إمتاع
الأسماع بما للنبي من الأحوال والأموال والحفدة والمتاع فصل [في ذكر سراري رسول اللَّه صلّى اللَّه
عليه وسلم]
وكان لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم سريتان [ (1) ] : مارية، وريحانة.
[مارية] [ (2) ] [ (3) ]
فأما مارية بنت شمعون القبطية، فبعث بها المقوقس صاحب
__________
[ (1) ] لكن ذكر أبو الفرج ابن الجوزي، أن سراري رسول اللَّه صلّى اللَّه
عليه وسلم: مارية القبطية، بعث بها إليه المقوقس، وريحانة بنت زيد، ويقال:
إنه تزوجها، وقال الزهري: استسرها ثم أعتقها فلحقت بأهلها.
وقال أبو عبيدة كان له أربع: مارية، وريحانة، وأخرى جميلة أصابها في السبي،
وجارية وهبتها له زينب بنت جحش. (صفة الصفوة) : 1/ 276، ذكر سراري رسول
اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم.
وقال القسطلاني: وأما سراريه صلّى اللَّه عليه وسلم فقيل: إنهن أربعة:
[ (2) ] مارية القبطية بنت شمعون- بفتح الشين المعجمة- أهداها له المقوقس
القبطي، صاحب مصر والإسكندرية، وأهدى معها أختها سيرين- بكسر السين
المهملة، وسكون المثناة التحتية، وكسر الراء، وبالنون آخرها- وخصيا يقال
له: مأبور، وألف مثقال ذهبا- وعشرين ثوبا لينا من قباطي مصر، وبغلة شهباء-
وهي دلدل- وحمارا أشهب- وهو عفير ويقال يعفور- وعسلا من عسل بنها، فأعجب
النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بالعسل ودعا في عسل بنها بالبركة. قال ابن
الأثير: وبنها- بكسر الباء وسكون النون- قرية من قرى مصر، بارك النبي صلّى
اللَّه عليه وسلم في عسلها، والناس اليوم يفتحون الباء. ووهب سيرين لحسان
بن ثابت، وهي أم عبد الرحمن بن حسان، ومارية أم إبراهيم ابن النبي صلّى
اللَّه عليه وسلم. وماتت مارية في خلافة عمر بن الخطاب رضى اللَّه عنه سنة
ست عشرة ودفنت بالبقيع.
* وريحانة بنت شمعون من بنى قريظة، وقيل: من بنى النضير، والأول أظهر،
وماتت قبل وفاته صلّى اللَّه عليه وسلم، مرجعه من حجة الوداع سنة عشر،
ودفنت بالبقيع، وكان صلّى اللَّه عليه وسلم وطئها بملك اليمين، وقيل:
أعتقها وتزوجها.
* وأخرى وهبتها له زينب بنت جحش.
* الرابعة أصابها في بعض السبي. (المواهب اللدنية) : 2/ 100- 101، (زاد
المعاد) : 1/ 114.
[ (3) ] سبق طرف من ترجمتها ضمن ترجمة ولدها إبراهيم ابن النبي صلّى اللَّه
عليه وسلم في فصل ذكر أولاد النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، لها ترجمة وافية
في: (الإصابة) : 8/ 111- 112، ترجمة رقم (11737) ، (الاستيعاب) : 4/ 1912-
1913، ترجمة رقم (4091) ، (تاريخ الإسلام) : 2/ 597، (طبقات ابن سعد) :
8/ 216، (أعلام النساء) : 5/ 10- 11، (المواهب اللدنية) : 2/ 100- 101،
(أسماء الصحابة الرواة) : 349 ترجمة رقم (553) ، (تلقيح فهوم أهل الأثر) :
359، (حلية الأولياء) :
2/ 70، ترجمة رقم (150) ، (شذرات الذهب) : 1/ 29، (مغازي الواقدي) 1/ 378.
(6/129)
الإسكندرية مدينة بأرض مصر- في سنة سبع مع
حاطب بن أبى بلتعه لما أتاه بكتاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يدعوه
إلى الإسلام، وبعث معها بأختها سيرين.
وفي رواية: أنه بعث ثلاث جوار: أم إبراهيم، وواحدة وهبها رسول اللَّه صلّى
اللَّه عليه وسلم لأبى جهم بن حذيفة العدوي، وواحدة وهبها لحسان بن ثابت،
وألف مثقال من الذهب، وعشرين ثوبا، وبغلة، وحمارا، وخصيا، كل ذلك هدية،
فلما خرج [حاطب] بمارية عرض عليها الإسلام فأسلمت وأختها، وأقام الخصىّ على
دينه حتى أسلم بالمدينة، فأعجب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بمارية-
وكانت بيضاء جميلة جعدة الشعر، وكانت أمها رومية- فأنزلها في المال الّذي
يعرف بمشربة أم إبراهيم [ (1) ] ، وصار يختلف إليها هناك، وضرب عليها
الحجاب، واتخذها لفراشه فحملت بإبراهيم، وولد في ذي الحجة سنة ثمان،
فقبلتها سلمى مولاة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، وحضنته أم بردة
كبشة بنت المنذر بن زيد بن لبيد،
وقال صلّى اللَّه عليه وسلم- لما ولد إبراهيم-: أعتق أمّ إبراهيم ولدها [
(2) ] .
ومات إبراهيم وهو يرضع، فلما توفى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم كان
أبو بكر رضى اللَّه عنه ينفق على مارية حتى توفاه اللَّه، ثم كان عمر رضى
اللَّه عنه ينفق عليها حتى ماتت في رمضان لسنتين من خلافته، وقيل: ماتت في
المحرم سنة ست عشرة.
__________
[ (1) ] مغازي الوافدى) : 1/ 378.
[ (2) ] سنده ضعيف، وقد سبق أن أشرنا إليه في الكلام على أبنائه صلّى
اللَّه عليه وسلم.
(6/130)
[ريحانة]
[ (1) ] وريحانة بنت شمعون بن زيد- ويقال: زيد بن خنافة- من بنى
__________
[ (1) ] هي ريحانة بنت شمعون بن زيد، وقيل زيد بن عمرو بن قنافة- بالقاف-
أو خنافة- بالخاء المعجمة، من بنى النضير. وقال ابن إسحاق: من بنى عمر بن
قريظة.
وقال ابن سعد: ريحانة بنت زيد بن عمر خنافة بن شمعون بن زيد من بنى النضير،
وكانت متزوجة رجلا من بنى قريظة يقال له: الحكم، ثم روى ذلك عن الواقدي.
قال ابن إسحاق في (الكبرى) : كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم سباها
فأبت إلا اليهودية، فوجد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم في نفسه،
فبينما هو مع أصحابه، إذ سمع وقع نعلين خلفه، فقال: هذا ثعلبة بن سعية
يبشرني بإسلام ريحانة، فبشره وعرض عليها أن يعتقها ويتزوجها ويضرب عليها
الحجاب، فقالت: يا رسول اللَّه، بل تتركني في ملكك، فهو أخفّ عليّ وعليك،
فتركها. وماتت قبل وفاة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بسنة عشر. وقيل:
لما رجع من حجة الوداع.
وأخرج ابن سعد عن الواقدي بسند له عن عمر بن الحكم، قال: كانت ريحانة عند
زوج لها يحبها، وكانت ذات جمال، فلما سبيت بنو قريظة، عرض السبي على رسول
اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فعزلها، ثم أرسلها إلى بيت أم المنذر بنت
قيس، حتى قتل الأسرى وفرق السبي، فدخل إليها فاختبأت منه حياء.
قالت: فدعاني فأجلسنى بين يديه، وخيّرتى فاخترت اللَّه ورسوله، فأعتقنى
وتزوج بى، فلم تزل عنده حتى ماتت، وكان يستكثر منها ويعطيها ما تسأله،
وماتت مرجعه من الحج، ودفنها بالبقيع.
وقال ابن سعد: أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدثني صالح بن جعفر، عن محمد بن
كعب قال:
كانت ريحانة مما أفاء اللَّه على رسوله صلّى اللَّه عليه وسلم، وكانت جميلة
وسيمة، فلما قتل زوجها وقعت في السّبى، فخيرها رسول اللَّه صلّى اللَّه
عليه وسلم، فاختارت الإسلام، فأعتقها وتزوجها، وضرب عليها الحجاب، فغارت
عليه غيرة شديدة فطلقها، فشق عليها، وأكثرت البكاء، فراجعها، فكانت عنده
حتى ماتت قبل وفاته صلّى اللَّه عليه وسلم.
وأخرج من طريق الزهري أنه لما طلقها كانت في أهلها، فقالت: لا يراني أحد
بعده. قال الواقدي:
وهذا وهم، فإنّها توفيت عنده صلّى اللَّه عليه وسلم.
