الإملاء
المختصر في شرح غريب السير تفسير غريب أبيات
مطرود بن كعب
(وقوله) :
هبلتك أمك لو حللت بدارهم
هبلتك أي فقدتك وهو على جهة الإغراء، ولا على جهة الدعاء، كما تقول:
(1/60)
تربت يداك، ولا ابالك واشباهها، والإقراف
مقارفة الهجنة والدناءة، والظاعنين يعني الراحلين، وتناوحت أي تقابلت،
يقال: تنازح الجبلان، إذا تقابلا، والرجاف هنا البحر، ومن روى: عقد ذات
نطاف، بكسر العين فالنطاف جمع نطفة، وهي القرط الذي يعلق في الأذن.
ومن ر واه عقد، بفتح العين فالنطاف جمع نطفة من الماء، وهو القليل الصافي
منه، (وقوله) : وكان خائفاً، العائف هنا جمع نطفة من الماء، وهو القليل
الصافي منه، (وقوله) : وكان عائفاً، العائف هنا الذي يتفرس في خلقة
الإنسان، فيبر بما تؤول حاله إليه، (وقوله) : صب به رسول الله صلى الله
عليه وسلم أي مال إليه.
ورق قلبه له، ومن رواه ضب فمعناه تعلق به
وامتسك، (وقوله) : وقد تهصرت أغصان الشجرة، أي مالت وتدلت، تقول
هصرت الغصن، وإذا جذبته إليك حتى يميل، (وقوله) : فاحتضنته أي أخذه مع حضنه
أي مع جنبه، (وقوله) : مثل أثر المجحم، والمجحم الآلة التي يحجم بها،
والحجم المصدر، (وقوله) : إذا لكمني، أي لكزني، (وقوله) : حتى إذا بتيمن ذي
طلال، الجيد ذي طلال بالتشديد، كما قال: رفعت له بذي طلا كفي، وأما (قول)
لبيد: عند تيمن ذي طلال، فإنما خففه لضرورة الشعر،
(1/61)
واللطيمة الإبل تحمل التجارة والطيب والبز
وأشباهها، (وقول) البراض في شعره: وأرضعت الموالي بالضروع.
أشار إلى قولهم هو لئيم راضع، وعكاظ سوق من أسواق العرب وكانوا يجتمعون
فيها كل سنة قبل الإهلال بالحج، (وقوله) : والقوم متساندون، أي ليس لهم
أمير واحد يجمعهم، وقد فسر ابن هشام معنى حرب الفجار، (وقوله) : وتضاربهم
غياه، أي تفاوضهم، والمضاربة المقارضة، (وقوله) : في قصة خديجة قريباً من
صومعة راهب، يقال إن اسم هذا الراهب نسطو، (وقوله) : وسطتك في قومك، أي
شرفك، (وقوله) : في نسب أم خديجة ابن رواحة بن حجر بن عبد بن معيص، وقع في
الرواية هنا حجر بحاء مهملة مضمومة وجيم ساكنة، وحجير بالتصغير وحجر
بفتحتين، وهكذا قيده الدارقطني، وهو الصواب، وحفن وأنصناء مواضع من ديار
مصر، وقول ورقة بن نوفل في شعره: لهم طال ما بعث النشيجا النشيج: البكاء مع
صوت، والقس واحد القسيسين وهم عباد النصارى، وتموج أي يضطرب بعضها في بعض،
والفلوج الظهور على الخصم والعدو، وعجت أي رفعت أصواتها، والعروج
(1/62)
الصعود والعلو، وسمك رفع، ويضج يصيح،
ومتلفة مهلكة، والخروج الكثيرة التصرف، (وقوله) : وإنما كانت رضماً، الرضم
الحجارة تجعل بعضها على بعض، (وقوله) : فتتشرق على جدار الكعبة، أي تبرز
للشمس، يقال: تشرقت إذا قعدت للشمس لا يحجبك عنها شيء، (وقوله) : إلا
أخزألت وكشت، أخزألت رفعت ذنبها، والمخزئل المرتفع، وكشت صوتت، ويقال
الكشيش صوت جلدها إذا تقبض بعضه في بعض، (وقوله) : عندنا عامل رفيق: يقال
إن اسم هذا العامل باقوم بالباء الواحدة ذكره قاسم بن ثابت والخطابي وكان
تاجراً أعجمياً.
(وقوله) : مهر البغي، البغي يعني الفاجرة، وقول الشاعر:
لو بأبي وهب أنخت مطيتي
وفي الشعر: إذا حصلت أنسابها في الذوائب، هنا الأعالي، وأراد به الأنساب
الكريمة، والضيم الذل، (وقوله) : مثل السبايب، وهو جمع سبية، وهي ثياب رقاق
بيض، فشبه الشحم الذي يعلو الجفان بها.
(وقوله) : فكان شق الباب، الشق هنا الناحية
والجانب، وأصل شق الشيء نصفه، يقال هذا شق وشقته، بمعنى واحد،
(وقوله) : وهو الحطيم، يقال سمي حطيماً لأن الناس يدحون لافيه حتى يحطم
بعضهم بعضاً، وقيل
(1/63)
لأن الثياب كانت تجرد فيه عند الطواف، على
حسب ما يأتي بعد هذا، وفرقوا اخافوا، والمعول بالعين المهملة الفأس التي
تكسر بها الحجارة، (وقوله) : لم ترع، أي لم تفزع ومن قال لم ترع، فإنما
يعني الكعبة فأضمرها لتقدم ذكرها، ومن قال: لم تزغ فمعناه لم تمل عن دينك
ولا خرت عنه، يقال زاغ عن كذا إذا خرج عنه، (وقوله) : كالأسمنة وهو جمع
سنام، وهو أعلى الظهر، فشبهها بها، ومن ر واه كالأسنة فهو جمع سنان الرمح،
شبهها بالسنة في الخضرة، (وقوله) : تنقضت مكة، أي اهتزت، (وقوله) : ذو بكة،
بكة من أسماء مكة، يقال سميت كذلك لأن الناس يتباكون فيها أي يزدحمون ويقال
بكة اسم المسجد ومكة اسم البلد.
(وقوله) : حتى يزول أخشباها، يعني جبليها، والأخشبان جبلان بمكة، و (وقوله)
: من ثلاثة سبل، أي طرق وقوله يحصد غبطة، والغبطة السرور بالشيء والفرح به،
(وقوله) : أجل، وهي كلمة بمعنى نعم، (وقوله) : حتى بلغ البنيان موضع الركن،
يعني بالركن هنا الحجر الأسود، وسمي ركناً لأنه مبني في الركن.
(وقوله) : تحاوزوا أي انحازت كل قبيلة إلى جهة،
(1/64)
(وقوله) : هلموا إلى ثوباً، هي كلمة سمي
بها الفعل، وفيها لغتان: فلغة أهل الحجاز أن لا يثنوها ولا يجمعوها ولا
يؤنثوها، ولغة غيرهم أن يثنوها ويجمعوها ويؤنثوها، وجاء القرآن على لغة
الحجاز قال الله عز وجل: والقائلين لإخوانهم هلمَّ إلينا، ومعناه أقبلوا
إلينا.
(وقول) الزبير بن عبد المطلب، في شعره: وقد كانت يكون لها كشيش.
