الخصائص الكبرى

ذكر المعجزات فِي رُؤْيَة الْمعَانِي بِصُورَة الاجسام

بَاب رُؤْيَته الرَّحْمَة والسكينة

اخْرُج الْحَاكِم وَصَححهُ عَن سلمَان أَنه كَانَ فِي عِصَابَة يذكرُونَ الله تَعَالَى فَمر بهم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فجَاء نحوهم قَاصِدا حَتَّى دنا مِنْهُم فكفوا عَن الحَدِيث إعظاما لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ (مَا كُنْتُم تَقولُونَ فَإِنِّي رَأَيْت الرَّحْمَة تنزل عَلَيْكُم فَأَحْبَبْت أَن اشارككم فِيهَا)
واخرج ابْن عَسَاكِر عَن سعد بن مَسْعُود أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ فِي مجْلِس فَرفع نظره إِلَى السَّمَاء ثمَّ طأطأ نظره ثمَّ رَفعه فَسئلَ عَن ذَلِك فَقَالَ (إِن هَؤُلَاءِ الْقَوْم كَانُوا يذكرُونَ الله يَعْنِي أهل مجْلِس أَمَامه فَنزلت عَلَيْهِم السكينَة تحملهَا الْمَلَائِكَة كالقبة فَلَمَّا دنت مِنْهُم تكلم رجل مِنْهُم بباطل فَرفعت عَنْهُم) // مُرْسل //
بَاب (رُؤْيَته النُّور بأيدي قوم)

أخرج البُخَارِيّ فِي (التَّارِيخ) وَالْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم وَابْن مرْدَوَيْه عَن انس قَالَ خرجت مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى الْمَسْجِد وَفِيه قوم رافعي أَيْديهم يدعونَ فَقَالَ (ترى بِأَيْدِيهِم مَا ارى قلت وَمَا بِأَيْدِيهِم قَالَ بِأَيْدِيهِم نور قلت أدع الله تَعَالَى أَن يرينيه فَدَعَا الله تَعَالَى فأرانيه)

(2/144)


بَاب (قَوْله ان على بَاب ابي بكر نورا)

اخْرُج ابْن عَسَاكِر عَن أبي الاحوص حَكِيم بن عُمَيْر الْعَنسِي أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ (عِنْدَمَا أَمر بِهِ من سد تِلْكَ الْأَبْوَاب إِلَّا بَاب أبي بكر وَقَالَ لَيْسَ مِنْهَا بَاب إِلَّا وَعَلِيهِ ظلمَة إِلَّا مَا كَانَ من بَاب أبي بكر فان عَلَيْهِ نورا)
واخرج ابْن عَسَاكِر عَن الْمِقْدَام قَالَ استب عقيل بن ابي طَالب وَأَبُو بكر فَقَامَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ (الا تدعون لي صَاحِبي مَا شَأْنكُمْ وشأنه فو الله مَا مِنْكُم رجل إِلَّا وعَلى بَاب بَيته الظلمَة إِلَّا بَاب ابي بكر فَإِن على بَابه النُّور)
بَاب رُؤْيَته الْحمى وَسَمَاع كَلَامهَا

أخرج ابْن سعد وَالْبَيْهَقِيّ عَن أم طَارق مولاة سعد قَالَت جَاءَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَاسْتَأْذن فَسكت سعد ثمَّ أعَاد فَسكت سعد ثمَّ أعَاد فَسكت سعد فَانْصَرف النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَت فارسلني سعد إِلَيْهِ إِنَّه لم يمنعنا ان نَأْذَن لَك إِلَّا أَنا أردنَا أَن تزيدنا قَالَت فَسمِعت صَوتا على الْبَاب يسْتَأْذن وَلَا أرى شَيْئا فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من انت قَالَت أَنا ام ملدم قَالَ لَا مرْحَبًا بك وَلَا أَهلا اتريدين إِلَى اهل قبَاء قَالَت نعم قَالَ فاذهبي اليهم
واخرج الْبَيْهَقِيّ عَن جَابر بن عبد الله قَالَ أَتَت الْحمى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فاستأذنت عَلَيْهِ فَقَالَ من أَنْت قَالَت ام ملدم قَالَ اتريدين اهل قبَاء قَالَت نعم قَالَ فحموا ولقوا مِنْهَا شدَّة فاشتكوا اليه فَقَالُوا يَا رَسُول الله لَقينَا من الْحمى قَالَ ان شِئْتُم دَعَوْت الله فكشفها عَنْكُم وَإِن شِئْتُم كَانَت لكم طهُورا قَالُوا تكون لنا طهُورا
واخرج الْبَيْهَقِيّ عَن سلمَان قَالَ استاذنت الْحمى على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ لَهَا من أَنْت قَالَت أَنا الْحمى أَنا ابري اللَّحْم وأمص الدَّم قَالَ اذهبي الى اهل قبَاء

