الشمائل المحمدية للترمذي ط إحياء التراث

37- باب ما جاء في كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم في السّمر
240- حدثنا الحسن بن صباح البزار «1» . حدثنا أبو النضر «2» حدثنا أبو عقيل الثقفي عبد الله بن عقيل «3» عن مجالد عن الشعبي عن مسروق عن عائشة قالت:
«حدث رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة «4» نساءه حديثا فقالت امرأة منهنّ: كأنّ الحديث حديث خرافة فقال أتدرون ما خرافة، إن خرافة كان رجلا من عذرة «5» أسرته الجنّ في الجاهلية، فمكث فيهم دهرا ثم ردوه إلى الانس، فكان يحدث الناس بما رأى فيهم من الأعاجيب «6» فقال الناس: حديث خرافة» .
__________
(1) الحسن بن صباح البزار: البغدادي، أحد الاعلام، وثقه أحمد وقال أبو حاتم: صدوق، توفي ببغداد سنة 249 هـ. خرج له البخاري وأبو داود والنسائي.
(2) أبو النضر: سالم بن أبي أمية أو هاشم بن القاسم المدني نزيل بغداد ثقة يرسل، توفي سنة 125 هـ. خرّج له الستة.
(3) عبد الله بن عقيل: الكوفي نزيل بغداد صدوق من الطبقة الثامنة. خرج له الأربعة.
(4) يؤخذ من الحديث جواز التحدث بعد العشاء ولا سيما مع العيال والنساء من باب حسن المعاشرة معهن وتفريج الهم عن قلوبهن.
(5) إحدى القبائل اليمنية المشهورة.
(6) بين عليه الصلاة والسلام أن حديث خرافة ليس بكذب بل كان صادقا فيما قاله، ولكنه لغرابته تعجب الناس منه. وان اختطاف الجن للانس قبل الهجرة كان كثيرا إذا ذاك.

(1/150)


حديث أمّ زرع
241- حدثنا علي بن حجر. أخبرنا عيسى بن يونس عن هشام بن عروة عن أخيه عبد الله بن عروة عن عروة عن عائشة قالت:
«جلست إحدى عشرة أمرأة فتعاهدن وتعاقدن أن لا يكتمن من أخبار أزواجهن شيئا:
(فقالت الأولى) زوجي لحم جمل غث «1» على رأس جبل وعر لا سهل فيرتقى ولا سمين فينتقل «2» .
(قالت الثانية) زوجي لا أثير خبره «3» ، إني أخاف أن لا أذره «4» ، أن أذكره أذكر عجره وبجره «5» .
__________
(1) أي كلحم الجمل في الرداءة لا كلحم الضأن، والمقصود منه المبالغة في قلة نفعه والرغبة عنه ونفاد الطبع منه.
(2) والمقصود منه في المبالغة في تكبره وسوء خلقه فلا يوصل إليه إلا بغاية المشقة ولا ينفع زوجته في عشرة ولا غيرها مع كونه مكروها رديئا. ومعنى لا ينتقل أي لا ينقله الناس إلى بيوتهم ليأكلوه بعد مقاساة التعب ومشقة الوصول، بل يرغبون عنه لرداءته. وبالجملة فقد وصفته بالبخل والرداءة والكبر على أهله وسوء الخلق.
(3) أي لا أظهره وأنثره.
(4) أي هي تخاف من ذكره أن يطلقها.
(5) بضم الأول وفتح الثاني أي عيوبه، كلها ظاهرها وباطنها، والعجر جمع عجرة وهي نفخة في عروق العنق. والبجر، جمع بجرة السرة. تريد: لا أخوض في ذكر خبره فاني أخاف من ذكره الشقاق والفراق وضياع الاطفال والعيال.

(1/151)


(قالت الثالثة) زوجي العشنّق «1» ، إن أنطق أطلق «2» وإن أسكت أعلق «3» .
(قالت الرابعة) زوجي كليل تهامة «4» لا حرّ ولا قرّ «5» ولا مخافة ولا سآمة.
(قالت الخامسة) زوجي إن دخل فهد «6» ، وإن خرج أسد «7» ، ولا يسأل عما عهد «8» .
(قالت السادسة) زوجي إن أكل لف «9» ، وإن شرب اشتفّ «10» وإن اضطجع التفّ «11» ، ولا يولج الكفّ ليعلم البث «12» .
(قالت السابعة) زوجي عياياء «13» أو غياياء «14» طباقاء «15» كلّ داء له داء «16» شجّك أو فلك أو جمع كلّا لك «17» .
__________
(1) بفتح العين والشين ونون مفتوحة مشددة وهو الطويل المستكره في طوله النحيف السيء الخلق.
(2) أي أنطق بعيوبه تفصيلا يطلقني لسوء خلقه ولا أحب الطلاق لأولادي منه أو لحاجتي اليه.
(3) أي وإن سكت عن عيوبه يصيرني معلقة وهي المرأة التي لا هي مزوجة بزوج ينفع ولا هي مطلقة تتوقع أن تتزوج.
(4) في كمال الاعتدال وعدم الأذى وسهولة أمره وتهامة: مكة وما حولها.
(5) كناية عن عدم الاذى لكرم أخلاقه وثبوت جميع أنواع اللذة في عشرته.
(6) أي إن دخل عليها يثب كوثوب الفهد لجماعها. فهد الرجل: كثر نومه كالفهد.
(7) وان خرج من عندها أو خالط الناس فعل فعل الاسد.
(8) أي لا يسأل عما علم في بيته من مطعم ومشرب وغيرهما تكرما. فوصفته بأنه كريم الطبع حسن العشرة لين الجانب في بيته قوي شجاع في أعدائه لا يتفقد ما ذهب من ماله ومتاعه ولا يسأل عنه لشرف نفسه وسخاء قلبه.
(9) أي كثر وخلط صنوف الطعام.
(10) أي شرب الشفافة وهي بقية الماء في قعره أي لا يدع في الاناء شيئا منه.
(11) أي إن اضطجع على جنبه التف في ثيابه وتغطى بلحاف منفردا في ناحية وحده ولا يباشرها فلا نفع فيه لزوجته.
(12) أي ولا يدخل يده تحت ثيابها ليعلم بثها وحزنها، فلا شفقة عنده عليها.
(13) أي عاجز عن القيام بمصالحه من العي، وقيل هو العنين.
(14) أي ذو غي وهو الضلالة أو الخيبة.
(15) أي أحمق، أطبقت عليه أموره أو العاجز عن الجماع أو الكلام.
(16) أي اجتمعت فيه كل عيوب الناس.
(17) أي إما يشج رأس نسائه أو يكسر عضوا من أعضائهن أو يجمع لهن بين الأمرين.

