السيرة النبوية وأخبار الخلفاء

السنة الثانية من الهجرة
حدثنا عبد الله بن محمد بن المدايني «8» ثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ثنا عبد
__________
(1) في ف «لغير» خطأ.
(2) وقع في ف «فقال» مصحفا.
(3) زيد في الطبري «لتسع سنين» .
(4) في ف «يسعد» خطأ.
(5) من الكامل، وفي ف «الأشلت» .
(6) من الكامل وزيد فيه «إلى» قبل «سنة» وفي ف «ست» خطأ.
(7) في الكامل «ذي القعدة» .
(8) في ف «المدائن» كذا.

(1/151)


الرزاق ثنا معمر عن أيوب عن سعيد بن جبير عن أبيه عن ابن عباس قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد اليهود يصومون عاشوراء فقال لهم: ما هذا؟ قالوا: يوم عظيم! نجّى الله فيه موسى وأغرق فرعون فيه وقومه، فصامه موسى شكرا لله تعالى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنا أولى بموسى وأحق بصيامه منكم، فصامه وأمر بصيامه» .
قال «1» : وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم اليهود يصومون يوم عاشوراء في أول قدومه المدينة وهو أول السنة الثانية من الهجرة، فسألهم فأخبروه أن الله نجّى موسى في ذلك اليوم وأغرق آل فرعون فصامه موسى شكرا لله، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بصيامه وقال: أنا أولى بموسى، فصامه (صلى الله عليه وسلم) والمسلمون.
ثم زوّج «2» رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنته فاطمة عليا في صفر، وقال له: «أعطها شيئا» ، فقال: ما عندي يا رسول الله شيء، قال: «فأين درعك الحطمية «3» ؟ فبعث إليها بدرعه» .
وقد روي في تزويجها أخبار فيها طول تؤدي إلى مسلك القصّاص فتنكبت عن ذكرها لعلمي «4» بعدم صحتها من جهة النقل.
ثم غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة الأبواء، وهي أول غزوة غزاها بنفسه، وبين الأبواء وودان ستة أميال، خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في المهاجرين ليس فيهم أنصاري، وذلك في شهر ربيع الأول على رأس سنة من مقدمه «5» المدينة، واستخلف سعد بن عبادة بن دليم «6» وكان حامل لوائه حمزة بن عبد المطلب، وكانت غيبته «7» خمس عشرة «7»
__________
(1) أي أبو حاتم.
(2) في الأصل «تزوج» .
(3) في محيط المحيط «الحطميات دروع تنسب إلى حطمة بن محارب كان يعمل الدروع» .
(4) في ف «لعملي» كذا.
(5) في ف «مقدمة» خطأ.
(6) من الإصابة من ترجمته، وفي الأصل «دلهم» .
(7- 7) في ف «خمسة عشر» .

(1/152)


ليلة، ثم رجع [إلى] «1» المدينة ولم يلق كيدا، والأبواء جبل «2» ، [وودان] «3» والأبواء بينهما الطريق، كلاهما ورد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي «4» هذه الغزاة «4» وادع رسول الله صلى الله عليه وسلم مخشي «5» بن عمرو «6» الضمري «7» .
ثم غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مائتين من أصحابه إلى ناحية رضوى «8» يريد عير قريش فيها أمية بن خلف.
واستخلف على المدينة سعد بن معاذ، وكان يحمل لواءه سعد بن أبي وقاص، ثم رجع [إلى] المدينة، ولم يلق كيدا.
ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سعد بن أبي وقاص في سبعة نفر أو ثمانية حتى انتهى إلى الخرار «9» من أرض الحجاز، ثم رجع ولم يلق كيدا «10» . وكان سرح في المدينة
__________
(1) الزيادة من السيرة.
(2) في الأصل «بجرا» مصحف، وفي معجم البلدان: والأبواء قرية من أعمال الفرع من المدينة، بينها وبين الجحفة مما يلي المدينة ثلاثة وعشرون ميلا، وقيل: الأبواء جبل على يمين آرة ويمين الطريق المصعد إلى مكة من المدينة وهناك بلد ينسب إلى هذا الجبل.
(3) من البدء والتاريخ 4/ 182.
(4- 4) من السيرة، وفي الأصل «هذا القراة» كذا.
(5) من سيرة ابن هشام والطبري 2/ 1266 والروض 2/ 54، وفي ف «مجدي» خطأ. ولمجدي بن عمرو ابن الجهني ذكر في سرية حمزة رضي الله عنه إلى سيف البحر.
(6) زيد في ف «و» خطأ.
(7) من سيرة ابن هشام، وفي ف «الضبي» كذا.
(8) زيد في سيرة ابن هشام وهامش الطبري «في شهر ربيع الأول» ، وفي متنه «ربيع الآخر» كذا.
(9) من سيرة ابن هشام، وفي ف «الحرار» خطأ، وفي معجم البلدان: وهو موضع بالحجاز، يقال: هو قرب الجحفة، وقيل: واد من أودية المدينة، وقيل: ماء بالمدينة، وقيل: موضع بخيبر، وفي حديث السرايا: قال ابن إسحاق: وفي سنة إحدى- وقيل: سنة ثنتين- بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سعد وأبي وقاص في ثمانية رهط من المهاجرين فخرج حتى بلغ الخرار من أرض الحجاز ثم رجع ولم يلق كيدا، اهـ.
(10) في الطبري 2/ 1265 «عقد رسول الله صلى الله عليه وسلم لسعد بن أبي وقاص إلى الخرار لواء أبيض يحمله المقداد ابن عمرو في ذي القعدة» .

(1/153)


يرعى في الحمى فاستاقه كرز بن جابر الفهري، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في إثره في المهاجرين، وكان حامل لوائه علي بن أبي طالب.
واستخلف على المدينة زيد بن حارثة، وطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بلغ بدرا «1» ، فلم يلحقه و «2» فاته كرز «3» فرجع «4» [إلى] «5» المدينة، وهذه الغزوة تسمى غزوة بدر الأولى.
ثم ولد النعمان بن بشير في جمادى الأولى، فحملته أمه عمرة بنت رواحة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحنكه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أول مولود من الأنصار ولد بعد قدوم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة.
ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم في رجب عبد الله بن جحش في اثني عشر «6» نفسا من المهاجرين ليس فيهم أنصاري، وكتب له كتابا وقال: أمسك كتابك فإذا سرت «7» يومين فانشره فانظر ما فيه، ثم امض. وخرج مع عبد الله بن جحش أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة حليف بني عدي بن كعب، وسعد بن أبي وقاص، وسهيل «8» بن بيضاء، وعتبة بن غزوان «9» وواقد بن عبد الله التميمي حليف بني عدي بن بيضاء، وخالد بن البكير حليف بني عدي، وعكاشة بن محصن؛ فسار عبد الله بن جحش ليلتين على ما أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم فتح الكتاب فإذا فيه: سر حتى تنزل نخلة
__________
(1) كذا، وفي السيرة: قال ابن إسحاق: حتى بلغ واديا يقال له سنوان من ناحية بدر.
(2) من السيرة 2/ 58، وفي ف «فلما» .
(3) في السيرة: كرز بن جابر فلم يدركه.
(4) وفي السيرة: ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة فأقام بها بقية جمادى الآخرة ورجب وشعبان.
(5) زيد من السيرة.
(6) وفي السيرة 2/ 59 «وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن جحش بن رئاب الأسدي في رجب مقفلة من بدر الأولى وبعث معه ثمانية رهط من المهاجرين ليس فيهم من الأنصار أحد ... » .
(7) في ف: «أعسرت» ، والصواب ما أثبتناه، وفي السيرة «لا ينظر فيه حتى يسير يومين ثم ينظر فيه» .
(8) من السيرة، وفي ف: «سهل» خطأ.
(9) من الطبري والسيرة، وفي ف: «عزوان» خطأ.

(1/154)


على اسم الله، ولا تكرهن أحدا من أصحابك «1» على السير «2» معك، وامض فيمن تبعك منهم حتى تقدم بطن نخلة فترصد بها عير قريش. فلما قرأ الكتاب قال: لست بمستكره أحدا منكم، فمن كان «3» يريد الشهادة فليمض «4» ، فإني ماض لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فمضى ومضى القوم معه حتى إذا كانوا ببحران «5» - معدن بالحجاز فوق الفرع- أضل «6» عتبة بن غزوان وسعد بن أبي وقاص بعيرا فتخلفا في طلبه، ومضى عبد الله بن جحش حتى أتى المكان الذي أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوجد عير قريش فيها عمرو بن الحضرمي والحكم بن كيسان وعثمان بن عبد الله بن المغيرة ونوفل بن عبد الله بن المغيرة، فلما رأى أصحاب العير القوم هابوهم «7» وحلزوهم، فأشرف لهم عكاشة ابن محصن وكان قد حلق رأسه، فلما رأوه قال عمار: لا بأس عليكم! وأمنوا، فاستشاروا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمرهم، «8» وكان «8» آخر يوم من رجب.
فقال المسلمون: إن أخرنا عنهم هذا اليوم دخلوا الحرم فامتنعوا، وإن أصبناهم «9» أصبناهم في الشهر الحرام «10» ، فرمى واقد بن عبد الله عمرو بن الحضرمي بسهم فقتله، واستأسروا عثمان بن عبد الله بن المغيرة، والحكم بن
__________
(1) في الأصل «أصحاب» كذا.
(2) في ف: اليسر، تصحيف.
(3) زيد في السيرة «منكم» .
(4) وقع في الأصل «فاليضن» مصحفا، وفي السيرة «فلينطلق» .
(5) في رواية ابن هشام والطبري 2/ 1267 «نأتيا بحران» .
(6) من السيرة والطبري، ووقع في ف: أخل- كذا مصحفا.
(7) من السيرة والطبري 2/ 1274، وفي الأصل «ما بوهم» .
(8- 8) كذا، وفي الروض «وذلك في» .
(9) في ف «أعلناهم» .
(10) في السيرة 2/ 59 «فقال القوم: والله لئن تركتم القوم هذه الليلة ليدخلن الحرم فليمتنعن منكم ولئن قتلتموهم لتقتلنهم في الشهر الحرام.

(1/155)


كيسان، وأعجزهم نوفل [بن عبد الله] بن المغيرة؛ واستاقوا «1» العير فقدموا بها على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوقف رسول الله صلى الله عليه وسلم العير ولم يأخذ منها شيئا وحبس «2» الأسيرين، وقال لأصحابه: ما أمرتكم بالقتال في الشهر الحرام، «3» فسقط «3» في أيدي القوم وظنوا أنهم «4» هلكوا؛ وقالت قريش: استحل بهذا الشهر الحرام، قد أصاب فيه الدم والمال، فأنزل الله فيما كان قول رسول الله صلى الله عليه وسلم وما عظم في أنفس أصحابه وما جاؤوا به يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِيهِ قُلْ قِتالٌ فِيهِ- إلى قوله:
أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ «5» يريد أنهم كانوا يفتنونكم في دينكم وأنتم في حرم الله حتى تكفروا بعد إيمانكم، فهذا أكبر عند الله من أن تقتلوهم في الشهر الحرام مع كفرهم وصدهم عن سبيل الله وإخراجكم منه، فلما نزل القرآن بذلك أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم العير، وأما الأسيران فإن الحكم أسلم وأقام عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قتل يوم بئر معونة شهيدا، وأما عثمان ففاداه «6» رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجعوا به مكة، ومات بها مشركا.
ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ذي العشيرة «7» في المهاجرين، واستخلف على المدينة أبا سلمة بن عبد الأسد، وكان حامل لوائه حمزة «8» بن عبد المطلب حتى
__________
(1) في الأصل «استوقوا» .
(2) وقع في ف: «حلس» مصحفا، وفي الطبري وسيرة ابن هشام «فوقف العير والأسيرين» .
(3- 3) في الطبري 2/ 1275 والسيرة «فلما قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في أيدي القوم ... » ، وفي ف: «فاسعطوا فاسقطوا في أيديكم» .
(4) زيد في الطبري السيرة: قد.
(5) سورة 2 آية 217.
(6) في ف «فعاداه» .
(7) من سيرة ابن هشام، وفي ف «العسيرة» وفي سيرة ابن هشام والروض ويقال فيها العشيرة والعشيراء، وبالسين المهملة أيضا: العسيرة والعسيراء، أخبرني بذلك الإمام أبو بكر، وفي البخاري: إن قتادة سئل عنها فقال: العشير، ومعنى العسيرة والعسيراء أنه اسم مصغر من العسراء.
(8) من الطبري 2/ 1271، وفي الأصل «حضرة» .

(1/156)


بلغ بطن ينبع، فوادع بها بني «1» مدلج «2» وحلفاءهم من بني ضمرة ثم رجع. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحب أن يوجه إلى الكعبة فقال له عمر «3» بن الخطاب: يا رسول الله! لو اتخذت مقام إبراهيم مصلى! فأنزل قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ «4» الآية، وقال السفهاء من الناس: من اليهود ما وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كانُوا عَلَيْها «5» فأنزل الله قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ «6» الآية، فصرفت القبلة إلى الكعبة في الظهر يوم الثلاثاء للنصف من شعبان؛ فكانت صلاته نحو بيت المقدس بعد قدومه المدينة سبعة عشر شهرا «7» وثلاثة أيام، فخرج رجل بعدما صلى فمر على قوم من الأنصار وهم «8» ركوع في صلاة العصر نحو بيت المقدس فقال: هو يشهد أنه صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه قد وجه إلى الكعبة، فانحرف «9» القوم حتى توجهوا إلى الكعبة.
ثم أنزل الله جل وعلا فريضة الصوم في شعبان، فلم يأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد فرض رمضان بصيام عاشوراء ولا نهاهم عنه.

ثم كانت غزوة بدر
خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان لاثنتي «10» عشرة ليلة خلت منه يريد
__________
(1) من السيرة 2/ 58، وفي الأصل «بنوا» كذا.
(2) من الطبري، وفي ف «مدلح» خطأ.
(3) في ف «عمرو» خطأ.
(4) سورة 2 آية 144.
(5) سورة 2 آية 142.
(6) سورة 2 آية 142.
(7) في الطبري «عن ابن إسحاق قال: صرفت القبلة على رأس ثمانية عشر شهرا من مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة» .
(8) من الدر المنثور 1/ 143، وفي الأصل «ومعهم» خطأ.
(9) من الكامل لابن الأثير؛ وفي الأصل «فانحرفا» .
(10) في الأصل «لا شيء» كذا.

(1/157)


اعتراض عير قريش ومعه المهاجرون والأنصار، وضرب بعسكره قبل أن يخرج من المدينة ببئر «1» أبي عيينة، وعرض أصحابه ورد من استصغر منهم، فكان ممن رد في ذلك اليوم من المسلمين عبد الله بن عمر «2» ورافع بن خديج والبراء بن عازب وزيد ابن ثابت وأسيد بن حضير، وكان عمير بن أبي وقاص يستر «3» في ذلك اليوم لأن لئلا يراه النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له سعد: ما لك يا أخي؟ قال: إني أخاف أن يراني النبي صلى الله عليه وسلم فيستصغرني فيردني! لعل الله أن يرزقني الشهادة؛ فرآه رسول الله صلى الله عليه وسلم فرده، فبكى بكاء شديدا «4» فأجازه «5» رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقتل ببدر شهيدا «6» .
ثم رحل رسول الله صلى الله عليه وسلم من بئر أبي عيينة في ثلاثمائة وثمانية عشر رجلا، منهم أربعة وسبعون رجلا من المهاجرين وسائرهم من الأنصار، وكان لهم من الإبل سبعون بعيرا «7» يتعاقب النفر البعير الواحد «7» ، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم طلحة بن عبيد الله وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل على طريق الساحل إلى الحوران يتجسسان «8» خبر العير.
ورأت عاتكة بنت عبد المطلب بمكة رؤيا أفزعتها «9» فبعثت «10» إلى العباس فقالت: يا أخي! لقد رأيت البارحة رؤيا أفظعتني فاكتم عليّ، قال: وما
__________
(1) في الأصل «ببيرا» .
(2) من الإصابة، وفي الأصل «عمرو» .
(3) في الأصل «لستر» كذا، وفي الإصابة «يتوارى» .
(4) في الأصل «شديد» .
(5) من الإصابة، وفي الأصل «وأجازه» .
(6) ووقع في الأصل «سيدا» مصحفا.
(7- 7) كذا، وفي الكامل «يتعاقبون عليها البعير بين الرجلين» .
(8) في الروض «وأنه حين دنا من الحجاز كان يتحسس الأخبار، والتحسس بالحاء أن تتسمع الأخبار بنفسك، والتجسس بالجيم هو أن تفحص عنها بغيرك» .
(9) من السيرة، وفي الأصل «أقرعتها» كذا.
(10) من السيرة، وفي الأصل «فبنت» .

