الخصائص
الكبرى حَدِيث عَليّ بن أبي طَالب كرم الله وَجهه
تقدم ذكره فِي اول الْكتاب فِي الْأَذَان من طَرِيق الْحُسَيْن عَن ابيه
واخرج ابو نعيم من طَرِيق مُحَمَّد بن الحنفيه قَالَ إِن رَسُول الله صلى
الله عَلَيْهِ وَسلم لما عرج بِهِ إِلَى السَّمَاء فَانْتهى إِلَى مَكَان
من السَّمَاء وقف بِهِ وَبعث الله ملكا فَقَامَ من السَّمَاء مقَاما مَا
قامه قبل ذَلِك قيل لَهُ علمه الْأَذَان فَقَالَ الْملك الله اكبر الله
اكبر فَقَالَ الله صدق عَبدِي أَنا الله الْأَكْبَر فَقَالَ الْملك أشهد ان
لَا إِلَه إِلَّا الله فَقَالَ الله صدق عَبدِي أَنا الله لَا إِلَه إِلَّا
انا فَقَالَ الْملك أشهد ان مُحَمَّدًا رَسُول الله فَقَالَ الله صدق
عَبدِي
(1/271)
أَنا أَرْسلتهُ وَأَنا اخترته وَأَنا
ائتمنته فَقَالَ حَيّ على الصَّلَاة فَقَالَ الله صدق عَبدِي دَعَا إِلَى
فريضتي وحقي فَمن أَتَاهَا محتسبا كَانَت كَفَّارَة لكل ذَنْب فَقَالَ
الْملك حَيّ على الْفَلاح فَقَالَ الله صدق عَبدِي أَنا اقمت فريضتها
وعدتها ومواقيتها ثمَّ قيل لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تقدم
فَتقدم فَأم اهل السَّمَاء فتم لَهُ شرفه على سَائِر الْخلق
وَأخرج ابْن مرْدَوَيْه من طَرِيق زيد بن عَليّ عَن آبَائِهِ عَن عَليّ أَن
رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم علم الْأَذَان لَيْلَة اسري بِهِ
وفرضت عَلَيْهِ الصَّلَاة
وَأخرج ابْن مرْدَوَيْه عَن عَليّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله
عَلَيْهِ وَسلم مَا مَرَرْت على مَلأ من الْمَلَائِكَة لَيْلَة أسرِي بِي
إِلَّا قَالُوا مر أمتك بالحجامة وَأخرجه احْمَد وَالْحَاكِم وَصَححهُ
وَابْن مرْدَوَيْه مثله من حَدِيث ابْن عَبَّاس
حَدِيث عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ
اخْرُج احْمَد عَن عبيد بن آدم ان عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ كَانَ
بالجابية فَذكر فتح بَيت الْمُقَدّس فَقَالَ لكعب أَيْن ترى ان أُصَلِّي
قَالَ خلف الصَّخْرَة قَالَ لَا وَلَكِن أُصَلِّي حَيْثُ صلى رَسُول الله
صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَتقدم إِلَى الْقبْلَة فصلى
واخرج ابْن مرْدَوَيْه عَن عمر قَالَ لما اسري برَسُول الله صلى الله
عَلَيْهِ وَسلم رأى مَالِكًا خَازِن النَّار فَإِذا رجل عَابس يعرف
الْغَضَب فِي وَجهه
وَأخرج ابْن مرْدَوَيْه من طَرِيق الْمُغيرَة بن عبد الرَّحْمَن عَن أَبِيه
عَن عمر بن الْخطاب قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صليت
لَيْلَة أسرِي بِي فِي مقدم الْمَسْجِد ثمَّ دخلت إِلَى الصَّخْرَة فاذا
ملك قَائِم مَعَه آنِية ثَلَاث فتناولت الْعَسَل فَشَرِبت مِنْهُ قَلِيلا
ثمَّ تناولت الآخر فَشَرِبت مِنْهُ حَتَّى رويت فَإِذا هُوَ لبن فَقَالَ
اشرب من الآخر فَإِذا هُوَ خمر قلت قد رويت قَالَ أما انك لَو شربت من
