الروض الأنف ت السلامي

ذكر من أسلم من الصحابة بدعوة أبي بكر رضي الله عنه
إسلام عثمان، والزبير وعبد الرحمن وسعد وطلحة:
قال: فأسلم بدعائه - فيما بلغني - عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب، والزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي. وعبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي، وسعد بن أبي وقاص، واسم أبي وقاص مالك بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي. وطلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي، فجاء بهم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين استجابوا له فأسلموا وصلوا، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول فيما بلغني: "ما دعوت أحدا إلى الإسلام إلا كانت فيه عنده كبوة ونظر وتردد إلا ما كان من أبي بكر بن أبي قحافة ما عكم عنه حين ذكرته له وما تردد فيه".

(2/294)


قال ابن هشام: قوله "بدعائه" عن غير ابن إسحاق.
قال ابن هشام: قوله عكم تلبث.
قال رؤبة بن العجاج:
وانظاع وثاب بها وما عكم
قال ابن إسحاق: فكان هؤلاء النفر الثمانية الذين سبقوا الناس بالإسلام فصلوا وصدقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بما جاءه من الله.
إسلام أبي عبيدة، وأبي سلمة، والأرقم، وأبناء مظعون، وعبيدة بن الحارث، وسعيد بن زيد وامرأته، وأسماء، وعائشة، وخباب:
ثم أسلم أبو عبيدة واسمه عامر1 بن عبد الله بن الجراح بن هلال بن أهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر. وأبو سلمة واسمه عبد الله بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي. والأرقم بن أبي الأرقم. واسم أبي الأرقم عبد مناف بن أسد - وكان أسد يكنى: أبا جندب - بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي. وعثمان بن مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي. وأخواه قدامة وعبد الله ابنا مظعون بن حبيب. وعبيدة بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي، وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزى بن عبد الله بن قرط بن رياح بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي، وامرأته فاطمة بنت الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن عبد الله بن قرط بن رياح بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي، أخت عمر بن الخطاب. وأسماء بنت أبي بكر. وعائشة بنت أبي بكر، وهي يومئذ صغيرة. وخباب بن الأرت، حليف بني زهرة.
قال ابن هشام: خباب بن الأرت من بني تميم، ويقال هو من خزاعة
ـــــــ
وفيه:
خير البرية أتقاها، وأفضلها ... بعد النبي وأوفاها بما حملا
ـــــــ
1 وقيل اسمه عبد الله بن عامر. والصحيح أن اسمه عامر. انظر "الاستيعاب".

(2/295)


إسلام عمير وابن مسعود وابن القاري:
قال ابن إسحاق: وعمير بن أبي وقاص، أخو سعد بن أبي وقاص. وعبد الله بن مسعود بن الحارث بن شمخ بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل حليف بني زهرة ومسعود بن القاري وهو مسعود بن ربيعة بن عمرو بن سعد بن عبد العزى بن حمالة بن غالب بن محلم بن عائذة بن سبيع بن الهون بن خزيمة من القارة.
شيء عن القارة:
قال ابن هشام: والقارة1: لقب ولهم يقال:
قد أنصف القارة من راماها
وكانوا قوما رماة.
ـــــــ
والثاني التالي المحمود مشهده ... وأول الناس قدما صدق الرسلا2
إسلام أبي عبيدة وسعيد بن زيد:
وذكر إسلام أبي عبيدة بن الجراح واسمه وقد اختلف فيه فقيل عبد الله بن عامر وقيل عامر بن عبد الله. وأمه أميمة بنت غنم بن جابر بن عبد العزى بن عامرة بن وديعة بن الحارث بن فهر، قاله الزبير.
وذكر إسلام سعيد بن زيد، وقد ذكرناه فيما مضى، وذكرنا أمه فاطمة بنت بعجة3 بن خلف الخزاعية وما وقع في نسبه من التقديم والتأخير ومن الفتح في
ـــــــ
1 والقارة قبيلة, وهم عضل والديش ابنا الهون بن خزيمة.
2 ورد قبلهما:
إذ تذكرت شجوا من أخي ثقة ... فا ذكر أخاه أبا بكر بما فعلا.
وقيل إن ابن عباس كان يستشهد بهذه الأبيات على أ ولية إسلام أبي بكر –رضي الله عنه-.
3 في "الإصابة": بعجة بن مليح.