(1/158)


رأيت «1» ؟ قالت: رأيت «1» راكبا أقبل على بعير حتى وقف بالأبطح ثم صرخ بأعلى صوته:
ألا! انفروا يا آل غدر «2» لمصارعكم في ثلاث، فإذا الناس قد اجتمعوا إليه فدخل «3» المسجد والناس يتبعونه، فبيناهم حوله إذ مثل به بعيره على ظهر الكعبة، ثم خرج بمثلها، ثم أخذ صخرة فأرسلها، فأقبلت تهوي «4» حتى إذا كانت بأسفل الجبل أرفضت «5» ، فما بقي بيت بمكة ولا دار إلا دخلها «6» منها «7» فلقة، قال العباس:
والله! إن هذه لرؤيا فاكتميها ولا تذكريها.
ثم خرج العباس فلقي الوليد بن عتبة وكان له صديقا فذكرها له، فذكرها الوليد لأبيه، ففشا الحديث بمكة، فقال أبو جهل: ما يرضى بنو عبد المطلب أن يتنبأ رجالهم [حتى تتنبأ] «8» نساؤهم «9» .
وكان أبو سفيان بن صخر أقبل من الشام في عير لقريش عظيمة فيها أموالهم وتجاراتهم وفيها ثلاثون- وقيل: أربعون- رجلا من قريش، منهم عمرو بن العاص ومخرمة بن نوفل الزهري.
وكان أبو سفيان يتحسس «10» الأخبار ويسأل من لقي من الركبان، فأصاب خبرا من الركبان أن محمدا قد نفر في أصحابه، فحذر «11» عند ذلك «11» واستأجر
__________
(1) من السيرة، وفي الأصل «رايتي» كذا.
(2) في الروض «يا لغدرها» كذا هو بضم الغين والدال جمع غدور، أي إن تخلفتم فأنتم غدر لقومكم.
(3) في ف «فدخلوا» كذا، وفي السيرة «ثم دخل» .
(4) من السيرة، وفي الأصل «تهدي» كذا بالدال.
(5) في الكامل «ترضضت» .
(6) في الكامل «دخلتها» .
(7) في ف «فيه» ، والتصحيح من السيرة.
(8) زيد من السيرة.
(9) من السيرة 2/ 62. ووقع في ف «تنساومهم» مصحفا.
(10) في ف «ينحبس» كذا، والتصحيح من السيرة والروض 2/ 61 والتحسس- بالحاء- أن تتسمع الأخبار بنفسك، والتجسس- بالجيم- هو أن تفحص عنها بغيرك؛ وفي الحديث «لا تجسسوا ولا تحسسوا» .
(11- 11) من السيرة، ووقع في ف «عنه فلك» مصحفا.

(1/159)


ضمضم بن عمرو «1» الغفاري فبعثه إلى مكة، وأمره أن يأتي قريشا فيستنفرهم «2» إلى أموالهم ويخبرهم أن محمدا قد عرض لها، «3» فدخل ضمضم في اليوم الثالث من رؤيا عاتكة مكة وهو يصرخ ببطن الوادي وقد جدع بعيره وحول رحله وشق قميصه وهو يقول: يا معشر قريش! اللطيمة! اللطيمة! قد عرض لها محمد «4» في أصحابه، لا أرى أن تدركوها «5» «6» أو لا تدركوها «6» ، الغوث! الغوث «7» ! فتجهزت قريش سراعا، إما خارج وإما باعث «8» مكانه رجلا، وخرجت تريد العير.
ولما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم الصفراء «9» - بينها وبين المدينة ثلاث ليال- بعث عدي بن أبي الزغباء «10» الجهني حليف بني النجار وبسبس «11» بن عمرو الجهني حليف بني ساعدة قدامه إلى مكة، فلما نزلا الوادي أناخ إلى تل قريب من الماء، ثم أخذا «12» شنا لهما «12» يستسقيان «13» فيه، وعلى الماء إذ ذاك مجدي بن عمرو الجهني، فسمع عدي وبسبس جاريتين من جواري جهينة وهما يتلازمان فقالت الملزومة لصاحبتها: إنما يأتي العير غدا أو بعد [غد] «14» فأعمل لهم وأقضيك «15»
__________
(1) من السيرة، وفي ف «عمر» خطأ.
(2) من السيرة، وفي ف «فيستفرهم» خطأ.
(3) زيد بعده في السيرة والروض «وكان لاط له بأربعة آلاف درهم، لاط له- أي أربى له» .
(4) في ف «محمدا» خطأ.
(5) من السيرة، وفي ف «تركوها» .
(6- 6) ليس في السيرة.
(7) من السيرة، وفي ف «الفوت الفوت» خطأ.
(8) من السيرة، وفي ف «مباعث» كذا.
(9) التصحيح من السيرة 2/ 64، وفي الأصل «السفر» خطأ.
(10) من السيرة والروض، وفي ف «الرغبا» خطأ.
(11) من السيرة والروض، وفي ف «بسيس» خطأ.
(12- 12) من السيرة 2/ 65، وفي ف «شناتهما» خطأ.
(13) كذا في ف، وفي السيرة «يستقيان» .
(14) زيد من السيرة.
(15) من السيرة، وفي ف «أفضيك» .

(1/160)


الذي علّى «1» ، فقال مجدي: صدقت، وخلص بينهما؛ فلما سمع بذلك عدي وبسبس «2» ركبا راحلتيهما ثم انطلقا حتى أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبراه «3» ، وأقبل أبو سفيان «4» وقد تقدم العير حتى ورد الماء حذرا «5» من الذي كان يخافة، فقال لمجدي بن عمرو: وهل أحسست «6» أحدا؟ فقال: والله! ما رأيت أحدا إلا أني رأيت راكبين [قد أناخا] «7» إلى هذا التل، فأتى أبو سفيان مناخهما فأخذ من أبعار بعيريهما «8» ففته فإذا فيه النوى، فقال: هذه والله علائف «9» يثرب! فرجع وضرب وجوه عيره فساحل بها «10» وترك بدرا يسارا وانطلق حتى أسرع.
وأقبلت قريش فلما نزلوا الجحفة رأى جهيم «11» بن الصلت بن مخرمة رؤيا فقال: أنا بين النائم واليقظان رأيت رجلا قد أقبل على فرس له حتى وقف ثم قال:
قتل عتبة بن ربيعة وشيبة [بن] «7» ربيعة وأبو الحكم بن «12» هشام وأمية بن خلف- وفلان وفلان، ثم ضرب في لبة بعيره وأرسله في العسكر، فما بقي خباء «13» من أخبية «14» العسكر إلا أصابه «15» من دمه، فبلغ أبا جهل رؤياه فقال: هذا
__________
(1) كذا في ف، وفي السيرة «لك» .
(2) من السيرة والروض، وفي ف «بسيس» خطأ.
(3) زيد في السيرة «بما سمعا» .
(4) من السيرة، ووقع في ف «أبو سنان» مصحفا.
(5) من السيرة، ووقع في الأصل «جدار» مصحفا.
(6) من السيرة، وفي ف «أحسنت» خطأ.
(7) زيد ما بين الحاجزين من السيرة، وفي ف بياض.
(8) من السيرة، وفي ف «بعيرهما» .
(9) من السيرة، وفي ف «عاليف» كذا.
(10) أي أتى بها الساحل.
(11) من السيرة، وفي ف «جهم» .
(12) من السيرة، وفي ف «من» خطأ.
(13) من السيرة، وفي ف «جنا» خطأ.
(14) في الأصل «أخبيت» كذا.
(15) زيد في السيرة «نضح» .

(1/161)


نبي «1» آخر من بني المطلب، سيعلم غدا من المقتول إن نحن التقينا! فلما رأى أبو سفيان أنه قد أحرز عيره «2» أرسل إلى قريش، قال: إنكم خرجتم «3» لتمنعوا عيركم «3» وأموالكم وقد نجاهما الله فارجعوا، فقال أبو جهل: والله لا نرجع حتى نرد بدرا! - وكان بدر «4» موسما من مواسم العرب يجتمع لهم بها سوق- فنقيم «5» عليه ثلاثا وننحر «6» الجزور ونطعم «7» الطعام، ونسقي «8» الخمر وتعزف «9» علينا القيان «10» ، فتسمع «11» بنا العرب وبمسيرنا «12» وجمعنا؛ ثم رحلت قريش حتى نزلت العدوة القصوى من بدر.
ولما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم عرق الظبية «13» دون بدر استشار الناس فقال:
أشيروا علي أيها الناس! فقام أبو بكر فقال وأحسن، ثم قام عمر فقال مثل ذلك، ثم قام «14» المقداد بن الأسود «15» فقال: يا رسول الله! امض بنا «16» لأمر الله «16» فنحن
__________
(1) من السيرة، وفي ف «بني» كذا.
(2) في ف «عره» خطأ، والتصحيح من السيرة.
(3- 3) من السيرة، ووقع في ف «ليمنوا يمركم» مصحفا.
(4) في ف «بدرا» كذا.
(5) من السيرة، وفي في «فيقيم» .
(6) وقع في ف «تنحر» مصحفا» ، والتصحيح من السيرة.
(7) من السيرة، وفي ف «يطعم» .
(8) من السيرة، وفي ف «يسقي» .
(9) من السيرة، وفي ف «يعرف» خطأ.
(10) من السيرة، وفي ف «القينان» .
(11) في السيرة «تسمع» ، وفي ف «فسمع» .
(12) من السيرة، وفي ف «غيرها» .
(13) من السيرة، وفي ف «الصبية» خطأ.
(14) من السيرة، وفي ف «قال» خطأ.
(15) هكذا في ف، وفي السيرة «عمرو» ولمقداد بن الأسود ترجمة في الإصابة 6/ 133 وهو ابن عمرو ابن ثعلبة.
(16- 16) في السيرة «لما أراك الله» .

(1/162)


معك، والله لا نقول لك مثل ما قالت بنو إسرائيل لموسى فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقاتِلا إِنَّا هاهُنا قاعِدُونَ «1» . ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون، والذي بعثك بالحق! لو سرت بنا إلى «2» برك الغماد «2» لجالدنا معك من دونه حتى تنتهي «3» إليه «4» رسول الله «4» ! فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرا ودعا له بخير.
ثم قال: أشيروا عليّ أيها الناس! وإنما يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم الأنصار، وذلك أنهم كانوا عدد الناس «5» ، فقال سعد بن معاذ: كأنك «6» يا رسول الله إنما تريدنا! قال: أجل، فقال سعد: قد آمنا بك وصدقناك، وشهدنا بما جئت به أنه الحق، وأعطيناك مواثيقنا وعهودنا على السمع والطاعة، فامض بنا يا نبي الله لما أردت فنحن معك، والذي بعثك لو! استعرضت «7» هذا البحر وخضت بنا لخضناه معك ما بقي منا رجل، وما نكره أن تلقى بنا عدونا غدا، إنا لصبر «8» عند «9» الحرب، صدق «10» عند «9» اللقاء، لعل الله يريك منا بعض ما تقر به عينك! فسر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم ركب ورجل «11» من أصحابه قدام الجيش «12» ، ومضى حتى وقف على
__________
(1) سورة 5 آية 24.
(2- 2) بفتح الباء وكسرها وضم الغين وكسرها، وهي موضع باليمن- مجمع بحار الأنوار.
(3) في الأصل «سهى» كذا، وفي السيرة «تبلغه» .
(4- 4) ليست في السيرة.
(5) وزاد في السيرة 2/ 64 «وإنهم حين بايعوه بالعقبة قالوا: يا رسول الله! إنا برآء من ذمامك حتى تصل إلى دورنا، فإذا وصلت إلينا فأنت في ذمتنا، نمنعك مما نمنع منه أبناءنا ونساءنا، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخوف أن لا تكون الأنصار ترى عليها نصره إلا ممن دهمه بالمدينة من عدوه، وأن ليس عليهم أن يسير بهم إلى عدو من بلادهم، فلما قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ... إلخ» .
(6) من السيرة، وفي ف «إنك» .
(7) زيد في السيرة «بنا» .
(8) من السيرة، وفي ف «لنصبر» .
(9) في السيرة «في» .
(10) في ف «صدقا» والتصحيح من السيرة.
(11) زيد في السيرة «الرجل هو أبو بكر الصديق» .
(12) في ف «الجيس» خطأ.

(1/163)


شيخ «1» [قريبا] «2» من بدر فقال له: أيها الشيخ! ما بلغك عن محمد وأصحابه؟
فقال: ما أنا مخبرك «3» حتى تخبرني من أنت! قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أخبرتنا «4» أخبرناك من نحن» ، فقال الشيخ: «5» أذاك بذاك «5» ؟ قال: «نعم» ، فقال الشيخ:
بلغني أن محمدا وأصحابه خرجوا يوم كذا وكذا، فإن يكن الذي أخبرني صدقني فهم اليوم بكذا وكذا- بالمنزل الذي «6» كان فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ وبلغني أن قريشا خرجوا يوم كذا وكذا، فإن يكن الذي أخبرني صدقني فهم اليوم بكذا وكذا- بالمنزل الذي «6» هم فيه، ثم قال: ممن «7» أنت؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نحن من ماء» «8» ؛ ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه. وأصاب علي بن أبي طالب والزبير بن العوام وسعد بن أبي وقاص راوية «9» لقريش وفيها «10» غلام لبني العاص وغلام لمنبه بن الحجاج، فأتوا بهما «11» رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يصلي، فقالوا لهما «12» : من أنتما؟ فقالا: نحن سقاة قريش، بعثونا «13» لنسقي لهم «13» الماء، فكره «14» القوم خبر قريش ورجوا أن يكونا «15» لأبي سفيان، فقالوا
__________
(1) زيد في السيرة: قال ابن هشام ويقال الشيخ سفيان الضمري.
(2) زيد من السيرة.
(3) في ف «يخبرك» كذا.
(4) من السيرة، وفي ف «أخبرتني» .
(5- 5) من السيرة 2/ 65، ووقع في ف «فداك يراك» مصحفا.
(6- 6) تكررت في ف.
(7) من السيرة، وفي ف «من» .
(8) من السيرة، وقد سقط من ف.
(9) من السيرة، وفي ف «رواية» خطأ.
(10) من السيرة، وفي ف بياض.
(11) من السيرة، وفي الأصل «بها» .
(12) في ف «لهما» كذا.
(13- 13) في السيرة «نسقيهم» .
(14) من السيرة، وفي ف «تكره» .
(15) في ف «يكون» .

(1/164)


لهما «1» : من أنتما؟ ألا لأبي سفيان؟ فأنكرا فضربوهما، فلما آذوهما «2» قالا: نحن لأبي سفيان، فأمسكوا عنهما؛ فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلاته وأقبل عليهم فقال: إذا صدقاكم ضربتموهما وإذا كذباكم تركتموهما «3» ! والله إنهما «4» لقريش! ثم دعاهما فقال: لمن أنتما؟ فأخبراه، ثم قال: أين قريش؟ قالا «5» : خلف هذا الكثيب «6» الذي ترى بالعدوة القصوى من الوادي «7» ، قال: وكم هم؟ قالا: هم كثير، قال:
ما عددهم؟ قالا: ما ندري، قال: فكم تنحر في اليوم؟ قالا: يوما عشرا ويوما تسعا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هم بين التسعمائة إلى الألف، ثم قال لهما «8» : فمن فيهم من أشراف قريش؟» فسميا عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة في رجال من قريش، وكان الذي ينحر «9» لقريش تسعة رهط من بني هاشم: العباس بن عبد المطلب، ومن بني عبد شمس: عتبة بن ربيعة، ومن بني نوفل: الحارث بن عامر ابن نوفل وطعيمة «10» بن عدي بن نوفل، ومن بني عبد الدار: النضر بن الحارث، ومن بني أسد: حكيم بن حزام، ومن بني مخزوم: أبو جهل بن هشام، ومن بني جمح: أمية بن خلف، ومن بني سهم: منبه بن الحجاج، ومن بني عامر بن لؤي:
سهيل بن عمرو.
ثم أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم على المسلمين فقال: «هذه مكة قد ألقت إليكم أفلاذ
__________
(1) في ف «لها» كذا.
(2) في السيرة «أذلقوهما» .
(3) من السيرة، وفي ف: «نزلتموهما» خطأ؛ وزاد ابن هشام «صدقا» .
(4) من السيرة، وفي ف «إن هذه» خطأ.
(5) من السيرة، وفي ف «قال» .
(6) من السيرة، وفي ف «الكتيب» خطأ.
(7) وزاد ابن هشام «خلف العقنقل وبطن الوادي وهو يليل بين بدر وبين العقنقل الكثيب الذي خلفه قريش» .
(8) في ف «بهما» خطأ.
(9) في السيرة «يتحر» كذا.
(10) من السيرة، وفي ف «طعمة» خطأ.

(1/165)


كبدها، وبعث [الله] «1» السماء فأصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين «2» ماء لبدلهم «2» الأرض، وأصاب قريشا ماء لم يقدروا أن يرتحلوا معه» .
ثم رحل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمسلمين وقال لهم: «سيروا على بركة الله، فإنه «3» قد وعدني إحدى الطائفتين، فكأني أنظر إلى مصارع القوم، ثم مضى «4» يبادر قريشا إلى الماء حتى إذا «5» [جاء] «1» أدنى من ماء بدر نزل به» ، فقال حباب «6» بن المنذر ابن الجموح أحد بني سلمة: يا رسول الله! أرأيت هذا المنزل؟ أمنزل «7» أنزلكه «8» الله «9» ليس لنا «9» أن نتقدمه «10» ولا نتأخر عنه أم هو الرأي والحرب والمكيدة؟ قال:
بل هو الحرب والرأي والمكيدة، قال: فإن هذا ليس لك بمنزل، فانهض «11» حتى نأتي «12» أدنى قليب «13» القوم فنزله «14» ثم نغور «15» ما سواه «16» من القلب «17» ثم نبني «18»
__________
(1) زيد من السيرة.
(2- 2) من السيرة، وفي ف «بالبر» خطأ.
(3) في ف «فان» .
(4) في ف «مضاء» .
(5) من السيرة، وفي ف «إذ» .
(6) من السيرة، وفي ف «جناب» خطأ.
(7) في السيرة «منزلا» .
(8) من السيرة، وفي ف «أنزلكم» كذا.
(9- 9) من السيرة، وفي ف «نزلنا» .
(10) من السيرة، وفي ف «تقدمه» .
(11) زيد في السيرة «بالناس» .
(12) من السيرة، وفي ف «تأتي» .
(13) في السيرة «ماء من» .
(14) من السيرة، وفي ف «فتنزله» .
(15) من السيرة، ووقع في ف «نعود» مصحفا.
(16) في السيرة «وراءه» .
(17) من السيرة، وفي ف «القليب» .
(18) زيد بعده في السيرة «عليه» .

