الشفا
بتعريف حقوق المصطفى محذوف الأسانيد الْفَصْلُ الثَّالِثُ وَالْعِشْرُونَ فِي
كَرَامَاتِهِ وَبَرَكَاتِهِ وَانْقِلَابِ الْأَعْيَانِ لَهُ فِيمَا
لَمَسَهُ أَوْ بَاشَرَهُ صَلَّى الله عليه وسلم
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ «1» رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ أَهْلَ
الْمَدِينَةِ فَزِعُوا مَرَّةً فَرَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَسًا لِأَبِي طلحة «3» كان يقطف «4» أو به قطوف «5»
وَقَالَ غَيْرُهُ يُبَطَّأُ. فَلَمَّا رَجَعَ قَالَ: وَجَدْنَا فَرَسَكَ
بَحْرًا «6» ... فَكَانَ بَعْدُ لَا يُجَارَى.
وَنَخَسَ «7» جمل جابر «8» وكان قد أعيى فنشط حتى كان ما يملك «9» زمامه
«10» .
__________
(1) تقدمت ترجمته في ص «47» رقم «1» .
(3) تقدمت ترجمته في ص «238» رقم «3» .
(4) يقطف: بضم الطاء ويكسر أي يقارب خطوة في سرعة.
(5) قطوف: بضم أوله قال الجوهري: «القطوف من الدواب البطيء» . أبو زيد: «هو
الضيق المشي» .
(6) بحرا: أي واسع الجري سريع العدو.
(7) نخس: بالنون والخاء المعجمتين المفتوحتين أي طعنه عند دبره أو جنبه
بمحجن او نحوه.
(8) تقدمت ترجمته في ص «154» رقم «1» .
(9) وفي نسخة لا يملك.
(10) رواه الشيخان.
(1/636)
وَصَنَعَ مِثْلَ ذَلِكَ بِفَرَسٍ
لِجُعَيْلٍ الْأَشْجَعِيِّ «1» خَفَقَهَا بِمِخْفَقَةٍ «2» مَعَهُ
وَبَرَّكَ «3» عَلَيْهَا فَلَمْ يَمْلِكْ رَأْسَهَا نَشَاطًا وَبَاعَ مِنْ
بَطْنِهَا بِاثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا «4» .
وَرَكِبَ حِمَارًا قَطُوفًا لِسَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ «5» فَرَدَّهُ
هِمْلَاجًا «6» لَا يُسَايَرُ «7» .
وَكَانَتْ شَعَرَاتٌ مِنْ شَعْرِهِ فِي قَلَنْسُوَةِ «8» خَالِدِ بْنِ
الْوَلِيدِ «9» فَلَمْ يَشْهَدْ بِهَا قِتَالًا إِلَّا رُزِقَ النَّصْرَ
«10» .
وَفِي الصَّحِيحِ «11» عَنْ أَسْمَاءَ «12» بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ
اللَّهُ عنها:
__________
(1) بالتصغير وهو ابن زياد وقيل إنه سمرة الصحابي الكوفي وقيل: اسمه جعال
وأشجع قبيلة معروفة.
(2) خفقها بمخفقة: أي ضربها بدرة.
(3) برك عليها: بتشديد الراء دعا لها بالبركة.
(4) رواه البيهقي.
(5) سيد الخزرج من الانصار وأحد الأمراء الاشراف جاهلية واسلاما شهد العقبة
مع السبعين، وكان احد النقباء الاثني عشر، وشهد أحدا والخندق وغيرهما من
المشاهد وتوفي بحوران من أرض الشام.
(6) هملاجا: بكسر فسكون ثم جيم أي سريع الهرولة فارسي معرب ويسمى الآن
رهوانا.
(7) رواه ابن سعد من حديث اسحق بن عبد الله بن أبي طلحة.
(8) قلنسوة: بفتح القاف واللام وضم السين تلبس في الرأس.
(9) ابن المغيرة المخزومي سيف الله. كان من اشراف قريش في الجاهلية، وشهد
مع المشركين حروب الاسلام الى عمرة الحديبية، واسلم قبل فتح مكة، وسيره أبو
بكر لقتال المرتدين ثم الى العراق ثم الى الشام وجعله أميرا على من فيها من
الامراء، ولما تولى عمر الخلافة عزله وولى أبا عبيدة بن الجراح فلم يثن ذلك
من عزمه ومات في حمص، وقيل في المدينة، كان خطيبا فصيحا، يشبه عمر بن
الخطاب في خلقه وصفته.
(10) رواه البيهقي.
(11) أي من رواية مسلم وأبي داود والنسائي وابن ماجة.
(12) تقدمت ترجمته في ص «405» رقم «12» .