(2/296)


إسلام سليط وأخيه، وعياش وامرأته، وخنيس، وعامر:
قال ابن إسحاق: وسليط بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي بن غالب بن فهر. وعياش بن أبي ربيعة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي. وامرأته أسماء بنت سلامة1 بن مخربة التميمية. وخنيس بن حذافة بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي. وعامر بن ربيعة بن عنز بن وائل، حليف آل الخطاب بن نفيل بن عبد العزى.
قال ابن هشام: عنز بن وائل أخو بكر بن وائل، من ربيعة بن نزار.
إسلام ابني جحش، وجعفر وامرأته، وأولاد الحارث ونسائهم، والسائب، والمطلب وامرأته:
قال ابن إسحاق: وعبد الله بن جحش بن رئاب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة. وأخوه أبو أحمد بن جحش، حليفا بني أمية بن عبد شمس. وجعفر بن أبي طالب، وامرأته أسماء بنت عميس بن النعمان بن كعب بن مالك بن قحافة، من خثعم، وحاطب بن الحارث بن معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي، وامرأته فاطمة بنت المجلل بن عبد الله أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي بن غالب بن فهر. وأخوه خطاب2 بن الحارث، وامرأته فكيهة
ـــــــ
رزاح بن عدي والكسر وأن رزاح بن ربيعة هو الذي لم يختلف في كسر الراء منه ويكنى سعيدا: أبا الأعور توفي بأرضه بالعقيق ودفن بالمدينة في أيام معاوية سنة خمسين أو إحدى وخمسين وهو ابن بضع وسبعين سنة روى عنه ابن عمر
ـــــــ
1 وقيل: أسماء بنت سلمة.
2 كذا في "الإستيعاب", وفي الأصول: خطاب –بالخاء المعجمة- وهو تصحيف.

(2/297)


بنت يسار. ومعمر بن الحارث بن معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي. والسائب بن عثمان بن مظعون بن حبيب بن وهب. والمطلب بن أزهر بن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي، وامرأته رملة بنت أبي عوف بن صبيرة بن سعيد بن سعد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي. والنحام، واسمه نعيم بن عبد الله بن أسيد أخو بني عدي بن كعب بن لؤي.
إسلام نعيم ونسبه:
قال ابن هشام: هو نعيم بن عبد الله بن أسيد بن عبد الله بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب بن لؤي، وإنما سمي النحام، لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قال: "لقد سمعت نحمة في الجنة" .
قال ابن هشام: نحمه صوته وحسه.
__________
وعمرو بن حريث، وأبو الطفيل عامر بن واثلة وجماعة من التابعين1 ولم يرو عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا حديثين2. أحدهما : "من غصب شبرا من أرض طوقه يوم القيامة من سبع أرضين3" وهو أحد العشرة الذين شهد لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالجنة وأحد الذين رجف بهم الجبل فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "اثبت حراء ; فإنما عليك نبي أو صديق أو شهيد" . ويروى: "اثبت أحد" , وأن القصة كانت في جبل أحد، ويروى أنها كانت في جبل ثبير ذكره الترمذي، وأنهم كانوا أربعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم الخلفاء الأربعة ولعل هذا أن يكون مرارا، فتصح الأحاديث كلها، والله أعلم.
ـــــــ
1 من كبارهم: أبو عثمان النهدي, وبن المسيب, وقيس بن أبي حازم وغيرهم.
2 في "ذخائر المواريث" ذكر له عشرة أحاديث.
3 رواه البخاري في المظالم وبدء الخلق, ومسلم في البيوع.

(2/298)