والكشيش الصوت وقد تقدم، ووثاب ومن الوثوب، والرجز العذاب، فمن رواه الزجر
فمعناه المنع، وتتلئب تتابع في انقضاضها، (وقوله) : فبوأنا، أي أحلنا
وأوطئنا، يقال بوأته موضع كذا وكذا إذا أوطنته إياه، (وقوله) : كانت تكسى
القباطي، هي ثياب بيض وكانت تصنع بمصر، والبرود ضرب من ثياب اليمن.
(وقوله) : ابتدعت أمر الحمس، سموا حمساً لأنهم اشتدوا في دينهم على زعمهم،
مأخوذ من الحماسة وهي الشدة، (وقوله) : ويقرون أنها من المشاعر، ولمشاعر
الموضع المشهورة في الحج، لا يتم الحج إلا بها، من الشعار وهي العلامة.
(وقول) : عمرو بن معدي كرب في بيته: أعباس لو كانت شياراً
(1/65)
بالياء وبالباء معاً، معناه عارضت وأردت
المساواة في المنزلة، وقد يكون ناصبت بالباء بواحدة إظهار العداوة، (وقول)
لقيط بن زرارة في رجزه: جذم إليك، هي كلمة تزجر بها الخيل، والمعشر الجلة،
يعني العظماء ومن رواه الحلة المهملة، فمعناه الذين يسكنون في الحل،
(وقوله) : ابن عدي جميع النسابين يقولون فيه عدس بضم الدال في هذا، وأبو
عبيدة وحده يفتحها في هذا، (وقول) الفرزدق في شعره: على قرزل، هو اسم فرس
كانت لطفيل بن مالك، (وقوله) : على أم الفراخ، يعني الدماغ، والجواثم
الساكنة اللاطئة مع الأرض، وهي استعارة كما يقولون: طارت عصافير رأسه وهي
استعارة أيضاً، (وقول) جرير في بيته، ولاقى امرءاً في ضجة الخيل مصقعاً
الضجة الأصوات المختلطة، (وقوله) : مصقعاً المشهور في اللغة أن المصقع
الخطيب البليغ الفصيح، ويبعد وقوعه في هذا الموضع إلا أن يكون المصقع هنا
من صقعه إذا ضربه على شيء يابس فيشبه أن يكون مصقع في هذا البيت من هذا،
فيقال رجل مصقع كما يقال رجل محرب.
(1/66)
(وقوله) : ولا ينبغي للحمس أن يأتقطوا
الأقط ولا يسلؤا السمن، يأتقطوا أي ينعوا الأقط وهو شيء يصنع من اللبن
ويجفف فيؤكل، ويقال إنما يصنع من اللبن الحامض خاصة، ولا يسلؤا السمن أي لا
يذيبوا الزبد ويصيروه سمناً.
(وقوله) : إلا في بيوت الأدم، يعني الأخبية التي تصنع من الجلد، واللقى
الشيء الملقى، ويقال المنسي، وجمعه القاء، (وقوله) : إلا درعاً مفرجاً،
المفرج المشقوق من قدام وخلف، (وقوله) : في زيادة الرجز: أخثم مثل القعب
باد ظله، والأخثم الغليظ، والقعب قدح من جلود يحلب فيه، وباد ظله، أي هو
مرتفع (وقول) رؤبة في رجزه إذا تستبي الهيامة المرهقا، تستبي أي تذهب
بعقله، ولهيامة الكثير الهيام، وأصل الهيام داء يصيب الإبل فتشتد حرارة
أجوافها فلا تروى من الماء إذا شربت، ومنه قوله تعالى: فشاربون شرب الهيم،
والمرهق قد فسره ابن هشام، (وقول) رؤبة أيضاً: بصبصن واقشعرون من خوف
الرهق، معناه حركن اذنابهن، (وقوله) : وأنكرها رأياً، يروى بالباء والنون،
فمن رواه بالنون فمعناه أدهاها رأياً من النكر بفتح النون، وهو الدهاء، ومن
رواه بالباء فمعناه
(1/67)
ابعدهم ابتداءً لرأي لم يسبق إليه، من
البكور في الشيء، وهو أوله.
(وقوله) : معالم النجوم، يعني النجوم المشهورة، وقد فسرها ابن إسحق.
(وقوله) : فأنقض تحتها، من رواه انقض فمعناه صوت، أي تكلم بصوت خفي، تقول:
سمعت نقيض الباب ونقيض الرجل، أي صوتهما، ومن رواه فانقض فمعناه سقط تحتها
يقال: انقض الطائر إذا سقط على الشيء، وقوله: شعوب ما شعوب، من رواه بالضم
فهو جمع شعب، وهو الموضع الخفي بين جبلين، ومن رواه بفتح الشين فهو اسم
للمنية لا يصرف، و (قول) أبي طالب في بيته قيضاً بن والغياطل، يعني عوضاً
يقال قاضه بكذا أي عوضه، (وقوله) : ثم جعل ينزو.
أي يثب يقال نزاً ينزو إذا وثب، وأسند في جبله، أي علا فيه وارتفع.
(وقوله) : إذا أقبل رجل من العرب، وهو أسود بن قارب، (وقوله) : اللهم
غفراً، هي كلمة تقولها العرب إذا أخطأ الرجل يعني أو دونه بقليل، (وقوله) :
عجبت للجن وإبلاسها، يقال أبلس الرجل، إذا سكت ذليلاً ومغلوباً، والإياس
واليأس واحد،
(1/68)
والقلاص الإبل الفتية، والأحلاس جمع حلس،
وهو كساء أو جلد يوضع على ظهر البعير ثم يوضع عليه الرحل ليقيه من الدبر،
وقوله في الشعر: وشدها العيس، والعيس الإبل البيض الكرام، (وقوله) : وأسيد
بن سعية، وقع في الرواية بضم الهمزة وبفتحها، وسعية بالياء المثناة النقط
وبالنون أيضاً، واسيد بفتح الهمزة هو الصواب فيه، وقال الدارقطني وكذلك سعى
بالياء، وهو الصواب فيه، وكذلك قيده الدارقطني، وعبد الغني، (وقوله) :
أتوكف خروج نبي، متعناه أنتظر واستشعر وأظل زمانه، معناه اشرف عليكم وقرب،
(وقوله) : من أهل أصبهان، كذا وقع بفتح الهمزة، وقيده البكري إصبهان بكسر
الهمزة.
(وقوله) : وكان أبي دهقان قريته، الدهقان شيخ القرية، العارف بالفلاحة وما
يصلح بالأرض من الشجر، يلجأ إليه في معرفة ذلك، (وقوله) : حتى كنت قطن
النار، قطن النار هو خادمها الذي يخدمها ويمنعها من أن تطفأ لتعظيمهم
إياها.
