الخصائص
الكبرى ذكر المعجزات فِي رُؤْيَة أَصْحَابه
الْمَلَائِكَة وَسَمَاع كَلَامهم مِمَّا لم يتَقَدَّم ذكره
أخرج الشَّيْخَانِ من طَرِيق أبي عُثْمَان النَّهْدِيّ قَالَ نبئت أَن
جبرئيل أَتَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَعِنْده أم سَلمَة فَجعل
يتحدث ثمَّ قَامَ فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من هَذَا
قَالَت هَذَا دحْيَة الْكَلْبِيّ قَالَت مَا حسبته إِلَّا إِيَّاه حَتَّى
سَمِعت خطْبَة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يخبر جِبْرِيل قلت لأبي
عُثْمَان مِمَّن سَمِعت هَذَا قَالَ من أُسَامَة
وَأخرج الشَّيْخَانِ عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ كَانَ النَّبِي صلى الله
عَلَيْهِ وَسلم يَوْمًا بارزا للنَّاس فَأَتَاهُ رجل فَقَالَ مَا
الْأَيْمَان قَالَ (أَن تؤمن بِاللَّه وَمَلَائِكَته وبكتابه وَرُسُله
وتؤمن بِالْبَعْثِ) قَالَ مَا الْإِسْلَام قَالَ أَن تعبد الله وَلَا تشرك
بِهِ شَيْئا وتقيم الصَّلَاة وَتُؤَدِّي الزَّكَاة وتصوم رَمَضَان قَالَ
مَا الْإِحْسَان قَالَ أَن تعبد الله كَأَنَّك تره فَإِن لم تكن ترااه
فَأَنَّهُ يراك قَالَ مَتى السَّاعَة قَالَ مَا المسؤول عَنْهَا بِأَعْلَم
من السَّائِل وسأخبرك عَن إشراطها إِذا ولدت الْأمة ربتها وَإِذ تطاول رعاء
الْإِبِل البهم فِي لبنان فِي خمس لَا يعلمهُنَّ إِلَّا الله ثمَّ أدبر
فَقَالَ ردُّوهُ فَلم يرَوا شَيْئا فَقَالَ هَذَا جِبْرِيل جَاءَ يعلم
النَّاس دينهم
وَأخرج أَبُو مُوسَى الْمَدِينِيّ فِي الْمعرفَة عَن تَمِيم بن سَلمَة
قَالَ بَيْنَمَا أَنا عِنْد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذْ انْصَرف
من عِنْده رجل فَنَظَرت إِلَيْهِ موليا معتما بعمامة قد أرسلها من وَرَائه
قلت يَا رَسُول الله من هَذَا قَالَ هَذَا جِبْرِيل
(2/154)
وَأخرج أَحْمد وَالطَّبَرَانِيّ
وَالْبَيْهَقِيّ بِسَنَد صَحِيح عَن حَارِثَة بن النُّعْمَان قَالَ مَرَرْت
على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمَعَهُ جِبْرِيل فَسلمت
عَلَيْهِ ومررت فَلَمَّا رَجعْنَا وَانْصَرف النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ
وَسلم قَالَ هَل رَأَيْت الَّذِي كَانَ معي قلت نعم قَالَ فَإِنَّهُ
جِبْرِيل وَقد رد عَلَيْك السَّلَام
وَأخرج ابْن شاهين عَن الْقَاسِم أَن حَارِثَة أَتَى النَّبِي صلى الله
عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ يُنَاجِي رجلا فَجَلَسَ وَلم يسلم فَقَالَ جِبْرِيل
أما أَنه لَو سلم لرددنا عَلَيْهِ
وَأخرج ابْن سعد عَن حَارِثَة قَالَ رَأَيْت جِبْرِيل من الدَّهْر
مرَّتَيْنِ
وَأخرج ابْن سعد وَالطَّبَرَانِيّ عَن مُحَمَّد بن عُثْمَان عَن أَبِيه أَن
حَارِثَة بن النُّعْمَان كف بَصَره
وَأخرج أَحْمد وَالْبَيْهَقِيّ عَن ابْن عَبَّاس قَالَ كنت مَعَ أبي عِنْد
رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَعِنْده رجل يناجيه فَكَانَ كالمعرض
عَن أبي فخرجنا فَقَالَ لي أبي يَا بني ألم تَرَ إِلَى إِبْنِ عمك كالمعرض
عني قلت يَا أَبَت أَنه كَانَ عِنْده رجل يناجيه فَرجع فَقَالَ يَا رَسُول
الله قلت لعبد الله كَذَا وَكَذَا فَقَالَ إِنَّه كَانَ عنْدك رجل يناجيك
فَهَل كَانَ عنْدك أحد قَالَ وَهل رَأَيْته يَا عبد الله قلت نعم قَالَ
ذَاك جِبْرِيل هُوَ الَّذِي كَانَ يشغلني عَنْك
وَأخرج ابْن سعد عَن ابْن عَبَّاس قَالَ رَأَيْت جِبْرِيل مرَّتَيْنِ ودعا
لي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مرَّتَيْنِ
وَأخرج الْحَاكِم عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ لي رَسُول الله صلى الله
عَلَيْهِ وَسلم لما رَأَيْت جِبْرِيل لم يره خلق إِلَّا عمى إِلَّا أَن
يكون نَبيا وَلَكِن أَن يَجْعَل ذَلِك فِي آخر عمرك
وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن ابْن عَبَّاس قَالَ عَاد رَسُول الله صلى الله
عَلَيْهِ وَسلم رجلا من الْأَنْصَار فَلَمَّا دنا من منزله سمعته يتَكَلَّم
فِي الدَّاخِل فَلَمَّا دخل لم ير أحدا فَقَالَ رَسُول الله صلى الله
عَلَيْهِ وَسلم من كنت تكلم قَالَ يَا رَسُول الله دخل عَليّ دَاخل مَا
رَأَيْت رجلا قطّ
(2/155)
بعْدك أكْرم مَجْلِسا وَلَا أحسن حَدِيثا
مِنْهُ قَالَ ذَاك جِبْرِيل وَأَن مِنْكُم لَرِجَالًا لَو أَن أحدهم يقسم
عَليّ الله لَأَبَره
وَأخرج الطَّبَرَانِيّ وَالْبَيْهَقِيّ عَن مُحَمَّد بن مسلمة قَالَ
مَرَرْت على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَاضِعا خَدّه على خد رجل
فَلم أسلم ثمَّ رجعت فَقَالَ لي مَا مَنعك أَن تسلم قلت يَا رَسُول الله
رَأَيْتُك فعلت بِهَذَا الرجل شَيْئا مَا فعلته بِأحد من النَّاس فَكرِهت
أَن أقطع عَلَيْك حَدِيثك فَمن كَانَ يَا رَسُول الله قَالَ جِبْرِيل
وَأخرج الْحَاكِم عَن عَائِشَة قَالَت رَأَيْت جِبْرِيل وَاقِفًا فِي
حُجْرَتي هَذِه وَرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يناجيه فَقلت يَا
رَسُول الله من هَذَا قَالَ بِمن شبهته فَقلت بِدِحْيَةَ قَالَ لقد رَأَيْت
جِبْرِيل قَالَت فَمَا لَبِثت إِلَّا يَسِيرا حَتَّى قَالَ يَا عَائِشَة
هَذَا جِبْرِيل يُقْرِئك السَّلَام قلت وَعَلِيهِ السَّلَام جزاه الله من
دخيل خيرا
وَأخرج ابْن أبي الدُّنْيَا ابْن عَسَاكِر عَن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر
قَالَ دخل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على أبي بكر فَرَآهُ ثقيلا
فَخرج من عِنْده فَدخل على عَائِشَة فَإِنَّهُ ليخبرها بوجع أبي بكر إِذْ
دخل أَبُو بكر يسْتَأْذن فَقَالَت عَائِشَة أبي فَدخل فَجعل النَّبِي صلى
الله عَلَيْهِ وَسلم يتعجب لما عجل الله تَعَالَى لَهُ من الْعَافِيَة
فَقَالَ مَا هُوَ إِلَّا أَن خرجت من عِنْدِي فغفوت فَأَتَانِي جِبْرِيل
عَلَيْهِ السَّلَام فسعطني سعطة فَقُمْت وَقد برأت
وَأخرج الْبَيْهَقِيّ وَابْن عَسَاكِر عَن حُذَيْفَة بن الْيَمَان قَالَ
صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ خرج فتبعته فَإِذا عَارض قد عرض لَهُ فَقَالَ
لي يَا حُذَيْفَة هَل رَأَيْت الْعَارِض الَّذِي عرض لي قلت نعم قَالَ
(ذَاك ملك من الْمَلَائِكَة لم يهْبط إِلَى الأَرْض قبلهَا اسْتَأْذن ربه
فَسلم عَليّ ويبشرني بالْحسنِ وَالْحُسَيْن إنَّهُمَا سيدا شباب أهل
الْجنَّة وَأَن فَاطِمَة سيدة نسَاء أهل الْجنَّة)
وَأخرج مُسلم عَن عمرَان بن حُصَيْن قَالَ إِن الْمَلَائِكَة كَانَت تسلم
عَليّ فَلَمَّا اكتويت انْقَطع عني فَلَمَّا تركت عَاد إِلَيّ
(2/156)
وَأخرج التِّرْمِذِيّ فِي التَّارِيخ
وَالْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم عَن غزالة قَالَت كَانَ عمرَان ابْن حُصَيْن
يَأْمُرنَا أَن نكنس الدَّار ونسمع السَّلَام عَلَيْكُم السَّلَام
عَلَيْكُم وَلَا نرى أحدا قَالَ التِّرْمِذِيّ هَذَا تَسْلِيم
الْمَلَائِكَة
وَأخرج أَبُو نعيم عَن يحيى بن سعيد الْقطَّان قَالَ مَا قدم علينا
الْبَصْرَة من الصَّحَابَة أفضل من عمرَان بن حُصَيْن أَتَت عَلَيْهِ
ثَلَاثُونَ سنة تسلم عَلَيْهِ الْمَلَائِكَة من جَوَانِب بَيته
وَأخرج ابْن سعد عَن قَتَادَة أَن الْمَلَائِكَة كَانَت تصافح عمرَان بن
حُصَيْن حَتَّى اكتوى فتحت
وَأخرج الشَّيْخَانِ عَن الْبَراء قَالَ كَانَ رجل يقْرَأ سُورَة الْكَهْف
وَإِلَى جَانِبه حصان مربوط فتغشته سَحَابَة فَجعلت تَدْنُو وَجعل فرسه
ينفر فَلَمَّا أصبح أَتَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَذكر لَهُ
فَقَالَ (تِلْكَ السكينَة تنزلت لِلْقُرْآنِ)
وَأخرج الشَّيْخَانِ عَن أسيد بن حضير قَالَ بَيْنَمَا هُوَ يقْرَأ من
اللَّيْل سُورَة الْبَقَرَة وفرسه مربوط إِذْ جالت الْفرس فَسكت فسكنت لم
قَرَأَ فجالت فَسكت فسكنت فَرفع رَأسه إِلَى السَّمَاء فَإِذا هُوَ بِمثل
الظلة فِيهَا أَمْثَال المصابيح عرجت إِلَى السَّمَاء حَتَّى مَا يَرَاهَا
فَلَمَّا أصبح حدث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بذلك فَقَالَ
(تِلْكَ الْمَلَائِكَة دنت لصوتك وَلَو قَرَأت لأصبح النَّاس ينظرُونَ
إِلَيْهَا لَا تتوارى مِنْهُم) لَهُ طرق عَن أسيد وَفِي بَعْضهَا اقْرَأ
أسيد فقد أُوتيت من مَزَامِير آل دَاوُد وَكَانَ حسن الصَّوْت وَفِي
بَعْضهَا ذَاك ملك يسمع الْقُرْآن أخرج أَبُو نعيم
وَأخرج أَبُو نعيم من طَرِيق عَاصِم عَن زر وَأبي وَائِل قَالَا قَالَ أسيد
بن حضير كنت أُصَلِّي إِذْ جَاءَنِي شَيْء فأظلني ثمَّ ارْتَفع فَغَدَوْت