وذكر محمد بن الحسن في (أخبار المدينة) ، عن الدراوَرْديّ، عن سليمان بن
بلال، عن يحيى بن سعيد، أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم صلّى في منزل
من دار قيس بن فهد، وكانت ريحانة القرظية زوج النبي صلّى اللَّه عليه وسلم
تسكنه.
وقال أبو موسى: ذكرها ابن مندة في ترجمة مارية، ولم يفردها بترجمة ...
وقيل: اسمها ربيحة- بالتصغير.
قال: الحافظ في (الإصابة) : بل أفردها، فإنه قال ما هذا نصه بعد ذكر
الأزواج الحرائر: وسبى
(6/131)
قريظة، ويقال: من بنى النضير، والأكثر أنها
من بنى قريظة، ويقال: اسمها ربيحة، كانت متزوجة في بنى قريظة بابن عم لها
يقال له: الحكم أو عبد الحكم، فلما غزا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم
قريظة وغنم أموالهم، أخذ ريحانة صفيا- وكانت جميلة- فعرض عليها أن تسلم،
فأبت إلا اليهودية، فعزلها ووجد في نفسه.
فأرسل إلى ابن سعية، فذكر له ذلك فقال: فداك أبى وأمى، هي تسلم، وخرج حتى
جاءها، فجعل يقول لها: لا تتبعى قومك، فقد رأيت ما حل [على آل] حيي بن
أخطب، وأسلمى يصطفيك رسول اللَّه لنفسه.
فبينا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم في أصحابه، إذ سمع وقع نعل فقال:
إن هاتين لنعلا ابن سعية يبشرني بإسلام ريحانة، فجاءه فقال: يا رسول
اللَّه، قد أسلمت ريحانة، فسرّ بذلك، وأرسل بها إلى بيت سلمى بنت قيس أم
المنذر فكانت عندها حتى حاضت حيضة، ثم طهرت من حيضتها.
فجاءها في منزل أم المنذر،
فقال لها: إن أحببت أن أعتقك وأتزوجك فعلت، وإن أحببت أن تكوني في ملكي
وأطؤك بالملك فعلت،
فقال:
__________
[ () ] جويرية في غزوة المريسيع، وهي ابنة الحارث بن أبى ضرار، وسبى صفية
بنت حيي بن أخطب من بنى النضير، وكانت مما أفاء اللَّه عليه، فقسم لهما،
واستسرى جاريته القبطية فولدت له إبراهيم، واستسرى ريحانة من بنى قريظة، ثم
أعتقها فلحقت بأهلها، واحتجبت، وهي عند أهلها. وهذه فائدة جليلة، أغفلها
ابن الأثير.
وأخرج ابن سعد عن الواقدي من عدة طرق، أنه صلّى اللَّه عليه وسلم تزوجها،
وضرب عليها الحجاب، ثم قال:
وهذا الأثر عند أهل العلم. وسمعت من يروى أنه كان يطؤها بملك اليمين.
وأورد ابن سعد من طريق أيوب بن بشر المعافري، أنها خيّرت، فقالت: يا رسول
اللَّه، أكون في ملكك، فهو أخفّ عليّ وعليك، فكانت في ملكه يطؤها إلى أن
ماتت، لها ترجمة في: (الإصابة) :
7/ 658- 660، ترجمة رقم (11197) ، (الاستيعاب) : 4/ 1847، ترجمة رقم (3350)
، (طبقات ابن سعد) : 8/ 92، (أعلام النساء) : 1/ 474، (عيون الأثر) : 2/
309، (صفة الصفوة) : 1/ 78، (المواهب اللدنية) : 2/ 100- 101.
(6/132)
يا رسول اللَّه، إني أخفّ عليك، وعليّ أن
أكون في ملكك، فكانت في ملكه يطؤها حتى ماتت، وكان قد جعلها في محل له يدعى
الصدقة، وكان ربما قال عندها وعندها وعك، فأتى منزل ميمونة، ثم تحول إلى
بيت عائشة رضى اللَّه عنها.
وعن الزهري: كانت ريحانة بنت شمعون قريظية، وكانت من ملك رسول اللَّه صلّى
اللَّه عليه وسلم، فأعتقها وتزوجها، وجعل [صداقها عتقها] ، ثم إنه طلقها،
فكانت في أهلها تقول: لا يراني أحد بعد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم.
وعن محمد بن كعب القرظي: كانت ريحانة من قريظة صفى النبي صلّى اللَّه عليه
وسلم يومئذ، فأعتقها وتزوجها، فغارت عليه غيرة شديدة، فطلقها تطليقة ثم
راجعها، فكانت عنده حتى ماتت قبل أن يتوفاه اللَّه.
وكانت ريحانة تقول: تزوجني رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ومهرنى مثل
مهر نسائه، وكان يقسم لي، وضرب عليّ الحجاب، وكان تزويجه إياي في المحرم
سنة ست من الهجرة.
وقال عبد الرزاق عن معمر عن الزهري: كان للنّبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم
سريتان:
[مارية] [ (1) ] القبطية، وريحانة بنت شمعون، وصحح الواقدي أن رسول اللَّه
صلّى اللَّه عليه وسلم أعتقها وتزوج بها، والّذي ذهب إليه أبو عمر بن عبد
البر: أن ريحانة ماتت قبل وفاة النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في سنة عشر،
مرجعه من حجة الوداع.
وعن ابن سيرين: أن رجلا لقي ريحانة بالموسم فقال: إن اللَّه لم يرضك
للمؤمنين أمّا، قالت وأنت فلم يرضك اللَّه لي ابنا.
__________
[ (1) ] زيادة للسياق.
(6/133)
فصل في ذكر أسلاف رسول اللَّه صلّى اللَّه
عليه وسلم
السّلفان والسّلفان: متزوجان الأختين، والجمع أسلاف، وقال ابن الأعرابي:
ليس في النساء سلفة، إنما السلفان في الرجال. وقال كراع:
السلفان: المرأتان تحت الأخوين [ (1) ] وكان لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه
وسلم من الأسلاف سبعة وأربعون رجلا، ستة من قبل خديجة، وثلاثة من قبل
عائشة، وأربعة من قبل حفصة، وسبعة من قبل أم سلمة، وأحد عشر من قبل أم
حبيبة، واثنان من سودة، وعشرة من قبل ميمونة، وثلاثة من قبل زينب بنت جحش،
وواحد من قبل مارية.
[أسلافه صلّى اللَّه عليه وسلم من قبل خديجة]
فأما أسلافه صلّى اللَّه عليه وسلم من قبل خديجة فإنّهم: الربيع بن عبد
العزّى بن عبد شمس ابن عبد مناف [ (2) ] أمة وأم أخيه ربيعة [ (3) ] : أم
المطاع ابنة أسد ابن
__________
[ (1) ] وقال في (التهذيب) : السلفان رجلان تزوجا بأختين، كل واحد منهما
سلف صاحبه، والمرأة سلفة لصاحبتها إذا تزوج أخوان بامرأتين. وقال الجوهري:
وسلف الرجل زوج أخت امرأته، وكذلك سلفه، مثل كذب وكذب. قال عثمان بن عفان:
معاتبة السلفين تحسن مرة ... فإن أدمنا إكثارها أفسدا الحبا
(لسان العرب) : 9/ 160- 161.
[ (2) ] ، (3) الربيع، وربيعة ابنا عبد العزي، فولد الربيع أبو العاصي،
واسمه القاسم، صهر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، زوّجه النبي صلّى
اللَّه عليه وسلم ابنته الكبرى زينب، وأسلم وحسن إسلامه، وحمد رسول اللَّه
صلّى اللَّه عليه وسلم مصاهرته، ماتت زينب رضى اللَّه عنها عنده، وولدت له
على بن أبى العاصي، مات مراهقا. وأمامة بنت أبي العاصي، تزوجها علي بن أبى
طالب بعد فاطمة- رضي اللَّه عنهم جميعا- وتوفي أبو العاصي في ذي الحجة سنة
(12) في خلافة أبي بكر، ولا عقب لأبى العاصي ولا لأبيه الربيع.
وتزوج أبو العاصي بن الربيع بعد موت زينب بنت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه
وسلم فأختة بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس، وفاختة بنت أبي أحيحة
سعيد بن أبى العاصي، فولدت له بنت أبي أحيحة ابنة اسمها مريم، تزوجها محمد
بن عبد الرحمن بن عوف، فولدت له القاسم، وللقاسم هذا عقب باق. (جمهرة أنساب
العرب) : 77- 78.