(1/166)


حوضا فنملأه «1» [ثم] «2» نقاتل القوم فنشرب ولا يشربون، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«قد أشرت بالرأي؛ ثم نهض رسول الله صلى الله عليه وسلم «3» وسار حتى [إذا أتى] «2» أدنى ماء من القوم نزل «4» وبنى حوضا على القليب و «5» قذفوا فيه الآنية «6» ، «7» ثم أمر بالقلب «7» فغورت» «8» ؛ فقال سعد بن معاذ: يا نبي الله! [ألا] «2» نبني لك عريشا تكون فيه ونعد عندك ركائبك ثم نلقى عدونا، فإن أعزنا الله وأظهرنا على عدونا كان «9» ذلك ما أحببنا «9» ، وإن كان علينا يا نبي الله جلست على ركائبك فلحقت بمن وراءنا من قومنا فقد تخلف عنك «10» أقوام وما نحن بأشد حبا لك منهم، ولو ظنوا أنك تلقى «11» حربا ما تخلفوا عنك، يمنعك الله بهم يناصحونك ويجاهدون معك، «12» فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بخير «12» ، وبنى له عريش «13» فقعد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر، وارتحلت قريش حين أصبحت، فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «اللهم! هذه قريش قد أقبلنا بخيلائها «14» وفخرها، تحادك «15» وتكذب رسلك، اللهم! فنصرك
__________
(1) زيد في السيرة «ماء» .
(2) زيد من السيرة.
(3) زيد في السيرة «ومن معه من الناس» .
(4) زيد في السيرة «عليه» .
(5) زيد في السيرة «الذي نزل عليه فملىء ماء ثم» .
(6) من السيرة، وفي ف «الأبنية» خطأ.
(7- 7) من السيرة وفي ف «وأما إلى القليب الآخر» .
(8) العبارة من «ثم أمر» إلى هنا قدمت في ف على «وبنى حوضا» .
(9- 9) من السيرة، وفي ف «ولك ما أحينا» كذا.
(10) من السيرة، وفي ف «عندك» .
(11) هكذا في السيرة، وفي ف: «تلقاءا» كذا.
(12- 12) في السيرة 2/ 66 «فأثنى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرا ودعا له بخير» .
(13) من السيرة، وفي ف «عريشا.
(14) من السيرة، وفي ف «بخيلها» .
(15) من السيرة، وفي ف «تجادل» خطأ.

(1/167)


الذي وعدتني! فاحنهم «1» الغداة» . ورأى رسول الله صلى الله عليه وسلم عتبة بن ربيعة «2» على جمل له أحمر فقال: «إن يك «3» في أحد من القوم خير ففي «4» صاحب الجمل الأحمر، إن يطيعوه يرشد» ؛ فلما نزلت قريش أقبل نفر منهم حتى أقبلوا حوض رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم حكيم بن حزام، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: [دعوهم] «5» بما شرب رجل منهم شربة إلا قتل غير حكيم بن حزام.
فلما اطمأنت قريش بعثوا عمير بن وهب الجمحي [فقالوا] «5» احزر «6» لنا محمدا وأصحابه، فاستحال عمير بن وهب بفرس «7» حول العسكر، ثم رجع إليهم فقال: ثلاثمائة رجل يزيدون قليلا أو ينقصون قليلا، ولكن امهلوني حتى أنظر هل لهم من كمين أو مدد «8» ، فضرب [في] «5» الوادي حتى أبعد فلم ير شيئا، فرجع إليهم «9» فقال: ما رأيت شيئا ولكني رأيت يا معشر قريش البلايا تحمل المنايا، نواضح «10» بثرب تحمل الموت الناقع «11» ، قوم ليس لهم «12» منعة ولا ملجأ إلا سيوفهم، والله! ما أرى أن يقتل رجل منهم حتى يقتل رجلا منا، فإذا أصابوا منكم أعدادهم فما خير العيش «13» بعد ذلك فروا «14» رأيكم، فلما سمع بذلك حكيم بن
__________
(1) هكذا في السيرة أي أهلكهم، وفي ف «فاجنهم» خطأ.
(2) زيد في السيرة «في القوم» .
(3) في ف «بك» كذا، وفي السيرة «يكن» .
(4) في السيرة: فعند.
(5) زيد من السيرة.
(6) التصحيح من السيرة، وفي ف «أحور» مصحف.
(7) في السيرة «بفرسه» .
(8) من السيرة، وفي ف «مرد» خطأ.
(9) من السيرة، وفي الأصل «إليه» .
(10) من السيرة، وفي الأصل «فواضع» خطأ.
(11) يقال سم ناقع: بالغ قاتل ثابت.
(12) في السيرة «معهم» .
(13) من السيرة، وفي ف «ليس» خطأ.
(14) من السيرة، وفي ف «فرأوا» .

(1/168)


حزام مشي في الناس حتى أتى عتبة بن ربيعة فقال: يا أبا الوليد! أنت كبير قريش وسيدها والمطاع فيها! فهل لك أن «1» لا تزال تذكر «1» بخير آخر الدهر! قال: وما ذاك يا حكيم؟ قال: ترجع بالناس وتحمل أمر حليفك «2» ، قال: قد فعلت أنت على بذلك، إنما هو حليفي فعليّ عقله- يعني عمرو بن الحضرمي- وما أصيب من ماله، ولكن أنت ابن الحنظلية «3» ، فإني لا أخشى «7» على الناس «4» غيره- يعني أبا جهل، ثم قام عتبة فقال: يا معشر قريش! إنكم والله ما «5» تصنعون بأن «5» تلقوا محمدا وأصحابه، والله! لئن أصبتموه لا يزال الرجل ينظر في وجه الرجل يكره «6» النظر إليه، قتل «7» ابن عمه أو «8» ابن خاله أو رجلا من عشيرته «9» ، فارجعوا «10» وخلوا بينه وبين محمد وسائر العرب «10» ، فإن أصابوه فذلك الذي أردتم، وإن كان غير ذلك [ألقاكم ولم] «11» تعرضوا «12» منه ما تريدون؛ فجاء حكيم بن حزام أبا جهل فوجده قد نثل «13» درعا له من جرابها وهو يهنئها «14» فقال: يا أبا الحكم! إن عتبة
__________
(1- 1) من السيرة، وفي ف «لا نزال نذكر» .
(2) زيد في السيرة «عمرو بن الحضرمي» .
(3) من السيرة، وفي ف «الحنظلة» خطأ، قال ابن هشام: والحنظلية أم أبي جهل وهي أسماء بنت مخربة.
(4- 4) كذا في ف، وفي السيرة «أن يشجر أمر الناس» .
(5- 5) من السيرة، وفي ف «تمنعوني أن» .
(6) زيد في ف «و» ولم تكن الزيادة في السيرة فحذفناها.
(7) من السيرة، وفي ف «قيل» خطأ.
(8) من السيرة، وفي ف «و» .
(9) من السيرة، وفي ف «عتبة» كذا.
(10- 10) كذا، وفي السيرة «خلوا بين محمد وبين سائر العرب» .
(11) من السيرة، وفي ف بياض.
(12) من السيرة، وفي «وأقدموا» خطأ.
(13) من السيرة أي نزعها وألقاها، ووقع في ف «تشل» مصحفا.
(14) من السيرة، وفي الأصل «يهويها» وقال ابن هشام «يهيئها» .

(1/169)


أرسلني إليك بذلك بكذا وكذا، فقال أبو جهل: انتفخ والله سحره «1» حين رأى محمدا «1» وأصحابه، كلا والله لا نرجع حتى يحكم الله بيننا وبين محمد! ثم قال أبو جهل: اللهم! اقطعنا «2» الرحم وأتانا بما «2» لا نعرف «3» فاحنه الغداة «3» ! ثم بعث إلى عامر بن الحضرمي فقال: هذا حليفك عتبة يريد «4» أن يرجع «5» بالناس وقد رأيت ثأرك «6» بعينك، والله ما ذلك بعتبة ولكنه قد عرف أن ابنه فيهم وأن محمدا وأصحابه إنما هم أكلة جزور وقد رأيتم ثأركم «7» فقم فانثل «8» مقتل أخيك، فقام عامر بن الحضرمي «9» ثم صرخ: واعمراه! واعمراه «9» ! فحميت الحرب «10» وحمى الناس «11» واستوثقوا فأفسد «11» على الناس الرأي الذي دعاهم إليه عتبة، فلما بلغ عتبة قول أبي جهل قال: سيعلم المصفر إسته من انتفخ سحره! ثم التمس عتبة بيضة ليدخلها رأسه، فما وجد في الجيش بيضة تسعه من عظم هامته، فلما رأى ذلك اعتم «12» على رأسه بعمامة له، وخرج الأسود بن عبد الأسد المخزومي وكان رجلا شرسا «13» فقال: أعاهد الله لأشربن من حوضهم أو «14» لأهدمنه أو لأموتن دونه! فلما خرج
__________
(1- 1) من السيرة، ووقع في ف «حتى رما» مصحفا.
(2- 2) من السيرة، ووقع في ف «للرحم وأنايما» مصحفا.
(3- 3) من السيرة، ووقع في ف «فأحبه الغراة» مصحفا.
(4) في ف: يرايد- كذا.
(5) من السيرة، وفي ف: نرجع.
(6) من السيرة، وفي ف: تارك- خطأ.
(7) في ف: تاركم.
(8) من السيرة، وزاد بعده: حفرتك، وفي ف: فافشر.
(9- 9) من السيرة، ووقع في ف: سرح بأعمّ وعمراه- مصحفا.
(10) من السيرة، وفي ف: العرب- خطأ، وزيد بعده في السيرة: وحقب أمر الناس.
(11- 11) من السيرة، وفي ف: واستوسقوا وانفسد- مصحف.
(12) كذا في ف، وفي السيرة: اعتجر ببرد.
(13) من السيرة، وفي ف: شرها، وزيد بعده في السيرة سيء الخلق.
(14) من السيرة، وفي الأصل: و.

(1/170)


يريد الحوض خرج إليه حمزة بن عبد المطلب، فلما التقيا «1» ضربه حمزة فأطنّ «2» قدميه بنصف ساقه وهو دون الحوض فخبا «3» إلى الحوض فاقتحم فيه واتبعه حمزة بضربة أخرى فقتله في الحوض.
ثم خرج بعده عتبة بن ربيعة بين أخيه شيبة «4» بن ربيعة وابنه الوليد بن عتبة، فلما دنا إلى الصف دعا إلى البراز «5» ، فخرج إليه فتية ثلاثة «6» من الأنصار: عوف ومعوذ ابنا «7» الحارث- وأمهما «8» عفراء- وابن رواحة، فسألهم فقالوا: «9» رهط من الأنصار «9» ، فقال عتبة: أكفاء كرام، ما لنا بكم حاجة، إنما نريد قومنا، ثم نادى مناديهم: يا محمد! اخرج إلينا أكفاءنا من قومنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم « [قم] «10» يا حمزة بن عبد المطلب! قم «11» يا علي بن أبي طالب! قم «11» يا عبيدة بن الحارث! وكان أسن القوم [فبارز] «10» عتبة بن ربيعة [وبارز حمزة شيبة بن ربيعة] «10» وبارز علي بن أبي طالب الوليد بن عتبة» .
فأما حمزة فلم يمهل شيبة أن قتله، ولم يمهل عليّ الوليد أن قتله، واختلف عبيدة وعتبة بينهما ضربتان، كلاهما أثبت «12» صاحبه، وكر «13» حمزة وعلي [على] «10»
__________
(1) من السيرة، وفي ف: التقا- خطأ.
(2) من السيرة، وأطن الساق: قطعه، وفي الأصل: طرح- كذا.
(3) من السيرة، أي دنا، وفي الأصل: فجاء.
(4) من السيرة، ووقع في ف: شئت- مصحفا.
(5) في السيرة: المبارزة.
(6) من السيرة، ووقع في ف: ثلاثين- مصحفا.
(7) من السيرة، وفي ف: بن.
(8) في ف: أمها- خطأ.
(9- 9) من السيرة، وفي ف: أو لبسوا أنفسهم، ولعله: وانتسبوا أنفسهم.
(10) زيد من السيرة 2/ 67، وفيها «أمر أصحابه أن» .
(11) التصحيح من السيرة، ووقع في الأصل: ثم.
(12) في ف: أثيب- خطأ.
(13) في ف: ذكر- خطأ.

(1/171)


عتبة واحتملا صاحبهما فحازاه «1» إلى أصحابه ثم تزاحف «2» الناس ودنا بعضهم من بعض، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم « [لأصحابه أن] «3» لا تحملوا «4» حتى آمركم، وهو في العريش مع أبي «5» بكر، ليس في العريش معه غيره، وهو يناشد الله ما وعده من النصر ويقول فيما يقول: [اللهم] «3» «6» إن تهلك «6» هذه العصابة «7» اليوم لا تعبد «7» » ، وأبو بكر يقول: يا رسول الله! أقصر من مناشدتك الله، فإن الله موفيك «8» بما «9» وعدك، وشجع الله المسلمين على لقاء عدوهم وقللهم في أعينهم حتى طمعوا فيهم، وخفق رسول الله خفقة وهو في العريش ثم انتبه ثم قال: ابشر يا أبا بكر! هذا جبريل معتجر بعمامة «10» يقول: أتاك نصر الله وعونه، فبعث الله الملائكة «11» مسومين، فكان أبو أسيد مالك بن ربيعة [شهد بدرا قال] «12» بعد أن ذهب بصره: لو «13» كنت معكم ببدر «14» الآن «15» ومعي بصري لأريتكم «16» الشعب الذي خرجت منه الملائكة! لا أشك ولا أمتري «17» ؛ ولم تقاتل الملائكة في غزاة إلا
__________
(1) من السيرة 2/ 68، ووقع في ف: وجاء به- مصحفا.
(2) من السيرة، وفي الأصل: ترداف.
(3) زيد من السيرة 2/ 67، وفيها «أمر أصحابه أن» .
(4) من السيرة، وفي ف: لا تحتملوا.
(5) في الأصل: أبو.
(6- 6) من السيرة، ووقع في ف: أين نهلك- مصحفا.
(7- 7) من السيرة، ووقع في ف: اللهم لا بعد- مصحفا.
(8) في السيرة: منجز.
(9) في ف: مما، وفي السيرة: ما.
(10) من السيرة، وفي ف: معمحر- كذا.
(11) وقع في ف: الملا ... - كذا.
(12) من السيرة 2/ 67.
(13) زيد في ف «و» ولم تكن الزيادة في السيرة فحذفناها.
(14) من السيرة، وفي ف: ببد- كذا.
(15) كذا في ف، وفي السيرة: اليوم.
(16) في ف؛ لا رايتكم.
(17) في السيرة: تماراى.

(1/172)


ببدر، وإنما كانت تنصر وتعين، وكانت عليهم عمائم بيض قد أرسلوها في ظهورهم.
ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم حفنة من الحصى «1» بيده وخرج من العريش فاستقبل القوم وقال: شاهت الوجوه! ثم نفخهم «2» بها ثم قال: «والذي نفسي بيده! لا يقاتلهم رجل اليوم فيقتل صابرا محتسبا مقبلا غير مدبر إلا أدخله الله الجنة» ! فقال عمير بن الحمام «3» أحد بني سلمة وفي يده تمرات «4» : يا رسول الله! أرأيت إن قاتلت حتى قتلت مقبلا غير مدبر ما لي؟ قال: لك الجنة، فألقي التمرات من يده وتقدم فقاتل حتى قتل.
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: احملوا، ومن لقي «5» العباس منكم فليدعنه «6» ، فإنه أخرج مستكرها «7» ، فقال أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة: أنقتل «8» آباءنا وأبناءنا وإخواننا ونترك العباس! والله لئن لقيته لألجمنه «9» السيف! فبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله فقال لعمر: «يا أبا حفص! أيضرب وجه عم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسيف» ؟ فقال عمر: دعني أضرب عنقه يا رسول الله! والله لقد نافق! فكان أبو حذيفة بعد ذلك يقول: ما أنا [بآمن] «10» من تلك الكلمة التي قلت، ولا أزال منها خائفا إلا «11» أن تكفرها «11» عني الشهادة- فقتل يوم اليمامة شهيدا. وكان العباس قد
__________
(1) في السيرة: الحصباء.
(2) كذا في ف، وفي السيرة والطبري: نفحهم.
(3) من السيرة، وفي: الهمام، وله ترجمة في الإصابة 5/ 31 فراجعه.
(4) في ف: ثمرات- خطأ.
(5) من السيرة، وفي ف: القا.
(6) في ف: فليكد عنه- كذا، وفي السيرة: فلا يقتله.
(7) من السيرة، وفي ف: مستنكزها- كذا.
(8) في ف: أتقتل- خطأ.
(9) وفي رواية من السيرة: لألحمنه.
(10) زيد من السيرة.
(11- 11) من السيرة 2/ 70، وفي ف: تكفوها- كذا.

