إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال والأموال والحفدة والمتاع

منهج المقريزيّ في جمع مادة كتاب إمتاع الأسماع
اعتمد المقريزيّ في جمع مادة كتاب إمتاع الأسماع على النقول من المصادر الصحيحة بدء من الكتب الستة الصحيحة، وكتاب المستدرك للحاكم النيسابورىّ، ومسند الإمام أحمد، وموطأ الإمام مالك، واعتمد في تسجيل الدلائل والمعجزات على كتاب دلائل النبوة للبيهقي، ودلائل النبوة لأبي نعيم، فضلا عن مؤلفاته التي أشار إليها في (إمتاع الأسماع) ، وقام بحسم وشرح المسائل الفقهية العارضة في ثنايا الكتاب على مذهب الإمام الشافعيّ- رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه-.
وكان رحمه اللَّه- حريصا على التدرج في تدوين صحة الخبر أو الأثر مبتدئا بالأخبار والآثار ذات الأسانيد العالية ثم ينتقل إلى ما دونها من درجات الصحة حيث يقول في بعض عناوين الفصول: [إن صح الخبر] أو [إن ثبتت الرواية] هذا بالنسبة للمتن.
وأما بالنسية لسلسلة الرواة فإنه يدلي بدلوه جرحا أو تعديلا لرواة الحديث أو الأثر بقوله: [قال مؤلفه] ، وذلك بموضوعية شديدة وانحياز إلى الحق وقد ساعده على ذلك ثقافته الشمولية، وفكره الموسوعيّ في علم الحديث ورجاله، كما بينا ذلك في [الوظائف التي تولاها المقريزي] ، فضلا على مؤلفاته الجمة التي أشرنا إليها آنفا. رحمه اللَّه رحمة واسعة وجزاه عن السيرة النبويّة خير الجزاء.

(المقدمة/38)


منهج التحقيق
1- قمت بمقابلة النسخ المخطوطة والجزء المطبوع، مع اختيار النسخة (خ) كأم، معالجا لما وجدته من تصحيف أو تحريف أو سقط، مع تصويب النص.
2- قمت بتخريج الآيات القرآنية والأحاديث النبويّة، وعزو الأقوال الواردة إلى أصحابها ما استطعت إلى ذلك سبيلا.
3- قمت بشرح الألفاظ اللغوية الغامضة مبينا معناها تسهيلا للقارئ الكريم على استيعاب المعنى، مع مراجعة المراجع التي أشار إليها المقريزي في فقرات كتابه.
4- وضعت بعض العناوين الجانبية للموضوعات التي لم يرد لها عنوان في الأصل مع مراجعة النصوص على مظانها من كتب المغازي والسير والتواريخ.
5- عقبت على بعض المواضع بالقدر الّذي تدعو إلى الضرورة بما تقتضيه الأمانة العلمية، وتجنبت الإكثار من ذلك خشية التدخل في مسار الكتاب، والخروج به عن أهدافه من كثرة النقد والتزيد.
وبعد فإنني أقدم هذا الجهد المتواضع في خدمة السيرة النبويّة للقارئ الكريم، فله غنمه، وعليّ غرمه، فإن كان هناك توفيق فمن اللَّه تبارك وتعالى وإن تكن الأخرى فمن نفسي.
رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا رَبَّنا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا رَبَّنا وَلا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا أَنْتَ مَوْلانا فَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ صدق اللَّه العظيم حدائق الزيتون- القاهرة في ليلة القدر 1419 هـ محمد عبد الحميد النميسي

(المقدمة/39)