(6/134)
عبد العزى بن قصي، وهما اللذان غضبا لأم
حبيبة بنت عبد شمس لما خرجت إلى الطائف، وقد أكثرت من رحل من بنى عقيل،
فلقيها بعض بنى بكر وقتلوا العقيلي، فرجعت إلى مكة، وجاءت حرب بن أمية بن
عبد شمس وطلبت منه أن يأخذ لها بثأر العقيلي فقال: لا سبيل إلى ما قبل بنى
بكر، فأتت الربيع والربيعة ابني عبد العزى بن عبد شمس، فشكت إليهما ما
لقيته وما قال لها حرب، وتحفرت بالعقيلى فقاما معها وغضبا لها حتى أخذا لها
الدية، فبعث بها إلى أهل العقيلي، فمدحهما الخليع شاعر بنى عقيل، وتزوج
الربيع هذا بهالة بنت خويلد أخت خديجة لأبيها وأمها، فاطمة ابنة زائدة بنت
جندب بن هدم بن رواحة بن حجر بن عبد معيص بن عامر بن لؤيّ، فولدت له أبا
العاصي بن الربيع زوج زينب بنت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وابن
خالتها، ومات الربيع عن هالة، فخلف عليها أخوه ربيعة بن عبد العزى، وقد
انقرض ولد الربيع بن عبد العزى بن هاله، ولربيعة عقب، ومات وبيعة عن هاله
فخلف عليها قطن بن وهب بن عمرو بن حبيب بن سعد بن عائذ بن مالك المصطلقيّ
من خزاعة، فولدت له عبد العزى بن قطن الّذي شبهه رسول اللَّه صلّى اللَّه
عليه وسلم بقمر بنى لحي [ (1) ] وعلاج بن أبى سلمة بن عبد العزى بن غيرة بن
عوف بن ثقيف بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان، كانت
تحته خالدة بنت خويلد أخت خديجة. [ (2) ]
وعبد بن بجاد [بن عبد اللَّه] [ (3) ] بن عمير بن الحارث بن حارثة بن سعد
__________
[ (1) ] (سيرة ابن هشام) : 3/ 204- 208، خروج زينب بنت رسول اللَّه صلّى
اللَّه عليه وسلم إلى المدينة، وما أصابها عند خروجها، (جمهرة أنساب العرب)
: 171
[ (2) ] (جمهرة أنساب العرب) : 268.
[ (3) ] زيادة للنسب من (الإصابة) .
(6/135)
ابن تيم بن مرة بن كعب، كانت تحته رقيقة [
(1) ] بنت خويلد أخت خديجة لأبيها، فولدت له أميمة بنت بجاد، وهي التي يقال
لها بنت رقيقة [ (2) ] وهي من المبايعات، حدث عنها محمد بن المنكدر [ (3) ]
.
[سلفاه صلّى اللَّه عليه وسلم من قبل سودة]
وأما سلفاه صلّى اللَّه عليه وسلم من قبل سودة رضى اللَّه عنهما، فهما:
حويطب ابن عبد العزّى بن أبى قيس بن عبد ودّ بن نصر بن مالك بن خسل بن عامر
بن لؤيّ بن غالب القرشيّ العامري، أبو محمد، وقيل: أبو الأصبغ، أمه وأم
أخيه رهم بن عبد العزّى: زينب بنت علقمة بن غزوان بن يربوع بن الحرث بن
منقذ بن عمرو بن معيص، أسلم يوم الفتح، وهو من المؤلفة [قلوبهم] [ (4) ] ،
وأعطى يوم حنين مائة بعير، [وهو] [ (4) ] أحد النفر الذين أمرهم عمر بن
الخطاب رضى اللَّه عنه بتجديد [أنصاب] [ (4) ] الحرم، ومات
__________
[ (1) ] في (خ) : «رفيقه» وصوبناه من (الإصابة) .
[ (2) ] رقيقة بالتصغير.
[ (3) ] (الإصابة) : 7/ 508، ترجمة أميمة بنت بجاد رقم (10840)
[ (4) ] زيادة للسياق، وأنصاب الحرم: حدوده، وحد الحرم من طريق الغرب
التنعيم، ثلاثة أميال، ومن طريق العراق: تسعة أميال، ومن طريق اليمن سبعة
أميال، ومن طريق الطائف: عشرون ميلا.
وقد روى حويطب بن عبد العزى، عن عبد اللَّه بن السعدي، عن عمر رضى اللَّه
عنه حديث العمالة، ورواه عنه السائب بن يزيد الصحابي، وقد أخرجه البخاري في
(الصحيح) ، في الأحكام، باب رزق الحاكم والعاملين عليها من طريق أبي
اليمان، عن شعيب عن الزهري، أخبرني السائب بن يزيد ابن أخت نمر، أن حويطب
بن عبد العزي، أخبره أن عبد اللَّه بن السعدي أخبره أنه قدم علي عمر في
خلافته، فقال له عمر: ألم أحدث أنك تلي من أعمال الناس أعمالا، فإذا أعطيت
العمالة كرهتها؟ فقلت: بلى: فقال عمر: ما تريد إلي ذلك؟ فقلت: أن لي أفراسا
وأعبدا، وأنا بخير، وأريد أن تكون عمالتي صدقة علي المسلمين.
قال عمر: لا تفعل، فإنّي كنت أردت الّذي أردت وكان رسول اللَّه صلّى اللَّه
عليه وسلم يعطيني العطاء، فأقول: أعطه أفقر إليه منى، حتى أعطانى مرة مالا،
فقلت: أعطه أفقر إليه منى،
فقال النبي
(6/136)
بالمدينة سنة أربع وخمسين، وهو ابن مائة
وعشرين سنة أدرك منها في الجاهلية ستين سنة، وكانت تحته أم كلثوم ابنة زمعة
أخت سودة لأبيها وأمها، فولدت له عبد الرحمن بن حويطب.
وعبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة بن كلاب بن مرة بن
كعب بن لؤيّ، القرشي الزهري [أبو محمد] ، كان اسمه في الجاهلية: عبد عمرو،
وقيل: عبد الكعبة، فسماه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم عبد الرحمن
[أمه] : الشفاء بنت عوف بن عبد الحارث بن زهرة، ولد بعد الفيل بعشر سنين،
وأسلم قبل دخول النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بينه وبين سعد بن الربيع، وشهد
بدرا وما بعدها، وهو أحد العشرة الذين شهد لهم رسول اللَّه صلّى اللَّه
عليه وسلم بالجنة، وأحد الستة أصحاب الشورى، وكان له حظ في التجارة، وكسب
مالا كثيرا، خلف بعير، وثلاثة آلاف شاة، ومائة فرس، وصولحت امرأته عن ربع
الثمن بثلاثة وثمانين ألفا، ومات بالمدينة سنة إحدى وثلاثين، وقيل:
ثنتين وثلاثين، عن خمس وأربعين سنة، وقيل عن اثنتين وسبعين سنة،
__________
[ () ] صلّى اللَّه عليه وسلم خذه فتموله وتصدق به، فما جاءك من هذا المال
وأنت غير مشرف ولا سائل، فخذ، وإلا فلا تتبعه نفسك.
وقال الحافظ الذهبي ولا نعلم حويطبا يروي سواه، ثم قال: ومن لطائف هذا
الإسناد أن الزهري رواه عن أربعة من الصحابة في نسق: السائب، وحويطب، وابن
السعدي، وعمر.
له ترجمة في: (طبقات ابن سعد) : 5/ 454، (طبقات خليفة) : 27، (تاريخ خليفة)
:
223، (التاريخ الكبير) : 3/ 127. (المعارف) : 311، 112، 342، (الجرح
والتعديل) :
3/ 314، (المستدرك) : 3/ 561- 563، حديث رقم (6082/ 1680) إلى (6084/ 1682)
، (الاستيعاب) : 1/ 399- 400، ترجمة رقم (557) ، (تهذيب التهذيب) : 3/ 58-
59، ترجمة رقم (125) ، (الإصابة) : 2/ 143، ترجمة رقم (1884) ، (خلاصة
تذهيب الكمال) : 1/ 272، ترجمة رقم (1728) ، (سير أعلام النبلاء) : 2/ 540-
541 ترجمة رقم (111) .
(6/137)
وتزوج أم حبيبة بنت جحش أخت زينب [ (1) ]
بنت جحش [ (2) ] .
وذكر مالك في الموطأ: عن هشام بن عروة، عن أبيه عن زينب بنت أبى سلمة أنها
رأت زينب ابنة جحش التي كانت تحت عبد الرحمن بن عوف، وكانت تستحاض، فكانت
تغتسل وتصلى [ (3) ] .
__________
[ (1) ] في (خ) «أخت سودة بنت زمعة» .
