الشفا بتعريف حقوق المصطفى محذوف الأسانيد

الفصل الرابع كيفية الصّلاة عليه والتسليم
عن أبي حُمَيْدٍ «1» السَّاعِدِيُّ: أَنَّهُمْ قَالُوا «2» : يَا رَسُولَ اللَّهِ..
كَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ؟ فَقَالَ: قُولُوا «3» : اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ.. وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.
وَفِي رِوَايَةِ مَالِكٍ «4» عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ «5» الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: قُولُوا:
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، وبارك
__________
(1) أبو حميد الساعدي: هو عبد الرحمن بن عمرو بن سعد وقيل: المنذر بن سعد وهو خزرجي مدني له صحبة، أخرج له الستة وأحمد في مسنده. وتوفى في حدود الستين
(2) الحديث اخرجه القاضي من موطأ لعلو السند لان بينه وبين مالك فيه ستة أشخاص من غير اجازة في الطريق.
(3) يستدل الشافعية به على فرضية الصلاة عليه في الصلاة.. لان الأصل في الأمر الوجوب. والاجماع قد قام على عدم وجوبها في غير الصلاة.
(4) تقدمت ترجمته في ج 1 ص «341» رقم «7» .
(5) تقدمت ترجمته في ج 1 ص «199» رقم «4» .

(2/160)


عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، فِي الْعَالَمِينَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.. وَالسَّلَامُ كَمَا قَدْ عُلِّمْتُمْ..
وَفِي رِوَايَةِ «1» كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ «2» اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ.. وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ.. إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.
وَعَنْ عُقْبَةَ «3» بْنِ عَمْرٍو فِي حَدِيثِهِ «4» اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ..
وَفِي رِوَايَةِ أَبِي سَعِيدٍ «5» الْخُدْرِيِّ «6» اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ عبدك ورسولك.. وذكر معناه.
عن عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ»
قَالَ: عَدَّهُنَّ «8» فِي يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم
__________
(1) رواية الأئمة الستة.
(2) كعب بن عجرة: هو ابو محمد. او أبو عبد الله، أو ابو اسحق من بني سالم بن عوف او من غيرهم صحابي شهد بيعة الرضوان وتوفي سنة اثنتين او احدى وخمسين، واخرج له الستة وغيرهم روى عنه الشعبي وابن سيرين وغيرهما. وهذا الحديث رواه عنه الأئمة الستة مرفوعا.
(3) عقبة بن عمرو: عبد الله الانصاري الصحابي توفي في المدينة سنة احدى وأربعين في ايام علي أو معاوية، وكان علي استخلفه على الكوفة لما خرج لصفين.
(4) الذي رواه احمد وابن حبان والدارقطني والبيهقي ومسلم بدون لفظ (النبي الامي)
(5) تقدمت ترجمته في ج 1 ص «63» رقم «1» .
(6) اخرجه الحاكم بسند في بعض رجاله كلام.. ورواه البخاري ايضا أورده من طريق آخر مسلسل وهو هنا (العد باليد) .
(7) تقدمت ترجمته في ج 1 ص «54» رقم «4» .
(8) عدهن: أي الكلمات الانية فالضمير مبهم مفسر بما بعده.

(2/161)