(وقوله) : الأسقف في الكنيسة، وهو عالم النصارى الذي يقيم لهم أمر دينهم،
ويقال أسقف بالتخفيف أيضاً، (وقوله) : إني لفي رأس عذق، العذق بفتح العين
النخلة، وبكسر العين الكباسة، وهو عنقول النخلة، وبنو قيلة، وقد فسره
(1/69)
ابن هشام، (وقول) النعمان بن بشير في شعره:
بهاليل من أولاد قيلة لم يجد
البهاليل جمع بهلول وهو السيد، ومساميح أجواد كرام وأبطال شجعا، ويراحون
يهتزون، والنحب النذر وما يجعله الإنسان على نفسه، (وقوله) : فلما سمعتها
أخذتني العرواء، ويقال أصابته العرواء أي أخذته الرعدة، وفلام يعرى من
الحمى أي يرتعد، (وقوله) : فلكمني لكمة شديدة، أي ضربه بجمعه: واللكم شبيه
اللكز، (وقوله) : وقد تبع جنازة رجل من أصحابه، وهو كلثوم بن الهرم،
(وقوله) : وعلي شملتان، الشملة الكساء الغليظ يشتمل به الإنسان أي يلتحف،
ولرق العبودية، (وقوله) : أحييها له الفقير، أي بالحفر وبالغرس، يقال فقرت
الأرض إذا حفرتها، ومنه سميت البئر فقيراً، وقال الوقشي الصواب هنا
بالتفقير وأراد الوقشي هنا المصدر وهو الأحسن، والودية وجمعها الودي فراخ
النخل الصغار (وقوله) ففقر لها أي احفر لها (وقوله) بين غيضتين الغيضة
الشجر الملتف، (وقوله) : فخلص منهم أربعة نفرٍ نجياً، النجي الجماعة
يتحدثون سراً عن غيرهم، ويقع للاثنين والجماعة بلفظ واحد، قال الله تعالى:
(1/70)
فلما استيأسوا منه خلصوا نجياًّ، فوقع ههنا
على الجماعة. (وقوله) : فقحنا وصأصأتم، قد فسرها ابن إسحق، (وقوله) : ونهى
عن قتل المؤودة، المؤودة شيء كان يفعله بعض العرب، كان إذا ولدت له بنت
دفنها في التراب أو في الرمل حية، وأصل وأد أثقل، فسميت الموؤدة لأنها
أثقلت بالتراب. (وقوله) : بادى قومه، بغير همز، أي أظهر، ومن رواه باد
بالهمز فمعناه ابتدأ (وقوله) : فإنه يبعث أمة واحدة، أي واحداً يقوم مقام
جماعة، و (وقوله) : ابن رياح بن رزاح، ابن راح روي هنا بفتح الراء وكسرها،
ورزاح بفتح الراء يقوله الدارقطني.
تفسير غريب أبيات زيد بن عمرو بن نفيلٍ
(وقوله) :
عزلت اللّات والعزىَّ جميعاً
وقوله
................. ... ولا صنمي بني عمرو وغنماً.
هذه كلها أسماء أشياء كانوا يعبدونها من دون الله تعالى، (وقوله) : فيربل،
يقال ربل الطفل يربل إذا شب وعظم، والربل ما أخضر من الشجر أيضاً في زمن
القيظ، وثاب يوماً، أي رجع، وقوله: "
(1/71)
كما يتروح الغصن المطيرُ" أي يهتز ويخضر،
(وقوله) : لا تبوروا أي لا تهلكوا.
تفسير غريب قصيدة زيد بن عمرو بن نفيل
ويقال هي لأميّة بن أبي الصلت، (وقوله) :
وقولاً رصيناً لا يني الدهر باقياً، الرصين الثابت المحكم، (وقوله) : لا
يني، أي لا يفتر ولا يضعف، والردى الهلاك، (وقوله) : حنانيك، أي تحنناً بعد
تحنن، والحنان والرحمة، والعطف (وقوله) : أدين إلهاً، أي أعبد إلهاً،
(وقوله) : سويت هذه، يعني الأرض، وأشار إليها للعلم بها، ورفعت هذه، ويعني
السماء. (وقوله) : أرفق إذا بك بانياً، أي ما أرفقك على معنى التعجب، كما
قال الله تعالى: اسمع بهم وأبصر، وقوله منيراً، يعني القمر، (وقوله) :
ضاحياً أي بارزاً للشمس، (وقوله) : رابياً، أي ظاهراً على وجه ألأرض،
(وقوله) : الق سيباً، السيب العطاء والرحمة، (وقوله) : واسم الحضرمي عبد
الله بن عباد، كذا وقع،
(1/72)
والصواب عماد موضع عباد، قاله ابن الدباغ
وابن أبي الخصال وغيرهما.
تفسير أبيات غريب زيد بن عمرو بن نفيل أيضاً
(وقوله) : صفي ما دأبي ودأبه، الدأب العادة فسهل هنا همزته بسبب القافية.
(وقوله) : مشيع، هو الجري الشجاع، والذلل
السهلة التي قد ارتاضت، (وقوله) : دعموص أبواب الملوك، الدعموص
دويبة تغوص في الماء، مرة بعد مرة يشبه بها الرجل الذي يكثر الولوج في
الأشياء، فيعني أن يكثر الدخول على الملوك، وجائب أي قاطع يقال جاب الأرض
يجوبها إذا قطعها، والخرق الفلاة الواسعة، والأقران هنا جمع قرن وهو الحبل،
ويوهى أي يشق، والإهاب الجلد، وصلابه جمع صلب، (وقوله) : لا يواتيني أي لا
يوافقني، (وقوله) : في السجع: لبيك حقاً حقاً تعبداً ورقاً، والرق
العبودية، وعان أسير، وراغم متذلل، (وقوله) : تجشمني أي تكلفني ولخال
(1/73)
هنا الخيلاء والتبر، والمهجر الذي يسير في
الهاجرة أي القائلة، (وقوله) : كمن قال يريد كمن استراح في القائلة ولم
يسر. (وقول) زيد بن عمرو في شعر له أيضاً: دحاها فلما رآها استوت، دحاها أي
بسطها وأرسى أي أثبتها عليها وثقلها بها، والمزن السحاب، وقال بعضهم هو
السحاب الأبيض، وشجا جمع سجل، وهو الدلو المملوءة ماء، فاستعارها لكثرة
المطر، وقول زيد أيضاً في الرجز: لا هم إني محرم لا حله، أراد اللهم فحذف
الألف واللام، ومحرم أراد من أهل الحرم ولا حله، أراد أهل الحل، وهو ما خرج
عن الحرم والحلة، والمحل المنزل، والصفا المعلوم بمكة، وميفعة موضع، واصله
الموضع المرتفع من البقاع وهو ما ارتفع من الأرض، (وقول) ورقة ابن نوفل في
شعره يبكي زيد بن عمرو بن نفيل: وتركك أوثان الطواغي كما هيا، الطواغي جمع
طاغية، وهو هنا ما عبد من دون الله تعالى، (وقوله) : وظنوا أنهم يعزونني،
أي يغلبونني، يقال: عز الرجل الرجل، إذا غلبه، ومنه قوه تعالى: وعزني في
الخطاب. أي غلبني، ومعنى القسط العدل، ومعنى القدس التطهير.
