الشمائل المحمدية للترمذي ط إحياء التراث

29- باب ما جاء في صفة فاكهة رسول الله صلى الله عليه وسلم
188- حدثنا إسماعيل بن موسى الفزاري «1» . حدثنا ابراهيم بن سعد عن أبيه «2» عن عبد الله بن جعفر قال:
«كان النبي صلى الله عليه وسلم يأكل القثاء بالرطب» «3» .
189- حدثنا عبدة بن عبد الله الخزاعي البصري. حدثنا معاوية بن هشام عن سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها:
«أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يأكل البطيخ بالرّطب» «4» .
190- حدثنا إبراهيم بن يعقوب. حدثنا وهب بن جرير. حدثنا أبي قال:
سمعت حميد (يقول) أو قال حدثني حميد قال وهب: وكان صديقا له «5» عن أنس بن مالك قال:
__________
(1) إسماعيل بن موسى: صدوق رمي بالرفض، من الطبقة العاشرة، خرج له البخاري في خلق الأفعال وأبو داود وابن ماجه.
(2) سعد بن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني، ثقة عابد، من الطبقة الخامسة. روى له الجماعة.
(3) أخرجه الترمذي في الأطعمة برقم 1845 والبخاري في الاطعمة ومسلم فيه وابو داود فيه برقم 3835 وابن ماجه. والقثاء يشبه الخيار ولكنه أكبر منه.
(4) وأخرجه الترمذي في الأطعمة برقم 1844 وابو داود في الاطعمة برقم 3836 والنسائي مختصرا.
(5) أي كان حميد صديقا لجرير.

(1/121)


«رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع بين الخربز «1» والرّطب» «2» .
191- حدثنا محمد بن يحيى. حدثنا محمد بن عبد العزيز الرملي «3» حدثنا عبد الله بن يزيد بن الصلت «4» عن محمد بن إسحاق عن يزيد بن رومان «5» عن عروة عن عائشة رضي الله عنها:
«أن النبي صلى الله عليه وسلم أكل البطيخ بالرطب» «6» .
192- حدثنا قتيبة بن سعيد عن مالك بن أنس/ ح/ وحدثنا إسحاق بن موسى حدثنا معن. حدثنا مالك عن سهيل بن أبي صالح عن أبي هريرة قال:
«كان الناس إذا رأوا أول الثمر جاءوا به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا أخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اللهم بارك لنا في ثمارنا وبارك لنا في مدينتنا وبارك «7» لنا في صاعنا وفي مدّنا، اللهم إن ابراهيم عبدك وخليلك ونبيك وإني عبدك ونبيك وإنه دعاك لمكة «8» وإني أدعوك للمدينة بمثل ما دعاك به لمكة ومثله معه قال: ثم يدعو أصغر وليد «9» يراه فيعطيه ذلك الثمر» «10» .
__________
(1) الخربز: هو بكسر الخاء البطيخ وهو معرب عن الفارسية.
(2) أخرجه احمد والنسائي «الجامع الصغير» .
(3) محمد بن عبد العزيز الرملي: نسبة إلى الرملة في الشام. قال يعقوب الفسوي: حافظ ولينه غيره خرج له البخاري والنسائي.
(4) عبد الله بن يزيد بن الصلت: القاهري مولى الزبير، قال جرير بن حازم: ثقة. خرج له النسائي.
(5) يزيد بن رومان: المدني قال الذهبي: واه وقال أبو حاتم: متروك. خرج له الجماعة.
(6) أخرجه الترمذي في الاطعمة برقم 1844 وابو داود في الاطعمة برقم 3836 وزاد «فيقول نكسر حرّ هذا ببرد هذا، وبرد هذا بحر هذا» وأخرجه النسائي مختصرا.
(7) ببركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لها كان في قليل ثمارها كفاية لكثير سكانها/ والله أعلم/.
(8) قال تعالى في سورة ابراهيم 37 رَبَّنا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ. رَبَّنا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَراتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ.
(9) الوليد: ولد. أي يدعو أصغر طفل.
(10) أخرجه الترمذي في الدعوات برقم 1451 ومسلم في الحج برقم 1373 وابن ماجه في الأطعمة برقم 3929 وإيثار الحج بذلك لشدة فرحهم به أو لتكون مناسبة بين الباكورة في الرطب والصغار منهم أقرب العهد بالخلق والايجاد/ والله أعلم/.