وَقَالَ: عَدَّهُنَّ فِي يَدِي جِبْرِيلُ. وَقَالَ: هَكَذَا نَزَلَتْ مِنْ عِنْدِ رَبِّ الْعِزَّةِ.. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ محمد كما باركت على إبراهيم وعلى إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ وَتَرَحَّمْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا تَرَحَّمْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ وَتَحَنَّنْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا تَحَنَّنْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إنك حميد مجيد، وسلم على محمد وعلى آل محمد كما سلمت عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ «1»
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ «2» عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «3» . مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَكْتَالَ بِالْمِكْيَالِ الْأَوْفَى إِذَا صَلَّى عَلَيْنَا أَهْلَ الْبَيْتِ فليقل: اللهم صلّى على
__________
(1) قال السبوطي في الجامع الكبير: قال الحاكم هكذا بلغنا هذا الحديث واسناده ضعف واخرجه الديلمي وابن منده والترمذي وقال العراقي: ضعيف جدا.. وعمرو ابن خالد كذاب وضاع، وكذا ابن مساور وحرب بن الحسن اورده الأزدي في الضعفاء وقال: حديثه لبس بذلك!. وقال ابن حجر في اماليه: اعتقادي انه موضوع.. وفي سنده ثلاثة ضعفاء وبعضهم من نسب الى الوضع والكذب. قلت: وجدت له متابعات تجبره وان لم يخل من الضعف. ووجدت له طريقا آخر عن أنس في مسنده، وذكر البرهان أنه رواه مسندا أيضا فتعدد هذه الطرق يقتضي انه غير موضوع غاية ما يقال فيه انه ضعيف فاعرفه، وقد علمت ان الحديث مسلسل وتقدم ان المسلسل ما توارد رواته على حالة واحدة او صفة في اسناده او صيغ أدائه.
(2) تقدمت ترجمته في ج 1 ص «31» رقم «5» .
(3) كما رواه ابو داود والطبراني وهو حديث صحيح.

(2/162)


مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ وَأَزْوَاجِهِ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ وَذُرِّيَّتِهِ وَأَهْلِ بيته كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.
وَفِي رِوَايَةِ «1» زَيْدِ بْنِ «2» خَارِجَةَ الْأَنْصَارِيِّ سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
كَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ؟ فَقَالَ: صَلُّوا وَاجْتَهِدُوا فِي الدُّعَاءِ، ثُمَّ قُولُوا: اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.
وَعَنْ سَلَامَةَ الْكِنْدِيِّ «3» : كَانَ عَلِيٌّ «4» يُعَلِّمُنَا «5» الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم «6» : اللهم داحي المدحوات «7» وبارىء «8» المسموكات «9»
__________
(1) رواه الديلمي في الفردوس، وأبو نعيم والنسائي والطحاوي والبغوي.
(2) تقدمت ترجمته في ج 1 ص «616» رقم «3» .
(3) سلامة الكندي: هو سلامة بن قيصر الحضرمي التابعي ذكره ابن حبان في الثقات
(4) تقدمت ترجمته في ج 1 ص «61» رقم «4» .
(5) وفي رواية (يعلم الناس) وهي من رواية ابن كثير في تفسيره عن طريق سعيد بن منصور.
(6) والحديث موقوف وقد صح سنده. قال الدلجي لكن اعل وان صحح سنده بأن روايته عنه مرسلة اذ لم يدرك عليا.. اهـ.. وهو مردود بما ذكره ابن حبان انه روى عن علي وروى عنه نوح بن قيس الطاحي.. اهـ.. ومثل هذا لا يقال في الارسال.. ثم رأيت ان الشيخ ابن كثير في تفسيره يقول: روينا من طريق سعيد ابن منصور وزيد بن الحباب ويزيد بن هارون ثلاثتهم عن نوح بن قيس. حدثنا سلامة الكندي ان عليا كان يعلم الناس. (الحديث) .
(7) وروي (المدحيات) ودحى بمعنى بسط قال تعالى «والارض بعد ذلك دحاها سورة النازعات آية «30» .
(8) بارىء: اسم فاعل من برأ بمعنى خلق على غير مثال. وروي (سامك) بدل بارىء.
(9) المسموكات: بمعنى المرفوعات، والمراد بها السماوات.