(1/173)


أسلم بمكة ولكنه كان خاف قومه فيكتم إسلامه فحمل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على المشركين فلم يكن إلا الهزيمة، فقتل الله من قتل من صناديد قريش وأسر من أسر منهم، فلما وضع «1» القوم أيديهم يأسرون «2» رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجه سعد بن معاذ الكراهة، فقال له صلى الله عليه وسلم: «والله يا سعد! لكأنك تكره ما يصنع الناس» ! فقال:
أجل يا رسول الله صلى الله عليه وسلم! قال: «كانت هذه أول وقعة أوقعها الله بأهل الشرك، فكان الإثخان في القتل أعجب إلي من استبقاء «3» الرجال؛ وكان ذلك يوم الجمعة لسبع عشرة ليلة مضت من شهر رمضان، والمسلمون ثلاثمائة وثلاثة عشر نفسا، منهم أربعة وسبعون رجلا من قريش والمهاجرين، وسائرهم من الأنصار، والمشركون تسعمائة وخمسون «4» مقاتلا، فقتل من المسلمين في ذلك اليوم من قريش ستة أنفس: من بني المطلب عبيدة بن الحارث بن المطلب، ومن بني زهرة بن كلاب:
عمير بن أبي وقاص أخو سعد و «5» ذو الشمالين «5» ابن عبد عمرو بن نضلة حليف لهم من خزاعة، ومن بني عدي بن كعب: عاقل بن البكير حليف لهم من بني سعد بن ليث ومهجع «6» مولى عمر، ومن بني الحارث بن فهر: صفوان «7» بن بيضاء.
وقتل من الأنصار من بني عمرو بن عوف: سعد بن خيثمة ومبشر «8» بن عبد المنذر. ومن بني الحارث بن الخزرج: يزيد «9» بن الحارث وهو الذي يقال له
__________
(1) من السيرة، وفي ف: وقع.
(2) من السيرة، وفي ف: يوسرون.
(3) زيد في ف: على، ولم تكن الزيادة في السيرة فحذفناها.
(4) في الأصل: خمسين- كذا.
(5- 5) من السيرة، وفي ف: ذا لشمالين، راجع لترجمته الإصابة 2/ 176.
(6) من السيرة، ووقع في ف: معهم- مصحفا؛ وله ترجمة في الإصابة 6/ 144.
(7) من السيرة 2/ 101، وفي ف: عفران- كذا.
(8) من السيرة، وفي ف: ميسرة- خطأ.
(9) من السيرة، وفي ف: زيد- مصحف.

(1/174)


«1» ابن فسحم «1» . ومن بني سلمة: عمير بن الحمام. «2» ومن بني حبيب بن عبد الحارثة بن مالك بن غضب بن جشم: رافع بن المعلى «2» . ومن بني النجار: حارثة ابن سراقة بن الحارث. [ومن بني غنم بن مالك بن النجار: عوف] «3» ومعوذ [ابنا الحارث بن رفاعة بن سواد وهما] «4» ابنا عفراء.
فجميع من استشهد من بني «5» قريش والأنصار أربعة عشر رجلا.
وقتل علي بن أبي طالب في ذلك اليوم الوليد بن عتبة بن ربيعة، وقتل طعيمة ابن عدي بن نوفل «6» أخا طعمة «6» ، فلما علاه بالسنة «7» قال: والله! لا تخلصنا في الله بعد اليوم أبدا؛ وشارك حمزة في قتل عتبة بن ربيعة، وقتل عامر بن عبد الله الأنماري حليف بني عبد شمس، وقتل النضر بن الحارث بن كلدة أحد بني عبد مناف، وقتل العاص بن سعيد بن العاص بن أمية، وقتل عمر بن الخطاب خاله العاص بن هشام بن المغيرة.
فجميع من قتل من المشركين في ذلك اليوم أربعة وسبعون رجلا وأسر مثل ذلك.
ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يلتمس أبو جهل «8» فسمع معاذ بن عمرو بن
__________
(1- 1) من السيرة، وفي ف: مسحم- خطأ.
(2- 2) من السيرة، وفي ف: ومن بني عصم بن حيثم بن الخزرج رافع بن المعلى ومن بني حبيب بن عبد بن حارثة بن ملك- كذا.
(3) العبارة المحجوزة زيدت من السيرة، وفي ف: ومعاذ- مكان: عوف.
(4) زيد من السيرة.
(5) كذا في ف، وليس في السيرة.
(6- 6) كذا في ف، وليس في السيرة.
(7) في ف: بالسبة- كذا.
(8) في ف: أبا جهل.

(1/175)


الجموح وهو يطلبه جماعة من المشركين يقولون: أبا «1» الحكم! لا «2» يصلون إليك «3» ، فلما سمعها علم أنه أبو جهل، جعله من شأنه وقصد «4» نحوه، فلما أمكن منه حمل عليه وضربه ضربة فقطع قدمه بنصف ساقه، وكان عكرمة بن أبي جهل ابنه معه فحمل على معاذ، فضربه ضربة على عاتقه طرح يده فتعلقت بجلدة «5» من جنبه وترك أبا جهل، وأجهضه «6» القتال فقاتل عامة يومه وإنه يسحب «7» يده خلفه «8» بجلدة منه، فلما آذته وضع عليها قدمه حتى طرحها؛ وعاش بعدها بلا يد حتى كان زمن عثمان. ومر معوذ بن عفراء بأبي جهل وهو مطروح فضربه حتى أثر «9» فيه وتركه وبه رمق.
ثم مر عبد الله بن مسعود فوجده بآخر رمق فعرفه فوضع رجله على عاتقه «10» ثم قال: أخزاك الله «11» «12» يا عدو «12» الله! قال: وبماذا أخزاني «13» هل إلا «13» رجل قتلتموه! أخبرني لمن الدائرة [اليوم] «14» ؟ فقال ابن مسعود: لله ولرسوله، ولما رآه أبو جهل قد وطي عنقه «15» قال له: لقد ارتقيت يا رويعى الغنم مرتقى صعبا! فاحتز
__________
(1) في السيرة 2/ 71: أبو.
(2) في الأصل: ألا- كذا.
(3) كذا في ف، وفي السيرة: لا يخلص إليه، وفي الكامل: لا يخلص إلى أبي الحكم.
(4) وقع في ف: قصر- مصحفا، وفي سيرة ابن هشام: فصمدت.
(5) في الأصل «بجلده» .
(6) من السيرة، وفي ف «أكهضه» خطأ.
(7) من السيرة، وفي ف «سيصحب» خطأ.
(8) في ف «حلفه» خطأ.
(9) في السيرة 2/ 72 «أثبته» .
(10) في السيرة «عنقه» .
(11) زيد في الأصل «لك» ولم تكن الزيادة في السيرة فحذفناها.
(12- 12) من السيرة، وفي ف «لعدو» خطأ.
(13- 13) في السيرة والكامل «أعمد من» .
(14) زيد من الكامل والسيرة.
(15) في ف «عتقه» خطأ.

(1/176)


عبد الله رأسه ثم جاء به فقال: يا رسول الله! هذا رأس عدو الله أبي جهل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «آلله الذي لا إله غيره» ؟ فقال ابن مسعود: نعم، والله الذي لا إله غيره! فحمد الله رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك: وكان عبد الرحمن بن عوف صديقا لأمية ابن خلف بمكة: أرغبت عن اسم سماك أبوك؟ فيقول: نعم، فيقول أمية: فإني لا أعرف الرحمن «1» ، فاجعل بيني وبينك [شيئا] «2» أدعوك [به] «2» ، أما أنت فلا تجيبني باسمك الأول وأما أنا فلا أدعوك بما لا أعرف، فقال له عبد الرحمن: قل ما شئت، قال: فأنت عبد الإله، فكان يسميه بمكة عبد الإله، فمر به عبد الرحمن بن عوف في المعركة وهو واقف ومعه ابنه، ومع عبد أدرع يحملها، فلما رآه أمية بن خلف قال: عبد عمرو! فلم يجبه عبد الرحمن، قال: يا عبد الإله! فقال: نعم، فقال: أنا خير لك من هذه الأدرع التي معك، فقال عبد الرحمن: «3» نعم والله «3» «4» هو الله «4» إذا «5» ! فطرح عبد الرحمن الأدرع وأخذ بيده ويد ابنه، فقال له أمية بن خلف: يا عبد الإله! من الرجل منكم «6» المعلم بريشة نعامة في صدره؟ قال: ذلك حمزة بن عبد المطلب، فقال: ذلك «7» الذي فعل بنا الأفاعيل، فبينما عبد الرحمن يقودهما «8» إذ رآهما بلال فقال: رأس الكفر أمية بن خلف! لا نجوت إن نجا! فقال عبد الرحمن: «9» أي بلال! أسيرى «9» ، فقال: لا نجوت إن نجا! فقال عبد الرحمن:
أتسمع يا ابن السوداء قال: لا نجوت إن نجا! ثم صرخ بأعلى صوته: يا أنصار
__________
(1) وكان اسمه عبد عمرو قبل الإسلام، فتسمى حين أسلم عبد الرحمن- كذا في الكامل والسيرة 2/ 70.
(2) زيد من السيرة.
(3- 3) كذا في السيرة والكامل، وفي ف «نعم الله» .
(4- 4) كذا في ف، وليس في السيرة والكامل.
(5) زيد في السيرة «قال» .
(6) زيد في ف «و» خطأ، ولم تكن الزيادة في السيرة والكامل فحذفناها.
(7) في السيرة «ذاك» .
(8) في ف «يعودهما» خطأ.
(9- 9) من السيرة والكامل، ووقع في ف «أبي بلال أبا سيدي» مصحفا.

(1/177)


الله! رأس الكفر أمية بن خلف! لا نجوت إن نجا! فأحاط به المسلمون وعبد الرحمن يذب «1» عنه، فخالف «2» رجل بالسيف فضرب رجل ابنه فوقع، فقال عبد الرحمن: انج بنفسك، فو الله ما أغنى عنك شيئا! فعلاهم المسلمون بأسيافهم حتى فرغوا «3» منهما، فكان عبد الرحمن يقول بعد ذلك «4» : يرحم الله بلالا «5» ! اذهب أدرعي وفجعني بأسيري. وأسر أبو اليسر كعب بن عمرو العباس بن عبد المطلب وأوثقه، فبات رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الليلة ساهرا، فقيل له «6» فقال: سمعت حنين العباس في وثاقه، فأطلق «7» من وثاقه، فقال المسلمون: يا رسول الله! عليك بالعير ليس دونها شيء، فناداه وهو أسير: لا يصلح! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
« «8» ولم «8» ؟ قال: لأن الله وعدك إحدى الطائفتين وقد أعطاك ما وعدك» .
ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم للمسلمين: «ما تقولون في هؤلاء الأسرى» ؟ فقال أبو بكر:
يا رسول الله! قومك وأهلك «9» استبقهم واستأنهم «10» ، لعل الله أن يتوب عليهم؛ وقال عمر: كذبوك وأخرجوك قدمهم «11» قدمهم «12» فاضرب «13» أعناقهم! قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن مثلك يا أبا بكر مثل إبراهيم قال: فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي الآية، «14»
__________
(1) في الأصل «ندب» خطأ.
(2) كذا في ف، وفي السيرة «فاخلف» .
(3) من السيرة 2/ 71، وفي الأصل «فزعوا» خطأ.
(4) في ف «فلك» خطأ.
(5) من الكامل والطبري، وفي ف «بلال» كذا.
(6) وفي الكامل «فقال له أصحابه: يا رسول الله! مالك لا تنام؟» .
(7) من الروض والطبري، وفي ف «فانطلق» كذا.
(8- 8) من الدر المنثور 3/ 169، وفي الأصل «لمه» كذا.
(9) كذا في الطبري، وفي الكامل «أصلك» كذا.
(10) من الطبري، وفي ف «استبتهم» كذا؛ واستأني في الأمر وبه: تنظر وترفق، الرجل: لم يعجله.
(11) من الطبري، وفي ف «فدمهم» .
(12) في ف «فدمهم» كذا، وليس في الطبري.
(13) في الطبري «فضرب» .
(14) سورة 14 آية 36.

(1/178)


وإن مثلك يا عمر مثل نوح قال: رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكافِرِينَ دَيَّاراً- الآية» «1» .
ثم نادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أسر أم حكيم فليخل «2» سبيلها فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمنها، وكان أسرها رجل من الأنصار وكتفها بذوابتها «3» ، فلما سمع منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم..... «4» .
ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقليب فطرح فيه جيف المشركين، ثم وقف عليهم فقال! يا أهل القليب! هل وجدتم ما وعد ربكم حقا؟ فإني وجدت ما وعدني ربي حقا! فقال المسلمون: يا رسول الله! [تنادى] «5» قوما قد ماتوا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لئن كنتم تسمعونها لقد سمعوها» «6» . ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرضهم ثلاثا.
وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بالفتح إلى أهل المدينة، فبعث عبد الله بن رواحة بشيرا إلى أهل العالية، وزيد بن حارثة إلى أهل السافلة؛ فقدم زيد المدينة والناس يسوون «7» على ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم رقية التي كانت تحت عثمان، فكان عثمان استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في التخلف عن بدر ليقيم على امرأته رقية وهي عليلة، فإذن
__________
(1) سورة 71 آية 26.
(2) في ف «فليخلي» .
(3) في الأصل «بدوابتها» كذا.
(4) كذا، والظاهرة أنه سقط من هنا بعض العبارة- ولأم حكيم ترجمة في الإصابة 8/ 225 وفيها «أم حكيم بنت حرام.. ذكر ابن حبيب أنها أسرت يوم بدر ثم أسلمت وبايعت- قلت: كذا ذكره ابن الأثير وقد تصحفت لفظة «بنت» من «ابن» وهي والدة حكيم بن حرام الصحابي المشهور وسيأتي ذكر قصتها في المبهمات إن شاء الله تعالى» .
(5) من كتاب المغازي للواقدي 1/ 192.
(6) في السيرة 2/ 74 «فقال المسلمون: يا رسول الله! أتنادي قوما قد جيفوا؟ قال: ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ولكنهم لا يستطيعون أن يجيبوني» .
(7) كذا وفي السيرة «فأتانا الخبر حين سوينا التراب على رقية» .

(1/179)


له رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك وضرب له بسهمه وحده، فلما فرغوا من دفنها «1» أتاهم الخبر بفتح الله المسلمين، فجاء أسامة بن زيد أباه، وهو واقف بالمصلى قد غشيه الناس وهو يقول: قتل عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وأبو الحكم بن هشام وزمعة ابن الأسود والعاص بن هشام، فقال: يا أبتاه! أحق هذا؟ فقال: نعم، يا بني! فقال المنافقون: ما هذا «2» إلا أباطيل «2» ، فلم يصدقوه؟ حتى جيء بهم مصفرين «3» مغللين.
وكان أول من قدم «4» مكة من قريش «4» بالخبر بمصابهم الحيسمان «5» بن «6» جابس بن «6» عبد الله المدلجي «7» ، فقيل «8» له: ما وراءك؟ فقال: قتل عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وأبو الحكم بن هشام وأمية بن خلف؛ فقال صفوان بن أمية ابن خلف: والله إن يعقل هذا بما يقول فسلوه «9» عني، فقال: ما فعل صفوان بن أمية؟ قال: «10» ها هو ذلك جالس «10» في الحجر! وقد والله رأيت أباه وأخاه حين قتلا «11» .
ثم قدم أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب مكة، وكان أبو لهب قد تخلف عن بدر وبعث مكانه العاص بن هشام، فلما رأى أبو لهب أبا سفيان بن الحارث
__________
(1) في الأصل «دقتها» .
(2- 2) في ف- الأباطيل» - كذا.
(3) في ف «مصفر بن» خطأ.
(4- 4) من السيرة، وفي الأصل «من مكة قريش» .
(5) التصحيح من الطبري والسيرة 2/ 78، وفي الأصل «الحيسبان» كذا.
(6- 6) ليس في السيرة والطبري.
(7) في السيرة والطبري «الخزاعي» .
(8) من الطبري، وفي ف «فقال» .
(9) من الطبري، وفي ف «فسألوه» كذا.
(10- 10) في الطبري «هو ذاك جالسا» وفي السيرة «ها هو ذاك جالسا» .
(11) من الطبري، وفي ف «قتل» .