على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأَخْبَرته فَقَالَ (تِلْكَ
السكينَة نزلت تسمع الْقُرْآن)
وَأخرج أَبُو عبيد فِي فَضَائِل الْقُرْآن عَن مُحَمَّد بن جرير بن يزِيد
أَن أَشْيَاخ أهل الْمَدِينَة حدثوه أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ
وَسلم قيل لَهُ ألم تَرَ ثَابت بن قيس بن شماس لم
(2/157)
تزل دَاره البارحة تزهر مصابيح قَالَ
فَلَعَلَّهُ قَرَأَ سُورَة فَسَأَلَ ثَابت فَقَالَ قَرَأت سُورَة
الْبَقَرَة
وَأخرج ابْن ابي شيبَة وَالْبَيْهَقِيّ عَن عَوْف بن مَالك الْأَشْجَعِيّ
قَالَ كُنَّا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي سفر فَفَقَدته
لَيْلَة فَانْطَلَقت أطلبه فَإِذا معَاذ بن جبل وَعبد الله بن قيس قائمان
قلت أَيْن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَا لَا نَدْرِي غير
أَنا سمعنَا صَوتا فِي أَعلَى الْوَادي فَإِذا مثل هزيز الرَّحَى وأتى
رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ إِنَّه أَتَانِي آتٍ من
رَبِّي فخيرني بَين أَن يدْخل نصف أمتِي الْجنَّة وَبَين الشَّفَاعَة
فاخترت الشَّفَاعَة
دَعَا جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام
وَأخرج ابْن أبي الدُّنْيَا فِي كتاب الذّكر عَن أنس بن مَالك قَالَ قَالَ
أبي بن كَعْب لأدخلن الْمَسْجِد فلأصلين ولأحمدن الله تَعَالَى بِمَحَامِد
لم يحمده بهَا أحد فَلَمَّا صلى وَجلسَ ليحمد الله ويثني عَلَيْهِ إِذا
هُوَ بِصَوْت عَال من خَلفه يَقُول اللَّهُمَّ لَك الْحَمد كُله وَلَك
الْملك كُله وبيدك الْخَيْر كُله وَإِلَيْك يرجع الْأَمر كُله وَإِلَيْك
يرجع الْأَمر كُله علاتية وسره لَك الْحَمد إِنَّك على كل شَيْء قدير
اغْفِر لي مَا مضى من ذُنُوبِي واعصمني فِيمَا بَقِي من عمري وارزقني
أعمالا زاكية ترْضى بهَا عني وَتب عَليّ فَأتى رَسُول الله صلى الله
عَلَيْهِ وَسلم فَقص عَلَيْهِ فَقَالَ ذَاك جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام
وَأخرج البُخَارِيّ وَالْبَيْهَقِيّ عَن النُّعْمَان بن بشير قَالَ أُغمي
على عبد الله بن رَوَاحَة فَجعلت أُخْته تبْكي عَلَيْهِ وَتقول واجبلاه
وَكَذَا وَكَذَا فَقَالَ ابْن رَوَاحَة حِين أَفَاق مَا قلت لي شَيْئا
إِلَّا وَقد قيل لي أَنْت كَذَلِك
وَأخرج ابْن سعد عَن أبي عمرَان الْجونِي أَن عبد الله بن رَوَاحَة أُغمي
عَلَيْهِ فَأَتَاهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ
اللَّهُمَّ إِن كَانَ قد حضر أَجله فيسر عَلَيْهِ وَإِن لم يكن حضر أَجله
فاشفه فَوجدَ خفَّة فَقَالَ يَا رَسُول الله أُمِّي تَقول واجبلاه واظهراه
(2/158)
وَملك قد رفع مرزبة من حَدِيد يَقُول أَنْت
كَذَا فَلَو قلت نعم لقمعني بهَا
وَأخرج الطَّبَرَانِيّ عَن ابْن عَمْرو قَالَ أُغمي على عبد الله بن
رَوَاحَة فَقَامَتْ الناعية فَدخل عَلَيْهِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ
وَسلم وأفاق فَقَالَ يَا رَسُول الله أُغمي عَليّ فصاحت النِّسَاء واعزاه
واجبلاه واظهراه فَقَامَ ملك مَعَه مرزبة فَجَعلهَا بَين رجْلي فَقَالَ
أَنْت كَمَا تَقول قلت لَا وَلَو قلت نعم ضَرَبَنِي بهَا
وَأخرج الطَّبَرَانِيّ عَن الْحسن أَن معَاذ بن جبل أُغمي عَلَيْهِ فَجعلت
أُخْته تَقول واجبلاه فَلَمَّا أَفَاق قَالَ مَا زلت لي مؤذية مُنْذُ
الْيَوْم قَالَت لقد كَانَ يعز عَليّ أَن أؤذيك قَالَ مَا زَالَ ملك شَدِيد
الإنتهار كلما قلت واكذا قَالَ كَذَلِك أَنْت فَأَقُول لَا
وَأخرج ابْن أبي الدُّنْيَا الْحَاكِم وَالْبَيْهَقِيّ عَن إِبْرَاهِيم بن
عبد الرَّحْمَن بن عَوْف أَن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف مرض مَرضا شَدِيدا
فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ حَتَّى ظنُّوا أَنه قد فاضت نَفسه حَتَّى قَامُوا من
عِنْده وجللوة ثوبا ثمَّ أَفَاق فَقَالَ إِنَّه أَتَانِي ملكان فظان غليظان
فَقَالَ انْطلق بِنَا نحاكمك إِلَى الْعَزِيز الْأمين فذهبا بِي فلقيهما
ملكان هما أرق مِنْهُمَا وأرحم فَقَالَا أَيْن تذهبان بِهِ قَالَا نحاكمه
إِلَى الْعَزِيز الْأمين قَالَا دَعَاهُ فَإِنَّهُ مِمَّن سبقت لَهُ
السَّعَادَة وَهُوَ فِي بطن أمه وعاش بعد ذَلِك شهرا ثمَّ توفّي
وَأخرج ابْن أبي الدُّنْيَا وَالطَّبَرَانِيّ وَابْن عَسَاكِر من طَرِيق
عُرْوَة بن رُوَيْم عَن الْعِرْبَاض بن سَارِيَة وَكَانَ شَيخا من أَصْحَاب
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ يحب أَن يقبض فَكَانَ يَدْعُو
اللَّهُمَّ كَبرت سني ووهن عظمي فاقبضني إِلَيْك قَالَ فينما أَنا يَوْمًا
فِي مَسْجِد دمشق وَأَنا أُصَلِّي وأدعو أَن أَقبض إِذا أَنا بفتى شَاب من
أجمل الرِّجَال وَعَلِيهِ دواج أَخْضَر فَقَالَ مَا هَذَا الَّذِي تَدْعُو
بِهِ قلت وَكَيف أَدْعُو يَا ابْن
(2/159)
أخي قَالَ قل اللَّهُمَّ حسن الْعَمَل
وَبلغ الآجل قلت من أَنْت يَرْحَمك الله قَالَ أَنا رتائيل الَّذِي يسل
الْحزن من صُدُور الْمُؤمنِينَ ثمَّ الْتفت فَلم أر أحدا
(2/160)
ذكر المعجزات فِي رُؤْيَة أَصْحَابه
الْجِنّ وَسَمَاع كَلَامهم مِمَّا لم يتَقَدَّم ذكره
أخرج البُخَارِيّ وَالنَّسَائِيّ من طَرِيق ابْن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة
قَالَ وكلني رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِحِفْظ زَكَاة رَمَضَان
فَأَتَانِي آتٍ فَجعل يحثو من الطَّعَام فَأَخَذته وَقلت لأرفعنك إِلَى
رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ إِنِّي مُحْتَاج وَعلي عِيَال
ولي حَاجَة شَدِيدَة فخليت عَنهُ فَأَصْبَحت فَقَالَ لي النَّبِي صلى الله
عَلَيْهِ وَسلم يَا أَبَا هُرَيْرَة مَا فعل أسيرك البارحة قلت يَا رَسُول
الله شكا حَاجَة شَدِيدَة وعيالا فرحمته وخليت سَبيله قَالَ أما أَنه قد
كَذبك وَسَيَعُودُ فَعرفت أَنه سيعود فرصدته فجَاء يحثو من الطَّعَام
فَأَخَذته فَقلت لأرفعنك إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ
دَعْنِي فَإِنِّي مُحْتَاج وَعلي عِيَال لَا أَعُود فرحمته وخليت سَبيله
فَأَصْبَحت فَقَالَ لي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا فعل أسيرك
البارحة قلت يَا رَسُول الله شكا حَاجَة وعيالا فرحمته وخليت سَبيله قَالَ
أما أَنه قد كَذبك وَسَيَعُودُ فرصدته الثَّالِثَة فجَاء يحثو من الطَّعَام
فَأَخَذته وَقلت لأرفعنك إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
وَهَذَا آخر ثَلَاث مرار تزْعم أَنَّك لَا تعود ثمَّ تعود فَقَالَ دَعْنِي
أعلمك كَلِمَات ينفعك الله بهَا إِذا آويت إِلَى فراشك فاقرأ آيَة
الْكُرْسِيّ حَتَّى تختمها فَأَنَّهُ لن يزَال عَلَيْك من الله حَافظ وَلَا
يقربك الشَّيْطَان حَتَّى تصبح فَأَصْبَحت فَأخْبرت النَّبِي صلى الله
عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ أما أَنه صدقك وَهُوَ كذوب تعلم من تخاطب مُنْذُ
ثَلَاث يَا أَبَا هُرَيْرَة قلت لَا قَالَ ذَلِك الشَّيْطَان
وَأخرج النَّسَائِيّ وَابْن مرْدَوَيْه وَأَبُو نعيم من طَرِيق أبي
المتَوَكل النَّاجِي عَن أبي هُرَيْرَة أَنه كَانَ مَعَه مِفْتَاح بَيت
الصَّدَقَة وَكَانَ فِيهِ تمر فَذهب يَوْمًا يفتح الْبَاب
(2/161)
فَوجدَ التَّمْر قد أَخذ مِنْهُ ملْء كف
وَدخل يَوْمًا آخر فَإِذا قد أَخذ مِنْهُ ملْء كف ثمَّ دخل يَوْمًا ثَالِثا
فَإِذا قد أَخذ مِنْهُ مثل ذَلِك فَشَكا ذَلِك إِلَى النَّبِي صلى الله
عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ لَهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تحب أَن
تَأْخُذ صَاحبك هَذَا قَالَ نعم قَالَ فَإِذا فتحت الْبَاب فَقل سُبْحَانَ
من سخرك لمُحَمد فَذهب فَفتح الْبَاب وَقَالَ سُبْحَانَ من سخرك لمُحَمد
فَإِذا هُوَ قَائِم بَين يَدَيْهِ قَالَ يَا عَدو الله أَنْت صَاحب هَذَا
قَالَ نعم دَعْنِي فَإِنِّي لَا أَعُود مَا كنت آخِذا إِلَّا لأهل بَيت من
الْجِنّ فَقَرَأَ فخلى عَنهُ ثمَّ عَاد الثَّانِيَة ثمَّ الثَّالِثَة فَقلت
أَلَيْسَ قد عاهدتني أَن لَا تعود لَا أدعك الْيَوْم حَتَّى اذْهَبْ بك
إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لَا تفعل وأعلمك كَلِمَات
إِذا أَنْت قلتهَا لم يقربك أحد من الْجِنّ آيَة الْكُرْسِيّ
وَأخرج البُخَارِيّ فِي تَارِيخه وَالطَّبَرَانِيّ وَالْبَيْهَقِيّ وَأَبُو
نعيم بِسَنَد رِجَاله موثوقون عَن معَاذ بن جبل قَالَ ضم إِلَيّ رَسُول
الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تمر الصَّدَقَة فَجَعَلته فِي غرفَة لي فَكنت