(2/163)


اجْعَلْ شَرَائِفَ «1» صَلَوَاتِكَ، وَنَوَامِيَ «2» بَرَكَاتِكَ، وَرَأْفَةَ تَحَنُّنِكَ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، الْفَاتِحِ لِمَا أُغْلِقَ، وَالْخَاتَمِ لِمَا سَبَقَ، وَالْمُعْلِنِ الْحَقَّ بِالْحَقِّ، وَالدَّامِغِ لِجَيْشَاتِ «3» الْأَبَاطِيلِ، كَمَا حُمِّلَ فَاضْطَلَعَ بِأَمْرِكَ لِطَاعَتِكَ، مُسْتَوْفِزًا «4» فِي مَرْضَاتِكَ، وَاعِيًا لِوَحْيِكَ، حَافِظًا لِعَهْدِكَ، مَاضِيًا عَلَى نَفَاذِ أَمْرِكَ، حَتَّى أَوْرَى «5» قَبَسًا «6» لِقَابِسٍ آلَاءُ «7» اللَّهِ، تَصِلُ بِأَهْلِهِ أَسْبَابَهُ، بِهِ هديت القلوب بعد خوضات «8» الفتن والإثم، وأنهج «9» موضحات «10» الأعلام «11» ،
__________
(1) شرائف: جمع شريفة وهي العالية رفيعه المقدار.
(2) نوامي: زيادات.
(3) جيشات: جمع جيشة وهي المرة من جاش يجيش اذا فار وارتفع.
(4) مستوفزا: حال من الضمير في حمل أو اضطلع. والاستيفاز الوثوب والانتصاب من قعود. والمراد هنا أي مسرعا مستعجلا في ما أمرته به.
(5) أورى: الزند قدحه لخروج النار شررا توقد منه.
(6) القبس: ما يتناول من الشعلة. (لعلي آتيكم بقبس أو اجد على النار هدى) سورة طه آية (10) والمراد أن النبي صلّى الله عليه وسلم لم يزل مجاهدا قائما على الحق حتى أظهره الله أبلج نيرا فاهتدى بنوره من كان في ظلمات الجهالة وقوله لقابس أي لقابل وطالب للحق.
(7) آلاء: جمع الى وفيه لغات بكسر الهمزة وبفتحها وبالتنوين فيهما والخامسة إلي بكسر فسكون فتنوين ومعناها النعم الالهية والسعادة الابدية في الدارين بواسطته صلّى الله عليه وسلم.
(8) خوضات: جمع خوضة وهي المرة من الخوض وهو الدخول في الماء ويستعار للدخول في كل أمر يذم.
(9) انهج: أي فتح نهجا وهو الطريق وفي نسخة (ابهج) بمعنى انار واشرق.
(10) موضحات: جمع موضحة اسم فاعل من الايضاح وهو الكشف والبيان.
(11) الاعلام: جمع علم وهو العلامة. أي صارت القلوب بما رزقت من الهداية منشورات الاعلام.

(2/164)