(1/152)


(قالت الثامنة) زوجي المسّ مسّ أرنب «1» والريح ريح زرنب «2» .
(قالت التاسعة) زوجي رفيع العماد طويل النجاد عظيم الرماد. قريب البيت من الناد «3»
(قالت العاشرة) زوجي مالك «4» . وما مالك؟ مالك خير من ذلك «5» له إبل كثيرات المبارك «6» ، قليلات المسارح «7» إذا سمعن صوت المزهر أيقنّ أنهن هوالك «8» .
(قالت الحادية عشرة) زوجي أبو زرع «9» ، وما أبو زرع؟ أناس «10» من حليّ أذني «11» ، وملأ من شحم عضدي «12» وبجحني فبجحت «13» إليّ نفسي وجدني في
__________
(1) أي مس زوجي كمس الأرنب في اللين والنعومة.
(2) الزرنب: بفتح الزاي نوع من النبات طيب الرائحة والمعنى أنها تصفه بحسن الخلق وكرم المعاشرة ولين الجانب كلين مس الأرنب وشبهت ريح بدنه أو ثوبه بريح الطيب ويجوز أن يراد به طيب الثناء عليه وانتشاره بين الناس.
(3) العماد في الاصل عمد تقوم عليها البيوت كنّت بذلك عن علو حسبه وشرف نسبه. والنجاد: بكسر النون: حمائل السيف كنت به عن طول القامة، إشارة إلى أنه صاحب سيف فأشارت إلى شجاعته والرماد: كناية عن كثرة الجود المستلزم لكثرة الضيافة المستلزمة لكثرة الرماد ودوام وقود ناره. والناد: أصله النادي حذفت الياء للسجع والنادي الموضع الذي يجتمع فيه وجوه القوم للتشاور والتحدث وهذا شأن الكرام يجعلون بيوتهم قريبا من النادي تعرضا لمن يضيفهم.
(4) أي اسمه مالك.
(5) أي خير مما سأقوله في حقه ففيه إيماء إلى أنه فوق ما يوصف من الجود والسماحة.
(6) جمع مبروك، مكان بروك الابل.
(7) أي إبله كثيرة إذا بركت فإذا سرحت كانت قليلة لكثرة ما نحر منها في مباركها للاضياف أو يتركها بجانب البيت حتى إذا نزل به الضيفان كانت حاضرة.
(8) أي إذا سمعت الابل صوت العود الذي يضرب أيقن أنهن منحورات للاضياف من كرمه وجوده.
(9) كنته بذلك لكثرة زرعه، ويحتمل أنها كنته بذلك تفاؤلا بكثرة أولاده ويكون الزرع بمعنى الولد.
(10) أناس: بزنة أقام، من النوس وهو تحرك الشيء متدليا.
(11) المراد أنه حرك أذنيها من أجل ما حلاهما به.
(12) أي جعلني سمينة.
(13) المعنى فرحني ففرحت نفسي.

(1/153)


أهل غنيمة بشق «1» فجعلني في أهل صهيل وأطيط ودانس ومنقّ «2» فعنده أقول فلا أقبح «3» ، وأرقد فأتصبّح «4» ، وأشرب فاتقمح «5» ، أمّ أبي زرع فما أمّ أبي زرع «6» : عكومها رداح «7» ، وبيتها فساح «8» ابن أبي زرع فما ابن أبي زرع «9» :
مضجعه كمسل- شطبة «10» وتشبعه ذراع الجفرة «11» ، بنت أبي زرع: فما بنت
__________
(1) غنيمة: بالتصغير للتقليل أي أهل غنم قليلة، و «بشق» بالفتح والكسر ويحتمل أنه اسم موضع أو بمعنى المشقة ومنه قوله تعالى إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ من سورة النحل (7) . والمعنى، وجدني في أهل غنم قليلة فهم في جهد وضيق عيش.
(2) أي فحملني إلى أهل خيل ذات صهيل وابل ذات أطيط فالصهيل صوت الخيل والأطيط: صوت الإبل وبقر تدوس الزرع في بيدره ليخرج الحب من السنبل. ومنق: بضم الميم وفتح النون وتشديد القاف وهو الذي ينقي الحب وينظفه من التبن وغيره بعد الدرس بغربال فهم أصحاب زرع وأرباب حب نظيف. والمراد من ذلك كله: أنها كانت في أهل قلة ومشقة فنقلها إلى أهل ثروة وكثرة لكونهم أصحاب خيل وإبل وغيرهما.
(3) أي فأتكلم عنده بأي كلام فلا ينسبني الى القبح لكرامتي عليه ولحسن كلامي لديه.
(4) أي أنام فأدخل في الصبح فيرفق بي ولا يوقظني لخدمته ومهنته لأني محبوبة إليه مع استغنائه عني بالخدم التي تخدمه وتخدمني.
(5) أي فأروى وأودع الماء لكثرته عنده مع قلّته عند غيره، والمعنى: أنها لم تتألم منه لا من جهة المرقد ولا من جهة المشرب.
(6) أرادت أن تمدح أم زوجها بعد مدح زوجها.
(7) أي أعدالها وأوعية طعامها عظيمة ثقيلة كثيرة، فالعكوم جمع عكم وهو العدل إذا كان فيه متاع، والرداح: بفتح الراء، العظيمة الثقيلة الكثيرة.
(8) بفتح الفاء أي واسع وسعة البيت دليل سعة الثروة.
(9) انتقلت الى مدح ابن أبي زرع.
(10) أي مرقده كمسل: بفتح أوله وثانيه بمعنى مسلول، شطبة: بفتح الشين وسكون الطاء وهي ما شطب أي شق من جريد النخل وهو السعف. والمعنى أن محل اضطجاعه وهو الجنب كشطبة مسلولة من الجريد في الدقة فهو خفيف اللحم دقيق الحصر كالشطبة المسلولة من قشرها.
(11) تشبعه: بضم التاء من تشبعه لأنه من الاشباع، والجفرة بفتح الجيم وسكون الفاء ولد الشاة إذا عظم واستكرش، والمراد أنه ضاوي مهفف قليل اللحم على نحو واحد على الدوام وذلك شأن الكرام.