(1/180)


مقبلا قال: هلم يا ابن أخي فعندك الخبر «1» ، فجلس إليه والناس قيام عليهما، فقال: يا ابن أخي! كيف كان أمر الناس؟ قال: لا شيء والله! إن هو إلا لقينا القوم فمنحناهم أكتافنا حتى قتلونا «2» كيف شاءوا وأسرونا كيف شاءوا، «3» وأيم الله «3» مع ذلك ما لمت الناس لأنا لقينا رجالا بيضا «4» على خيل بلق بين السماء والأرض، والله لا يقوم له شيء! فعاش أبو لهب بعد هذا الخبر سبعة أيام ورماه الله بالعدسة «5» فمات فدفنوه بأعلى مكة، وكانت قريش لا تبكي «6» على قتلاها مخافة أن يبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فيشمتوا بهم.
ولما وقع بأيدي المسلمين ما وقع من المشركين اختلفوا فكانوا ثلاثا: «7» فقال الذين جمعوا المتاع: قد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم نفل «7» كل امرىء ما أصاب، وقال
__________
(1) في ف «الخير» خطأ، وفي السيرة «هلم إلي فعندك لعمري الخبر» .
(2) في السيرة «يقتلوننا» .
(3- 3) من السيرة وفي ف «ذلك أن» .
(4) من الطبري، وفي ف «بيضاء» خطأ.
(5) من الطبري، وفي ف «بالعديسة» كذا.
(6) في ف «تبكي» خطأ.
(7) كذا، وقد ذكر السيوطي في الدر المنثور 3/ 159 أقوالا مختلفة في تفسير آية يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ وفيه «أخرج أحمد وعبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ وابن مردويه والحاكم والبيهقي في سننه عن أبي أمامة قال: سألت عبادة بن الصامت عن الأنفال فقال: فينا- أصحاب بدر- نزلت حين اختلفنا في النفل، فساءت فيه أخلاقنا، فانتزعه الله من أيدينا وجعله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقسمه رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المسلمين عن براء- يقول: عن سواء» . وبإسناده عن عبادة بن الصامت قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فشهدت معه بدرا فالتقى الناس فهزم الله العدو فانطلقت طائفة في آثارهم منهزمون يقتلون، وأكبت طائفة على العسكر يحوزونه ويجمعونه، وأحدقت طائفة برسول الله صلى الله عليه وسلم لا يصيب العدو منه غرة، حتى إذا كان الليل وفاء الناس بعضهم إلى بعض قال الذين جمعوا الغنائم: نحن حويناها وجمعناها فليس لأحد فيها نصيب، وقال الذي خرجوا في طلب العدو: لست بأحق بها منا، نحن نفينا عنها العدو وهزمناهم، وقال الذين أحدقوا برسول الله صلى الله عليه وسلم: لستم بأحق بها منا، نحن أحدقنا برسول الله صلى الله عليه وسلم وخفنا أن يصيب العدو منه غرة واشتغلنا به؛ فنزلت يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ ... وعن ابن عباس قال: لما كان يوم بدر قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من قتل قتيلا فله كذا وكذا،

(1/181)


الذين كانوا يطلبون العدو: والله! لولا نحن «1» ما أصبتموه، ونحن شغلنا عنكم القوم حتى أصبتم ما أصبتم، وقال الحرس الذين «2» كانوا يحرسون رسول الله صلى الله عليه وسلم مخافة أن يخالف إليه العدو: والله! ما أنتم أحق به منا، لو أردنا أن نقبل «3» العدو حين منحونا أكتافهم وأن نأخذ المتاع حين لم يكن أحد دونه فعلنا! ولكنا خفنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كرة العدو فقمنا دونه، فما أنتم بأحق به منا! وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لهم: من صنع كذا فله كذا، فتنازعوا في ذلك شباب الرجال وبقيت الشيوخ تحت الرايات، فلما كان القائمون «4» جاؤا يطلبون الذي جعل لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال الشيوخ: لا تستأثروا علينا، فإنا كنا وراءكم وكنا تحت الرايات، ولو أنا «5» كشفنا لكشفتم «5» إلينا، فتنازعوا فأنزل الله تعالى يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ «6» - إلى آخر السورة، فانتزع الله ذلك من أيديهم وجعله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فولى رسول الله صلى الله عليه وسلم الغنائم عبد الله بن كعب المازني «7» .
ثم رحل رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدر بعد ثلاث يريد المدينة وحمل الأسارى معه، فلما انحدر من بدر إذا بطلحة بن عبيد الله وسعيد بن زيد قد أقبلا من الحوران،
__________
ومن أسر أسيرا فله كذا وكذا، فأما المشيخة فثبتوا تحت الرايات» ؛ وأما الشبان فتسارعوا إلى القتل والغنائم، فقالت المشيخة للشبان: أشركونا معكم فإنا كنا لكم ردا، ولو كان منكم شيء للجأتم إلينا، فاختصموا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فنزلت يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ.
(1) في الأصل «نقل» خطأ.
(2) في ف «الذي» كذا.
(3) في ف «لقبل» كذا.
(4) في ف «القايم» كذا.
(5- 5) أي لو انهزمنا انهزمتم ملتجئين إلينا، وفي ف «لكشفنا انكشفتم» كذا، وفي الدر المنثور 3/ 160 «ولو كان منكم شيء للجأتم إلينا» .
(6) سورة 8، آية 1.
(7) كذا، وفي الطبري: وجعل على النفل عبد الله بن كعب بن زيد بن عوف بن مبذول بن عمرو بن مازن بن النجار.

(1/182)


فضرب لهما النبي صلى الله عليه وسلم بسهميهما وأجرهما، فلما «1» بلغ النبي صلى الله عليه وسلم الصفراء «2» وبينهما وبين المدينة ثلاث ليال أمر بقتل النضر بن الحارث وكان أسيرا، قتله علي بن أبي طالب، فلما بلغ عرق الظبية «3» قتل عتبة بن أبي معيط «4» فقال عتبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم:
من «5» للصبية يا محمد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «النار» .
ثم قسم الغنائم بين الناس بالصفراء، وبين الصفراء وبين بدر سبعة عشر ميلا، قسمها «6» على من حضر بدرا وأخذ سهمه مع المسلمين.
ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم «7» أقبل إلى المدينة «7» قبل الأسارى بيوم ثم قدم بالأسارى يوم الثاني، فلما بلغوا الروحاء لقيهم المسلمون يهنؤونهم «8» بفتح الله عليهم، فقال سلمة بن سلامة «9» بن وقش «10» : ما الذي تهنئون «11» به! والله إن لقينا إلا عجائز صلعا كالبدن المعلقة ننحرها «12» ! فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: «يا ابن أخي! أولئك الملأ من قريش» .
__________
(1) في الأصل «فما» خطأ، وفي السيرة «حتى إذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصفراء» .
(2) في معجم البلدان «من ناحية المدينة وهو واد كثير النخل والزرع والخير في طريق الحاج، وسلكه صلى الله عليه وسلم غير مرة وبينه وبين بدر مرحلة» .
(3) من الطبري والسيرة 2/ 77، وفي ف «الطيبة» خطأ.
(4) زيد في الطبري «فقتله عاصم بن ثابت» .
(5) في الطبري «فمن» .
(6) وفي الطبري «فقسم هنا لك النفل الذي أفاء الله على المسلمين من المشركين على السواء واستقى له من ماء يقال له الأرواق» .
(7- 7) من الطبري، وفي ف «قبل والمدينة» .
(8) من الطبري، وفي ف «يهنونهم» خطأ.
(9) من الطبري، وفي ف «سلمة» خطأ.
(10) من الطبري، وفي ف «وفش» خطأ.
(11) من الطبري، وفي ف «تهنونا» .
(12) في الطبري «فنحرناها» .

(1/183)


ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للعباس بن عبد المطلب: افد «1» نفسك وبني أخيك عقيل بن أبي طالب ونوفل بن الحارث، وحليفك عتبة بن عمر «2» أحد بني الحارث ابن فهر، فإنك ذو «3» مال؛ فقال يا رسول الله! إني كنت مسلما ولكن القوم استكرهوني «4» ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الله أعلم بإسلامك، إن يكن ما تذكر [حقا] «5» فالله يجزيك بذلك، فأما «6» ظاهر أمرك فكان علينا فافد نفسك، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ منه عشرين أوقية من ذهب» ، فقال العباس: يا رسول الله! «7» فاحسبها من فدائي «7» ، قال:
«لا، ذلك شيء «8» أعطانا الله «8» منك» ، فقال العباس: فإنه ليس لي مال، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فأين المال الذي وضعته بمكة حين خرجت عند أم الفضل بنت الحارث فليس معكما أحد فقلت لها: إن أصبت «9» في سفري فللفضل كذا ولقثم كذا ولعبد الله كذا» ؟
قال: فو الذي بعثك بالحق! ما علم بهذا أحد من الناس غيري وغيرها، وإني لأعلم أنك رسول الله «10» .
ثم بعث قريش في فك الأسارى جبير بن مطعم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقتل النبي صلى الله عليه وسلم من قتل منهم وفادى من فادى منهم، ومن لم يكن له مال من «11» عليهم، وفادى من كان من العرب فيهم بأربعين أوقية، من كان منهم من الموالي بعشرين أوقية في غزوة بدر، ونزلت لَوْلا كِتابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ- إلى قوله: فَكُلُوا مِمَّا
__________
(1) في الأصل «أفدى» .
(2) التصحيح من الدر المنثور 3/ 204، وفي الأصل «عجرد» خطأ.
(3) في ف «ذوا» خطأ.
(4) من الطبري، وفي ف «استنكروني» .
(5) زيد من الطبري، وقد سقط من ف.
(6) من الطبري 2/ 290، وفي ف «فلما» .
(7- 7) كذا، وفي الطبري «احسبها لي فدائي» .
(8- 8) من الطبري، وفي ف «أعطانا الله» .
(9) من الطبري، وفي ف «صبت» خطأ.
(10) زيد في الطبري «ففدى العباس نفسه وابني أخيه وحليفه» .
(11) في ف «عن» خطأ.

(1/184)


غَنِمْتُمْ حَلالًا طَيِّباً «1» . فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لم تحل الغنائم لقوم سود الرءوس من قبلكم، وذلك أن الله جل وعلا رأى ضعفكم فطيبها لكم، وكانت الغنائم فيما قبل تنضد فتجيء النار فتأكلها.

ذكر عدد وتسمية من شهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا الحسن بن سفيان أنبأنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا يزيد بن هارون أنا حماد بن سلمة عن عاصم بن أبي النجود عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله أطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم» «2» .
قال: شهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من المهاجرين والأنصار ثلاثمائة وثلاثة «3» عشر نفسا- عدد أصحاب طالوت الذين جاوزوا معه النهر- وإني ذاكر ما يحضرني من أساميهم على قبائلهم، لكيلا يبعد على سالك سبيل العلم الوقوف على أساميهم إن وقفه الله لذلك.
فنبدأ من ذلك من شهد منهم بدرا من قريش، ثم من بني هاشم ومن بني المطلب ابنى «4» عبد مناف: حمزة بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلي بن أبي طالب بن عبد المطلب، وزيد بن حارثة بن شرحبيل «5» بن كعب بن عبد العزى بن يزيد بن امرىء القيس الكلبي، وأنسة «6»
__________
(1) سورة 8 آية 68، 69.
(2) وقد أخرجه الترمذي في جامعه 2/ 406 في تفسير سورة الممتحنة.
(3) في ف «ثلاث» كذا.
(4) في ف «ابنا» كذا.
(5) من السيرة والطبري، وفي ف «شراحيل» .
(6) من السيرة 2/ 93، وفي ف «أنيسة» كذا.

(1/185)


مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو كبشة «1» مولى رسول الله، وأبو مرثد كناز «2» بن حصين «3» ابن يربوع بن عمرو بن يربوع بن خرشة «4» بن سعد بن ظريف «5» بن جلان «6» بن غنم بن غني بن يعصر «7» [بن] «8» سعد بن قيس «9» بن عيلان «10» بن مضر، وابنه مرثد بن أبي مرثد حليفا حمزة «11» بن عبد المطلب، [و] «8» حصين بن الحارث بن المطلب، ومسطح بن أثاثة «12» بن المطلب، ومن بني تيم «13» بن مرة بن كعب: أبو بكر الصديق واسمه عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم «14» بن مرة، وبلال بن رباح «15» مولى أبي بكر، وعامر بن فهيرة مولى أبي بكر، وطلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة، لم يحضر بدرا، كان النبي صلى الله عليه وسلم بعثه لتجسس «16» الخبر، فوافاهم وقد فرغ النبي صلى الله عليه وسلم من بدر؛ وضرب له بسهمه.
__________
(1) قال ابن هشام «انسة حبشي، وأبو كبشة فارسي» .
(2) من السيرة، وفي ف «كنان» .
(3) هكذا في ف، وقال ابن هشام: كناز بن حصين، وفي السيرة برواية ابن إسحاق: كناز بن حصن
(4) من السيرة، وفي ف «حرشة» خطأ.
(5) من السيرة، وفي ف «طريف» .
(6) من السيرة، وفي ف «حلان» خطأ.
(7) من السيرة، وفي ف «يفيص» خطأ.
(8) زيد من السيرة.
(9) من السيرة، وفي ف «قبيس» .
(10) من السيرة، وفي ف «غيلان» .
(11) من السيرة، وفي ف «لحمزة» .
(12) زاد ابن هشام «بن عباد» .
(13) من الإصابة، وفي الأصل «تميم» .
(14) من الإصابة، وفي ف «نعيم» خطأ.
(15) من الإصابة، وفي ف «رباج» خطأ.
(16) في ف «لتجسيس» .

(1/186)


ومن بني عدي بن كعب بن لؤي: عمر بن الخطاب بن نفيل «1» بن عبد العزى ابن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح «2» بن عدي بن كعب بن لؤي، وأخوه زيد بن الخطاب بن نفيل، ومهجع مولى عمر بن الخطاب وهو أول قتيل قتل ببدر، وعامر ابن ربيعة، وعمرو بن سراقة بن المعتمر بن أنس بن أذاة «3» بن رباح بن عدي بن كعب، وأخوه عبد الله بن سراقة، وواقد بن عبد الله بن عبد مناف بن عرين بن ثعلبة ابن يربوع بن «4» حنظلة بن زيد مناة بن تميم، وخولى «5» بن أبي خولى، وعاقل بن البكير، وإياس بن البكير، وخالد بن البكير بن عبد ياليل بن ناشب بن غيرة بن سعد بن ليث، وسعيد بن زيد بن عمرو وبن نفيل بن عبد العزى بن رياح «6» بن عبد الله بن قرط بن رياح [بن رزاح] «7» بن عدي بن كعب بن لؤي، لم يحضر بدرا، كان مع طلحة، بعثهما رسول الله صلى الله عليه وسلم يتجسسان خبر العير فوافيا، وقد فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدر فضرب لهما بسهميهما وأجرهما.
ومن بني عبد شمس بن عبد مناف: عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية ابن عبد شمس بن عبد مناف، تخلف بالمدينة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم على امرأته رقية، وكانت عليلة، أذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك، وضرب له بسهمه وأجره؛ وأبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس.
ومن حلفائهم: عبد الله بن جحش بن رئاب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كبير «8» بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة، وعكاشة بن محصن بن حرثان بن
__________
(1) في ف «نقيل» خطأ.
(2) من الإصابة، وفي الأصل «رباح» .
(3) من السيرة، وفي ف «أخاه» كذا.
(4) من السيرة، وفي ف «و» .
(5) زيد في السيرة «ومالك بن أبي خولى حليفان لهم» .
(6) من الإصابة، وفي الأصل «رباح» .
(7) من السيرة.
(8) من السيرة، وفي ف «كبش» .

(1/187)


قيس بن مرة بن كبير «1» بن غنم، [وشجاع بن وهب بن ربيعة] «2» ، وأخوه «3» عقبة بن وهب «3» بن ربيعة، ويزيد بن رقيش «4» بن رئاب «5» بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كبير «6» بن غنم، وأبو سنان أخو عكاشة بن محصن بن حرثان، وابنه «7» سنان بن أبي سنان، ومحرز بن نضلة «8» بن عبد الله بن مرة بن كبير بن غنم، وربيعة بن أكثم «9» ابن عمرو بن بكير «10» بن عامر «11» بن غنم، ومالك «12» بن عمرو.
ومن بني زهرة بن كلاب: عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف بن الحارث ابن زهرة بن كلاب، وسعد بن أبي وقاص «13» بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب، وعمير بن أبي وقاص بن أهيب أخو سعد.
ومن حلفائهم المقداد «14» بن عمرو بن ثعلبة بن مالك بن ربيعة بن ثمامة بن مطرود بن عمرو «15» بن سعد بن «15» زهير بن ثور «16» بن ثعلبة بن مالك بن الشريد،
__________
(1) من السيرة، وفي ف «كثير» .
(2) زيد من السيرة 2/ 95.
(3- 3) من السيرة، وفي ف «عتبة بن عمرو» .
(4) من السيرة، وفي ف وجمهرة أنساب العرب، ص: 181 «قيس» كذا.
(5) في ف «رباب» خطأ.
(6) من السيرة، وفي ف «كبش» .
(7) من السيرة، وفي ف «ابن» .
(8) من السيرة، وفي ف «فضلة» .
(9) من السيرة، وفي ف «أكتم» ، وزيد في السيرة: بن سخبرة.
(10) في السيرة «لكيز» .
(11) زيد في ف «بن كثير» .
(12) في ف «فهد» كذا. والتصحيح من السيرة، وفيه «ومن حلفاء بني كبير بن غنم ... ثقف بن عمرو وأخواه مالك بن عمرو ومدلج بن عمرو» - انظر المغازي 1/ 154.
(13) زيد في السيرة «وأبو وقاص مالك بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة» .
(14) من السيرة، وفي ف «المقدام» .
(15- 15) في ف «و» والتصحيح من السيرة.
(16) من السيرة، وفي ف «لؤي» .

(1/188)


ومسعود بن ربيعة بن عمرو بن سعد بن عبد العزى «1» بن حمالة بن غالب بن محلم ابن عائذة «2» بن الهون بن خزيمة من «3» القارة، وذو الشمالين «4» بن عبد عمرو ابن نضلة «5» بن غبشان «6» بن سليم بن مالك بن أفصى «7» بن حارثة بن عمرو بن عامر بن خزاعة، وعبد الله بن مسعود بن الحارث بن شمخ بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل «8» بن الحارث بن سعد بن هذيل «9» ، وخباب بن الأرت «10» ، وصهيب «11» بن سنان بن عبد عمرو بن الطفيل بن عامر بن جندلة «12» .
ومن بني أسد بن عبد العزى بن قصي: الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي، وحاطب بن أبي بلتعة، وسعد مولى حاطب «13» .
ومن بني نوفل بن عبد مناف: عتبة بن غزوان بن جابر بن وهب بن نسيب بن مالك بن الحارث بن مازن بن منصور بن عكرمة، وخباب مولى عتبة بن غزوان.
ومن بني عبد الدار بن قصي: مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن
__________
(1) من السيرة، وفي ف «عبد العزيز» .
(2) من السيرة، وفي ف «عائد» .
(3) من السيرة، وفي الأصل «بن» .
(4) واسمع «عمير» في ف «ذا لشمالين» كذا.
(5) من السيرة، وفي ف «نضرة» .
(6) من السيرة، وفي ف «عيشان» .
(7) من السيرة، وفي ف «أقصى» .
(8) من السيرة، وفي ف «كاهلة» ، وقع هنا في ف بياض بقدر كلمة، وليس في السيرة.
(9) من السيرة، وفي ف «هدبل» .
(10) في ف «الأرث» ، وزيد في السيرة «ثمانية نفر» .
(11) قال ابن هشام «وصهيب مولى عبد الله بن جدعان بن عمرو، ويقال إنه رومي، إنما كان أسيرا في الروم فاشترى منهم، وجاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم صهيب سابق الروم» ، وفيه «قال ابن إسحاق: صهيب بن سنان من النمر بن قاسط» انظر الإصابة.
(12) من الإصابة 4/ 254، وفي الأصل «صيدلة» .
(13) زيد في السيرة «ثلاثة نفر» .

