السيرة النبوية وأخبار الخلفاء

وفي السنة الثلاثين
زاد عثمان النداء الثاني «2» على الزوراء حيث كثر الناس. وانتقصت آذربيجان فغزاها «3» سعيد بن العاص «3» ففتحها، ثم غزا جرجان «4» ففتحها. ومات الطفيل بن الحارث بن المطلب «5» بن عبد مناف. وسقط خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم في بئر أريس على ميلين من المدينة وكانت من أقل تلك الآبار ماء، فطلب فلم يوجد إلى الساعة «6» . وغزا «7» ابن عامر «8» في هذه السنة جور»
فافتتحها، وأصاب بها غنائم كثيرة، وافتتح «10» الكاريان والفنسجان من دارابجرد «10» ولم يكونا أدخلا «11» في علم عثمان بن أبي العاص «12» ؛ ثم افتتح ابن عامر أردشير خرة «13» عنوة فقتل وسبى، وهرب يزدجرد «14» فاتبعه ابن عامر مجاشع بن مسعود السلمي حتى نزل على
__________
(1) سورة 46 آية 15.
(2) وفي جميع المراجع: الثالث.
(3- 3) من تاريخ الإسلام، وفي الأصل: سعد بن أبي العاص.
(4) في الأصل: حرمان، والتصحيح من الاستيعاب.
(5) وقع في الأصل: المكلب- مصحفا.
(6) راجع أيضا الطبري 5/ 65.
(7) في الأصل: غدا.
(8) زيدت الواو بعده في الأصل ولا تناسب السياق فحذفناها.
(9) من تاريخ الإسلام 2/ 82، وفي الأصل: خور.
(10- 10) من طبقات ابن سعد 5/ 32، وفي الأصل: الكارزين والقيسجان مرارا وبجرد- كذا.
(11) في الأصل: أرعلا.
(12) وقد مر في السنة السابعة والعشرين من أصلنا أن عثمان بن أبي العاص افتتح دار ابجرد.
(13) من معجم البلدان، وفي الأصل: أزدشير خرود- كذا، وراجع أيضا الطبري 5/ 68.
(14) من تاريخ الإسلام 2/ 83 والطبري، وفي الأصل: ابن دجرد.

(2/507)


السيرجان «1» . وبعث راشد «2» بن عمرو الجديدي «3» ففتح هرمز. ووجه «4» ابن عامر «5» زياد بن الربيع «5» الحارتي إلى سجستان فافتتح زالق وناشروذ «6» . ثم بعث زياد بن الربيع «7» إبراهيم بن بسام مولى بني ليث حتى حاصر مدينة زرنج «8» فصالحوه على ألف وصيف مع كل وصيف جام «9» من ذهب. ومات مسعود بن «10» الربيع وكان «11» من أهل بدر؛ ومات الحصين «12» بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف أخو الطفيل «13» بن الحارث ثم حج عثمان بالناس وصلى بمنى أربعا «14» .

وفي السنة «15» الحادية والثلاثين «15»
فتحت أرمينية الآخرة «16» وأميرها «16» حبيب بن مسلمة الفهري، وذلك أن عثمان كتب إلى حبيب بن مسلمة أن سر من الشام في جيش إلى أرمينية، فمضى حبيب بن
__________
(1) من الطبري، وفي الأصل: السرحان.
(2) من تاريخ اليعقوبي 2/ 167، وفي الأصل: أسد.
(3) من تاريخ اليعقوبي، وفي الأصل: الحديدي.
(4) في الأصل: وجد.
(5- 5) من تاريخ الإسلام 2/ 84، وفي الأصل: زياد بن ربيعة، وفي الكامل 3/ 63: الربيع بن زياد.
(6) في تاريخ الإسلام: ناس، وراجع أيضا ناشروذ في معجم البلدان.
(7) في الأصل: ربيعة.
(8) في الأصل: رويح- كذا، وراجع تاريخ الإسلام والكامل.
(9) من تاريخ الإسلام والكامل، وفي الأصل: خاتم.
(10) في الأصل: في، وراجع تاريخ الإسلام 2/ 85.
(11) في الأصل: الثاني- كذا.
(12) من الاستيعاب، وفي الأصل: الحسين.
(13) وتوفي هو أيضا في نفس السنة.
(14) راجع أيضا الطبري 5/ 68.
(15- 15) في الأصل: الحادي والثلاثون.
(16- 16) في الأصل: أمرها، وراجع الطبري 5/ 71 وتاريخ اليعقوبي 2/ 168 وكتاب الفتوح 2/ 115.

(2/508)


مسلمة من ناحية درب «1» الحدث فافتتح خلاط وسراج «2» ووادي المطامير. ومات أبو سفيان بن حرب «3» وهو ابن ثمان وثمانين سنة. ثم خرج ابن عامر إلى خراسان [و] «4» على مقدمته الأحنف بن قيس، فلقي أهل هراة «5» فهزمهم، وافتتح أبرشهر «6» صلحا، وقد قيل: عنوة؛ ثم افتتح طوس وما حولها، ثم صالح أهل سرخس «7» على «8» مائة ألف «8» وخمسين ألفا «9» .
وبعث أبو عامر الأسود بن كلثوم العدوي إلى بيهق فافتتحها، وقتل بها «10» ؛ وبعث أهل مرو1»
يطلبون الصلح فصالحهم ابن عامر على ألفي ألف ومائتي ألف، وكان الذي صالحه ماهويه «12» بن أو زمهر مرزبان «13» مرو. ثم بعث ابن عامر الأحنف ابن قيس [إلى] «14» مرو «15» الروذ والفارياب والطالقان «15» وافتتح طخارستان، وقتل منهم ثلاثة عشر نفسا «16» ، ثم خرج الأحنف إلى بلخ فصالحوه على أربعمائة ألف
__________
(1) من معجم البلدان- الحدث، وفي الأصل: درث.
(2) من الفتوح، وفي الأصل: سراح.
(3) من الكامل 3/ 63، وفي الأصل: الحرث.
(4) زيد من تاريخ الإسلام 2/ 84.
(5) من تاريخ الإسلام، وفي الأصل: مراة.
(6) من تاريخ الإسلام، وفي الأصل: أبو شهر.
(7) من تاريخ الإسلام، وفي الأصل: ترخس.
(8- 8) في تاريخ الإسلام: مائة.
(9) من تاريخ الإسلام، وفي الأصل: ألف.
(10) راجع تاريخ الإسلام والطبري 5/ 77.
(11) من تاريخ الإسلام، وفي الأصل: المرو.
(12) من الطبري 5/ 72، وفي الأصل: ماهوية.
(13) في الأصل: مزبان- كذا.
(14) زيد من الطبري 5/ 81.
(15- 15) من الطبري، وفي الأصل: الروم وقاريات الطالقات.
(16) في الأصل: فرسخا.

(2/509)


درهم؛ ثم أتى خوارزم «1» فلم يطقها فرجع. وبعث ابن عامر خليد بن عبد الله «2» بن زهير «2» الحنفي «3» إلى «4» باذغيس وهراة «4» فافتتحها ثم ارتدوا بعد. وغزا عبد الله ابن سعد بن أبي سرح أرض الروم في ناحية المصيصة وغنم ثم رجع «5» ؛ وحج بالناس عثمان «6» .