(1/154)


أبي زرع طوع أبيها وطوع أمها «1» ، وملء كسائها «2» وغيظ جارتها «3» ، جارية أبي زرع فما جارية «4» أبي زرع: لا تبثّ حديثنا تبثيثا «5» ولا تنقث ميرتنا تنقيثا «6» ، ولا تملأ بيتنا تعشيشا «7» . قالت خرج أبو زرع «8» والأوطاب تمخض «9» فلقي امرأة معها ولدان لها. كالفهدين «10» يلعبان من تحت خصرها برمانتين «11» فطلقني ونكحها فنكحت بعده رجلا سريّا «12» ركب شريا «13» وأخذ خطيا «14» وأراح علي نعما ثريا «15» وأعطاني من كل رائحة زوجا «16» ، وقال: كلي أم زرع، وميري أهلك «17» فلو جمعت كل شيء أعطانيه ما بلغ أصغر آنية أبي زرع.
__________
(1) أي هي مطيعة لأبيها ومطيعة لأمها غاية الاطاعة.
(2) أي مالئة لكسائها لضخامتها وسمنها وهذا ممدوح في النساء.
(3) والمراد منها ضرتها، فتغيظ ضرتها لغيرتها منها بسبب مزيد جمالها وحسنها.
(4) أي خادمته.
(5) والمعنى لا تنشر كلامنا الذي نتكلم به فيما بيننا نشرا لديانتها.
(6) أي لا تنقل طعامنا نقلا لأمانتها وصيانتها، (وتنقث) بفتح التاء وضم القاف، والنون ساكنة. والمعنى: لا تنقل، والميرة: بكسر الميم الطعام.
(7) أي لا تجعل بيتنا مملوءا من القمامة والكناسة حتى يصير كأنه عش الطائر، بل تصلحه وتنظفه لشطارتها.
(8) خرج لسفر في يوم من الأيام.
(9) أي والحال أن الاوطاب جمع وطب: أي أسقيه اللبن، وتمخض بالبناء للمجهول أي تحرك لاستخراج الزبد من اللبن. والمراد أنه خرج في حال كثرة اللبن وذلك حال خروج العرب للتجارة.
(10) أي مثلهما في الوثوب واللعب وسرعة الحركة.
(11) أي ذات ثديين صغيرين كالرمانتين فيلعب ولداها بثدييها الشبيهين بالرمانتين. أو أنها ذات كفل عظيم إذا استقلت يصير تحتها فجوة يجري فيها الرمان، لعب ولداها برمي الرمان في تلك الفجوة. وهذا أنسب لأنها قالت من تحت خصرها.
(12) سريا: أي من سراة الناس واشرافهم.
(13) أي فرسا يتشرى في مشيه أي يلج فيه بلا فتور.
(14) وهو الرمح المنسوب إلى الخط قرية بساحل بحر عمان تعمل فيها الرماح.
(15) أي جعلها داخلة علي في وقت الرواح وهو ما بعد الزوال أو أدخلها علي في المراح. والنعم: الابل والغنم والبقر، وثريا: من الثروة وهي كثرة المال.
(16) أعطاها من كل بهيمة ذاهبة إلى بيته في وقت الرواح زوجين اثنين اثنين.
(17) قال الزوج الذي تزوجها بعد أبي زرع كلي ما تشائين وأعطي أقاربك.

(1/155)


قالت عائشة رضي الله عنها فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم كنت لك كأبي زرع لأم زرع «1» » «2» .
__________
(1) أي في الألفة والعطاء. لا في الفرقة والخلاء.
(2) أخرجه البخاري في النكاح باب حسن المعاشرة مع الأهل وحل السمر في خير. ومسلم في الفضائل باب ذكر حديث أم زرع ك 44 ب 14 ح 2448 والنسائي في عشرة النساء وفيه زيادة (إلا أنها طلقها وأنا لا أطلق فقالت عائشة: يا رسول الله بل أنت خير من أبي زرع) انظر القسطلاني على البخاري 8/ 102.

(1/156)


38- باب ما جاء في صفة نوم برسول الله صلى الله عليه وسلم
242- حدثنا محمد بن المثنى. حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. حدثنا اسرائيل عن أبي إسحاق عن عبد الله بن يزيد «1» عن البراء بن عازب:
«أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أخذ مضجعه وضع كفه اليمنى تحت خده الأيمن وقال: رب قني عذابك يوم تبعث عبادك» «2» .
حدثنا محمد بن المثنى حدثنا عبد الرحمن حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن عبد الله مثله وقال: يوم تجمع عبادك.
243- حدثنا محمود بن غيلان. حدثنا عبد الرزاق. حدثنا سفيان عن عبد الملك بن عمير عن ربعي بن حراش «3» عن حذيفة قال:
«كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه قال اللهم باسمك أموت وأحيا، وإذا استيقظ قال الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور» «4» .
__________
(1) عبد الله بن يزيد: المدني المقرىء، من شيوخ مالك، ثقة، من الطبقة السادسة. خرج له الجماعة. وهو لم يدرك البراء لأن الطبقة السادسة لم تدرك الصحابة فالخبر منقطع.
(2) أخرجه الترمذي في الدعوات برقم 3396.
(3) ربعي بن حراش: أبو مريم الكوفي، قانت لله لم يكذب قط. توفي سنة 104 هـ. خرج له الجماعة.
(4) أخرجه الترمذي في الدعوات برقم 3413 والبخاري في الدعوات والتوحيد وأبو داود في الادب وابن ماجه في الدعوات.

(1/157)


244- حدثنا قتيبة بن سعيد. حدثنا المفضل بن فضالة «1» عن عقيل «2» : أراه عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت:
«كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه فنفث فيهما وقرأ فيهما قل هو الله أحد وقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس ثم مسح بهما ما استطاع من جسده يبدأ بهما رأسه ووجهه وما أقبل من جسده، يصنع ذلك ثلاث مرات» «3» .
245- حدثنا محمد بن بشار. حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. حدثنا سفيان عن سلمة بن كهيل «4» عن كريب. عن ابن عباس:
«أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نام حتى نفخ وكان إذا نام نفخ فأتاه بلال فآذنه بالصلاة فقام وصلى «5» ولم يتوضأ» «6» وفي الحديث قصة «7» .
246- حدثنا إسحاق بن منصور. حدثنا عفان. حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس بن مالك:
«أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه قال: الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا. فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي» «8» .
__________
(1) المفضل بن فضالة: البصري مولى آل عمر بن الخطاب أخو مبارك. قال النسائي ليس بقوي. من الطبقة الثامنة. خرج له الجماعة.
(2) عقيل: بن خالد بن عقيل، كان حافظا صاحب كتاب. توفي سنة 141 هـ خرج له الجماعة.
(3) أخرجه الترمذي في الدعوات برقم 3399 والبخاري ومسلم وابن ماجه وأبو داود في الأدب باب ما يقول عند النوم ك 35 ب 107 ج 5056.
(4) سلمة بن كهيل: الحضرمي الكوفي، ثقة، من الطبقة الرابعة. خرج له الستة.
(5) وهذه من خصوصياته صلى الله عليه وسلم ان نومه لا ينقض وضوءه.
(6) (كان إذا نام نفخ) أحمد والشيخان عن ابن عباس (الجامع الصغير) .
(7) ستأتي هذه القصة في الباب الآتي/ في عبادة النبي صلى الله عليه وسلم في حديث رقم 262 في نوم ابن عباس عند ميمونة.
(8) أخرجه الترمذي في الدعوات برقم 3393 ومسلم وأبو داود في الأدب برقم 5053 والنسائي.