(1/122)


193- حدثنا محمد بن حميد الرازي. حدثنا إبراهيم بن المختار «1» عن محمد بن إسحاق عن أبي عبيد بن محمد بن عمار بن ياسر «2» عن الربيع «3» بنت معوذ بن عفراء قالت:
«بعثني معاذ بن عفراء «4» بقناع من رطب وعليه أجر «5» من قثاء زغب «6» وكان صلى الله عليه وسلم يحب القثاء فأتيته به وعنده حلية «7» قد قدمت عليه من البحرين «8» فملأ يده منها فأعطانيه «9» » «10» .
194- حدثنا علي بن حجر حدثنا شريك عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن الربيع بنت معوذ بن عفراء قالت:
«أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بقناع من رطب وأجر زغب. فأعطاني ملء كفه حليا أو قالت ذهبا» «11» .
__________
(1) إبراهيم بن مختار: ضعفوه، من الطبقة الثامنة، خرج له البخاري في تاريخه وابن ماجه.
(2) محمد بن عمار بن ياسر: قيل مقبول، من الطبقة الرابعة. خرج له الاربعة. وهو أخو سلمة.
(3) بتشديد الراء المضمومة وفتح الباء، وبتشديد الياء المكسورة. الصحابية الأنصارية، ومعوذ بضم الميم وفتح العين وكسر الواو، والربيع ممن بايع النبي صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة بيعة الرضوان روى عنها أهل المدينة، وأبوها معوذ هو أحد الذين قتلوا أبا جهل بن هشام عدو الله يوم بدر، وفي البخاري في الجهاد والطب. عنها قالت (كنا نغزوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نسقي القوم ونخدمهم ونرد القتلى والجرحى إلى المدينة) / من تهذيب الاسماء واللغات للنووي 2/ 344.
(4) وهو عمها، واشترك هو وأخوه معوذ في قتل أبي جهل ببدر، وتم أمر قتله على يد ابن مسعود وهو مجروح مطروح يتكلم حتى قال له (لقد رقيت مرقى عاليا يا رويعي الغنم) .
(5) القناع: الطبق الذي يؤكل فيه، وقوله (أجر) بفتح الهمزة وسكون الجيم، أي وعلى القناع أجر، وهو جمع جرو، وهو الصغير من كل شيء حيوانا كان أو غيره.
(6) الزغب: بضم الزاي وسكون الغين جمع أزغب من الزغب بفتحتين، وهو صغار الريش أول طلوعه أشبه ما يكون على القثاء الصغيرة مما يشبه أطراف الريش أول طلوعه.
(7) الحلية بالكسر فسكون اسم لما يتزين به من نقد أو غيره.
(8) أي من خراج البحرين.
(9) وهذا من سخائه صلى الله عليه وسلم وفيه مناسبة الحلية للمرأة وفي «أعطانيه» إجراء للضمير المنفصل مجرى المتصل والأصل أعطاني إياه.
(10) أخرجه الطبراني/ الجامع الصغير/ القسم المتعلق بالقثاء.
(11) أنظر تخريج الحديث السابق.

