الشفا
بتعريف حقوق المصطفى محذوف الأسانيد الفصل الثالث المواطن التي يستحبّ فيها
الصّلاة والسّلام عليه
فِي الْمَوَاطِنِ الَّتِي يُسْتَحَبُّ فِيهَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ
عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَيُرَغَّبُ مِنْ ذَلِكَ فِي تَشَهُّدِ الصَّلَاةِ كَمَا قَدَّمْنَاهُ،
وذلك بعد التشهد وقبل الدعاء.
عن فضالة «1» بن عبيد قال «2» : «سَمِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.. رَجُلًا يَدْعُو فِي صَلَاتِهِ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَى
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.. عَجِلَ «3» هَذَا.. ثُمَّ دَعَاهُ فَقَالَ
لَهُ وَلِغَيْرِهِ «4» .. إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ يتحميد
اللَّهِ وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ، ثُمَّ لْيُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ لْيَدْعُ بَعْدُ بما شاء.
__________
(1) فضالة بن عبيد: بن فاقد بن قيس الانصارى الأوسي أبو محمد الصحابي ولي
قضاء دمشق لمعاوية. شهد أحدا والحديبية. توفي سنة ثلاث وخمسين ومئة، وأخرج
له احمد وغيره.
(2) الحديث اخرجه الترمذي في الدعوات وقال: صحيح.. واخرجه أبو داود ونحوه
في الصلاة وكذا النسائي وابن حبان والحاكم.
(3) عجل بتخفيف الجيم وكسرها وفي نسخة (عجل) بتشديدها وفتحها.
(4) وفي نسخة (او لغيره) .
(2/149)
وَيُرْوَى مِنْ غَيْرِ هَذَا السَّنَدِ «1»
«بِتَمْجِيدِ اللَّهِ» وَهُوَ أَصَحُّ «2» ..
وَعَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ «3» رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ «4» :
الدُّعَاءُ وَالصَّلَاةُ «5» مُعَلَّقٌ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ
فَلَا يَصْعَدُ إِلَى اللَّهِ مِنْهُ شَيْءٌ حَتَّى يُصَلَّى «6» عَلَى
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَعَنْ عَلِيٍّ «7» عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «8»
: بِمَعْنَاهُ..
وَعَنْ عَلِيٍّ: وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ..
وَرُوِيَ أَنَّ الدُّعَاءَ مَحْجُوبٌ حَتَّى يُصَلِّيَ الدَّاعِي عَلَى
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَنِ»
ابْنِ «10» مَسْعُودٍ. إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يَسْأَلَ اللَّهَ
شَيْئًا فَلْيَبْدَأْ بِمَدْحِهِ «11» وَالثَّنَاءِ عليه بما هو أهله ثم
يصلى على النبي صلى الله عليه وسلم.. ثم ليسأل فإنه أجدر أن ينجح..
__________
(1) أي برواية ابن ماجة بسند آخر.
(2) لقوة سنده لا من حيث المعنى.
(3) تقدمت ترجمته في ج 1 ص «113» رقم «4» .
(4) كما رواه الترمذي.
(5) لفظ (الصلاة) غير موجود عند الترمذي.
(6) وفي نسخة (يصلي) مبني للمعلوم.
(7) تقدمت ترجمته في ج 1 ص «54» رقم «4» .
(8) رواه ابو الشيخ في الثواب عنه والبيهقي. في الشعب ولفظه «محجوب حتى
يصلي على محمد وأهل بيته» وابن عساكر.
(9) رواه عبد الرزاق والطبراني بسند صحيح عنه.
(10) تقدمت ترجمته في ج 1 ص «214» رقم «2» .
(11) وفي نسخة (بحمده)
(2/150)
وَعَنْ جَابِرٍ «1» رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «2» :
لَا تَجْعَلُونِي كَقَدَحِ الرَّاكِبِ.. فَإِنَّ الرَّاكِبَ يَمْلَأُ
قَدَحَهُ «3» ثُمَّ يَضَعُهُ وَيَرْفَعُ مَتَاعَهُ.. فَإِنِ احْتَاجَ إِلَى
شَرَابٍ شَرِبَهُ أَوِ الْوُضُوءِ تَوَضَّأَ وَإِلَّا هَرَاقَهُ «4» ..
