الخصائص الكبرى

حَدِيث أبي أَيُّوب

اخْرُج ابْن ابي حَاتِم وَابْن مرْدَوَيْه عَن أبي ايوب الانصاري ان رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَيْلَة أسرِي بِهِ مر على ابراهيم عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَ لَهُ ابراهيم مر أمتك فليكثروا من غراس الْجنَّة فَإِن تربَتهَا طيبَة وأرضها وَاسِعَة فَقَالَ لَهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمَا غراس الْجنَّة قَالَ لَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه
حَدِيث أبي حَبَّة

يَأْتِي فِي اثناء حَدِيث أبي ذَر
حَدِيث ابي الْحَمْرَاء

اخْرُج الطَّبَرَانِيّ وَابْن قَانِع وَابْن مرْدَوَيْه عَن أبي الْحَمْرَاء قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لما أسرِي بِي الى السَّمَاء السَّابِعَة فاذا على سَاق الْعَرْش الايمن لَا إِلَه إِلَّا الله مُحَمَّد رَسُول الله
حَدِيث أبي ذَر

اخْرُج الشَّيْخَانِ من طَرِيق يُونُس عَن الزُّهْرِيّ عَن أنس قَالَ كَانَ ابو ذَر يحدث أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ فرج سقف بَيْتِي وَأَنا بِمَكَّة فَنزل جبرئيل فَفرج صَدْرِي ثمَّ غسله بِمَاء زَمْزَم ثمَّ جَاءَ بطست من ذهب ممتلئ حِكْمَة وإيمانا فأفرغه فِي صَدْرِي ثمَّ اطبقه ثمَّ اخذ بيَدي فعرج بِي إِلَى السَّمَاء فَلَمَّا جِئْت الى السَّمَاء قَالَ جبرئيل لخازن السَّمَاء افْتَحْ قَالَ من هَذَا قَالَ جبرئيل قَالَ هَل مَعَك اُحْدُ قَالَ نعم معي مُحَمَّد قَالَ أرسل اليه قَالَ نعم فَلَمَّا فتح علونا السَّمَاء الدُّنْيَا وَإِذا رجل قَاعد على يَمِينه اسودة وعَلى يسَاره اسودة فاذا نظر قبل يَمِينه ضحك واذا نظر قبل شِمَاله بَكَى فَقَالَ مرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالح وَالِابْن الصَّالح قلت لجبرئيل من هَذَا قَالَ آدم وَهَذِه الأسودة عَن يَمِينه

(1/275)


وَعَن شِمَاله نسم بنيه فَأهل الْيَمين هم أهل الْجنَّة والأسودة الَّتِي عَن شِمَاله أهل النَّار فَإِذا انْظُر عَن يَمِينه ضحك وَإِذا نظر عَن شِمَاله بَكَى ثمَّ عرج بِي الى السَّمَاء الثَّانِيَة فَقَالَ لخازنها افْتَحْ فَقَالَ لَهُ خازنها مثل مَا قَالَ لَهُ الأول فَفتح قَالَ أنس فَذكر انه وجد فِي السَّمَوَات آدم وَإِدْرِيس ومُوسَى وَعِيسَى وابراهيم وَلم يثبت كَيفَ مَنَازِلهمْ
وَقَالَ الزُّهْرِيّ فَأَخْبرنِي ابْن حزم ان ابْن عَبَّاس وَأَبا حَبَّة الْأنْصَارِيّ كَانَا يَقُولَانِ قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ عرج بِي حَتَّى ظَهرت بمستوى اسْمَع فِيهِ صريف الأقلام قَالَ انس قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَفرض الله على امتي خمسين صَلَاة فَرَجَعت بذلك حَتَّى مَرَرْت على مُوسَى فَقَالَ مَا فرض الله على أمتك قلت فرض خمسين صَلَاة قَالَ فَارْجِع الى رَبك فان امتك لَا تطِيق ذَلِك فَرَجَعت فَقَالَ هِيَ خمس وَهن خَمْسُونَ لَا يُبدل القَوْل لدي فَرَجَعت إِلَى مُوسَى فَقَالَ أرجع إِلَى رَبك قلت قد استحييت من رَبِّي ثمَّ انْطلق بِي حَتَّى انْتهى إِلَى سِدْرَة الْمُنْتَهى فغشيها ألوان لَا أَدْرِي مَا هِيَ ثمَّ أدخلت الْجنَّة فَإِذا فِيهَا جنابذ اللُّؤْلُؤ وَإِذا ترابها الْمسك
واخرج عبد الله بن احْمَد فِي زوايد الْمسند وَابْن مرْدَوَيْه وَابْن عَسَاكِر من طَرِيق يُونُس عَن الزُّهْرِيّ عَن انس عَن أبي بن كَعْب مثله سَوَاء حرفا بِحرف فعده جمَاعَة من مُسْند أبي بن كَعْب
وَذكر الْحَافِظ ابْن حجر انه وَقع فِيهِ تَحْرِيف وَأَنه كَانَ فِي الاصل عَن أبي ذَر فَسقط من النُّسْخَة لَفظه ذَر فَظن أَن أبي أَبَيَا فادرج فِي مُسْند أبي بن كَعْب غَلطا وَالله أعلم
وَأخرج مُسلم عَن أبي ذَر قَالَ سَأَلت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هَل رَأَيْت رَبك قَالَ رَأَيْت نورا أَنى أرَاهُ
حَدِيث أبي سعيد