[ (2) ] له ترجمة في: (كنز العمال) : 3/ 220- 230، (تاريخ الخميس) : 2/
257، (خلاصة تذهيب الكمال) : 2/ 147، ترجمة رقم (4209) ، (الإصابة) : 4/
346- 350، ترجمة رقم (5183) ، (تهذيب التهذيب) : 6/ 221- 222، ترجمة رقم
(493) ، (تهذيب الأسماء واللغات) : 1/ 300- 302، (جامع الأصول) : 9/ 19- 20
(صفة الصفوة) :
1/ 183- 186، (الاستيعاب) : 2/ 844- 850، ترجمة رقم (1447) ، (حلية
الأولياء) :
1/ 98- 100، ترجمة رقم (9) ، (المستدرك) : 3/ 345- 352، (الجرح والتعديل) :
5/ 247، (المعارف) : 235- 240، (التاريخ الصغير) : 1/ 50، 60، 61، (التاريخ
الكبير) :
5/ 240، (تاريخ خليفة) : 166، (طبقات خليفة) : 15، (طبقات ابن سعد) : 3/
124- 136 (مسند أحمد) : 1/ 312- 320، (شذرات الذهب) : 1/ 38، (سير أعلام
النبلاء) :
1/ 68- 29، ترجمة رقم (4) .
وقد أفرد ابن سعد في (الطبقات) فصلا في ذكر أزواج عبد الرحمن بن عوف وولده،
وذكر خمس عشرة زوجة ليس من بينهن ما يفيد أنه رضى اللَّه عنه كان من أسلاف
رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، على خلاف ما ذكره التقى المقريزي وهن:
أم كلثوم بنت عقبة بن ربيعة، وبنت شيبة بن ربيعة بن عبد شمس، وأم كلثوم بنت
عقبة بن أبى معيط بن أبى عمرو بن أمية بن عبد شمس، وسهلة بنت عاصم بن عدي،
وبحرية بنت هانئ بن قبيصة بن هانئ بن مسعود، وسهلة بنت سهيل ابن عمرو، وأم
حكيم بنت قارض بن خالد، وابنة أبى الحيس بن رافع بن امرئ القيس، وتماضر بنت
الأصبغ بن عمرو، وأسماء بنت سلامة بن مخربة بن جندل، وأم حريث من سبى
بهراء، ومجد بنت يزيد بن سلامة، وغزال بنت كسرى أم ولد من سبى سعد بن أبى
وقاص يوم المدائن، وزينب بنت الصباح بن ثعلبة بن عوف من سبى بهراء أيضا،
وبادية بنت غيلان بن سلمة بن معتّب الثقفي.
(طبقات ابن سعد) : 3/ 127- 128، ذكر أزواج عبد الرحمن بن عوف وأولاده.
[ (3) ] (موطأ مالك) : 51- 52، باب المستحاضة، حديث رقم (134) ، وقال
العلامة محمد بن عبد الباقي بن يوسف الزرقانى: قال عياض: اختلف أصحاب
الموطأ في هذا، فأكثرهم يقولون: زينب،
(6/138)
قال ابن عبد البر: هكذا رواه [] عن مالك في
الموطأ وهو وهم، لانه
__________
[ () ] منهم يقول: ابنة جحش، وهذا هو الصواب، ويبين الوهم فيه قوله: «التي
كانت تحت عبد الرحمن ابن عوف» ، وزينب هي أم المؤمنين لم يتزوجها عبد
الرحمن قط، وإنما تزوجها زيد بن حارثة، ثم تزوجها النبي صلّى اللَّه عليه
وسلم، والتي كانت تحت عن الرحمن هي أم حبيبة.
وقال ابن عبد البر: قيل: إن بنات جحش الثلاثة زينب، وأم حبيبة، وحمنة زوج
طلحة بن عبيد اللَّه كن يستحضن كلهن، وقيل: لم يستحض منهن إلا أم حبيبة.
وذكر القاضي يونس بن مغيث في كتابة (الموعب في شرح الموطّأ) مثل هذا، وذكر
أن كل واحدة منهن اسمها زينب، ولقب إحداهن حمنة، وإذا كان كذلك فقد سلم
مالك من الخطأ في تسمية أم حبيبة زينب، وقد ذكر البخاري من حديث عائشة: أن
امرأة من أزواجه صلّى اللَّه عليه وسلم كانت تستحاض، وفي رواية: أن بعض
أمهات المؤمنين، وفي أخرى: أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم اعتكف مع بعض
نسائه وهي مستحاضة.
وفي (فتح الباري) : قيل: حديث الموطأ هذا وهم، وقيل: صواب، وإن اسمها زينب،
وكنيتها أم حبيبة بإثبات الهاء على المشهور في الروايات الصحيحة للواقدي،
وتبعه إبراهيم الحربي: الصحيح أم حبيب بلا هاء، واسمها حبيبة، وإن رجحه
الدار قطنى، قال: وأما أختها أم المؤمنين، فلم يكن اسمها الأصلي زينب،
وإنما كان اسمها برّة، فغيره النبي صلّى اللَّه عليه وسلم.
وفي أسباب النزول للواحدي: إنما كان اسمها زينب بعد أن تزوجها النبي صلّى
اللَّه عليه وسلم، فلعله سماها باسم أختها ثم غلبت عليها الكنية، فأين
اللبس؟ قال: - أعنى الحافظ- ولم ينفرد الموطأ بتسمية أم حبيبة زينب، بل
وافقه يحى بن كثير، أخرجه أبو داود الطيالسي في مسندة. وبه يردّ قول صاحب
(المطالع) : لا يلتفت لقول من قال: إن بنات جحش اسم كل منهن زينب، لأن أهل
المعرفة بالأنساب لا يثبتونه، وإنما حمل عليه من قاله أن لا ينسب إلى مالك
وهم، كذا قال، وقد علم أنه لم ينفرد به.
(شرح الزرقانى على الموطأ) : 1/ 181، كتاب الطهارة، باب (37) في المستحاضة،
شرح الحديث رقم (134) .
في (الاستيعاب) : أم حبيبة، ويقال: أم حبيب ابنة جحش ابن رئاب الأسديّ أخت
زينب بنت جحش، وأخت حمنة بنت جحش، وأكثرهم يسقطون الهاء، فيقولون: أم حبيب
كانت تحت عبد الرحمن بن عوف، وكانت تستحاض.
وأهل السير يقولون: إن المستحاضة حمنة، والصحيح عند أهل الحديث أنهما كانتا
تستحاضان جميعا. وقد قيل: إن زينب بنت جحش استحيضت، ولا يصح. وفي الموطأ
وهم، أن زينب بنت جحش استحيضت، وأنها كانت تحت عبد الرحمن بن عوف، وهذا
غلط، إنما كانت تحت زيد بن حارثة، ولم تكن تحت عبد الرحمن بن عوف، والغلط
لا يسلم منه أحد، وزعم بعض الناس أن أم حبيب هذه اسمها حبيبة. (الاستيعاب)
: 4/ 1928- 1929، ترجمة رقم (4135) .
(6/139)
لم تكن قط زينب بنت جحش تحت عبد الرحمن بن
عوف، وإنما كانت تحت زيد بن حارثة، ثم كانت تحت رسول اللَّه صلّى اللَّه
عليه وسلم، وإنما كانت تحت عبد الرحمن ابن عوف أمّ حبيبة بنت جحش، وكنّ
ثلاث أخوات كما ذكرنا، وأم حبيبة تحت عبد الرحمن بن عوف، وحمنة بنت جحش تحت
طلحة بن عبد اللَّه، وقد قيل: إن بنات جحش ما استحض، وقيل: لم يستحض منهن
إلا أم حيبة وحمنة، واللَّه أعلم.
(6/140)
أسلافه صلّى اللَّه عليه وسلم من قبل عائشة
وأما أسلافه صلّى اللَّه عليه وسلم من قبل عائشة رضى اللَّه عنها إنهم:
الزبير بن العوام، كانت تحته أسماء ذات النطاقين، وابنة أبى بكر الصديق، من
قبيلة تيم بن مرة بن كعب بن لؤيّ بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة
بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن نضر بن نزار بن معدّ بن عدنان] [ (1) ] ،
وهي أخت عائشة رضى اللَّه عنها لأبيها، فولدت له عبد اللَّه [وعروة والمنذر
وعاصما وخديجة الكبرى] [ (2) ] ، وأم الحسن وعائشة بنى الزبير، وقد تقدم من
التعريف به ما أغنى عن إعادته [ (3) ] .
