الروض
الأنف ت السلامي
تاريخ الهجرة
<29> بالإسناد المتقدم عن عبد الملك بن هشام قال حدثنا زياد بن عبد
الله البكائي، عن محمد بن إسحاق المطلبي قال قدم رسول الله صلى الله
عليه وسلم المدينة يوم الاثنين حين اشتد الضحاء وكادت الشمس تعتدل
لثنتي عشرة ليلة مضت من شهر ربيع الأول وهو التاريخ "فيما" قال ابن
هشام.
قال ابن إسحاق: ورسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ ابن ثلاث وخمسين
سنة وذلك بعد أن بعثه الله عز وجل بثلاث عشرة سنة فأقام بها بقية شهر
ربيع الأول وشهر ربيع الآخر وجماديين ورجبا، وشعبان وشهر رمضان وشوالا،
وذا القعدة وذا الحجة - وولي تلك الحجة المشركون - والمحرم ثم خرج
غازيا في صفر على رأس اثني عشر شهرا من مقدمه المدينة.
قال ابن هشام: واستعمل على المدينة سعد بن عبادة.
ـــــــ
تاريخ الهجرة وغزوة ودان
<29> ذكر قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة يوم الاثنين في
شهر ربيع وقد قدمنا في
(5/36)
غزوة ودان
وهي أول غزواته عليه الصلاة والسلام
موادعة بني ضمرة والرجوع من غير حرب
قال ابن إسحاق: حتى بلغ ودان، وهي غزوة الأبواء، يريد قريشا وبني
(5/36)
ضمرة بن بكر بن
عبد مناة بن كنانة <30> فوادعته فيها بنو ضمرة، وكان الذي وادعه منهم
عليهم مخشي بن عمرو الضمري، وكان سيدهم في زمانه ذلك. ثم رجع رسول الله
صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، ولم يلق كيدا، فأقام بها بقية صفر
وصدرا من شهر ربيع الأول.
قال ابن هشام: وهي أول غزوة غزاها.
ـــــــ
<30> باب الهجرة ما قاله ابن الكلبي وغيره في ذلك وفي أي شهر كان قدومه
من شهور العجم
وذكر أنه أقام بالمدينة بقية شهر ربيع الأول وشهر ربيع الآخر وجمادين
وكان القياس أن يقول وشهري جمادى، أو يقول وبقية ربيع وربيعا الآخر كما
قال في سائر الشهور ولكن الشهر إذا سميته بالاسم العلم لم يكن ظرفا،
وكانت الإقامة أو العمل فيه كله إلا أن تقول شهر كذا، كما تقدم من
كلامنا على شهر رمضان في حديث المبعث وكذلك قال سيبويه، فقول ابن
إسحاق: جمادين ورجبا مستقيم على هذا الأصل.
وقوله بقية شهر ربيع فلأن العمل والإقامة كان في بعضه فلذلك لم يقل
بقية ربيع الأول لكنه قال وشهر ربيع الآخر ليزدوج الكلام ويشاكل ما
قبله وهذا كله من فصاحته رحمه الله أو من فصاحة من كان قبله إن كان
رواه على اللفظ.
وقوله وجمادين ورجبا. كان القياس أن يقول والجمادين بالألف واللام لأنه
اسم علم ولا يثنى العلم فيكون معرفة إلا أن تدخل عليه الألف واللام
فتقول الزيدان والعمران لكنه أجراه بفصاحته مجرى أبانين وقنوين وكل
واحد من هذين اسم لجبلين ولا تدخله الألف واللام لأن تعريفه لم يزل
بالتثنية لأنهما أبدا متلازمان فالتثنية لازمة لهما مع العلمية بخلاف
الآدميين ولما كان جماديان شهرين متكارهين جعلهما في الزمان كأبانين في
المكان ولم يجعلهما كالزيدين والعمرين اللذين لا تلازم بينهما، وهذا
كلام العرب. قال الحطيئة
(5/37)
|