هَذَا لم تَجْتَمِع أمتك على الْفطْرَة أبدا ثمَّ انْطلق بِي إِلَى
السَّمَاء فَفرضت عَليّ الصَّلَاة ثمَّ رجعت إِلَى خَدِيجَة وَمَا تحولت
عَن جَانبهَا الآخر
(1/272)
حَدِيث مَالك بن صعصعة
اخْرُج احْمَد والشيخان وَابْن جرير من طَرِيق قَتَادَة عَن أنس أَن مَالك
بن صعصعة حَدثهُ انه نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَدثهمْ عَن
لَيْلَة اسرى بِهِ قَالَ بَيْنَمَا أَنا فِي الْحطيم وَرُبمَا قَالَ
قَتَادَة فِي الْحجر مُضْطَجعا إِذْ أَتَانِي آتٍ فَجعل يَقُول لصَاحبه
الْأَوْسَط بَين الثَّلَاثَة فَأَتَانِي فشق مَا بَين هَذِه إِلَى هَذِه
يَعْنِي من ثغرة نَحره إِلَى شعرته فاستخرج قلبِي فَأتيت بطست من ذهب
مَمْلُوءَة إِيمَانًا وَحِكْمَة فَغسل قلبِي ثمَّ حشي ثمَّ اعيد ثمَّ أتيت
بِدَابَّة دون الْبَغْل وَمَا فَوق الْحمار يَقع خطوه عِنْد أقْصَى طرفه
فَحملت عَلَيْهِ فَانْطَلق بِي جبرئيل حَتَّى أَتَى بِي الى السَّمَاء
الدُّنْيَا فَاسْتَفْتَحَ فَقيل من هَذَا قَالَ جبرئيل قيل وَمن مَعَك
قَالَ مُحَمَّد قيل اَوْ قد أرسل إِلَيْهِ قَالَ نعم قيل مرْحَبًا بِهِ
ولنعم الْمَجِيء جَاءَ فَفتح فَلَمَّا خلصت فَإِذا فِيهَا آدم قَالَ هَذَا
ابوك آدم فَسلم عَلَيْهِ فَسلمت عَلَيْهِ فَرد السَّلَام ثمَّ قَالَ
مرْحَبًا بالابن الصَّالح وَالنَّبِيّ الصَّالح ثمَّ صعد حَتَّى أَتَى
السَّمَاء الثَّانِيَة فَاسْتَفْتَحَ فَقيل من هَذَا قَالَ جبرئيل قيل وَمن
مَعَك قَالَ مُحَمَّد قيل أوقد أرسل إِلَيْهِ قَالَ نعم قَالَ مرْحَبًا
بِهِ ولنعم الْمَجِيء جَاءَ فَفتح فَلَمَّا خصلت فاذا بِيَحْيَى وَعِيسَى
وهما ابْنا الْخَالَة قَالَ هَذَا يحيى وَعِيسَى فَسلم عَلَيْهِمَا فَسلمت
فَردا السَّلَام ثمَّ قَالَا مرْحَبًا بالاخ الصَّالح وَالنَّبِيّ الصَّالح
ثمَّ صعد حَتَّى أَتَى السَّمَاء الثَّالِثَة فَاسْتَفْتَحَ فَقيل من هَذَا
قَالَ جبرئيل قيل وَمن مَعَك قَالَ مُحَمَّد قيل أَو قد أرسل إِلَيْهِ
قَالَ نعم قَالَ مرْحَبًا بِهِ ولنعم الْمَجِيء جَاءَ فَفتح فَلَمَّا خلصت
إِذا يُوسُف فَسلمت عَلَيْهِ فَرد السَّلَام ثمَّ قَالَ مرْحَبًا بالأخ
الصَّالح وَالنَّبِيّ الصَّالح ثمَّ صعد حَتَّى أَتَى السَّمَاء
الرَّابِعَة فَاسْتَفْتَحَ قيل من هَذَا قَالَ جبرئيل قيل وَمن مَعَك قَالَ
مُحَمَّد قيل أَو قد ارسل إِلَيْهِ قَالَ نعم قيل مرْحَبًا بِهِ ولنعم
الْمَجِيء جَاءَ فَفتح فَلَمَّا خلصت فَإِذا إِدْرِيس فَسلمت عَلَيْهِ فَرد
السَّلَام ثمَّ قَالَ مرْحَبًا بالأخ الصَّالح وَالنَّبِيّ الصَّالح ثمَّ
صعد حَتَّى اتى السَّمَاء الْخَامِسَة فَاسْتَفْتَحَ فَقيل من هَذَا قَالَ
جبرئيل قيل وَمن مَعَك قَالَ مُحَمَّد قيل اَوْ قد ارسل اليه قَالَ نعم قيل
مرْحَبًا بِهِ ولنعم المحيء جَاءَ فَلَمَّا خلصت فَإِذا هَارُون فَسلمت
عَلَيْهِ فَرد السَّلَام ثمَّ قَالَ مرْحَبًا بالأخ الصَّالح وَالنَّبِيّ