وطلحة بن عبيد اللَّه بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعيد بن تيم بن مرة بن
كعب بن لؤيّ [بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة، القرشيّ، التيمي،
المكيّ] [ (4) ] أبو محمد، وأمه الحضرمية، اسمها الصعبة بنت عبد اللَّه بن
عماد بن مالك بن ربيعة بن أكبر بن مالك بن عويف بن مالك بن الخزرج بن إياه
بن الصدف بن حضر موت بن كندة، يعرف أبوها عبد اللَّه بالحضرمي، ويقال لها:
بنت الحضرميّ، يكنى طلحة أبو محمد، ويعرف بطلحة الفياض.
__________
[ (1) ] ما بين الحاصرتين سياقه مضطرب في (خ) ، وما أثبتناه من (معجم قبائل
العرب) : 1/ 138.
[ (2) ] ما بين الحاصرتين مطموس في (خ) ، واستدركناه من (طبقات ابن سعد) .
[ (3) ] له ترجمة في: (طبقات ابن سعد) : 3/ 100- 113، (طبقات خليفة) : 13،
189، 291، (تاريخ خليفة) : 68، (التاريخ الكبير) : 3/ 409، (التاريخ
الصغير) : 1/ 75، (المعارف) :
219- 227، (الجرح والتعديل) : 3/ 578، (حلية الأولياء) : 1/ 89، (جامع
الأصول) :
9/ 5- 10، (تهذيب الأسماء واللغات) : 1/ 194- 196، (تاريخ الخميس) : 1/
172، (كنز العمال) : 13/ 204- 212، (شذرات الذهب) : 1/ 42- 44، (سير أعلام
النبلاء) : 1/ 41- 67.
[ (4) ] ما بين الحاصرتين زيادة للنسب من كتب التراجم.
(6/141)
وهو أحد المهاجرين الأولين، آخى رسول
اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بينه وبين كعب بن مالك، ولم يشهد [بدرا] ،
فضرب له رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بسهمه،
فلما قدم قال: يا رسول اللَّه! وأجرى؟ قال: وأجرك، وشهد أحدا [وما بعدها]
وكان له بلاء حسن مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، وقاه يومئذ بنفسه،
واتقى عنه النبل بيده حتى شلت [إصبعه] ، وضرب في رأسه، وحمل رسول اللَّه
صلّى اللَّه عليه وسلم على رأسه، ظهره حتى استقل على الصخرة، وقال رسول
اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: اليوم أوجب طلحة [ (1) ] ، ثم شهد المشاهد
كلها،
وهو أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وأحد أصحاب الشورى الستة، ثم شهد وقعة
الجمل محاربا لعلى رضى اللَّه عنهما، فذكّره أشياء فرجع عن قتال عليّ،
واعتزل في بعض الصفوف، فرماه مروان بن الحكم بسهم، فلم يزل ينزف دمه حتى
مات في جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين عن ستين- وقيل: بضع وستين- سنة، كانت
تحته أم كلثوم بنت أبى بكر الصديق [ (2) ] . أخت عائشة من حبيبة بنت خارجة
بن رهم الأنصاري، فهي أخت عائشة لأبيها، فولدت لطلحة زكريا [ويوسف] [ (3) ]
وعائشة، وكانت تحته أيضا حمنة بنت جحش بعد موت
__________
[ (1) ] أوجب طلحة: عمل عملا أوجب له الجنة.
[ (2) ] هي أم كلثوم بنت أبى بكر الصديق التيمية، تابعية، مات أبوها وهي
حمل، فوضعت بعد وفاة أبيها، وقصتها بذلك صحيحة في الموطأ وغيره، أرسلت
حديثها، فذكرها بسببه ابن السكن وابن مندة في الصحابة.
وأخرج من طريق إبراهيم بن طهمان، عن يحيى بن سعيد، عن حميد بن نافع وعن أم
كلثوم بنت أبى بكر، أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم نهى عن ضرب النساء ...
ثم قال: رواه الليث عن يحيى نحوه، ورواه الثوري عن يحى بن حميد، فقال: عن
زينب بنت أبى سلمة.
قال الحافظ: ولأم كلثوم بنت أبى بكر رواية أخرى عن عائشة في (صحيح مسلم) ،
روى عنها جابر ابن عبد اللَّه الأنصاري، وأمها حبيبة بنت خارجة، وضعتها بعد
موت أبى بكر، وروى عنها أيضا جبر- أو جابر- بن حبيب، وطلحة بن يحى،
والمغيرة بن الحكيم، وغيرهم. (الإصابة) : 8/ 296، ترجمة رقم (12235) .
[ (3) ] زيادة للسياق من (طبقات ابن سعد) .
(6/142)
مصعب بن عمير عنها، وهي أخت أم المؤمنين
زينب بنت جحش، فولدت حمنة لطلحة محمد السّجاد، وهو الّذي قتل يوم الجمل،
وعمران [بن طلحة] [ (1) ] .
وخرج الحاكم من حديث أبى صالح الحراني: حدثنا سليمان [ (2) ] بن أيوب بن
سليمان بن عيسى بن محمد بن طلحة، عن أبيه [ (3) ] عن جده قال: كان طلحة سلف
النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في أربع: كانت عند النبي صلّى اللَّه عليه
وسلم عائشة بنت أبى بكر، وكانت أختها أم كلثوم بنت أبى بكر عند طلحة، فولدت
له زكريا ويوسف وعائشة، وكانت عند النبي صلّى اللَّه عليه وسلم زينب بنت
جحش، وكانت حمنة بنت جحش تحت طلحة [بن عبيد اللَّه] [ (4) ] ، فولدت له
محمدا، وقتل يوم الجمل [مع أبيه] [ (5) ] ، وكانت أم حبيبة بنت أبى سفيان
تحت النبي صلّى اللَّه عليه وسلم وكانت أختها رفاعة [ (6) ] بنت أبى سفيان
تحت طلحة وكانت أم سلمة بنت أبى أمية تحت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه
وسلم، وكانت أختها قريبة بنت أبى أمية تحت طلحة، فولدت له مريم بنت طلحة [
(7) ] .
__________
[ (1) ] زيادة للنسب من (طبقات ابن سعد) .
[ (2) ] في (خ) : «سلمان» .
[ (3) ] في خ: «عن أمه» .
وقال عنه الحافظ في (الإصابة) :
* أحد العشرة [المبشرين بالجنة] .
* أحد الثمانية الذين سبقوا إلى الإسلام.
* أحد الخمسة الذين أسلموا على يد أبى بكر.
* أحد الستة أصحاب الشورى.
[ (4) ] زيادة للنسب من (المستدرك) .
[ (5) ] زيادة للسياق من (المستدرك) .
[ (6) ] كذا في (خ) ، وفي المستدرك: «الرفاعة» .
[ (7) ] (المستدرك: 3/ 419- 420، كتاب معرفة الصحابة، ذكر مناقب طلحة بن
عبيد اللَّه التيمي رضى
(6/143)
وعبد الرحمن بن عبد اللَّه بن أبى ربيعة بن
المغيرة بن عبد اللَّه بن عمرو ابن مخزوم [] [ (1) ] القرشي المخزومي، وقال
له: الأحول، أحد وجوه قريش [ (2) ] ، أمه ليلى بنت عطارد بن حاجب بن زرارة
[ (3) ] ، خلف على أم
__________
[ () ] اللَّه عنه، حديث رقم (5596/ 1194) ، وقد سكت عنه الحافظ الذهبي في
(التلخيص) . وطلحة ابن عبيد رضى اللَّه عنه له ترجمة في: (الجرح والتعديل)
: 4/ 471، (المعارف) : 228- 234، (التاريخ الصغير) : 1/ 75، (تاريخ خليفة)
: 181، (طبقات خليفة) : 18، 189، (طبقات ابن سعد) : 3/ 214- 255، (سيرة ابن
هشام) : 2/ 91، (مسند أحمد) : 1/ 260- 265، مسند أبى محمد طلحة بن عبيد
اللَّه، (المستدرك) : 3/ 419- 425، (حلية الأولياء) : 1/ 87، (جامع الأصول)
: 9/ 3- 5، (اللباب) : 2/ 88، (تهذيب الأسماء واللغات) : 1/ 251، (خلاصة
تذهيب الكمال) : /، ترجمة رقم () ، (كنز العمال) : 3/ 198- 404، (شذرات
الذهب) : 1/ 42- 43، (سير أعلام النبلاء) : 1/ 23- 40، (صفة الصفوة) : 1/
176- 179، (الإصابة) : 3/ 529- 533، ترجمة رقم (4270) ، (الاستيعاب) : 764-
770، ترجمة رقم (1280) ، تلقيح فهوم أهل الأثر) : 366، (أسماء الصحابة
الرواة) : 59، ترجمة رقم (83) .
[ (1) ] ما بين الحاصرتين. مطموس في (خ) .
