفة ناقصة ومعرفة تامة هذا هو المعنى الثاني, فلا تحتاج إلى شيء يعني: يتمم معناها لماذا؟ لأنها تامة في نفسها.


* وهذه يقسمونها قسمين عامة وخاصة, العامة: ضابطها هي التي لم يتقدمها اسم تكون هي وعاملها صفة له في المعنى, هي التي لم يتقدمها اسم تكون هي يعني "ما" وعاملها صفة له في المعنى مثَّلوا له بقوله تعالى {إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ} [البقرة: 271] نعما هي يعني: نعمَ الشيء هي. فما/ فاعل بمعنى الشيء نعمة هذه فعل جامد تحتاج إلى فاعل أين فاعلها؟ ما، بماذا نفسرها؟ شيء النعمة الشيء هي الضمير يعود على الصدقات ما هو المخصوص بالمدح؟ هي الضمير هو المخصوص بالمدح (نِعْمَ الرَّجُلُ زَيْدٌ) نِعْمَ نِعِمَّ هنا بكسر النون والعين لم؟ نِعِمَّ
أين التخلص؟ الأولى: ساكنة والثانية: متحركة (نِعْمَ ما) فيه إشكال كم لغة فيها نِعْمَ؟ أربع لغات، منها "نِعِمْ" بكسر النون والعين هذا معرفة اللغات مهمة بكسر النون والعين نِعْمَ ونِعِمْ ونَحَم هذه في "قلب العين حاء" حتى حين حتى كما تقلب الحاء عين تقلب العين حاء, إذًا نِعْمَ نقول: هذا فعل يحتاج إلى فاعل, ما/ فاعل نِعْمَ بمعنى الشيء هي/ ضمير للصدقات على تقدير مضاف يدل عليه {تُبْدُوا} يعني: ذلك العامل الذي السبب {هِيَ} هذا هو المخصوص بالمدح (نعم الشيء إبدائها) يعني: هي هذا المخصوص بالمدح على حذف المضاف نأخذ المضاف من الفعل {تُبْدُوا} نعم الشيء إبدائها هذه العامة التي نقول: لم يتقدمها اسم تكون هي وعاملها صفة له في المعنى. الخاصة: هي التي عكس الأولى هي التي يتقدمها اسم تكون هي وعاملها صفةً له في المعنى وتقدَّر من لفظ ذلك الاسم المتقدم (غسلته غُسلاً نعما) ما/ هنا نقول بمعنى الشيء نفسرها بماذا؟ بمعرفة تامة نفسرها باللفظ المتقدم (غسلته أو غسلته غسلاً نعما) أي: نعم الغسل (دققته دقًا نعما) يعني: نعم الدق, إذًا المعنى الثاني الذي تأتي له ما الاسمية أن تكون معرفةً تامة يعني: لا تحتاج إلى شيء بل تفسَّر بكلمةٍ واحد.
شرطية واستفهمن حاذفا ... ألفها جرا وبالهاء قفا

(شرطية) يعني: تقع ما شرطيةً وهي على قسمين: وكما سبق أن الشرطية دائمًا: تعليق جملةٍ بجملة مثل إن، إنْ تُعلق جملةٍ بجملة, كذلك ما الشرطية تعلق جملةً بجملة وهذا قسمان: زمانية، وغير زمانية، ما شرطيةٌ زمانية كقوله تعالى {فَمَا اسْتَقَامُواْ لَكُمْ فَاسْتَقِيمُواْ لَهُمْ} [التوبة: 7] أي: استقيموا لهم مدة استقامتهم لكم، استقيموا لهم مدة استقامتهم لكم, ما هنا شرطية وظرفية لأنها تقدر بالظرف {فَمَا اسْتَقَامُواْ لَكُمْ فَاسْتَقِيمُواْ لَهُمْ} ما نقول: شرطية وتدل على الظرفية "استقيموا لهم مدة استقامتهم لكم" وغير الظرفية كقوله تعالى {وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللهُ} [البقرة: 197]. هنا ليس فيها إلا تعليق جملة بجملة فقط, علق الجملة بجملة فقط ولا تدل على الظرف (شرطية واستفهمن) (واستفهمنَّ) هذا أمر مؤكد بنون التوكيد الثقيلة (واستفهمنَّ) أيها الطالب بـ"ما" يعني: اجعلها استفهامية بمعنى أيُّ شيءٍ.