وَلَكِنِ اجْعَلُونِي فِي أَوَّلِ الدُّعَاءِ، وَأَوْسَطِهِ وَآخِرِهِ..
وَقَالَ ابْنُ عَطَاءٍ «5» لِلدُّعَاءِ أَرْكَانٌ، وَأَجْنِحَةٌ،
وَأَسْبَابٌ، وَأَوْقَاتٌ.. فَإِنْ وَافَقَ أَرْكَانَهُ قَوِيَ، وَإِنْ
وَافَقَ أَجْنِحَتَهُ طَارَ فِي السَّمَاءِ، وَإِنْ وَافَقَ مَوَاقِيتَهُ
فَازَ.. وَإِنْ وَافَقَ أَسْبَابَهُ أَنْجَحَ.
- فَأَرْكَانُهُ: حُضُورُ الْقَلْبِ، وَالرِّقَّةُ، وَالِاسْتِكَانَةُ،
وَالْخُشُوعُ، وَتَعَلُّقُ الْقَلْبِ بِاللَّهِ وَقَطْعُهُ مِنَ
الْأَسْبَابِ.
- وَأَجْنِحَتُهُ: الصِّدْقُ.
- وَمَوَاقِيتُهُ: الْأَسْحَارُ.
- وَأَسْبَابُهُ: الصَّلَاةُ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وسلم.
__________
(1) تقدمت ترجمته في ج 1 ص «154» رقم «1» .
(2) رواه البزار وأبو يعلى والبيهقي في شعب الايمان.
(3) قدح الراكب: اناء صغير من خشب يشرب به.
(4) هراقة: بفتح الهاء صبه، والهاء بدل من الهمزة. وفي نسخة (اهراقه) .
(5) ابن عطاء: أبو العباس احمد بن محمد بن سهل الادمي. وهو من اجل مشايخ
الصوفية توفي سنة تسع وثلاثمئة.
(2/151)
وَفِي الْحَدِيثِ «1» «الدُّعَاءُ بَيْنَ
الصَّلَاتَيْنِ لَا يُرَدُّ» .
وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ «2» «كُلُّ دُعَاءٍ مَحْجُوبٌ دُونَ السَّمَاءِ
فَإِذَا جَاءَتِ الصَّلَاةُ عَلَيَّ صَعِدَ الدُّعَاءُ» .
وَفِي دُعَاءِ ابْنِ عَبَّاسٍ «3» الَّذِي رَوَاهُ عَنْهُ حَنَشٌ «4»
فَقَالَ فِي آخِرِهِ «5» : وَاسْتَجِبْ دُعَائِي.. ثُمَّ تَبْدَأُ
بِالصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَتَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ
عَبْدِكِ وَنَبِيِّكِ وَرَسُولِكِ أَفْضَلَ مَا صَلَّيْتَ عَلَى أَحَدٍ
مِنْ خَلْقِكَ أَجْمَعِينَ آمِينَ.
وَمِنْ مُوَاطِنِ الصَّلَاةِ عَلَيْهِ عِنْدَ ذِكْرِهِ وَسَمَاعِ اسْمِهِ
أَوْ كِتَابَتِهِ «6» أَوْ عِنْدَ الْأَذَانِ.
وَقَدْ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «7» : «رَغِمَ «8» أَنْفُ
رجل ذكرت عنده فلم يصلي
__________
(1) لم يذكر من رواه.
(2) وهو مضمون حديث الترمذي عن عمر.
(3) تقدمت ترجمته في ج 1 ص «52» رقم «6» .
(4) حنش: هو ابن عبد الله بن عمرو بن حنظلة بن مهد أبو راشد التابعي
الصفاني. أحد الداخلين الى الاندلس في صدر الاسلام، وله رواية عن علي وابن
عباس وغيرهم.