(2/145)


فأتتهم فَجَاءُوا إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد اصْفَرَّتْ وُجُوههم يَشكونَ الْحمى قَالَ إِن شِئْتُم دَعَوْت الله فكشفها عَنْكُم وَإِن شِئْتُم تَرَكْتُمُوهَا فَأسْقطت ذنوبكم قَالُوا بل ندعها
وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ جَاءَت الْحمى إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَت يَا رَسُول الله ابعثني إِلَى أحب قَوْمك إِلَيْك فَقَالَ اذهبي إِلَى الْأَنْصَار فَذَهَبت فصبت عَلَيْهِم فصرعتهم فَقَالُوا يَا رَسُول الله ادْع الله لنا بالشفاء فَدَعَا الله فكشف عَنْهُم قَالَ الْبَيْهَقِيّ يحْتَمل أَن هَذَا فِي قوم آخَرين من الْأَنْصَار
بَاب رُؤْيَته صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْفِتَن

أخرج الشَّيْخَانِ عَن أُسَامَة بن زيد عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه أشرف على أَطَم من آطام الْمَدِينَة فَقَالَ (هَل ترَوْنَ مَا أرى إِنِّي لأرى مواقع الْفِتَن)
وَأخرج الطَّبَرَانِيّ عَن بِلَال أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رفع بَصَره إِلَى السَّمَاء فَقَالَ (سُبْحَانَ الَّذِي يُرْسل عَلَيْهِم الْفِتَن ارسال الْقطر) وَأخرج أَيْضا مثله من حَدِيث جرير
بَاب رُؤْيَته صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الدُّنْيَا وَسَمَاع كَلَامهَا

وَأخرج الْحَاكِم وَصَححهُ وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْأَيْمَان عَن زيد بن أَرقم قَالَ كُنَّا مَعَ أبي بكر الصّديق فَدَعَا بشراب فَأتى بِمَاء وَعسل فَبكى حَتَّى أبكى أَصْحَابه فَقَالُوا مَا يبكيك قَالَ كنت مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فرأيته يدْفع عَن نَفسه شَيْئا وَلم أر مَعَه أحدا فَقلت يَا رَسُول الله مَا الَّذِي تدفع عَن نَفسك قَالَ هَذِه الدُّنْيَا مثلت لي فَقلت لَهَا إِلَيْك عني ثمَّ رجعت فَقَالَت إِن أفلت مني فَلَنْ ينفلت مني من بعْدك وَأخرجه الْبَزَّار بِلَفْظ قَالَ الدُّنْيَا تطولت لي فَقلت إِلَيْك عني فَقَالَت لي أما أَنَّك لست بمدركي

(2/146)


وَأخرج أَحْمد فِي الزّهْد عَن عَطاء بن يسَار عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ (أئتني الدُّنْيَا خضرَة حلوة رفعت لي رَأسهَا وتزينت لي فَقلت إِنِّي لَا أريدك فَقَالَت إِن إنفلت مني لم ينفلت مني غَيْرك
بَاب رُؤْيَته صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْجُمُعَة والساعة

أخرج الْبَزَّار وَأَبُو يعلى وَالطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط وَابْن أبي الدُّنْيَا من طرق جيده عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَتَانِي جِبْرِيل وَفِي يَده مرْآة بَيْضَاء فِيهَا نُكْتَة سَوْدَاء قلت مَا هَذِه يَا جِبْرِيل قَالَ هَذِه الْجُمُعَة يعرضهَا عَلَيْك رَبك لتَكون لَك عيدا ولقومك قلت مَا هَذِه النُّكْتَة السَّوْدَاء فِيهَا قَالَ هَذِه السَّاعَة
بَاب تجلي ملكوت السَّمَوَات وَالْأَرْض لَهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم

أخرج أَحْمد وَالطَّبَرَانِيّ عَن عبد الرَّحْمَن بن عائش الْحَضْرَمِيّ عَن رجل من أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ خرج علينا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذَات غَدَاة وَهُوَ طيب النَّفس مُسْفِر الْوَجْه فَسَأَلْنَاهُ قَالَ وَمَا يَمْنعنِي وأتاني رَبِّي اللَّيْلَة فِي أحسن صُورَة فَقَالَ يَا مُحَمَّد قلت لبيْك رَبِّي وَسَعْديك قَالَ فيمَ يخْتَصم الْمَلأ الْأَعْلَى قلت لَا أَدْرِي فَوضع يَده بَين كَتِفي حَتَّى وجدت بردهَا بَين ثديي حَتَّى تجلى لي مَا فِي السَّمَوَات وَمَا فِي الأَرْض قَالَ ثمَّ قَرَأَ {وَكَذَلِكَ نري إِبْرَاهِيم ملكوت السَّمَاوَات وَالْأَرْض وليكون من الموقنين} لَهُ طرق وَهُوَ مطول
وَأخرج ابْن أبي شيبَة فِي المُصَنّف عَن عبد الرَّحْمَن بن سابط قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن الله تجلى لي فِي أحسن صُورَة فَسَأَلَنِي فِيمَا أختصم الْمَلأ الْأَعْلَى فَقلت رب لَا علم لي بِهِ فَوضع يَده بَين كَتِفي حَتَّى وجدت بردهَا بَين ثديي فَمَا سَأَلَني

(2/147)


عَن شَيْء إِلَّا عَلمته وَأخرجه الْبَزَّار من حَدِيث ثَوْبَان وَفِيه فخيل لي مَا بَين السَّمَاء وَالْأَرْض وَمن حَدِيث ابْن عمر وَلَفظه إِن صليت فِي مصلاي فَضرب على أُذُنِي فَجَاءَنِي رَبِّي تبَارك وَتَعَالَى فِي أحسن صُورَة الحَدِيث وَأخرجه الطَّبَرَانِيّ من حَدِيث أبي أُمَامَة وَلَفظه أَتَانِي رَبِّي فِي أحسن صُورَة فَقَالَ فيمَ يخْتَصم الْمَلأ الْأَعْلَى قلت لَا أَدْرِي فَوضع يَده بَين ثديي فَعلمت فِي مقَامي ذَلِك مَا سَأَلَني عَنهُ عَن أَمر الدُّنْيَا وَالْآخِرَة الحَدِيث
بَاب فِيمَا اطلع عَلَيْهِ من أَحْوَال البرزخ وَالْجنَّة وَالنَّار غير مَا تقدم

أخرج ابْن ماجة من طَرِيق فَاطِمَة بنت الْحُسَيْن عَن أَبِيهَا قَالَ لما توفّي الْقَاسِم ابْن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَت خَدِيجَة وددت لَو كَانَ الله تَعَالَى أبقاه حَتَّى يستكمل رضاعه فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (إِن تَمام رضاعه فِي الْجنَّة) قَالَت لَو أعلم ذَلِك يَا رَسُول الله لهون عَليّ أمره فَقَالَ (إِن شِئْت دَعَوْت الله يسمعك صَوته) قَالَت بل أصدق الله وَرَسُوله
وَأخرج أَحْمد عَن عَائِشَة أَنَّهَا ذكرت لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَطْفَال الْمُشْركين فَقَالَ إِن شِئْت أسمعتك تضاغيهم فِي النَّار
وَأخرج أَحْمد وَالْبَزَّار عَن جَابر قَالَ دخل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نحلا النَّبِي النجار فَسمع مَعَ أصوات رجال من بني النجار مَاتُوا فِي الْجَاهِلِيَّة يُعَذبُونَ فِي قُبُورهم فَخرج فَزعًا فَأمر أَصْحَابه أَن يتعوذوا من عَذَاب الْقَبْر
وَأخرج مُسلم عَن زيد بن ثَابت قَالَ بَيْنَمَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي حَائِط لبني النجار على بغلة لَهُ وَنحن مَعَه إِذْ حادت بِهِ فَكَادَتْ تلقيه وَإِذا أقبر سِتَّة أَو خَمْسَة أَو أَرْبَعَة فَقَالَ من يعرف أَصْحَاب هَذِه الأقبر فَقَالَ رجل أَنا فَقَالَ مَتى مَاتَ هَؤُلَاءِ قَالَ مَاتُوا فِي الْإِشْرَاك فَقَالَ (إِن هَذِه الْأمة تبتلي فِي قبورها فلولا أَن لَا تدافنوا الدعوت الله أَن يسمعكم من عَذَاب الْقَبْر الَّذِي أسمع)