(شرطية واستفهمن حاذفاً) لا خطأ, مستفهمًا لا خطأ (شرطية واستفهمنَّ) بالفعل (واستفهمن) يعني: اجعلْ أو احكم على ما أنها استفهامية, اجعلها استفهامية ومعناها أي شيء {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى} [طه: 17] نقول: ما هذه استفهامية أي شيءٍ {مَا لَوْنُهَا} [البقرة: 69] ما/ نقول: هذه استفهامية بمعنى أي شيء وهي مبتدأ و {لَوْنُهَا} هذا خبر (واستفهمن) أيها الطالب بما واجعلها استفهاميةً, ومعناها أي شيء حال كونه (حاذفا) حال كونه يعني المستفهم (واستفهمن) أنت حال كونه (حاذفا ** ألِفها) تحذف الألف متى؟ حال كون مجرورةً (ألفها جراً) جرًا هذا حال, حال كونها مجرورةً بحرف الجر يعني: إذا دخل عليها حرف الجر نقول: حينئذٍ وجب حذف ألفها {عَمَّ يَتَسَاءلُونَ} [النبأ: 1] أصلها "عن ما يتساءلون" ما/ استفهامية ويتساءلون/ هذا ما استفهامية مبتدأ ويتساءلون هذا خبر {فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا} [النازعات: 43] {فِيمَ أَنتَ} أصل التركيب: فيما بالمد, لكن حذفت لدخول حرف الجر على ما الاستفهامية {فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ} [النمل: 35] {لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ} [الصف: 2] {لِمَ تَقُولُونَ} نقول: هذه أصلها ما الاستفهامية حذفت ألفا وجوبًا لدخول حرف الجر عليها لذلك قال (واستفهمن) يعني: بما اجعلها استفهامية حال كونك حاذفًا أنفها وجوبًا متى؟ حالة كونها مجرورةً بحرف الجر (وبالهاء قفا) يعني: وقفاً الألف هذه مبدلة عن نون التوكيد الخفيفةً قفًا (قفا) "قفا نبكي" (وبالهاء) جار مجرور متعلق بقوله (قفا) والأصل عندهم أن متعلق الفعل المؤكد بالنون ما يتقدم عليه معمول إلاَّ ضرورةً (وبالهاء) المقصود بها هاء السكت (قفا) جوازًا في المجرورة بالحرف: لما، فيما، عما , إذا أردت أن تقف عليها {عَمَّ يَتَسَاءلُونَ} إذا أردت أن تقف على "عمَّ" تقول: عمه, فيمه, لمه تأتي بهاء السكت لماذا؟ قالوا: تحقيقًا للفتحة التي هي علامةٌ على حذف الألف, لما/ هذا الأصل حذفت الألف الفتحة التي قبل الألف دليلٌ على المحذوف إذًا: حفاظًا على هذه الحركة أتينا بهاء السكت، لماذا سميت هاء السكت؟ لأنه يُسكت عليها دون آخر الكلمة لكن قيل: أنه سُمعَ إثباتها قليلاً. لكن هذا قليل يعني: لا حكمَ له إثباتها في بعض القراءات (عمَّا يَتَسَاءلُون) أو قول حسان: على ما قام يشتمني لئيمٌ هذا كله يحفظ ولا يقاس عليه.
وإنما جاز لماذا فعلت ... لشبه ما فيه بما إذ وصلت


إذا قيل أنه لا بد ويجب حذف الألف من ما الاستفهامية طيب نحن نقول (لماذا فعلتْ) لما بإثبات الألف قال (وإنما جاز) هذا جوابٌ لسؤالٍ مقدر إذا قلنا [القاعدة أن ألف ما الاستفهامية تحذف إذا دخل عليها حرف الجر] فلماذا ثبتت في نحو (لماذا فعلتْ) وإنما جاز (لماذا فعلت هندٌ) كذا مثلاً (لشبه) يعني: لأجل شبه (ما) الاستفهامية الواقعة (فيه) يعني: في هذا المثال السابق بسبب تركيبها مع "ذا" لأنها تركبت مع ذا (بما إذ وصلت) أشبهت ما الاستفهامية ما الموصولية, وما الموصولية مع صلتها كالجزء الواحد إذًا: وقعت الألف حشوًا ليست آخرًا كذلك ما الاستفهامية لما أخذت مع ذا حينئذٍ صارت ألفها مثل ألف ما الموصولية {مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ} [النحل: 96] نقول {مَا عِندَكُمْ} هذه صلةٌ وموصول {مَا} كأنها جزءٌ من الكلمة ليست آخر الكلمة الأولى لماذا؟ لأن الموصول ومع صلته كالكلمة الواحدة, كالجزء الواحد, كذلك ما الاستفهامية مع ذا كالجزء الواحد فصارت الألف حشوًا لأن ألفها صارت حشوًا بالتركيب مع ذا وصيرورتها كالكلمة الواحدة مثل ما الموصولة التي صارت كالكلمة الواحدة مع صلتها.
ومثل ماذا بعد ما استفهام ** أو من إذا لم تروَ في الكلام
هذه مثلها.
نكرة ذات تمام وقعت ... تعجبا وكنعما صنعت

المعنى الخامس: (نكرة ذات تمام) يعني: تأتي ما نكرة ثم نقول: هي تامة وناقصة (ذات تمام) يعني: صاحبة تمامٍ أي: تامةٍ غير محتاجةٍ إلى صفةٍ, بخلاف النكرة الناقصة فهي تحتاج إلى صفةٍ تتمم معناها (نكرةٌ ذات تمام) أي: المعنى الخامس التي جاء له ما كونها (نكرة ذات تمام) أي: صاحبة تمامٍ، أي: تامةٍ غير محتاجةٍ إلى صفة, هذه تقع في ثلاثة مواضع, متى نحكم عليها أنها تامة؟ نكرة تامة في ثلاثة مواضع.