اخْرُج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن ابي حَاتِم وَابْن مرْدَوَيْه وَالْبَيْهَقِيّ وَابْن عَسَاكِر من طَرِيق أبي هَارُون الْعَبْدي عَن ابي سعيد الْخُدْرِيّ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم انه حدث عَن لَيْلَة

(1/276)


أسرِي بِهِ قَالَ بَيْنَمَا انا نَائِم عشَاء فِي الْمَسْجِد الْحَرَام إِذْ أَتَانِي آتٍ فأيقظني فَاسْتَيْقَظت فَلم أر شَيْئا وَإِذا انا بكهيئة خيال فاتبعته بَصرِي حَتَّى خرجت من الْمَسْجِد فاذا انا بِدَابَّة أدنى شُبْهَة بدوابكم هَذِه بغالك مُضْطَرب الْأُذُنَيْنِ يُقَال لَهَا الْبراق وَكَانَت الْأَنْبِيَاء تركبه قبلي يَقع حَافره عِنْد مد بَصَره فركبته فَبينا انا اسير عَلَيْهِ إِذْ دَعَاني دَاع عَن يَمِيني يَا مُحَمَّد انظرني أَسأَلك فَلم أجبه ثمَّ دَعَاني دَاع عَن شمَالي يَا مُحَمَّد أَنْظرنِي اسألك فَلم أجبه فَبينا أَنا أَسِير عَلَيْهِ إِذا أَنا بِامْرَأَة حَاسِرَة عَن ذراعيها وَعَلَيْهَا من كل زِينَة خلقهَا الله فَقَالَت يَا مُحَمَّد انظرني اسألك فَلم الْتفت إِلَيْهَا حَتَّى أتيت بَيت الْمُقَدّس فأوثقت دَابَّتي بالحلقة الَّتِي كَانَت الْأَنْبِيَاء توثقها بهَا أَتَانِي جبرئيل بإنائين احدهما خمر وَالْآخر لبن فَشَرِبت اللَّبن وَتركت الْخمر فَقَالَ جبرئيل اصبت الْفطْرَة فَقلت الله اكبر الله اكبر فَقَالَ جبرئيل مَا رَأَيْت فِي وَجهك هَذَا قلت بَيْنَمَا انا أَسِير إِذْ دَعَاني دَاع عَن يَمِيني يَا مُحَمَّد انظرني اسألك فَلم اجبه قَالَ ذَاك دَاعِي الْيَهُود اما أَنَّك لَو أَجَبْته لتهودت أمتك قلت وبينما انا اسير إِذا دَعَاني دَاع عَن يساري يَا مُحَمَّد انظرني أَسأَلك فَلم أجبه قَالَ ذَاك دَاعِي النَّصَارَى اما انك لَو احبته لتنصرت امتك فَبَيْنَمَا انا اسير إِذا أَنا بِامْرَأَة حَاسِرَة عَن ذراعيها عَلَيْهَا من كل زِينَة خلقهَا الله تَقول يَا مُحَمَّد انظرني أَسأَلك فَلم أجبها قَالَ تِلْكَ الدُّنْيَا أما أَنَّك لَو أجبتها لاختارت امتك الدُّنْيَا على الْآخِرَة ثمَّ دخلت أَنا وجبرئيل بَيت الْمُقَدّس فصلى كل وَاحِد منا رَكْعَتَيْنِ ثمَّ أتيت بالمعراج الَّذِي تعرج عَلَيْهِ أَرْوَاح بني آدم فَلم تَرَ الْخَلَائق احسن من الْمِعْرَاج مَا رَأَيْت الْمَيِّت حِين يشق بَصَره طامحا إِلَى السَّمَاء فَإِن ذَلِك عجبه بالمعراج فَصَعدت أَنا وجبرئيل فَإِذا انا بِملك يُقَال لَهُ إِسْمَاعِيل وَهُوَ صَاحب سَمَاء الدُّنْيَا وَبَين يَدَيْهِ سَبْعُونَ ألف ملك مَعَ كل ملك جنده مائَة الف ملك قَالَ وَقَالَ الله تَعَالَى {وَمَا يعلم جنود رَبك إِلَّا هُوَ} قَالَ فَاسْتَفْتَحَ جبرئيل بَاب السَّمَاء قيل من هَذَا قَالَ جبرئيل قيل وَمن مَعَك قَالَ مُحَمَّد قيل أَو قد بعث إِلَيْهِ قَالَ نعم فَإِذا انا بِآدَم كَهَيْئَته يَوْم خلقه الله على صورته تعرض عَلَيْهِ أَرْوَاح ذُريَّته الْمُؤمنِينَ فَيَقُول روح طيبَة