(2/148)


وَأخرج الشَّيْخَانِ عَن ابْن عَبَّاس أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مر على قبرين فَقَالَ (انهما ليعذبان وَمَا يعذبان فِي كَبِير أما أَحدهمَا فَكَانَ لَا يستبرىء من بَوْله وَأما الآخر فَكَانَ يمشي بالنميمة ثمَّ أَخذ جَرِيدَة رطبَة فَشَقهَا بِاثْنَتَيْنِ فَجعل فِي كل قبر وَاحِدَة فَقَالُوا يَا رَسُول الله لم فعلت هَذَا قَالَ لَعَلَّه يُخَفف عَنْهُمَا مَا لم ييبسا
وَأخرج ابْن جرير فِي كتاب السّنة عَن أبي أُمَامَة قَالَ أَتَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَقِيع الْغَرْقَد فَوقف على قبرين ثريين فَقَالَ أدفنتم هَهُنَا فلَانا وفلانة أَو قَالَ فلَانا وَفُلَانًا قَالُوا نعم قَالَ قد أقعد فلَان الْآن يضْرب ثمَّ قَالَ (وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لقد ضربه ضَرْبَة سَمعهَا الْخَلَائق إِلَّا الثقلَيْن وَلَوْلَا تمريج فِي قُلُوبكُمْ وتزيدكم فِي الحَدِيث لسمعتم مَا أسمع ثمَّ قَالَ الْآن يضْرب هَذَا ثمَّ قَالَ وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لقد ضرب ضَرْبَة مَا بَقِي مِنْهُ عظم إِلَّا انْقَطع وَلَقَد تطاير قَبره نَارا قَالُوا يَا رَسُول الله وَمَا ذنبهما قَالَ (أما هَذَا فَأَنَّهُ كَانَ لَا يستبرىء من الْبَوْل وَأما هَذَا فَأَنَّهُ كَانَ يَأْكُل لُحُوم النَّاس)
وَأخرج الْحَاكِم وَصَححهُ عَن أنس قَالَ بَيْنَمَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وبلال يمشيان بِالبَقِيعِ فَقَالَ يَا بِلَال هَل تسمع مَا أسمع قَالَ لَا وَالله يَا رَسُول الله قَالَ أَلا تسمع أهل الْقُبُور يُعَذبُونَ
وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن يعلى بن مرّة قَالَ مَرَرْنَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على الْمَقَابِر فَسمِعت ضغطة فِي قبر فَقلت يَا رَسُول الله سَمِعت ضغطة فِي قبر قَالَ (وَسمعت يَا يعلى قلت نعم قَالَ فَأَنَّهُ يعذب فِي يسير من الْأَمر قلت وَمَا هُوَ قَالَ فِي المنميمة وَالْبَوْل)
وَأخرج أَحْمد بِسَنَد حسن عَن جَابر بن عبد الله قَالَ كُنَّا مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فارتفعت ريح مُنْتِنَة فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أَتَدْرُونَ مَا هَذِه الرّيح هَذِه ريح الَّذين يغتابون الْمُؤمنِينَ)

(2/149)