انتهي الجزء الثالث بحمد الله وعونه
(1/74)
بسم الله الرحمن
الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله
الجزء الرابع
(وقوله) : وكان واعيةن أي حافظاً، من وعى العلم يعيه، إذا حفظه، وأدلخت
التاء في واعية للمبالغة، (وقوله) : حتى تحسر البيوت، أي تبعد ويتخلى عنها،
والشعاب المواضع الخفية بين الجبال، وحراء جبل بمكة، (وقوله) : يجاور في
حراء، أي يعتكف، (وقوله) : مما تحنث به قريش، قد فسره ابن هشام على أنهم
يريدون بن الحنفية، فأبدلوا من الفاء ثاءً، كذا قال ابن هشام، والجيد فيه
أن يكون التحنث هو الخروج من الحنث أي الإثم، كما يكون التأثم الخروج عن
الإثم، لن تفعل قد تستعمل في الخروج عن الشيء وفي الانسلاخ عنه، ولا يحتاج
فيه إلى الإبدال الذي ذكره ابن هشام، (وقوله) : فغتني، يقال غتني بالتاء،
وغطني
(1/75)
بالطاء أيضاً، معناه شدني وآفاق السماء
نواحيها، (وقوله) : مضيفاً إليها، أي ملتصقاً بها، يقال: أضفت إلى الرجل،
إذا ملت نحوه ولصقت به، ومنه سمي الضيف ضيفاً، وقدوس قدوس معناه طاهر طاهر.
وأصله من التقديس وهو التطهر ومنه بيت المقدس، والأرض المقدسة المطهرة،
(وقوله) : لقد جاءه الناموس، اصل الناموس هو صاحب سر الرجل في خيره وشره،
فعبر عن الملك الذي جاءه بالوحي به، والهاء في (قوله) : ولتكذبنه وافي ما
بعدها للسكت، كذا جاءت الرواية بسكونها وقد كان تحتمل أن تكون ضميراً
منتصباً بالفعل لكن كذا جاءت الرواية، (وقوله) : فقبل يافوخه، اليافوخ وسط
الرأس، (وقوله) : فتحسرت، قد فسره بقوله: ألقت خمارها، ويقال أيضاً: تحسر
الرجل إذا ألقى عمامته من رأسه، (وقوله) : ولا يستطيع بها، أي لا يقوى
عليها يقال: رجل مستطيع بكذا أي قوي عليه، وقال بعض المفسرين: في وقله
تعالى: أولو العزم من الرسل: هم نوح وإبراهيم وموسى ومحمد صلى الله عليهم
وسلم، (وقوله) : ما ودعه وقلاه، وفي رواية الخشني ودعه بالتخفيف وهي لغة
شاذة،
(1/76)
وقد روي في بعض القراءات وما ودعك ربك
بالتخفيف، وما قلى أي ما أبغضك، تقول: قليت الرجل، إذا أبغضته، (وقوله) :
ما صرمك، أي ما قطعك والصرم القطيعة، (وقوله) : من الفلج، أي من الظهور
والنصر والظفر يقال: فلج الرجل على خصمه إذا ظهر عليه، (وقول) أمية في
شعره:
إذا أتى موهناً وقد نام صحبي، الموهن ساعة من الليل، والبهيم الشديد
السواد، ليس فيه ضياء، وكذلك البهيم في ألوان الخيل، هو الذي ليس فيه بياض
من غرة ولا تحجيل ولا غير ذلك، (وقول) جرير: من خلل الستور سواج.
يعني من الشق الذي يكون بينهما يعني ستور الهوادج، (وقول) أبي خراش في
بيته: إلى بيته يأي الضريك إذا شتا، الضريك الفقير، والمستنبح الذي يضل
بالليل فينبح نباح الكلاب لتسمعه الكلاب تجاوبه، فيعلم مواضع البيوت
فيقصدها، بالي الدريسين، والدريس الثوب الخلق وثناه لأنه أراد به الإزراء
والرداء، وهو أقل ما يكون للرجل من اللباس، وقول) أبي طالب: بميزان قسط،
سيأتي تفسيره في القصيدة التي وقع فيها هذا البيت، (وقول) لفرزدق:
(1/77)
ترى الغر الجحاجح من قريش، الغر المشهورون،
واصله البيض وهو جمع أغر، والجحاجح السادة واحدهم جحجاح وكان الأصل أن
يقول: الحاجيح بالياء فحذفها لإقامة زن الشعر، والحدثان حوادث الدهر
وصروفه، وهذا الشعر يقوله الفرزدق يمدح به سعيد بن العاصي، وكان حينئذٍ
أمير المدينة من قبل معاوية، رحمه الله، وكان يوليه معاوية سنة ويولي مروان
سنة أخرى، فأنشد الفرزدق سعيد بن العاصي بحضرة مروان هذه القصيدة وفيها
البيت المتقدم ويتصل به:
قياماً ينظرون إلى سعيد ... كأنَّهمُ يرونْ به الهلالا
فقال له مروان قل قعوداً ينظرون،................
فقال: لا أقول إلا قياماً، وإنك يا أبا عبد الملك لصافن من بينهم يقال: صفن
الفرس إذا وقف على ثلاث قوائم ورفع واحدة، وصفن الرجل أيضاً إذا رفع إحدى
قدميه ووقف على الأخرى، وقوله ولا فحاشاً فظاً، الفظ الغليظ القاسي،
(وقوله) : ما ترى من هذه الأزمة، الأزمة هي الشدة، وأراد بها سنة القحط
والجوع، يقال: وأزم يأزم وأزم يأزم، إذا اشتد، (وقوله) : والله
(1/78)
لا يخلص إليك أبداً، أي لا يوصل إليك يقال:
خلصت إليه أي وصلت إليه.
تفسير غريب أبيات حارثة والد زيد بن حارثة
(وقوله) : أغالك بعد السهل، يقال غاله الشيء إذا أهلكه، والأوبة الرجوع.
(وقوله) : بجل، هي كلمة بمعنى حسب ومعناهما جميعاً الاكتفاء بالشيء.
(وقوله) : وقوله: إذا غربها، أفل، الأفول غيبوبة الشمس، يقال: أفلت الشمس
إذا غابت، ونسب الأفول إلى الغروب واتساعاً ومجازاً، والأرواح جمع ريح جمعه
على الأصل لأن الأصل فيه الواو، والوجل الخوف، والنص أرفع السير، والعيس
الإبل البيض الكرام، (وقوله) : إلا كانت عنده فيه كبوة، يعني تأخراً وقلة
إجابة وهو من قولهم كبا الزند إذا لم يور ناراً، رؤبة بن العجاج: وانصاع
وثاب بها وما عكم، انصاع معناه ذهب، (وقوله) : عكم، فسره ابن هشام، (وقوله)
: قد أنصف القارة من راماها، وهو بيت رجز وقبله،
(1/79)
إنا إذا ما فئة نلقاها نرد أولاها تعلى
أخراها وكانت القارة لا يقوم لهم أحد، فجاء قوم من رماة الفرس فعارضوهم في
الرمي، فقال الناس: قد أنصف القارة من راماها جرى مثلاً.
