إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال والأموال والحفدة والمتاع

غزوة بئر معونة
ثم كانت غزوة بئر معونة- وهي ماء لبني عامر بن صعصعة [ (4) ] ، وقيل:
قرب حرة بني سليم- في صفر على رأس ستة وثلاثين شهرا. وسببها أن عامر ابن مالك بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة- أبا براء ملاعب، الأسنّة
قدم على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وأهدى له فرسين وراحلتين، فقال: لا أقبل
__________
[ () ] وردت الآيتان بالترتيب الطبيعي لهما.
[ (1) ] في (خ) «أن برد الأرض» .
[ (2) ] في (خ) «بنى» .
[ (3) ] نذر بالشيء نذرا: علمه فحذره (المعجم الوسيط) ج 1 ص 912.
[ (4) ] راجع (معجم البلدان) ج 1 ص 302.

(1/181)


هدية مشرك، وردهما،
وعرض عليه الإسلام فلم يسلم ولم يبعد، وقال: يا محمد، إني أرى أمرك هذا حسنا شريفا، وقومي خلفي، فلو أنك بعثت نفرا من أصحابك معي لرجوت أن يجيبوا دعوتك ويتبعوا أمرك، فإن هم اتبعوك فما أعزى أمرك!
فقال صلّى اللَّه عليه وسلّم: إني أخاف عليهم أهل نجد.
فقال عامر: لا تخف عليهم، أنا لهم جار أن يعرض لهم أحد من أهل نجد.

خبر القراء وخروجهم إلى بئر معونة
وكان من الأنصار سبعون رجلا شببة، يسمون القراء، كانوا إذا أمسوا أتوا ناحية المدينة فتدارسوا وصلّوا، حتى إذا كان وجاء الصبح [ (1) ] استعذبوا من الماء وحطبوا من الحطب فجاءوا به إلى حجر النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، فكان أهلوهم يظنون أنهم في المسجد، وأهل المسجد يظنون أنهم في أهليهم، فبعثهم النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، وأمرّ عليهم المنذر بن عمرو بن حنيس بن حارثة بن لوذان بن عبد ودّ بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج الأنصاري الساعدي: أحد النقباء، وكتب معه كتابا. فساروا ودليلهم المطّلب من بني سليم، حتى [إذا] [ (2) ] كانوا ببئر معونة وهو ماء من مياه بني سليم- عسكروا بها وسرّحوا ظهرهم، وبعثوا في سرحهم الحارث بن الصّمة بن عمرو بن عتيك بن عمرو بن عامر، وهو مبذول، ابن مالك بن النجار، وعمرو بن أمية بن خويلد بن عبد اللَّه بن إياس بن عبيد ابن ناشرة بن كعب بن جدي بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة [جدي بضم الجيم وفتح الدال] الضمريّ، وقدّموا حرام بن ملحان، وهو مالك بن خالد بن زيد ابن حرام بن جندب [ (3) ] بن عامر بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري بكتاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم إلى عامر بن الطفيل في رجال من بني عامر، فلم يقرءوا الكتاب.

خبر عامر بن الطفيل ومقتل القراء
ووثب عامر بن الطفيل على حرام فقتله، واستصرخ بني عامر فأبوا- وكان أبو براء بناحية نجد- فاستصرخ قبائل من سليم- عصية ورعلا [ (4) ]- فنفروا معه
__________
[ (1) ] أول النهار قبيل الفجر.
[ (2) ] زيادة للسياق.
[ (3) ] في (خ) «جنيدب» .
[ (4) ] في (خ) «ورعل» .

(1/182)


حتى وجدوا القراء فقاتلوهم، فقتلوا رضي اللَّه عنهم إلا المنذر بن عمرو فإنّهم أمّنوه إن شاء، فأبى أن يقبل أمانهم حتى يأتي مقتل حرام، فلما أتى مصرعه قاتلهم حتى قتل، وأقبل الحارث [بن الصمة] [ (1) ] وعمرو بن أمية بالسرح والخيل واقفة، فقاتلهم الحارث حتى قتل بعد ما قتل منهم عدة. وأعتق عامر بن الطفيل عمرو ابن أمية عن أمّه وجزّ ناصيته.
وكان ممن قتل يومئذ عامر بن فهيرة: طعنه جبار بن سلمى بن مالك بن جعفر ابن كلاب الكلابيّ بالرمح ثم انتزعه، فذهب بعامر في السماء حتى غاب عنه وهو يقول: فزت واللَّه! فأسلم جبار لما رأى من أمر عامر.