[ (2) ] هو عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن أبى ربيعة بن المغيرة بن عبد
اللَّه بن عمر بن مخزوم، أمه ليلى بنت عطارد بن حاجب بن زرارة بن عدس بن
زيد بن عبد اللَّه بن زارم من بنى تميم.
فولد عبد الرحمن بن عبد اللَّه عمرا وأمّه وأمّ بشير بنت أبى مسعود، وهو
عقبة بن عمرو بن ثعلبة بن أسيرة بن عسيرة بن عطية بن جدارة بن عوف بن
الحارث من الخزرج.
وأخوه لأمه زيد بن حسن بن على بن أبى طالب. وعثمان بن عبد الرحمن. وإبراهيم
وموسى وأم حميد وأم عثمان. وأمهم أم كلثوم بنت أبى بكر الصديق، وأمها أم
حبيبة بنت خارجة بن زيد بن أبى زهير من بلحارث بن الخزرج.
وأبا بكر ومحمدا، وأمهما فاطمة بنت الوليد بن عبد شمس بن المغيرة، وأمها
أسماء بنت أبى جهل ابن هشام، وعبد اللَّه وأم جميل لأم ولد.
وكان عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن أبى ربيعة أحد الرءوس يوم الحرة، ونجا
فلم يقتل يومئذ. حتى مات بعد ذلك. له ترجمة في: (طبقات ابن سعد) : 5/ 172،
(المعارف) : 175، (وفيات الأعيان) : 3/ 70، ترجمة رقم (339) ، 3/ 436- 439،
ترجمة رقم (490) ، (تهذيب التهذيب) : 5/ 184، ترجمة والده عبد اللَّه بن
أبى ربيعة رقم (362) ، (طبقات ابن سعد) :
5/ 160- 165، ترجمة طلحة بن عبد اللَّه، وموسى، وعيسى، ويحى، ويعقوب أبناء
طلحة بن عبد اللَّه.
[ (3) ] (الإصابة) : 8/ 105، ترجمة رقم (11720) .
(6/144)
كلثوم بنت أبى بكر بعد طلحة بن عبد اللَّه،
فولدت له: عثمان، وموسى، وإبراهيم، [وزكريا] ، وله من غير أم كلثوم: محمد،
وأبو بكر، أمهما فاطمة بنت الوليد بن عبد شمس بن المغيرة بن عبد اللَّه بن
عمر بن مخزوم، وفيه يقول معاوية بن أبى سفيان: غلبنا عبد الرحمن بن عبد
اللَّه بن أبى ربيعة على أيام قريش، وقال عبد الملك بن مروان: ثلاثة أعطوا
اللَّه عهدا ألا يعطوا طاعة أبدا، فأما واحد فعاجلته منيته، وهو عبد اللَّه
بن صفوان الجمحيّ، وأما الآخر: فوفى حتى مات، وهو عبد الرحمن بن عبد اللَّه
بن أبى ربيعة، وأما [الثالث] فحام وهو عبد الرحمن بن عثمان السهمي، وتوفى
عبد الرحمن بن أبى ربيعة.
(6/145)
[أسلافه صلّى اللَّه عليه وسلم من قبل
حفصة]
وأما أسلافه من قبل حفصة رضى اللَّه عنها فإنّهم: عبد الرحمن بن زيد ابن
الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد اللَّه بن قرط بن رزاح ابن عدي
بن كعب [بن لؤيّ بن غالب بن فهر] [ (1) ] القرشي العدوي، أمه لبابة بنت أبى
لبابة بن عبد المنذر الأنصاري، وعمه عمر بن الخطاب رضى اللَّه عنه، ولد وهو
ألطف من ولد، فأخذه جده أبو أمه أبو لبابة في ليفة، فجاء به النبي صلّى
اللَّه عليه وسلم فقال: ما هذا معك يا أبا لبابة؟ قال: ابن ابني يا رسول
اللَّه، ما رأيت مولودا قط أصغر خلقه منه، فحمله رسول اللَّه صلّى اللَّه
عليه وسلم ومسح على رأسه، ودعا فيه بالبركة، فما [رئي عبد] [ (1) ] الرحمن
بن زيد مع قوم في صف إلا فرعهم طولا، وكان من أطول الرجال وأتمهم، وكان
شبيها بأبيه زيد بن الخطاب، وزوّجه عمه عمر بن الخطاب ابنته فاطمة من أم
كلثوم، بنت على بن أبى طالب من فاطمة عليها السلام، فولدت له عبد اللَّه
وابنة، وولد له من غير فاطمة بنت عمر عدة أولاد، وولى عبد الرحمن بن زيد
مكة [ (2) ] .
__________
[ (1) ] زيادة للنسب من (الإصابة) .
[ (2) ] له ترجمة في: (الإصابة) : 5/ 36- 37، ترجمة رقم (6216) ،
(الاستيعاب) : 2/ 550، ترجمة والده زيد بن الخطاب رقم (846) ، (تهذيب
التهذيب) : 6/ 162- 163، ترجمة رقم (362) ، وسمي محمدا حتى غيره عمر، لأنه
مر به ورجل يسبه بقول: فعل اللَّه بك يا محمد، فقال عمر (رضي اللَّه عنه)
لا أري محمدا يسب بك، واللَّه لا تدعي محمدا ما دمت حيا فسمّاه عبد الرحمن.
(المعارف) : 180.
(6/146)
وإبراهيم بن نعيم النحام بن عبد اللَّه بن
أسيد بن عبد عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب القرشيّ العدوي، أمه زينب
بنت حنظلة بن قسامة بن قيس بن عبيد بن طريف بن مالك بن جدعان بن ذهل بن
رويان، من طيِّئ [ (1) ] تزوجها نعيم لما طلقها زيد بن حارثة، فولدت له
إبراهيم، وتزوج إبراهيم رقية بنت عمر بن الخطاب [رضى اللَّه عنه] من أم
كلثوم بنت على بن أبى طالب، فهي أخت حفصة لأمها [ (2) ] وعبد اللَّه بن عبد
اللَّه بن سراقة بن المعتمر بن أنس بن أذاة بن رياح بن عبد اللَّه بن قرط
بن رزاح بن عدي بن كعب [ (3) ] ، شهد أبوه وعمه [عمر] [ (4) ] بدرا، وأمه
أميمة بنت الحارث بن عمرو بن المؤمل، تزوج زينب بنت عمر بن الخطاب [رضى
اللَّه عنه] من فكيهة أم ولد [ (5) ] .
وذكر البلاذري أن أم زينب هذه هي أم عاصم بن عمر، وهي جميلة بنت عاصم بن
ثابت بن أبى الأفلح، فهي أخت حفصة لأبيها [ (6) ] ، وولدت زينب لعبد
اللَّه: عثمان بن عبد اللَّه بن عبد اللَّه، روى عنه الحديث، وهو الّذي
أصلح بين بنى جعفر بن كلاب والضباب، وقد وقعت بينهم حرب قتل فيها بينهم
سبعة وثلاثون قتيلا، فأرسل إليهم عثمان هذا، وما زال بهم حتى اصطلحوا، وله
في ذلك قصة.
__________
[ (1) ] (جمهرة أنساب العرب) : 399.
[ (2) ] له ترجمة مختصرة في: (طبقات ابن سعد) : 4/ 272، (المعارف) : 185.
[ (3) ] (سيرة ابن هشام) : 3/ 238، (البداية والنهاية) : 3/ 212، 390،
(الإصابة) : 5/ 18، ترجمة رقم (6185 ز) .
[ (4) ] زيادة للسياق.
[ (5) ] (الإصابة) : 7/ 648، ترجمة رقم (11262) ، زاد الحافظ: وهي أخت عبد
الرحمن بن عمر الأصغر والد المختار.
[ (6) ] كان اسمها: عاصية، فسماها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم:
جميلة، (الإصابة) : 7/ 558، ترجمة رقم (10983) .
(6/147)
وعبد الرحمن بن معمر بن عبد اللَّه بن أبى
ابن سلول، كانت عنده زينب ابنة عمر بن الخطاب رضى اللَّه عنه، أخت حفصة،
خلف عليها بعد عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن سراقة في قول البلاذري. [ (1) ]
وقال الزبير بن بكار: وأما زينب ابنة عمر فكانت عند عبد الرحمن بن معمر بن
عبد اللَّه بن أبى ابن سلول، ثم خلف عليها عبد اللَّه بن سراقة بن المعتمر
بن أنس، أذاة بن رباح بن عبد اللَّه بن قرظ بن عدي بن كعب، فولدت له
عثمانا، وحميدا وعشيمة بنى عبد اللَّه بن عبد اللَّه. [ (2) ]
حدثنا الزبير قال: حدثني عثمان بن عبد الرحمن، عن عبد اللَّه بن عبد العزيز
بن عمر السراقي قال: مات جدي وعمى ابنا سراقة، فأوصيا إلى عمر ابن الخطاب
رضى اللَّه عنه ابن عبد اللَّه بن سراقة، فجعله عمر عند بنته زينب بنت عمر،
فلما بلغ الحلم قال له [عمر: يا حبيبي] [ (3) ] ، من تحب أن أزوجك من
بناتي؟ قال: أمى زينب- وكان. يدعوها أمه- فقال عمر:
يا بنى إنها ليست أمك ولكنها ابنة عمك، وقد زوجتك إياها، فولدت له ابنه [
(4) ] عثمان بن سراقة، فهي أم كل سراقى على وجه الأرض [ (5) ] .