(1/158)


247- حدثنا الحسين بن محمد الحريري «1» . حدثنا سليمان بن حرب «2» حدثنا حماد بن سلمة عن حميد «3» عن بكر بن عبد الله المزني «4» عن عبد الله بن رباح «5» عن أبي قتادة:
«أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا عرّس بليل اضطجع على شقه الأيمن، وإذا عرّس «6» قبيل الصّبح نصب ذراعه ووضع رأسه على كفه» «7»
__________
(1) الحسين بن محمد الحريري: قيل بمهملة مفتوحة مكبرا، وقيل بجيم ومهمتلين نسبة إلى جرير مصفرا، مستور من الطبقة الحادية عشر، خرج له المصنف فقط.
(2) سليمان بن حرب: البصري قاضي مكة، قال أبو حاتم: إمام من الأئمة لا يدلس ويتكلم في الرجال وفي الفقه. توفي سنة 224 هـ. خرج له الستة.
(3) لعله حميد بن هلال البغدادي البصري، ثقة، توقف فيه ابن المنير لدخوله في عمل السلطان روى له الجماعة.
(4) بكر بن عبد الله المزني: البصري، ثقة، خرج له الجماعة.
(5) عبد الله بن رباح: المدني، سكن البصرة، إمام، توفي سنة 128 هـ وثقوه قتله الأزارقة خرج له مسلم والأربعة.
(6) أي نزل، والتعريس النزول في أي وقت بليل أو نهار.
(7) أخرجه مسلم في الصلاة.

(1/159)


39- باب ما جاء في عبادة رسول الله صلى الله عليه وسلم
248- حدثنا قتيبة بن سعيد وبشر بن معاذ «1» ، قالا: حدثنا أبو عوانه «2» عن زياد بن علاقة «3» عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال:
«قام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتفخت قدماه فقيل له أتتكلف هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر «4» قال: أفلا أكون عبدا شكورا» «5» .
249- حدثنا أبو عمار/ الحسين بن حريث. حدثنا الفضل بن موسى عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
«كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي حتى ترم «6» قدماه قال: فقيل له: أتفعل هذا وقد جاءك: إن الله قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، قال أفلا أكون عبدا شكورا» «7» .
__________
(1) بشر بن معاذ: البصري، صدوق، توفي بعد سنة 40 هـ. خرج له النسائي وابن ماجه.
(2) أبو عوانه: الوضاح الواسطي، ثقة، من الطبقة السابعة، خرج له الستة.
(3) زياد بن علاقة: أبو سهيل، ثقة، رمي بالنصب، من الطبقة الثالثة. خرج له الستة.
(4) قال تعالى في سورة الفتح إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً، لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ.
(5) أخرجه البخاري في صلاة الليل، وفي الرقائق والتفسير، ومسلم في صفة القيامة والجنة والنار والترمذي في الصلاة والنسائي فيه وابن ماجه فيه.
(6) في نسخة حتى تورم أي من كثرة الوقوف في الصلاة.
(7) البخاري في صلاة الليل والرقائق والتفسير. ومسلم في صفة القيامة والجنة والنار والترمذي في الصلاة برقم 412 والنسائي فيه وابن ماجه فيه.

(1/160)


250- حدثنا عيسى بن عثمان بن عيسى بن عبد الرحمن الرملي «1» . حدثنا عمي يحيى بن عيسى الرملي عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
«كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم يصلي حتى تنتفخ قدماه، فيقال له يا رسول الله تفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، قال أفلا أكون عبدا شكورا» «2» .
251- حدثنا محمد بن بشار. حدثنا محمد بن جعفر. حدثنا شعبة عن أبي إسحاق عن الأسود بن يزيد قال:
«سألت عائشة رضي الله عنها عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل فقالت: كان ينام أول الليل ثم يقوم فإذا كان من السحر «3» أوتر، ثم أتى فراشه فإذا كان له حاجة «4» ألمّ بأهله، فإذا سمع الاذان وثب، فإن كان جنبا أفاض عليه من الماء وإلا توضأ وخرج إلى الصلاة» «5» .
252- حدثنا قتيبة بن سعيد. عن مالك بن أنس/ ح/ وحدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري حدثنا معن عن مالك عن مخرمة بن سليمان عن كريب عن ابن عباس أنه أخبره أنه بات عند ميمونة «6» وهي خالته قال:
__________
(1) عيسى بن عثمان بن عيسى بن عبد الرحمن الرملي: الكوفي نزيل الرملة، صدوق تشيع، من الطبقة التاسعة. خرج له البخاري في الأدب ومسلم وأبو داود وابن ماجه.
(2) راجع هامش رقم (7) في الصفحة السابقة
(3) السحر آخر الليل وقبل الفجر، ويوتر أي يصلي ثلاث ركعات.
(4) أي إلى الجماع.
(5) أخرجه الترمذي. في الصلاة برقم 48 وأصحاب الكتب الستة.
(6) ميمونة: بنت الحارث أم المؤمنين الهلالية تزوجها صلى الله عليه وسلم سنة ست من الهجرة وقيل سنة سبع قيل كان اسمها برة فسماها رسول الله ميمونة ماتت بسرف وهو ماء بينه وبين مكة عشرة أميال. ودفنت هناك، توفيت سنة 51 هـ وكانت قبل أن يتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم عند أبي رهم بن عبد العزى. وهي مشتقة من اليمن وهي البركة والميمون المبارك. / من تهذيب الاسماء واللغات للنووي/ وسبب مبيته كما رواه الحاكم أن المصطفى صلى الله عليه وسلم وعد العباس بذود من الابل فأرسل عبد الله يستخيره فأدركه المساء فبات عندها.

