السيرة النبوية وأخبار الخلفاء

ذكر خروج النبي صلى الله عليه وسلم إلى الشام
حدثنا «7» الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا قراد أبو «8» نوح ثنا يونس بن أبي إسحاق عن أبي بكر بن أبي موسى «9» أبي موسى 9 [قال] «10» : خرج أبو طالب إلى الشام وخرج معه رسول الله صلى الله عليه وسلم و «11» أشياخ من قريش، فلما أشرفوا على الراهب «12» طوا فحلوا رحالهم فخرج إليهم الراهب 12. وكانوا قبل ذلك يمرون به فلا يخرج إليهم ولا يلتفت،
__________
(1) زيد في م «شعر» .
(2) من م، وفي ف «يجعله» خطأ.
(3) العبارة من هنا إلى «مقطوع السرة» ساقطة من م.
(4) راجع الاستيعاب 1/ 22.
(5- 5) تكررت هذه العبارة في ف فحذفناها.
(6) ما بين المعقوفين ليس لابن حبان لأنه توفي سنة 354 هـ وابن عبد البر صاحب كتاب الاستيعاب توفي سنة 463 هـ.
(7) في م «أخبرنا» .
(8) من م والطبري، وفي ف «ابن» خطأ.
(9- 9) كذا في ف والطبري، وليس في م.
(10) زيد من م والطبري.
(11) في الطبري «في» مكان «و» .
(12- 12) هكذا ثبتت العبارة في ف والطبري وقد سقطت من م.

(1/58)


فأتاهم «1» وهم «2» يحلون [رواحلهم] «3» وأحلاسهم «4» فجعل يتخللهم «5» حتى جاء فأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال [هذا] «6» سيد العالمين! هذا رسول رب العالمين! هذا يبعثه الله رحمة للعالمين! فقال له «1» أشياخ من قريش: ما علمك؟ قال: إنكم حين أشرفتم من العقبة «7» يبق شجر 7 ولا حجر إلا خر ساجدا، ولا يسجدون إلا لنبي «8» ، وإني أعرفه «9» [بخاتم] «10» النبوة «11» أسفل من غضروف كتفه مثل التفاحة؛ ثم رجع فصنع لهم طعاما، فلما أتاهم به وكان هو صلى الله عليه وسلم في رعية الإبل قال: أرسلوا إليه، فأقبل وعليه غمامة تظله، فقال «12» : انظروا إليه، عليه غمامة تظله! فلما دنا من القوم وجدهم «13» قد سبقوه إلى فيء الشجرة، [فلما جلس] «14» مال «15» عليه، قال: فبينما «16»
هو قائم عليهم وهو يناشدهم أن لا يذهبوا به إلى الروم فإن الروم لو «17» رأوه عرفوه بالصفة فقتلوه فالتفت فإذا هو بسبعة نفر [قد] «18»
__________
(1) ليس في م.
(2) في م «فهم» .
(3) زيد من الطبري، وقد سقط من ف.
(4) سقط من م. وفي ف «أجلسهم» كذا.
(5) من م والطبري، وفي ف «يتحللهم» خطأ.
(6) من م والطبري، وليس في ف.
(7- 7) في م والطبري «لم تبق شجرة» .
(8) في ف «النبي» خطأ.
(9) من م وهكذا في الطبري، وفي ف «أعرف» .
(10) زيد من م والطبري.
(11) في ف «النبوية» .
(12) في م «قال» .
(13) من م وهكذا في الطبري، وفي ف «جرهم» خطأ.
(14) من م والطبري، وقد سقط من ف.
(15) وفي الطبري «مال فيء الشجرة فقال انظروا إلى فيء الشجرة مال عليه» .
(16) في م «فبينا» .
(17) في الطبري «أن» .
(18) زيد من م والطبري، وقد سقط من ف.

(1/59)


أقبلوا من الروم، فاستقبلهم فقال: ما جاء بكم؟ قالوا «1» : جئنا إن هذا [النبي] «2» خارج في هذا الشهر، فلم يبق طريق إلا وقد [بعث] «2» إليه «3» ناس، وإنا أخبرنا بخبره فبعثنا إلى طريقك هذا، فقال لهم: «أفرأيتم أمرا إذا أراد الله أن يقضيه [هل] «2» يستطيع أحد من الناس رده؟» قالوا: لا، فتابعوه وأقاموا معه، قال:
فأتاهم فقال لهم «4» : «أنشدكم بالله! أيكم وليه؟» قال»
أبو طالب: أنا، فلم يزل يناشده حتى رده أبو طالب وبعث معه أبو بكر بلالا وزوده «6» الراهب من الكعك والزيت.
قال أبو حاتم: فقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة «7» ، وكانت سفرته الثانية بعدها مع ميسرة غلام خديجة، ثم تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم خديجة بنت خويلد [بن أسد] «8» وهو ابن خمس وعشرين [سنة] «8» وخويلد هو [ابن] «8» أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب، وأمها فاطمة بنت زائدة بن «9» الأصم بن رواحة بن حجر بن معيص «10» «11» عامر 11 بن لؤي بن غالب وكانت قبل «12» أن يتزوج «13» بها رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت أبي هالة أخي بني تميم «14» ، ثم كانت تحت عتيق
__________
(1) في م «فقالوا» .
(2) زيد من م والطبري، وقد سقط من ف.
(3) في م «إليها» .
(4) سقط من م.
(5) من م، وفي ف «قالوا» خطأ.
(6) من م والطبري، وفي ف «زوّد» .
(7) في ف «مكة» .
(8) زيد من م.
(9) من م، وفي ف «بنت» .
(10) في ف «نفيض» .
(11- 11) سقط من م.
(12) من م، ووقع في ف «من» خطأ.
(13) من م، وفي ف «تزوج» .
(14) من م والإصابة 8/ 60، وفي ف «نعيم» .