(1/277)


وَنَفس طيبَة فاجعلوها فِي عليين ثمَّ تعرض عَلَيْهِ أَرْوَاح ذُريَّته الْفجار فَيَقُول روح خبيثة وَنَفس خبيثة اجْعَلُوهَا فِي سِجِّين ثمَّ مضيت هنيهة فَإِذا انا بأخونه عَلَيْهَا لحم نضج لَيْسَ بِقُرْبِهِ أحد وَإِذا انا بأخونه عَلَيْهَا لحم قد أروح وانتن عِنْدهَا أنَاس يَأْكُلُون مِنْهَا قلت يَا جبرئيل من هَؤُلَاءِ قَالَ هَؤُلَاءِ قوم من امتك يتركون الْحَلَال وياتون الْحَرَام ثمَّ مضيت هنيَّة فَإِذا انا بِأَقْوَام بطونهم أَمْثَال الْبيُوت كلما نَهَضَ احدهم خر يَقُول اللَّهُمَّ لَا تقم السَّاعَة وهم على سابلة آل فِرْعَوْن فتجيء السابلة فتطأهم فَسَمِعتهمْ يضجون إِلَى الله قلت يَا جبرئيل من هَؤُلَاءِ قَالَ هَؤُلَاءِ من أمتك الَّذين يَأْكُلُون الرِّبَا لَا يقومُونَ إِلَّا كَمَا يقوم الَّذِي يتخبطه الشَّيْطَان من الْمس ثمَّ مضيت هنيَّة فَإِذا انا بِأَقْوَام مشافرهم كمشافر الْإِبِل فتفتح افواههم ويلقمون حجرا ثمَّ يخرج من أسافلهم فَسَمِعتهمْ يضجون إِلَى الله قلت يَا جبرئيل من هَؤُلَاءِ قَالَ هَؤُلَاءِ من أمتك الَّذين يَأْكُلُون اموال الْيَتَامَى ظلما {إِنَّمَا يَأْكُلُون فِي بطونهم نَارا وسيصلون سعيرا} ثمَّ مضيت هينة فَإِذا انا بنساء معلقات بثديهن وَنسَاء منكسات بأجلهن فسمعتهن يضججن إِلَى الله قلت يَا جبرئيل من هَؤُلَاءِ النِّسَاء قَالَ هَؤُلَاءِ من امتك اللَّاتِي يَزْنِين ويقتلن اولادهن ثمَّ مضيت هنيَّة فَإِذا انا بِأَقْوَام يقطع من جنُوبهم اللَّحْم فيلقمون فَيُقَال لَهُ كل كَمَا كنت تَأْكُل من لحم أَخِيك قلت يَا جبرئيل من هَؤُلَاءِ قَالَ هَؤُلَاءِ الهمازون من أمتك اللمازون ثمَّ صعدنا إِلَى السَّمَاء الثَّانِيَة فَإِذا انا بِرَجُل احسن مَا خلق الله قد فضل النَّاس بالْحسنِ كَالْقَمَرِ لَيْلَة الْبَدْر على سَائِر الْكَوَاكِب قلت يَا جبرئيل من هَذَا قَالَ هَذَا أَخُوك يُوسُف وومعه نفر من قومه فَسلمت عَلَيْهِ وَسلم عَليّ ثمَّ صعدت إِلَى السَّمَاء الثَّالِثَة فَإِذا انا بِيَحْيَى وَعِيسَى ومعهما نفر من قومهما فَسلمت عَلَيْهِمَا وسلما عَليّ ثمَّ صعدت إِلَى السَّمَاء الرَّابِعَة فَإِذا انا بِإِدْرِيس قد رَفعه الله مَكَانا عليا فَسلمت عَلَيْهِ وَسلم عَليّ ثمَّ صعدت إِلَى السَّمَاء الْخَامِسَة فَإِذا انا بهَارُون وَنصف لحيته بَيْضَاء وَنِصْفهَا سَوْدَاء تكَاد لحيته تضرب سرته من طولهَا قلت يَا جبرئيل من هَذَا قَالَ هَذَا المحبب فِي قومه هَذَا هَارُون بن عمرَان وَمَعَهُ نفر من قومه فَسلمت عَلَيْهِ وَسلم عَليّ ثمَّ صعدت إِلَى السَّمَاء السَّادِسَة فَإِذا انا بمُوسَى بن عمرَان رجل آدم

