السيرة
النبوية وأخبار الخلفاء فلما دخلت السنة
الأربعون
وبلغ «9» الخبر عليا بما فعل بسر «10» بن أرطاة باليمن وما كان من أمر بني
عبيد
__________
(1) في الأصل: فقال.
(2) في الأصل: بشر.
(3) في تاريخ ابن عساكر 3/ 223: أخته.
(4) زيد من الطبري.
(5) في الأصل: درتين.
(6) في الطبري 6/ 79: عبيد الله، وفي الكامل 3/ 191: اختلف فيمن حج في هذه
السنة، فقيل: حج بالناس عبيد الله بن عباس من قبل علي، وقيل: بل حج عبد
الله أخوه، وذلك باطل فإن عبد الله بن عباس لم يحج في خلافة علي، وإنما كان
هذه السنة على الحج عبيد الله بن عباس.
(7) من الطبري، وفي الأصل: شمر.
(8) من الطبري، وفي الأصل بياض.
(9) في الأصل: فلما، ولا يناسب السياق.
(10) في الأصل: بشر.
(2/550)
الله بن عباس بن عبد المطلب خطبهم وقال:
لقد خفت أن يظهر مولى القوم عليكم، وما يظهرون عليكم بأن يكونوا بالحق أولى
منكم، ولكن بصلحهم في بلادهم وفسادكم في بلادكم، واجتماعهم على باطلهم «1»
، و «2» تفرقكم عن «2» حقكم، وأدائهم الأمانة وخيانتكم، والله والله لو
استعملت فلانا لخان وغدر- ثلاثا! ولو بعثه معاوية لم يخنه ولا غدره، اللهم!
قد مللتهم وملّوني، وسئمتهم «3» وسئموني، وكرهتهم وكرهوني، فأرحني «4» منهم
وأرحهم مني، وأبدلني «5» بمن هو خير لي منهم وأبدلهم بمن «6» هو شر لهم
مني.
ثم كان قتل «7» علي بن أبي طالب.
وكان السبب في ذلك [أن] «8» عبد الرحمن بن ملجم المرادي أبصر امرأة من بني
[تيم] «9» الرباب يقال لها قطام «10» ، وكانت من أجمل أهل زمانها، وكانت
ترى رأي الخوارج، فولع بها فقالت: لا أتزوج بك إلا على ثلاثة آلاف وقتل علي
بن أبي طالب، فقال لها: لك ذلك، فتزوجها وبنى بها فقالت له: يا هذا! قد
عرفت الشرط، فخرج عبد الرحمن بن ملجم ومعه سيف مسلول حتى أتى مسجد الكوفة
وخرج علي من داره وأتى المسجد وهو يقول: أيها الناس! الصلاة الصلاة! أيها
الناس! الصلاة الصلاة! وكانت تلك ليلة الجمعة لسبع عشرة خلت من رمضان،
__________
(1) من شرح نهج البلاغة 1/ 52 والفتوح 4/ 67، وفي الأصل: أباطلهم.
(2- 2) من الشرح والفتوح، وفي الأصل: نفركم على.
(3) من الشرح، وفي الأصل: سميتهم.
(4) من طبقات ابن سعد 3/ 1/ 22، وفي الأصل: فارجني.
(5) من الشرح، وفي الأصل: أبلهم.
(6) في الأصل: من.
(7) راجع الطبقات 3/ 1/ 21 والطبري 6/ 83 وسمط النجوم 2/ 465 وتاريخ
الإسلام 2/ 188 و 205.
(8) زيد لاستقامة العبارة.
(9) زيد من تاريخ الإسلام.
(10) من تاريخ الإسلام، وفي الأصل: قطار.