(1/637)
«أَنَّهَا أَخْرَجَتْ جُبَّةَ طَيَالِسَةٍ
«1» وَقَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَلْبَسُهَا فَنَحْنُ نَغْسِلُهَا لِلْمَرْضَى يُسْتَشْفَى بِهَا» .
وَحَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو عَلِيٍّ «2» عَنْ شَيْخِهِ أَبِي الْقَاسِمِ
بْنِ الْمَأْمُونِ «3»
قال: «كانت عِنْدَنَا قَصْعَةٌ «4» مِنْ قِصَاعِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.. فَكُنَّا نَجْعَلُ فِيهَا الْمَاءَ لِلْمَرْضَى
فَيَسْتَشْفُونَ بِهَا ... وَأَخَذَ جَهْجَاهُ الْغِفَارِيُّ «5»
الْقَضِيبَ «6» مِنْ يَدِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لِيَكْسِرَهُ
عَلَى رُكْبَتِهِ فَصَاحَ النَّاسُ بِهِ فَأَخَذَتْهُ فِيهَا الْآكِلَةُ
«7» فَقَطَعَهَا وَمَاتَ قَبْلَ الْحَوْلِ «8» » .
وَسَكَبَ مِنْ فَضْلِ وَضَوْئِهِ «9» فِي بِئْرِ قُبَاءَ فَمَا نَزَفَتْ
«10» بَعْدُ «11»
__________
(1) الطيلس هو الأسود أي جبة سوداء وهي كلمة أعجمية
(2) هو حسين بن محمد أبو علي، قاض محدث من أهل سرقسطة رحل الى المشرق رحلة
واسعة سنة 481- 490 وقبل القضاء في المريه على كره منه واستشهد في معركة
قتندة بثغر الاندلس.
(3) لم نعثر على ترجمته.
(4) قصعة: الصحفة
(5) اختلف في اسم أبيه فقيل: هو ابن مسعود رضي الله عنه وقيل ابن سعد بن
حرام وقيل ابن سعيد وقيل ابن قيس وهو صحابي مهاجري مدني شهد المشاهد كلها
وتوفي بعد عثمان بسنة.
(6) القضيب: هو عصا النبي صلّى الله عليه وسلم التي كان الخلفاء يتداولونها
(7) الأكلة: بفتح الهمزة وكسر الكاف وتسكن، وفي لغة بكسر الهمزة وتسكين
الكاف وفي لغة بفتحتين وهي الحكة، وفي نسخة بمد فكسر.
(8) رواه أبو نعيم في الدلائل وابن السكن في معرفة الصحابة.
(9) وضوئه: بفتح الواو وتضم أي ماء وضوئه.
(10) ما نزفت: أي ما نقصت.
(11) رواه البيهقي عن أنس.
(1/638)
وَبَزَقَ فِي بِئْرٍ كَانَتْ فِي دَارِ
أَنَسٍ فَلَمْ يَكُنْ بِالْمَدِينَةِ أَعْذَبُ مِنْهَا «1»
وَمَرَّ عَلَى مَاءٍ فَسَأَلَ عَنْهُ فَقِيلَ لَهُ اسْمُهُ بَيْسَانُ «2»
وَمَاؤُهُ مِلْحٌ..
فَقَالَ: بَلْ هُوَ نُعْمَانُ وَمَاؤُهُ طَيِّبٌ فَطَابَ.
وَأُتِيَ بِدَلْوٍ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ فمج «3» فيه فصار أَطْيَبَ مِنَ
الْمِسْكِ «4»
وَأَعْطَى الْحَسَنَ «5» وَالْحُسَيْنَ «6» لِسَانَهُ فمصاه وكانا
يَبْكِيَانِ عَطَشًا فَسَكَتَا «7» .
وَكَانَ لِأُمِّ مَالِكٍ «8» عُكَّةٌ «9» تَهْدِي فِيهَا لِلنَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمْنًا فَأَمَرَهَا النَّبِيُّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن لا تَعْصِرَهَا ثُمَّ دَفَعَهَا إِلَيْهَا.
فَإِذَا هِيَ مَمْلُوءَةٌ سَمْنًا فَيَأْتِيهَا بَنُوهَا يَسْأَلُونَهَا
الْأُدْمَ «10» وَلَيْسَ عِنْدَهُمْ شَيْءٌ فَتَعْمِدُ إِلَيْهَا فَتَجِدُ
فِيهَا سَمْنًا فَكَانَتْ تُقِيمُ أُدْمَهَا حَتَّى عَصَرَتْهَا «11» .