(وقوله) : وخنيس بن حذافة، خنيس كان زوج حفصة
وج النبي صلى الله عليه وسلم، (وقوله) : في نسب خنيس هذا: ابن سعيد
بن سهم، كذا وقع هنا وصوابه سعد، وإنما سعيد ابنه، (وقوله) : أسيد بن عبد
الله بن عوف بن عبيد. كذا وقع، والصواب أسيد بن عبد عوف قاله ابن الكلبي،
وأبو عمر بن عبد البر، (وقوله) : وامرأته أميمة بنت خلف، أميمة هنا روى
بالميم والنون، وأمينه، بالنون ولياء هو الصواب، (وقوله) : في نسب أمينه
هذه: ابن بياضة بن سبيع، كذا وقع هنا، وصوابه: يثيع بياء مضمومة مثناة
النقط وثاء مثلثة، قاله ابن الدباغ وغيره، في نسبها أيضاً: ابن خثعمة بن
سعد، كذا وقع هنا بخاء معجمة مفتوحة وصوابه جعثمة بجيم مكسورة وعين ساكنة
وثاء مثلثة مكسورة، قاله ابن الدباغ، أيضاً. (وقوله) : وأبو حذيفة واسمه
مهشم. أبو حذيفة هذا، اسمه قيس بن عتبة وإنما مهشم أبو حذيفة بن المغيرة بن
عبد
(1/80)
الله بن عمر بن مخزوم، (وقول) أبي ذؤيب
الهذلي في شعره يصف أتن وحش، الأتن جمع أتان وهي الأنثى من الحمر، وكأنهن
ربابة، خرقة تلف فيها القدح، وتكون أيضاً جلداً تلف فيه القدح، (وقوله) :
يسر، وهو الذي يدخل في الميسر، والقداح جمع قدح وهو السهم، ويصدع قد فسره
ابن هشام، (وقوله) : فضربه بلحيي بعير فشجه، وهو تثنية لحي واللحي هو العظم
الذي عليه الخد وهو من الإنسان العظم الذي تنبت عليه اللحية، وشجه جرحه،
(وقوله) : وحدب على فلان إذا كان عاطفاً عليه ومانعاً له، (وقوله) : لا
يعتبهم من شيء، أي لا يرضيهم، يقال استعتبني فأعتبته أي أرضيته وأزلت
العتاب عنه، (وقول) ابن إسحق: وأبو البختري واسمه العاصي بن هشام، وقال ابن
هشام: وأبو البختري العاصي بن هشام، وافق ابن الكلبي ابن إسحق على هشام
وواق مصعب الزبيري ابن هشام عل هاشم، (وقوله) : ثم شري الأمر بينه وبينهم،
معناه كثر وتزيد، يقال شري البرق يشري، إذا كثر لمعانه، ويقال شري الرجل
أيضاً إذا غضب،
(1/81)
ومنه سميت الخوارج الشراة لأنهم اشتروا
أنفسهم من الله تعالى أي باعوها يقال: شريت الشيء إذا بعته واشتريته،
(وقوله) وتضاغنوا أي تعادوا، والضغن العداوة والحقد، (وقوله) : فتذامروا،
أي حض بعضهم بعضاً، (وقوله) : أو ننازله وإياك، يعني نحاربك يقال: تنازل
القوم إذا تحاربوا، (وقوله) : ولا خذلانه، أي ولا تركه، يقال: خذلت الرجل،
إذا تركته ولم تنصره، (وقوله) : أنهد فتى في قريش، يعني أشده وأقواه،
والفرس النهد هو الغليظ، (وقوله) : فلك عقله، أي ديته، (وقوله) : لبيس ما
تسومونني، أي تكلفونني، يقال: سميت الرجل كذا وكذا إذ كلفته، (وقوله) :
ومظاهرة القوم علي، يريد إعانتهم، يقال: ظاهر فلان إذا عاونه، (وقوله) :
فحقب الأمر، أي زاد واشتد وهو من قولهم: حقب بوله إذا امتسك، (وقوله) :
وتنابذ القوم، أي تركوا ما كان بينهم من عهد.
(وقول) أبي طالب في شعره: ألا ليت حظي من حفاظكم بكرُ، الحفاظ والحفيظة
الغضب، وقال بعضهم لا يكون الحفاظ إلا الغضب في الحرب خاصة، والقول الأول
أصح، ويروى من حياطتكم والحياطة
(1/82)
معلومة والبكر الفتي من الإبل، والخور جمع
أخور وهو الضعف، وقوله: حبحاب يروى بالخاء المعجمة وبالحاء المهملة
والمجيم، قال ابن سراج: الجبجاب الكثير الكام، فاستعاره هنا للدعاء
والحبحاب بالحاء غير معجمة، القصير، وبالخاء معجمة الضعيف، والفيفاء القفر،
ووبر دويبة على قدر الهرة، (وقوله) : تجرجما، أي سقطا وانحدرا، يقال تجرجم
الشيء إذا سقط، وذو علق، جبل في ديار بني أسد، (وقوله) : هما أغمزا للقوم،
أي سباً لهم، الطعن فيهم، يقال: غمزت الرجل إذا طعنت فيه.
والصفر الخالي من الآنية وغيرها، (وقوله) : إلا أن يرس له ذكر، معناه أن
يذكر ذكراً خفياً، يقال: رسست الحديث به في خفاء، (وقوله) : من نسلنا شفر،
أي أحد يقال ما بالدار أحد، وما بها شفر، وما بها كتبع، وما بها غريب وما
بها دبيح وما بها نافخ صرمة، كلها بمعنى واحد يعني ما بها أحد.
تفسير غريب أبيات أبي طالب
(وقوله) : فعبد مناف سرها وصميمها، أي خالصها وكريمها، يقال: فلان من سر
قومه، إذا كان من أشرافهم، (وقوله) : غثها
(1/83)
وسمينها، أصل الغث اللحم الضعيف، فاستعاره
هنا لمن ليس نسبه هناك، طاشت حلومها أي ذهبت عقولها، (وقوله) : ثنوا: أي
عطفوا وصعر الخدود، أي مائلة، يقال: صعر خده إذا أماله إلى جهة، فعل
المتكبر، قال الله تعالى: ولا تصعر خدك للناس.
(وقوله) : وتضرب عن أحجازها، يريد عن مواضعها
المانعة، ومن رواه عن أحجارها فيعني عن منازلها وبيوتها، (وقوله) :
بنا انتعش لعود الذواء، انتعش ههناغ معناه حيي وظهرت فيه الخضرة، واصل نعش
فع يقال: نعشه الله أي رفعه، ومنه سمي النعش نعشاً، والعود لذواء الذي جفت
رطوبته ولم ينته إلى حد اليبس، والأكناف النواحي، وار ومها جمع أرومة وهي
الأصل، (وقوله) : فما هو بزمزمة الكاهن ولا سجعه، الزمزمة كلام خفي لا
يفهم، والسجع أن يكون الكلام المنثور له نهايات كنهايات الشعر، (وقوله) :
بخنقه، يريد الاختناق الذي يصيب المجنون، والتخالج اختلاج الأعضاء وتحركها
عن غير إرادة، والوسوسة ما يلقيه الشيطان في نفس الإنسان، (وقوله) : رجزه
وزجه وقريضة ومقبوضة
(1/84)
ومبسوطة، وهذه كلها أنواع من الشعر،
(وقوله) : فما هو بنفثه ولا عقده إشارة إلى ما كان يفعل الساحر من أن يعقد
خيطاً ثم ينفث عليه، ومنه قوله تعالى: ومن شر النفاثات في العقد، يعني
الساحرات، (وقوله) : إن أصله لعذق، العذق الكثير الشعب والأطراف في الأرض،
ومن رواه غدق بالغين المعجمة ولدال المهملة فمعناه كثير الماء، (وقوله) :
وإن فرعه لجناة، أي فيه ثمر يجنى، (وقوله) : بسبل الناس أي بطرقهم، واحدها
سبيل، (وقول) العجاج في رجزه مضبر اللحيين: المضبر الشديد الخلق، واللحيان
العظمان اللذان في وجهه، والبسر فسره ابن هشام، (وقوله) : منهشاً أي كثير
النهش أي العض، ودهماء لعرب عامتهم وجماعتهم.