(1/278)


شطرين شطر عَلَيْهِم ثِيَاب بيض كَأَنَّهَا الْقَرَاطِيس وَشطر عَلَيْهِم ثِيَاب رمد فَدخلت الْبَيْت الْمَعْمُور وَدخل معي الَّذين عَلَيْهِم الثِّيَاب الْبيض وحجب الْآخرُونَ الَّذين عَلَيْهِم الثِّيَاب كثير الشّعْر لَو كَانَ عَلَيْهِ قَمِيصَانِ لنفذ شعره دون الْقَمِيص وَإِذا هُوَ يَقُول يزْعم النَّاس اني أكْرم على الله من هَذَا بل هَذَا اكرم على الله مني قلت يَا جبرئيل من هَذَا قَالَ هَذَا اخوك مُوسَى بن عمرَان وَمَعَهُ نفر من قومه فَسلمت عَلَيْهِ وَسلم عَليّ ثمَّ صعدت إِلَى السَّمَاء السَّابِعَة فَإِذا انا بإبراهيم الْخَلِيل مُسْندًا ظَهره إِلَى الْبَيْت الْمَعْمُور كأحسن الرِّجَال قلت يَا جبرئيل من هَذَا قَالَ هَذَا ابوك خَلِيل الرَّحْمَن وَمَعَهُ نفر من قومه فَسلمت عَلَيْهِ وَسلم عَليّ فَقيل لي هَذَا مَكَانك وَمَكَان أمتك وَإِذا انا بأمتي شطرين شطر عَلَيْهِم ثِيَاب بيض كَأَنَّهَا الْقَرَاطِيس وَشطر عَلَيْهِم ثِيَاب رمد وهم على خير فَصليت انا وَمن معي من الْمُؤمنِينَ فِي الْبَيْت الْمَعْمُور ثمَّ خرجت انا وَمن معي قَالَ وَالْبَيْت الْمَعْمُور يُصَلِّي فِيهِ كل يَوْم سَبْعُونَ ألف ملك لَا يعودون فِيهِ إِلَى يَوْم الْقِيَامَة ثمَّ دفعت إِلَى سِدْرَة الْمُنْتَهى فَإِذا كل ورقة مِنْهَا تكَاد تغطي هَذِه الْأمة وَإِذا فِيهَا عين تجْرِي يُقَال لَهَا السلسبيل فينشق مِنْهَا نهران أَحدهمَا الْكَوْثَر وَالْآخر يُقَال لَهُ نهر الرَّحْمَة فاغتسلت فِيهِ فغفر لي مَا تقدم من ذَنبي وَمَا تَأَخّر ثمَّ اني دفعت الى الْجنَّة فاستقبلتني جَارِيَة فَقلت لمن انت يَا جَارِيَة قَالَت لزيد بن حَارِثَة وَإِذا بأنهار من مَاء غير آسن وأنهار من لبن لم يتَغَيَّر طعمه وأنهار من خمر لَذَّة للشاربين وأنهار من عسل مصفى وَإِذا رمانها كَأَنَّهُ الدلاء وأذا انا بطيرها كَأَنَّهُ بختيكم هَذِه ثمَّ عرضت عَليّ النَّار فَإِذا فِيهَا غضب الله وزجره ونقمته لَو طرح فِيهَا الْحِجَارَة وَالْحَدِيد لأكلتها ثمَّ غلقت دوني ثمَّ اني رفعت إِلَى سِدْرَة الْمُنْتَهى فتغشاني فَكَانَ بيني وَبَينه قاب قوسين أَو أدنى وَنزل على كل ورقة ملك من الْمَلَائِكَة وفرضت عَليّ خَمْسُونَ صَلَاة وَقَالَ لَك بِكُل حَسَنَة عشر إِذا هَمَمْت بِالْحَسَنَة فَلم تعملها كتبت لَك حَسَنَة فَإِذا عملتها كتبت لَك عشرا وَإِذا هَمَمْت بِالسَّيِّئَةِ فَلم تعملها لم يكْتب عَلَيْك شَيْء فَإِن عملتها كتبت عَلَيْك سَيِّئَة وَاحِدَة ثمَّ دفعت إِلَى مُوسَى فَقَالَ بِمَ أَمرك رَبك قلت بِخَمْسِينَ صَلَاة قَالَ ارْجع إِلَى رَبك فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيف لأمتك فَإِن امتك لَا يُطِيقُونَ ذَلِك فَرَجَعت إِلَى رَبِّي فَقلت يَا رب خفف عَن أمتِي فَإِنَّهَا أَضْعَف الْأُمَم فَوضع عني عشرا فَمَا زلت اخْتلف بَين مُوسَى وربي حَتَّى جعلهَا خمْسا فناداني ملك عِنْدهَا تمت فريضتي وخففت