وَنَائِرَاتِ «1» الْأَحْكَامِ، وَمُنِيرَاتِ «2» الْإِسْلَامِ فَهُوَ أَمِينُكَ الْمَأْمُونُ، وَخَازِنُ عِلْمِكَ الْمَخْزُونِ وَشَهِيدُكَ «3» يَوْمَ الدِّينِ، وَبَعِيثُكَ «4» نعمة، ورسولك بالحق رحمة.. اللهم افسخ لَهُ فِي عَدْنِكَ «5» ، وَاجْزِهِ مُضَاعَفَاتِ الْخَيْرِ مِنْ فَضْلِكَ، مُهَنَّئَاتٍ «6» لَهُ غَيْرَ مُكَدَّرَاتٍ.
مِنْ فَوْزِ ثَوَابِكَ الْمَحْلُولِ «7» ، وَجَزِيلِ عَطَائِكَ الْمَعْلُولِ» .
اللَّهُمَّ أَعْلِ عَلَى بِنَاءِ النَّاسِ بِنَاءَهُ، وَأَكْرِمْ مَثْوَاهُ لَدَيْكَ ونزله، وأتم له نوره، وأجزه من اتبعائك لَهُ مَقْبُولَ الشَّهَادَةِ، وَمَرَضِيَّ الْمَقَالَةِ، ذَا مَنْطِقٍ عدل، وخطة «9» فصل «10» ، وبرهان عظيم «11» .
__________
(1) نائرات الاحكام: جمع نائرة اسم فاعل من النور والضياء من نار لازم بمعنى ظهر والفتح والاحكام أحكام الشريعة من الحلال والحرام وغيرهما.
(2) منيرات الاسلام: أي مظهرات أحكامه.
(3) شهيد: فعيل بمعنى فاعل: أي شاهد.
(4) بعيث: فعيل بمعنى مفعول. اي مبعوثك.
(5) عدنك: عدن بسكون الدال اسم للجنة ومعناها دار الاقامة والخلود. من عدن بمعنى اقام.
(6) مهنئات: جمع مهنأة بتشديد النون اسم مفعول من الهنىء وهو السائغ. وكل ما أتى من غير تضييق وتعب وهو حال من (مضاعفات) .
(7) المحلول: اسم مفعول من حل المكان إذا نزل أي الكائن في الجنة.
(8) المعلول: المضاعف من العلل وهو الشرب مرة بعد اخرى. ويقابله النهل وهو الشرب مرة. قال كعب: كأنه منهل بالراح منهول. فشبه عطاءه بمنهل عذب يرده العطاش. فهو استعارة والمراد أنه كثير لا ينقطع.
(9) خطة: بضم الخاء وتشديد الطاء وهي الامر والشأن.
(10) فصل: الفاصل بين الحق والباطل.
(11) وزاد أبو بكر في رواية فيها مجهول: (اللهم اجعلنا سامعين مطيعين، وأولياء مخلصين، ورفقاء مصاحبين. اللهم ابلغه منا السلام، واردد عليه منا السلام..) .

(2/165)


وَعَنْهُ «1» أَيْضًا فِي الصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «2» : «إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ على النبي «3» ..» الْآيَةَ لَبَّيْكَ «4» اللَّهُمَّ رَبِّي وَسَعْدَيْكَ «5» .. صَلَوَاتُ اللَّهِ الْبَرِّ الرَّحِيمِ، وَالْمَلَائِكَةِ الْمُقَرَّبِينَ، وَالنَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ، وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ، وَمَا سَبَّحَ لَكَ مِنْ شَيْءٍ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ، عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ خَاتَمِ النَّبِيِّينَ، وَسَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ، وَإِمَامِ الْمُتَّقِينَ، وَرَسُولِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، الشَّاهِدِ الْبَشِيرِ، الدَّاعِي إِلَيْكَ بِإِذْنِكَ، السِّرَاجِ الْمُنِيرِ، وَعَلَيْهِ السَّلَامُ «6» .
وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ «7» .. اللَّهُمَّ اجْعَلْ صَلَوَاتِكَ وَبَرَكَاتِكَ وَرَحْمَتِكَ عَلَى سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ، وَإِمَامِ الْمُتَّقِينَ، وَخَاتَمِ النَّبِيِّينَ، مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، إِمَامِ الْخَيْرِ وَرَسُولِ الرَّحْمَةِ.. اللَّهُمَّ ابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا يَغْبِطُهُ «8» فِيهِ الْأَوَّلُونَ والاخرون، اللهم صل على محمد وعلى
__________
(1) أي عن علي أيضا.
(2) قال الحافظ السخاوي: انه لم يقف على أصله.
(3) سورة الاحزاب (56) أي وتلا الاية كلها لتقع الجملة بعدها امتثالا لأمر الله
(4) لبيك: أي اجابة بعد اجابة.
(5) سعديك: أي اسعادا بعد اسعاد في طاعتك
(6) كما رواه ابن ماجة والبيهقي في شعب الايمان.
(7) تقدمت ترجمته في ج 1 ص «204» رقم «2» .
(8) يغبطه: أي يتمنى. والغبطة هي تمني النعمه دون تمني زوالها عن غيره.