أجد فِيهِ كل يَوْم نُقْصَانا فشكوت ذَلِك إِلَى رَسُول الله صلى الله
عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ لي هُوَ عمل الشَّيْطَان فأرصده فرصدته لَيْلًا
فَلَمَّا ذهب هوي من اللَّيْل أقبل على صُورَة الْفِيل فَلَمَّا انْتهى
إِلَى الْبَاب دخل من خلل الْبَاب على غير صورته فَدَنَا من التَّمْر فَجعل
يلتقمه فشددت على ثِيَابِي فتوسطته فَقلت أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله
وَأَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله يَا عَدو الله وَثَبت إِلَى تمر
الصَّدَقَة فَأَخَذته وَكَانُوا أَحَق بِهِ مِنْك لأرفعنك إِلَى رَسُول
الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فعاهدني أَن لَا يعود فَغَدَوْت إِلَى رَسُول
الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ مَا فعل أسيرك قلت عاهدني أَن لَا
يعود قَالَ إِنَّه عَائِد فارصده فرصدته اللَّيْلَة الثَّانِيَة فَصنعَ مثل
ذَلِك وصنعت مثل ذَلِك فعاهدني أَن لَا يعود فَغَدَوْت إِلَى رَسُول الله
صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأَخْبَرته فَقَالَ إِنَّه عَائِد فرصدته
اللَّيْلَة الثَّالِثَة فَصنعَ مثل ذَلِك فَقلت يَا عَدو الله عاهدتني
مرَّتَيْنِ وَهَذِه الثَّالِثَة فَقَالَ لي إِنِّي ذُو عِيَال وَمَا
أَتَيْتُك إِلَّا من نَصِيبين وَلَو أصبت شَيْئا دونه مَا أَتَيْتُك
وَلَقَد كُنَّا فِي مدينتكم هَذِه حَتَّى بعث صَاحبكُم فَلَمَّا نزلت
عَلَيْهِ آيتان نفرنا مِنْهَا فوقعنا بنصيبين وَلَا يقرآن فِي بَيت إِلَّا
لم يلج فِيهِ الشَّيْطَان ثَلَاثًا فَإِن خليت سبيلي علمتكهما قلت نعم
قَالَ
(2/162)
آيَة الْكُرْسِيّ وَآخر سُورَة الْبَقَرَة
{آمن الرَّسُول} إِلَى آخرهَا فخليت سَبيله ثمَّ غَدَوْت إِلَى رَسُول الله
صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأَخْبَرته فَقَالَ صدق وَهُوَ كذوب
وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن بُرَيْدَة قَالَ كَانَ لي طَعَام فتبينت فِيهِ
النُّقْصَان فَكنت فِي اللَّيْل فَإِذا غول قد سَقَطت عَلَيْهِ فقبضت
عَلَيْهَا فَقلت لَا أُفَارِقك حَتَّى أذهب بك إِلَى النَّبِي صلى الله
عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَت إِنِّي أَعُود إمرأة كَثِيرَة الْعِيَال لَا
أَعُود فَحَلَفت لي فخليتها فَجئْت فَأخْبرت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ
وَسلم فَقَالَ كذبت وَهِي كذوب فَجَاءَت الثَّانِيَة فأخذتها فَقَالَت لي
كَمَا قَالَت فِي الأولى وَحلفت أَن لَا تعود فَأخْبرت النَّبِي صلى الله
عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ كذبت وَهِي كذوب فَجَاءَت الثَّالِثَة فأخذتها
فَقَالَت ذَرْنِي حَتَّى أعلمك شَيْئا إِذا قلته لم يقرب متاعك أحد منا
إِذا آويت إِلَى فراشك فاقرأ على نَفسك وَمَالك آيَة الْكُرْسِيّ فَأخْبرت
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ صدقت وَهِي كذوب
وَأخرج أَحْمد وَالتِّرْمِذِيّ وَحسنه وَالْحَاكِم وَصَححهُ وَأَبُو نعيم
عَن أبي أَيُّوب الْأنْصَارِيّ أَنه كَانَ فِي سهوة لَهُ وَكَانَت الغول
تَجِيء فتأخذ فشكاها إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ إِذا
رَأَيْتهَا فَقل بِسم الله أجيبي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
فَجَاءَت فَقَالَ لَهَا فَأَخذهَا فَقَالَت لَا أَعُود فأرسلها فجَاء إِلَى
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ لَهُ مَا فعل أسيرك قَالَ
أَخَذتهَا فَقَالَت إِنِّي لَا أَعُود فأرسلتها فَقَالَ إِنَّهَا عَائِدَة
فأخذتها مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا كل ذَلِك تَقول لَا أَعُود وَيَقُول
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِنَّهَا عَائِدَة فَقَالَت فِي
الثَّالِثَة أَرْسلنِي وأعلمك شَيْئا تَقوله فَلَا يقربك شَيْء آيَة
الْكُرْسِيّ فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صدقت وَهِي كذوب
وَأخرج أَبُو نعيم من وَجه آخر عَن أبي أَيُّوب قَالَ كَانَ لي تمر فِي
سهوة لي فَجعلت أرَاهُ ينقص فَذكرت ذَلِك للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
فَقَالَ إِنَّك ستجد فِيهِ غَدا هرة
(2/163)
فَقل أجيبي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ
وَسلم فَلَمَّا كَانَ الْغَد وجدت فِيهِ هرة فَقلت أجيبي رَسُول الله صلى
الله عَلَيْهِ وَسلم فتحولت عجوزا فَذكر الحَدِيث
وَأخرجه الْحَاكِم من وَجه آخر عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي عمْرَة عَن
أَبِيه أَن أَبَا أَيُّوب كَانَت لَهُ سهوة فَذكره
واخرجه من وَجه ثَالِث عَن ابْن عَبَّاس قَالَ كَانَ رَسُول الله صلى الله
عَلَيْهِ وَسلم نازلا على أبي أَيُّوب فِي غرفَة وَكَانَ طَعَامه فِي سلة
فِي المخدع فَكنت تَجِيء من الكوة هَيْئَة السنور تَأْخُذ الطَّعَام من
السلَّة فَشَكا ذَلِك إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ
تِلْكَ الغول فَإِذا جَاءَت فَقل عزم عَلَيْك رَسُول الله صلى الله
عَلَيْهِ وَسلم أَن لَا تبرحي فَجَاءَت فَقَالَ لَهَا ذَلِك قَالَت دَعْنِي
فو الله لَا أَعُود وَذكر تَتِمَّة الحَدِيث
وَأخرج الطَّبَرَانِيّ وَأَبُو نعيم بِسَنَد جيد عَن أبي أسيد السَّاعِدِيّ
أَنه قطع تمر حَائِطه فَجعله فِي غرفَة فَكَانَت الغول تخَالفه إِلَى
مشْربَته فتسرق تمره وتفسده عَلَيْهِ فَشَكا ذَلِك إِلَى النَّبِي صلى الله
عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ تِلْكَ الغول يَا ابا أسيد فاستمع عَلَيْهَا فَإِذا
سَمِعت اقتحامها فَقل بِسم الله أجيبي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
فَفعل فَقَالَت الغول يَا أَبَا أسيد إعفني أَن تكلفني أَن اذْهَبْ إِلَى
رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأُعْطِيك موثقًا من الله أَن لَا
أَعُود وأدلك على آيَة تقرؤها على إنائك وَلَا يكْشف غطاؤه آيَة
الْكُرْسِيّ فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صدقت وَهِي كذوب
وَأخرج أَبُو يعلى وَالْحَاكِم وَصَححهُ وَالْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم عَن
أبي بن كَعْب أَنه كَانَ لَهُ جرين فِيهِ تمر فَكَانَ يتعاهده فَوَجَدَهُ
ينقص فحرسه ذَات لَيْلَة فَإِذا هُوَ بِدَابَّة شبه الْغُلَام المحتلم
قَالَ فَسلمت فَرد عَليّ السَّلَام فَقلت مَا أَنْت أجني أم أنسي قَالَ جني
قلت ناولني يدك فناولني فَإِذا يَد كلب وَشعر كلب قلت هَكَذَا خلق الْجِنّ
قَالَ قد علمت الْجِنّ إِن مَا فيهم أَشد مني قلت مَا حملك على مَا صنعت
قَالَ بلغنَا أَنَّك رجل تحب الصَّدَقَة فأحببنا أَن نصيب من طَعَامك قلت
فَمَا الَّذِي يجيرنا مِنْكُم قَالَ آيَة الْكُرْسِيّ فَلَمَّا أصبح أَتَى
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأخْبرهُ فَقَالَ صدق الْخَبيث
(2/164)
وَأخرج أَبُو الشَّيْخ فِي العظمة عَن أبي
إِسْحَاق قَالَ خرج زيد بن ثَابت لَيْلًا إِلَى حَائِط لَهُ فَسمع فِيهِ
جلبة فَقَالَ مَا هَذَا قَالَ رجل من الجان أصابتنا السّنة فَأَرَدْت أَن
أُصِيب من ثماركم فطيبوه لنا قَالَ نعم ثمَّ قَالَ زيد بن ثَابت أَلا
تخبرنا بِالَّذِي يعيذنا مِنْكُم قَالَ آيَة الْكُرْسِيّ
وَأخرج أَبُو عبيد فِي فَضَائِل الْقُرْآن والدارمي وَالطَّبَرَانِيّ
وَالْبَيْهَقِيّ وأبوة نعيم عَن ابْن مَسْعُود أَن رجلا لَقِي شَيْطَانا
فِي سكَّة من سِكَك الْمَدِينَة فصارعه فصرعه فَقَالَ دَعْنِي وأخبرك
بِشَيْء يُعْجِبك فودعه فَقَالَ هَل تقْرَأ سُورَة الْبَقَرَة قَالَ نعم
قَالَ فَإِن الشَّيْطَان لَا يسمع مِنْهَا بِشَيْء إِلَّا أدبر وَله خبج
كخبج الْحمار فَقيل لِابْنِ مَسْعُود من ذَاك الرجل قَالَ عمر بن الْخطاب
الخبج بِفَتْح الْخَاء الْمُعْجَمَة وَالْمُوَحَّدَة وجيم الضراط
وَأخرج الطَّبَرَانِيّ بِسَنَد حسن عَن سديسة مولاة حَفْصَة قَالَت قَالَ
رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (إِن الشَّيْطَان لم يلق عمر مُنْذُ
أسلم إِلَّا خر لوجهه)
وَأخرج أَبُو الشَّيْخ فِي العظمة وَأَبُو نعيم عَن عَليّ بن أبي طَالب
قَالَ كُنَّا مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي سفر فَقَالَ
لعمَّار انْطلق فاستق لنا من المَاء فَانْطَلق فَعرض لَهُ شَيْطَان فِي
صُورَة عبد أسود فحال بَينه وَبَين المَاء فصرعه عمار فَقَالَ لَهُ دَعْنِي
وأخلي بَيْنك وَبَين المَاء فَفعل ثمَّ أَتَى فَأَخذه عمار الثَّانِيَة
فصرعه فَقَالَ دَعْنِي وأخلي بَيْنك وَبَين المَاء فَفعل ثمَّ اتى فَأَخذه