(1/279)


عَن عبَادي وأعطيتهم بِكُل حَسَنَة عشرا أَمْثَالهَا ثمَّ رجعت إِلَى مُوسَى فَقَالَ بِمَ أمرت قلت بِخمْس صلوَات قَالَ ارْجع إِلَى رَبك فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيف لأمتك قلت قد رجعت إِلَى رَبِّي حَتَّى استحييته ثمَّ اصبح بِمَكَّة يُخْبِرهُمْ الْعَجَائِب إِنِّي اتيت البارحة بَيت الْمُقَدّس وعرج بِي إِلَى السَّمَاء ثمَّ رَأَيْت كَذَا وَكَذَا فَقَالَ ابو جهل أَلا تعْجبُونَ مِمَّا يَقُول مُحَمَّد قَالَ فَأَخْبَرتهمْ بعير لقريش لما كَانَت فِي مصعدي رَأَيْتهَا فِي مَكَان كَذَا وَكَذَا وَأَنَّهَا نفرت فَلَمَّا رجعت رَأَيْتهَا عِنْد الْعقبَة وَأَخْبَرتهمْ بِكُل رجل وبعيره كَذَا وَكَذَا ومتاعه فَقَالَ رجل من الْمُشْركين أَنا اعْلَم النَّاس بِبَيْت الْمُقَدّس فَكيف بِنَاؤُه وَكَيف هَيئته وَكَيف قربه من الْجَبَل فَرفع الرَّسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَيت الْمُقَدّس من مَقْعَده فَنظر إِلَيْهِ كنظر أَحَدنَا إِلَى بَيته فَقَالَ بِنَاؤُه كَذَا وهيئته كَذَا وقربه من الْجَبَل كَذَا فَقَالَ صدقت
وَأخرج ابْن مرْدَوَيْه من طَرِيق أبي نَضرة عَن أبي سعيد قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لما أسرِي بِي مَرَرْت بالكوثر فَقَالَ جبرئيل هَذَا الْكَوْثَر الَّذِي أَعْطَاك رَبك فَضربت بيَدي إِلَى تربته فَإِذا مسك أذفر
وَأخرج من وَجه آخر عَن أبي نَضرة عَن أبي سعيد قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لما اسري بِي مَرَرْت بمُوسَى وَهُوَ قَائِم يُصَلِّي فِي قَبره
واخرج ابْن مرْدَوَيْه من طَرِيق عَلْقَمَة عَن ابي سعيد قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رَأَيْت ابراهيم لَيْلَة أسرِي بِي وَهُوَ أشبه من رَأَيْت بصاحبكم
حدث أبي سُفْيَان

