السيرة النبوية وأخبار الخلفاء

فلما دخلت السنة الثامنة والعشرون
تزوج عثمان نائلة بنت الفرافصة»
وكانت على دين النصرانية، فلما دخلت
__________
(1- 1) من الاستيعاب، وفي الأصل: قاعة بحيرة- كذا.
(2) راجع الطبري 5/ 47.
(3) وراجع للتفصيل كتاب الفتوح 2/ 131 وما بعدها.
(4) في معجم البلدان: ألف، وفي الفتوح 2/ 136 كما هنا.
(5- 5) في الأصل: واجب أن يجمع.
(6) من تاريخ الإسلام 2/ 78. وفي الأصل: دار الحر- كذا.
(7) هذا وفي تاريخ الإسلام ما يفيد أن صلح أرجان كان قد تم على ألفي ألف ومائتي ألف وصلح دار ابجرد على ألف ألف وثمانين ألفا.
(8) من الطبري 5/ 148، وفي الأصل: الفرافضة- كذا.

(2/504)


عليه قال لها عثمان: إني شيخ كبير كما ترين، قالت: أنا من نساء أحب الأزواج إليهن الكهول، قال: تقومين إليّ أو آتيك؟ قالت: ما جئت «1» من سماوة «2» كلب «3» إليك إلا وأنا أريد القيام إليك «4» .
وغزا معاوية البحر ومعه عبادة بن الصامت معه امرأته أم حرام بنت ملحان الأنصارية، فأتى قبرس، فتوفيت أم حرام بها وقبرها هناك «5» . ثم كانت فتح فارس الأول على يدي هشام بن عامر «6» . وغزا معاوية قبرس فلحقه عبد الله بن أبي سرح وأهل مصر وغنموا غنائم كثيرة. وغزا «7» حبيب بن مسلمة سورية من أرض الروم «8» ، ثم كانت قبرس الآخرة أميرها هشام بن عامر. واعتمر عثمان في رجب ومعه عمرو بن العاص، فأتى عثمان بلحم صيد فأمرهم بأكله، فقال له عمرو بن العاص: لا تأكل ولا تأمرنا به، فقال عثمان: لست آكل منه شيئا لأنه صيد من أجلي، فكان بين عثمان وعمرو كلام كان ذلك أول ملاحاة «9» كانت بينهما. وفي هذه السنة بنى عثمان دار بالزوراء، ثم حج عثمان بالناس «10» .

فلما دخلت السنة التاسعة والعشرون
عزل عثمان أبا موسى الأشعري عن البصرة وكان عاملا عليها سبع «11» سنين،
__________
(1) في الأصل: حببت- كذا.
(2) في معجم البلدان: السماوة: ماءة لكلب.
(3) القبيلة التي هي تنتمي إليها.
(4) وراجع أيضا الدر المنثور 516 وعيون الأخبار 4/ 46.
(5) وقد ألم في تاريخ الإسلام 2/ 78 بمثل ما هنا.
(6) راجع الطبري 5/ 54.
(7) راجع الطبري 5/ 51.
(8) راجع الطبري 5/ 54 وتاريخ الإسلام 2/ 81.
(9) في الأصل: ملا- كذا.
(10) راجع الطبري 5/ 54.
(11) في الطبري 5/ 54: ست، وفي البداية والنهاية 7/ 153 كما هنا.

(2/505)


وعزل عثمان بن أبي العاص عن فارس، وولى ذلك كله عبد الله بن عامر بن كريز وهو يومئذ ابن «1» خمس و «1» عشرين سنة فقدم البصرة، ثم خرج عبد الله بن عامر «2» إلى فارس على مقدمته «3» عبيد الله بن معمر التيمي «4» ، فقتل عبيد الله، وفتح إصطخر الثانية عنوة فقتل وسبى، فكان ذلك «5» إصطخر الآخرة، وقد قيل: في هذه السنة فتح سارية بن زنيم الدئلي «6» أصبهان «7» صلحا وعنوة بأهل البصرة، بعثه ابن عامر.
وضاق مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم على الناس فكلموا عثمان في توسعته، فأمر بتوسعته «8» ، فكان عثمان يركب على راحلته ويقوم «9» على العمال وهم يعملون حتى يجيء وقت الصلاة فيترك ويصلي بهم، وربما قال في المسجد ونام فيه؛ حتى جعل أعمدته من حجارة وفرش فيها الرضراض «10» ؛ وبناه بالحجارة المنقوشة والساج، وجعل له ستة أبواب.
ثم نقضت حلوان الصلح فافتتحها ابن عامر عنوة «11» . ورجم عثمان امرأة من جهينة أدخلت على زوجها فولدت في ستة أشهر من يوم أدخلت عليه، فأمر بها عثمان فرجمت، فدخل «12» عليّ على عثمان فقال له: إن الله يقول: حَمْلُهُ وَفِصالُهُ
__________
(1- 1) من الطبري، وفي الأصل بياض.
(2) وقع في الأصل: أبي عامر- خطأ.
(3) من تاريخ الإسلام 2/ 82، وفي الأصل: مقدمة.
(4) من تاريخ الإسلام والإصابة، وفي الأصل: التميمي.
(5) زيد بعده في الأصل: أول، ولا تنسجم هذه الزيادة مع السياق فحذفناها.
(6) من الإصابة، وفي الأصل: الديلمي.
(7) من تاريخ الإسلام، وفي الأصل: أصبحان.
(8) راجع أيضا وفاء الوفا 1/ 356.
(9) في الأصل: يقول.
(10) في الأصل: الرضواض؛ وفي اللسان: الرضراض: الحصى الصغار.
(11) راجع تاريخ الإسلام 2/ 82.
(12) في الأصل: فدخلى، وراجع أيضا تاريخ اليعقوبي 2/ 174.

(2/506)


ثَلاثُونَ شَهْراً «1» فأرسل عثمان في طلبها فوجدوها قد رجمت، فاعترف الرجل بالغلام، وكان من أشبه الناس به.