وَأخرج الْأَصْبَهَانِيّ فِي التَّرْغِيب عَن جرير بن عبد الله قَالَ خرجنَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى مَرَرْنَا إِلَى الصَّحرَاء فَإِذا رَاكب يوضع مُقبلا فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من أَيْن أَقبلت قَالَ من مَالِي وَوَلَدي وعشيرتي قَالَ وَأَيْنَ تُرِيدُ قَالَ رَسُول الله قَالَ قد أصبت فَعلمه الْإِسْلَام وَتَقَع يَد بعيره فِي شبكة جرذان فَأَهوى الْجمل وَوَقع الرجل على رَأسه فَمَاتَ فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (إِنِّي رَأَيْت ملكَيْنِ يدسان فِي فِيهِ من ثمار الْجنَّة) شبكة جرذان جُحر الفأر
وَأخرج ابْن عَسَاكِر من حَدِيث ابْن مَسْعُود نَحوه وَزَاد ثمَّ أدخلهُ قَبره فَمَكثَ طَويلا ثمَّ خرج فَقَالَ لقد نزلت من الْحور الْعين كُلهنَّ يقلن يَا رَسُول الله زَوجْنَا لَهُ فَمَا خرجت حَتَّى زَوجته سبعين حوراء وَفِي هَذَا الحَدِيث أَن لَهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يُزَوّج من شَاءَ من الْمُؤمنِينَ بِمن شَاءَ من الْحور الْعين كَمَا لَهُ من ذَلِك فِي نسَاء الدُّنْيَا
وَأخرج الشَّيْخَانِ عَن أَسمَاء قَالَت كسفت الشَّمْس فصلى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ حمد الله وَأثْنى عَلَيْهِ ثمَّ قَالَ (مَا من شَيْء لم أكن رَأَيْته لَا نأتيه فِي مقَامي هَذَا حَتَّى الْجنَّة وَالنَّار)
وَأخرج الشَّيْخَانِ عَن ابْن عَبَّاس قَالَ انخسفت الشَّمْس على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فصلى ثمَّ انْصَرف فَقَالُوا يَا رَسُول الله رَأَيْنَاك تناولت شَيْئا فِي مقامك ثمَّ رَأَيْنَاك كعكعت قَالَ (إِنِّي رَأَيْت الْجنَّة فتناولت عنقودا وَلَو أصبته لأكلتم مِنْهُ مَا بقيت الدُّنْيَا وَرَأَيْت النَّار فَلم أر منْظرًا كَالْيَوْمِ قطّ أفظع وَرَأَيْت أَكثر أَهلهَا النِّسَاء)
وَأخرج الْحَاكِم عَن أنس قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذَات لَيْلَة صَلَاة فَمد يَده ثمَّ أَخّرهَا فَسَأَلْنَاهُ فَقَالَ (إِنَّه عرضت عَليّ الْجنَّة فَرَأَيْت فِيهَا أغصانا دالية قطوفها دانية فَأَرَدْت أَن أتناول مِنْهَا شَيْئا وَعرضت عَليّ النَّار فِيمَا بَيْنكُم وبيني حَتَّى رَأَيْت ظِلِّي وظلكم فِيهَا)
وَأخرج الشَّيْخَانِ عَن عمرَان بن حُصَيْن عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ (اطَّلَعت فِي الْجنَّة فَرَأَيْت أَكثر أَهلهَا الْفُقَرَاء واطلعت فِي النَّار فَرَأَيْت أَكثر أَهلهَا النِّسَاء)

(2/150)


وَأخرج الْحَاكِم عَن عَائِشَة أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ (دخلت الْجنَّة فَسمِعت فِيهَا قِرَاءَة فَقلت من هَذَا قَالُوا حَارِثَة بن النُّعْمَان كذلكم الْبر كذلكم الْبر)
وَأخرج ابْن عَسَاكِر من طَرِيق أبي بكر بن عَيَّاش عَن حميد عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (ادخلت الْجنَّة فَرفع لي قصر فَقلت لمن هَذَا قَالُوا لعمر بن الْخطاب فَمَا مَنَعَنِي أَن أدخلهُ إِلَّا غيرتك) قَالَ أَبُو بكر فَقلت لحميد فِي النّوم أَو فِي الْيَقَظَة قَالَ لَا بل فِي الْيَقَظَة
وَأخرج البُخَارِيّ عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (رَأَيْت عَمْرو بن عَامر الْخُزَاعِيّ يجر قَصَبَة فِي النَّار وَكَانَ أول من سيب السوائب)
وَأخرج البُخَارِيّ عَن عَائِشَة قَالَت قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (رَأَيْت جَهَنَّم يحطم بَعْضهَا بَعْضًا وَرَأَيْت عمرا يجر قَصَبَة وَهُوَ أول من سيب السوائب
وَأخرج الْحَاكِم وَصَححهُ عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أَخذ جِبْرِيل بيَدي فَأرَانِي بَاب الْجنَّة الَّذِي يدْخل مِنْهُ أمتِي فَقَالَ أَبُو بكر وددت أَنِّي كنت مَعَك حَتَّى أرَاهُ فَقَالَ أما أَنَّك أول من يدْخل الْجنَّة من أمتِي)
بَاب اجتماعه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بالخضر وَعِيسَى عَلَيْهِمَا السَّلَام