وَكَانَ يَتْفُلُ فِي أَفْوَاهِ الصِّبْيَانِ الْمَرَاضِعِ فَيُجْزِئُهُمْ
رِيقُهُ إِلَى اللَّيْلِ
__________
(1) رواه أبو نعيم.
(2) بيسان: بكسر موحدة وتفتح فسكون تحتية.
(3) مج: بفتح الميم وتشديد الجيم أي ألقى من فيه ماء.
(4) رواه ابن ماجة وروى البيهقي عن وائل الحضرمي ولم يقل من ماء زمزم.
(5) تقدمت ترجمته في ص «192» رقم «2» .
(6) تقدمت ترجمته في ص «309» رقم «2» .
(7) رواه الطبراني عن أبي هريرة.
(8) الأنصارية الصحابية وهي أم سليمان بنت ملحان وفي شرح المصابيح للتور
بشتي: أن أم مالك في الصحابة اثنتان أم مالك الانصارية وأم مالك البهزية
وهي صاحبة العكة وقد قيل: إنه لا يعرف اسمها.
(9) عكة: بضم العين المهملة وتشديد الكاف إناء من الجلد يجعل فيه السمن.
(10) الأدم: بضم الهمزة وسكون الدال المهملة أو بضمتين وهو كل ما يؤتم به.
(11) رواه مسلم عن جابر.
(1/639)
وَمِنْ ذَلِكَ بَرَكَةُ يَدِهِ فِيمَا
لَمَسَهُ وَغَرَسَهُ لسلمان «1» رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حِينَ كَاتَبَهُ
مَوَالِيهِ عَلَى ثلاثمئة ودّية «2» يغرسها لهم كلها تعلق «3» وتطعم «4»
على أَرْبَعِينَ أُوقِيَّةً «5» مِنْ ذَهَبٍ. فَقَامَ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَغَرَسَهَا لَهُ بِيَدِهِ إِلَّا وَاحِدَةً غرسها غيره
«6» . فأخذت كلها إلّا تلك لواحدة فَقَلَعَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَدَّهَا فَأَخَذَتْ. وَفِي كِتَابِ الْبَزَّارِ «7»
فَأَطْعَمَ النَّخْلُ مِنْ عَامِهِ إِلَّا الْوَاحِدَةَ.. فَقَلَعَهَا
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَغَرَسَهَا
فَأَطْعَمَتْ مِنْ عَامِهَا. وَأَعْطَاهُ مِثْلَ بَيْضَةِ الدَّجَاجَةِ
مِنْ ذَهَبٍ بَعْدَ أن
__________
(1) هو أبو عبد الله الفارسي مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو من قرية يقال لها: «جؤجؤ» من أصبهان ولم يتخلف عن
رسول الله بعد ما أعتقه وكان من علماء الصحابة وزهادهم المعمرين قال النووي
اتفقوا على أنه عاش مائتين وخمسين سنة وتوفي في المدائن ودفن فيها سنة خمس
او ست وثلاثين وقد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فيه: إن الجنة لتشتاق له.
(2) ودية: بفتح الواو وكسر الدال المهملة وتشديد الياء المثناة التحتية.
وهي صغير فسيل النخل.
(3) تعلق: بفتح اللام تمسك او تحبل.
(4) تطعم: بضم التاء وكسر العين أي تعطي الثمرة او تدرك.
(5) أوقية: بضم الهمزة وتشديد التحتية على المشهور وبحذف الهمزة وفتح الواو
في لغة وهي كانت اربعين درهما من فضة في زمنه صلّى الله عليه وسلم فالمراد
هنا وزنها.
(6) وهو عمر بن الخطاب على ما ذكره ابن عبد البر بسنده في الاستيعاب وهو
مسند أحمد أيضا وفي طريق أخرى ذكرها البخاري في غير صحيحه أن الذي غرسها
سلمان فيجمع بينهما بان واحدة غرسها عمر وأخرى غرسها سلمان او أن يكونا
غرسا واحدة فلم تطعم ويكون الراوي عزا غرسها لعمر مرة ومرة غراسها لسلمان
إن كان الراوي واحدا وهو بريدة كما رواه احمد وان كان غيره فيكون فيه مجاز.
(7) تقدمت ترجمته في ص «355» رقم «4» .
(1/640)
أَدَارَهَا عَلَى لِسَانِهِ فَوَزَنَ
مِنْهَا لِمَوَالِيهِ أَرْبَعِينَ أُوقِيَّةً وَبَقِيَ عِنْدَهُ مِثْلُ مَا
أَعْطَاهُمْ.