(1/161)


«فاضطجعت في عرض الوسادة «1» واضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم في طولها، فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا انتصف الليل أو قبله بقليل أو بعده بقليل فاستيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يمسح النوم عن وجهه وقرأ العشر آيات الخواتيم من سورة آل عمران «2» ، ثم قام إلى شن «3» معلق فتوضأ منها فأحسن الوضوء ثم قام يصلي.
قال عبد الله بن عباس فقمت إلى جنبه «4» فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده اليمنى على رأسي ثم أخذ بأذني اليمنى ففتلها «5» فصلى ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين «6» قال: / معن/ ست مرات ثم أوتر «7» ثم اضطجع حتى جاءه المؤذن فقام فصلى ركعتين خفيفتين «8» ثم خرج فصلى الصبح» «9» .
253- حدثنا أبو كريب/ محمد بن العلاء/ حدثنا وكيع عن شعبة عن أبي جمرة «10» عن ابن عباس قال:
__________
(1) عرض، بفتح العين على الأشهر وفي رواية بضمها، أي بجانبها.
(2) وأول الآيات إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إلى آخر السورة وتندب قراءة هذه الآيات للشخص إذا استيقظ.
(3) أي إلى قربة بالية معلقة لتبريد الماء.
(4) في رواية فقمت وتوضأت فقمت عن يساره.
(5) وفي رواية فأخذ بأذني فأدارني عن يمينه، تنبيها على ما هو السنة من وقوف المأموم الواحد عن يمين الامام، فان وقف عن يساره حوله الامام نادبا.
(6) يؤخذ منه أنه يسن السلام من كل ركعتين، وصح الوصل من فعله صلى الله عليه وسلم، ويؤخذ منه جواز فعل النفل جماعة. ويؤخذ منه حذق ابن عباس مذ كان طفلا ومراقبته أحوال النبي صلى الله عليه وسلم في العادات والعبادات.
(7) أي أفرد ركعة وحدها فتمت صلاته ثلاث عشرة ركعة كما في رواية الصحيحين منها ركعتان سنة العشاء أو سنة الوضوء والاحدى عشرة وتر على المشهور.
(8) هما سنة الصبح فيسن تخفيفهما، ويؤخذ من الحديث أن فعل النفل في البيت أفضل إلا ما استثنى.
(9) وأخرج الترمذي في الصلاة برقم 232 قسما منه، وأخرجه البخاري ومسلم وغيرهم.
(10) أبو جمرة: نصر بن عمران البصري، مشهور بكنيته، ثقة، من الطبقة الثالثة. خرج له الستة.

(1/162)


«كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة» «1» .
254- حدثنا قتيبة بن سعيد. حدثنا أبو عوانة عن قتادة عن زرارة بن أوفى «2» عن سعد بن هشام «3» عن عائشة:
«أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا لم يصل بالليل منعه من ذلك النوم أو غلبته عيناه صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة» «4» .
255- حدثنا محمد بن العلاء حدثنا أبو اسامة عن هشام/ يعني ابن حسان/ عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة:
«عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا قام أحدكم من الليل فليفتتح صلاته بركعتين خفيفتين» «5» .
256- حدثنا قتيبة بن سعيد عن مالك بن أنس/ ح/ وحدثنا إسحاق بن موسى حدثنا معن حدثنا مالك عن عبد الله بن أبي بكرة عن أبيه «6» أن عبد الله ابن قيس بن مخرمة «7» أخبره عن زيد بن خالد الجهني «8» أنه قال:
«لأرمقنّ صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، فتوسدت عتبته أو فسطاطه فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين خفيفتين ثم صلى ركعتين طويلتين «9» ثم صلى ركعتين وهما
__________
(1) أخرجه الترمذي في الصلاة برقم 442 والبخاري ومسلم وغيرهم.
(2) زرارة بن أوفى: أبو حاجب البصري، قاضي البصرة، ثقة عابد، خرج له الستة.
(3) سعد بن هشام: الأنصاري المدني، ثقة، من الطبقة الثالثة، استشهد بمكران. خرج له الستة.
(4) أخرجه الترمذي في الصلاة برقم 444
(5) أخرجه مسلم في الصلاة برقم 768 وغيره.
(6) عبد الله بن أبي بكرة: الأنصاري المدني القاضي، حجة، مات سنة 135 هـ خرج له الأربعة. وأبوه: أبو بكرة المشهور بابن حزم. أكثر ابناه إسحاق وهشام الرواية عنه.
(7) عبد الله بن قيس بن مخرمة: المطلبي، يقال له رؤبة، تابعي كبير، ولي العراق قبل الحجاج أياما، وولي قضاء المدينة. خرج له مسلم والأربعة.
(8) زيد بن خالد الجهني: المدني، صحابي مشهور، سكن المدينة وحضر الحديبية، وكان معه لواء جهينة يوم الفتح. توفي سنة 88 هـ.
(9) ذكر طويلتين ثلاث مرات للمبالغة في غاية الطول.

(1/163)


دون اللتين قبلهما ثم صلى ركعتين وهما دون اللتين قبلهما ثم صلى ركعتين وهما دون اللتين قبلهما ثم صلى ركعتين وهما دون اللتين قبلهما ثم أوتر فذلك ثلاث عشرة ركعة» «1» .
257- حدثنا إسحق بن موسى. حدثنا معن. حدثنا مالك عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أنه أخبره أنه سأل عائشة رضي الله تعالى عنها كيف كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان؟ فقالت:
«ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليزيد في رمضان ولا في غيره عن إحدى عشرة ركعة يصلي أربعا لا تسأل عن حسنهن وطولهنّ ثمّ يصلي أربعا لا تسأل عن حسنهنّ وطولهنّ ثم يصلي ثلاثا قالت عائشة رضي الله عنها: قلت: يا رسول الله أتنام قبل أن توتر فقال يا عائشة إن عيني تنامان ولا ينام قلبي» «2» .
258- حدثنا إسحاق بن موسى. حدثنا معن. حدثنا مالك عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة رضي الله عنها:
«أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان يصلي من الليل إحدى عشرة ركعة يوتر منها بواحدة فإذا فرغ منها اضطجع على شقه الأيمن» «3» .
حدثنا ابن أبي عمر حدثنا معن عن مالك عن ابن شهاب نحوه/ ح/ وحدثنا قتيبة عن مالك عن ابن شهاب نحوه.
259- حدثنا هناد حدثنا أبو الأحوص عن الأعمش عن ابراهيم عن الأسود عن عائشة قالت:
«كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل تسع ركعات» «4» .
__________
(1) وأخرجه مسلم في الصلاة. وأبو داود فيه وابن ماجه فيه ومالك في الموطأ فيه.
(2) وأخرجه الترمذي في الصلاة برقم 439 والبخاري ومسلم وغيرهم.
(3) أخرجه الترمذي في الصلاة برقم 420 والبخاري ومسلم وغيرهم، وفعله هذا منه صلى الله عليه وسلم يدل على استحباب الاضطجاع وقد تركه صلى الله عليه وسلم بيانا لجواز الترك/ والله أعلم/.
(4) أخرجه الترمذي في الصلاة برقم 442 والبخاري ومسلم وغيرهم.