تفسير غريب قصيدة أبي طالب وهي القصيدة اللامية
(قوله في أول بيت من القصيدة) : وقد قطعوا كل العرى ولوسائل، والوسائل جمع
وسيلة
(1/85)
وهي القربة، ويقال وسل إلى ربه وسيلة إذا
تقرب بعمله غليه، والوسيلة المنزلة عند لملك، وأظنة جمع ظنين وهو المتهم،
والأنامل أطراف الأصابع.
(وقوله) : بسمراء سمحة، يعني فتاة تسمح بالانعطاف عند هزها، والعضب القاطع
والمقاول الملوك، ويقال: الذين يخلفون الملوك إذا غابوا، ولوصائل ثياب حمر
فيها خطوط كان البيت يكسى بها، (وقوله) : كل نافل يعني كل متبري.
يقال: أنتفل من كذا أي تبرأ منه، فاستعمل اسم
الفاعل الثلاثي غير المزيد، قال الأعشى: لا تقلنا من دماء القوم
ننتفل، وإساف ونائله صنمان كانان بمكة في الجاهلية، (وقوله) : موسمة
الأعضاد، يعني معلمة، والسمة العلامة، والقصرات أصول الأعناق، واحدتها
قصرة، ومخيسة مذللة، والسديس من الإبل الذي دخل في السنة الثامنة، والبازل
الذي خرج نابه، وذلك في السنة التاسعة. (وقوله) : ترى الودع فيها، يعني في
أعناقها والودع الخرز، والعثاكل الأغصان التي ينبت عليها الثمر واحدها
عثكال وعثكول، وحذف الياء من العثاكيل ضرورة، وثور وثبير وحراء جبال بمكة،
(وقوله) : اكتنفوه، أي
(1/86)
أحاطوا به، ومن رواه كثفوه، فمعناه ازدحموا
حوله من الشيء الكثيف وهو الملتف، (وقوله) : واشواط بين المروتين، الشوط
الجري إلى الغاية مرة واحدة، واراد بالأشواط هنا السعي بين الصفا والمروة،
والتماثل الصور واحدها تمثال وأسقط الياء ضرورة والإل جبل بعرفة، والشراج
مسايل الماء في الحرة، والقوابل التي يقابل بعضها بعضاً، ويقال هي رس
السواقي، والمقربات الخيل التي تقرب مرابطها من البيوت لكرمها.
والوابل المطر الشديد، وصمدوا قصدوا، والحصاب موضع رمي الجمار، مأخوذ من
الحصباء، وه مصدر نقل إلى المكان، (وقوله) : وحطمهم سمر السفاح.
الحطم الكسر السمر من شجر الطلح، وسكن الميم تخفيفاً، كما قالوا في عضد
عضد، ومن ضم السين فإنه نقل حركة الميم إليها ثم أسكن الميم، والسفاح جمع
سفح وهو عرض لجبل، ويقال: هو أسفله حيث يسيل ماؤه، والسفح أيضاً اسم عم
لموضع، والسرح شجر، والشرق نبات، والوخد السير السريع، والجوافل لذاهبة
المسرعة، والعدى جمع عاد من عدا عليه يعدو، كما قالوا غاز وغزى وعاف وعفى،
وترك وكابل
(1/87)
جيلان من العجم، (وقوله) : أمركم في تلاتل
أي في حركة واضطراب، ومن رواه في بلابل فهي وساوس الهموم، واحدها بلبال،
(وقوله) : نبري معناه نسلب ونغلب عليه، (وقوله) : ونناضل، أي نرامي
بالسهام، والحلائل الزوجات واحدتها حليلة، والروايا هنا الإبل التي تحمل
الماء، والصلاصل جمع صلصلة وهي بقية الماء، قال أبو وجرة السعدي:
ولمْ يكنْ ملكٌ لقومْ ينزلهمْ ... إلاَّ صلاصلَ لا تلوي على حسبِ
ويروى تلوى، (وقوله) : حتى ذا الضغن يركب ردعه،
الضغن العداوة، ويقال ركب ردعه إذا سقط على وجهه فيدمه، والأنكب
المائل إلى جهة، وسيدع سيد، وباسل شجاع كريه، (وقوله) : وحولاً مجرماً يعني
مكملاً يقال: تجرمت السنة، إذا تقضت ولذمار ما تلزمك حمايته، وذرب فاسدٌ،
ومواكل الذي يتكل على غيره، (وقوله) : ثمال اليتامي، يقال: فلان ثمال لبني
فلان، إذا كان يقوم بأمرهم ويكون أصلاً لهم وغياثاً، (وقوله) : لم يربع أي
لم يقم ولم يعطف، والجامل اسم الجماعة الجمال، ومثله باقر اسم جماعة البقر،
(وقوله) : ثم خاتل، الختل الخدع والغدر،
(1/88)
(وقوله) : ويلي لنا بالله، أي يقسم ويحلف
والألية اليمين، والتلعة المشرف من الأرض وهي أيضاً مجرى الماء من حرف
الوادي إلى وسطه، (وقوله) : بين أخشب فمجادل، الأخشبان جبلان بمكة فجمعهما
مع ما اتصل بهما على غير قياس، وقياسه الأخاشب، ومن رواه بفتح الشين، فقد
أفرده، ومراده به التثنية لشهرة الأحشبين، والمجادل القصور والحصون في رؤوس
الجبال، والكاشح العدو، والدغاول الأمور الفاسدة، ونجد هنا ما ارتفع من
بلاد الحجاز، وقوله ويخفي عارمات الدواخل، من رواه عارمات بالراء فهي
الشدائد ومن رواه بالزاي فهي التي عزم على إنفاذها، والدواخل بالدال
المهملة والخاء المعجمة النمائم والإفساد بين الناس والذواجل بالذال
المعجمة والحاء المهملة والعداوات، مأخوذ من الذحل وهو طلب الثأر. (وقوله)
: من الخصوم المساجل، من رواه بالجيم فهم الذين يعارضونه في الخصومة
ويغالبونه، واصله من المساجلة، وهو أن يأتي الرج بمثل ما أتى به صاحبه. ومن
رواه بالحاء المهملة فهم الخطباء لبلغاء، واحدهم مسحل، (وقوله) : ساموك
خطة، أي كلفوك، (وقوله) :
(1/89)
فلست بوائل، أي لست بناج، يقال ما وأل من
كذا، أي ما نجا منه، وفي الخبر فلا وألت نفس الجبان أي لا نجت، (وقوله) :
لا يخس شعيرة، أي لا ينقص ويروى لا يخيس، من قولهم خاس بالعهد إذا نقضه
وأفسده، وعائل حار، (وقوله) : قيضاً، أي عوضاً يقال: قضته كذا من أي عوضته،
والغياطل من بني سهم وقد فسره ابن هشام، وألبوا اجتمعوا. والطمل الرجل
الفاحش، والطمل أيضاً الفقير، (وقوله) : كل واغل، أي كل ملصق بكم ليس من
صميمكم واصل الواغل الدخل على القوم وهو يشربون ولم يدع، والمراجل القدور،
واحدها مرجل، وقال بعض الغويين: هي القدور من النحاس خاصة، (وقوله) : نثئر
ما صنعتم، أي نأخذ بثأرنا منكم، ومن رواه نبتئر فمعناه ندخره حتى ننتصف
منكم، ويقال ابتأرت الشيء غذ خبأته وادخرته، واللقحة لناقة أي اللبن،
(وقوله) : غير باهل يقال ناقة باهل أي غير مصرورة لكل حالب، (وقوله) : لكنا
أسى، هو جمع أسوة وهي القدوة أي لاقتدى بعضنا ببعض في الدفع عنهم، ويقال
إسوة أيضاً بكسر الهمزة،
(1/90)
(وقوله) : أشم أي عزيز، والبهاليل السادة،
واحدهم بهلول، وكلفت أولت، والأرومة الأصل، (وقوله) : سورة المتطاول، من
رواه بضم السين فالسورة هنا المنزلة، ومن رواه بفتحها فالسورة الشدة
والبطش، وحدبت عطفت ومنعت، والذرى جمع ذروة، وهي أعلى ظهر البعير، والكلاكل
جمع كلكل وهو معظم الصدر. (وقوله) : أهل الضواحي يعني أهل البادية وأصله من
ضحى الشمس يضحي إذا برز غليها، فلما كان أهل البادية في الغالب ليس لهم
جدران يستترون بها، انقطع بعضه عن بعض، والإكليل خيط منظوم، ومنه يقال:
تكلل السحاب إذا علا بعضه بعضاً واتصل، (وقوله) : من ولد نعيلة أخي غفار،
وروى بالنون والثاء المثلثة النقط، ونعيلة بالنون هو الصواب، وكذلك قيده
الدارقطني، وقال هو مفرد لا نظير له.