وَفِي «1» حَدِيثِ حَنَشِ بْنِ عُقَيْلٍ «2» سَقَانِي رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَرْبَةً مِنْ سَوِيقٍ شَرِبَ
أَوَّلَهَا وَشَرِبْتُ آخِرَهَا فَمَا بَرِحْتُ أَجِدُ شِبَعَهَا إِذَا
جُعْتُ وَرِيَّهَا إِذَا عَطِشْتُ وَبَرْدَهَا إِذَا ظَمِئْتُ.
وَأَعْطَى «3» قَتَادَةَ بْنَ النُّعْمَانِ «4» - وَصَلَّى معه العشاء في
ليلة
__________
(1) هذا حديث طويل رواه قاسم بن ثابت في الدلائل من طريق موسى بن عقبة عن
المسور بن محزمة عنه.
(2) بفتحتين وشين معجمة ابن عقيل أحد بني نفيلة بن مليك أخي غفار وروي عن
المسور بن محزمة قال: خرجنا مع عمر حجاجا حتى اذا كنا بالعرج اذا هاتف على
الطريق: قفوا، فوقفنا فقال: أفيكم رسول الله؟ فقال له عمر: أتعقل ما تقول؟
قال: نعم. قال: مات، فاسترجع فقال: من ولي بعده؟ قال: أبو بكر. قال: أهو
فيكم؟ قال: مات، فاسترجع وقال: من ولي بعده؟ قال عمر قال: أهو فيكم؟ قال هو
الذي يخاطبك، قال: الغوث الغوث، قال: فمن أنت؟ قال: أنا الحنش بن عقيل
لقيني رسول الله فدعاني الى الاسلام فأسلمت فسقاني فضلة سويق (الخ الحديث
الوارد في الاصل) ثم يممت رأس الابيض فما زلت فيه أنا وأهلي عشرة أعوام
أصلي خمسا في كل يوم وأصوم شهر رمضان وأذبح بعشر ذي الحجة نسكا، كذلك علمني
رسول الله صلّى الله عليه وسلم وقد أصابتني السنة، قال: قد أتاك الغوث،
الحقني على الماء، قال: فلما رجعنا سألنا صاحب الماء عنه فقال: ذاك قبره،
فأتاه عمر فترحم عليه واستغفر له.
(3) رواه أحمد عن أبي سعيد بسند صحيح.
(4) تقدمت ترجمته آنفا.
(1/641)
مُظْلِمَةٍ مَطِيرَةٍ «1» - عُرْجُونًا «2»
، وَقَالَ: انْطَلِقْ بِهِ فَإِنَّهُ سَيُضِيءُ لَكَ مِنْ بَيْنِ يَدَيْكَ
عَشْرًا «3» وَمِنْ خَلْفِكَ عَشْرًا.. فَإِذَا دَخَلْتَ بَيْتَكَ
فَسَتَرَى سَوَادًا فَاضْرِبْهُ حَتَّى يَخْرُجَ فَإِنَّهُ الشَّيْطَانُ..
فَانْطَلَقَ فَأَضَاءَ لَهُ الْعُرْجُونُ حَتَّى دَخَلَ بَيْتَهُ وَوَجَدَ
السَّوَادَ فَضَرَبَهُ حَتَّى خَرَجَ.
وَمِنْهَا «4» دَفْعُهُ لِعُكَاشَةَ «5» جِذْلَ «6» حَطَبٍ وَقَالَ:
اضْرِبْ بِهِ حِينَ انْكَسَرَ سَيْفُهُ يَوْمَ بَدْرٍ فَعَادَ فِي يَدِهِ
سَيْفًا صَارِمًا طَوِيلَ الْقَامَةِ أَبْيَضَ شَدِيدَ الْمَتْنِ ...
فَقَاتَلَ بِهِ ثُمَّ لَمْ يَزَلْ عِنْدَهُ يَشْهَدُ بِهِ الْمَوَاقِفَ
إِلَى أَنِ اسْتُشْهِدَ فِي قِتَالِ أَهْلِ الرِّدَّةِ وكان هذا السيف يسمى
العون «7»
__________
(1) مطيرة: كثيرة المطر.
(2) عرجونا: بضم العين المهملة والجيم وبكسر مع فتح الجيم وهو أصل الغدق
الذي يعوج ويقطع منه الشماريخ فبقي على النخل يابسا ولعله هو العذق مطلقا
وقيل اذا يبس مطلقا وهو الملائم لقوله تعالى: «حَتَّى عادَ كَالْعُرْجُونِ
الْقَدِيمِ» سورة يس آية 39
(3) أي عشرة أذرع.
(4) رواه البيهقي عن عكاشة رضي الله عنه.
(5) هو عكاشة بن محصن بن حرثان الأسدي من بني غنم، صحابي من أهل السرايا
يعد من أهل المدينة، شهد المشاهد كلها مع النبي صلّى الله عليه وسلم، وهو
الذي قال فيه صلى الله عليه وسلم «سبقك بها عكاشة» وقتل في حرب الردة بارض
نجد.