اخْرُج ابو نعيم عَن مُحَمَّد بن كَعْب الْقرظِيّ قَالَ بعث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دحْيَة الْكَلْبِيّ إِلَى قَيْصر وَكتب اليه مَعَه فَلَقِيَهُ بحمص فَدَعَا الترجمان فَإِذا فِي الْكتاب من مُحَمَّد رَسُول الله الى قَيْصر صَاحب الرّوم فَغَضب اخ لَهُ وَقَالَ تنظر فِي كتاب رجل بَدَأَ بِنَفسِهِ قبلك وَسماك قَيْصر صَاحب الرّوم وَلم يذكر لَك ملكا قَالَ لَهُ قَيْصر إِنَّك وَالله مَا علمت أَحمَق صَغِيرا مَجْنُونا كَبِيرا تُرِيدُ أَن تمزق كتاب رجل قبل ان انْظُر فِيهِ فلعمري لَئِن كَانَ رَسُول الله كَمَا يَقُول فنفسه أَحَق ان يبْدَأ بهَا مني وَإِن كَانَ سماني

(1/280)


صَاحب الرّوم لقد صدق مَا أَنا إِلَّا صَاحبهمْ وَمَا أملكهم وَلَكِن الله سخرهم لي وَلَو شَاءَ لسلطهم عَليّ ثمَّ قَرَأَ قَيْصر الْكتاب وَقَالَ يَا معشر الرّوم إِنِّي لأَظُن هَذَا الَّذِي بشر بِهِ عِيسَى بن مَرْيَم وَلَو أعلم انه هُوَ مشيت اليه حَتَّى أخدمه بنفسي لَا يسْقط وضوءه إِلَّا على يَدي قَالُوا مَا كَانَ الله ليجعل ذَلِك فِي الاعراب الاميين ويدعنا وَنحن أهل الْكتاب قَالَ فَأصل الْهدى عِنْدِي بيني وَبَيْنكُم الْإِنْجِيل نَدْعُو بِهِ فنفتحه فَإِن كَانَ هُوَ إِيَّاه اتبعناه وَإِلَّا أعدنا عَلَيْهِ خواتمه كَمَا كَانَت إِنَّمَا هِيَ خَوَاتِم مَكَان خَوَاتِم قَالَ وعَلى الانجيل يَوْمئِذٍ إثنا عشر خَاتمًا من ذهب ختم عَلَيْهِ هِرقل فَكَانَ كل ملك يَلِيهِ بعده ظَاهر عَلَيْهِ بِخَاتم آخر حَتَّى ألفى ملك قَيْصر وَعَلِيهِ إثنا عشر خَاتمًا يخبر أَوَّلهمْ لآخرهم أَنه لَا يحل لَهُم ان يفتحوا الْإِنْجِيل فِي دينهم وَأَنه يَوْم يفتحونه يُغير دينهم وَيهْلك ملكهم فَدَعَا بالانجيل ففض عَنهُ اُحْدُ عشر خَاتمًا حَتَّى بَقِي عَلَيْهِ خَاتم وَاحِد قَامَت إِلَيْهِ الشمامسة والأساقفة والبطارقة فشقوا ثِيَابهمْ وصكوا وُجُوههم ونتفوا رؤوسهم قَالَ مالكم قَالُوا الْيَوْم يهْلك ملك بَيْتك ويتغير دين قَوْمك قَالَ فَأصل الْهدى عِنْدِي قَالُوا لَا تعجل حَتَّى تسْأَل عَن هَذَا وتكتابه وَتنظر فِي أمره قَالَ فَمن نسْأَل عَنهُ قَالُوا قوما كثيرا بِالشَّام فَأرْسل يَبْتَغِي قوما ليسألهم فَجمع لَهُ أَبُو سُفْيَان وَأَصْحَابه فَقَالَ أَخْبرنِي يَا ابا سُفْيَان عَن هَذَا الرجل الَّذِي بعث فِيكُم فَلم يأل ان يصغر امْرَهْ مَا اسْتَطَاعَ قَالَ ايها الْملك لَا يكبر عَلَيْك شَأْنه إِنَّا لنقول هُوَ سَاحر ونقول هُوَ شَاعِر ونقول هُوَ كَاهِن قَالَ قَيْصر كَذَلِك وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ كَانَ يُقَال للأنبياء قبله أَخْبرنِي مَوْضِعه فِيكُم قَالَ هُوَ أوسطنا سطة قَالَ كَذَلِك يبْعَث الله كل نَبِي من أَوسط قومه أَخْبرنِي عَن أَصْحَابه قَالَ غلماننا وأحدث أسنانهم والسفهاء أما رؤساؤنا فَلم يتبعهُ مِنْهُم اُحْدُ قَالَ اولئك وَالله أَتبَاع الرُّسُل اما الْمَلأ والرؤوس فتأخذهم الحمية أَخْبرنِي عَن أَصْحَابه هَل يفارقونه بَعْدَمَا يدْخلُونَ فِي دينه قَالَ مَا يُفَارِقهُ مِنْهُم اُحْدُ قَالَ فَلَا يزَال دَاخل مِنْكُم فِي دينه قَالَ نعم قَالَ مَا تزيدونني عَلَيْهِ إِلَّا بَصِيرَة وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ ليوشكن ان يغلب على مَا تَحت قدمي يَا معشر الرّوم هلموا إِلَى ان نجيب هَذَا الرجل إِلَى مَا دَعَا إِلَيْهِ ونسأله الشَّام ان لَا يوطىء علينا أبدا فَإِنَّهُ لم يكْتب قطّ نَبِي من الْأَنْبِيَاء إِلَى ملك من الْمُلُوك يَدعُوهُ إِلَى الله فَيُجِيبهُ إِلَى مَا

