الشمائل المحمدية للترمذي ط إحياء التراث

15- باب ما جاء في صفة مغفر رسول الله صلى الله عليه وسلم
105- حدثنا قتيبة بن سعيد. حدثنا مالك بن أنس عن ابن شهاب عن أنس بن مالك:
«أنّ النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة وعليه مغفر «1» ، فقيل له هذا ابن خطل «2» متعلق بأستار الكعبة فقال اقتلوه» «3» .
__________
(1) المغفر: بوزن المبضع زرد ينسج على قدر الرأس يلبس تحت القلنسوة.
(2) واسمه عبد العزى فلما أسلم سمي عبد الله. وتعلق بأستار الكعبة خوفا من القتل، وكان قد ارتد عن الاسلام بعد أن كتب الوحي، وقتل مسلما كان يخدمه لما أرسله النبي صلى الله عليه وسلم على الصدقة، نزل منزلا وأمره أن يذبح تيسا ويصنع له طعاما ثم نام فاستيقظ ولم يصنع له شيئا فعدا عليه فقتله، واتخذ قينتان تغنيان بهجاء المسلمين والرسول عليه الصلاة والسلام. والذي قتله هو أبو برزة الأسلمي ضرب عنقه بين الركن والمقام وهذا لا ينافي قوله صلى الله عليه وسلم «من دخل المسجد فهو آمن الخ» . لأن ابن خطل ممن استثناهم النبي صلى الله عليه وسلم، روى الدارقطني والحاكم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أربعة لا آمنهم لا في حل ولا في حرم، الحويرث بن نقيد، وابن خطل ومقيس بن صبابة، وعبد الله بن أبي السرح، وقد أسلم ابن أبي سرح فلم يقتل/ من شرح جسوس على الشمائل/.
(3) وأخرجه البخاري في الحج واللباس والجهاد والمغازي ومسلم في المناسك حديث رقم 1357 باب جواز دخول مكة بغير احرام وأبو داود في الجهاد والنسائي في الزينة وابن ماجة في الجهاد برقم 2805 والترمذي في الجهاد برقم 1693.

(1/80)


106- حدثنا عيسى بن أحمد «1» . حدثنا عبد الله بن وهب حدثني مالك بن أنس عن ابن شهاب عن أنس بن مالك:
«أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل مكة عام الفتح وعلى رأسه المغفر قال فلما نزعه جاءه رجل فقال له: إنّ ابن خطل متعلق بأستار الكعبة فقال اقتلوه، قال ابن شهاب، وبلغني أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يومئذ محرما» «2» .
__________
(1) عيسى بن أحمد: بن وردان العسقلاني، وثقه النسائي. توفي سنة «268» هـ.
(2) انظر تخريج الحديث السابق.

(1/81)


16- باب ما جاء في عمامة رسول الله صلى الله عليه وسلم
107- حدثنا محمد بن بشار. حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن حماد بن سلمة/ ح/ وحدثنا محمود بن غيلان حدثنا وكيع عن حمّاد بن سلمة عن أبي الزبير عن جابر قال:
«دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة يوم الفتح وعليه عمامة سوداء» «1» .
108- حدثنا ابن أبي عمر. حدثنا سفيان عن مساور الورّاق عن جعفر ابن عمرو بن حريث عن أبيه قال:
«رأيت على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم عمامة سوداء» «2» .
109- حدثنا محمود بن غيلان ويوسف بن عيسى قالا حدثنا وكيع عن مساور الورّاق عن جعفر بن عمرو بن حريث عن أبيه:
«أنّ النبي صلى الله عليه وسلم خطب النّاس وعليه عمامة سوداء» «3» .
__________
(1) وأخرجه مسلم في المناسك وأبو داود في اللباس برقم 4076 وابن ماجه في اللباس برقم 3585. وأخرجه الترمذي في الجهاد، وفي اللباس برقم 1735 والنسائي في الزينة.
(2) وأخرجه ابن ماجه في اللباس برقم 3584 وزاد فيه «يخطب على المنبر» وأبو داود في اللباس برقم 4077 ولفظه «رأيت النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر وعليه عمامة سوداء قد أرخى طرفها بين كتفيه» . وأخرجه مسلم في الحج باب جواز دخول مكة بلا احرام برقم 1359 والنسائي.
(3) انظر تخريج الحديث السابق.