تفسير غريب قصيدة أبي قيس بن الأسلت
(وقوله) .. فبلغن مغلغلة عني لويّ بن غالب، المغلغلة الرسالة، والناصب
المعي التعب، (وقوله) شرجين، أي نوعين، والأزمل الصوت، والمذكي الذي
(1/91)
يوقد النار، والحاطب الذي يجمع الحطب.
(وقوله) : كوخز الأشافي. الوخر الطعن، والأشافي جمع إشفى وهي التي يخرز
بها، وإحرام الظباء يعني التي يحرم صيدها في الحرم. والشوازب الضامرة
البطون، والمراحب المواضع المتسعة، والغول هنا المنية، وتبري تقطع والسديف
لحم الظهر. والسنام الظهر، والغارب أعلى الظهر، والأتحمية ضرب من برود
اليمن، والشليل ثياب تلبس تحت الدروع، ويقال هي الدروع بعينها. (وقوله) :
أصداء، يعني دروعاً متغيرة بالصدأ. والسوابغ الدروع الكاملة، والقتير
مسامير حلق الدرع، والجنادب ذكور الجراد واحدها جندب، ورخيم معناه ثقيل.
(وقوله) : لا تشوي. أي لا تخطي، وتنتحي معناه تعتمد وتقصد. وحرب داحس قد
ذكره ابن هشام. (وقوله) : كريم الضرائب. الضرائب الطباع، ومن رواه المضارب،
فهي أطراف السيوف فاستعارها هنا، والضلال الأمطار المتفرقة، ومن رواه
الضلال فهو معلوم، والثواقب النجوم، ومنه قوله تعالى: النجم الثاقب.
والذوائب الأعالي. والأحلام العقول. وغير عوازب. أي غير بعيدة. (وقوله) :
سرة البطحاء سرة الشيء خيره
(1/92)
وأعلاه، وشم مرتفعة، والأرانب جمع أرنبة
الأنف، وهو الذي فيه ثقب الأنف. (وقوله) : غير أشائب. أي غير مختلطة يعني
أنها خالصة النسب. (وقوله) : خير أهل الجباجب. الجباجب المنازل واحدها
جبجبة. (وقوله) : وسط المواكب. هو جمع موكب وهي الجماعة من الخيل. (وقوله)
: فصلوا ربكم. صلوا هنا بمعنى ادعوا. (وقوله) : بين الأخاشب. أراد الأخشبين
وهما جبلان بمكة فجمعهما مع ما يليها. والقاذفات أعالي الجبال. (وقوله) :
في رؤوس المناقب. المناقب هنا الطرق في أعالي الجبال واحدها منقبة. (وقوله)
: بين سافٍ وحاصب. السافي الذي أصابه الغبار، والحاصب الذي أصابته الحصباء،
وهي الحجارة، وهو على معنى النسب، كما قالوا تامر ولابن، وقد يكون السافي
الذي يثير الغبار، والحاصب الذي يثير الحصباء، أي يقتلعها. (وقول) الربيع
بن زياد في بيته: عواقب الأطهار. الأطهار هنا جمع طهر من الحيض. (وقول) قيس
بن زهير في شعره: وعلى الهباءة فارس ذو مصدق! الهباءة اسم موضع. (وقوله) :
لن ترثوا. من رواه ترثوا بالثاء المثلثة فهو
(1/93)
من الرثاء، ومن رواه تربوا بالباء بواحدة
وتاء مضمومة فهو بمعنى التربية، ومن رواه تربوا بفتح التاء فمعناه تصيرونه
رباً عليكم أي أميراً، وتبيد أي تهلك. (وقول) قيس أيضاً في شعره: مرتعه
وخيم، أي ثقيل. (وقول) الحارث بن زهير في شعره: عنده قصد العوالي. القصد
جمع قصدة وهي القطعة المتكسرة، والعوالي أعالي الرماح، (وقوله) في نسب سويد
بن صامت بن حبيب بن عمرو. وقع في الرواية هنا حبيب وحبيب وحبيب بتشديد
الياء وتخفيفها، والصواب فيه حبيب بفتح الحاء وكسر الباء. (وقوله) : غرة.
أي غفلة. (وقوله) : يروع قومه، أي يصرف ويرد قال الشاعر: ورع عنهم سنن
الفحول. أي يكفها ويمنعها، ومنه الورع إنما هو الكف عن المحارم. (وقول)
حكيم بن أمية في شعره: وأهجركم ما دام مدل ونازع.. المدلي المرسل الدلو،
والنازع الجاذب لها. (وقوله) : غمزوه. أي طعنوا فيه بالقول. (وقوله) :
ليرفوه، أي يهدئه ويسكنه. (وقوله) صدعوا. أي شقوا، والفرق حيث يتفرق الشعر
في مقدم الجبهة. (وقوله) : إلى نادي قريش. النادي مجلس القوم. (وقوله) :
(1/94)
متوشحاً قوسه. أي تقلد قوسه كما يتقلد
السيف، والقنص الصيد. (وقوله) لم يعقب أي لم يتوقف. (وقوله) : من السطة
يعني من الشرف، يقال فلان من سطة قومه أي من أشرافهم، والرئي والرئي بفتح
الراء وكسرها ما يتراءى للإنسان من الجن، والتابع هاهنا من يتبع من الجن.
(وقوله) : ويعز عليه عنتهم. العنت ما يشق على الإنسان فعله، وقد يكون العنت
الهلاك، وقد يكون العنت الزنا في قوله تعالى: لمن خشي العنت منكم. قاله بعض
المفسرين، وقد يكون في الآية بمعنى الهلاك لأنه إذا وقع في الزنا فقد هلك.