دعاء رسول اللَّه على أصحاب الغدر
ولما بلغ رسول اللَّه خبر بئر معونة «جاء معها في ليلة واحدة مصاب [خبيب ابن عدي] [ (2) ] ومرثد بن أبي مرثد وبعث محمد بن مسلمة، فجعل يقول: هذا عمل أبي براء، قد كنت لهذا كارها. ودعا على قتلتهم بعد الركعة من الصبح في صبح تلك الليلة التي جاء الخبر فيها. فلما قال: سمع اللَّه لمن حمده، قال: اللَّهمّ اشدد وطأتك على مضر، اللَّهمّ عليك ببني لحيان وزغب ورعل وذكوان، وعصيّة فإنّهم عصوا اللَّه ورسوله، اللَّهمّ عليك ببني لحيان وعضل والقارة، اللَّهمّ أنج الوليد ابن الوليد، وسلمة بن هشام، وعياش بن أبي ربيعة، والمستضعفين من المؤمنين.
غفار غفر اللَّه لها، وأسلم سالمها اللَّه. ثم سجد. فقال ذلك خمس عشرة ليلة، ويقال: أربعين يوما، حتى نزلت: لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظالِمُونَ [ (3) ] .

حزن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم على القراء وما نزل فيهم من القرآن
ولم يجد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم على قتلى ما وجد على قتلى بئر معونة، وأنزل اللَّه فيهم قرآنا نسخ بعد ما قرئ مدة «بلغوا قومنا [عنا] [ (4) ] أنا لقينا ربنا فرضي عنا
__________
[ (1) ] زيادة للبيان.
[ (2) ] زيادة من (ابن سعد) ج 2 ص 53، و (الواقدي) ج 1 ص 349.
[ (3) ] الآية 128/ آل عمران، وفي (خ) «شيء الآية» .
[ (4) ] ما بين القوسين زيادة من (ابن سعد) ج 2 ص 53، وبدون هذه الزيادة رواها (الواقدي) ج 1 ص 350.

(1/183)


ورضينا عنه» .

هدية أبي براء إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم
وأقبل أبو براء فبعث ابن أخيه لبيد بن ربيعة بفرس هدية لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فرده وقال: لا أقبل هدية مشرك، قال: فإنه قد بعث يستشفيك من وجع به [وكانت به الدبيلة] [ (1) ] فتناول النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم مدرة من الأرض فتفل فيها ثم ناوله وقال: دفها [ (2) ] بماء ثم اسقها إياه.
ففعل فبرأ. ويقال: بعث إليه بعكة [ (3) ] عسل فلم يزل يلعقها حتى برأ، وشق على أبي براء ما فعل عامر بن الطفيل.

مقتل المشركين
وقدم عمرو بن أمية على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم بعد ما لقي بصدور قناة [ (4) ] رجلين من بني كلاب قد قدما على رسول اللَّه فكساهما وأمنهما، فقتلهما للذي أصابت بنو عامر من القراء.
فقال له النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: بئس ما صنعت! قتلت رجلين قد كان لهما مني أمان وجوار! لأدينهما.
وأخرج ديتهما دية حرّين مسلمين، فبعث بها وبسلبهما إلى عامر بن الطفيل.

غزوة الرجيع (سرية مرثد بن أبي مرثد)
ثم كانت غزوة الرجيع: وهو ماء لهذيل بين مكة وعسفان بناحية الحجاز، وذلك في صفر على رأس ستة وثلاثين شهرا. وذلك أن بني لحيان جعلت فرائض لعضل والقارة [رحم من بني الهون بن خزيمة بن مدركة إخوة بني أسد بن خزيمة] على أن يقدموا على النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم فيكلموه أن يخرج إليهم نفرا يدعونهم إلى الإسلام ليقتلوا من قتل سفيان بن نبيح الهذلي [ (5) ] ، ويبيعوا سائرهم على قريش بمكة، فقدم
__________
[ (1) ] الدّبيلة على وزن جهبنة: داء في الجوف (ترتيب القاموس) ج 2 ص 149.
[ (2) ] داف الدواء: خلطه وأذابه بالماء هامش (ط) ص 173.
[ (3) ] العكّة: وعاء من جلود مستدير يختص بالسمن والعسل، وهو بالسمن أخصّ (النهاية) ج 3 ص 284.
[ (4) ] في (خ) «بصدر قناء» وما أثبتناه من (الواقدي) ج 1 ص 351، (وابن سعد) ج 2 ص 53، وقناة: واد بالمدينة، وأحد أوديتها الثلاثة (معجم البلدان) ج 4 ص 401.
[ (5) ] هذا هو سبب سرية عبد اللَّه بن أنيس، وهي لخمس خلون من المحرم على رأس خمسة وثلاثين شهرا من مهاجره صلّى اللَّه عليه وسلّم (انظر ص 256) .

(1/184)


سبعة نفر من عضل والقارة مقرّين بالإسلام، فقالوا: يا رسول اللَّه، إن فينا إسلاما فاشيا، فابعث معنا نفرا من أصحابك يقرئونا القرآن ويفقهونا في الإسلام.