(1/82)


110- حدثنا هارون بن إسحاق الهمذاني «1» . حدثنا يحيى بن محمد المدني «2» عن عبد العزيز بن محمد «3» عن عبيد الله بن عمر «4» عن نافع عن ابن عمر قال:
«كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا اعتمّ سدل عمامته بين كتفيه» «5»
قال نافع وكان ابن عمر يفعل ذلك قال عبيد الله ورأيت القاسم بن محمد وسالما يفعلان ذلك.
111- حدثنا يوسف بن عيسى. حدثنا وكيع حدثنا أبو سليمان وهو عبد الرحمن بن الغسيل عن عكرمة عن ابن عباس:
«أنّ النبي صلى الله عليه وسلم خطب الناس وعليه عمامة دسماء» «6» .
__________
(1) هارون بن اسحاق الهمذاني: الكوفي، الحافظ الثقة، متعبد، توفي سنة «258» هـ. خرج له النسائي وابن ماجه والمصنف.
(2) يحيى بن محمد المدني: نسبة إلى مدينة السلام على الأصح. صدوق يخطىء، من الطبقة العاشرة. خرج له أبو داود وابن ماجه والمصنف.
(3) عبد العزيز بن محمد: المدني حدّث من كتب غيره فأخطأ. قال النسائي حديثه عن عبد الله العمري منكر. وهو من الطبقة الثامنة، خرج له الجماعة.
(4) عبيد الله بن عمر: هو عبيد الله بن عبد الله بن عمر أخو سالم. توفي قبل أخيه سالم.
(5) وأخرجه الترمذي في اللباس برقم 1736 وهو مما تفرد به ومعنى «اعتم» أي لبس العمامة.
(6) أصل هذا الحديث عند البخاري في كتاب المناقب، مناقب الأنصار عن ابن الغسيل عن عكرمة عن ابن عباس قال «خرج رسول الله وعليه ملحفة متعطفا بها على منكبيه وعليه عصابة دسماء» وزاد فيه فضل الأنصار. والعصابة والعمامة بمعنى واحد، والدسماء المتلطخة بدسومة شعره من الطيب. وابن الغسيل، هو عبد الرحمن بن الغسيل، والغسيل هو حنظلة ولقب بالغسيل لأنه كان جنبا حين سمع نفير أحد فخرج مسرعا قبل أن يغتسل فلما استشهد رأى النبي صلى الله عليه وسلم الملائكة تغسله غسل الجنابة. ان ذلك كان في مرضه صلى الله عليه وسلم كما جاء عند البخاري في المناقب عن أنس قال «فصعد المنبر ولم يصعده بعد ذلك» .

(1/83)


17- باب ما جاء في صفة إزار رسول الله صلى الله عليه وسلم
112- حدثنا أحمد بن منيع. حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. حدثنا أيّوب عن حميد بن هلال «1» عن أبي بردة عن أبيه «2» قال:
«أخرجت إلينا عائشة رضي الله عنها كساء ملبّدا وإزارا غليظا، فقالت:
قبض روح رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذين» «3» .
113- حدثنا محمود بن غيلان. حدثنا أبو داود عن شعبة عن الأشعث بن سليم قال سمعت عمتي تحدث عن عمها «4» ، قال:
«بينا «5» أنا أمشي في المدينة إذا إنسان خلفي يقول: ارفع إزارك «6» فإنه
__________
(1) حميد بن هلال: البصري، ثقة توقف فيه ابن الأنباري لدخوله في عمل السلطان. وقال ابن قتادة: ما كانوا يفضلون أحدا عليه في العلم روى له الجماعة.
(2) أبوه هو موسى الأشعري الصحابي المشهور.
(3) وأخرجه مسلم في اللباس حديث رقم 2080. ولفظه (أخرجت الينا ازارا غليظا مما يصنع باليمن وكساء من التي يسمونها الملبدة قال: فأقسمت بالله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبض في هذين الثوبين) وأخرجه أبو داود في اللباس باب لباس الغليظ ك 26 ب 8 ح 4036 وابن ماجه والترمذي في اللباس برقم 1733 وأخرجه البخاري في اللباس والخمس. والملبدة: المرقعة أو التخينة التي صارت كاللبدة. والإزار: بكسر الهمزة: الملحفة، والمراد بالإزار ما يستر أسفل البدن، والرداء ما يستر أعلى البدن.
(4) عمة الأشعث اسمها رهم وعمها اسمه عبيد بن خالد المحاربي.
(5) في نسخة (بينما) باثبات الميم.
(6) أي ارفع إزارك عن الأرض.