* ما التعجبية لذلك قال (وقعت ** تعجبا) (نكرة ذات تمام) وهذه مواضعها ثلاث بالاستقراء (وقعت) ما دالةً على التعجب (تعجبا) (ما أحسن زيدًا) ما/ نكرةٌ تامة، ما أحسن زيدًا، ما نكرةً تامة على قول سيبويه فهي مبتدأ وما بعدها خبر، ما أحسن زيدًا يعني: شيءٌ حسَّن زيدًا شيءٌ عجيبٌ -لا نقول عجيب- شيءٌ حسن زيدًا فشيءٌ هذا مبتدأ وحسن زيد/ هذا خبر على قول سيبويه، شيءٌ حسن زيدًا, وجوز الأخفش أن تكون موصولة وما بعدها صلة والخبر محذوفٌ وجوبًا "الذي حسن زيدًا شيءٌ عظيم" الذي ما أحسن زيدًا، ما هذه عند سيبويه أنها نكرةٌ تامة هي مبتدأ أين خبرها؟ ما بعدها. عند الأخفش الذي ما بمعنى الذي موصولة ما بعدها صلتها أين الخبر؟ محذوفٌ وجوبًا "الذي حسن زيدًا شيءٌ عجيب أو عظيم" وجوَّز كونها صفةً, وجوز كونها نكرةً ناقصة ليست صفةً جوز كونها نكرةً ناقصة "شيءٌ عظيمٌ حسن زيدًا" شيءٌ حسن زيدًا عظيمٌ, فتكون الجملة التي تلها صفة لما, هذه كم حالة؟ ثلاثة أحوال: أن تكون ما التعجبية تامة فهي مبتدأ وما بعدها خبر وهذا مذهب سيبويه وهو المرجح عند المحققين (ما أحسن زيدًا) يعني: شيءٌ حسن زيد مبتدأ وخبر, جوز الأخفش أن تكون ما موصولة والذي يلي صلتها "الذي حسن زيدًا" الذي/ مبتدأ أين الخبر؟ محذوفٌ وجوبًا الذي حسن زيدًا شيءٌ عظيم، جوز أن تكون ما نكرة ناقصة وما بعدها صفةٌ لها "شيءٌ حسن زيدًا عظيمٌ" وجوز الفراء –أظنه- أنها استفهامية وما بعدها خبرٌ لها (ما أحسن زيدًا) هذا بعيد، ما أحسن زيدًا، ما/ استفهامية بمعنى أي شيءٍ أحسن زيدًا/ الجملة في محل رفع خبر يعني: أربعة أقوال. والناظم ذكر هنا التعجب على أنها نكرةٌ تامة يعني: الشاهد معنا هو قول سيبويه (تعجبا) هذه الحالة الأولى.


* الحالة الثانية (وكنعما) يعني: كقولك (نعما صنع) يعني: ما الواقعة بعد نعم وبئس هذه نكرةٌ تامة, الواقعة في باب نعم وبئس إذا وقع بعدها اسمٌ أو فعلٌ نقول هذه نكرةٌ تامة {فَنِعِمَّا هِيَ} [البقرة: 271] نعما ما/ هذه منصوبةٌ على التمييز المحلي ليست كالقول الأول يعني: هذا يصلح مثال لما ذكره الناظم {فَنِعِمَّا هِيَ} أصلها فَنِعْمَ مَا هِي، (بئس عبد الباري رجلاً) (بئس زيدٌ نعم الرجل رجلاً) (بئس الفحل فحلهم فحلاً) هذا على القول بالجمع بين التمييز والفاعل إذا قلنا لا يجوز (بئس الفحل فحلاً) نقول: فحلاً هذا تمييز أين الفاعل؟ لا, الفحل هذا المقصود بالمدح مقدر ضمير مستر "فَنِعْمَ مَا هِي" نِعْمَ/ فاعلها ضميرٌ مستتر مَا/ نقول: منصوبة على التمييز محلاً نكرةً تامة هِي/ هذا هو المخصوص بالمدح هذا إذا ذكرَ بعدها اسمٌ، أمَّا إذا ذكر فعل كما ذكره الناظم (وكنعما صنعت) نقول: نعما ما/ هذه نكرةٌ تامة منصوبة المحل على التمييز للضمير المستتر في "نعم" الذي هو الفاعل و (صنعت) فعل وفاعل والمخصوص بالمدح محذوف, وصفته الجملة الفعلية المذكورة معنا (نعما صنعت) يعني: نعم شيئًا شيءٌ صنعته نعم شيئًا، شيئًا هذا فسرنا به "ما" التي هي التمييز شيءٌ صنعته صنعت/ فعل فاعل هذا صفةٌ لموصوفٍ محذوف, المحذوف هذا هو المقصود بالمدح لماذا؟ لأن المخصوص بالمدح لا يكون إلا اسمًا فإذا جاء اسمٌ لا إشكال {فَنِعِمَّا هِيَ} نقول الضمير هذا مخصوصٌ بالمدح لماذا؟ لأن الذي تلا "ما" الذي أعربناها تمييز الذي تلاها اسمٌ حينئذٍ يكون هو المخصوص بالمدح, أما إذا تلاها فعل ماذا نقول؟ كما ذكر الناظم (نعما صنعت) نقول: ما تمييز لا إشكال و (صنعت) الجملة هذه صفةٌ لموصوفٍ محذوف, ما هو هذا المحذوف؟ هو المخصوص بالمدح نعم شيئًا شيءٌ صنع نعم شيئًا شيءٌ صنعته لا بد من ضابط.
وقولهم إني مما أن أفي ... والخلف في كل الثلاثة اقتقي