عمار الثَّالِثَة فصرعه فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن
الشَّيْطَان قد حَال بَين عمار وَبَين المَاء فِي صُورَة عبد أسود وَأَن
الله أظفر عمارا بِهِ قَالَ عَليّ فتلقينا عمارا فَأَخْبَرنَاهُ بقول
رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ أما وَالله لَو شَعرت أَنه
شَيْطَان لقتلته
وَأخرج الْبَيْهَقِيّ وَصَححهُ وَأَبُو نعيم عَن عمار بن يَاسر قَالَ
أَرْسلنِي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى بِئْر فَلَقِيت
الشَّيْطَان فِي صُورَة الْإِنْس فقاتلني فصرعته ثمَّ جعلت أدقه بفهر معي
فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَقِي عمار الشَّيْطَان عِنْد
الْبِئْر فقاتله فَمَا عدا أَن رجعت فَأَخْبَرته قَالَ ذَاك الشَّيْطَان
قَالَ الْبَيْهَقِيّ وَيُؤَيِّدهُ قَول أبي هُرَيْرَة لأهل الْعرَاق
(2/165)
أَلَيْسَ فِيكُم عمار بن يَاسر الَّذِي
أجاره الله من الشَّيْطَان على لِسَان نبيه قلت أخرجه الْحَاكِم
وَأخرج ابْن سعد وَابْن رَاهْوَيْةِ فِي مُسْنده عَن عمار قَالَ قَاتَلت
مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْإِنْس وَالْجِنّ قُلْنَا
كَيفَ قَاتَلت الْجِنّ قَالَ نزلنَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ
وَسلم منزلا فَأخذت قربتي ودلوي لأستقي فَقَالَ لي رَسُول الله صلى الله
عَلَيْهِ وَسلم أما أَنه سيأتيك آتٍ يمنعك عَن المَاء فَلَمَّا كنت على
رَأس الْبِئْر إِذا رجل أسود كَانَ مرس فَقَالَ وَالله لَا تَسْقِي
الْيَوْم مِنْهَا ذنوبا وَاحِدًا فَأَخَذته وأخذني فصرعته ثمَّ أخذت حجرا
فَكسرت بِهِ أَنفه وَوَجهه ثمَّ مَلَأت قربتي فَأتيت بهَا رَسُول الله صلى
الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ هَل أَتَاك على المَاء من أحد فَأَخْبَرته
قَالَ ذَاك الشَّيْطَان
وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن ابْن عمر قَالَ كُنَّا جُلُوسًا عِنْد النَّبِي
صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فجَاء رجل من أقبح النَّاس وَجها وأقبحه ثيابًا
وأنتنه ريحًا حاف يتخطى رِقَاب النَّاس حَتَّى جلس بَين يَدي رَسُول الله
صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ من خلقك فَقَالَ رَسُول الله صلى الله
عَلَيْهِ وَسلم الله قَالَ خلق السَّمَاء قَالَ الله قَالَ من خلق الأَرْض
قَالَ الله قَالَ من خلق الله فَقَالَ سُبْحَانَ الله وَأمْسك بجبهته وطأطأ
رَأسه وَقَامَ الرجل فَذهب فَرفع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
رَأسه فَقَالَ عَليّ بِالرجلِ فطلبناه فَكَأَن لم يكن فَقَالَ هَذَا
إِبْلِيس جَاءَ يشكككم فِي دينكُمْ
بَاب فِيهِ ذكر حرز الْجِنّ الْمَعْرُوف بحرز أبي دُجَانَة
أخرج الْبَيْهَقِيّ عَن أبي دُجَانَة قَالَ شَكَوْت إِلَى رَسُول الله صلى
الله عَلَيْهِ وَسلم فَقلت يَا رَسُول الله بَيْنَمَا أَنا مُضْطَجع فِي
فِرَاشِي إِذْ سَمِعت فِي دَاري صَرِيرًا كَصَرِيرِ الرَّحَى ودويا
كَدَوِيِّ النَّحْل ولمع كَلمعِ الْبَرْق فَرفعت رَأْسِي فَزعًا مَرْعُوبًا
فَإِذا أَنا بِظِل أسود مدلى يَعْلُو وَيطول فِي صحن دَاري فَأَهْوَيْت
إِلَيْهِ فمسست جلده فَإِذا هُوَ جلده
(2/166)
كَجلْد الْقُنْفُذ فَرمى فِي وَجْهي مثل
شرر النَّار فَظَنَنْت أَنه قد أحرقني فَقَالَ رَسُول الله صلى الله
عَلَيْهِ وَسلم عَامر دَار سوء يَا أَبَا دُجَانَة ثمَّ قَالَ إيتوني
بِدَوَاةٍ وَقِرْطَاس فَأتي بهما فَنَاوَلَهُ عَليّ بن أبي طَالب وَقَالَ
أكتب {بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم} هَذَا كتاب من مُحَمَّد رَسُول الله
رب الْعَالمين إِلَى من طرق الدَّار من الْعمار وَالزُّوَّارِ
وَالصَّالِحِينَ الإ طَارق يطْرق بِخَير يَا رَحْمَن أما بعد فَإِن لنا
وَلكم فِي الْحق سَعَة فَإِن تكن عَاشِقًا مُولَعا أَو فَاجِرًا
مُقْتَحِمًا أَو رَاعيا حَقًا مُبْطلًا هَذَا كتاب الله ينْطق علينا
وَعَلَيْكُم بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخ مَا كُنْتُم تَعْمَلُونَ
وَرُسُلنَا يَكْتُبُونَ مَا كُنْتُم تَمْكُرُونَ أتركوا صَاحب كتابي هَذَا
وَانْطَلَقُوا إِلَى عَبدة الْأَصْنَام وَإِلَى من يزْعم إِن مَعَ الله
إِلَهًا آخر لَا إِلَه إِلَّا هُوَ كل شَيْء هَالك إِلَّا وَجهه لَهُ الحكم
وَإِلَيْهِ ترجعون تغلبون حم لَا تنْصرُونَ حم عسق تفرق أَعدَاء الله
وَبَلغت حجَّة الله وَلَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه
فَسَيَكْفِيكَهُم الله وَهُوَ السَّمِيع الْعَلِيم
قَالَ أَبُو دُجَانَة فَحَملته إِلَى دَاري وَجَعَلته تَحت رَأْسِي وَبت
لَيْلَتي فَمَا انْتَبَهت إِلَّا من صُرَاخ صارخ يَقُول يَا أَبَا دُجَانَة
أَحْرَقَتْنَا وَاللات والعزى الْكَلِمَات فَبِحَق صَاحِبَة لما رفعت
عَنَّا هَذَا الْكتاب فَلَا عود لنا فِي دَارك وَلَا فِي جوارك فَغَدَوْت
فَصليت الصُّبْح مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وأخبرته بِمَا
سَمِعت من الْجِنّ فَقَالَ يَا أَبَا دُجَانَة أرفع عَن الْقَوْم فو
الَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ أَنهم ليجدون ألم الْعَذَاب إِلَى يَوْم
الْقِيَامَة
بَاب قَوْله فِي رجل قَرَأَ قل يَا أَيهَا الْكَافِرُونَ فقد برىء من
الشّرك
أخرج الْبَيْهَقِيّ عَن رجل من الصَّحَابَة قَالَ كنت أَسِير مَعَ رَسُول
الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي لَيْلَة ظلماء فَسمع رجلا يقْرَأ قل يَا
أَيهَا الْكَافِرُونَ فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أما
هَذَا فقد برىء من الشّرك وسرنا فسمعنا رجلا يقْرَأ قل هُوَ الله أحد
فَقَالَ أما هَذَا فقد غفر لَهُ فكففت رَاحِلَتي لأنظر من هُوَ فَنَظَرت
يَمِينا وَشمَالًا فَمَا رَأَيْت أحدا
(2/167)
كرّ المعجزات فِيمَا أخبر بِهِ من المغيبات
فَكَانَ كَمَا أخبر سوى مَا تقدم فِي الْأَبْوَاب السَّابِقَة
بَاب إخْبَاره بِمَوْت النَّجَاشِيّ يَوْم مَاتَ
أخرج الشَّيْخَانِ عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ
وَسلم نعى للنَّاس النَّجَاشِيّ فِي الْيَوْم الَّذِي مَاتَ فِيهِ وَخرج
بهم إِلَى الْمصلى فَصف بهم وَكبر أَربع تَكْبِيرَات
وَأخرج الشَّيْخَانِ عَن جَابر قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ
وَسلم (مَاتَ الْيَوْم رجل صَالح فصلوا على أَصْحَمَة)
وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن أم كُلْثُوم قَالَت لما تزوج النَّبِي صلى الله
عَلَيْهِ وَسلم أم سَلمَة قَالَ (إِنِّي قد أهديت إِلَى النَّجَاشِيّ أواقي
من مسك وحلة وَإِنِّي لَا أرَاهُ إِلَّا قد مَاتَ وَلَا أرى الْهَدِيَّة
إِلَّا سترد عَليّ) فَكَانَ كَمَا قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ
وَسلم مَاتَ النَّجَاشِيّ وَردت الْهَدِيَّة
قَالَ الْبَيْهَقِيّ قَوْله وَلَا أرَاهُ قد مَاتَ يُرِيد وَالله أعلم قبل
بُلُوغ الْهَدِيَّة إِلَيْهِ وَهَذَا القَوْل صدر مِنْهُ قبل مَوته ثمَّ
لما مَاتَ نعاه فِي الْيَوْم الَّذِي مَاتَ فِيهِ وَصلى عَلَيْهِ انْتهى
بَاب إخْبَاره بِمَا سحر بِهِ
أخرج ابْن سعد الْحَاكِم وَصَححهُ وَالْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم عَن زيد بن
أَرقم قَالَ كَانَ رجل من الْأَنْصَار يدْخل على النَّبِي صلى الله
عَلَيْهِ وَسلم ويأتمنه وَأَنه عقد لَهُ عقدا فَأَلْقَاهُ فِي
(2/168)
بِئْر فصرع لذَلِك النَّبِي صلى الله
عَلَيْهِ وَسلم فَأَتَاهُ ملكان يعودانه فَأَخْبَرَاهُ أَن فلَانا عقد لَهُ
عقدا وَهِي فِي بِئْر فلَان وَلَقَد اصفر المَاء من شدَّة عقده فَأرْسل
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فاستخرج العقد فَوجدَ المَاء قد اصفر
فَحل العقد ونام النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَلَقَد رَأَيْت الرجل
بعد ذَلِك يدْخل على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَلم يذكر لَهُ
شَيْئا مِنْهُ وَلم يعاتبه
وَأخرج الشَّيْخَانِ عَن عَائِشَة أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم طب
حَتَّى أَنه ليُخَيل إِلَيْهِ أَنه صنع الشَّيْء وَمَا صنعه وَأَنه دَعَا
ربه ثمَّ قَالَ أشعرت أَن الله قد أفتاني فِيمَا استفتيته قلت وَمَا ذَاك
قَالَ جَاءَنِي رجلَانِ فَجَلَسَ أَحدهمَا عِنْد رَأْسِي وَالْآخر عِنْد
رجْلي فَقَالَ أَحدهمَا لصَاحبه مَا وجع الرجل قَالَ مطبوب قَالَ من طبه
قَالَ لبيد ابْن الْأَعْظَم قَالَ فيماذا قَالَ فِي مشط ومشاطه وجف طلعة