......................................................
ـــــــ
إسلام سعد وابن عوف والنحام:
وذكر فيمن أسلم بعد أبي بكر سعد بن أبي وقاص، واسم أبي وقاص مالك بن أهيب، وأهيب هو عم آمنة بنت وهب أم النبي - صلى الله عليه وسلم - والوقاص في اللغة هو واحد الوقاقيص وهي شباك يصطاد بها الطير وهو أيضا فعال من وقص إذا انكسر عنقه وأم سعد حمنة بنت سفيان بن أمية بن عبد شمس، يكنى: أبا إسحاق وهو أحد العشرة دعا له النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يسدد الله سهمه وأن يجيب دعوته فكان دعاؤه أسرع الدعاء إجابة. وفي الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "احذروا دعوة سعد". مات في خلافة معاوية.
وذكر عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة1، وهو أيضا أحد العشرة يكنى: أبا محمد أمه الشفاء بنت عوف بن عبد بن الحارث وهي بنت عم عوف والد عبد الرحمن بن عوف، فأبوها: عوف عم عوف وأخو عبد عوف.
وذكر نعيم بن عبد الله النحام، وقول النبي - صلى الله عليه وسلم – "سمعت نحمة في الجنة" ولم يفسر النحم ما هو وهي سعلة مستطيلة ويقال للبخيل نحام لأنه يسعل إذا سئل يتشاغل بذلك وأنشد الزبير:
ما لك لا تنحم يا رواحه ... إن النحيم للسقاة راحه
قال: ويقال للنحمة نحطة وقال غيره النحطة في الصدر والنحمة في الحلق والنحام أيضا طائر أحمر في عظم الإوز2. ـــــــ
1 هكذا في "نسب قريش". وفي "جمهرة ابن حزم": نسبه: عبد الرحمن بن عوف بن عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة بن كلاب.
2 في "القاموس": نحط ينحط نحيطا: زفر زفيرا, النحاط كغراب: ترد البكاء في الصدر من غير أن يظهر كالنحط.

(2/299)


......................................................
ـــــــ
عبد الله بن مسعود ومسعود القاري:
وذكر عبد الله بن مسعود بن شمخ بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل حليف بني زهرة، وقال في نسبه كاهل وقيده الوقشي بفتح الهاء من كاهل كأنه سمي بالفعل من كاهل يكاهل كما قال - عليه السلام لرجل استأذنه في الجهاد - واسمه جاهمة - فقال هل في أهلك من كاهل أي من قوي على التصرف والاكتهال القوة . وقال أبو عبيد: كاهل أي أسن وقال ابن الأعرابي: إنما لفظ الحديث هل في أهلك من كاهن وغيره الراوي له فقال من كاهل قال وكاهن الرجال هو الذي يخلف الرجل في أهله يقوم بأمرهم بعد يقال منه كهن يكهن كهانة.
وذكر في نسبه أيضا شمخا وهو من شمخ بأنفه إذا رفعه عزة. وأم عبد الله هي أم عبد بنت سود بن قديم بن صاهلة هذلية1.
وذكر مسعودا القاري وهو مسعود بن ربيعة ورفع نسبه إلى الهون بن خزيمة، وهم القارة وفيهم جرى المثل المثل قد أنصف القارة من راماها. قال الراجز:
قد علمت سلمى، ومن والاها ... أنا نرد الخيل عن هواها
نردها دامية كلاها ... قد أنصف القارة من راماها
إنا إذا ما فئة نلقاها ... نرد أولاها على أخراها
وسمي بنو الهون بن خزيمة قارة لقول الشاعر منهم في بعض الحروب:
دعونا قارة لا تذعرونا ... فنجفل مثل إجفال الظليم
ـــــــ
1 في "الإصابة": أمه: أم عبيد بنت عبد ود بن سود أو اسواءة بن مريم.

(2/300)


......................................................
ـــــــ
هكذا أنشده أبو عبيد في كتاب الأنساب وأنشده قاسم في الدلائل.
دعونا قارة لا تذعرونا ... فتنبتك القرابة والذمام
وكانوا رماة الحدق فمن راماهم فقد أنصفهم والقارة: أرض كثيرة الحجارة وجمعها قور فكأن معنى المثل عندهم أن القارة لا تنفد حجارتها إذا رمي بها، فمن راماها فقد أنصف.
وهم في نسب أبي حذيفة:
وذكر أبا حذيفة بن عتبة. قال ابن هشام: واسمه مهشم وهو وهم عند أهل النسب فإن مهشما إنما هو أبو حذيفة بن المغيرة أخو هاشم وهشام ابني المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، وأما أبو حذيفة بن عتبة فاسمه قيس فيما ذكروا1.
عميس:
وذكر أسماء بنت عميس امرأة جعفر بن أبي طالب، وعميس أبوها هو ابن معد بن الحارث بن تيم بن كعب بن مالك بن قحافة بن عامر بن ربيعة بن زيد بن مالك بن نسر بن وهب بن شهران بن عقرس بن حلف بن أفتل وهو جماعة خثعم بن أنمار على الاختلاف في أنمار هذا، وقد تقدم. وأمها: هند بنت عوف بن زهير بن الحارث2 من كنانة وهي أخت ميمونة بنت الحارث الهلالية زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أمهما واحدة وأخت لبابة أم الفضل امرأة العباس وكن تسع أخوات3 فيهن
ـــــــ
1 في "الإصابة": قيل: هاشم استشهد يوم اليمامة, وهو ابن ست وخمسين سنة.
2 قيل: خولة بنت عوف بن زهير.
3 قيل: عشر لأم, وست لأم واب.