(1/281)


دَعَاهُ ثمَّ يسْأَله غَيرهَا مَسْأَلَة إِلَّا أعطَاهُ مَسْأَلته مَا كَانَت فأطيعوني قَالُوا لَا نطاوعك فِي هَذَا ابدا قَالَ أَبُو سُفْيَان وَالله مَا يَمْنعنِي من أَن أَقُول عَلَيْهِ قولا أسْقطه من عينه إِلَّا أَنِّي أكره ان اكذب عِنْده كذبة يَأْخُذهَا عَليّ وَلَا يصدقني حَتَّى ذكرت قَوْله لَيْلَة أسرِي بِهِ قلت ايها الْملك أَلا أخْبرك عَنهُ خَبرا تعرف انه قد كذب قَالَ وَمَا هُوَ قلت انه يزْعم لنا انه خرج من أَرْضنَا أَرض الْحرم فِي لَيْلَة فجَاء مَسْجِدكُمْ هَذَا مَسْجِد إيلياء وَرجع إِلَيْنَا فِي تِلْكَ اللَّيْلَة قبل الصَّباح قَالَ وبطريق إيلياء عِنْد رَأس قَيْصر قَالَ البطريق قد علمت تِلْكَ اللَّيْلَة قَالَ فَنظر قَيْصر وَقَالَ مَا علمك بِهَذَا قَالَ إِنِّي كنت لَا أَبيت لَيْلَة حَتَّى أغلق أَبْوَاب الْمَسْجِد فَلَمَّا كَانَت تِلْكَ اللَّيْلَة أغلقت الْأَبْوَاب كلهَا غير بَاب وَاحِد غلبني فاستعنت عَلَيْهِ عَمَّا لي وَمن يحضرني كلهم فعالجته فَلم نستطع ان نحركه كَأَنَّمَا نزاول بِهِ جبلا فدعوت النجاجرة فنظروا إِلَيْهِ فَقَالُوا هَذَا بَاب قد سقط عَلَيْهِ النجاف أَو الْبُنيان فَلَا نستطيع ان نحركه حَتَّى نصبح فَنَنْظُر من أَيْن أَتَى عَلَيْهِ فَرَجَعت وَتركته مَفْتُوحًا فَلَمَّا اصبحت غَدَوْت فاذا الْحجر الَّذِي من زَاوِيَة الْبَاب مثقوب وَإِذا فِيهِ اثر مربط الدَّابَّة فَقلت لِأَصْحَابِي مَا حبس هَذَا الْبَاب اللَّيْلَة إِلَّا على نَبِي وَقد صلى اللَّيْلَة فِي مَسْجِدنَا فَقَالَ قَيْصر يَا معشر الرّوم أَلَيْسَ تعلمُونَ ان بَين عِيسَى وَبَين السَّاعَة نَبيا بشركم بِهِ عِيسَى وَهَذَا هُوَ النَّبِي الَّذِي بشر بِهِ عِيسَى فأجيبوه إِلَى مَا دَعَا إِلَيْهِ فَلَمَّا رأى نفورهم قَالَ يَا معشر الرّوم دعَاكُمْ مليككم يختبركم كَيفَ صلابتكم فِي دينكُمْ فشتمتموه وسببتموه وَهُوَ بَين أظْهركُم فَخَروا لَهُ سجدا
حَدِيث أبي ليلى

