الروض الأنف ت السلامي

إسلام أبي بكر الصديق رضي الله عنه وشأنه
نسبه:
قال ابن إسحاق: ثم أسلم أبو بكر بن أبي قحافة، واسمه عتيق واسم أبي
__________
إسلام أبي بكر:
فصل: وذكر إسلام أبي بكر ونسبه قال واسمه عبد الله وسمي عتيقا

(2/292)


قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر.
قال ابن هشام: واسم أبي بكر عبد الله وعتيق لقب لحسن وجهه وعتقه.
إسلامه:
قال ابن إسحاق: فلما أسلم أبو بكر رضي الله عنه أظهر إسلامه ودعا إلى الله وإلى رسوله.
منزلته في قريش، ودعوته للإسلام:
وكان أبو بكر رجلا مؤلفا لقومه محببا سهلا، وكان أنسب قريش لقريش وأعلم قريش بها، وبما كان فيها من خير وشر وكان رجلا تاجرا، ذا خلق ومعروف وكان رجال قومه يأتونه ويألفونه لغير واحد من الأمر لعلمه وتجارته وحسن مجالسته فجعل يدعو إلى الله وإلى الإسلام من وثق به من قومه ممن يغشاه ويجلس إليه.
ـــــــ
لعتاقة وجهه والعتيق: الحسن كأنه أعتق من الذم والعيب - وقيل سمي عتيقا ; لأن أمه كانت لا يعيش لها ولد فنذرت إن ولد لها ولد أن تسميه عبد الكعبة، وتتصدق به عليها، فلما عاش وشب سمي عتيقا، كأنه أعتق من الموت وكان يسمى أيضا: عبد الكعبة إلى أن أسلم، فسماه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عبد الله وقيل سمي عتيقا ; لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال له حين أسلم: "أنت عتيق من النار1" وقيل كان لأبيه ثلاثة من الولد معتق ومعيتق وعتيق2 وهو أبو بكر وسئل ابن معين عن أم أبي بكر فقال أم الخير عند اسمها، وهي أم الخير بنت صخر بن عمرو بنت
ـــــــ
1 في "الترمذي": قالت عائشة: دخل أبو بكر على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أنت عتيق الله من النار. قالت فمن يومئذ سمي: عتيفا.
2 في "جمهرة ابن حزم": ولد أبي قحافة أبو بكر, اسمه عبد الله, وعتيق ومعتق لا عقب لهما. ص127.

(2/293)


ـــــــ
عم أبي قحافة واسمها: سلمى، وتكنى: أم الخير وهي من المبايعات وأما أبوه عثمان أبو قحافة فأمه قيلة - بياء باثنتين منقوطة من أسفل - بنت أذاة بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب.
وامرأة أبي بكر أم ابنه عبد الله وأسماء قتلة بنت عبد العزى بتاء منقوطة باثنتين من فوق وقيل فيها: بنت عبد أسعد بن نصر بن حسل بن عامر وهو قول الزبير وذكر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عرض عليه الإسلام فما عكم عند ذلك أي ما تردد وكان من أسباب توفيق الله إياه - فيما ذكر - رؤيا رآها قبل ذلك وذلك أنه رأى القمر ينزل إلى مكة، ثم رآه قد تفرق على جميع منازل مكة وبيوتها، فدخل في كل بيت منه شعبة، ثم كأنه جمع في حجره فقصها على بعض الكتابيين فعبرها له بأن النبي المنتظر الذي قد أظل زمانه تتبعه وتكون أسعد الناس به فلما دعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام لم يتوقف وفي مدح حسان الذي قاله فيه وسمعه النبي صلى الله عليه وسلم ولم ينكره دليل على أنه أول من أسلم من الرجال،

(2/294)