الثالث: الذي تكون فيه ما نكرةً تامة (وقولهم) يعني: العرب إذا أرادوا المبالغة في شيءٍ ما والإكثار من فعلٍ ما (إني مما أنْ أفي) التركيب فيه ركة (إني مما أن أفي) إني مما أن أفعل كذا (أن أفي) من الوفاء (إني مما أن أفي) (إني) إن/ هذه اسمها الياء وخبرها محذوف ومن/ متعلقةٌ به وما/ نكرة تامة بمعنى أمرٍ "إني من أمرٍ أن أفعل" أن أفعل هذا أن وصلتها في موضع جرٍ بدلٍ من ما, التقدير على النهاية (إني مخلوقٌ من أمرٍ هو وفائي بالعهد) بالعهد فجعل نفسه لكثرة وفائه كأنه مخلوقٌ من العهد, إذا أراد المبالغة في أمرٍ ما في الإكثار "من فعل" يأتي بهذه الصيغة يعني: أعاد التركيب مثل المَثَل يؤتى به (إني مما أن أفي) إذا كان مبالغًا في كثرة الوفاء فيأتي به على هذه الزنة, كأنها يقول إني مخلوقٌ من أمرٍ هو الوفاء {خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ} [الأنبياء: 37] لكثرة استعجاله على القول بأن عجل مراد من العجلة {خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ} هل هو مخلوق من عجل؟ لا مخلوقٌ من طين، إذًا: كيف خلق الإنسان من عجل؟ لكثرة استعجال الخلق كأنهم مخلوقون من عجل لأن هذه الصفة بارزة فيهم مستحكمة فيهم, كذلك إذا كان وفيًا، إذا كان كاتبًا، إذا كان خطيبًا، فكأن هذه الصفة تمكنت منه وكأنه خلق من هذه الصفة فأراد أن يأتي به على هذه الزنة (إني مما أن أفي) يعني بعهدي (إني) تقول: إن حرف نصبٍ وتوكيد والواو ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب اسم إن خبر إن محذوف سيأتي تقديره (مما) أصلها "من ما" الجار والمجرور متعلق بالخبر المحذوف واضح؟ "ما" هذه نكرة تامة وهي الشاهد معنا بمعنى ماذا؟ أمرٍ، أو فعلٍ, ايت به نكرة تامة يعني: يفهم منها المعنى دون ضميمة كلمة أخرى. أن وصلتها (أن أفي) أن أفعل في موضع جر بدل من ما (إني مما أن أفي) التقدير: إني مخلوقٌ من أمرٍ هو الوفاء بالعهد هو الوفاء أو وفائي بالعهد, هذا قولٌ فيها وابن مالك له اختيار آخر (والخلف في كل الثلاثة اقتفي) يعني: الثلاثة هذه السابقة كلها فيها خلاف طويل بين أهل العربية إذا وقعت تعجبًا، وإذا وقعت بعد نِعْمَ وبئس سواءٌ تلاها اسمٌ أو فعلٌ، وإذا وقعت في أو أريد بها المبالغة في الإكثار من فعلٍ (والخلف) يعني: الخلاف بين النحويين (في كل الثلاثة) يعني: في المواضع الثلاثة المذكورة (اقتفي) يعني: اتبع، وأنت رجح ما تراه راجحًا.
وصفة كما بها قد وصفا ... وقيل ذي حرف محلها انتفى