(1/164)


حدثنا محمود بن غيلان، حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا سفيان الثوري عن الأعمش نحوه.
260- حدثنا محمد بن المثنى. حدثنا محمد بن جعفر. حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن أبي حمزة «1» رجل من الأنصار عن رجل من بني عبس عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه أنه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم من الليل قال:
«فلما دخل في الصلاة قال الله أكبر ذو الملكوت والجبروت والكبرياء والعظمة. قال: ثم قرأ البقرة ثم ركع فكان ركوعه نحوا من قيامه وكان يقول سبحان ربي العظيم سبحان ربي العظيم ثم رفع رأسه فكان قيامه نحوا من ركوعه، وكان يقول لربي الحمد لربي الحمد ثم سجد فكان سجوده نحوا من قيامه وكان يقول سبحان ربي الأعلى سبحان ربي الأعلى ثم رفع رأسه فكان ما بين السجدتين نحوا من السجود وكان يقول رب اغفر لي رب اغفر لي حتى قرأ البقرة وآل عمران والنساء والمائدة أو الأنعام. / شعبة الذي شك في المائدة والأنعام» «2» .
قال أبو عيسى وأبو حمزة اسمه طلحة بن زيد وأبو حمزة الضبعي اسمه نصر بن عمران.
261- حدثنا أبو بكر محمد بن نافع البصري «3» . حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث «4» عن إسماعيل بن مسلم العبدي «5» عن أبي المتوكل «6» عن عائشة رضي الله عنها قالت:
__________
(1) أبو حمزة: طلحة بن يزيد، وثقه النسائي خرج له البخاري والأربعة.
(2) أخرجه الترمذي في الصلاة برقم 262 واحمد ومسلم وابو داود وابن ماجه.
(3) أبو بكر محمد بن نافع البصري: روى عن غندر وجماعة، وروى عنه مسلم وعدة. قال الذهبي: ثقة.
(4) عبد الصمد بن عبد الوارث: التنوري أبو سهل، حافظ حجة، روى عن هشام الدستوائي وشعبة، وروى عنه ابنه وغندر، توفي سنة 207 هـ خرج له الستة.
(5) إسماعيل بن مسلم العبدي: البصري القاضي، ثقة، من الطبقة السادسة، خرج له مسلم.
(6) أبو المتوكل: اسمه علي بن داود أو علي بن دؤد.

(1/165)


«قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بآية من القرآن ليلة» «1» .
262- حدثنا محمود بن غيلان. حدثنا سليمان بن حرب. حدثنا شعبة عن الأعمش عن أبي وائل «2» عن عبد الله بن مسعود قال:
«صليت ليلة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يزل قائما حتى هممت بأمر سوء، قيل له وما هممت به؟ قال هممت أن أقعد وأدع النبي صلى الله عليه وسلم» «3» .
حدثنا سفيان بن وكيع حدثنا جرير عن الأعمش نحوه.
263- حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري. حدثنا معن. حدثنا مالك عن أبي النضر عن أبي سلمة عن عائشة رضي الله تعالى عنها:
«أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي جالسا فيقرأ وهو جالس فإذا بقي من قراءته قدر ما يكون ثلاثين أو أربعين آية قام فقرأ وهو قائم ثم ركع وسجد ثم صنع في الركعة الثانية مثل ذلك» «4» .
264- حدثنا أحمد بن منيع. حدثنا هشيم حدثنا خالد الحذاء. عن عبد الله بن شقيق «5» قالت سألت عائشة رضي الله عنها عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تطوعه فقالت:
__________
(1) في فضائل القرآن لأبي عبيدة عن أبي ذر «قام المصطفى صلى الله عليه وسلم ليلة فقرأ آية واحدة الليل كله حتى اصبح بها يقوم وبها يركع فقيل لأبي ذر، ما هي؟ قال إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ من سورة المائدة 118، وانما كررها حتى أصبح لما اعتراه عند قراءتها من هول ما ابتدئت به/ والله أعلم/.
(2) أبو وائل: الأسدي شقيق بن سلمة الكوفي. قال الذهبي: له إدراك، توفي سنة ثلاث وثمانين، من العلماء العاملين اتفقوا على توثيقه.
(3) أخرجه البخاري في الصلاة ومسلم فيه وابن ماجه فيه.
(4) وأخرجه الترمذي في الصلاة برقم 374 وأخرجه أبو داود في الصلاة برقم 955 والبخاري ومسلم وابن ماجه والنسائي والحديث يدل على جواز فعل بعض صلاة التطوع من قعود وبعضها من قيام وهو قول الجمهور. انظر ما كتب على حديث 374 من سنن الترمذي 1/ 80.
(5) عبد الله بن شقيق: البصري، قال أحمد ثقة ناصبي. من الطبقة الثالثة. خرج له الستة.

(1/166)


«كان يصلي ليلا طويلا قائما وليلا طويلا قاعدا، فإذا قرأ وهو قائم ركع وسجد وهو قائم، وإذا قرأ وهو جالس ركع وسجد وهو جالس» «1» .
265- حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري. حدثنا معن. حدثنا مالك عن ابن شهاب عن السائب بن يزيد عن المطلب بن أبي وداعة السهمي «2» عن حفصه «3» زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت:
«كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في سبحته «4» قاعدا ويقرأ بالسورة ويرتلها حتى تكون أطول من أطول منها» «5» .
266- حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني. حدثنا الحجاج بن محمد عن ابن جريح قال: أخبرني عثمان بن أبي سليمان «6» أن أبا سلمة بن عبد الرحمن أخبره أن عائشة رضي الله تعالى عنها أخبرته:
«أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يمت حتى كان أكثر صلاته وهو جالس» .
267- حدثنا أحمد بن منيع. حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن أيوب عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال:
«صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين قبل الظهر وركعتين بعدها وركعتين بعد المغرب في بيته وركعتين بعد العشاء في بيته» «7» .
__________
(1) أخرجه الترمذي في الصلاة برقم 375 وبقية أصحاب الكتب الستة. أبو داود برقم 955.
(2) المطلب بن أبي وداعه السهمي: أسلم يوم الفتح، ونزل المدينة وبها مات. خرج له الجماعة إلا البخاري.
(3) حفصة بنت عمر بن الخطاب كانت زوجة لخنيس السهمي. ثم تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم. وقد وصفها جبريل بأنها صوامة قوامة، وقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم انها زوجتك يوم القيامة.
(4) وهي النافلة، والسائب، والمطلب وحفصة كلهم من الصحابة يروي بعضهم عن بعض.
(5) أخرجه الترمذي في الصلاة برقم 373 وأحمد ومسلم والنسائي والمراد أن مدة قراءته لها أطول من قراءة سورة أخرى أطول منها إذا قرئت غير مرتلة.
(6) عثمان بن أبي سليمان: المكي قاضي مكة، وثقه أحمد، من الطبقة السادسة خرج له الجماعة.
(7) أخرجه الترمذي في الصلاة برقم 425 والشيخان.