(1/60)


ابن عائذ «1» بن عبد الله بن عمر «2» بن مخزوم «3» ، وكان السبب في ذلك أن خديجة كانت امرأة تاجرة ذات شرف ومال، تستأجر «4» الرجال في مالها وتضاربهم إياه بشيء تجعله «5» لهم منه، وكانت قريش قوما تجارا، فلما بلغها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بلغها من صدق حديثه وعظيم أمانته وكريم أخلاقه بعثت إليه وعرضت «6» عليه أن يخرج في مال لها إلى الشام تاجرا، و «7» تعطيه أفضل ما كانت تعطي غيره من التجار مع غلام لها يقال له «ميسرة» فقبله منها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخرج في مالها معه غلامها ميسرة حتى قدم «8» الشام، نزل «9» رسول الله صلى الله عليه وسلم في ظل شجرة قريبا من صومعة راهب من الرهبان، فأطلع الراهب «10» إلى ميسرة فقال: من هذا الرجل الذي نزل تحت هذه الشجرة؟ فقال «11» ميسرة: هذا رجل من قريش من أهل الحرم، فقال له الراهب: ما نزل تحت هذه الشجرة [قط] «12» إلا نبي، ثم باع رسول الله صلى الله عليه وسلم سلعته التي خرج بها، واشترى ما أراد أن يشتري، ثم أقبل قافلا إلى مكة ومعه ميسرة، فكان [ميسرة] «13» إذا كانت الهاجرة واشتد الحريرى ظلا «14» على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم
__________
(1) التصحيح من الإصابة، ووقع في م وف: عابد.
(2) من م والإصابة، وفي ف «عمرو» .
(3) من م والإصابة، وفي ف «محزوم» خطأ.
(4) من تاريخ الطبري، وفي م «تستجر» ، وفي ف «يتجر» كذا.
(5) من م وكذا في الطبري، وفي ف «يجعله» .
(6) في الطبري «فعرضت» .
(7) ليس في م.
(8) في تاريخ الطبري «قدما» .
(9) كذا، وفي الطبري «فنزل» وهو أنسب.
(10) زاد الطبري «رأسه» .
(11) في ف «قال» .
(12) زيد من م وهكذا في الطبري وقد سقط من ف.
(13) من م والطبري، وليس في ف.
(14) من م، وفي ف «طلا» ، وفي الطبري «يرى ملكين يظلانه من الشمس» .

(1/61)


من الشمس وهو يسير على بعيره، فلما قدم «1» مكة على خديجة بمالها باعت ما جاء به، وأخبرها ميسرة عن قول الراهب وعن ما كان من أمر الإضلال، وكانت [خديجة] «2» امرأة حازمة «3» شريفة لبيبة «4» ؛ فلما أخبرها ميسرة بما أخبرها بعثت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالت: إني قد «5» رغبت فيك وفي قرابتك وفي أمانتك وحسن خلقك وصدق حديثك، ثم عرضت عليه نفسها، وكانت خديجة يومئذ أوسط نساء قريش نسبا وأعظمهن «6» شرفا وأكثرهن «7» مالا، فلما قالت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم [ذكر ذلك صلى الله عليه وسلم] «8» لأعمامه، فخرج»
معه حمزة بن عبد المطلب عمه حتى دخل على خويلد ابن أسد فخطبها إليه، فزوجها «10» من رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فولد له منها زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة، والقاسم [وكان به يكنى والطاهر] «11» والطيب فهلكوا قبل الوحي «12» .
وأما البنات فكلهن أسلمن وهاجرن إلى المدينة، وكانت خديجة قد ذكرت لو رقة بن نوفل بن أسد- وكان ابن عمها وكان نصرانيا قد قرأ الكتب «13» وعلم من علم الناس- ما ذكر لها غلامها ميسرة من قول الراهب وما كان «14» من الإظلال
__________
(1) من م، وهكذا في الطبري، وفي ف «دخل» .
(2) من م والطبري.
(3) هكذا في م والطبري، وفي ف «خازمة» خطأ.
(4) من ف والطبري، وفي م «نسيبة» .
(5) سقط من م.
(6) من م وكذا في الطبري، وفي ف «أعظمهم» .
(7) من م والطبري، وفي ف «أكثرهم» .
(8) زيدت من م والطبري، وقد سقطت من ف.
(9) من م، وفي ف: خرج.
(10) في الطبري «فتزوجها» .
(11) زيدت من م وهكذا في الطبري.
(12) وفي الطبري «فأما القاسم والطاهر والطيب فهلكوا قبل الوحي» .
(13) في ف «الكتاب» .
(14) زيد في م. «يرى» .

(1/62)


عليه، فقال ورقة «1» : إن «2» كان هذا حقا يا «3» خديجة إن محمدا لنبي هذه الأمة، قد عرفت أنه كائن بهذه الأمة سيظهر في هذا الوقت.

ذكر تفضّل الله على رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم «4» لكرامة والنبوة 4 بين خلق آدم ونفخ الروح فيه
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان الطائي [بمنبج] «5» ثنا العباس بن عثمان البجلي «6» ثنا الوليد بن مسلم «7» ثنا الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: متى وجبت لك النبوة؟ قال: « «8» ن خلق آدم ونفخ 8 الروح فيه» - «9» يه الصلاة والسلام 9.