المعنى السادس: (وصفة) قال (وصفة) يعني: تقع صفةً لما بعدها يعني: يوصف بما ولكن ليس هذا مراده (وصفة) المقصود هنا من إطلاق المصدر على اسم المفعول يعني: موصفة لماذا؟ لأنه ذكر فيما بعد (كما بها قد وصفا) (كما بها قد وصفا) يعني: هي صفة كيف نقول (وصفة) (وصفة)؟ المقصود أنها يوصف بها وهي أيضًا توصف إذًا نقول (وصفة) المراد به كونها موصوفة, من معانيها تقع موصوفة, من إطلاق المصدر وإرادة اسم المفعول إذًا صفةٌ, وصفة أي: موصوفة بصفةٍ بعدها موصوفة بصفةٍ بعدها فهو من إطلاق المصدر على اسم المفعول لماذا؟ نقول لا بد من التأويل لأنه لا يصحّ حمل كلام الناظم على ظاهره من كونها صفةً لغيرها لماذا؟ لأنه حينئذٍ يصير تكرارًا مع ما بعده لأنَّ المعنى الذي يليه المعنى السابع (كما بها قد وصفا) ولذلك قال الشارح (وصفة) لعله موصفةٌ بإسقاط الواو للضرورة موصفةٌ كما بها قد وصف (كما بها قد وصفا) ويصح المعنى ويستقيم الوزن موصفةٌ كما بها قد وصف (كما بها قد وصفا) إذًا تقع صفةً تقع موصوفة لصفه بعدها (مررت بما معجبٍ بك) مررت بما معجبٍ بك يعني: بشخصٍ معجبٍ بك, ما، هنا نكرة موصوفة وصفتْ بماذا؟ معجبٍ بك مثل ما قلنا هناك (مررت بمن معجبٍ بك) من/ تكون نكرة موصوفة ناقصة تحتاج إلى صفة, كذلك "ما" تكون نكرة موصوفة (مررت بما معجبٍ بك أو لك) فحينئذٍ نقول: ما موصوفةٌ الباء/ حرف جر وما/ اسم مجرور للباء معجبٍ/ هذا نعت فصارت ما حينئذٍ موصوفة. المعنى السابع: (كما بها قد وصفا) (كما بها) زيدوا بها (كما بها قد وصفا) أي: كما تكون أي: ككونها نكرة لكونها نكرةً يوصف بها ما قبلها يوصف بها ما قبلها أي هي صفة يوصف بها ما قبلها, وهذه تأتي على ثلاثة أنواع: إما لقصد التعظيم, وإما لقصد التحقير, وإما لقصد التنويع, تعظيم أو التنويع أو التحقير.
* أما التعظيم: فكقول القائل (لأمرٍ ما جدع قصيرٌ أنفه) لأمرٍ ما جدع قصيرٌ أنفه قصير/ هذا اسم رجل وجزع/ فعل وأنفه/ هذا مفعول معه لأمرٍ ما لأمرٍ ما, أمرٍ/ هذا نكرة وما/ نقول نكرة موصوف بها ما قبلها وقعة صفة لما قبلها وهي نكرة. ما جامدة أو مشتقة؟ جامدة, وهل ينعت بالجامد؟ لا ينعت, إلا إذا أول بمستقبل إذًا ما هنا في تأويل مشتق. ولأمرٍ عظيمٍ (لأمرٍ عظيمٍ جدع قصيرٌ أنفه) وهذا صحيح ما قطع أنفه إلاَّ لأمرٍ عظيم إلا لأمرٍ عظيم هذا إذا قصد التعظيم.
* التحقير: {مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً} [البقرة: 26] {مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً} {مَثَلاً} هذا موصوف وصف بما ما هنا نكرة موصوف بها مثلاً مَثلاً بالغًا في الحقارة {بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا} {مَثَلاً مَّا} والتنويع والتحقير التنويع سيأتي التحقير هذا {مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً} ما/ هذه نكرة موصوفٌ بها يعني: مثلاً بالغًا في الحقارة بعوضةً {بَعُوضَةً}.
* التنويع: (ضربته ضربًا ما) ضربته ضربًا ما ضربًا/ هذا موصوف نكرة ما/ صفته أي نوعًا من الضرب من أيِّ نوعٍ كان, نوعًا من الضرب من أي نوعٍ كان, هذه الصفة, إذًا يوصف بما كما أنها تكون موصوفةً, ما تكون موصوفة وتكون صفةً, والصفة بها على واحد من ثلاثة معاني إما التعظيم وأما التنويع وإما التحقير والأمثلة كما سبق.


(وقيل ذي حرف) (وقيل) يعني قال: بعض النحاة ورده بتضعيفه (وقيل) يعني قال بعض النحاة وهو ضعيف لأنه صدره بقيل (وقيل ذي) ما هذه نكرة صفة لما قبلها التي هي صفة (حرف) زائد (محلها انتفى) إذا قيل حرفٌ ماذا نقول؟ لا محل له من الإعراب لأن الحروف لا محل لها من الإعراب, المحل يكون للأسماء (محلها) موضعها من إعراب (انتفى) (انتفى) يعني عدم (انتفى) من النفي وهو العدم (وقيل ذي) يعني: هذه النكرة التي وصفوا بها ما التي وصف بها "حرف زائد" منبهٌ على وصف يليق بالمحل منبهٌ على وصف لأنه لا يزاد إلا للتأكيد لتأكيد المعنى ما هو هذا المعنى؟ قال: منبِّه على وصف يليق بالمحل كلما زيدت فهي تأَكِّد المعنى الذي دل عليه اللفظ الذي قبلها وهذا لا إشكال فيه (محلها انتفى) فمحلها حينئذٍ من الإعراب منتفٍ, هذه سبعة معاني لـ"ما" الاسمية.
وخمسة أوجهها حرفية ... نافية في الجملة الاسمية

* ثم شرع في بيان معاني (ما الحرفية) قلنا ما نوعان: اسمية، وحرفية. وقدم الاسمية لشرفها. ولها سبعة معان.
(وخمسة أوجهها حرفيه) (وخمسة) هذا خبر مقدم (أوجهها) هذا مبتدأ (حرفيه) هذا حال من أوجه (حرفيه) أي أوجهُ ما حال كونها حرفية خمسة أوجه ما (أوجهها) الضمير يعود على ما (أوجه) قلنا هذا مبتدأ مؤخر (أوجهها) يعني: أوجه ما حال كونها حرفيةً (خمسة) خمسة هذا خبر مقدم (أوجهها) يعني: معانيها جمع وجه مبتدأ مؤخر (حرفية) هذا حال من المبتدأ على رأي سيبويه, الأول: نافية أن تكون ما نافيةً (في الجمل الاسمية) يعني: في دخولها على الجمل الاسمية وفي بعض النسخ على الجملة الاسمية, الجار والمجرور هنا في الجمل متعلق بما بعده.
كليس تعمل ومصدرية ... حسب ومصدرية ظرفية