(1/84)


أتقى «1» وأبقى، فإذا هو رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، فقلت يا رسول الله إنما هي بردة ملحاء «2» ، قال أمالك في أسوة؟ فنظرت فإذا إزاره إلى نصف ساقيه» «3» .
114- حدثنا سويد بن نصر. حدثنا عبد الله بن المبارك عن موسى بن عبيدة «4» عن أياس بن سلمة بن الأكوع «5» عن أبيه قال:
«كان عثمان بن عفان يأتزر إلى أنصاف ساقيه، وقال هكذا كانت إزرة صاحبي يعني النبي (صلى الله عليه وسلم) «6» .
115- حدثنا قتيبة بن سعيد. حدثنا أبو الأحوص عن أبي اسحاق عن مسلم بن نذير «7» عن حذيفة بن اليمان «8» قال:
«أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعضلة ساقي أو ساقه، فقال هذا موضع الازار فإن أبيت فأسفل، فإن أبيت فلا حقّ للازار في الكعبين» «9» .
__________
(1) في نسخة (أنقى) بالنون أي أنظف من الوسخ وأبقى أي أكثر دواما للثوب.
(2) بفتح الميم تأنيث أملح أي فيها بياض يخالطه سواد، فالملحاء التي فيها خطوط من سواد وبياض.
(3) أخرجه أحمد والبيهقي «الجامع الصغير» .
(4) موسى بن عبيدة: الزيدي، ضعفوه قال أحمد: لا تحل الرواية عنه. توفي سنة «153» هـ. خرج له ابن ماجه.
(5) سلمة بن الأكوع: ثقة، كان شجاعا راميا فاضلا شهد بيعة الرضوان، وغزا مع المصطفى سبع غزوات.
(6) وفي الباب عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ازرة المسلم الى نصف الساق ولا حرج أو لا جناح فيما بينه وبين الكعبين» أخرجه أبو داود برقم 4093 والنسائي وابن ماجه برقم 3573. ومعنى إزره: بكسر الهمزة وسكون الزاي، اسم للهيئة التي يكون عليها الإزار كالجلسة من الجلوس واللبسة من اللبس.
(7) مسلم بن نذير: الكوفي. قال الذهبي: صالح. خرّج له البخاري في الأدب والنسائي وابن ماجه. ويكنى بأبي الفياض.
(8) حذيفة بن اليمان: صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنافقين والفتن، أسلم قبل بدر وشهد أحدا، قتل أبوه في أحد قتله المسلمون خطأ، فوهب لهم دمه. توفي سنة «36» هـ أو غير ذلك.
(9) وأخرجه الترمذي في اللباس برقم 1784 وابن ماجه برقم 3572 والنسائي في الزينة والمعنى لا تستر الكعبين بالإزار.

(1/85)


18- باب ما جاء في مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم
116- حدثنا قتيبة بن سعيد. حدثنا ابن لهيعة «1» عن أبي يونس «2» عن أبي هريرة قال:
«ما رأيت شيئا أحسن من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كأن الشمس تجري في وجهه، ولا رأيت أحدا أسرع في مشيته من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كأنما الأرض تطوى له، إنا لنجهد أنفسنا وإنه لغير مكترث» «3» .
117- حدثنا علي بن حجر وغير واحد قالوا: أنبأنا عيسى بن يونس عن عمر بن عبد الله مولى غفرة، قال أخبرني ابراهيم بن محمد من ولد علي بن أبي طالب قال:
«كان عليّ إذا وصف النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: كان إذا مشى تقلع كأنما ينحط من صبب» «4» .
__________
(1) ابن لهيعة: اسمه عبد الله، الحضرمي، الفقيه المشهور، وقاضي مصر. قال الذهبي: ضعفوه، لكن حديث ابن وهب وابن المبارك وأبي عبد الرحمن المقرىء عنه أحسن وأجود. توفي سنة «174» هـ.
(2) أبي يونس: مولى أبي هريرة. قال صاحب التقريب: ثقة.
(3) الحديث أخرجه الترمذي في مناقب النبي صلى الله عليه وسلم برقم 3650 و «لنجهد» بضم النون وكسر الهاء ويجوز فتحهما.
(4) وأخرجه الترمذي في المناقب برقم 3642 وتكفأ: تقدم وفي نسخة «تكفي تكفيا» بلا همزة. ومعناه يميل الى أمامه ليرفع رجله من الأرض بكليته والصبب: المنحدر، أي كأنما ينزل في محل منحدر.

(1/86)


118- حدثنا سفيان بن وكيع قال حدثنا أبي عن المسعودي عن عثمان بن مسلم بن هرمز عن نافع بن جبير بن مطعم عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قال:
«كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا مشى تكفأ تكفّؤا كأنما ينحط من صبب» .

(1/87)


19- باب ما جاء في تقنّع رسول الله صلى الله عليه وسلم
119- حدثنا يوسف بن عيسى. حدثنا وكيع. حدثنا الربيع بن صبيح عن يزيد بن أبان عن أنس بن مالك قال:
«كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر القناع كأنّ ثوبه ثوب زيّات» «1» .
__________
(1) سبق هذا الحديث برقم 32 والقناع خرقة توضع على الرأس حين استعمال الدهن.

(1/88)