(2/301)


......................................................
ـــــــ
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم – "الأخوات مؤمنات" وكانت قبل جعفر عند حمزة بن عبد المطلب، فولدت له أمة الله ثم كانت عند شداد بن الهاد، فولدت له عبد الله وعبد الرحمن وقد قيل بل التي كانت عند حمزة ثم عند شداد هي أختها: سلمى، لا أسماء وتزوجها بعد حمزة أبو بكر الصديق، فولدت له محمد بن أبي بكر، وتزوجها بعده علي بن أبي طالب، فولدت له يحيى. قال الكلبي: ولدت له مع يحيى عون بن علي ولم يختلف أنها ولدت لجعفر ابنا اسمه عون وولدت له أيضا عبد الله بن جعفر، وكان جواد العرب في الإسلام وبنات عميس أسماء وسلامة وسلمى، وهن أخوات ميمونة وسائر أخواتها لأم.
تصويب في نسب بني عدي:
وذكر ابن إسحاق في السابقين إلى الإسلام من بني سهم: عبد الله بن قيس بنالحارث بن عدي بن سعيد بن سهم وحيثما تكرر نسب بني عدي بن سعد بن سهم يقول فيه ابن إسحاق: سعيد، والناس على خلافه وإنما هو سعد وسيأتي في شعر عبد الله بن قيس شاهد على ذلك وإنما سعيد بن سهم أخو سعد وهو جد آل عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم وفي سهم سعيد آخر وهو ابن سعد المذكور وهو جد المطلب بن أبي وداعة، واسم أبي وداعة عوف بن صبيرة1 ابن سعيد بن سعد وقد قيل في صبيرة ضبيرة بالضاد المعجمة وهو الذي كان شابا جميلا يلبس حلة ويقول للناس هل ترون بي بأسا إعجابا بنفسه فأصابته المنية بغتة فقال الشاعر فيه:
من يأمن الحدثان بعد صب ... يرة القرشي ماتا
سبقت منيته المشي ... ب وكان منيته افتلاتا2
ـــــــ
1 هكذا في "نسب قريش" وفي "جمهرة ابن حزم" هبيرة, وهو خطأ.
2 منية: موت, افتلات: فجأة.

(2/302)


إسلام عامر بن فهيرة ونسبه:
قال ابن إسحاق وعامر بن فهيرة مولى أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
ـــــــ
عنز:
وذكر عامر بن ربيعة، وقال هو من عنز بن وائل. عنز بسكون النون ويذكر عن علي بن المديني أنه قال فيه عنز بفتح النون والسكون أعرف. ذكر أهل النسب أن وائلا [بن قاسط] كان إذا ولد له ولد خرج من خبائه فما وقعت عينه عليه سماه به فلما ولد له بكر وقعت عينه على بكر من الإبل فسماه به فلما ولد له تغلب رأى نفسين يتغالبان فسماه تغلب، فلما ولد له عنز، رأى عنزا - وهي الأنثى من المعز - فسماه عنزا، فلما ولد له الشخيص خرج فرأى شخصا على بعد صغيرا، فسماه الشخيص بهؤلاء الأربع1 هم قبائل وائل وهم معظم ربيعة، وهو عامر بن ربيعة العنزي العدوي حليف لهم ويقال هو عامر بن ربيعة بن كعب بن مالك بن ربيعة بن عامر بن سعد بن عبد الله بن الحارث بن رفيدة بن عنز بن وائل بن قاسط، وقيل عامر بن ربيعة بن مالك بن عامر بن ربيعة بن حجير بن سلامان بن هنب بن أفضى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان.
إسلام عامر بن فهيرة:
وذكر عامر ابن فهيرة مولى أبي بكر وفهيرة أمه هي تصغير فهر، لأن الفهر مؤنثة وكان عبدا أسود للطفيل بن الحارث بن صخرة اشتراه أبو بكر فأعتقه وأسلم قبل دخول النبي - صلى الله عليه وسلم - دار الأرقم، وسيأتي في الكتاب نبذ من أخباره منها: أنه قتله عامر بن الطفيل2 يوم بئر معونة، فلما طعنه خرج من الطعنة نور وكان عامر
ـــــــ
1 القصة في "الاشتقاق" لابن دريد ص 6.
2 عامر بن الطفيل بن مالك بن جعفر الكلابي العامري, مات كافرا بإجماع أهل النقل, وليس هو عامر بن الطفيل الأسلمي الصحابي.