(6) جذل: بكسر جيم وبفتح وسكون ذال معجمة أي أصل شجرة وأراد به هنا عودا
وقيل هو الحطبة او الخشبة الغلظة.
(7) العون: بالمصدر للمبالغة او بمعنى المعين او المعان والمستعان.
(1/642)
وَدَفْعُهُ «1» لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ
جَحْشٍ «2» يَوْمَ أُحُدٍ- وَقَدْ ذَهَبَ سَيْفُهُ «3» - عَسِيبَ «4»
نَخْلٍ فَرَجَعَ فِي يَدِهِ سَيْفًا. وَمِنْهُ بَرَكَتُهُ فِي دُرُورِ
الشِّيَاهِ الْحَوَائِلِ «5» بِاللَّبَنِ الْكَثِيرِ كَقِصَّةِ «6» شَاةِ
أُمِّ مَعْبَدٍ «7» وَأَعْنُزِ «8» مُعَاوِيَةَ بْنِ ثَوْرٍ «9» وَشَاةِ
أَنَسٍ «10» وَغَنَمِ «11» حليمة «12» مرضعته
__________
(1) رواه البيهقي.
(2) هو ابن عمة النبي صلّى الله عليه وسلم وأسمها أميمة بنت عبد المطلب وهو
من المهاجرين بالهجرتين، ويسمى: المجدع لأنه استشهد بأحد وقيل بقطع أنفه
وأذنيه لأنه طلب ذلك من الله تعالى.
(3) جملة اعتراضية.
(4) عسيب نخل: أي جريدة منه مما لا خوص عليه وما نبت عليه الخوص فهو سعف
والخوص الاوراق.
(5) الحوائل: جمع حائلة وهي الشاة العديمة اللبن.
(6) رواه ابن سعد والطبراني عن أبي معبد الخزاعي.
(7) تقدمت ترجمته في ص «146» رقم «9» .
(8) وفد معاوية على النبي صلّى الله عليه وسلم وهو شيخ كبير ومعه ابنه بشر
فدعا له النبي صلّى الله عليه وسلم ومسح رأسه وأعطاه أعنزا عشرا فقال محمد
بن بشر بن معاوية ابن ثور في أبيه:
وأبي الذي مسح الرسول برأسه ... ودعا له بالخير والبركات
كما روى ذلك ابن سعد وابن شاهين عن الجعد بن عبد الله.
(9) هو معاوية بن ثور بن عبادة بن البكار العامري البكائي وفد على النبي
صلّى الله عليه وسلم فأعطاه ما تقدم تحت رقم (12) وقد ورد أن النبي صلّى
الله عليه وسلم علم معاوية وابنه بشرا يسن والفاتحة والمعوذات.
(10) تقدمت ترجمته في ص «47» رقم «1» .
(11) رواه ابو يعلى والطبراني وغيرهما بسند حسن.
(12) حليمة بنت عبد الله بن الحارث العدية وزوجها هو الحارث بن عبد العزى
وقد أسلمت هي وزوجها وأولادها وهي مرضعته صلّى الله عليه وسلم.
(1/643)
وَشَارِفِهَا «1» وَشَاةِ «2» عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ «3» وَكَانَتْ له لَمْ يَنْزُ «4» عَلَيْهَا فَحْلٌ
وَشَاةُ «5» الْمِقْدَادِ «6» .
وَمِنْ ذَلِكَ «7» تَزْوِيدُهُ أَصْحَابَهُ سِقَاءَ «8» مَاءٍ بَعْدَ أَنْ
أَوْكَاهُ «9» وَدَعَا فِيهِ.. فَلَمَّا حَضَرَتْهُمُ الصَّلَاةُ نَزَلُوا
فَحَلُّوهُ فَإِذَا بِهِ لَبَنٌ طَيِّبٌ وَزُبْدَةٌ فِي فَمِهِ.
مِنْ رِوَايَةِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ «10» . وَمَسَحَ «11» عَلَى رَأْسِ
عُمَيْرِ بْنِ سَعْدٍ «12» وَبَرَّكَ «13» فَمَاتَ وهو ابن ثمانين فما شاب.
__________
(1) شارفها: هي المسنة من النوق وقيل من الابل وقيل من المعز.
(2) رواه البيهقي.
(3) تقدمت ترجمته في ص «214» رقم «2» و «256» رقم «2» .
(4) لم ينز: لم يثب عليها فحل للضراب.
(5) رواه مسلم.