(كليس تعمل) (نافية في الجمل الاسمية) في الجمل هذا جار ومجرور أين متعلقه؟ (كليس تعمل) (تعمل) في الجمل الاسمية (كليس تعمل) تعمل عملا كعمل ليس, تعمل كليس يعني: عملاً كعمل ليس, التي معناها "نفي الحال" وما هو عمل ليس؟ يعني: ترفع الاسم وتنصب الخبر, وهذه "ما الحجازية":
وما التي تَنفي كليسَ النَّاصِبَهْ ... في قولِ سُكّانِ الحِجَازِ قَاطِبَهْ
فقولُهُم ما عَامِرٌ مُوَافِقَا ... كقولِهِم ليسَ سعيدٌ صَادِقَا
(ما عامر موافقا) هذا الشاهد ما/ هذه نافية عامر/ هذا اسمها موافقًا/ هذا خبرها {مَا هَذَا بَشَراً} [يوسف: 31] {مَّا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ} [المجادلة: 2] نقول هذه تعمل عمل ليس لكن بشروطٍ ثلاثة.
الأول: ألا يبقى نكرة ألا يبقى.
الثاني: التركيب مبتدأ وخبر.
الثالث: ألا يتلوها إن.
بني غدانة، ما إن أنتم ذهباً ... ولا صريفاً، ولكن أنتم الخزف
ما إن أنتم ذهبا "ما إن أنتم ذهبًا" هذا الأصل دخلت إن بعد "ما" فأبطلت عملها ما محمدٌ {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ} [آل عمران: 144] هنا أبطل النفي بإلاَّ, الترتيب والتقديم إذا تقدم الخبر على مبتدأ بطل عملها (ما قائمٌ زيد) لا يصح ما قائمًا زيد
إعمال ليس أعملت "ما" دون إن ... مع بقا النفي وترتيب زكن
إذًا نافية (تعمل كليس) تعمل عمل كعمل ليس التي معناها نفي الحال (في الجمل الاسمية) لأنها تختص بها ولا تدخل على الجمل الفعلية.


* المعنى الثاني (ومصدريه ** حسب) (ومصدريه ** حسب) يعني: سقط (مصدريه) يعني: تكون ما الحرفية مصدرية يعني تأول مع ما بعدها بمصدرٍ (حسب) يعني المصدرية نوعان: مصدرية ظرفية ومصدرية غير ظرفية مصدرية ظرفية ومصدرية غير ظرفية (ومصدريه) يعني: غير الظرفية (حسب) بمعنى فقط (أعجبني ما قلتَ) أعجبني ما قلت نقول: ما هذه المصدرية غير ظرفية, لأنها تأول ما بعدها بمصدر ولكن لا يُفهم منها الظرف لا يفهم منها الظرف لذلك لا تضاف إليه (أعجبني ما قلت) يعني: أعجبني قولك {بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ} [ص: 26] يعني: بنسيانهم {يَوْمَ الْحِسَابِ} بنسيانهم لماذا يأتينا بالمصدر؟ لأن ما هذه حرفٌ مصدريٌ مثل أن المصدرية تأول ما بما بعدها بمصدر لا تضاف أو لا يفهم منها الظرف (ومصدرية) يعني: غير ظرفية (حسب) يعني: فقط والمثال كما سبق. الثالث (ومصدرية ظرفيه) أخت الأولى (ومصدرية) لأنها تأول ما بعدها بمصدر (ظرفيه) يعني: زمانية نابت عن ظرف الزمان {وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً} [مريم: 31] يعني: مدة دوام دوامي لماذا؟ لأنه مصدرية أول ما بعدها بمصدر من أين جئت بمدة؟ لأنها ظرفية يفهم منها الظرف {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن: 16] أي: مدة ااستطاعتكم مدة استطاعتكم {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} مدة استطاعتكم يعني: متى ما وجدت الاستطاعة.
كثر قل طال كفت عن عمل ... رفع فخصصت بفعل اتصل
فامتزجت معنى بها فتتصل ... خطا بلامها وقيل تنفصل

هذا المعنى {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} مدة استطاعتكم على قول يعني كل آية فيها قولان {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} يعني: مدة استطاعتكم, النحاة يذكرون مثالاً للقاعدة -بقطع النظر عن القول الصحيح فيها- تنبه لهذه يعني: في كلامي أو في الشروحات, المقصود أن يمثل لك هذه القاعدة بمثال ينطبق عليه يصح لكن هل هو الراجح فيه أو ليس؟ هذا محل لذكر هذه المسائل, ولذلك يقال (الاعتراضُ على المثل ليس من شأن الفحول) يعني: لا تعترض إذا جيت بمثال لا تعترض قل لا القول الصحيح كذا, هذا خطأ, هذا ليس بصواب
(والشان لا يُعترض المثال ... إذ قد كفا الفضل والاحتمال)
(والشان لا يُعترض المثال ... إذ قد كفا الفضل والاحتمال)