__________
[ (1) ] (الإصابة) : 5/ 18، ترجمة رقم (6185 ز) .
[ (2) ] (المراجع السابق) .
[ (3) ] ما بين الحاصرتين في (خ) فقط وليست في (الإصابة) .
[ (4) ] زيادة للسياق من (الإصابة) .
[ (5) ] ثم قال: فيؤخذ من هذا أنه ولد في حياة النبي صلّى اللَّه عليه
وسلم، لكونه بلغ، وتزوج، وولد له في حياة عمر وكل ذلك بعد الوفاة النبويّة
بثلاث عشر سنة. (الإصابة) : 5/ 18.
(6/148)
[سلفه صلّى اللَّه عليه وسلم من قبل زينب
أم المساكين]
وأما سلفه صلّى اللَّه عليه وسلم من قبل زينب أم المساكين، فإنه العباس بن
عبد المطلب رضى اللَّه عنه، لأن روحية أم العباس، ولبابة بنت الحارث أخت
زينب أم المساكين لأمها هند بنت عوف بن زهير، وقد تقدم التعريف بالعباس.
[أسلافه صلّى اللَّه عليه وسلم من قبل أم سلمة]
وأما أسلافه صلّى اللَّه عليه وسلم من قبل أم سلمة رضى اللَّه عنها فهو
زمعة بن الأسود ابن المطلب بن أسد بن عبد العزّى بن قصي، كان أبوه أبو زمعة
بن الأسود أحد المستهزءين الذين قال اللَّه فيهم: إِنَّا كَفَيْناكَ
الْمُسْتَهْزِئِينَ [ (1) ] ، رمى جبريل عليه السّلام في وجهه بورقة فعمى،
وكان من كبراء قريش وأشرافها، وكان زمعة أبو حكيمة، من أشرف قريش أيضا، وهو
أحد المطعمين أيام خرج المشركون إلى بدر وهو أحد أزواد الركب، وأمه أروى
بنت خذيفة بن مسعر بن سعيد بن سهم، وكان أحد خطباء قريش في الجاهلية، وتزوج
ثويبة الكبرى بنت أبى أمية أخت أم سلمة [رضى اللَّه عنها] لأبيها من عاتكة
بنت عبد المطلب، فولدت له عبد اللَّه، ووهبا، ويزيدا، وقتل زمعة يوم بدر
كافرا.
__________
[ (1) ] الحجر: 95، قال عروة وابن جبير: هم خمسة: الوليد بن المغيرة،
والعاصي بن وائل، والأسود بن المطلب، وأبو زمعة، والأسود بن يغوث، ومن بني
خزاعة الحرث بن الطلاطلة.
قال أبو بكر الهذلي: قلت للزهري: إنّ ابن جبير وعكرمة اختلفا في رجل من
المستهزءين، فقال ابن جبير: هو الحرث بن عيطلة، وقال عكرمة: هو الحرث بن
قيس، فقال الزهري: صدقا، إنه عيطلة وأبوه قيس.
وذكر الشعبي في المستهزءين هبار بن الأسود، وذلك وهم، لأن هبارا أسلم يوم
الفتح، ورحل إلى المدينة.
وعن ابن عباس: أن المستهزءين كانوا ثمانية، وفي رواية: مكان الحرث ابن قيس
عدي ابن قيس.
وقال الشعبي وابن أبي بزة: كانوا سبعة: فذكر الوليد، والحرث بن عدي،
والأسودين، والأثرم
(6/149)
وعمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن
رياح بن عبد اللَّه، قرط بن رزاح بن عدي بن كعب القرشيّ العدوي، أمير
المؤمنين أبو حفص، أمه حنتمة بنت هاشم، وقيل هشام بن المغيرة بن عبد اللَّه
بن عمرو بن مخزوم، وأم حنتمة الشفاء بنت عبد قيس بن عدي بن سعد بن سهم،
وأمها بنت أسد بن عبد العزى بن قصي، وأمها برة بنت عوف بن عبيد بن عويج بن
عدي بن كعب [بن لؤيّ بن غالب] [ (1) ] ، وكانت برة بنت عوف جدة آمنة بنت
وهب أم أمها، فعمر بن الخطاب أحد أخوال رسول اللَّه من قبل أمهاته، ولد بعد
الفيل بثلاث عشرة سنة، وقيل ولد قبل الفجار الأعظم بأربع سنين، وكان من
أشراف قريش، إليه كانت السفارة في الجاهلية- وهي إذا وقعت الحرب بعثوه
سفيرا- وإن نافرهم مفاخر أو فاخرهم وفاخر، بعثوه منافرا ومفاخرا، ورضوا به.
وأسلم بعد أربعين رجلا وإحدى عشرة امرأة فأعز اللَّه بإسلامه المسلمين،
وأظهر به الدين، وهاجر إلى المدينة، وشهد المشاهد كلها، وتوفى رسول اللَّه
صلّى اللَّه عليه وسلم وهو عنه راض، وولى الخلافة يوم مات أبو بكر الصديق
رضى اللَّه عنه باستخلافه له في [يوم الثلاثاء لسبع بقين من جمادى الاخرة [
(2) ]] سنة ثلاث عشرة، فسار أحسن سيرة،
__________
[ () ] وبعكك ابني الحرث بن السباق. وكذا قال مقاتل، إلا أنه قال مكان
الحرث بن عدي: الحرث بن قيس السهى.
وذكر المفسرون والمؤرخون: أن جبريل عليه السّلام، قال لرسول اللَّه صلّى
اللَّه عليه وسلم: أمرت أن أكفيكم، فأومأ إلي ساق الوليد، فمرّ بنبال فتعلق
بثوبه، فمنعه الكبر أن يطامن لنزعه، فأصاب عرقاً في عقبه.
قال قتادة ومقسم: وهو الأكحل، فقطع، فمات.
وأومأ إلي أخمص العاصي فدخلت فيه شوكة. وقيل: ضربته حية، فانتفخت رجله حتى
صار كالرحى، ومات.
وأومأ إلي عيني الأسود بن المطلب، فعمي، وهلك. وأشار إلى أنف الحرث بن قيس
فامتخط قيحا فمات. وقيل: أصابته سموم فاسود حتى صار كأنه حبشي، فأتى أهله
فلم يعرفوه، وأغلقوا الباب في وجهه، فصار يطوف في شعاب مكة حتى مات.
وفي بعض ما أصاب هؤلاء اختلاف واللَّه تعالي أعلم (البحر المحيط) : 6/ 489،
(تفسير ابن كثير) : 2/ 579- 580.
[ (1) ] زيادة للنسب من (المعارف) .
[ (2) ] زيادة للسياق من (صفة الصفوة) .
(6/150)
وأنزل نفسه من مال اللَّه بمنزله رجل من
الناس على سوابقهم، وكان لا يخاف في اللَّه لومة لائم، وهو الّذي زين شهر
رمضان بصلاة التراويح، وأرخ التاريخ من الهجرة، وهو أول من سمى بأمير
المؤمنين، وهو أول من اتخذ الدّرّة.
وقتله أبو لؤلؤة غلام المغيرة بن شعبة، لثلاث بقين- وقيل، بل قتل يوم
الأربعاء لأربع بقين- من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين، وكانت خلافته عشر سنين
ونصف، وكان عمره ثلاثا وستين سنة، وقيل: أقل من ذلك، وكانت تحته قريبة
الصغرى، أخت أم سلمة، ففرّق بينهما الإسلام، ورجعت إلى الكفار ثم أسلمت،
وفضائل عمر كثيرة جدا [ (1) ] .