(وقوله) : حزيناً أسفاً. الأسف الغضبان الشديد الغضب. (وقوله) : ممتقعاً
لونه. أي متغيراً. يقال امتقع لون الرجل وانتقع بالميم والنون جميعاً،
ومعناهما تغير. (وقوله) : ما رأيت مثل هامته ولا قصرته. الهامة هنا الرأس
والقصرة أصل العنق، ومنه قول امرئ القيس: وهبته في الساق والقصرات.
(وقوله) : وأحاديث رستم واسبنديار. هما حكيمان
من حكماء الفرس. (وقول) ذي الرمة في شعره: دبابة في عظام الرأس
خرطوم.. الدبابة الخمر والخرطوم
(1/95)
أيضاً من أسمائها. (وقول) ذي الرمة أيضاً
في شعره: طوى النحز والأجراز ما في بطونها. النحز هو النخس والدق، والأحراز
قد فسرها ابن هشام، والجراشع المنتفخة المتسعة. (وقول* امرئ القيس في بيته:
.............. ... بسير ترى منه الفرانق أزورا
الفرانق الذي يسير بالكتب على رجليه، وهو الفيج أيضاً، وكلاهما أعجمي عرب،
(وقوله) : أزورا، أي مائلاً. (وقول) أبي الزحف في رجزه: جأب المندى عن
هوانا أزور. الجأب الغليظ الجافي، ومن رواه جدب فهو من الجدوبة بمعنى
القحط، والمندى مرعى الإبل إذا امتنعت عن شرب الماء، وينضي يهزل، وخمسة هو
أن ترد الإبل الماء عن خمسة أيام، والعشنزر الشديد. (وقول) ذي الرمة في
بيته: إلى ظعن يقرضن أقواز مشرف. الظعن الإبل التي عليها الهوادج، وأقواز
جمع قوز وهو الجبل من الرمل، ومن قال أجواز فهو جمع جوز، وجوز كل شيء وسطه،
ومشرف موضع، والفوارس هنا رمال بعينها. (وقول) ابن هرمة: نزف الشؤون. نزف
معناه ذهب دمعها، والشؤون مجاري الدموع.
(1/96)
(وقول) الأعشى في شعره: أصالحكم حتى تبوؤا
بمثلها. أي حتى ترجعوا وقد نالكم مثلها، والصرخة الصيحة. (وقال) الشاعر:
قوم إذا سمعوا الصراخ رايتهم. الصراخ هنا الاستغاثة، والسافع الآخذ
بالناصية. (وقول) عبيد في شعره: أهل القباب وأهل الجرد والنادي.
الجرد الخيل العتاق وهي القصيرات الشعر أيضاً، وقيل هي التي تنجرد في
الحلبة عن الخيل أي تتقدمها وتسبقها. (وقول) سلامة بن جندل في بيته: ويوم
سير إلى العداء تأويب. التأويب سير النهار كله. (وقول) الكميت في شعره. لا
مهاذير. المهاذير جمع مهذار وهو الكثير في غير فائدة، والإفحام انقطاع
الرجل عن الكلام إما عيا وإما غلبة. (وقول) ابن الزبعري: مطاعيم في المقرى،
هو من القرى وهو الطعام الذي يصنع للضيف، والوغى الحرب، والغلب الغلاط
الشداد. (وقول) صخر الهذلي: ومن كبير نفر زنانية. كبير هنا اسم قبيلة من
هذيل، والظهيرة وقت شدة الحر. (وقوله) : لأتخذنه حناناً، معناه لأتمسحن به
ولأعطفن
(1/97)
عليه. (وقوله) أم عبيس وزنيرة. قال
الأصمعي: الزناير الحصى الصغار واحدتها زنيرة وكذا قيده الدارقطني. ومن
رواه: زبيرة فهو من زبره أي زجره، والنون فيه زائدة. وقد يقال زبر الكتاب
أيضاً إذا كتبته. (وقوله) : حل يا أم فلان، معناه تحللي من يمينك واستثني
فيها، وأكثر ما تقوله العرب بالنصب، وقد روي بالوجهين هنا بالرفع والنصب.
(وقوله) : برمضاء مكة، الرمضاء الرمل الحار من شدة حرارة الشمس، وأنبه أي
عاتبه. (وقوله) : وخزاه، من الخزي ومن رواه خذاه فمعناه ذلله. (وقله) :
لنفيلن رأيك، معناه لنضعفنه، يقال رجل فيل الرأي أي ضعيفه، والتلاحي في بيت
الشعر معناه اللوم. (وقوله) : من يغر بهذا الحديث، أي من يلطخ نفسه به
ويوذيها يقال: غرة يغره، إذا لطخه بشر ونسبه إليه.
انتهى الجزء الرابع بحمد الله
(1/98)
بسم الله الرحمن
الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم تسليماً
الجزء الخامس
(قوله) : في نسب ليلى امرأة كعب بن عامر بن غانم بن عبد الله بن عوف بن
عبيد، كذا وقع، وإنما هو غانم بن عامر بن عبد الله بن عبيد بن عويج، وكذا
قال فيه أبو عمر. (وقوله) : في نسب كليب بن وهب بن أبي كبير بن عبد، كذا
وقع وإنما هو وهب بن عبد بن قصي. (وقوله) : في نسب المقداد بن زهير بن ثور،
كذا وقع، وصوابه زهير بن لؤي. (وقوله) : في نسبه أيضاً: ابن هزل بن قائش،
كذا وقع وصوابه ابن أبي أهوز بن أبي قائش. (وقوله) : ودهير بن ثور. وروي
أيضاً دهبر بالباء بواحدة مفتوحة، والصحيح فيه دهير بفتح الدال وكسر الهاء،
وكذا قال فيه الدارقطني رحمه الله. (وقوله) : لن شماساً من الشمامسة.
الشمامسة
(1/99)
عباد الروم. (وقوله) : ابن سعيد بن سهم،
كذا وقع هنا وصوابه سعد بن سهم حيث وقع في هذا الكتاب، وقد تقم التنبيه
عليه. (وقوله) : ومحمية بن الجزء. ويروى هنا أيضا ابن الجز بفتح الجيم
وكسرها وبالزاي مشددة، والصواب فيه الجزء بالهمز.
تفسير غريب أبيات عبد الله بن الحارث
(وقوله) : يا راكباً بلغن عني مغلغلة. المغلغلة الرسالة يرسل بها من بلد
إلى بلد، وقد تقدم ذكرها. (وقوله) : مضطهد، أي مذل، وعالوا وجاروا بمعنى
واحد.
تفسير غريب أبيات عبد الله بن الحارث أيضاً
(قوله) : على الحق أن لا تأشبوه بباطل. قوله
ألا تأشبوه أي أن لا تخلطوه. (وقوله) : من حر أرضهم. الحر الأرض
الكريمة، والبلابل وساوس الأحزان. (وقوله) : لا يظطبا. معناه لا يستمال ولا
يستدعى، والجعائل جمع جعل وهي نوع من الإيجارة، والفجر والعطاء الكثير.
(1/100)
تفسير غريب أبيات عبد الله بن الحارث أيضاً
(قوله) : كما جحدت عاد ومدين والحجر. الحجر هنا ثمود. (وقوله) : لم أبرق
معناه، أهدد، والنقر بالقاف البحث عن الشيء، ومن رواه النفر بالفاء فهو
معلوم. |