(5) هذا الحديث لم يرو عنه في الكتب والذي لحنش عن ابن عباس حديث (يا غلام
اني اعلمك كلمات احفظ الله يحفظك) الحديث اخرجه الترمذي في الزهد.. وحديث
آخر عند ابن ماجه انه عليه السلام قال لابن مسعود (معك ماء؟ قال لا نبيذ في
سطيحه) اخرجه ابن ماجة في الطهارة. وليس له عن ابن عباس شيء في بقية
الكتب.. والحاصل ان هذا الحديث ليس له أصل.
(6) وفي نسخة (او كتابه)
(7) كما في رواية مسلم عن أبي هريرة. وتتمته (ورغم انف رجل دخل عليه رمضان
ثم انسلخ فيها قبل ان يغفر له. ورغم أنف رجل ادرك عنده أبواه الكبر فلم
يدخلاه الجنة» ورواه الحاكم وقال: هو صحيح الاسناد.
(8) رغم من الرغام بمعنى التراب والمقصود رغم انف فلان أي اذله الله.
(2/152)
عَلَيَّ» وَكَرِهَ ابْنُ حَبِيبٍ «1»
ذِكْرَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ الذَّبْحِ «2»
.
وَكَرِهَ سَحْنُونٌ «3» الصَّلَاةَ عَلَيْهِ عِنْدَ التَّعَجُّبِ «4» .
وَقَالَ: لَا يُصَلَّى عَلَيْهِ إِلَّا عَلَى طَرِيقِ الِاحْتِسَابِ
وَطَلَبِ الثَّوَابِ وقال أَصْبَغُ «5» عَنِ ابْنِ «6» الْقَاسِمِ:
مَوْطِنَانِ لَا يُذْكَرُ فِيهِمَا إِلَّا اللَّهُ الذَّبِيحَةُ
وَالْعُطَاسُ فَلَا تَقُلْ فِيهِمَا بَعْدَ ذِكْرِ اللَّهِ.. مُحَمَّدٌ
رَسُولُ اللَّهِ.. وَلَوْ قَالَ بَعْدَ ذِكْرِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ على
محمد لم يكن
__________
(1) ابن حبيب: هو عبد الملك بن حبيب بن سيمان بن هارون السلمي من ولد عباس
بن مرداس الصحابي.. وقيل: عبد الملك بن سليمان. وهو فقيه نحوي طبيب مفسر
محدث الا انه لم يكن له نقد ونظر تام في الحديث توفي سنة ثمان أو تسع
وثمانين ومئتين.
(2) وهو مذهب مالك. وقال غيره يستحب وانما ذكره لئلا يكون مما اهل به لغير
الله والى هذا ذهب الحنفية كما في المحيط.
(3) سحنون: الفقيه المشهور المالكي واسمه عبد السلام بن عبد السلام بن سعد
بن حبيب بن حسان التنوخي وهو بمرتبته من الكمال فضلا. وزهدا وسماحة ولد في
رمضان سنة ستين او احدى وستين ومئة وتوفي لتسع خلون من رجب سنة اربعين
ومئتين وعمره ثمانون سنة كما في الميزان.
(4) أي عند رواية أمر عجيب وهو مذهب مالك. واليه ذهب الشافعية كما فى
الاذكار للنووي.
(5) اصبغ: هو ابن فرج بن سعيد بن نافع أبو عبد الله الاموي مولى عمر بن عبد
العزيز المصري الفقيه يروي عن ابن وهب والداوردي وطائفة. وعنه البخاري
وجماعة.. قال ابن معين: كان اعلم خلق الله برأي مالك.. صدوق عالم ورع توفي
سنة خمس وعشرين ومئتين.
(6) ابن القاسم: عبد الرحمن بن القاسم بن خالد بن جبارة المصري امام الفقه
صاحب الامام مالك وهو ثقة حجة. توفى سنة احدى وتسعين ومئة، وارتحل الى
الامام مالك اثنى عشر مرة. أنفق فى كل مرة الف دينار:
(2/153)
تسمية له مع الله «1» .
وقال أَشْهَبُ «2» قَالَ: وَلَا يَنْبَغِي أَنْ تُجْعَلَ الصَّلَاةُ عَلَى
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِ اسْتِنَانًا «3» .