خروج مرثد وأصحابه إليهم ومقتلهم
فبعث معهم ستة وقيل عشرة، وهو الأصح كما وقع في كتاب الجامع الصحيح للبخاريّ رحمه اللَّه، وأمرّ عليهم مرثد بن أبي مرثد الغنوي [ويقال: عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح] فخرجوا حتى إذا كانوا بماء لهذيل- يقال له الرجيع، قريب من الهدّة- لقيهم [ (1) ] مائة في أيديهم السيوف فقاموا ليقاتلوهم، فقالوا: ما نريد قتالكم، ولا نريد إلا أن نصيب منكم من أهل مكة ثمنا، ولكم عهد اللَّه وميثاقه لا نقتلكم، فاستأسر خبيب بن عدي الأنصاري، وزيد بن الدّثنّة بن معاوية بن عبيد بن عامر بن بياضة الأنصاريّ البياضيّ وعبد اللَّه بن طارق بن عمرو بن مالك البلويّ، وأبيّ أبو سليمان عاصم بن ثابت، ومرثد، وخالد بن أبي البكير، ومعتّب ابن عبيد: أن يقبلوا جوارهم.

خبر عاصم بن ثابت حمى الدّبر
ورماهم عاصم حتى فنيت نبله، ثم طاعنهم حتى كسر رمحه، ثم كسر غمد سيفه، وقاتل حتى قتل. فبعث عليه الدبر [ (2) ] فحمته، فلم يدن منه أحد إلا لدغت وجهه، ثم بعث اللَّه في الليل سيلا فاحتمله فذهب به فلم يقدروا عليه.
وذلك أنه كان قد نذر ألا يمسّ مشركا ولا يمسّه مشرك. وكانوا يريدون أن يجزوا رأسه ليذهبوا به: إلى سلافة بنت سعد بن الشّهيد لتشرب في قفة قحفة [ (3) ] الخمر، فإنّها نذرت إن أمكنها اللَّه منه أن تفعل ذلك من أجل أنه قتل لها ابنين في يوم واحد.

خبر الأسرى يوم الرجيع
وقتلوا [ (4) ] معتّبا، وخرجوا بخبيب بن عدي بن مالك بن عامر بن مالك بن
__________
[ (1) ] في (خ) «فلقيهم» .
[ (2) ] الدبر: جماعة من النحل والزّنابير (المعجم الوسيط) ج 1 ص 269.
[ (3) ] القحفة: ما انفلق من الجمجمة (المرجع السابق) ج 2 ص 716.
[ (4) ] في (خ) «وقتل» .

(1/185)


مجدعة بن جحجبي بن كلفة بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس، وعبد اللَّه بن طارق، وزيد بن الدّثنّة، وهم موثقون بأوتار قسيّهم، فنزع عبد اللَّه بن طارق يده من رباطه وأخذ سيفه، فقتلوه رجما بالحجارة وقبروه بمرّ الظهران.

خبر خبيب بن عدي بمكة
وقدموا مكة بخبيب وزيد فابتاع خبيبا حجير بن أبي إهاب بثمانين مثقالا ذهبا، ويقال: بخمسين فريضة [ (1) ] ويقال: اشترته ابنة [ (2) ] الحارث بن عامر بن نوفل بمائة من الإبل. [وكان حجير بن أبي إهاب قد ابتاع خبيب بن عدي لزوج أخته عقبة ابن الحارث بن عامر بن نوفل، ليقتله بأبيه: قتل يوم بدر] [ (3) ] واشترى زيدا صفوان بن أمية بخمسين فريضة ليقتله بأبيه. ويقال: أنه شرك فيه أناس من قريش.
وحبس حجير خبيبا- لأنه كان في ذي القعدة وهو شهر حرام- فأقام محبوسا في بيت ماويّة [ (4) ] ، مولاة بني عبد مناف، وحبس زيد عند نسطاس مولى صفوان ابن أمية، ويقال: عند قوم من بني جمح، فرأت ماوية خبيبا وهو يأكل عنبا من قطف مثل رأس الرجل في يده، وما في الأرض يومئذ حبة عنب، فعلمت أنه رزق رزقه اللَّه، فأسلمت بعد ذلك، وكان يجهر بالقرآن فيسمعه النساء فيبكين، فلما أعلمته ماوية- بعد انسلاخ الأشهر الحرم- بقتله، ما اكترث لذلك، وطلب حديدة فأتته بموسي مع ابنها أبي حسين [ (5) ] ، مولى بني الحارث بن عامر بن نوفل ابن عبد مناف بن قصي فقال له ممازحا له: وأبيك إنك لجريء! أما خشيت أمّك
__________
[ (1) ] الفريضة: ما فرض في السائمة من الصدقة، ثم اتسع فيه حتى سمى البعير فريضة غير الزكاة، (ترتيب القاموس) ج 3 ص 473 و (النهاية) ج 3 ص 432.
[ (2) ] في (خ) «اشتراه ابنه الحارث» ، وما أثبتناه من (الواقدي) ج 1 ص 257.
[ (3) ] ما بين القوسين من (الواقدي) ج 1 ص 357 ومكانه في (خ) فهو هكذا، وكان خبيب قد قتله عقبة ابن الحارث بن عامر بن نوفل فأرادوا قتله به» وهذا خطأ كله وفي (ابن سعد) و (الواقدي) أنه اشتراه «لابن أخته» وهذا خطأ أيضا، بدليل ما قاله ابن حجر في (الإصابة) ج 7 ص 20 ترجمة رقم 5585 «مات عقبة بن الحارث في خلافة ابن الزبير» .
[ (4) ] في (الواقدي) «في بيت امرأة يقال لها ماويّة» وهو أجود.
[ (5) ] في (خ) «أبي الحسن بن الحارث» «وهو خطأ» هكذا قال محقق (ط) ، وفي (ابن هشام) ج 3 ص 96. «قال ابن هشام: ويقال إن الغلام ابنها» . وفي (ابن الأثير) ج 2 ص 167 «ندب صبي لها ... » راجع (صحيح البخاري) ج 7 ص 382، 383.