(1/123)


30- باب ما جاء في صفة شراب رسول الله صلى الله عليه وسلم
195- حدثنا ابن أبي عمر. حدثنا سفيان عن معمر عن الزهيري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت:
«كان أحب الشراب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الحلو البارد» «1» .
196- حدثنا أحمد بن منيع. حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. حدثنا علي بن زيد «2» عن عمر/ هو ابن أبي حرملة «3» عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
«دخلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وخالد بن الوليد على ميمونة، فجاءتنا بإناء من لبن فشرب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا على يمينه وخالد عن شماله فقال لي الشربة لك، فان شئت آثرت بها خالدا، فقلت ما كنت لأوثر على سؤرك «4» أحدا، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أطعمه الله طعاما فليقل اللهم بارك لنا فيه وأطعمنا خيرا منه، ومن سقاه الله عز وجل لبنا فليقل اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه. ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس شيء يجزىء مكان الطعام والشراب غير اللبن» «5» .
__________
(1) وأخرجه الترمذي في الاشربة برقم 1897 وهو مما تفرد به.
(2) علي بن زيد بن عبد الله بن زهير بن عبد الله بن جدعان البصري، وهو أحد الحفاظ بالبصرة قال الدارقطني لا يزال عندي فيه لين توفي سنة «131» هـ خرج له البخاري في الأدب والخمسة.
(3) عمر بن أبي حرملة: من الطبقة الرابعة خرج لها أبو داود والنسائي.
(4) السؤر: المراد به ما بقي في الاناء بعد شرب النبي صلى الله عليه وسلم.
(5) وأخرجه ابن ماجه في الأشربة برقم 3426 مختصرا. وفي الباب عن أنس «أتي النبي صلى الله عليه وسلم بقدح لبن قد شيب بماء فشرب وعن يساره ابو بكر وعن

(1/124)


قال أبو عيسى هكذا روى سفيان بن عيينه هذا الحديث عن معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها. ورواه عبد الله بن المبارك وعبد الرزاق وغير واحد عن معمر عن الزهري عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا ولم يذكروا فيه عن عروة عن عائشة. وهكذا روى يونس وغير واحد عن الزهري عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا.
قال أبو عيسى إنما أسنده ابن عيينة من بين الناس قال أبو عيسى وميمونة بنت الحارث زوج النبي صلى الله عليه وسلم هي خالة ابن الوليد وخالة ابن عباس وخالة يزيد بن الأصم رضي الله عنهم.
واختلف الناس في رواية هذا الحديث عن علي بن زيد بن جدعان فروى بعضهم عن علي بن زيد عن عمر بن أبي حرملة وروى شعبة عن علي بن زيد فقال عن عمرو بن حرملة والصحيح عمر بن أبي حرملة.
__________
يمينه أعرابي، فأعطى الاعرابي فضله وقال الأيمن فالأيمن» أخرجه الستة إلا النسائي. أبو داود في الاشربة برقم 3725. والترمذي برقم 1894. ومسلم برقم 2029. وعن سهل بن سعد عند الشيخين.

(1/125)


31- باب ما جاء في صفة شرب رسول الله صلى الله عليه وسلم
197- حدثنا أحمد بن منيع. حدثنا هشيم. حدثنا عاصم الأحول وغيره عن الشعبي عن ابن عباس رضي الله عنهما:
«أن النبي صلى الله عليه وسلم شرب من زمزم وهو قائم» «1» .
198- حدثنا قتيبة بن سعيد. حدثنا محمد بن جعفر عن حسين المعلم «2» عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده «3» قال:
«رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرب قائما وقاعدا» «4» .
199- حدثنا علي بن حجر. قال حدثنا ابن المبارك. عن عاصم الأحول عن الشعبي. عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
«سقيت النبي صلى الله عليه وسلم من زمزم فشرب وهو قائم» «5» .
__________
(1) أخرجه الترمذي في الاشربة برقم 1883 والبخاري في الحج والاشربة ومسلم برقم 2027 والنسائي في الحج وابن ماجه في الاشرب.
(2) حسين بن المعلم: بن الذكوان، ثقة ربما وهم. خرج له الجماعة.
(3) عمرو بن شعيب: قال البخاري: رأيت أحمد وابن المديني وإسحاق وعامة أصحابنا يحتجون به. مات سنة «118» هـ. وأبوه: شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص: صدوق ثبت من الطبقة الثالثة. خرج له البخاري والأربعة وجده: عبد الله بن عمرو: الصحابي ابن الصحابي ابن الصحابية كان أكثر تلقيا وأخذا للعلم عن المصطفى من أبيه.
(4) أخرجه الترمذي في الاشربة برقم 1884. والحديث يدل على جواز الشرب قائما وقاعدا. / والله أعلم/.
(5) انظر تخريج الحديث السابق.