أخرج ابْن عدي وَالْبَيْهَقِيّ عَن كثير بن عبد الله بن عَمْرو بن عَوْف عَن أَبِيه عَن جده أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ فِي الْمَسْجِد فَسمع كلَاما من وَرَائه فَإِذا هُوَ بقائل يَقُول اللَّهُمَّ أَعنِي على مَا ينجيني مِمَّا خوفتني فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين سمع ذَلِك أَلا تضم إِلَيْهَا أُخْتهَا فَقَالَ الرجل اللَّهُمَّ أرزقني شوق الصَّالِحين إِلَى مَا شوقتهم إِلَيْهِ فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لأنس اذْهَبْ إِلَيْهِ فَقل لَهُ يَقُول لَك رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تستغفر لي فجَاء أنس فَبَلغهُ فَقَالَ الرجل يَا أنس أَنْت رَسُول رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَيّ قَالَ نعم قَالَ اذْهَبْ فَقل لَهُ إِن الله فضلك على الْأَنْبِيَاء مثل مَا فضل رَمَضَان

(2/151)


على سَائِر الشُّهُور وَفضل أمتك على الْأُمَم مثل مَا فضل يَوْم الْجُمُعَة على سَائِر الْأَيَّام فَذهب ينظر إِلَيْهِ فَإِذا هُوَ الْخضر
وَأخرج الدَّارَقُطْنِيّ فِي الْأَفْرَاد وَالطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط وَابْن عَسَاكِر من ثَلَاث طرق عَن أنس قَالَ خرجت لَيْلَة مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أحمل الطّهُور فَسمع قَائِلا يَقُول اللَّهُمَّ أَعنِي على مَا ينجيني مِمَّا خوفتني مِنْهُ فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَا أنس ضع الطّهُور وائت هَذَا فَقل لَهُ أدع لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يُعينهُ على مَا ابتعثه بِهِ وادع لأمته أَن يَأْخُذُوا مَا أَتَاهُم بِهِ نَبِيّهم من الْحق فَأَتَيْته فَقلت لَهُ فَقَالَ مرْحَبًا برَسُول الله أَنا كنت أَحَق أَن آتيه اقْرَأ على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مني السَّلَام وَقل لَهُ الْخضر يقْرَأ عَلَيْك السَّلَام وَيَقُول لَك إِن الله فضلك على النَّبِيين كَمَا فضل شهر رَمَضَان على سَائِر الشُّهُور وَفضل أمتك على الْأُمَم كَمَا فضل يَوْم الْجُمُعَة على سَائِر الْأَيَّام فَلَمَّا وليت وسمعته يَقُول اللَّهُمَّ أجعلني من هَذِه الْأمة المرحومة المتاب عَلَيْهَا
وَأخرج ابْن عدي وَابْن عَسَاكِر عَن أنس قَالَ بَيْنَمَا نَحن مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذْ رَأينَا بردا ويدا فَقُلْنَا يَا رَسُول الله مَا هَذَا الْبرد الَّذِي رَأينَا وَالْيَد قَالَ قد رَأَيْتُمُوهُ قُلْنَا نعم قَالَ ذَاك عِيسَى بن مَرْيَم سلم عَليّ وَأخرجه ابْن عَسَاكِر من وَجه آخر عَن أنس
بَاب فِي رُؤْيَته رجلا من قوم عَاد رِجْلَاهُ فِي الْمَدِينَة وَرَأسه بِذِي الحليفة

أخرج ابْن عَسَاكِر عَن الزُّهْرِيّ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سَأَلَ ربه أَن يرِيه رجلا من قوم عَاد فَأرَاهُ رجلا رِجْلَاهُ فِي الْمَدِينَة وَرَأسه بِذِي الحليفة

(2/152)


بَاب رجل كَانَ يَأْكُل وَلم يسم الله قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا زَالَ الشَّيْطَان يَأْكُل مَعَه حَتَّى سمى

أخرج البُخَارِيّ فِي تَارِيخه وَالْحَاكِم وَصَححهُ عَن أُميَّة بن مخشى أَن رجلا كَانَ يَأْكُل وَالنَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ينظر فَلم يسم الله حَتَّى كَانَ فِي آخر طَعَامه قَالَ بِسم الله أَوله وَآخره فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (مَا زَالَ الشَّيْطَان يَأْكُل مَعَه حَتَّى سمى فَمَا بَقِي فِي بَطْنه شَيْء إِلَّا قاءه)

(2/153)