(2/166)


آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.
وَكَانَ الْحَسَنُ «1» الْبَصْرِيُّ يَقُولُ: مَنْ أَرَادَ أَنْ يَشْرَبَ بِالْكَأْسِ الْأَوْفَى مِنْ حَوْضِ الْمُصْطَفَى فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ «2» وَأَصْحَابِهِ وَأَوْلَادِهِ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ وَأَصْهَارِهِ وَأَنْصَارِهِ وَأَشْيَاعِهِ وَمُحِبِّيهِ وَأُمَّتِهِ وَعَلَيْنَا مَعَهُمْ أَجْمَعِينَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
وَعَنْ طَاوُسٍ «3» عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ «4» أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ «5» : اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ شَفَاعَةَ مُحَمَّدٍ الْكُبْرَى وَارْفَعْ دَرَجَتَهُ الْعُلْيَا وَآتِهِ سُؤْلَهُ فِي الْآخِرَةِ وَالْأُولَى كَمَا آتَيْتَ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى..
وَعَنْ وُهَيْبِ «6» بْنِ الْوَرْدِ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُحَمَّدًا أَفْضَلَ مَا سَأَلَكَ لِنَفْسِهِ، وَأَعْطِ مُحَمَّدًا أَفْضَلَ مَا سَأَلَكَ له أحد من
__________
(1) تقدمت ترجمته في ج 1 ص «60» رقم «8» .
(2) ويروي (وعلى آل محمد) .
(3) تقدمت ترجمته في ج 1 ص «196» رقم «3» .
(4) تقدمت ترجمته في ج 1 ص «52» رقم «6» .
(5) في رواية عبد بن حميد وعبد الرزاق بسند جيد، واسماعيل القاضي في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عن ابن عباس.
(6) وهيب بن الورد وفي بعض النسج (وهب) ، ويقال: ابن أبي الورد المخزومي المكي الزاهد الثقة مولاهم، واسمه عبد الوهاب. ووهيب لقبه وكنيته أبو عثمان. روى عن عطاء مرسلا. وغيره. ورى عنه كثير. واخرج له مسلم واصحاب السنن، وله احاديث ومواعظ، توفي سنة ثلاث وخمسين ومئة.

(2/167)


خلقك، وأعط محمدا أفضل ما أنت مسؤول لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
وَعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ «1» رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ «2» : إِذَا صَلَّيْتُمْ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَحْسِنُوا الصَّلَاةَ عَلَيْهِ، فَإِنَّكُمْ لَا تَدْرُونَ لَعَلَّ ذَلِكَ يُعْرَضُ عَلَيْهِ وَقُولُوا: اللَّهُمَّ اجْعَلْ صَلَوَاتِكَ وَرَحْمَتِكَ وَبَرَكَاتِكَ عَلَى سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ، وَإِمَامِ الْمُتَّقِينَ، وَخَاتَمِ النَّبِيِّينَ، مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، إِمَامِ الْخَيْرِ وَقَائِدِ الْخَيْرِ وَرَسُولِ الرَّحْمَةِ. اللَّهُمَّ ابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا يَغْبِطُهُ فِيهِ الْأَوَّلُونَ وَالْآخِرُونَ.. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ على آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ.. إِنَّكَ حميد مجيد.
وما يؤثر من تَطْوِيلِ الصَّلَاةِ وَتَكْثِيرِ الثَّنَاءِ عَلَى أَهْلِ الْبَيْتِ وَغَيْرِهِمْ كَثِيرٌ.
وَقَوْلُهُ «3» وَالسَّلَامُ كَمَا قَدْ عَلِمْتُمْ.. هو ما علّمهم فِي التَّشَهُّدِ مِنْ قَوْلِهِ «السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين.
__________
(1) تقدمت ترجمته في ج 1 ص «214» رقم «2» .
(2) رواه عنه ابن ماجه والبيهقي، والديلمي، والدارقطني.
(3) قوله أي قول ابن مسعود.. موقوفا او مرفوعا.