(6) هو المقداد بن عمرو ويعرف بابن الاسود الكندي البهراني الحضرمي، أبو
معبد او ابو عمرو، صحابي من الابطال وهو أحد السبعة الذين كانوا أول من
أظهر الاسلام، وأول من قاتل على فرس في سبيل الله، شهد بدرا وغيرها وسكن
المدينة وتوفي على مقربة منها فحمل اليها ودفن فيها.
(7) رواه ابن سعد عن سالم بن أبي الجعد مرسلا
(8) سقاء: بكسر السين المهملة وعاء.
(9) أوكاه: بألف بعد الكاف أي ربطه بالوكاء وهو خيط يشد به الوعاء.
(10) تقدمت ترجمته في ص «31» رقم «2» .
(11) لم يخوجه السيوطي.
(12) عمير بن سعد بن عبيد الأوسي الانصاري، صحابي من الولاة، الزهاد، شهد
فتوح الشام، واستعمله عمر على حمص فأقام سنة ودعاه الى المدينة فجاءها
فأراد عمر اعادته فأبى ومات في أيامه، وقيل: عاش الى خلافة معاوية، وكان
عمر يقول: وددت أن لي رجالا مثل عمير بن سعد أستعين بهم على أعمال
المسلمين.
(13) برك: دعا له بالبركة.
(1/644)
وَرُوِيَ مِثْلُ هَذِهِ الْقِصَصِ عَنْ
غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْهُمُ السَّائِبُ بْنُ يَزِيدَ «1» وَمَدْلُوكٍ «2» .
وَكَانَ يُوجَدُ لِعُتْبَةَ «3» بْنِ فَرْقَدٍ طِيبٌ يَغْلِبُ طِيبَ
نِسَائِهِ لِأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مسح
بيديه عَلَى بَطْنِهِ وَظَهْرِهِ «4» .
وَسَلَتَ «5» الدَّمَ عَنْ وَجْهِ عائذ «6» بن عمرو وكان جرح يَوْمَ
حُنَيْنٍ «7» وَدَعَا لَهُ فَكَانَتْ لَهُ غُرَّةٌ «8» كغرة الفرس «9» .
__________
(1) السائب بن يزيد بن سعد بن تمامة بن الاسود، صحابي، مولده قبيل السنة
الاولى من الهجرة، وكان مع أبيه يوم حج النبي صلّى الله عليه وسلم حجة
الوداع واستعمله عمر على سوق المدينة وهو آخر من توفي بها من الصحابة له في
الصحيحين 22 حديثا
(2) هو أبو سفيان القرازي له وفادة على النبي صلّى الله عليه وسلم مع
مواليه كان يسكن الشام وأتى النبي صلّى الله عليه وسلم فمسح برأسه فكان ما
مست يده أسود وسائر رأسه أبيض.
(3) هو أبو عبد الله عتبة بن فرقد بن يربوع السلمي الصحابي، شهد خيبر
وابتنى بالموصل دارا ومسجدا وابنه عمرو عد من الاولياء وسكن عتبة الكوفة
ويقال لأولاده الفراقده وولي الموصل.
(4) رواه الطبراني والبيهقي.
(5) سلت: من السلت وهو مختص باخراج المائع والرطب المتصق بشيء آخر يقال سلت
القصعة اذا أمر أصابعه على جوانبها لتنظف والمقصود هنا مسح ما على وجه عائذ
من الدم.
(6) هو عائذ بن عمرو بن هلال بن عبيد بن يزيد المزني أبو هبيرة- كان ممن
بايع تحت الشجرة وسكن البصرة ومات في إمارة ابن زياد.
(7) أي وقعة حنين التي وقعت مع هوازن سنة ثمان من الهجرة.
(8) غرة: وهي بياض منتشر طولا وعرضا في الوجه.
(9) رواه الطبراني.
(1/645)
وَمَسَحَ عَلَى رَأْسِ قَيْسِ «1» بْنِ
زَيْدٍ الْجُذَامِيِّ ودعا له فهلك وهو ابن مئة سَنَةٍ وَرَأْسُهُ أَبْيَضُ
«2» ، وَمَوْضِعُ كَفِّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَمَا مَرَّتْ يَدُهُ عَلَيْهِ من شعره أسود «3» .. فكان يُدْعَى
الْأَغَرَّ «4» .
وَرُوِيَ «5» مِثْلُ هَذِهِ الْحِكَايَةِ لِعَمْرِو بْنِ ثَعْلَبَةَ
الْجُهَنِيِّ «6» وَمَسَحَ وَجْهَ آخَرَ «7» فَمَا زَالَ عَلَى وَجْهِهِ
نُورٌ.