(1/189)


عبد الدار بن قصي، وكان صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر قتل يوم أحد، وسويبط بن سعد بن حرملة «1» بن مالك بن عميله بن السباق «2» بن عبد الدار بن قصي «3» .
ومن بني مخزوم بن يقظة: أبو سلمة «4» بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، وشماس بن عثمان بن الشريد بن هرمي «5» بن عامر بن مخزوم، والأرقم بن أبي الأرقم واسم أبي الأرقم عبد مناف بن أسد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، وعمار بن ياسر، ومعتب بن عوف بن عامر بن الفضل بن عفيف.
ومن بني جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي: عثمان بن مظعون «6» ابن حبيب بن حذافة بن جمح، وقدامة بن مظعون «6» ، وعبد الله [بن] «7» مظعون «6» ابن حبيب «8» ، ومعمر بن الحارث بن معمر بن حبيب بن وهب.
ومن بني سهم بن عمرو بن هصيص: خنيس «9» بن [حذافة بن] «7» قيس بن عدي بن سعد «10» بن سهم.
ومن بني عامر بن لؤي: «11» ابن غالب بن مالك بن حسل «11» ، وعبد الله بن
__________
(1) من المغازي 1/ 155 والجمهرة ص: 117؛ وفي ف «خزيمة» ؛ وفي السيرة: حريملة.
(2) من السيرة وفي ف «السياق» .
(3) زيد في السيرة «رجلان» .
(4) واسم أبي سلمة عبد الله.
(5) من السيرة والإصابة، وفي ف «هرم» .
(6) من السيرة، وفي ف «مطعون» خطأ.
(7) زيد من الإصابة.
(8) التصحيح من الإصابة، وفي ف «أخيم» كذا.
(9) من الإصابة، وفي ف «حنبس» كذا.
(10) هكذا في ف والإصابة، وفي السيرة «سعيد» .
(11- 11) كذا، وفي السيرة 2/ 95: قال ابن إسحاق «ومن بني عامر بن لؤي ثم من بني مالك بن حسل بن عامر: أبو سبرة بن أبي رهم بن عبد العزى بن أبي قيس بن عبدود بن نصر بن مالك بن حسل، وفي ف «حسيل» مكان «حسل» .

(1/190)


مخرمة بن عبد العزى بن أبي القيس بن عبدود بن نصر «1» بن مالك بن حسل، وعبد الله بن سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبدود، وعمير «2» بن عوف مولى «3» سهيل ابن عمرو، وسعد بن خولة «4» حليف له «5» .
ومن بني الحارث بن فهر: أبو عبيدة بن الجراح واسمه عامر بن عبد الله بن الجراح بن هلال بن أهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر، [وعمرو بن الحارث بن زهير بن أبي شداد بن ربيعة بن هلال بن أهيب بن ضبة بن الحارث، وسهيل بن وهب بن ربيعة بن هلال بن أهيب بن ضبة بن الحارث، وأخوه صفوان بن وهب] «6» وهما ابنا بيضاء أمهما، وعمرو بن أبي سرح بن ربيعة بن هلال بن أهيب «5» .
فجميع من شهد بدرا من المهاجرين «7» ومن ضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهمه وأجره من قريش ثلاثة وثمانون رجلا.
وممن شهد بدرا «8» من الأنصار ثم «9» من بني عبد الأشهل بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس «10» : سعد بن معاذ بن النعمان ابن امرىء القيس بن [زيد بن] «11» عبد الأشهل، وعمرو بن معاذ بن النعمان بن
__________
(1) من السيرة والإصابة، في ف «نضر» كذا.
(2) من السيرة، وفي ف «عمرو» خطأ.
(3) من السيرة، وفي ف «ابن» خطأ.
(4) من السيرة والإصابة، وفي ف «حوله» خطأ.
(5) زيد في السيرة «خمسة نفر» .
(6) زيد ما بين الحاجزين من السيرة، وقد سقط من ف.
(7) من السيرة، وفي ف «المسلمين» .
(8) في ف «بدر» كذا.
(9) كذا في ف، وفي السيرة «قال ابن إسحاق وشهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من المسلمين ثم من الأنصار ثم من الأوس بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر ثم من بني عبد الأشهل..»
(10) من السيرة، وفي ف «أوس» .
(11) من السيرة والإصابة؛ وفي جمهرة أنساب العرب، ص: 319 «يزيد بن» .

(1/191)


امرىء القيس أخوه، والحارث بن أوس بن معاذ بن النعمان، والحارث بن أنس ابن رافع بن امرىء القيس، وسعد بن زيد بن مالك بن كعب بن عبد الأشهل، وسلمة بن سلامة بن وقش «1» بن زغبة «2» بن زعوراء «3» بن عبد الأشهل، وعباد بن بشر «4» بن وقش، «5» وسلمة بن ثابت «5» بن وقش، ورافع بن يزيد بن [كرز بن] «6» السكن بن زعوراء «3» بن عبد الأشهل، والحارث بن خزمة «7» بن عدي بن أبي غنم ابن سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الحارث بن الخزرج، ومحمد بن مسلمة ابن خالد بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث «8» حليف لهم، وسلمة بن أسلم ابن حريش بن عدي بن مجدعة حليف لهم، وأبو الهيثم بن التيهان اسمه مالك، وعبيد بن التيهان حليف لهم، وعبد الله بن سهل «9» .
ومن بني سواد «10» بن كعب: قتادة بن النعمان بن زيد بن عامر، وعبيد بن أوس بن مالك بن سواد «10» .
«11» ومن بني رزاح «11» بن كعب «12» : نصر «13» بن الحارث، وعبد الله بن
__________
(1) من السيرة، في ف «وقس» خطأ.
(2) من الإصابة والقاموس (وقش) وفي ف «رغبة» ، وفي السيرة «زعبة» .
(3) من السيرة، وفي ف «زعور» .
(4) من السيرة، وفي ف «شر» .
(5- 5) من السيرة والجمهرة وكتاب المغازي للواقدي 1/ 158؛ وفي ف «سلامة بن سعد» .
(6) زيد من السيرة والمغازي.
(7) من السيرة والمغازي؛ وفي ف «خزيمة» .
(8) زيد في ف «بن» خطأ.
(9) من السيرة والمغازي؛ وفي ف «سهيل» .
(10) من السيرة والمغازي؛ وفي ف «سوادة» .
(11- 11) من السيرة والمغازي، وفي ف «رياح» .
(12) زيد في ف «بن» خطأ.
(13) من السيرة والمغازي، وفي ف «نمير» .

(1/192)


طارق، ومعتب بن عبيد «1» حليفان لهم.
ومن بني حارثة بن الحارث بن الخزرج [بن] «2» عمرو بن مالك بن الأوس «3» : مسعود بن سعد بن عامر بن عدي بن جشم بن مجدعة بن حارثة بن الحارث، وأبو عبس اسمه عبد الرحمن بن جبر «4» بن عمرو بن [زيد بن] «2» جشم ابن [مجدعة بن] «2» حارثة بن الحارث، وأبو بردة بن نيار واسمه هانىء حليف لهم.
ومن بني عمرو بن عوف ثم من بني ضبيعة «5» بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف «6» : عاصم بن ثابت بن «7» أبي الأقلح «7» - وأبو الأقلح «8» قيس- بن عصمة بن مالك بن أمية «9» بن ضبيعة «5» ، ومعتب بن قشير بن مليل «10» بن زيد بن العطاف «11» ، وعمرو بن معبد بن الأزعر بن زيد بن العطاف «11» ، وسهل بن حنيف ابن واهب بن العكيم «12» بن ثعلبة بن مجدعة بن الحارث بن عمرو.
ومن بني أمية بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف: مبشر بن عبد
__________
(1) من السيرة والمغازي؛ وفي ف «عبده» .
(2) من السيرة والمغازي.
(3) من السيرة والمغازي؛ وفي ف «أوس» .
(4) من السيرة والمغازي؛ وفي ف «جمر» كذا.
(5) من السيرة والمغازي 1/ 159؛ وفي ف «صنبعة» خطأ.
(6) زيد في ف «بن» خطأ.
(7- 7) في ف «الأفلح» .
(8) من السيرة والمغازي، وفي ف «أبو الأفلح» .
(9) في السيرة «أمة» كذا.
(10) من السيرة والمغازي؛ وفي ف «هليل» .
(11) من السيرة، وفي ف «العكاف» كذا.
(12) في المغازي «عمير» .

(1/193)


المنذر بن زنبر «1» ، وسعد بن عبيد بن النعمان بن قيس بن عمرو بن زيد بن أمية، وعويم «2» بن ساعدة بن «3» عائش بن قيس «3» ، ورافع بن عنجدة «4» ، وعبيد «5» بن أبي عبيد «5» ، وثعلبة بن حاطب «6» ، وقد قيل إن أبا لبابة بن عبد المنذر والحارث بن حاطب شهدا بدرا.
ومن بني عبيد بن زيد بن مالك: أنيس بن قتادة بن ربيعة بن خالد بن الحارث بن عبيد، وسالم مولى بنت يعار «7» وهو الذي يقال له سالم مولى أبي حذيفة بن عتبة، وكانت بنت يعار «7» تحت أبي حذيفة بن عتبة.
ومن حلفائهم: معن بن عدي بن الجد «8» بن عجلان، وربعي بن رافع بن «9» زيد بن حارثة بن الجد «9» بن عدي بن العجلان «10» ، وقد قيل: إن عاصم بن عدي ابن الجد «8» بن العجلان رده «11» النبي صلى الله عليه وسلم وضرب له بسهمه.
ومن بني ثعلبة بن عمرو بن عوف: عبد الله «12» بن جبير بن النعمان. وعاصم ابن قيس، وأبو ضياح «13» بن ثابت، وسالم بن عمير، والحارث بن النعمان بن أبي
__________
(1) من السيرة والمغازي والإصابة؛ وفي ف «الزبير» ، وفي جمهرة أنساب العرب ص 314 «زر» .
(2) في الجمهرة: عويمر.
(3- 3) من الإصابة وأنساب الأشراف للبلاذري 1/ 241؛ وفي ف «ضلفحة» كذا، وفي الجمهرة «عباس بن قيس» .
(4) من السيرة والمغازي، وفي ف «عنجد» .
(5- 5) ليس في السيرة والمغازي.
(6) وقع في ف «أبي حاطب» خطأ.
(7) التصحيح من الإصابة ج 3/ 56 والمغازي 1/ 160، وفي ف «يعار» بلا نقط.
(8) من السيرة والمغازي 1/ 160؛ وفي ف «الحرث» .
(9- 9) من السيرة؛ وفي ف «الحدث» .
(10) من السيرة؛ وفي ف «عجلان» .
(11) في ف «راه» .
(12) من السيرة والمغازي والإصابة، وفي ف «عبيد الله» .
(13) من السيرة والمغازي؛ وفي ف «أبو الصباح» خطأ.

(1/194)


خزمة «1» ، وخوات «2» بن جبير بن النعمان.
ومن بني جحجبي بن كلفة بن عوف بن عمرو بن عوف «3» : المنذر بن محمد ابن عقبة بن أحيحة بن الجلاح «4» بن الحريش «5» بن جحجبي، وأبو عقيل بن عبد الله بن ثعلبة بن بيحان «6» بن عامر بن الحارث بن مالك بن [عامر بن أنيف] «7» حليف له.
ومن بني غنم بن السلم بن [امرىء القيس بن] «7» مالك بن الأوس بن [حارثة] «8» : سعد بن خيثمة «9» ، والمنذر بن قدامة، ومالك بن قدامة، وابن «10» عرفجة، وتميم «3» مولى بني «11» غنم بن سلم.
ومن بني معاوية بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف: جابر بن عتيك بن الحارث بن قيس بن هيشة بن الحارث بن أمية بن معاوية، والنعمان بن عصر «12» حليف له من بلى «13» ، ومالك بن نميلة «14» حليف لهم.
__________
(1) في السيرة «أمية» ؛ وفي المغازي «أبي خذمة» .
(2) من السيرة والمغازي؛ وفي ف «حراث» خطأ.
(3) زيد في ف «بن» خطأ.
(4) في ف «الحلاح» بلا نقط.
(5) من السيرة والمغازي؛ وفي ف «الحرث» .
(6) من المغازي والطبقات لابن سعد 3/ 41؛ وفي ف والسيرة: «تيحان» .
(7) من السيرة والمغازي.
(8) من المغازي.
(9) من السيرة والمغازي؛ وفي ف «سلمة» .
(10) من السيرة والمغازي والطبقات 3/ 48، واسم ابن عرفجة «الحارث» ؛ وفي ف «أبو» خطأ.
(11) من السيرة والمغازي؛ وفي ف «بن» .
(12) من السيرة والمغازي؛ وفي ف «عمر» .
(13) من السيرة والمغازي؛ وفي ف «بني» .
(14) من السيرة والمغازي، وفي ف «غيلة» خطأ.

(1/195)


ومن بني الحارث بن الخزرج: عبد الله بن رواحة بن [ثعلبة بن] «1» امرىء القيس بن ثعلبة، وخارجة بن زيد بن أبي زهير بن مالك بن امرىء القيس، وخلاد ابن سويد بن ثعلبة بن عمرو بن حارثة بن امرىء القيس.
ومن بني زيد بن مالك بن ثعلبة: بشير بن سعد بن ثعلبة بن خلاس «2» بن زيد ابن مالك، وسبيع بن قيس بن عيشة بن مالك، وعبادة بن قيس، وسماك بن سعد، وعبد الله بن عبس «3»
، ويزيد بن الحارث ابن قيس و [هو الذي يقال له] «4» «5» ابن فسحم «5» .
ومن بني جشم بن الحارث: عبد الله بن زيد بن ثعلبة بن عبد [ربه] «6» بن زيد ابن الحارث بن الخزرج الذي رأى النداء في النوم، وأخوه حريث بن زيد بن ثعلبة، وخبيب بن إساف بن عنبة «7» بن عمرو بن خديج «8» بن عامر بن جشم، «9» وسفيان بن بشر «9» .
ومن بني جدارة «10» بن عوف بن الحارث بن الخزرج «11» : «12» زيد بن المري «12»
__________
(1) زيد من السيرة والمغازي والإصابة والطبقات 3/ 79.
(2) في ف والمغازي «جلاس» ؛ والتصحيح من السيرة والطبقات 3/ 83؛ وقال ابن هشام «ويقال جلاس وهو عندنا خطأ» ، وفي الإصابة «ضبطه الدارقطني بفتح الخاء المعجمة وتثقيل اللام» .
(3) كذا في السيرة؛ وفي المغازي والطبقات 3/ 88: عمير.
(4) زيد من السيرة، انظر المغازي والإصابة أيضا.
(5- 5) من السيرة والإصابة؛ ووقع في ف «يزيد من شحم» مصحفا.
(6) زيد من السيرة والمغازي.
(7) من المغازي 1/ 166 والإصابة، ولفظها «بكسر المهملة وفتح النون بعدها موحدة» ؛ وفي ف «عبيد» وفي السيرة «عتبة» .
(8) من السيرة والمغازي؛ وفي ف «مريح» خطأ.
(9- 9) من السيرة والمغازي، وفي ف «شقيق بن بسر» .
(10) من السيرة والمغازي؛ وفي ف «جرار» خطأ.
(11) زيد في ف «بن» خطأ.
(12- 12) في المغازي «يزيد بن المزين» .

(1/196)


ابن قيس بن عدي بن أمية بن جدارة «1» ، وتميم بن يعار «2» بن قيس بن [عدي بن] «3» أمية بن جدارة «1» ، وعبد الله بن عمير بن حارثة «4» .
ومن بني الأبحر بن عوف: عبد الله بن الربيع بن قيس بن عمرو «5» بن عباد ابن الأبجر.
ومن بني عوف بن الخزرج: عبد الله بن عبد الله بن أبي [بن] «3» مالك بن الحارث بن عبيد بن مالك، وأوس بن خولي بن عبد الله بن الحارث بن عبيد بن مالك.
ومن بني جزء «6» بن عدي بن مالك بن سالم «7» : زيد «8» بن وديعة بن «9» عمرو بن قيس بن جزء «6» ، ورفاعة بن عمرو بن زيد، وعقبة بن وهب بن كلدة، وعامر بن سلمة بن عامر حليفان لهم، ومعبد بن عباد بن قشعر «10» بن المقدم «11» بن سالم بن غنم ويكنى معبد أبا خميصة، وعامر بن البكير «12» حليفه.
ومن بني سالم بن عوف بن عمرو بن [عوف بن] «13» الخزرج: نوفل بن
__________
(1) من السيرة والمغازي؛ وفي ف «جدار» كذا.
(2) من السيرة والمغازي؛ وفي ف «تعار» خطأ.
(3) زيد من السيرة والمغازي.
(4) انظر الطبقات 3/ 88.
(5) من السيرة والإصابة، وفي ف «عمر» ، وفي الطبقات 3/ 89: عامر؛ وليس في المغازي.
(6) من السيرة والمغازي؛ وفي ف «حزم» كذا.
(7) من السيرة والمغازي؛ وفي ف «السلام» وزيد بعده «و» خطأ.
(8) من السيرة والمغازي والطبقات 3/ 91، وفي ف «يزيد» .
(9) من السيرة والمغازي؛ وفي ف «و» خطأ.
(10) من المغازي والطبقات 3/ 92؛ وفي ف «شير» ، وفي السيرة: قشير، وفيها «قال ابن هشام ... قشغر» ، وفي الإصابة «بشير» .
(11) كذا في السيرة، وفي رواية منها، وفي الطبقات والإصابة «الفدم» ، وفي المغازي «القدم» .
(12) كذا في السيرة؛ وفيها «قال ابن هشام: عامر بن العكير ويقال عاصم بن العكير» ؛ وفي المغازي 1/ 167 والطبقات 3/ 93: «عاصم بن العكير» .
(13) من السيرة والمغازي والطبقات 3/ 96.