(1/186)


غدري حين بعثت معك بحديدة، وأنتم تريدون قتلي؟ فقالت ماوية: يا خبيب، إنما أمنتك بأمان اللَّه، فقال: ما كنت لأقتله! ثم أخرجوه في الحديد إلى التنعيم [ (1) ] ومعه النساء والصبيان والعبيد وجماعة من أهل مكة ومعه زيد بن الدّثنّة.

مقتل خبيب
فصلى خبيب ركعتين أتمهما من غير أن يطول فيهما- وكان أول من سن الركعتين عند القتل [ (2) ]- ثم قال: اللَّهمّ أحصهم عددا، واقتلهم بددا، ولا تغادر منهم أحدا. ثم أوثقوه رباطا وقالوا: ارجع عن الإسلام ونخلي سبيلك. فقال: لا إله إلا اللَّه! واللَّه ما أحب أني رجعت عن الإسلام وأنّ لي ما في الأرض جميعا! قالوا: أفتحب أن محمدا في مكانك وأنت جالس في بيتك؟ فقال: واللَّه ما أحب أن يشاك محمد شوكة وأنا جالس في بيتي. فجعلوا يقولون: يا خبيب ارجع! قال: لا أرجع أبدا. قالوا: أما واللات والعزى لئن لم تفعل لنقتلنك! قال: إن قتلي في اللَّه لقليل [ (3) ] ، فجعلوا وجهه من حيث جاء، فقال: ما صرفكم وجهي عن القبلة؟ ثم قال: اللَّهمّ إني لا أريد إلا وجه عدو، اللَّهمّ ليس هاهنا أحد يبلغ رسولك عني السلام فبلغه أنت عني السلام،
فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم- وهو جالس مع أصحابه وقد أخذته غمية [ (4) ]-: وعليه السلام ورحمة اللَّه، ثم قال: هذا جبريل يقرئني من خبيب السلام.
ثم أحضروا أبناء من قتل ببدر- وهم أربعون غلاما- فأعطوا كل غلام رمحا فطعنوه برماحهم، فاضطرب على الخشبة، وقد رفعوه إليها. وانفلت فصار [ (5) ] وجهه إلى الكعبة فقال: الحمد للَّه [ (6) ] فطعنه أبو سروعة- واسمه عقبة بن الحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف بن قصيّ- حتى أخرجها من ظهره، فمكث ساعة يوحّد ويشهد أن محمدا رسول اللَّه ثم مات رضي اللَّه عنه، وتولى قتل زيد نسطاس، وقد روي أن غزوة الرجيع كانت قبل
__________
[ (1) ] التنعيم: موضع بمكة في الحلّ، وهو بين مكة وسرف على فرسخين من مكة وقيل أربعة (معجم البلدان) ج 2 ص 49.
[ (2) ] وكذلك فعلهما حجر ابن الأدبر حين قتله معاوية وقد صلى هاتين الركعتين أيضا زيد بن حارثة مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وتفصيل الخبرين في (الروض الأنف) ج 3 ص 325.
[ (3) ] في (خ) «لقتل» .
[ (4) ] الغميية: كالغشية.
[ (5) ] في (خ) «وصار» وما أثبتناه من (الواقدي) ج 1 ص 361.
[ (6) ] وفي المرجع السابق: «الحمد للَّه الّذي جعل وجهي نحو قبلته التي رضى لنفسه ولنبيه وللمؤمنين» .

(1/187)


بئر معونة.