(2/551)
فصادفه عبد الرحمن بن ملجم من خلفه ثم ضربه
بالسيف ضربة من قرنه إلى جبهته «1» ، وأصاب السيف الحائط فثلم فيه، ثم ألقى
السيف من يده، وأقبل الناس عليه فجعل ابن ملجم يقول للناس: إياكم والسيف
فإنه مسموم، وقد سمه شهرا، فأخذوه، ورجع علي بن أبي طالب إلى داره، ثم أدخل
عليه عبد الرحمن بن ملجم فقالت له أم كلثوم بنت علي: يا عدو الله! قتلت
أمير المؤمنين! فقال: لم أقتل إلا أباك، فقالت: إني لأرجو أن لا يكون على
أمير المؤمنين من بأس، فقال عبد الرحمن بن ملجم: فلم تبكين إذا؟ فو الله
سممته شهرا! فإن أخلفني «2» أبعده الله وأسحقه، فقال علي: احبسوه وأطيبوا
طعامه وألينوا «3» فراشه، فإن أعش فعفو «4» أو قصاص، وإن أمت «5» فألحقوه
بي أخاصمه عند رب العالمين.
فمات علي بن أبي طالب غداة يوم الجمعة، فأخذ عبد الله بن جعفر والحسن ابن
علي [ومحمد بن الحنفية] «6» عبد الرحمن بن ملجم، فقطعوا يديه ورجليه فلم
يجزع ولم يتكلم، ثم كحلوا عينيه بملمول «7» محمي، ثم قطعوا لسانه وأحرقوه
بالنار؛ وكان لعلي يوم مات اثنتان وستون سنة «8» ، وكانت خلافته خمس سنين
وثلاثة أشهر» .
واختلفوا في موضع قبره ولم يصح عندي شيء من ذلك فأذكره، وقد قيل: إنه
__________
(1) راجع أيضا تاريخ الخلفاء 68.
(2) من الأخبار الطوال 214 والطبقات 3/ 1/ 24، وفي الأصل: اخلف.
(3) من الطبقات، وفي الأصل: لينوا.
(4) راجع أيضا تاريخ اليعقوبي 2/ 212.
(5) من الطبقات، وفي الأصل: مت.
(6) زيد بناء على الطبقات 3/ 1/ 26.
(7) أي بمكحال، وكان في الأصل: بعامول، والتصحيح من الأخبار الطوال 215.
(8) وراجع الطبقات 3/ 1/ 25 والطبري 6/ 88 للعثور على الاختلاف في ذلك.
(9) مع الاختلاف في ذلك- راجع الطبري والاستيعاب، وزيد بعده في الأصل:
الأربعة فشربوا، ولم نكد نستقي مفهوما من هذه الزيادة بالرغم من أقصى
مجهوداتنا فحذفناها.
(2/552)
دفن بالكوفة في قصر الإمارة عند مسجد الجماعة «1» ، وهو ابن ثلاث وستين.
ثم قام الحسن بعد دفن أبيه خطيبا «2» في الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم
قال:
والله لقد مات فيكم رجل ما سبقه الأولون ولا يدركه الآخرون! لقد «3» كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم ليبعثه بالبعث ويعطيه الراية فما يرجع حتى
يفتح الله عليه، يقاتل جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن يساره، ولا ترك بيضاء
ولا صفراء إلا سبعمائة درهم فضلت عن عطائه، أراد أن يبتاع بها خادما.
وكان لعلي بن أبي طالب خمسة وعشرون ولدا، من الولد: الحسن والحسين ومحسن
وأم كلثوم الكبرى وزينب الكبرى- وهؤلاء الخمسة من فاطمة بنت رسول الله صلى
الله عليه وسلم، وكان له من غيرها: محمد بن علي [و] «4» عبيد الله وعمر
وأبو بكر ويحيى وجعفر والعباس وعبد الله ورقية ورملة وأم الحسن وأم كلثوم
الصغرى وزينب الصغرى وجمانة «5» وميمونة وخديجة وفاطمة وأم الكرام وأم
سلمة- رضي الله عنهم أجمعين. |