هكذا جاء في "مراقي السعود" بأمثلة وفيها نظر قال (والشان) يعني الحال والشان لا يعترض على المثال (إذ قد كفا الفضل والاحتمال) يعني: هل مثلا الآن {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} بقطع النظر عن القول الصحيح {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} يعني: مدة استطاعتكم لا يصح أن يكون مثالا لهذه القاعدة, وعليه لا يعترض إذا كان هناك قول آخر (كثر قل طال) هذه ثلاثة أفعال ثلاثة أفعال ماضية (كفت) ما (كثر) هذا مفعول مقدم و (قل) و (طال) معطوفان عليه بإسقاط حرف العطف لضرورة النظمِ (كفت ما) يعني منعتْ ما (كثر) ومنعت ما (قل) ومنعت ما (طال) عن أي شيء؟ عن (عمل ** رفع) في الفاعل عن (عمل ** رفع) في الفاعل, لذلك هذه الألفاظ ليس لها فاعلٌ لا ظاهرًا ولا مضمرًا, كفتها عن طلب الفاعل, كل فعلٍ -الأصل فيه أن يطلب فاعلًا- إلا ما دخلت عليه ما "الكافة" وهو خاص بثلاثة أفعال (قل) قلما و (طال) وطالما و (كثر) وكثرما, وزاد بعضهم قصرما لكن المشهور هذه الثلاثة كفتها ماذا عن (عمل رفعٍ) في فاعل (فخصصت بفعلٍ) فخصصت بفعلٍ يعني: هذه الأفعال المكفوفة بما خصصتْ بالدخول على الجملة الفعلية, ولا يليها الجملة الاسمية (طالما عصيتك) (كثر ما يقول زيدٌ) (قلما يصلي عمرٍ) لا يليها إلا الجملة الفعلية لا يليها الجملة الاسمية لا يتلوا "قلما وطالما وكثر ما" لا يتلوها الاسم ألبتة, وإنما الذي يتلوها الفعل (فخصصت) هذه الأفعال المخصوصة (بفعلٍ اتصل) أي متصل بها ولا يليها الاسم ألبتة, فحينئذٍ لما اتصلت بها وامتزجت قال (فامتزجت معنى بها فتتصل) فامتزجت منعى بها فتتصل فامتزجت زيدوا الفاء فامتزجت يعني: اختلطت: ما الكافة بالأفعال المذكورة (في المعنى بها) فصارت معنى الجزء منها, لما كفتها عن طلب الفاعل صارت كالجزء منها, فلما صارت كالجزء منها في المعنى ترتَّب على ذلك أن تكون على الجزء منها في الخفض يعني: تتصل بها (فامتزجت معنى) يعني: في المعنى (بها) أي: بالأفعال المذكورة (فتتصل) الفاء سببية يعني فيترتب على ذلك ويتسبب بامتزاجها معنى تتصل ما خطًا (بلامها) يعني: بلام تلك الأفعال (قل كثر طال) طال وقل/ لا إشكال تتصل بها, قلما طالما لكن كثر كيف تتصل؟ الراء هو منفصل إذًا المقصود به ما يمكن الاتصال به, أما ما لا يمكن فهذا لا يمكن, فالراء هذه منفصلة, لا تتصل بما بعدها, تتصل بما قبلها كثر اتصلت الراء بالتاء, لكن (كثر ما) هل يمكن أن تتصل ما تتصل الميم بالراء؟ لا يمكن لأن الراء حالها وشأنها الانفصال, إذًا (فتتصل ما خطًا) يعني: في الخط (بلامها) بلام تلك الأفعال مما يمكن الاتصال بها (وقيل تنفصل) (وقيل تنفصل) يعني: ما في الخط عن الأفعال وهذا قول ضعيف, "والأكثر على أن ما الكافة تتصل بقل فتكتبها معًا قلما وطالما وكثرما" قلما/ هذا للتقليل وطالما/ هذا في التكثير واضح هذا؟ إذًا المعنى كم هذا؟.
وإن مع أداتها كفت بها ... عن عمليها رفعها ونصبها

المعني الرابع: أن ما تكون كافةً فتدخل على قل وطال وكثر فتكف عن طلب الفعل عن طلب الفاعل عن طلب الفاعل لذلك لا فاعل لها لا ظاهرًا ولا مقدرًا.


(وإن مع أداتها كفَّتْ بها) الكافة هذه تكف عن عمل الرفع في الفاعل -وسبق- وتكف عن عمل النصب والرفع وهذا خاصةً في "إن" إنَّ ناصبة تنصب الاسم وترفع الخبر إلاَّ إذا دخلت عليها ما فحينئذٍ تكفها عن العمل وتهيِّئها للدخول على الجملة الفعلية, إيش يقول ابن مالك؟
(ووصل ما بذا الحروف مبطل إعمالها)
هذا المشهور "وقد يبقَّى العمل" وهذا قول فيه ضعف إلا في ليس (ووصل ما بذا الحروف مبطل إعمالها) إذًا يشترط في "إنَّ وأخواتها" أن تعمل العمل المشهور متى إذا لم تتصف بها ما الكافة إنما صنعوا {إِنَّمَا صَنَعُوا} [طه: 69] هذه ليست كافة هذه ما موصولة ما موصولة (وإن مع أداتها) يعني: مع أخواتها إن مع أخواتها (كُفت) يعني: منعت (بها) بـ"ما الكافة عن عمليها المعلومين لها (رفعها) للخبر ونصبها بالاسم إذًا إن تكف بما (عن عمليها) وهو الرفع والنصب (رفعها) هذا بدل من عمليها بدل مفصل من مجمل, ونصبها معطوف عليه (كفت بها عن عمليها) بها جار ومجرور متعلق بكفة وعن عمليه جار ومجرور متعلق بكفت أيضًا يعني: الجار ومجرور في الموضعين متعلقان بكفة {إِنَّمَا اللهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ} النساء171 {إِنَّمَا اللهُ} كفتها عن عملها كفتها عن عملها {قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ} [الأنبياء: 108] {قُلْ إِنَّمَا يُوحَى} {يُوحَى} هذا فعل ودخلت عليه إن, نقول لماذا؟ لدخول ما الكافة كفتها عن عملها وهيئتها للدخول على الجملة الفعلية {كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ} [الأنفال: 6] {كَأَنَّمَا} دخلت عليه ما فهيئتها للدخول على الجملة الفعلية (قالت ألا ليتما هذا الحمام) ألا ليتما هذا الحمام بالرفع على أنه مكفوفة وبالنصب على الإعمال ألا ليت ما هذا الحمامَ يجوز فيه الوجهان وبالرفع والشاهد الذي معنا.
ورب عن عمل جر وصلة ... زيدت لتوكيد فليست مهملة