(1/197)


عبد الله بن نضلة «1» بن مالك بن العجلان بن زيد بن غنم بن سالم، ومليل بن وبرة «2» ابن خالد بن العجلان بن زيد، و «3» عتبان «4» بن مالك بن عمرو بن العجلان، وعصمة بن الحصين بن «5» وبرة بن خالد «5» بن العجلان.
ومن بني قربوس «6» بن غنم: أمية بن لوذان بن سالم بن ثابت بن هزال بن عمرو «7» بن قربوس «8» .
ومن بني أصرم بن فهر [بن ثعلبة بن غنم بن سالم بن عوف: عبادة بن الصامت بن قيس بن أصرم، وأخوه أوس بن الصامت.
ومن بني دعد بن فهر بن ثعلبة بن غنم] «9» : النعمان بن مالك بن ثعلبة بن دعد «10» وهو من الذين يقال لهم القواقل «11» .
ومن بني مرضخة بن غنم بن [عوف] «12» : مالك بن الدخشم بن مالك بن [الدخشم بن] «13» مرضخة بن غنم.
__________
(1) من السيرة والمغازي والطبقات؛ وفي ف «ثعلبة» .
(2) من المغازي والطبقات 3/ 97، وفي ف «وقرة» ، وليس في السيرة.
(3) من المغازي، وفي ف «بن» خطأ.
(4) كذا في الطبقات 3/ 96 والإصابة، وفي المغازي «غسان» ، وليس في السيرة.
(5- 5) من المغازي والطبقات 3/ 97، وفي ف «وثرة بن خلاد» .
(6) من السيرة والإصابة، وفي ف «مربوش» ، وفي المغازي «قريوش» وفي رواية من السيرة «قريوس» .
(7) من السيرة والمغازي، وفي «عمر» .
(8) من السيرة والإصابة؛ وفي ف «مربوش» ، وفي المغازي «قريوش» ، وفي رواية من السيرة «قريوس» .
(9) العبارة المحجوزة سقطت من ف وزدناها من السيرة، انظر المغازي والطبقات 3/ 93، 94 أيضا.
(10) من السيرة والمغازي والطبقات 3/ 95، وفي ف «دعدع» - كذا.
(11) جمع قوقل بمعنى أرتق (القاموس المحيط 4/ 39) .
(12) زيد من الطبقات 3/ 96 والإصابةو جمهرة أنساب العرب 335: وفي السيرة «سالم» ؛ وفي المغازي «مالك» وفي الإصابة «مختلف في نسبته» .
(13) زيد من السيرة والطبقات.

(1/198)


ومن بني لوذان بن غنم: الربيع بن إياس بن عمرو بن غنم بن أمية بن لوذان، وورقة «1» بن إياس، وعمرو «2» بن إياس.
ومن حلفائهم: «3» المجذر بن زياد «3» بن عمرو بن زمزمة «4» بن عمرو بن عمارة «5» ، و «6» عباد بن الخشخاش «6» بن عمرو بن زمزمة «7» ، وعبد الله بن ثعلبة بن خزمة بن أصرم، ونحاب «8» بن ثعلبة بن خزمة «9» بن أصرم، وعتبة بن «10» ربيعة بن خالد «11» بن معاوية حليف لهم.
ومن بني ساعدة بن كعب بن الخزرج: أبو دجانة واسمه سماك بن أوس بن خرشة بن لوذان بن عبدود بن [زيد بن] «12» ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة، والمنذر ابن عمرو بن خنيس بن حارثة بن لوذان بن عبدود بن زيد بن ثعلبة.
ومن بني البدن «13» : عامر «14» بن عوف بن حارثة بن عمرو بن الخزرج، وأبو
__________
(1) من السيرة والمغازي، وفي ف «الربيع» خطأ، وفي الإصابة: «ودقة ... واختلف في ضبطه فقيل بالفاء وقيل بالقاف، والأكثر على أنه بالدال، وذكره ابن هشام بالراء» ، وفي الطبقات 3/ 98 «وذفة» .
(2) من السيرة والمغازي وفي ف «العمرو» كذا.
(3- 3) من السيرة والمغازي والطبقات، وفي ف «المجزر بن زياد» .
(4) في المغازي: زمرة.
(5) في ف «عباد» خطأ.
(6- 6) من السيرة، وفي ف «عباد الخشخاش» ؛ وفي المغازي 1/ 168 والطبقات 3/ 99: عبدة بن الحسحاس.
(7) في المغازي: زمرة.
(8) كذا في السيرة، وفي المغازي والطبقات والإصابة «بحاث» . وفي الإصابة «ولكن سماه ابن إسحاق: نحاب- بنون أوله وموحدة آخره» وفي رواية من السيرة «قال ابن هشام: نحاث» .
(9) في ف «خزم» خطأ.
(10) سقط عن ف.
(11) في المغازي: خلف.
(12) زيد من السيرة والطبقات 3/ 101.
(13) كذا في الإصابة، وفي السيرة والمغازي «البدى» . وفي الطبقات 3/ 102: اليدي.
(14) زيد في المغازي «بن» .

(1/199)


أسيد «1» مالك بن ربيعة بن البدن، ومالك بن مسعود.
ومن بني طريف بن الخزرج: عبد الله «2» بن حق بن أوس بن وقش «3» بن ثعلبة بن طريف.
ومن حلفائه: كعب بن حمار «4» بن ثعلبة بن خالد، وبسبس بن عمرو، وضمرة، وزياد.
ومن بني جشم بن الخزرج: خراش بن الصمة بن عمرو بن الجموح «5» بن [زيد ابن] «6» حرام «7» بن كعب بن غنم «8» بن [كعب بن] «9» سلمة، وتميم مولى خراش «10» بن الصمة، وعبد الله بن عمرو بن حرام «11» بن ثعلبة بن حرام «11» ، بن كعب، وعمير بن الحمام بن الجموح بن [زيد بن] «12» حرام «11» بن كعب «13» ، والحباب بن المنذر بن الجموح بن [زيد بن] «14» حرام «11» بن كعب، ومعاذ بن عمرو بن الجموح، ومعوذ ابن عمرو بن الجموح، وخلاد بن عمرو بن الجموح «15» ، وعقبة بن عامر بن
__________
(1) من السيرة والمغازي والطبقات 3/ 102. وفي ف «أسد» .
(2) في السيرة والمغازي: عبد ربه، وفي الإصابة 4/ 38 «عبد الله بن أوس بن ونش، وقيل عبد الله بن حق، ويقال: أحق- بزيادة ألف ... ويقال بل اسمه عبد ربه بن حق» .
(3) من السيرة والإصابة، وفي ف «قس» وفي المغازي: قيس.
(4) في المغازي ورواية من السيرة «جماز» .
(5) من السيرة والمغازي والإصابة وجمهرة أنساب العرب ص: 340، وفي ف: الخزرج- كذا.
(6) زيد من السيرة والإصابة والجمهرة.
(7) من السيرة والمغازي، وفي ف والجمهرة «حذام» .
(8) من الجمهرة والسيرة، وفي ف «تيم» .
(9) زيد من الجمهرة والسيرة.
(10) من السيرة والمغازي. وفي ف «فراش» خطأ.
(11) من السيرة والمغازي، وفي ف «حزام» .
(12) من السيرة والإصابة.
(13) زيد في ف «بن» خطأ.
(14) زيد من السيرة والمغازي.
(15) وقع في ف «ومعوذ بن عمرو بن الجموح» مكررا.

(1/200)


نابىء «1» بن زيد بن حرام، وحبيب «2» بن الأسود مولاهم، وثابت بن ثعلبة بن زيد ابن الحارث بن حرام «3» وهو الذي يقال له الجذع «4» ، وعمير بن الحارث بن ثعلبة.
ومن بني عبيد [بن عدي] «5» بن غنم: عبد الله بن الجد بن قيس بن صخر بن خنساء، وبشر بن البراء بن معرور بن صخر بن خنساء، وسنان بن صيفي «6» بن صخر بن خنساء، والطفيل بن النعمان بن خنساء، وعبد الله بن حمير وخارجة بن حمير حليفان لهم من أشجع.
ومن بني النعمان بن سنان بن عبيد بن «7» عدي بن غنم: جابر بن عبد الله بن رئاب «8» بن النعمان بن سنان، وعبد الله بن عبد مناف بن النعمان بن سنان، «9» وخليدة «9» ، بن قيس بن النعمان بن سنان.
ومن بني خناس: «10» جبار بن صخر بن أمية بن خناس «10» ، ويزيد بن المنذر بن سرح بن خناس، وعبد الله بن النعمان بن بلدمة «11» بن خناس، والضحاك «12» بن
__________
(1) من السيرة والمغازي والجمهرة، وفي ف «هاني» .
(2) من السيرة والمغازي، وفي ف «حليف» خطأ.
(3) من السيرة والمغازي، وفي ف «حزام» .
(4) من السيرة والمغازي، وفي ف «الجدع» كذا.
(5) زيد من السيرة والمغازي.
(6) من السيرة والمغازي والإصابة، وفي ف «رضيع» .
(7) زيد في المغازي 1/ 170: «عبد بن» .
(8) من السيرة والمغازي، وفي ف «وتاب» .
(9- 9) من السيرة والمغازي، وفي ف «بن خلد» كذا.
(10- 10) ذكر في السيرة والمغازي «في بني خنساء بن عبيد» ولفظهما «جبار بن صخر بن أمية بن خنساء» ، وفي السيرة «قال ابن هشام: ويقال: جبار بن صخر بن خناس» وفي ف: جابر بن فخر بن أمية بن حناس.
(11) في المغازي وفي رواية من السيرة «بلذمة» .
(12) زيد في المغازي «من بني ثعلبة بن عبيد» .

(1/201)


حارثة بن زيد بن ثعلبة، وسواد بن زريق «1» بن ثعلبة «2» ، ومعبد بن قيس بن صخر ابن حرام «3» ، وعبد الله بن قيس بن صخر بن حرام «3» .
ومن بني سواد «4» بن غنم بن كعب: سليم بن عمرو بن حديدة «5» بن عمرو ابن سواد «4» ، وقطبة بن عامر بن حديدة «6» ، ويزيد بن عامر بن حديدة «6» أبو المنذر، وعنترة مولى «7» سليم بن عمرو.
ومن بني عدي بن نابي بن عمرو بن سواد «8» بن كعب «9» : معاذ بن جبل بن عمرو بن عائذ بن عدي بن كعب بن [عمرو بن] «10» أدى «11» بن سعد بن علي بن أسد ابن ساردة «12» بن تزيد بن جشم، وعبس بن عامر بن عدي بن نابي، وثعلبة بن غنمة «13» بن «14» عدي، وأبو اليسر كعب بن عمرو «15» بن عباد بن عمرو بن سواد «16» ، وعبد الله بن أنيس، وعمرو بن طلق بن زيد بن أمية بن سنان بن كعب،
__________
(1) في المغازي «زيد» وفي رواية من السيرة «رزن بن زيد» .
(2) من السيرة والمغازي، وفي ف «عتبة» .
(3) في ف «حزام» والتصحيح من السيرة والمغازي.
(4) من السيرة والمغازي والطبقات 3/ 117، وفي ف «سوادة» .
(5) من السيرة والمغازي والطبقات 3/ 118، وفي ف «جديرة» .
(6) في ف «جديرة» خطأ.
(7) زيد في ف «بني» .
(8) من السيرة والمغازي، وفي ف «سوادة» .
(9) في السيرة «غنم» .
(10) من الإصابة والطبقات 3/ 120.
(11) كذا في الإصابة والطبقات، وفي السيرة «أذن» .
(12) من السيرة والإصابة وجمهرة أنساب العرب ص: 339، وفي ف «سادرة» .
(13) من السيرة والمغازي والطبقات 3/ 118، وفي ف «عيمد» .
(14) وقع في ف «بن» مكررا.
(15) من السيرة والمغازي والطبقات، وفي ف «عمر» .
(16) من السيرة والمغازي والطبقات، وفي ف «سوادة» .

(1/202)


وسهل بن قيس بن أبي «1» كعب بن القين بن كعب.
ومن بني [زريق بن] «2» عامر بن زريق «3» : سعد «4» بن عثمان بن خلدة «5» بن مخلد، والحارث «6» بن قيس بن خالد بن مخلد، وجبير بن إياس بن خالد بن مخلد، وعباد بن قيس بن عامر بن خالد بن عامر «7» بن زريق «8» ، «9» وأسعد بن يزيد ابن «9» الفاكه بن زيد بن خلدة بن عامر، والفاكه بن «10» بشر بن «10» الفاكه بن زيد بن خلدة، و «11» عائذ بن ماعص «11» بن قيس بن خلدة، وأخوه معاذ بن ماعص، ومسعود بن سعد بن قيس بن خلدة.
ومن بني العجلان بن عمرو بن عامر بن زريق «12» : رفاعة بن رافع بن مالك ابن العجلان، وأخوه خلاد بن رافع، وعبيد بن زيد بن عامر بن العجلان.
ومن بني بياضة بن عامر بن زريق «12» : زياد بن لبيد بن ثعلبة بن سنان بن عامر بن عدي بن أمية بن بياضة، وفروة بن عمرو بن وذفة «13» بن عبيد «14» بن عامر
__________
(1) زيد في ف «بن» خطأ.
(2) زيد من السيرة والمغازي 1/ 171 والطبقات 3/ 126 وجمهرة أنساب العرب ص: 338، ولفظ «بن» سقط من السيرة.
(3) زيد في ف «بن» خطأ.
(4) في المغازي: سعيد.
(5) من السيرة والإصابة والجمهرة، وفي ف والمغازي: خالد.
(6) زيد في ف: بن خالد.
(7) من السيرة والمغازي والطبقات، وفي ف: مخلد.
(8) في ف: رزيق.
(9- 9) من السيرة والمغازي والإصابة والطبقات 3/ 128، وفي ف: سعيد بن.
(10- 10) من السيرة والمغازي والإصابة، وفي ف: بشير، وفي الطبقات 3/ 219: نسر بن.
(11- 11) من السيرة والمغازي، وفي ف: عائد بن ساعص- كذا.
(12) من السيرة والمغازي، وفي ف: رزيق.
(13) من السيرة والمغازي، وفي رواية من السيرة «قال ابن هشام: ويقال: ودفة» . وفي ف: ودفة.
(14) من السيرة والمغازي: وفي ف: عمير، خطأ.

(1/203)


ابن بياضة، ورخيلة بن ثعلبة بن عامر بن بياضة، وخالد بن قيس بن مالك بن العجلان بن عامر بن بياضة، وخليفة «1» [بن] «2» عدي بن «3» عمرو مالك بن عامر بن فهيرة ابن بياضة «3» .
ومن بني حبيب بن عبد «4» حارثة: رافع بن المعلى بن لوذان «5» بن حارثة بن «6» عدي بن زيد بن ثعلبة بن «6» زيد مناة بن حبيب بن [عبد] «7» حارثة.
ومن بني النجار «8» وهو تيم الله بن ثعلبة «8» بن عمرو بن الخزرج: أبو أيوب خالد بن زيد بن كليب «9» بن ثعلبة بن عبد «10» عوف بن غنم.
ومن بني [عمرو بن] «11» عبد «10» عوف: عمارة بن حزم بن زيد بن لوذان، وسراقة بن كعب بن عبد العزى بن غزية «12» ، وثابت بن خالد بن النعمان بن خنساء ابن عسيرة.
ومن بني [عبيد بن] «13» ثعلبة بن غنم بن مالك: حارثة بن النعمان بن رافع بن
__________
(1) من السيرة وجمهرة أنساب العرب ص: 338، وفي ف: حلفه، وقال ابن هشام: ويقال عليقة، وفي المغازي 1/ 173: حليفة.
(2) زيد من السيرة والمغازي والجمهرة.
(3- 3) في ف: المعلا- كذا.
(4) من السيرة والمغازي، وفي ف: عدي بن.
(5) من السيرة والمغازي 1/ 171، وفي ف: لودان.
(6- 6) كذا في السيرة، وفي المغازي: زيد بن حارثة بن ثعلبة بن عدي بن مالك، انظر جمهرة أنساب العرب ص: 336.
(7) من الجمهرة.
(8- 8) في ف: وهم تيم اللات بن ملك- كذا، والتصحيح من السيرة وجمهرة أنساب العرب ص: 326، راجع أيضا المغازي 1/ 161.
(9) من السيرة والمغازي والجمهرة؛ وفي ف: كليبد- كذا.
(10) زيد في الجمهرة: بن.
(11) من السيرة والمغازي 1/ 162 والجمهرة ص: 328.
(12) من السيرة والمغازي والجمهرة؛ وفي ف: عرزة.
(13) زيد من السيرة والمغازي 1/ 162 والجمهرة ص: 329.