(2/168)


وَفِي تَشَهُّدِ «1» عَلِيٍّ: السَّلَامُ عَلَى نَبِيِّ اللَّهِ، السَّلَامُ عَلَى أَنْبِيَاءِ اللَّهِ وَرُسُلِهِ السَّلَامُ عَلَى رسول الله، السَّلَامُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ. مَنْ غَابَ مِنْهُمْ ومن شهد.. اللهم اغفر لأهل بيته، واغفرلي وَلِوَالِدَيَّ «2» وَمَا وَلَدَا وَارْحَمْهُمَا..
السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ.
جَاءَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ عَنْ عَلِيٍّ: الدُّعَاءُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْغُفْرَانِ وَفِي حَدِيثِ الصَّلَاةِ عَلَيْهِ عَنْهُ أَيْضًا قَبْلَ الدُّعَاءِ لَهُ بِالرَّحْمَةِ وَلَمْ يَأْتِ فِي غَيْرِهِ مِنَ الْأَحَادِيثِ الْمَرْفُوعَةِ الْمَعْرُوفَةِ.
وَقَدْ ذَهَبَ أَبُو عُمَرَ «3» بْنُ عَبْدِ الْبَرِّ وَغَيْرُهُ، إِلَى أَنَّهُ لَا يُدْعَى لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالرَّحْمَةِ، وَإِنَّمَا يُدْعَى لَهُ بِالصَّلَاةِ وَالْبَرَكَةِ الَّتِي تَخْتَصُّ بِهِ، وَيُدْعَى لِغَيْرِهِ بِالرَّحْمَةِ والمغفرة.
__________
(1) روى التشهد من روايات كثيرة صحيحة ومعروفة ومسندة وهذا غير معروف سنده.
(2) أمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف، وهي اول هاشمية ولدت هاشميا.. أسلمت وتوفيت في المدينة وكفنها رسول الله صلى الله عليه وسلم في قميصة، واضطجع في قبرها وقال: جزاك الله من أم خيرا.. لانها ربته واحسنت صنيعها معه.. كما ذكره الطبري (في الرياض النضرة) .. وانما اضطجع في قبرها ليخفف عنها ضغطة القبر كما صرح به في الحديث.. وأبو طالب توفي كافرا على بعض الروايات فكيف يستغفر له وقد نهي عن الاستغفار للمشركين!. وارتضى السهيلي. ان استغفار علي لأبويه بناء على اسلامهما.
(3) تقدمت ترجمته في ج 1 ص «30» رقم «4» .

(2/169)


وَقَدْ ذَكَرَ أَبُو مُحَمَّدِ «1» بْنُ أَبِي زَيْدٍ فِي الصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
اللَّهُمَّ ارْحَمْ مُحَمَّدًا وَآلَ مُحَمَّدٍ، كَمَا تَرَحَّمْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَآلِ إِبْرَاهِيمَ وَلَمْ يَأْتِ هَذَا فِي حَدِيثٍ صَحِيحٍ «2» وَحُجَّتُهُ قَوْلُهُ فِي السَّلَامِ: السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وبركاته.
__________
(1) ابو محمد بن أبي زيد: الامام في مذهب مالك صاحب الرسالة المشهورة.
(2) قال الدلجي: اذ ما ورد بزيادتهما كله ضعيف.. وفيه: انه يعمل بالضعيف في فضائل الاعمال وانما يحتاج الى الحديث الصحيح او الحسن في الاحكام من الاقوال.. وقد ذكر النووي في شرح مسلم المختار ان الرحمة لا تذكر- وهذا مسلم لانه خلاف الاولى- وقد جزم في الاذكار بأنها بدعة ويقول القاري بان ما ورد من بعض الطرق ولو ضعيفا لا يعد بدعة لا سيما وهي لا تنافي السنة.

(2/170)