وَرَوَى النَّسَائِيُّ «4» عَنْ أَوْسِ «5» بْنِ أَوْسٍ عَنِ النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْأَمْرَ بِالْإِكْثَارِ مِنَ
الصَّلَاةِ عَلَيْهِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ.
وَمِنْ مواطن الصلاة والسلام دخول المسجد «6» .
__________
(1) ولكنه صلاة عليه بقية التقرب الى الله بالصلاة عليه فلا يكره، وعن أبي
سعيد الخدري عنه صلّى الله عليه وسلم قال: «من عطس فقال الحمد لله على كل
حال وصلّى الله على محمد وعلى أهل بيته أخرج الله عز وجل من منخره الايسر
طائرا يقول: اللهم اغفر لقائلها أخرجه الديلمى في الفردوس بسند لا بأس به
وعطس رجل عند ابن عمر فحمد الله فقال له: لقد خلت هلا حيث حمدت الله صليت
على نبيه ولذا رجح البيهقى استحباب الصلاة عليه عند العطاس، واليه ذهب
جماعة وقال الاخرون لا يستحب ولكل موطن ذكر يخصه واستدلوا بحديث لا تذكروني
فى ثلاث مواطن عند العطاس والذبيحة والتعجب وروي بعد تسمية الطعام بدل
التعجب أخرجه لديلمي في مسنده وفيه من اتهم بالوضع.
(2) اشرب: هو ابن عبد العزيز بن داود ابو عمرو بن القيسي المصري الفقيه
ويروي عن الليث ومالك وطائفة، وعنه سحنون وجماعة توفي بعد الشافعي بثمانية
عشر يوما وله أربع وستون سنة، اخرج له ابو داود والنسائي.. قال ابن يونس:
هو احد فقهاء مصر وذوي رأيها. وقال ابن عبد البر: كان فقيها حسن الرأي
والنظر فضله ابن عبد الحكم على ابن القاسم في الرأي.
(3) استنانا: أي سنة وطريقة لأنه تشريع فيما لم ينقل
(4) وابو داود وابن ماجة وابن حبان والحاكم وصححه.
(5) اوس بن اوس: الثقفي الصحابي.
(6) والخروج منه كما في الاذكاء للنووي.
(2/154)
قال ابو اسحق «1» بْنُ شَعْبَانَ:
وَيَنْبَغِي لِمَنْ دَخَلَ الْمَسْجِدَ أَنْ يصلى على النبي صلى الله عليه
وسلم وَعَلَى آلِهِ وَيَتَرَحَّمَ عَلَيْهِ، وَعَلَى آلِهِ، وَيُبَارِكَ
عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ، وَيُسَلِّمَ تَسْلِيمًا وَيَقُولُ: اللَّهُمَّ
اغفرلي ذُنُوبِي وَافْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ.. وَإِذَا خَرَجَ
فَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ وَجَعَلَ مَوْضِعَ رَحْمَتِكَ فَضْلِكَ.
وَقَالَ عَمْرُو «2» بْنُ دِينَارٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: فَإِذا
دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلى أَنْفُسِكُمْ «3» » قَالَ: إِنْ لَمْ
يَكُنْ فِي الْبَيْتِ أَحَدٌ فَقُلْ السَّلَامُ عَلَى النَّبِيِّ
وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ
اللَّهِ الصَّالِحِينَ.. السَّلَامُ عَلَى أَهْلِ الْبَيْتِ وَرَحْمَةُ
اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ.
قَالَ «4» ابْنُ عَبَّاسٍ»
: الْمُرَادُ بِالْبُيُوتِ هُنَا الْمَسَاجِدُ.
وَقَالَ النَّخَعِيُّ «6» : إِذَا لَمْ يَكُنْ فِي الْمَسْجِدِ أَحَدٌ
فَقُلْ: السَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ. وَإِذَا لَمْ يَكُنْ فِي الْبَيْتِ أَحَدٌ فَقُلْ: السَّلَامُ
عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصالحين.
__________
(1) ابو اسحق بن شعبان: المصري المالكي وقد تقدم. هو محمد قاسم المصري.