(1/126)


200- حدثنا ابو كريب- محمد بن العلاء- ومحمد بن طريف الكوفي «1» قالا حدثنا ابن الفضيل عن الاعمش «2» عن عبد الملك بن ميسرة «3» عن النزال «4» بن سبرة قال:
«أتى عليّ رضي الله عنه بكوز من ماء وهو في الرحبة «5» فأخذ منه كفا فغسل يديه ومضمض واستنشق ومسح وجهه وذراعيه ورأسه، ثم شرب منه وهو قائم ثم قال: هذا وضوء من لم يحدث «6» هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل» «7» .
201- حدثنا قتيبة بن سعيد ويوسف بن حماد «8» قالا: حدثنا عبد الوارث بن سعيد «9» عن أبي عاصم «10» عن أنس بن مالك رضي الله عنه:
__________
(1) محمد بن طريف الكوفي: أبو جعفر، ثقة، توفي سنة «242» هـ خرج له مسلم وأبو داود وابن ماجه.
(2) الأعمش: سليمان بن مهران الكوفي، أحد الأعلام، توفي سنة «148» هـ. خرج له الجماعة.
(3) عبد الملك بن ميسرة: الكوفي، ثقة من الطبقة الرابعة. خرج له الستة.
(4) النزال: بتشديد النون المفتوحة وتشديد الزاي: الهلالي الكوفي له صحبة، خرج له الجماعة غير مسلم.
(5) مكان في الكوفة أو رحبة المسجد بفتح الراء والحاء، وقد تسكن وهي المكان المتسع.
(6) هذا الوضوء هو الوضوء اللغوي والمراد به التنظيف.
(7) وأخرجه ابو داود في الاشربة برقم 3718 والبخاري وأحمد. وذكر هذا الحديث هنا لورود قوله «شرب وهو قائم» . وفي شرح مسلم للنووي 13/ 195 أن شربه صلى الله عليه وسلم قائما للجواز وما ورد من النهي عن الشرب قائما، فمحمول على التنزيه جمعا بين الأحاديث.
(8) يوسف بن حماد: ثقة خرج له مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه توفي سنة «245» هـ.
(9) عبد الوارث بن سعيد: بن ذكوان البصري، الحافظ، كان فصيحا معربا مفوها ثبتا صالحا، رمي بالقدر. توفي سنة «180» هـ.
(10) البصري قيل اسمه ثمامه وقيل خالد بن عبيد العتكي، روى له مسلم وأبو داود والنسائي.

(1/127)


«أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتنفس في الاناء ثلاثا إذا شرب، ويقول هو أمرأ وأروى» «1» .
202- حدثنا علي بن خشرم حدثنا عيسى بن يونس عن رشدين بن كريب «2» عن أبيه عن ابن عباس رضي الله عنهما:
«أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا شرب تنفس مرتين» «3» .
203- حدثنا ابن أبي عمر. حدثنا سفيان عن يزيد بن يزيد بن جابر «4» عن عبد الرحمن بن أبي عمرة «5» عن جدته كبشة «6» قالت:
«دخل عليّ النبي صلى الله عليه وسلم فشرب من في قربة «7» معلقة قائما، فقمت إلى فيها «8» فقطعته» «9» .
204- حدثنا محمد بن بشار. حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. حدثنا عزرة ابن ثابت الانصاري عن ثمامة بن عبد الله قال:
__________
(1) أخرجه الترمذي في الاشربة برقم 1885 ومسلم برقم 2028، وأبو داود برقم 3727 والنسائي، ومعنى أمرأ: أي أسوغ.
(2) رشدين بن كريب: العباسي، قال البخاري: رشدين هذا منكر الحديث. وأبوه كريب بن أبي مسلم الهاشمي المدني مولى ابن عباس. قال الذهبي: وثقوه. توفي سنة «98» هـ. خرج له الجماعة.
(3) أخرجه الترمذي في الاشربة برقم 1887 وابن ماجه برقم 3417 وعن ابن عباس عنه الترمذي برقم 1886 عن النبي صلى الله عليه وسلم «قال لا تشربوا واحدا كشرب البعير ولكن اشربوا مثنى وثلاث وسموا إذا أنتم شربتم واحمدوا إذا أنتم رفعتم» .
(4) يزيد بن يزيد بن جابر: الدمشقي، كان ثقة صالحا. توفي سنة «133» هـ خرج له مسلم وأبو داود والنسائي.
(5) عبد الرحمن بن أبي عمرة: الأنصاري البخاري القاضي، قيل ولد في عهد المصطفى وليس له صحبة. خرج له الجماعة.
(6) كبشة بنت ثابت الانصارية أخت حسان لها صحبة.
(7) أي من فم قربة، والقربة، جلد مدبوغ يوضع فيه الماء.
(8) قامت إلى فم القربة فقطعته.
(9) وأخرجه الترمذي في الاشربة برقم 1893 وابن ماجه في الاشربة برقم 1423 وزاد «تبتغي بركة موضع فم الرسول صلى الله عليه وسلم» .

(1/128)


«كان أنس بن مالك يتنفس في الاناء ثلاثا. وزعم أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتنفس في الاناء ثلاثا» «1» .
205- حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن. حدثنا أبو عاصم عن ابن جريج عن عبد الكريم «2» عن البراء بن زيد ابن ابنة أنس بن مالك عن أنس بن مالك:
«أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على أم سليم «3» وقربة معلقة فشرب من فم القربة وهو قائم فقامت أم سليم إلى رأس القربة فقطعتها «4» » «5» .
206- حدثنا أحمد بن نصر النيسابوري «6» . حدثنا إسحاق بن محمد الفروي «7» حدثتنا عبيدة بنت نائل «8» عن عائشة بنت سعد بن أبي وقاص عن أبيها «9» .
«أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يشرب قائما» «10» .
قال أبو عيسى: وقال بعضهم عبيدة بنت نابل.
__________
(1) انظر تخريج الحديث السابق.
(2) عبد الكريم: بن مالك الحضرمي كان حافظا مكثرا توفي سنة 127 هـ خرج له الجماعة.
(3) وهي أم أنس بن مالك.
(4) في نسخة فقطعته.
(5) أخرجه أحمد، وأشار اليه الترمذي بعد حديث 1892.
(6) أحمد بن نصر: بن زياد القرشي النيسابوري المقرىء أحد الأئمة الزهاد. توفي سنة «245» هـ.
(7) إسحاق بن محمد الفروي: قال أبو حاتم: صدوق ربما لقن لذهاب بصره، وقال مرة مضطرب. ووهاه أبو داود توفي سنة «220» هـ. خرج له البخاري.
(8) عبيدة بنت نائل: من الطبقة السابعة، خرج لها المصنف قال صاحب التهذيب: ذكرها ابن حبان في الثقات.
(9) عائشة بنت سعد بن وقاص: الزهرية المدنية، ثقة من الرابعة، عمرت حتى أدركها مالك. توفيت سنة «117» هـ. خرج لها البخاري وأبو داود. وأبوها سعد بن أبي وقاص أحد العشرة المبشرين بالجنة وآخرهم موتا، وأول من رمى بسهم في سبيل الله، شهد المشاهد كلها، يقال له فارس الاسلام.
(10) أشار اليه الترمذي في الاشربة بعد حديث 1883 والشوكاني في نيل الاوطار 8/ 195.