(1/167)


268- حدثنا أحمد بن منيع. حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. حدثنا أيوب عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال وحدثتني حفصة:
«أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي ركعتين حين يطلع الفجر وينادي المنادي» «1» . قال أيوب: وأراه «2» قال خفيفتين.
269- حدثتنا قتيبة بن سعد. حدثنا مروان بن معاوية الفزاري عن جعفر بن برقاق. عن ميمون بن مهران «3» عن ابن عمر رضي الله عنهما قال:
«حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثماني ركعات ركعتين قبل الظهر وركعتين بعدها وركعتين بعد المغرب وركعتين بعد العشاء. قال: ابن عمر وحدثتني حفصة بركعتي الغداة «4» ولم أكن أراهما من النبي «5» صلى الله عليه وسلم» «6» .
270- حدثنا أبو سلمة يحيى بن خلف «7» . حدثنا بشر بن المفضل عن خالد الحذاء عن عبد الله بن شقيق قال: سألت عائشة رضي الله عنها عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت:
«كان يصلي قبل الظّهر ركعتين وبعدها ركعتين وبعد المغرب ركعتين وبعد العشاء ركعتين وقبل الفجر اثنتين» «8» .
__________
(1) أخرجه الشيخان.
(2) بضم الهمزة أي أظنه، والذي قال هو نافع.
(3) ميمون بن مهران: أبو أيوب، عالم الرقة، ثقة عابد كبير القدر. توفي سنة 117 هـ خرج له الجماعة.
(4) هي صلاة الفجر.
(5) لأنه صلى الله عليه وسلم كان يصليهما في البيت.
(6) أخرجه الترمذي في الصلاة برقم 433 والشيخان وغيرهم.
(7) أبو سلمة يحيى بن خلف: البصري، صدوق، توفي سنة 242 هـ خرج له مسلم وأبو داود.
(8) أخرجه الترمذي في الصلاة برقم 436 ومسلم.

(1/168)


271- حدثنا محمد بن المثنى. حدثنا محمد بن جعفر. حدثنا شعبة عن أبي إسحاق قال: سمعت عاصم بن ضمرة «1» يقول سألنا عليا كرم الله وجهه عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم من النهار فقال:
«إنّكم لا تطيقون ذلك، قال فقلنا من أطاق ذلك منّا صلى، فقال كان إذا كانت الشّمس من ههنا كهيئتها من ههنا عند العصر صلى ركعتين، وإذا كانت الشمس من ههنا كهيئتها من ههنا عند الظهر صلى أربعا ويصلي قبل الظّهر أربعا وبعدها ركعتين وقبل العصر أربعا يفصل بين كل ركعتين بالتسليم على الملائكة المقربين والنبيّين ومن تبعهم من المؤمنين والمسلمين» «2» .
__________
(1) عاصم بن ضمرة: وثقه ابن المديني، وقال النسائي: لا بأس به. توفي سنة 74 هـ. خرج له الأربعة.
(2) الترمذي برقم 429 و 598 وأحمد والنسائي وابن ماجه.

(1/169)


40- باب صلاة الضحى «1»
272- حدثنا محمود بن غيلان. حدثنا أبو داود الطيالسيّ. حدثنا شعبة عن يزيد الرّشك «2» قال:
«سمعت معاذة «3» قالت: قلت لعائشة رضي الله تعالى عنها أكان النّبيّ صلى الله عليه وسلم يصلي الضّحى، قالت: نعم أربع ركعات. ويزيد ما شاء الله عزّ وجلّ» «4» .
__________
(1) أي الصلاة التي تؤدى في الضحى، ووقتها من ارتفاع الشمس قدر رمح الى الزوال. وقال في العارضة 2/ 257 كانت صلاة الانبياء: قبل محمد صلى الله عليه وسلم قال تعالى مخبرا عن داود إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْراقِ. سورة ص الاية 18 وهي نافلة مستحبة وفي صلاة الضحى أحاديث أصولها ثلاث: الأول: حديث أبي داود ومسلم عن أبي ذر برقم 720 «يصبح على كل سلامي من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة وكل تحميدة صدقة وكل تهليلة صدقة وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة ونهي عن المنكر صدقة ويجزىء من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى» . والثاني: حديث سهل بن معاذ بن أنس الجهني عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم عند أبي داود «من قعد في مصلاه حين ينصرف من صلاة الصبح يسبح حتى صلاة الضحى» الخ. والثالث: حديث أم هانىء عند مسلم برقم 336 «دخل بيتها يوم فتح مكة فصلى ثماني ركعات» الخ. وانظر سنن الترمذي 2/ 194 واحكام القرآن لابن العربي 4/ 1613.
(2) الرشك: بكسر الراء وسكون الشين وهو الذي يقسم الدور، وهو يزيد بن أبي يزيد الضبعي أحسب أهل زمانه، ولذا لقب بالرشك.
(3) معاذة: بنت عبد الله العدوية، أم الصهباء البصرية، ثقة، من الطبقة الثالثة. خرج لها الستة.
(4) أخرجه أحمد وابن ماجه ومسلم برقم 719، وفي المجموع للنووي 4/ 35 من السنن صلاة الضحى وأفضلها ثمان ركعات لحديث أم هانىء وأقلها ركعتان لحديث أبي ذر عند مسلم «يجزي من ذلك ركعتان يصليهما من الضحى» ووقتها إذا أشرقت الشمس إلى الزوال. انظر الترمذي 2/ 198.