(2) عمرو بن دينار: هو أبو محمد مولى قيس الامام المكي التابعي توفي في سنة
ست وعشرين ومائه وله ترجمة في الميزان.
(3) سورة النور آية «61» .
(4) فيما رواه عند ابن أبي حاتم.
(5) تقدمت ترجمته في ج 1 ص «52» رقم «6» .
(6) تقدمت ترجمته في ج 1 ص «361» رقم «11» .
(2/155)
وَعَنْ عَلْقَمَةَ «1» : إِذَا دَخَلْتُ
الْمَسْجِدَ أَقُولُ: السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ
اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، صَلَّى اللَّهُ وَمَلَائِكَتُهُ عَلَى مُحَمَّدٍ.
وَنَحْوُهُ عَنْ كَعْبٍ «2» : إِذَا دَخَلَ وَإِذَا خَرَجَ وَلَمْ يَذْكُرِ
الصَّلَاةَ.
وَاحْتَجَّ ابْنُ شَعْبَانَ «3» لِمَا ذَكَرَهُ بِحَدِيثِ فَاطِمَةَ «4»
بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «5» أن النبي
صلى الله عليه وسلم كان يَفْعَلُهُ.. إِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ.
وَمِثْلُهُ عَنْ أَبِي بَكْرِ «6» بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ وَذَكَرَ
السَّلَامَ والرحمة وقد ذكر هَذَا الْحَدِيثَ آخِرَ الْقِسْمِ
وَالِاخْتِلَافَ فِي أَلْفَاظِهِ.
ومن مواطن الصلاة عليه الصلاة «7» على الجنائز. وذكر عن «8»
__________
(1) تقدمت ترجمته في ج 1 ص «545» رقم «5» .
(2) تقدمت ترجمته في ج 1 ص «58» رقم «3» .
(3) تقدمت ترجمته في ج 2 ص «155» رقم «1» .
(4) تقدمت ترجمته في ج 1 ص «630» رقم «12» .
(5) أخرج حديثها الترمذي في الصلاة وفيه ارسال فاطمة بنت الحسين. ولم يذكر
فَاطِمَةَ بِنْتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأخرجه
ابن ماجة في الصلاة أيضا.
(6) أبو بكر بن عمرو بن حزم: وهو محمد بن عمرو بن حزم قاضي المدينة وأميرها
ولد قبل وفاة النبي صلّى الله عليه وسلم بسنتين فسماه صلّى الله عليه وسلم
محمدا. وقيل: انه ولد بنجران وأبوه عامل عليها من قبله صلّى الله عليه وسلم
في سنة عشر من الهجرة فسماه أبو سليمان. وكتب بذلك الى رسول الله صلّى الله
عليه وسلم فأمره ان يسميه محمدا ويكنيه بعبد الملك ففعل. وتوفي سنة عشرين
ومئة واخرج له الستة.
(7) وهو عند الشافعي من أركانها بعد التكبيرة الثانية، ويقرأ بعد الاولى
سورة الفاتحة
(8) رواه النسائي بسند صحيح.
(2/156)
أَبِي «1» أُمَامَةَ: أَنَّهَا مِنَ
السُّنَّةِ.
وَمِنْ مَوَاطِنِ الصَّلَاةِ الَّتِي مَضَى عَلَيْهَا عَمَلُ الْأُمَّةِ
وَلَمْ تُنْكِرْهَا الصَّلَاةُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وَآلِهِ فِي الرَّسَائِلِ، وَمَا يُكْتَبُ بَعْدَ الْبَسْمَلَةِ،
وَلَمْ يَكُنْ هَذَا فِي الصَّدْرِ الْأَوَّلِ وَأُحْدِثَ عِنْدَ وِلَايَةِ
بَنِي هَاشِمٍ، فَمَضَى بِهِ عَمَلُ النَّاسِ فِي أَقْطَارِ الْأَرْضِ..
وَمِنْهُمْ مَنْ يَخْتِمُ بِهِ أَيْضًا الْكُتُبَ.
وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «2» : «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ فِي
كِتَابٍ لَمْ تَزَلِ الْمَلَائِكَةُ تَسْتَغْفِرُ لَهُ مَا دَامَ اسْمِي
فِي ذَلِكَ الْكِتَابِ» .
وَمِنْ مَوَاطِنِ السَّلَامِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: تَشَهُّدُ الصلاة.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ «3» عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «4» قَالَ: إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلْ:
التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلَامُ عليك
أيها النبي
__________
(1) ابو أمامة: قال الحلبي: أبو أمامة هذا الظاهر انه سعد بن سهل بن حنيف
بن واهب بن الحكم بن ثعلبة ابو امامة الانصاري. ولد في زمان رسول الله صلّى
الله عليه وسلم وسماه عليه السلام وكناه وبرك عليه، وحديثه مرسل. وروي عن
عمر. وعنه: الزهري ويحي بن سعد وخلق. توفى سنة مئة وأخرج له الستة.
(2) رواه الطبراني في الاوسط بسند حسن والخطيب في شرف اصحاب الحديث وأبو
الشيخ في الثواب والمستغفري وصاحب الترغيب بسند ضعيف وأورده ابن الجوزي في
الموضوعات، وقال ابن كثير إنه لم يصح.
(3) تقدمت ترجمته في ج 1 ص «214» رقم «2» .
(4) وقد رواه اصحاب الكتب الستة عنه.
(2/157)
وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ..
السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ فَإِنَّكُمْ
إِذَا قُلْتُمُوهَا أَصَابَتْ كُلَّ عَبْدٍ صَالِحٍ فِي السَّمَاءِ
وَالْأَرْضِ) هَذَا أَحَدُ مَوَاطِنِ التَّسْلِيمِ عَلَيْهِ وَسُنَّتُهُ
أَوَّلُ التَّشَهُّدِ.
وَقَدْ رَوَى مَالِكٌ «1» عَنِ ابْنِ عُمَرَ «2» أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ
ذَلِكَ: إِذَا فَرَغَ مِنْ تَشَهُّدِهِ وَأَرَادَ أَنْ يُسَلِّمَ.
وَاسْتَحَبَّ مَالِكٌ فِي الْمَبْسُوطِ «3» أَنْ يُسَلِّمَ بِمِثْلِ ذَلِكَ
قَبْلَ السَّلَامِ «4» .
قَالَ مُحَمَّدُ «5» بْنُ مَسْلَمَةَ: أَرَادَ مَا جَاءَ عَنْ عَائِشَةَ
«6» وَابْنِ عُمَرَ أَنَّهُمَا كَانَا يَقُولَانِ عِنْدَ سَلَامِهِمَا..
السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ
وَبَرَكَاتُهُ.. السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ
الصَّالِحِينَ.. السَّلَامُ عَلَيْكُمْ.
وَاسْتَحَبَّ أَهْلُ الْعِلْمِ أَنْ يَنْوِيَ الْإِنْسَانُ حِينَ سَلَامِهِ
«7» كُلَّ عَبْدٍ صَالِحٍ فِي السَّمَاءِ والأرض من الملائكة، وبني آدم،
والجن.
__________
(1) تقدمت ترجمته في ج 1 ص «341» رقم «7» .
(2) تقدمت ترجمته في ج 1 ص «180» رقم «1» .
(3) اسم كتاب له وفي نسخة (المبسوطة) .
(4) قال الدلجي: وليس هذا من مشهور مذهبه.
(5) محمد بن مسلمة: وهو محمد بن مسلمة بن هشام بن الوليد بن المغيرة توفي
سنة ست عشرة ومئتين.
(6) تقدمت ترجمته في ج ص «146» رقم «5» .
(7) وفي نسخة (عند سلامه)
(2/158)
قَالَ مَالِكٌ فِي الْمَجْمُوعَةِ:
وَأُحِبُّ لِلْمَأْمُومِ إِذَا سَلَّمَ إِمَامُهُ أَنْ يَقُولَ: السَّلَامُ
عَلَى النَّبِيِّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ.. السَّلَامُ عَلَيْنَا
وَعَلَى عِبَادِ الله الصالحين.. السلام عليكم..
(2/159)
|