(1/129)


32- باب ما جاء في تعطر رسول الله صلى الله عليه وسلم
207- حدثنا محمد بن رافع «1» وغير واحد، قالوا: حدثنا أبو أحمد الزبيري.
حدثنا شيبان «2» عن عبد الله بن المختار «3» عن موسى بن أنس بن مالك «4» عن أبيه قال:
«كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم سكّة «5» يتطيب منها» «6» .
208- حدثنا محمد بن بشار. حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. حدثنا عزرة بن ثابت عن ثمامة بن عبد الله قال:
«كان أنس بن مالك لا يرد الطيب. وقال أنس إن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يرد الطيب» «7» .
__________
(1) محمد بن رافع: الزاهد الحافظ، قال النسائي: ثقة مأمون. كان مهيبا كبير القدر كثير الحديث. توفي سنة 245 هـ خرج له الجماعة الا القزويني.
(2) شيبان: بن فروخ أبو محمد بن أبي شيبة، قال أبو زرعة: صدوق. توفي سنة 235 هـ. خرج له أبو داود وأكثر عنه مسلم.
(3) عبد الله بن مختار: البصري لا بأس به، قال ابن معين ثقة. خرج له الجماعة إلا البخاري.
(4) موسى بن أنس بن مالك: قاضي البصرة ثقة.
(5) سكة: بضم السين وتشديد الكاف، وهي طيب أسود يخلط ويعرك ويترك وتظهر رائحته كلما مضى عليه الزمن. ويحتمل أن تكون وعاء يوضع فيه الطيب، وهو الظاهر. ويتأكد التعطر للمسلم في يوم الجمعة والعيدين وعند الاحرام وحضور الجماعة والمحافل وقراءة القرآن، والعلم والذكر.
(6) أخرجه ابو داود في كتاب الترجل باب في استحباب الطيب ك 27 ب 2 ح 4162.
(7) أخرجه احمد والبخاري والنسائي والترمذي في الأدب برقم 2791.

(1/130)


209- حدثنا قتيبة بن سعيد. حدثنا ابن أبي فديك «1» عن عبد الله بن مسلم بن جندب عن أبيه «2» عن ابن عمر قال:
«قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاث لا ترد: الوسائد و (الدهن) واللبن» «3» .
210- حدثنا محمود بن غيلان. حدثنا أبو داود الحفري «4» . عن سفيان عن الجريري عن أبي نضرة عن رجل «5» . عن أبي هريرة قال:
«قال رسول الله صلى الله عليه وسلم طيب الرجال ما ظهر ريحه وخفي لونه وطيب النّساء ما ظهر لونه وخفي ريحه» «6» .
وحدثنا عليّ بن حجر أنبأنا إسماعيل بن إبراهيم عن الجريري عن أبي نضرة عن الطفاوي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله بمعناه.
__________
(1) ابن أبي فديك: محمد بن إسماعيل بن أبي فديك. قال الذهبي: صدوق وهو شيخ الشافعي.
(2) عبد الله بن مسلم بن جندب: الهذلي المدني المقرىء، قال أبو زرعة: لا بأس به من الطبقة الثالثة. خرج له المؤلف فقط. وأبوه: مسلم بن جندب: المدني القاضي، ثقة فصيح، من الطبقة الثالثة خرج له البخاري في خلق الأعمال عن أبيه.
(3) أخرجه الترمذي في الأدب برقم 2791 وهو مما تفرد به المراد بالدهن الطيب والمعنى أن إكرام الضيف هذه الثلاثة هدية قليلة المنة فلا ينبغي ان ترد. وفي نسخة بدل اللبن الطيب. وعند أبي داود في كتاب الترجل عن أبي هريرة برقم 4172 يرفعه «من عرض عليه طيب فلا يرده» .
(4) ابو داود الحفري: عمر بن سعد بن عبد الله. قال ابن المديني: لا أعلم أني رأيت بالكوفة أعلم منه. خرج له مسلم والأربعة.
(5) في نسخة بدله الطفاوي: نسبة لطفاوة حي من قيس غيلان. قال صاحب التقريب: شيخ لأبي نضرة مجهول.
(6) أخرجه الترمذي في الأدب رقم 2788. وهذا الحديث المراد به خارج البيت وللمرأة أن تتطيب في بيتها بما شاءت. وفي الباب عن عمران بن حصين بمعناه عند الترمذي في الأدب برقم 2789. وللمرأة أن تتزين وتتعطر لزوجها بما تشاء بل ندب الشارع لذلك.