الصَّالح ثمَّ صعد حَتَّى أَتَى السَّمَاء السَّادِسَة فَاسْتَفْتَحَ فَقيل
من هَذَا قَالَ
(1/273)
جبرئيل قيل وَمن مَعَك قَالَ مُحَمَّد قيل
أَو قد ارسل اليه قَالَ نعم قيل مرْحَبًا بِهِ ولنعم الْمَجِيء جَاءَ
فَلَمَّا خلصت اذا انا بمُوسَى فَسلمت عَلَيْهِ فَرد السَّلَام ثمَّ قَالَ
مرْحَبًا بالأخ الصَّالح وَالنَّبِيّ الصَّالح فَلَمَّا تجاوزته بَكَى قيل
لَهُ مَا يبكيك قَالَ ابكي لِأَن غُلَاما بعث بعدِي يدْخل الْجنَّة من أمته
اكثر مِمَّا يدخلهَا من أمتِي ثمَّ صعد حَتَّى أَتَى السَّمَاء السَّابِعَة
فَاسْتَفْتَحَ قيل من هَذَا قَالَ جبرئيل قيل وَمن مَعَك قَالَ مُحَمَّد
قيل اَوْ قد ارسل إِلَيْهِ قَالَ نعم قيل مرْحَبًا بِهِ ولنعم الْمَجِيء
جَاءَ فَفتح فَلَمَّا خلصت فَإِذا ابراهيم قَالَ هَذَا إِبْرَاهِيم فَسلم
عَلَيْهِ فَسلمت عَلَيْهِ فَرد السَّلَام ثمَّ قَالَ مرْحَبًا بالابن
الصَّالح وَالنَّبِيّ الصَّالح ثمَّ رفعت إِلَى سِدْرَة الْمُنْتَهى فَإِذا
نبقها مثل قلال هجر وَإِذا وَرقهَا مثل آذان الفيلة فَقَالَ هَذِه سِدْرَة
الْمُنْتَهى وَإِذا أَرْبَعَة أَنهَار نهران باطنان ونهران ظاهران فَقلت
مَا هَذَا يَا جبرئيل قَالَ اما الباطنان فنهران فِي الْجنَّة وَأما
الظاهران فالنيل والفرات قَالَ ثمَّ رفع لي الْبَيْت الْمَعْمُور
قَالَ قَتَادَة وَحدثنَا الْحسن عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله
عَلَيْهِ وَسلم أَنه رأى الْبَيْت الْمَعْمُور يدْخلهُ كل يَوْم سَبْعُونَ
ألف ملك ثمَّ لَا يعودون فِيهِ
ثمَّ رَجَعَ الى حَدِيث انس قَالَ ثمَّ اتيت باناء من خمر واناء من لبن
وإناء من عسل فَأخذت اللَّبن قَالَ هَذِه الْفطْرَة الَّتِي أَنْت
عَلَيْهَا وَأمتك ثمَّ فرضت الصَّلَاة خمسين صَلَاة كل يَوْم فَنزلت حَتَّى
انْتَهَيْت إِلَى مُوسَى فَقَالَ مَا فرض رَبك على امتك قلت خمسين صَلَاة
كل يَوْم قَالَ إِن امتك لَا تَسْتَطِيع ذَلِك وَإِنِّي قد خبرت النَّاس
قبلك وعالجت بني إِسْرَائِيل أَشد المعالجة فَارْجِع إِلَى رَبك
فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيف لأمتك فَرَجَعت فَوضع عني عشرا فَرَجَعت إِلَى
مُوسَى فَقلت وضع عني عشرا قَالَ ارْجع إِلَى رَبك فاساله التَّخْفِيف
فَرَجَعت فَوضع عني عشرا اخرى فَرَجَعت إِلَى مُوسَى فَقلت وضع عني عشرا
اخرى قَالَ أرجع إِلَى رَبك فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيف فَلم ازل ارْجع حَتَّى
امرت بِخمْس صلوَات كل يَوْم فَرَجَعت إِلَى مُوسَى فَقلت أمرت بِخمْس
صلوَات كل يَوْم قَالَ ان امتك لَا تَسْتَطِيع خمس صلوَات كل يَوْم
وَإِنِّي قد خبرت النَّاس قبلك وعالجت بني اسرائيل أَشد المعالجة فَارْجِع
إِلَى رَبك فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيف لأمتك فَقلت
(1/274)
قد سَأَلت رَبِّي حَتَّى استحييت وَلَكِن ارْض وَأسلم فناداني مُنَاد قد
امضيت فريضتي وخففت عَن عبَادي |