ذكر قَالَ فَأَيْنَ هُوَ قَالَ فِي بِئْر ذروان فَأَتَاهَا رَسُول الله صلى
الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ هَذِه الْبِئْر الَّتِي أريتها كَأَن نخلها
رُؤُوس الشَّيْطَان وَكَانَ مَاؤُهَا نقاعة الْحِنَّاء فَأمر بِهِ فَأخْرج
وَأخرج الْبَيْهَقِيّ من طَرِيق الْكَلْبِيّ عَن أبي صَالح عَن ابْن أبي
عَبَّاس قَالَ مرض رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَرضا شَدِيدا
فَأَتَاهُ ملكان فَقعدَ أَحدهمَا عِنْد رَأسه وَالْآخر عِنْد رجلَيْهِ
فَقَالَ أَحدهمَا للْآخر مَا ترى قَالَ طب قَالَ وَمن طبه قَالَ سحر قَالَ
وَمَا سحره قَالَ لبيد بن الأعصم الْيَهُودِيّ قَالَ أَيْن هُوَ قَالَ فِي
بِئْر آل فلَان تَحت صَخْرَة فِي ركية فَأتوا الركي فأنزحوا مَاؤُهَا
وَارْفَعُوا الصَّخْرَة ثمَّ أخذو الكرية وأحرقوها فَلَمَّا أصبح رَسُول
الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعث عمار بن يَاسر فِي نفر فَأتوا الركي
فَإِذا ماءها مثل نقاعة الْحِنَّاء فنزحوا المَاء ثمَّ رفعوا الصَّخْرَة
وأخرجوا الكرية وأحرقوها فَإِذا فِيهَا وتر فِيهِ إِحْدَى عشرَة عقدَة
وأنزلت عَلَيْهِ هَاتَانِ السورتان فَجعل كلما قَرَأَ آيَة انْحَلَّت عقدَة
{قل أعوذ بِرَبّ الفلق} و {قل أعوذ بِرَبّ النَّاس} وَأخرج ابْن سعد من
طَرِيق جُوَيْبِر عَن الضَّحَّاك عَن ابْن عَبَّاس مثله وَفِيه نزُول
السورتين وَإنَّهُ كلما قَرَأَ آيَة انْحَلَّت عقدَة
(2/169)
وَأخرج أَبُو نعيم عَن أنس قَالَ صنعت
الْيَهُود لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم شَيْئا فَأَصَابَهُ من
ذَلِك وجع شَدِيد فَأَتَاهُ جِبْرِيل بالمعوذتين فعوذه بهما فَخرج إِلَى
أَصْحَابه صَحِيحا
وَأخرج ابْن سعد عَن عبد الرَّحْمَن بن كَعْب بن مَالك قَالَ إِنَّمَا سحره
بَنَات أعصم أَخَوَات لبيد وَكَانَ لبيد هُوَ الَّذِي ذهب بِهِ فَأدْخلهُ
تَحت راعوفة الْبِئْر ودس بَنَات أعصم إِحْدَاهُنَّ فَدخلت على عَائِشَة
فَسمِعت عَائِشَة تذكر مَا أنكر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من
بَصَره ثمَّ خرجت إِلَى أخواتها فأخبرتهن بذلك فَقَالَت إِحْدَاهُنَّ إِن
يكن نَبيا فسيخبر وَإِن لم يكن غير ذَلِك فَسَوف يدلهه هَذَا السحر حَتَّى
يذهب عقله فدله الله تعلى عَلَيْهِ
وَأخرج ابْن سعد عَن عمر بن الحكم قَالَ سحر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ
وَسلم فِي الْمحرم مرجعه من الْحُدَيْبِيَة
بَاب إخْبَاره بِمَا فتح من ردم يَأْجُوج وَمَأْجُوج
أخرج الشَّيْخَانِ عَن زَيْنَب أم الْمُؤمنِينَ قَالَت اسْتَيْقَظَ
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من النّوم محمرا وَجهه وَهُوَ يَقُول
(لَا إِلَه إِلَّا الله ويل للْعَرَب من شَرّ قد اقْترب فتح الْيَوْم من
ردم يَأْجُوج وَمَأْجُوج مثل هَذِه وَحلق حَلقَة)
بَاب إخْبَاره رجَالًا بِمَا حد ثَوَابه أنفسهم
أخرج الْحَاكِم وَصَححهُ وَالطَّبَرَانِيّ عَن سَلمَة بن الْأَكْوَع أَنه
كَانَ مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذْ جَاءَ رجل فَقَالَ من
أَنْت قَالَ أَنا نَبِي قَالَ وَمَا نَبِي قَالَ رَسُول
(2/170)
الله قَالَ مَتى تقوم السَّاعَة فَقَالَ
غيب وَلَا يعلم الْغَيْب إِلَّا الله قَالَ أَرِنِي سَيْفك فَأعْطَاهُ
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سَيْفه فهزه الرجل ثمَّ رده عَلَيْهِ
فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أما أَنَّك لم تكن تَسْتَطِيع
الَّذِي أردْت قَالَ وَقد كَانَ زَاد الطَّبَرَانِيّ ثمَّ قَالَ رَسُول
الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن هَذَا أقبل فَقَالَ آتيه فَاسْأَلْهُ
ثمَّ أَخذ السَّيْف فَأَقْتُلهُ ثمَّ أغمد السَّيْف
وَأخرج ابْن أبي شيبَة وَأَبُو يعلى وَالْبَزَّار وَالْبَيْهَقِيّ عَن أنس
قَالَ ذكرُوا رجلا عِنْد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَذكرُوا قوته
فِي الْجِهَاد واجتهاده فِي الْعِبَادَة فَإِذا هم بِالرجلِ مقبل فَقَالَ
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِنِّي لأرى فِي وَجهه سفعة من
الشَّيْطَان فَلَمَّا دنا سلم فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ
وَسلم هَل حدثت نَفسك بِأَنَّهُ لَيْسَ فِي الْقَوْم أحد خير مِنْك قَالَ
نعم ثمَّ ذهب فاختط مَسْجِدا ووقف يُصَلِّي فَقَالَ رَسُول الله صلى الله
عَلَيْهِ وَسلم من يقوم إِلَيْهِ فيقتله فَقَامَ أَبُو بكر فَانْطَلق
فَوَجَدَهُ يُصَلِّي فَرجع فَقَالَ وجدته يُصَلِّي فَهبت أَن أَقتلهُ
فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَيّكُم يقوم إِلَيْهِ فيقتله
فَقَامَ عمر فَصنعَ كَمَا صنع أَبُو بكر فَقَالَ رَسُول الله صلى الله
عَلَيْهِ وَسلم أَيّكُم يقوم فيقتله فَقَالَ عَليّ أَنا قَالَ أَنْت إِن
أَدْرَكته فَذهب فَوَجَدَهُ قد انْصَرف فَرجع فَقَالَ رَسُول الله صلى الله
عَلَيْهِ وَسلم هَذَا أول قرن خرج من أمتِي لَو قتلته مَا اخْتلف اثْنَان
بعده فِي أمتِي
وَأخرج أَحْمد وَالْبَزَّار وَأَبُو يعلى وَالْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم عَن
وابصة الْأَسدي قَالَ جِئْت لأسأل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن
الْبر وَالْإِثْم فَقَالَ من قبل أَن أسأله عَنهُ يَا وابصة أخْبرك بِمَا
جِئْت تَسْأَلنِي عَنهُ قلت اخبرني يَا رَسُول الله قَالَ جِئْت تَسْأَلنِي
عَن الْبر وَالْإِثْم قلت أَي وَالَّذِي بَعثك بِالْحَقِّ فَقَالَ (الْبر
مَا انْشَرَحَ لَهُ صدرك وَالْإِثْم مَا حاك فِي نَفسك وَإِن أَفْتَاك
عَنهُ النَّاس)
وَأخرج الْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم عَن ابْن عمر قَالَ كنت عِنْد النَّبِي
صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَجَاءَهُ رجلَانِ أنصارى وثقفي يسألان فَقَالَ
للثقفي سل من حَاجَتك وَإِن شِئْت أَنْبَأتك بِالَّذِي جِئْت تسْأَل عَنهُ
قَالَ انبئني فَذَاك أعجب إِلَيّ يَا رَسُول الله قَالَ فانك جِئْت تسْأَل
عَن صَلَاتك بِاللَّيْلِ وَعَن ركوعك وَعَن سجودك وَعَن صيامك وَعَن غسلك
من الْجَنَابَة فَقَالَ وَالَّذِي بَعثك بِالْحَقِّ إِن ذَلِك الَّذِي
جِئْت أَسأَلك عَنهُ ثمَّ قَالَ للْأَنْصَارِيِّ سل وَإِن شِئْت أَنْبَأتك
بِالَّذِي جِئْت تسْأَل عَنهُ قَالَ انبئني فَذَاك
(2/171)
أعجب إِلَيّ يَا رَسُول الله فَقَالَ فأنك
جِئْت تسْأَل عَن خُرُوجك من بَيْتك تؤم الْبَيْت الْعَتِيق وَتقول مَاذَا
لي فِيهِ وَعَن وقوفك بِعَرَفَات وَعَن حلقك رَأسك وَعَن طوافك بِالْبَيْتِ
وَعَن رميك الْجمار قَالَ أَي وَالَّذِي بَعثك بِالْحَقِّ إِن هَذَا
الَّذِي جِئْت أسأَل عَنهُ وَورد مثله من حَدِيث أنس وَقد تقدم فِي بَاب
حجَّة الْوَدَاع وَمن حَدِيث عبَادَة بن الصَّامِت أخرجه أَبُو نعيم
وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن عقبَة بن عَامر الْجُهَنِيّ قَالَ جَاءَ رجال من
أهل الْكتاب مَعَهم مصاحف فَاسْتَأْذنُوا على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ
وَسلم فَدخلت فَأَخْبَرته فَقَالَ مَا لي وَلَهُم يَسْأَلُونِي عَمَّا لَا
أَدْرِي إِنَّمَا أَنا عبد لَا أعلم إِلَّا مَا عَلمنِي رَبِّي ثمَّ
تَوَضَّأ وَخرج إِلَى الْمَسْجِد فصلى رَكْعَتَيْنِ ثمَّ انْصَرف فَقَالَ
لي وَأَنا أرى السرُور فِي وَجهه أَدخل الْقَوْم عَليّ فَدَخَلُوا فَقَالَ
إِن شِئْتُم أَخْبَرتكُم عَمَّا جئْتُمْ تسألونني عَنهُ من قبل أَن تكلمُوا
قَالُوا بلَى فَأخْبرنَا قَالَ جئْتُمْ تَسْأَلُونِي عَن ذِي القرنين أَن
أول أمره أَنه كَانَ غُلَاما من الرّوم أعطي ملكا فَسَار حَتَّى أَتَى
سَاحل أَرض مصر فأبتني مَدِينَة يُقَال لَهَا إسكندرية فَلَمَّا فرغ من
بنائها بعث الله لَهُ ملكا فعرج بِهِ فاستعلى بَين السَّمَاء وَالْأَرْض
ثمَّ قَالَ لَهُ أنظر مَا تَحْتك قَالَ أرى مدينتين فاستعلى بِهِ ثَانِيَة
فَقَالَ لَهُ أنظر مَا تَحْتك لست أرى شَيْئا فَقَالَ لَهُ المدينتين هُوَ
الْبَحْر المستدير وَقد جعل الله مسلكا تسلك بِهِ تعلم الْجَاهِل وَتثبت
الْعَالم قَالَ ثمَّ جوزه فابتني السد بَين جبلين زلقين لَا يسْتَقرّ
عَلَيْهِمَا شَيْء فَلَمَّا فرغ مِنْهُ سَار فِي الأَرْض فَأتى على قوم
وُجُوههم كوجوه الْكلاب فَلَمَّا قطعهم أَتَى على قوم فَسَار فَلَمَّا
قطعهم أَتَى على قوم من الْحَيَّات تلتقم الْحَيَّة مِنْهُم الصَّخْرَة
الْعَظِيمَة ثمَّ أَتَى على الغرانيق فَقَالُوا هَكَذَا نجد فِي كتَابنَا
وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن جَابر بن عبد الله قَالَ جَاءَ رجل إِلَى
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ يَا رَسُول الله إِن أبي يُرِيد
أَن يَأْخُذ مَالِي فَدَعَا أَبَاهُ فهبط جِبْرِيل فَقَالَ إِن الشَّيْخ قد
قَالَ فِي نَفسه شَيْئا لم تسمعه أذنَاهُ فَقَالَ رَسُول الله صلى الله
عَلَيْهِ وَسلم قلت فِي نَفسك شَيْئا لم تسمعه
(2/172)
أذناك قَالَ لَا يزَال يزيدنا الله
تَعَالَى بك بَصِيرَة ويقينا نعم قَالَ هَات فأنشا يَقُول
(غذوتك مولودا ومنتك يافعا ... تعل بِمَا أجني عَلَيْك وتنهل)
(إِذا لَيْلَة ضاقتك بِالسقمِ لم أَبَت ... لسقمك إِلَّا ساهرا أتململ)
(تخَاف الردى نَفسِي عَلَيْك وَأَنَّهَا ... لتعلم أَن الْمَوْت حتم مُوكل)
(كَأَنِّي أَنا المطروق دُونك بِالَّذِي ... طرقت بِهِ دوني فعيناي تهمل)
(فَلَمَّا بلغت السن والغاية الَّتِي ... إِلَيْك مدى مَا كنت فِيك
أُؤَمِّل)
(جعلت جزائي غلظة وفظاظة ... كَأَنَّك أَنْت الْمُنعم المتفضل)
(فليتك إِذْ لم ترع حق أبوتي ... كَمَا يفعل الْجَار المجار تفعل) فَبكى
رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأخذ بتلبيب ابْنه وَقَالَ أَنْت
وَمَالك لأَبِيك
وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن عَليّ قَالَ خطبت فَاطِمَة إِلَى رَسُول الله صلى
الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَت لي مولاة لي هَل علمت أَن فَاطِمَة قد خطبت
فَمَا يمنعك أَن تَأتي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِيهَا
فَأَتَيْته وَكَانَ لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم جلالة وهيبة
فَلَمَّا قعدت بَين يَدَيْهِ أفحمت فو الله مَا اسْتَطَعْت أَن أَتكَلّم
فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (مَا جَاءَ بك فَسكت فَقَالَ
لَعَلَّك جِئْت تخْطب فَاطِمَة قلت نعم)
وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ أَصَابَنَا جوع مَا
أَصَابَنَا مثله قطّ فَقَالَت لي أُخْتِي أذهب إِلَى رَسُول الله صلى الله
عَلَيْهِ وَسلم فَاسْأَلْهُ فدئت فَإِذا هُوَ يخْطب فَقَالَ من يستعفف يعفه
الله وَمن يسْتَغْن يغنه الله فَقلت فِي نَفسِي وَالله لكَأَنَّمَا أردْت
بِهَذَا إِلَّا جرم لَا أسأله شَيْئا فَرَجَعت إِلَى أُخْتِي فَأَخْبَرتهَا
فَقَالَت أَحْسَنت فَلَمَّا كَانَ من الْغَد فَإِنِّي وَالله لأتعب نَفسِي
تَحت الأجم إِذْ وجدت من دَرَاهِم يهود
(2/173)
فابتعنا بِهِ وأكلنا مِنْهُ وَجَاءَت
الدُّنْيَا فَمَا من أهل بَيت من الْأَنْصَار أَكثر أَمْوَالًا منا وَأخرجه
ابْن سعد بِلَفْظ فَكَانَ أول مَا واجهني بِهِ وبلفظ فَقلت مَا قَالَ هَذَا
القَوْل إِلَّا من أَجلي وبلفظ فأتاح الله لي رزقا مَا كنت أحتسبه
بَاب إخْبَاره صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بالمنافقين
أخرج الْبَيْهَقِيّ عَن ابْن مَسْعُود قَالَ خَطَبنَا رَسُول الله صلى الله
عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ فِي خطبَته (أَيهَا النَّاس إِن مِنْكُم منافقين
فَمن سميت فَليقمْ قُم يَا فلَان قُم يَا فلَان حَتَّى عد سِتا
وَثَلَاثِينَ)
وَأخرج ابْن سعد عَن ثَابت الْبنانِيّ قَالَ اجْتمع المُنَافِقُونَ فتكلموا
بَينهم فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (إِن رجَالًا مِنْكُم
اجْتَمعُوا فَقَالُوا كَذَا وَقَالُوا وَكَذَا فَقومُوا فاستغفروا الله
واستغفر لكم فَلم يقومُوا فَقَالَ ذَلِك ثَلَاث مَرَّات فَقَالَ لتقومن أَو
لأسمينكم بأسمائكم فَقَالَ قُم يَا فلَان فَقَامُوا خزايا متقنعين)
وَأخرج أَحْمد وَالْحَاكِم وَصَححهُ وَالْبَيْهَقِيّ عَن ابْن عَبَّاس
قَالَ بَيْنَمَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم جَالس فِي ظلّ حجرَة
من حجره وَعِنْده نفر من الْمُسلمين قد كَانَ يقلص عَنْهَا الظل قَالَ
سَيَأْتِيكُمْ رجل ينظر إِلَيْكُم بعيني شَيْطَان فَلَا تُكَلِّمُوهُ فَدخل
رجل أَزْرَق فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على مَا تسبني
أَنْت وَفُلَان وَفُلَان فَانْطَلق إِلَيْهِم فَدَعَا بهم فَحَلَفُوا
وَاعْتَذَرُوا فَأنْزل الله تَعَالَى {يَوْم يَبْعَثهُم الله جَمِيعًا
فَيحلفُونَ لَهُ كَمَا يحلفُونَ لكم} الْآيَة
(2/174)
بَاب إخْبَاره صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
بِحَال من نحر نَفسه
أخرج الْبَيْهَقِيّ عَن جَابر بن سَمُرَة قَالَ جَاءَ رجل إِلَى رَسُول
الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ إِن فلَانا مَاتَ فَقَالَ لم يمت
فَعَاد الثَّانِيَة فَقَالَ إِن فلَانا مَاتَ فَقَالَ لم يمت فَعَاد
الثَّالِثَة فَقَالَ إِن فلَانا نحر نَفسه بمشقص فَلم يصل عَلَيْهِ
بَاب إخْبَاره صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِإِسْلَام أبي الدَّرْدَاء
أخرج الْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم عَن جُبَير بن نفير قَالَ كَانَ أَبُو
الدَّرْدَاء يعبد صنما وَأَن عبد الله بن رَوَاحَة وَمُحَمّد بن مسلمة دخلا
بَيته فكسرا صنمه فَرجع أَبُو الدَّرْدَاء فَرَآهُ فَقَالَ وَيحك هلا دفعت
عَن نَفسك ثمَّ ذهب إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَنظر إِلَيْهِ
ابْن رَوَاحَة مُقبلا فَقَالَ هَذَا أَبُو الدَّرْدَاء وَمَا أرى جَاءَ
إِلَّا فِي طلبنا فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (لَا إِنَّمَا
جَاءَ ليسلم فَإِن رَبِّي وَعَدَني بِأبي الدَّرْدَاء أَن يسلم)
بَاب إخْبَاره صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن السحابة الَّتِي مطرَت بِالْيمن
أخرج الْبَيْهَقِيّ عَن ابْن عَبَّاس قَالَ أصابتنا سَحَابَة فَخرج علينا
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ (إِن ملكا موكلا بالسحاب دخل
عَليّ آنِفا فَسلم عَليّ وَأَخْبرنِي أَنه يَسُوق السَّحَاب إِلَى وَاد
بِالْيمن يُقَال لَهُ صَرِيح فجاءنا رَاكب بعد ذَلِك فَسَأَلْنَاهُ عَن
السحابة فَأخْبر أَنهم مُطِرُوا فِي ذَلِك الْيَوْم)
قَالَ الْبَيْهَقِيّ وَله شَاهد مُرْسل عَن بكر بن عبد الله الْمُزنِيّ أَن
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أخبر عَن ملك السَّحَاب أَنه يَجِيء من
بلد كَذَا وَأَنَّهُمْ مُطِرُوا يَوْم كَذَا وَأَنه سَأَلَهُ مَتى تمطر
بلدنا فَقَالَ يَوْم كَذَا وَعِنْده نَاس من الْمُنَافِقين فحفظوه ثمَّ
سَأَلُوا عَن ذَلِك فوجدوا تَصْدِيقه فآمنوا وَذكروا ذَلِك للنَّبِي صلى
الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ لَهُم زادكم الله إِيمَانًا
(2/175)
بَاب إخْبَاره صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
صَاحب الجبذة بهَا
أخرج ابْن سعد وَالْحَاكِم وَصَححهُ وَالْبَيْهَقِيّ عَن أبي شهم قَالَ
رَأَيْت جَارِيَة فِي بعض طرق الْمَدِينَة فَأَهْوَيْت بيَدي إِلَى
خَاصرتهَا فَلَمَّا كَانَ من الْغَد أَتَى النَّاس النَّبِي صلى الله
عَلَيْهِ وَسلم ليبايعوه فبسطت يَدي فَقلت بايعني يَا رَسُول الله فَقَالَ
(السِّت صَاحب الجبيذة أمس قلت يَا رَسُول الله بايعني فو الله لَا أَعُود
أبدا قَالَ فَنعم إِذا)
بَاب إخْبَاره صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِالشَّاة الَّتِي أخذت بِغَيْر حق
أخرج الْبَيْهَقِيّ عَن رجل من الْأَنْصَار دعت امْرَأَة النَّبِي صلى الله
عَلَيْهِ وَسلم إِلَى طَعَام فَلَمَّا وضع أَخذ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ
وَسلم لقْمَة فَجعل يلوكها فِي فَمه ثمَّ قَالَ أجد لحم شَاة أخذت بِغَيْر
حق فَسَأَلت الْمَرْأَة فَذكرت أَن جارتها أرسلتها بِغَيْر إِذن زَوجهَا
وَأخرج النَّسَائِيّ وَالْحَاكِم وَصَححهُ عَن جَابر أَن النَّبِي صلى الله
عَلَيْهِ وَسلم وَأَصْحَابه مروا بِامْرَأَة فذبحت لَهُم شَاة واتخذت لَهُم
طَعَاما فَلَمَّا رجعُوا قَالَت يَا رَسُول الله إِنَّا اتخذنا لكم طَعَاما
فادخلوا فَكُلُوا فَدخل هُوَ وَأَصْحَابه فَأخذ لقْمَة فَلم يسْتَطع أَن
يسيغها فَقَالَ هَذِه شَاة ذبحت بِغَيْر إِذن أَهلهَا فَقَالَت الْمَرْأَة
يَا نَبِي الله إِنَّا لَا تحتشم من آل معَاذ وَلَا يحتشمون منا أَن
نَأْخُذ وَيَأْخُذُونَ منا
بَاب إخْبَاره صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بشأن السَّارِق
أخرج الْحَاكِم وَصَححهُ عَن الْحَارِث بن حَاطِب أَن رجلا سرق على عهد
رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأتي بِهِ فَقَالَ اقْتُلُوهُ