(1/131)


211- حدثنا محمد بن خليفة «1» وعمرو بن علي، قالا: حدثنا يزيد بن زريع حدثنا حجاج الصواف «2» عن حنان «3» عن أبي عثمان النهدي «4» قال:
«قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أعطي أحدكم الريحان فلا يردّه فإنه خرج من الجنة» «5» .
قال أبو عيسى ولا نعرف لحنان غير هذا الحديث وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم في كتاب الجرح والتعديل حنان الأسدي من بني أسد بن شريك وهو صاحب الرقيق عم والد مسدد وروى عن أبي عثمان النهدي وروى عنه الحجاج بن أبي عثمان الصواف، سمعت أبي يقول ذلك.
212- حدثنا عمر بن إسماعيل بن مجالد بن سعيد الهمداني «6» . حدثنا أبي عن بيان «7» عن قيس بن أبي حازم «8» عن جرير بن عبد الله «9» قال:
__________
(1) محمد بن خليفة: البصري الصيرفي مات سنة 261 هـ. خرج له المصنف وابن خزيمة والمحاملي وغيرهم.
(2) حجاج الصواف: بن أبي ميسرة أو سالم الصواف أبو الصلت الكندي مولاهم البصري، ثقة حافظ، خرج له الستة.
(3) حنان: الأسدي، عم سرهد والد مسدد، من الطبقة السادسة. خرج له أبو داود.
(4) بفتح النون المشددة من اليمن واسمه عبد الرحمن بن مل أدرك الجاهلية وأسلم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولم يلقه وهو ثقة ثبت مات سنة خمس وتسعين عن مائة وثلاثين سنة، والحديث مرسل.
(5) أخرجه الترمذي في الأدب برقم 2792 وفي الجامع الصغير أخرجه أبو داود في مراسيله. والريحان هو كل نبت طيب الريح ومنه الحبق.
(6) عمر بن اسماعيل بن مجالد بن سعيد الهمداني: نزيل بغداد، أورده الذهبي في الضعفاء والمتروكين. من الطبقة العاشرة. وأبوه: اسماعيل الهمداني، نزيل بغداد، صدوق يخطىء. من الطبقة الثامنة. خرج له البخاري.
(7) بيان: بن بشير الكوفي المؤدب، ثقة ثبت من الخامسة. خرج له الجماعة.
(8) قيس بن أبي حازم: الكوفي، تابعي كبير، هاجر إلى المصطفى ففاتته الصحبة بليالي، روى له الجماعة. اتفقوا على أنه تفرد من بين التابعين بالرواية عن العشرة.
(9) صحابي مشهور كان سيد قبيلة بجيلة وكان طويلا جدا، ومفرطا بالجمال حتى لقب بيوسف هذه الأمة؛ نزل الكوفة ومات سنة 51 هـ وسيأتي في حديث رقم 228 انه صلى الله عليه وسلم كلما رأى جريرا تبسم.

(1/132)


«عرضت بين يدي عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فألقى جرير رداءه ومشى في إزار، فقال له خذ رداءك، فقال عمر للقوم: ما رأيت رجلا أحسن صورة من جرير الا ما بلغنا من صورة يوسف الصديق عليه السلام» .

(1/133)