(1/170)


273- حدثنا محمد بن المثنى. حدثني حكيم بن معاوية الزّيادي «1» . حدثنا زياد بن عبيد الله بن الرّبيع الزّياديّ عن حميد الطويل عن أنس بن مالك:
«أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم كان يصلي الضّحى ست ركعات» «2» .
274- حدثنا محمد بن المثنى. حدثنا محمد بن جعفر. حدثنا شعبة عن عمرو بن مرّة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى «3» قال:
«ما أخبرني أحد أنّه رأى النّبيّ صلى الله عليه وسلم يصلي الضّحى إلا أمّ هانىء رضي الله تعالى عنها فإنها حدّثت أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل بيتها يوم فتح مكة فاغتسل فسبّح ثمان ركعات ما رأيته صلى الله عليه وسلم صلّى صلاة قطّ أخف منها غير أنه كان يتمّ الرّكوع والسّجود» «4» .
275- حدثنا ابن أبي عمر. حدثنا وكيع. حدثنا كهمس بن الحسن عن عبد الله بن شقيق قال:
«قلت لعائشة رضي الله تعالى عنها أكان النّبيّ صلى الله عليه وسلم يصلي الضّحى قالت:
لا، إلا أن يجيء من مغيبه» «5» .
276- حدثنا زياد البغدادي. حدثنا محمد بن ربيعة «6» عن فضيل بن مرزوق «7» عن عطية «8» عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال:
__________
(1) حكيم بن معاوية الزيادي: البصري، مستور، من الطبقة العاشرة. خرج له مسلم.
(2) تفرد به الترمذي في الشمائل (الجامع الصغير)
(3) عبد الرحمن بن أبي ليلى: الانصاري المدني الكوفي، تابعي جليل، كان أصحابه يعظمونه كأنه أمير، توفي سنة 88 هـ. خرج له الجماعة اتفقوا وأثنى على توثيقه، وأثنى عليه الكبار.
(4) الترمذي في الصلاة برقم 474 وفي الاستئذان والسير والبخاري ومسلم في الصلاة برقم 336 وأبو داود في الصلاة والنسائي في الطهارة وابن ماجه في الصلاة.
(5) أخرجه الترمذي. وأبو داود برقم 1292 ومسلم والنسائي. ويجيء من مغيبه: أي من سفره وفي نسخة من سفره.
(6) محمد بن ربيعة: الكوفي، أبو عمر، وثقه أبو داود، وقال أبو حاتم: صالح الحديث. من الطبقة السابعة خرج له الجماعة.
(7) الفضيل بن مرزوق: أبو عبد الرحمن الكوفي، وثقه غير واحد، وقيل يهم وتشيع، من الطبقة السابعة، خرج له مسلم والأربعة.
(8) عطية: المازني له صحبة. خرج له مسلم والأربعة.

(1/171)


«كان النّبيّ صلى الله عليه وسلم يصلي الضّحى حتى نقول لا يدعها ويدعها حتى نقول لا يصليها» «1» .
277- حدثنا أحمد بن منيع. عن هشيم. حدثنا عبيدة عن ابراهيم عن سهم بن منجاب «2» عن قرثع الضّبيّ «3» / أو/ عن قزعة «4» عن قرثع عن أبي أيّوب الأنصاريّ رضي الله تعالى عنه:
«أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم كان يدمن «5» أربع ركعات عند زوال الشّمس فقلت يا رسول الله إنك تدمن هذه الأربع ركعات عند زوال الشّمس فقال: إن أبواب السماء تفتح عند زوال الشّمس فلا ترتج «6» حتى يصلّى الظّهر فأحبّ أن يصعد لي في تلك السّاعة خير. قلت: أفي كلّهنّ قراءة؟ قال: نعم. قلت: هل فيهنّ تسليم فاصل قال: لا» «7» .
أخبرني أحمد بن منيع أبو معاوية حدثنا عبيدة عن إبراهيم عن سهم بن منجاب عن قزعة عن قرثع عن أبي أيّوب الأنصاريّ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه.
278- حدثنا محمد بن المثنى. حدثنا أبو داود. حدثنا محمد بن مسلم بن أبي الوضّاح «8» عن عبد الكريم الجزري «9» عن مجاهد عن عبد الله بن السائب «10» :
__________
(1) أخرجه الترمذي برقم 477.
(2) سهم بن منجاب: بن راشد الضبي الكوفي من الطبقة السادسة.
(3) قرثع الضبي: صدوق. من الطبقة الثانية مخضرم، خرج له أبو داود والنسائي وابن ماجه.
(4) قزعة: بن سويد بن حجر الباهلي، مختلف فيه، خرج له الستة.
(5) يدمن: أي يداوم.
(6) بضم التاء الأولى وفتح التاء الثانية: أي لا تغلق.
(7) أخرجه أبو داود برقم 1270 وابن ماجه.
(8) مسلم بن أبي الوضاح: الجزري، نزيل مكة، أبو سعيد المؤدب، مشهور بكنيته، صدوق يهم، من الطبقة الثامنة. خرج له الجماعة.
(9) عبد الكريم الجزري: ابو سعيد كان حافظا مكثرا مات سنة 127 هـ خرج له الجماعة.
(10) عبد الله بن السائب: المخزومي المكي الكوفي، له ولأبيه صحبة. خرج له الجماعة.

(1/172)


«أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي أربعا بعد أن تزول الشمس قبل الظّهر وقال:
إنها ساعة تفتح فيها أبواب السماء فأحبّ أن يصعد لي فيها عمل صالح» «1» .
279- حدثنا أبو سلمة يحيى بن خلف. حدثنا عمر بن عليّ المقدمي «2» عن مسعر بن كدام عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن علي:
«أنّه كان يصلي قبل الظّهر أربعا وذكر أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصليها عند الزّوال ويمدّ فيها» «3» .
__________
(1) أخرجه الترمذي في الصلاة برقم 478.
(2) عمر بن علي المقدمي: البصري الواسطي الأصل، ثقة يدلس، من الطبقة الثامنة خرج له الجماعة.
(3) أخرج الترمذي في الصلاة برقم 424 نحوه

(1/173)


41- باب صلاة التطوع في البيت «1»
280- حدثنا عبّاس العنبريّ «2» . حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن معاوية بن صالح «3» عن العلاء بن الحارث «4» عن حرام بن معاوية «5» عن عمه عبد الله بن سعد «6» قال:
«سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصّلاة في بيتي والصّلاة في المسجد قال: قد ترى ما أقرب بيتي من المسجد فلئن أصلي في بيتي أحبّ إليّ من أن أصلي في المسجد إلّا أن تكون صلاة مكتوبة» «7» .
__________
(1) التطوع: هو ما زاد عن الفرض.
(2) عباس العنبري: بن عبد العظيم أبو الفضل، من حفاظ البصرة. توفي سنة 246 هـ. وخرج له الجماعة.
(3) معاوية بن صالح: الحضرمي، ابو عبد الرحمن، قاضي الاندلس، صدوق يهم. توفي سنة 158 هـ. خرج له الستة.
(4) العلاء بن الحارث: بن عبد الوارث الحضرمي، أبو وهب، صدوق فقيه رمي بالقدر، واختلط، من الطبقة الخامسة، خرج له مسلم والأربعة.
(5) حرام بن معاوية: الأنصاري، ثقة من الطبقة الثالثة، خرج أبو داود وابن ماجه.
(6) عبد الله بن سعد: الأنصاري، عم حرام بن حكيم، صحابي نقل أنه شهد وقعة القادسية.
(7) أخرجه ابن ماجه في الصلاة.

(1/174)