فَقَالُوا إِنَّمَا سرق قَالَ فاقطعوه ثمَّ سرق أَيْضا فَقطع ثمَّ سرق على
عهد أبي بكر فَقطع ثمَّ سرق فَقطع حَتَّى قطعت قوائمه ثمَّ سرق الْخَامِسَة
فَقَالَ أَبُو بكر كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أعلم بِهَذَا
حَيْثُ أَمر بقتْله اذْهَبُوا
(2/176)
بِهِ فَاقْتُلُوهُ فَقَتَلُوهُ
بَاب إخْبَاره صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بشأن الصائمة المغتابة
أخرج الْبَيْهَقِيّ عَن أبي البخْترِي قَالَ كَانَت امْرَأَة فِي لسانها
ذرابة فَأَتَت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَلَمَّا أمست دَعَاهَا
إِلَى طَعَامه فَقَالَت أما أَنِّي كنت صَائِمَة قَالَ مَا صمت فَلَمَّا
كَانَ الْيَوْم الآخر تحفظت بعض التحفظ فَلَمَّا أمست دَعَاهَا إِلَى
طَعَامه فَقَالَت أما أَنِّي كنت الْيَوْم صَائِمَة قَالَ كذبت فَلَمَّا
كَانَ الْيَوْم الآخر تحفظت فَلم يكن مِنْهَا شَيْء فَلَمَّا أمست دَعَاهَا
إِلَى طَعَامه فَقَالَت أما أَنِّي كنت صَائِمَة قَالَ الْيَوْم صمت //
مُرْسل //
وَأخرج الطَّيَالِسِيّ وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَابْن أبي الدُّنْيَا
فِي ذمّ الْغَيْبَة عَن أنس قَالَ أَمر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
بِصَوْم يَوْم وَقَالَ لَا يفطرن أحد مِنْكُم حَتَّى أذن لَهُ فصَام
النَّاس حَتَّى أَمْسوا فَجعل الرجل يَجِيء فَيَقُول يَا رَسُول الله
إِنِّي ظللت صَائِما فَأذن لي فَأفْطر فَيَأْذَن لَهُ حَتَّى إِذا جَاءَ
رجل فَقَالَ يَا رَسُول الله امْرَأَتَانِ من أهلك ظلتا صائمتين وأنهما
تستحيان أَن تأتياك فَأذن لَهما أَن تفطرا فاعرض عَنهُ ثمَّ عاوده فاعرض
عَنهُ ثمَّ عاوده فاعرض عَنهُ فَقَالَ إنَّهُمَا لم تصوما وَكَيف صَامَ من
ظلّ يَأْكُل لُحُوم النَّاس إذهب فمرهما إِن كَانَتَا صائمتين فلتستقيئا
فَرجع إِلَيْهِمَا فَأَخْبرهُمَا فاستقاءتا فقاءت كل وَاحِدَة علقَة من دم
فَرجع إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأخْبرهُ فَقَالَ وَالَّذِي
نَفسِي بِيَدِهِ لَو بقيت فِي بطونهما لأكلتهما النَّار
وَأخرج أَحْمد وَأَبُو يعلى وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَابْن أبي
الدُّنْيَا فِي ذمّ الْغَيْبَة عَن عبيد مولى رَسُول الله صلى الله
عَلَيْهِ وَسلم أَن إمرأتين صامتا وَأَن رجلا قَالَ يَا رَسُول الله إِن
هَهُنَا إمرأتين صامتا وإنهما كادتا أَن تموتا من الْعَطش قَالَ إدعهما
فجاءتا فجيء بقدح أَو عس فَقَالَ لإحداهما قيئي فقاءت قَيْحا ودما وصديدا
وَلَحْمًا حَتَّى مَلَأت نصف الْقدح ثمَّ قَالَ لِلْأُخْرَى قيئي فقاءت من
قيح وَدم وصديد وَلحم عبيط وَغَيره
(2/177)
حَتَّى مَلَأت الْقدح فَقَالَ إِن هَاتين
صامتا عَمَّا أحل الله لَهما وأفطرتا على مَا حرم الله عَلَيْهِمَا جَلَست
إِحْدَاهمَا إِلَى الْأُخْرَى فجعلتا تأكلان لُحُوم النَّاس
الْعس بِضَم الْعين وَتَشْديد السِّين الْمُهْمَلَتَيْنِ الْقدح الْعَظِيم
والعبيط بِفَتْح الْمُهْملَة وموحدة وتحتانية وطاء مُهْملَة الطريء
وَأخرج ابْن أبي الدُّنْيَا عَن عَائِشَة قَالَت قلت لإمرأة مرت وَأَنا
عِنْد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن هَذِه بطويلة الذيل
فَقَالَت الفظي الفظي فلفظت مُضْغَة من لحم
وَأخرج الْحَاكِم وَصَححهُ عَن زيد بن ثَابت قَالَ بَيْنَمَا رَسُول الله
صلى الله عَلَيْهِ وَسلم جَالس مَعَ أَصْحَابه إِذْ قَامَ فَدخل فَمر
بِلَحْم هَدِيَّة إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ
الْقَوْم يَا زيد لَو قُمْت إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقلت
لَهُ إِن رَأَيْت أَن تبْعَث إِلَيْنَا من هَذَا اللَّحْم فَقَالَ ارْجع
إِلَيْهِم فقد أكلُوا لَحْمًا بعْدك فَرَجَعت فَأَخْبَرتهمْ فَقَالُوا مَا
أكلنَا لَحْمًا وَإِن هَذَا لأمر حدث فَجَاءُوا إِلَيْهِ فَقَالَ كَأَنِّي
أنظر إِلَى خضرَة لحم زيد فِي أسنانكم فَقَالُوا أَي وَالله يَا رَسُول
الله فَاسْتَغْفر لنا فَاسْتَغْفر لَهُم
وَأخرج الضياء الْمَقْدِسِي فِي المختارة عَن أنس قَالَ كَانَت الْعَرَب
يخْدم بَعْضهَا بَعْضًا فِي الْأَسْفَار وَكَانَ لأبي بكر وَعمر رجل
يَخْدُمهُمَا فَنَامَا فَاسْتَيْقَظَا وَلم يهيء لَهما طَعَاما فَقَالَا
إِنَّه لنؤوم فأبقظاه فَقَالَا ائْتِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
فَقل لَهُ إِن أَبَا بكر وَعمر يقرئانك السَّلَام ويستأدمانك فَقَالَ
إنَّهُمَا ائتدما فجاءا فَقَالَا يَا رَسُول الله بِأَيّ شَيْء أئتدمنا
قَالَ بِلَحْم أَخِيكُمَا وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ إِنِّي لأرى لَحْمه
بَين ثَنَايَاكُمَا فَقَالَا إستغفر لنا يَا رَسُول الله قَالَ مراه
فليستغفر لَكمَا
بَاب إِذا أَتَاكُم سَائل فَلَا تردوه
أخرج الْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم عَن أم سَلمَة قَالَت أهْدى إِلَيّ بضعَة
من لحم فَقلت للخادم ارفعيها إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
وَجَاء سَائل فَقَامَ على الْبَاب فَقَالَ تصدقوا بَارك الله فِيكُم
فَقُلْنَا لَهُ بَارك الله تَعَالَى فِيك وَذهب السَّائِل وَجَاء النَّبِي
صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقلت للخادم قربي إِلَيْهِ اللَّحْم فَجَاءَت
بهَا فَإِذا هِيَ قد صَارَت مروة حجر
(2/178)
فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
أَتَاكُم الْيَوْم سَائل فرددتموه قلت نعم قَالَ كَانَ ذَلِك لذَلِك فَمَا
زَالَت حجرا فِي نَاحيَة بَيتهَا تدق عَلَيْهَا حَتَّى مَاتَت
بَاب لَا تغيب الشَّمْس حَتَّى يأتيكم الله برزق
وَأخرج الطَّبَرَانِيّ بِسَنَد صَحِيح عَن أبي مَسْعُود قَالَ كُنَّا مَعَ
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي غزَاة فَأصَاب النَّاس جهد حَتَّى
رَأَيْت الكآبة فِي وُجُوه الْمُسلمين والفرح فِي وُجُوه الْمُنَافِقين
فَلَمَّا رأى ذَلِك رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ وَالله لَا
تغيب الشَّمْس حَتَّى يأتيكم الله برزق فَعلم عُثْمَان أَن الله وَرَسُوله
سيصدقان فَاشْترى عُثْمَان أَربع عشرَة رَاحِلَة بِمَا عَلَيْهَا من
الطَّعَام فَوجه إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مِنْهَا بتسع
فَعرف الْفَرح فِي وُجُوه الْمُسلمين والكآبة فِي وُجُوه الْمُنَافِقين
فَرَأَيْت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رفع يَدَيْهِ حَتَّى رُؤِيَ
بَيَاض إبطَيْهِ يَدْعُو لعُثْمَان دُعَاء مَا سمعته دَعَا لأحد قبله
وَأخرج أَبُو نعيم عَن مَسْعُود بن الضَّحَّاك اللَّخْمِيّ أَن النَّبِي
صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سَمَّاهُ مُطَاعًا وَقَالَ لَهُ أَنْت مُطَاع فِي
قَوْمك وَقَالَ لَهُ إمض إِلَى أَصْحَابك فَمن دخل تَحت رَايَتك هَذِه
فَهُوَ آمن فَمضى إِلَيْهِم فأطاعوه وأقبلو مَعَه إِلَى النَّبِي صلى الله
عَلَيْهِ وَسلم فَقَالُوا إدع الله تَعَالَى لنا على جرش فَقَالَ لَهُم جرش
الأجراش يكثرون ويقل النَّاس فقالو يَا رَسُول الله الْآن دَعَوْت لَهُم
بِالْكَثْرَةِ فَقَالَ جَاءَنِي جِبْرِيل فَأَخْبرنِي أَن مسعودا يقاتلني
بكرَة مُشْركًا ويأتيني بالْعَشي مُؤمنا فَلَمَّا كَانَ مَعَ زَوَال
الشَّمْس أقبل مَسْعُود فَآمن وَكَانَ مُطَاعًا يَأْخُذ الرَّايَة إِذا
وَقع بَين الْقَبَائِل شَرّ فيصلح بَينهم
بَاب مبايعة رجلَيْنِ مذحجيين للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
أخرج ابْن سعد عَن أبي عبد الرَّحْمَن الْجُهَنِيّ قَالَ بَيْنَمَا نَحن
عِنْد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذْ طلع راكبان فَلَمَّا رآهما
قَالَ كنديان مذحجيان حَتَّى أَتَيَاهُ فَإِذا رجلَانِ من مذْحج فبايعاه
(2/179)
بَاب بعث الرَّسُول صلى الله عَلَيْهِ
وَسلم هَدِيَّة إِلَى عُثْمَان رَضِي الله عَنهُ
أخرج ابْن عَسَاكِر من طَرِيق أبي عَاصِم قَالَ حَدثنِي مولى لعُثْمَان بن
عَفَّان أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعث إِلَى عُثْمَان بهدية
فاحتبس الرَّسُول ثمَّ جَاءَ فَقَالَ لَهُ الرَّسُول صلى الله عَلَيْهِ
وَسلم مَا حَبسك ثمَّ قَالَ إِن شِئْت أَخْبَرتك بِمَا حَبسك كنت تنظر
إِلَى عُثْمَان مرّة وَإِلَى رقية مرّة أَيهمَا أحسن قَالَ أَي وَالَّذِي
بَعثك بِالْحَقِّ أَنه الَّذِي حَبَسَنِي
وَأخرج ابْن عَسَاكِر من طَرِيق الزبير بن بكار قَالَ حَدثنِي مُحَمَّد بن
سَلام الجُمَحِي قَالَ حَدثنِي أَبُو الْمِقْدَام مولى عُثْمَان بن عَفَّان