(2/303)


قال ابن هشام: عامر بن فهيرة مولد من مولدي الأسد أسود اشتراه أبو بكر رضي الله عنه منهم.
إسلام خالد بن سعيد وامرأته أمينة:
قال ابن إسحاق: وخالد بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي، وامرأته أمينة بنت خلف بن أسعد بن عامر بن بياضة بن سبيع بن جعثمة بن سعد بن مليح بن عمرو، من خزاعة.
قال ابن هشام: ويقال همينة بنت خلف.
إسلام حاطب وأبي حذيفة وإسلا واقد، وشيء عنه:
قال ابن إسحاق: وحاطب بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي بن غالب بن فهر. وأبو حذيفة واسمه مهشم - فيما قال ابن هشام - بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي. وواقد بن عبد الله بن عبد مناف بن عرين بن ثعلبة بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم، حليف بني عدي بن كعب.
قال ابن هشام: جاءت به باهلة، فباعوه من الخطاب بن نفيل، فتبناه فلما أنزل
ـــــــ
يقول من رجل لما طعنته رفع حتى حالت السماء دونه هذه رواية البكائي عن ابن إسحاق، وفي رواية يونس بن بكير عن ابن إسحاق أن عامرا سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين قدم عليه وقال يا محمد من رجل من أصحابك لما طعنته رفع إلى السماء؟ فقال "هو عامر ابن فهيرة", وروى هشام بن عروة عن أبيه أن عامرا التمس في القتلى يومئذ فلم يوجد فكانوا يرون أن الملائكة رفعته أو دفنته1 ذكره ابن المبارك.
ـــــــ
1 قتل عامر وسنه أربعون سنة.

(2/304)


الله تعالى: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ} [الأحزاب: 5] قال أنا واقد بن عبد الله، فيما قال أبو عمرو المدني.
إسلام بني البكير، وعمار بن ياسر:
قال ابن إسحاق: وخالد وعامر وعاقل وإياس بنو البكير بن عبد ياليل بن ناشب بن غيرة من بني سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة حلفاء بني عدي بن كعب. وعمار بن ياسر، حليف بني مخزوم بن يقظة.
قال ابن هشام: عمار بن ياسر عنسي من مذحج.
إسلام صهيب ونسبه:
قال ابن إسحاق: وصهيب بن سنان، أحد النمر بن قاسط، حليف بني تيم بن مرة.
قال ابن هشام: النمر بن قاسط بن هنب بن أفصى بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار، ويقال أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد، ويقال صهيب مولى عبد الله بن جدعان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم.
ـــــــ
اصدع بما تؤمر وما المصدرية والذي:
فصل: وذكر قول الله سبحانه {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ} [الحجر: 94]1. والمعنى: اصدع بالذي تؤمر به ولكنه لما عدى الفعل إلى الهاء حسن حذفها، وكان الحذف هاهنا أحسن من ذكرها ; لأن ما فيها من الإبهام أكثر مما تقتضيه الذي، وقولهم ما مع الفعل بتأويل المصدر راجع إلى معنى الذي إذا تأملته، وذلك أن الذي تصلح في كل موضع تصلح فيه ما التي يسمونها المصدرية نحو قول الشاعر:
عسى الأيام أن يرجعن ... يوما كالذي كانوا2
ـــــــ
1 في "البخاري" عن ابن عباس قال: لما نزلت {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ} [لشعراء: 214]؟ جعل النبي يدعوهم قبائل قبائل.
2 البيت للفند –بكسر الفاء- الزماني بكسر الزاي وتشديد الميم, وهو شهل بن شيبان بن ربيعة بن زمان بن مالك بن صعب بن علي بن بكر بن وائل جاهلي قديم.