وَأخرج الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط وَابْن مرْدَوَيْه من طَرِيق مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أبي لَيْلَة عَن اخيه عِيسَى عَن ابيه عبد الرَّحْمَن عَن أَبِيه ابي ليلى ان جبرئيل أَتَى النَّبِي

(1/282)


صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِالْبُرَاقِ فَحَمله عَلَيْهِ بَين يَدَيْهِ ثمَّ جعل يسير بِهِ فَإِذا بلغ مَكَانا مطأطئا طَالَتْ يَدَاهُ وَقصرت رِجْلَاهُ حَتَّى يَسْتَوِي بِهِ وَإِذا بلغ مَكَانا مرتفعا قصرت يَدَاهُ وطالت رِجْلَاهُ حَتَّى يَسْتَوِي بِهِ ثمَّ عرض لَهُ رجل عَن يَمِين الطَّرِيق فَجعل يُنَادِيه يَا مُحَمَّد إِلَى الطَّرِيق مرَّتَيْنِ فَقَالَ لَهُ جبرئيل امْضِ وَلَا تكلم أحدا ثمَّ عرض لَهُ رجل عَن يسَار الطَّرِيق فَقَالَ لَهُ إِلَى الطَّرِيق يَا مُحَمَّد فَقَالَ لَهُ جبرئيل امْضِ وَلَا تكلم أحدا ثمَّ عرضت لَهُ امْرَأَة حسناء جملاء فَقَالَ لَهُ جبرئيل أَتَدْرِي من الرجل الَّذِي دعَاك عَن يَمِين الطَّرِيق قَالَ لَا قَالَ تِلْكَ الْيَهُود دعتك إِلَى دينهم ثمَّ قَالَ لَهُ تَدْرِي من الرجل الَّذِي دعَاك عَن يسَار الطَّرِيق قَالَ لَا قَالَ تِلْكَ النَّصَارَى دعتك إِلَى دينهم ثمَّ قَالَ تَدْرِي من الْمَرْأَة الْحَسْنَاء الجملاء قَالَ لَا قَالَ تِلْكَ الدُّنْيَا تدعوك إِلَى نَفسهَا ثمَّ انْطَلقَا حَتَّى أَتَيَا بَيت الْمُقَدّس فَإِذا هم بِنَفر جُلُوس فَقَالُوا مرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الْأُمِّي وَإِذا فِي النَّفر شيخ قَالَ وَمن هَذَا يَا جبرئيل قَالَ هَذَا أَبوك ابراهيم وَهَذَا مُوسَى وَهَذَا عِيسَى ثمَّ أُقِيمَت الصَّلَاة فتدافعوا حَتَّى قدمُوا مُحَمَّدًا ثمَّ أَتَوا بأشربة فَاخْتَارَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اللَّبن فَقَالَ لَهُ جبرئيل أصبت الْفطْرَة ثمَّ قيل لَهُ قُم إِلَى رَبك فَقَامَ فَدخل ثمَّ جَاءَ فَقيل لَهُ مَاذَا صنعت قَالَ فرضت على أمتِي خَمْسُونَ صَلَاة فَقَالَ لَهُ مُوسَى ارْجع إِلَى رَبك فسله التَّخْفِيف لأمتك فان امتك لَا تطِيق هَذَا فَرجع ثمَّ جَاءَ فَقَالَ مُوسَى مَاذَا صنعت قَالَ ردهَا إِلَى خمس وَعشْرين صَلَاة قَالَ ارْجع إِلَى رَبك فسله التَّخْفِيف فَرجع ثمَّ جَاءَ فَقَالَ ردهَا إِلَى اثْنَي عشر فَقَالَ مُوسَى ارْجع إِلَى رَبك فسله التَّخْفِيف فَرجع ثمَّ جَاءَ فَقَالَ ردهَا إِلَى خمس فَقَالَ مُوسَى ارْجع فسله التَّخْفِيف قَالَ قد استحييت من رَبِّي مِمَّا أراجعه وَقد قَالَ لي رَبِّي أَن لَك بِكُل ردة رَددتهَا مَسْأَلَة أعطيكها