وَمَسَحَ «8» وَجْهَ قَتَادَةَ بْنِ مِلْحَانَ «9» فَكَانَ لِوَجْهِهِ
بَرِيقٌ حَتَّى كَانَ يُنْظَرُ فِي وَجْهِهِ كَمَا يُنْظَرُ فِي الْمِرْآةِ
«10» .
__________
(1) هو قيس بن زيد بن جبار الجذامي ويقال له: قيس الاغر وروي انه وفد عَلَى
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فولاه الرياسة على قرية
بين يديه ومسح على رأسه ودعا له وقال له: بارك الله فيك يا قيس، وكان ابنه
نائل سيد جذام بالشام.
(2) أي رأسه أبيض من الشيب.
(3) أي لم يشب بل بقي أسود اللون ببركته صلّى الله عليه وسلم.
(4) ذكره ابن الكلبي.
(5) رواه البيهقي.
(6) هو وهب بن عدي بن مالك البخاري الزهري، والجهني منسوب بالجهينة وهي
قبيلة معروفة.
(7) قال البرهان: «لا أعرفه» وقيل لعله خزيمة بن سواد بن الحارث لأنه روي
أنه مسح على وجهه فصارت له غرة بيضاء وقيل لعله طلحة بن أم سليم فانه روي
أنه صلّى الله عليه وسلم مسح بناصيته فكان كغرة.
(8) رواه أحمد والبيهقي.
(9) هو قتادة بن سلمان القيسي يعد في البصريين.
(10) المرآة: بكسر الميم اسم آلة من الرواية. والظاهر أن النظر في وجهه
مبالغة من صفائه وحسنه وليس المراد حقيقته.
(1/646)
ووضع «1» يده على رأس حنظلة بن «2» حذيم
وَبَرَّكَ «3» عَلَيْهِ فَكَانَ حَنْظَلَةُ يُؤْتَى بِالرَّجُلِ قَدْ
وَرِمَ وَجْهُهُ وَالشَّاةُ قَدْ وَرِمَ ضَرْعُهَا فَيُوضَعُ عَلَى
مَوْضِعِ كَفِّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم فيذهب الورم.
و «4» نفح «5» فِي وَجْهِ زَيْنَبَ «6» بِنْتِ أُمِّ سَلَمَةَ نَضْحَةً
مِنْ مَاءٍ فَمَا يُعْرَفُ كَانَ فِي وَجْهِ امْرَأَةٍ مِنَ الْجَمَالِ مَا
بِهَا.
وَمَسَحَ «7» عَلَى رَأْسِ صَبِيٍّ بِهِ عَاهَةٌ «8» فَبَرَأَ «9»
وَاسْتَوَى شَعْرُهُ.
ومثله روي «10» في خبر المهلب بن قبالة «11» وَعَلَى غَيْرِ وَاحِدٍ مِنَ
الصِّبْيَانِ وَالْمَرْضَى وَالْمَجَانِينِ فبرؤوا.
__________
(1) رواه البيهقي في حديث طويل مسندا وغيره.
(2) هو حنظلة بن خديم بن حنيفة التميمي، له ولأبيه ولجده صحبة.
(3) برك: بفتح الباء المعجمة الموحدة التحتية وتشديد الراء المهملة وفتح
الكاف أي دعا له بالبركة وقال: «بارك الله فيك» .
(4) رواه ابن عبد البر في الاستيعاب.
(5) نفح: بفتح النون وفتح الفاء المعجمة وفتح الحاء المهملة رش.
(6) هي زينب بنت أم سلمة، وأم سلمة هي أم المؤمنين واسمها هند، وقيل رملة
وأبوها حذيفة المعروف بزاد الراكب، فزينب ربيبة رسول الله صلّى الله عليه
وسلم، وأخت ابن الزبير من الرضاعة وكانت عند عبد الله بن زمقة فولدت له،
وكانت من أفقه أهل زمانها وأعقلهم، وزينب ولدت في أرض الحبشة فقدمت بها
أمها وكان اسمها برة فسماها رسول الله صلّى الله عليه وسلم زينب.
(7) هذا الحديث لم يخرجه السيوطي ولا غيره من الشراح.
(8) عاهة: أي عاهة من قرع او غيره.
(9) برأ بزنة ضرب وآخره مهموز أي زالت عاهته وشفي مما به أما برىء بكسر
الراء بمعنى خلق فمعتل.
(10) لم يخرجه السيوطي.
(11) قيل هو الذي جاء الى رسول الله صلّى الله عليه وسلم وبه أدرة وقيل:
أنهما قصتان وصاحب القصة الثانية هو المهلب بن يزيد بن عدي بن قنانة. وفد
على النبي صلى الله عليه وسلم وهو أقرع فمسح على رأسه فنبت شعره.