(1/204)


زيد بن عبيد، وسليم بن قيس بن قهد «1» - واسم قهد «1» خالد «2» - بن قيس بن ثعلبة ابن «3» عبيد بن ثعلبة.
ومن بني عائذ «4» بن ثعلبة بن غنم بن مالك: سهيل بن رافع بن أبي عمرو بن عائذ بن ثعلبة، وعدي بن أبي الزغبا «5» حليف لهم.
ومن بني زيد بن ثعلبة بن غنم: مسعود بن أوس [بن زيد، وأبو خزيمة بن أوس بن زيد] «6» بن أصرم بن زيد بن ثعلبة، ورافع بن الحارث بن سواد بن زيد.
ومن بني سواد بن مالك بن غنم: عوف بن الحارث، ومعوذ بن الحارث، ومعاذ بن الحارث، ورفاعة بن الحارث بن سواد- وأمهم عفراء، والنعمان «7» بن عمرو بن رفاعة بن الحارث بن سواد، [وعامر بن مخلد بن الحارث بن سواد] «8» ، وعبد الله بن قيس بن زيد «9» بن سواد، وقيس بن عمرو بن قيس «10» ، وثابت بن عمرو بن زيد، وعصيمة، ووديعة بن عمرو حليفان لهم.
ومن بني عامر بن مالك بن النجار ثم من بني عتيك بن عمرو بن مبذول:
ثعلبة بن عمرو بن محصن بن عمرو بن عتيك، [وسهل بن عتيك بن النعمان ابن عمرو بن عتيك، والحارث بن الصمة بن عمرو بن عتيك] «11» كسر به
__________
(1) من السيرة والمغازي 1/ 162، وفي ف: فهد.
(2) من السيرة والمغازي، وفي ف: ذكر- خطأ.
(3) التصحيح من السيرة والمغازي، وفي ف: وخطأ.
(4) من السيرة والمغازي، وفي ف: عائد.
(5) من السيرة والمغازي، وفي ف: الزعرا- خطأ.
(6) زيد من السيرة والمغازي، إلا أن في المغازي: أبو خزيمة بن أوس بن أصرم.
(7) في المغازي ورواية من السيرة: نعيمان؛ وزيد في ف: بن عبد، فحدفناه مطابقة للسيرة والمغازي.
(8) من السيرة والمغازي.
(9) كذا، وفي السيرة 2/ 100 والمغازي: خالد بن خلدة بن الحارث.
(10) من المغازي، وفي ف: قيسرة، وليس ذكره في السيرة.
(11) من السيرة والمغازي 1/ 163.

(1/205)


بالروحاء فرجع فضرب له النبي صلى الله عليه وسلم بسهمه.
ومن بني قيس بن عبيد بن زيد: [أبي بن كعب بن قيس بن عبيد] «1» ، وأنس ابن معاذ بن أنس بن قيس بن عبيد.
ومن بني عدي بن عمرو بن مالك بن النجار: أبو طلحة واسمه زيد بن سهل ابن الأسود بن حرام «2» بن عمرو «3» بن زيد مناة بن عدي، وأوس بن ثابت بن المنذر ابن حرام «2» بن عمرو بن زيد مناة، وأبو شيخ بن ثابت بن المنذر «4» أخوه «5» .
ومن بني عدي [بن النجار ثم من عدي] «6» بن عامر بن غنم بن النجار:
[حارثة بن سراقة بن الحارث بن عدي بن مالك بن عدي بن عامر، و] «7» عمرو بن ثعلبة بن وهب بن عدي بن مالك بن عدي بن عامر، و «8» عمرو أبو خارجة «8» بن قيس ابن «9» مالك بن عدي بن عامر «9» وسليط «10» بن قيس بن [عمرو بن عتيك بن] «11» مالك ابن عدي، وأبو سليط اسمه أسيرة، وثابت بن خنساء «12» بن عمرو بن مالك بن
__________
(1) زيد من السيرة والمغازي، وليس في السيرة: بن عبيد.
(2) من السيرة والإصابة والمغازي، وفي ف: حزام، خطأ.
(3) من السيرة والإصابة، وفي ف «حمير» - خطأ.
(4) زيد في ف «و» خطأ.
(5) كذا، وفي المغازي 1/ 163 «ومن بني عدي بن عمرو بن مالك بن النجار: أوس بن ثابت بن المنذر ابن حرام أخو حسان بن ثابت، وأبو شيخ واسمه أبي بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو» .
(6) زيدت هذه العبارة من السيرة 2/ 100.
(7) زيدت هذه العبارة من السيرة، انظر المغازي 1/ 163 أيضا.
(8- 8) من السيرة، وفي ف «سلمة» خطأ؛ وفي المغازي «وعمرو يكنى أبا خارجة» .
(9- 9) من السيرة والمغازي؛ وزيد في المغازي بعده «بن خنساء بن عمرو بن مالك بن عدي بن عامر» ، وفي ف «عمرو بن عبيد بن مالك بن عامر» .
(10) زيد هنا في ف «بن عمرو» خطأ، وليس في السيرة والمغازي فحذفناه.
(11) زيد من السيرة، وفي المغازي «عمرو بن عبيد» .
(12) من السيرة، وفي ف «خسا» .

(1/206)


عدي، وعامر بن أمية بن زيد بن الحسحاس «1» بن مالك بن عدي «2» ، وسواد بن غزية بن وهيب «3» حليف لهم.
ومن بني حرام «4» بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار: أبو الأعور [كعب بن] «5» الحارث بن ظالم بن عبس بن حرام بن جندب وقيس بن السكن بن [قيس بن] «6» زعور «7» بن حرام، وسليم بن ملحان، وحرام بن ملحان- واسم ملحان مالك بن خالد بن زيد بن حرام بن جندب.
ومن بني مازن بن النجار ثم من بني عوف بن مبذول «8» : قيس بن أبي صعصعة- واسم [أبي] «9» صعصعة عمرو بن زيد بن عوف بن مبذول، [وعبد الله ابن كعب بن عمرو بن عوف] «10» وعصيمة «11» حليف لهم.
ومن بني ثعلبة بن «12» مازن: قيس بن مخلد بن ثعلبة بن صخر بن حبيب بن الحارث بن ثعلبة بن مازن.
ومن بني مسعود بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار بن النجار: النعمان بن عبد عمرو بن مسعود بن عبد الأشهل، والضحاك بن عبد عمرو بن مسعود، وسليم
__________
(1) من السيرة والمغازي 1/ 164، وفي ف «الخشخاش» خطأ.
(2) زيد في المغازي 1/ 164 هنا: ومحرز بن عامر بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي» .
(3) في السيرة والمغازي «أهيب» .
(4) من السيرة والمغازي، وفي ف «حزام» .
(5) من المغازي والجمهرة ص: 331.
(6) من السيرة والمغازي.
(7) في المغازي: زيد، وفي الجمهرة: زعوراء- كذا.
(8) من السيرة، وفي ف «مبدول» .
(9) زيد من السيرة والمغازي.
(10) زيدت هذه العبارة من السيرة والمغازي 1/ 164.
(11) في المغازي: عصيم.
(12) زيد في ف: صخر بن حبيب بن الحارث بن ثعلبة بن.

(1/207)


ابن الحارث بن ثعلبة بن كعب بن حارثة أخوهما لأمهما «1» ، وجابر بن خالد «2» بن عبد الأشهل بن حارثة، وسعد «3» بن سهل بن عبد الأشهل.
ومن بني قيس بن مالك: كعب بن زيد بن مالك «4» بن كعب بن حارثة، وبجير بن أبي بجير حليف لهم.
فجميع من شهد بدرا من المسلمين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثمائة وثلاثة «5» عشر رجلا، «6» ثلاثة وثمانون رجلا من المهاجرين وستون رجلا من الأوس «7» ، ومائة وسبعون رجلا من الخزرج.
ثم كان قتل عصماء، والعصماء هذه بنت مروان من بني أمية بن زيد، زوجها زيد «8» بن الحصن الخطمي، كانت تحرض على المسلمين وتؤذيهم «9» وتقول الشعر، فجعل عمير «10» بن عدي عليه نذرا لئن رد الله رسوله سالما من بدر ليقتلنها، فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة بعد فراغه من بدر عدا عمير بن عدي على عصماء فدخل عليها في جوف «11» [الليل] «12» لخمس ليال بقين من رمضان فقتلها، ثم لحق
__________
(1) زيد في المغازي 1/ 165 «وكعب بن زيد ... » وليس في السيرة.
(2) من السيرة والمغازي، وفي ف «عبد الله» .
(3) كذا في الإصابة في ترجمته، وفي المغازي «سعيد» .
(4) كذا في المغازي، وفي السيرة «قيس» .
(5) في ف «ثلاث» خطأ.
(6) وفي السيرة «ثلاثمائة رجل وأربعة عشر رجلا ... » .
(7) كذا، وفي السيرة «ومن الأوس واحد وستون رجلا.
(8) كذا، وفي المغازي 1/ 172: يزيد بن زيد.
(9) من الإصابة، وفي ف «تود بهم» .
(10) له ترجمة في الإصابة 5/ 34 وفيه «عمير بن عدي بن خرشة ... كان أبوه عدي شاعرا وأخوه الحارث بن عدي قتل بأحد وهو الأنصاري ثم الخطمي، ذكره ابن السكن في الصحابة وقال هو البصير الذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزوره في بني واقف ويشهد بدرا لضرارته، وقال ابن إسحاق كان أول من أسلم من بني خطمة وهو الذي قتل عصماء بنت مروان ... » .
(11) في ف «خوف» خطأ.
(12) من المغازي 1/ 173.

(1/208)


بالنبي صلى الله عليه وسلم؛ فصف مع الناس وصلى معه الصبح وكان صلى الله عليه وسلم يتصلخهم «1» ، إذا قام يريد الدخول إلى منزله فقال لعمير «2» بن عدي: أقتلت عصماء؟ قال: نعم يا رسول الله! هل علي في قتلها شيء؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « «3» لا ينتطح فيها عنزان «3» » .
ومات «4» أبو قيس بن الأسلت «5» في آخر شهر رمضان.
ثم خطب النبي صلى الله عليه وسلم قبل الفطر بيوم «6» ، وأمرهم بزكاة الفطر قبل أن يغدو إلى المصلى، ثم خرج «7» رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الفضاء والعنزة ركزت بين يديه وصلى إليها من غير أذان ولا إقامة ركعتين، ثم خطب خطبتين بينهما جلسة، وكانت العنزة «8» للزبير بن العوام أعطاها إياه «9» النجاشي، فوهبها الزبير لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

ثم «10» كانت غزوة بني قينقاع
في شوال، وذلك «11» أن المسلمين لما قدموا المدينة وادعتهم اليهود أن «12» لا يعينوا عليهم «12» أحدا، فلما قفل رسول الله صلى الله عليه وسلم من قتل بدر ورجع إلى المدينة
__________
(1) كذا.
(2) في ف: عمير.
(3- 3) من الإصابة والمغازي، وفي ف «لا يفتطح فيها عتران» خطأ.
(4) في ف «مان» خطأ.
(5) له ترجمة في الإصابة 7/ 158.
(6) في الطبري 2/ 266 «أمر الناس بإخراج زكاة الفطر وقيل إن النبي صلى الله عليه وسلم خطب الناس قبل الفطر بيوم أو يومين وأمرهم بذلك» .
(7) كذا، وفي الطبري «خرج إلى المصلى فصلى بهم صلاة العيد وكان ذلك أول خرجة خرجها بالناس إلى المصلى لصلاة العيد» .
(8) كذا، وفي الطبري «فيما ذكر: حملت العنزة له إلى المصلى فصلى إليها وكانت للزبير بن العوام كان النجاشي وهبها له فكانت تحمل بين يديه في الأعياد وهي اليوم فيما بلغني عند المؤذنين بالمدينة» .
(9) في ف «إياها» كذا.
(10) وقع في ف «أم» خطأ.
(11) وقع في ف «فلك» مصحفا.
(12- 12) في ف «لا يفتنوا عليه» وفي الطبري لا يعينوا عليه» أي على النبي صلى الله عليه وسلم.

(1/209)


أظهروا البغي وقالوا: لم يلق محمد أحدا [من] «1» يحسن القتال، لو لقينا للقي «2» عندنا قتالا لا يشبه «3» قتالهم، فأنزل الله وَإِمَّا تَخافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ «4» الآية.
فصار رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم، يحمل لواءه حمزة بن عبد المطلب، واستخلف على المدينة أبا لبابة «5» بن عبد المنذر، حتى أتاهم فحاصرهم خمس عشرة «6» ليلة لا يطلع منهم أحد، ثم نزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمر بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فكتفوا «7» وأراد «7» قتلهم، فكلمه فيهم عبد الله بن أبي «8» وأخذ بجمع «8» درع «9» رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: ما أنا بمرسلك حتى تهبهم «10» لي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «خلوا عنهم» ! ثم أمر بإجلائهم. وغنم رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون ما كان لهم من مال، وكانوا صاغة «11» لم يكن لهم الأرضون ولا قراب «12» ، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم سلاحهم
__________
(1) من الطبري.
(2) كذا، وفي الطبري «لاقى» .
(3) في الطبري «لا يشبهه» .
(4) سورة 8 آية 58.
(5) من الطبري، وفي ف «أبا لباقة» .
(6) من الطبري، وفي ف «خمسة عشر» .
(7- 7) وفي الطبري «وهو يريد» .
(8- 8) كذا، وفي المغازي، «فأدخل يده في جنب درع» وفي الطبري 2/ 297 «فحاصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزلوا على حكمه فقال إليه عبد الله بن أبي بن سلول حين أمكنه الله منهم. فقال: يا محمد أحسن في موالي، فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم، قال فأدخل يده في جيب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلني- وغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى رأوا في وجهه ظلالا- يعني تلوّنا، ثم قال: «ويحك أرسلني» ! قال: لا والله لا أرسلك حتى تحسن إلى موالي أربعمائة حاسر وثلاثمائة دارع، قد منعوني من الأسود والأحمر تحصدهم في غداة واحدة وإني والله لا آمن وأخشى الدوائر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «هم لك» .
(9) من المغازي 1/ 177، وفي ف «مرع» .
(10) في ف «تهننهم» والصواب ما أثبتناه، وفي الطبري «حتى تحسن إلى موالي» وفي المغازي «حتى تحسن في موالي» .
(11) من الطبري، وفي ف «صاعة» خطأ.
(12) من المغازي 1/ 179، وفي ف «تراث» كذا.

(1/210)


وآلة صياغة «1» ، وولى أكثر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم محمد بن مسلمة، ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عبادة بن الصامت أن يجليهم ويخرجهم بذراريهم من المدينة، فمضى بهم عبادة حتى بلغوا ذباب «2» وأجلاهم. وهذه الغنيمة أول خمس «3» خمسها رسول الله صلى الله عليه وسلم في الإسلام، أخذ منهم صفيه «4» وخمسه «5» ، وقسم أربعة أخماسا «6» على المسلمين.

ثم كانت غزوة السويق
في ذي القعدة «7» . وذلك أن أبا سفيان لما رجع من الشام بالعير وأفلت بها نذر أن النساء والدهن عليه حرام حتى يطلب ثأره من محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فخرج في مائتي راكب حتى أتى بني النضير وسلك النّجدية ودق على حي بن أخطب بابه، فأبى أن يفتح له، ودق على سلّام من مشكم ففتح له فقراه وسقاه خمرا، وأخبره سلام بأخبار النبي صلى الله عليه وسلم وأخبار المدينة.
فلما كان في السحر خرج فمر بالعريض، فإذا رجل معه أجير له معبد بن عمرو من المسلمين فقتلهما وحرق أبياتا «8» هناك وتبنا «9» ورأى أن يمينه قد بر؛ فجاء «10» الخبر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في أثره في مائتي رجل من
__________
(1) من الطبري، وفي ف «الصناعة» وبهامش الطبري «صناعتهم» .
(2) من الطبري، وفي ف «دباب» خطأ.
(3) من الطبري، وفيها: وفيها كان أول خمس خمسه رسول الله صلى الله عليه وسلم» ، وفي ف: خميس.
(4) من الطبري، وفي ف «صفية» ، وفي الطبري تمامه «فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم صفيه والخمس وسهمه وفض أربعة أخماس على أصحابه» .
(5) في ف «خمسة» ، وفي الطبري «الخمس» .
(6) التصحيح من الطبري، وفي ف «أخمسا» .
(7) في المغازي 1/ 181 والطبري 2/ 299: ذي الحجة. وقال الطبري في ص 300 «وأما الواقدي فزعم أن غزوة السويق كانت في ذي القعدة من سنة اثنتين من الهجرة» .
(8) من الطبري، وفي ف: إثباتا.
(9) من الطبري، وفي ف: بيتا.
(10) في الطبري: قد حلت.

(1/211)


المهاجرين والأنصار، واستخلف على المدينة أبا لبابة بن عبد المنذر، فأعجزهم أبو سفيان «1» ، وكان هو وأصحابه عامة زادهم السويق، فجعلوا يلقون «2» السويق يتخففون بذلك، فسميت هذه الغزوة «غزوة السويق» ورسول الله صلى الله عليه وسلم في أثرهم، فلما أعجزهم ولم يلحقهم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة.
ومات أبو السائب عثمان بن مظعون «3» في ذي الحجة «4» . ثم ضحى رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج بالناس إلى المصلى، وهي أول ضحية ضحى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ذبح كبشين أملحين أقرنين بيده، ووضع رجله على صفاحهما وسمى وكبر، وضحى المسلمون معه. ثم بنى عليّ بفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذي الحجة.