(ورب عن عمل جرٍ) هذا المعنى الثالث الذي تكفه "ما الكافة" وهو الجر, كافة عن عمل الجر وذلك في "رب" وتهيئها على الدخول أو للدخول على الجملة الفعلية ورب أي: وكفت ما أيضًا رب عن أي شيء؟ عن عمل جرٍ في مدخله ربما {رُّبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ} [الحجر: 2] {رُّبَمَا} هذه تدخل على (ولا يليه الاسم إلا نكرة) إذًا لا يليها إلا النكرة ليس كل اسم إنما النكرة {رُّبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ} {يَوَدُّ} نقول هنا: رب دخلت عليها ما الكافة فمنعتها من الجر ولا إشكال, وهيأتها للدخول على الجملة الفعلية هيأتها على الدخول على الجملة الفعلية
(ورب عن عمل جرٍ) وبعضهم يرى أنه قد تكف حرف الجر عمومًا كما قال الشاعر:
كما سيف عمرو لم تخنه مضاربه
الأصل "كسيف" قال: سيف/ هذا مبتدأ أليس كذلك؟ والجملة لم تخنه مضارب/ هذا خبر كسيف –كما سيف-.


(وصلة زيدت لتوكيد فليست مهملة) هذا هو المعنى الخامس بما الحرفية "أنها صلة" (وصلة زيدت) وصلة بالنصب على أنه حال, وصلة لكن بالوقف على السكون (وصلة زيدت) يعني: زيدت ما حال كونها تسمى صلة تسمى صلة لماذا؟ قيل: تحرزًا على أن يقال في القرآن ما هو زائد فيوهم من لا فهم عنده أن في القرآن ما هو زائد مما يجوز دخوله وخروجه, قالوا: تحسبًا ودفعًا لهذا الوهم نقول: صلة ونقول مؤكدة
وَسَمِّ مَا يُزَادُ لَغْوا اوْ صِلَهْ ... أَوْ قُلْ مُؤَكِّدًا وَكُلٌّ قِيْلَ لَهْ
لَكِنَّ زَائِدًا وَلَغْوًا اجْتَنَبْ ... اطْلَاقَهُ فِي مُنْزَلٍ كَذَا وَجَبْ
إذًا (وصلة) هذا حال لنائب "زيد" زيدت هي ما زيد/ هذا مغير الصيغة ما/ الضمير نائب فاعل صلة/ حال من ما زيدت مقدمة على عاملة والتقدير "زيدت ما على كونها تسمى صلة" (لتوكيدٍ) يعني الزيادة ليست للا لشيء, وإنما لتأكيد المعنى وتقوية المعنى [كل حرف زادته العرب أو حتم النحاة على أنه زائد فالمراد به زائد لغير معنى التوكيد] لماذا؟ لأنه استعمل في غير ما وضع له, إذا استعمل الحرف في غير ما وضع له ولو أفاد تقوية وتوكيداً يسمى زائدا وإلاا له معنى (زيدت لتوكيدٍ) جار ومجرور متعلق بزيد تعليلًا اللام/ هنا للتعليل (فليست مهملة) إذا قيدت بالتوكيد وهي صلة فليست ما الزائدة مهملةً يعني: لا معنى لها وإنما هي تفيد التوكيد تفيد التوكيد {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللهِ لِنتَ لَهُمْ} [آل عمران: 159] {فَبِمَا رَحْمَةٍ} أصلها فبرحمة, زدت ما بين الجار والمجرور أفادت التوكيد, والتوكيد هنا يقال أن العرب إذا أدخلت حرفًا زائد على الجملة فهو في تكراره مرتين أو ثلاثة {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللهِ} هذا في قوة قولك (فبرحمة من الله) فبرحمة من الله حذفت الجملة الثانية وزيدت ما {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى: 11] ليس مثله شيء, ليس مثله شيء ليس مثله شيء, إذًا (فليست مهملة) ليست ما الزائدة مهملةً بحيث لا معنى لها بل لها معنًا وهو التقوية والتوكيد هذه خمسة معاني لماذا؟ خمسة معاني لـ"ما" الحرفية لما الحرفية كما أن لما الاسمية سبعة معانٍ.
نقف على هذا.
وصلَّ الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.