(1/647)
وَأَتَاهُ «1» رَجُلٌ بِهِ أُدْرَةٌ «2»
فَأَمَرَهُ أَنْ يَنْضَحَهَا بماء من عين مجّ «3» فيه ففعل فبرأ..
وعن «4» طاووس «5» لَمْ يُؤْتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ بِأَحَدٍ بِهِ مَسٌّ فَصَكَّ «6» فِي صَدْرِهِ إِلَّا ذَهَبَ
(الْمَسُّ الْجُنُونُ) وَمَجَّ فِي دَلْوٍ مِنْ بِئْرٍ ثُمَّ صَبَّ فِيهَا
فَفَاحَ مِنْهَا رِيحُ الْمِسْكِ.
وَأَخَذَ «7» قَبْضَةً مِنْ تُرَابٍ يَوْمَ حُنَيْنٍ وَرَمَى بِهَا فِي
وُجُوهِ الْكُفَّارِ وَقَالَ: شَاهَتِ «8» الوجوه فانصرفوا يمسحون القذى
«9» عن أعينهم.
وشكى «10» إِلَيْهِ أَبُو هُرَيْرَةَ «11» رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
النِّسْيَانَ فأمره ببسط
__________
(1) قال الدلجي «لا أعلم من رواه» .
(2) أدرة: بضم الهمزة وسكون الدال المهملة وفتح الراء المهملة وهاء وهو
انتفاخ في الخصيتين.
(3) مج: أي تفل.
(4) هذا الحديث موقوف على طاووس ولم يعلم من رواه عنه من المخرجين.
(5) هو طاووس بن كيسان اليماني، أبو عبد الرّحمن اليماني المشهور وهو من
أبناء الفرس وابنه ذكوان فلقب بطاووس لأنه طاووس القراء وكان رأسا في
التابعين حجة في العلم عاملا، زاهدا، توفي سنة ست او خمس ومائة وأخرج له
الستة حج أربعين حجة وصلّى الصبح بوضوء العشاء أربعين سنة، ودفن بمكة رضي
الله عنه.
(6) صك: بصاد مهملة وكاف مشددة أي ضرب صدره بيده المباركة.
(7) رواه أحمد عن وائل بن حجر مسندا. في حديث مشهور رواه مسلم عن سلمة بن
الاكوع.
(8) شاهت الوجوه: جملة دعائية بمعنى قبحت وقبحها الله وهي من الشوهة
والتشويه وهو القبح.
(9) القذى: بفتح القاف والذال المعجمة وألف مقصورة وهو ما يقع في العين من
التراب ويكون أيضا ما يقع في الماء المشروب ونحوه مما يكدره.
(10) رواه البخاري.
(11) تقدمت ترجمته في ص «30» رقم «5» .
(1/648)
ثَوْبِهِ وَغَرَفَ «1» بِيَدِهِ فِيهِ
ثُمَّ أَمَرَهُ بِضَمِّهِ فَفَعَلَ فَمَا نَسِيَ شَيْئًا بَعْدُ.
وَمَا يُرْوَى عنه فِي هَذَا كَثِيرٌ..
وَضَرَبَ «2» صَدْرَ جَرِيرِ «3» بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَدَعَا لَهُ وَكَانَ
ذَكَرَ لَهُ أَنَّهُ لَا يَثْبُتُ عَلَى الْخَيْلِ فَصَارَ مِنْ أفرس العرب
وأثبتهم.
ومسح «4» رَأْسِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ «5» زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ
وَهُوَ صَغِيرٌ وَكَانَ دَمِيمًا «6» وَدَعَا لَهُ بِالْبَرَكَةِ فضرع «7»
الرجال طولا وتماما.
__________
(1) غرف: أي فعل فعلا شبيها بمن يغرف من شيء ما.
(2) روي في الصحيحين.
(3) تقدمت ترجمته في ص «270» رقم «7» .
(4) رواه الزبير بن بكار عن إبراهيم بن محمد بن عبد العزيز الزبيري عن
أبيه.
(5) هو عبد الرّحمن بن زيد بن الخطاب القرشي العدوي أمه لبابة بنت أبي
لبابة الأنصارية. ولد سنة خمس، وقيل ولد سنة الهجرة وزوجه عمر بنته فاطمة
فولدت له: عبد الله وولى يزيد بعد معاوية عبد الرّحمن إمرة مكة.
(6) دميما: بدال مهملة: أي قبيحا ودميما لكونه هزيلا قصيرا والدمامة
بالمهملة المفتوحة في الخلق وبالمعجمة المضمومة في الخلق.
(7) ضرع: بضاء معجمة وراء مهملة مفتوحتين فعين مهملة أي طال وعلا وغلب.
(1/649)
|