(2/305)


ويقال إنه رومي. فقال بعض من ذكر أنه من النمر بن قاسط: إنما كان أسيرا في أرض الروم، فاشتري منهم وجاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: "صهيب سابق الروم".
ـــــــ
أي كما كانوا، فقول الله عز وجل إذا: {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ} [الحجر: 94] إما أن يكون معناه بالذي تؤمر به من التبليغ ونحوه وإما أن يكون معناه اصدع بالأمر الذي تؤمره كما تقول عجبت من الضرب الذي تضربه فتكون ما هاهنا عبارة عن الأمر الذي هو أمر الله تعالى، ولا يكون للباء فيه دخول ولا تقدير وعلى الوجه الأول تكون ما مع صلتها عبارة عما هو فعل للنبي - صلى الله عليه وسلم - والأظهر أنها مع صلتها عبارة عن الأمر الذي هو قول الله ووحيه بدليل حذف الهاء الراجعة إلى: ما، وإن كانت بمعنى الذي في الوجهين جميعا، إلا أنك إذا أردت معنى الأمر لم تحذف إلا الهاء وحدها، وإذا أردت معنى المأمور به حذفت باء وهاء فحذف واحد أيسر من حذفين مع أن صدعه وبيانه إذا علقته بأمر الله ووحيه كان حقيقة وإذا علقته بالفعل الذي أمر به كان مجازا، وإذا صرحت بلفظ الذي، لم يكن حذفها بذلك الحسن وتأمله في القرآن تجده كذلك نحو قوله تعالى: {وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ} [البقرة: 33] {وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ} [التغابن: 4]. و {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص: 75]. و {لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ} [الكافرون]. ولم يقل خلقته، وحذف الهاء في ذلك كله وقال في الذي: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ} [البقرة: 121] و {الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً} [الحج: 25] وما أشبه ذلك وإنما كان الحذف مع ما أحسن لما قدمناه من إبهامها، فالذي فيها من الإبهام قربها من ما التي هي شرط لفظا ومعنى، ألا ترى أن ما إذا كانت شرطا تقول فيها: ما تصنع أصنع مثله ولا تقول ما تصنعه لأن الفعل قد عمل فيها، فلما ضارعتها هذه التي هي موصولة وهي بمعنى الذي أجريت في حذف الهاء مجراها في أكثر الكلام وهذه تفرقة في عود الضمير على ما، وعلى "الذي" يشهد لها التنزيل والقياس الذي ذكرناه من الإبهام ومع هذا لم نر أحدا نبه على هذه التفرقة ولا أشار إليها، وقارئ القرآن محتاج إلى هذه التفرقة. وقد يحسن حذف الضمير العائد على الذي

(2/306)


......................................................
ـــــــ
لأنه أوجز ولكنه ليس كحسنه مع من وما، ففي التنزيل: {وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا} [التغابن: 8] فإن كان الفعل متعديا إلى اثنين كان إبراز الضمير أحسن من حذفه لئلا يتوهم أن الفعل واقع إلى المفعول الواحد وأنه مقتصر عليه كقوله تعالى: {وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ} [الحج: 25] {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ} [البقرة: 121] وشرح ابن هشام معنى قوله اصدع شرحا صحيحا، وتتمته أنه صدع على جهة البيان وتشبيه لظلمة الشك والجهل بظلمة الليل. والقرآن نور فصدع به تلك الظلمة ومنه سمي الفجر صديعا، لأنه يصدع ظلمة الليل وقال الشماخ:
ترى السرحان مفترشا يديه
... كأن بياض لبته صديع1
على هذا تأوله أكثر أهل المعاني، وقال قاسم بن ثابت الصديع في هذا البيت ثوب أسود تلبسه النواحة تحته ثوب أبيض وتصدع الأسود عند صدرها فيبدو الأبيض وأنشد:
كأنهن2 إذ وردن ليعا ... نواحة مجتابة صديعا
ـــــــ
1 في "اللسان" مادة: صدع, نسبه إلى عمرو بن معدي كرب, والشماخ شاعر ذبياني مخضرم وهو ابن ضرار بن سنان, وقيل اسمه: معقل, والشماخ لقب له, وقيل اسمه: الهيثم, والأول أصح. انظر "سمط اللآلىء" ص 58.
2 في "معجم البكري": كأنها.

(2/307)