قَالَ بعث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَعَ رجل بظلف إِلَى عُثْمَان
بن عَفَّان فاحتبس الرجل فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن
شِئْت أَخْبَرتك مَا حَبسك قَالَ نعم يَا رَسُول الله قَالَ تنظر إِلَى
عُثْمَان ورقية تعجب من حسنهما
بَاب جَامع
أخرج الْحَاكِم وَصَححهُ عَن ابْن مَسْعُود قَالَ قَالَ النَّبِي صلى الله
عَلَيْهِ وَسلم (يطلع عَلَيْكُم رجل من أهل الْجنَّة فَاطلع أَبُو بكر
فَسلم ثمَّ جلس)
وَأخرج أَحْمد عَن عمروبن الْعَاصِ أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
قَالَ (أول من يدْخل من هَذَا الْبَاب رجل من أهل الْجنَّة فَدخل سعد بن
أبي وَقاص)
وَأخرج أَبُو يعلى وَابْن عدي وَالْبَيْهَقِيّ وَابْن عَسَاكِر عَن ابْن
عمر قَالَ كُنَّا جُلُوسًا عِنْد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ
(يدْخل عَلَيْكُم من ذَا الْبَاب رجل من أهل الْجنَّة فَإِذا سعد بن أبي
وَقاص قد طلع)
وَأخرج الْبَزَّار عَن عمر أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ
(يدْخل عَلَيْكُم رجل من أهل الْجنَّة فَدخل سعد) قَالَ ذَلِك فِي ثَلَاثَة
أَيَّام كل ذَلِك يدْخل سعد
وَأخرج أَحْمد وَالْبَزَّار وَالطَّبَرَانِيّ فِي الآوسط عَن جَابر بن عبد
الله قَالَ خرج رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم زَائِرًا لسعد بن
الرّبيع فَجَلَسَ وَجَلَسْنَا مَعَه فَقَالَ (يطلع عَلَيْكُم
(2/180)
الْآن رجل من أهل الْجنَّة فطلع أَبُو بكر
ثمَّ قَالَ يطلع عَلَيْكُم رجل من أهل الْجنَّة فطلع عمر ثمَّ قَالَ يطلع
عَلَيْكُم رجل من أهل الْجنَّة فطلع عُثْمَان ثمَّ قَالَ يطلع عَلَيْكُم
رجل من أهل الْجنَّة أللهم إِن شِئْت جعلته عليا فطلع عَليّ)
وَأخرج الطَّبَرَانِيّ عَن سلمى امْرَأَة أبي رَافع قَالَت إِنِّي لمع
رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ (ليطلعن عَلَيْكُم رجل من أهل
الْجنَّة إِذا سَمِعت الخشفة فَإِذا عَليّ بن أبي طَالب)
وَأخرج ابْن سعد عَن عبد الرَّحْمَن بن سابط قَالَ خطب رَسُول الله صلى
الله عَلَيْهِ وَسلم امْرَأَة من كلب فَبعث عَائِشَة تنظر إِلَيْهَا
فَذَهَبت ثمَّ رجعت فَقَالَ لَهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا
رَأَيْت قَالَت مَا رَأَيْت طائلا فَقَالَ لَهَا رَسُول الله صلى الله
عَلَيْهِ وَسلم لقد رَأَيْت طائلا لقد رَأَيْت خالا بخدها اقشعرت كل
شَعْرَة مِنْك فَقَالَت يَا رَسُول الله مَا دُونك سر
وَأخرج الْخَطِيب وَابْن عَسَاكِر من طَرِيق ابْن سابط عَن عَائِشَة أَن
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أرسلها إِلَى امْرَأَة خطبهَا لتراها
فَقَالَت مَا رَأَيْت طائلا فَقَالَ (لقد رَأَيْت خالا بخدها اقشعرت
ذوائبك) قَالَت فَقلت مَا دُونك سر وَمن يَسْتَطِيع أَن يكتمك
وَأخرج ابْن سعد عَن الْعَبَّاس بن عبد الله بن معبد أَن خَالِد بن
الْوَلِيد أَرَادَ الْخُرُوج إِلَى مَكَّة وَأَنه إستأذن النَّبِي صلى الله
عَلَيْهِ وَسلم فِي رجل من بني بكر يُرِيد أَن يَصْحَبهُ فَقَالَ لَهُ
رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اخْرُج بِهِ واخوك الْبكْرِيّ فَلَا
تأمنه فَخرج بِهِ فَاسْتَيْقَظَ خَالِد وَقد سل السَّيْف يُرِيد أَن يقْتله
بِهِ فَقتله خَالِد
وَأخرج أَبُو نعيم فِي الْمعرفَة وَابْن سعد عَن عَمْرو بن الفغواء
الْخُزَاعِيّ قَالَ دَعَاني رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقد
أَرَادَ أَن يَبْعَثنِي إِلَى أبي سُفْيَان بِمَال إِلَى مَكَّة يقسمهُ فِي
قُرَيْش بعد الْفَتْح بِمَكَّة فَقَالَ التمس صاحبا فَجَاءَنِي عَمْرو بن
أُميَّة الضمرِي قَالَ بَلغنِي أَنَّك تُرِيدُ الْخُرُوج إِلَى مَكَّة
فَأَنا صَاحبك فَأخْبرت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ إِذا
هَبَطت بِلَاد قومه فأحذره فَأَنَّهُ قد قَالَ الْقَائِل أَخُوك الْبكْرِيّ
فَلَا تأمنه فخرجنا حَتَّى إِذا جِئْت الابواء قَالَ إِنِّي أُرِيد حَاجَة
إِلَى قومِي قومِي فتلبث لي فَقلت راشدا فَلَمَّا ولي ذكرت قَول رَسُول
الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فشددت على بَعِيري فَخرجت أوضعه حَتَّى إِذا
كنت بالأصافر إِذا هُوَ يعارضني فِي رَهْط قَالَ وأوضعت فسبقته فَلَمَّا
رأى قومه
(2/181)
فوتي انصرفوا وَجَاءَنِي قَالَ كَانَت لي
حَاجَة إِلَى قومِي قلت أجل ومضينا حَتَّى قدمنَا مَكَّة
وَأخرج أَبُو يعلى بِسَنَد صَحِيح عَن أنس قَالَ خرج رَسُول الله صلى الله
عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ غَضْبَان فَخَطب النَّاس فَقَالَ لَا تَسْأَلُونِي
عَن شَيْء الْيَوْم إِلَّا أَخْبَرتكُم بِهِ وَنحن نرى إِن جِبْرِيل مَعَه
فَقَالَ عمر يَا رَسُول الله إِنَّا كُنَّا حَدِيث عهد بجاهلينه فَلَا تبد
علينا سوآة فَاعْفُ عَنَّا عَفا الله عَنْك
وَأخرج أَبُو يعلى بِسَنَد لَا بَأْس بِهِ عَن ابْن عمر سَمِعت رَسُول الله
صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول (لَا يزَال هَذَا الْحَيّ من قُرَيْش
آمِنين حَتَّى يردوهم عَن دينهم كفَّارًا فَقَامَ إِلَيْهِ رجل فَقَالَ يَا
رَسُول الله أَفِي الْجنَّة أَنا أم فِي النَّار قَالَ فِي الْجنَّة ثمَّ
قَامَ إِلَيْهِ آخر فَقَالَ أَفِي الْجنَّة أَنا أم فِي النَّار قَالَ فِي
النَّار ثمَّ قَالَ اسْكُتُوا عني مَا سكت عَنْكُم فلولا أَن لَا تدافنوا
لأخبرتكم بملأ من أهل النَّار حَتَّى تعرفوهم وَلَو أمرت أَن أفعل لفَعَلت)
وَأخرج ابْن عبد الحكم فِي فتوح مصر من طَرِيق مَكْحُول عَن معَاذ أَن
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم بَعثه إِلَى الْيمن حمله على
نَاقَته وَقَالَ يَا معَاذ انْطلق حَتَّى تَأتي الْجند فَحَيْثُ مَا بَركت
بك هَذِه النَّاقة فَأذن وصل وابتن فِيهِ مَسْجِدا فَانْطَلق معَاذ حَتَّى
انْتهى إِلَى الْجند دارت بِهِ النَّاقة وأبت أَن تبرك فَقَالَ هَل من جند
غير هَذَا قَالُوا نعم جند ركامة فَلَمَّا أَتَاهُ دارت وبركت فَنزل معَاذ
بهَا فَنَادَى بِالصَّلَاةِ ثمَّ قَامَ فصلى
وَأخرج الديلمي عَن ابْن عمر قَالَ أَتَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
الْخَبَر من السَّمَاء فِي اللَّيْلَة الَّتِي قتل فِيهَا الْأسود
الْعَنسِي فَخرج علينا فَقَالَ قتل الْأسود البارحة قَتله رجل مبارك من أهل
بَيت مباركين قيل وَمن هُوَ قَالَ فَيْرُوز
وَأخرج الْحَافِظ عبد الْغَنِيّ بن سعيد فِي المبهمات عَن مدلوك أَن
ضَمْضَم بن قَتَادَة ولد لَهُ مَوْلُود أسود من امْرَأَة من بني عجل فأوحش
لذَلِك فَشَكا إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ هَل لَك من
إبل قَالَ نعم قَالَ فَمَا ألوانها قَالَ فِيهَا الْأَحْمَر
(2/182)
وَالْأسود وَغير ذَلِك قَالَ فَأنى ذَلِك
قَالَ عرق نزع قَالَ وَهَذَا عرق نزع قَالَ فَقدم عَجَائِز من بني عجل
فأخبرن أَنه كَانَ للْمَرْأَة جدة سَوْدَاء أصل الحَدِيث فِي
الصَّحِيحَيْنِ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة
وَأخرج ابْن عَسَاكِر عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ كَانَ رجل لَا يكَاد يرى
الْخَيْر وَلَا يعرف لَهُ كثير عمل فَمَاتَ فَقَالَ النَّبِي صلى الله
عَلَيْهِ وَسلم هَل علمْتُم أَن الله أَدخل فلَانا الْجنَّة فتعجب الْقَوْم
فَقَامَ رجل إِلَى أَهله فَسَأَلَ امرأتة عَن عمله فَقَالَت لَهُ مَا كَانَ
لَهُ كثير عمل غير أَنه قد كَانَت فِيهِ خصْلَة كَانَ لَا يسمع الْمُؤَذّن
فِي ليل وَلَا نَهَار إِلَّا قَالَ مثل قَوْله فجَاء الرجل حَتَّى إِذا
كَانَ من النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِحَيْثُ يسمع الصَّوْت نَادَى
مُنَادِي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أتيت أهل فلَان فسألتهم عَن
عمله فأخبروك بِكَذَا وَكَذَا فَقَالَ الرجل أشهد أَنَّك رَسُول الله
بَاب إتقاء الْكَلَام والإنبساط إِلَى النِّسَاء تخوفا من نزُول شَيْء فيهم
بالقران
أخرج البُخَارِيّ البُخَارِيّ عَن ابْن عمر قَالَ كُنَّا نتقي الْكَلَام
والإنبساط إِلَى نسائنا مَخَافَة أَن ينزل فِينَا شَيْء فَلَمَّا مَاتَ
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تكلمنا وانبسطنا
وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن سهل بن سعد السَّاعِدِيّ قَالَ تا الله لقد كَانَ
أَحَدنَا يكف عَن الشَّيْء مَعَ امْرَأَته وَهُوَ وَإِيَّاهَا فِي ثوب
وَاحِد تخوفا أَن ينزل فيهم شَيْء من الْقُرْآن
(2/183)
|