ومعاوية بن أبى سفيان صخر بن حرب بن أمية بن أمية بن عبد شمس أبو عبد
الرحمن، القرشيّ، الأموي، أمه هند بنت عتبة بن زمعة بن عبد شمس بن عبد مناف
بن قصي، أسلم يوم الفتح، وعد من المؤلفة [قلوبهم] ، وهو أحد من كتب لرسول
اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، وولاه عمر رضى اللَّه عنه على الشام بعد موت
أخيه يزيد بن أبى سفيان في سنة تسع عشرة، ورزقه ألف دينار في كل شهر، وأقام
أربع سنين، ومات عمر فأقره عثمان رضى اللَّه عنه عليها اثنى عشرة إلى أن
مات، فحارب عليّ رضى اللَّه عنه أربع سنين، وبايعه أهل الشام خاصة بالخلافة
سنة ثمان أو تسع وثلاثين، واجتمع الناس عليه بعد بيعة الحسن بن على له في
سنة إحدى وأربعين، فأقام أميرا عشرين سنة، وخليفة عشرين سنة، وتوفى
__________
[ (1) ] له ترجمة في: (صفة الصفوة) : 1/ 139- 153، ترجمة رقم (3) ،
(الإصابة) : 4/ 588- 591، ترجمة رقم (5740) (الاستيعاب) : 3/ 1144- 1159،
ترجمة رقم (1878) ، (الجرح والتعديل) : 6/ 105، (تهذيب التهذيب) : 6/ 138،
(حلية الأولياء) : 1/ 38- 55، ترجمة رقم (2) ، (الطبقات الكبرى) : 3/ 265-
376، (تلقيح الفهوم) : 363- 364، (أسماء الصحابة الرواية) : 44، ترجمة رقم
(11) (المصباح المضيء) : 1/ 43- 56.
(6/151)
للنصف من رجب سنة ستين بدمشق عن ثمان
وسبعين سنة، وقيل:
[سبعا وسبعين] وأخباره كثيرة، وكانت تحته قريبة الصغرى بنت أبى أمية أخت أم
سلمة، تزوجها بعد ما فرق الإسلام بينها وبين عمر رضى اللَّه عنه، وبعد ما
أسلمت قال له أبوه أبو سفيان بن حرب: أتتزوج ظعينة أمير المؤمنين؟ فطلقها.
[ (1) ]
وعبد الرحمن بن أبى بكر الصديق رضى اللَّه عنه أبو محمد، أمه وأم أخته
عائشة رضى اللَّه عنها: أم رومان بنت الحارث بن غنم الكنانية، شهد بدرا وهو
كافر، ثم أسلم في هدنة الحديبيّة، وكان اسمه: عبد الكعبة- ويقال: عبد
العزى- فسماه رسول اللَّه: عبد الرحمن، وكان من أشجع قريش وأرماهم بسهم،
وحضر اليمامة مع خالد بن الوليد، وقتل سبعة من كبارهم، وكان أش من ولد
أبيه، وكان صالحا وفيه دعابة، وشهد الجمل مع عائشة، وتوفى سنة ثلاث- وقيل
خمس- وخمسين، وكان تحته قرينة الصغرى ابنة أبى أمية، أخت أم سلمة لأبيها من
عاتكة بنت عتبة بن ربيعة، خلف عليها بعد معاوية فولدت له عبيد اللَّه بن
عبد الرحمن، وأم حكيم. [ (2) ]
__________
[ (1) ] له ترجمة في: (المصباح المضيء) : 1/ 167- 176، ترجمة رقم (40) ،
(طبقات ابن سعد) : 3/ 32، 7/ 406، (التاريخ الكبير) : 7/ 326، (المعارف) :
344، (الجرح والتعديل) :
8/ 377، (جمهرة أنساب العرب) : 112- 113، (الاستيعاب) : 3/ 1416 ترجمة رقم
2435 (تاريخ بغداد) : 1/ 207. ترجمة رقم (48) ، (جامع الأصول) : 9/ 107،
(تهذيب الأسماء واللغات) : 1/ 102، (مرآة الجنان) : 1/ 131، (تهذيب
التهذيب) : 10/ 187، ترجمة رقم (387) ، (الإصابة) : 6/ 151 ترجمة رقم
(8074) ، (المطالب العالية) : 4/ 108، (تاريخ الخلفاء) : 194 (خلاصة تذهيب
الكمال) : 326، (شذرات الذهب) :
1/ 65، دسير أعلام (أسماء الصحابة الرواة) : 55، ترجمة رقم (26) .
[ (2) ] له ترجمة في: (مسند أحمد) : 1/ 197، (طبقات خليفة) : 18، 189،
(تاريخ خليفة) :
219، (التاريخ الكبير) : 5/ 242، (المعارف) : 173، 174، 233، 592،
(المستدرك) :
3/ 5473 (الاستيعاب) : 2/ 2824، ترجمة رقم (1394) ، (تهذيب التهذيب) : 6/
133- ترجمة رقم (300) ، (الإصابة) : 4/ 325، ترجمة رقم (5155) . (خلاصة
تذهيب الكمال) : 2224 (شذرات الذهب) : 1/ 59، (أسماء الصحابة الرواة) : 175
ترجمة رقم (215) ، (تلقيح الفهوم) : 370، (سير الأعلام) : 2/ 471- 473،
ترجمة رقم (92) .
(6/152)
ومنبه بن الحجاج بن عامر بن حذيفة بن سعد
بن سهم، أمه وأم أخيه نبيه أروى ابنة عميلة بن السباق بن عبد الدار، وكان
لهما شرف، ومدحها الأعشى بن نباش بن زرارة التميمي ثم الأسدي. وكانا ممن
يؤذى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم ويطعن عليه [ (1) ] ، وكانا
يلقيانه فيقولان: أما وجد اللَّه من يبعثه غيرك؟ أن هاهنا من هو أسنّ منك
وأيسر، فإن كنت صادقا فأتنا بملك يشهد لك ويكون معك!! وإذا ذكر لهما قالوا:
معلم مجنون، يعلمه أهل الكتاب ما يأتى به، وكان رسول اللَّه يدعو عليهما،
فأما منبه فقتله عليّ رضى اللَّه عنه يوم بدر [ (2) ] ، وقيل: قتله عليّ
أبو اليسر الأنصاري. ويقال: أبو أسيد الساعدي، وقتل نبيه أيضا ببدر، قتله
عليّ، وكانا من المطعمين يوم بدر [ (3) ] ، ولمنبه ابن من بنت العاصي بن
وائل بن هشام السهمي اسمه العاصي بن منبه، قتل أيضا يوم بدر، وهو صاحب ذي
الفقار، وقيل: كان سيف أبيه منبه، وقيل: [كان] سيف عمه نبيه [ (4) ] ، وكان
تحت منبه هذا أبى أمية أخت أم سلمة، وولدت له رجلين.
وعبد اللَّه بن سعد بن جابر عمير بن بشير بن بشير بن عويمر بن الحارث ابن
كبير بن السبيل بن حدقة بن سفيان، وهو مظة بن سلهم بن الحكم بن سعد
العشيرة، كانت تحته آمنة ابنة عفان أخت أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضى
اللَّه عنه لأبيه وأمه، فولدت له محمد بن عبد اللَّه بن سعد [ (5) ] ، وكان
ولده بالمدينة، والبصرة وكان تحته أيضا ابنة لأبى بن مالك بن عمرو بن عقيل
بن عامر بن جندلة بن جذيمة بن كعب بن أسلم بن
__________
[ (1) ] (سيرة ابن هشام) : 2/ 100، عداوة قومه صلى اللَّه عليه وسلم
ومساندة أبي طالب له، 3/ 6، قريش تتشاور في أمره صلّى اللَّه عليه وسلم، 3/
164، التعرف علي أخبار قريش،
[ (2) ] (المرجع السابق) : 3/ 196. بلوغ مصاب قريش في رجالها إلي مكة.
[ (3) ] (المرجع السابق) : 3/ 218، المطعمون من قريش
[ (4) ] (المرجع السابق) : 3/ 269، من قتل بيدر من المشركين.
[ (5) ] (جمهرة أنساب العرب) 409
(6/153)
وأس مناة بن النمر بن قاسط النمري، المعروف
بصهيب الرومي أبو يحى، [أمه] سلمى بنت قعيد بن مهيض بن خزاعيّ بن مازن بن
مالك بن عمرو بن تميم، كان أبوه سنان عاملا لكسرى على الأبلّة، من قبل
النعمان بن المنذر، وكانت منازلهم بأرض الموصل، ويقال: كانوا في قرية على
شاطئ الفرات مما يلي الجزيرة، فأغارت الروم على ناصيتهم فسبت صهيبا وهو
غلام صغير فنشأ بالروم فصار [ألكنا] ، فابتاعه رجل من كلب فقدم به مكة،
فاشتراه أبو زهير عبد اللَّه بن جدعان ابن عمرو بن كعب بن سعد بن تميم بن
مرة بن كعب، ثم أعتقه فأقام عنده إلى أن هلك قبل المبعث ببضع عشرة سنة، ولم
يزل مع آل جدعان إلى أن جاء اللَّه بالإسلام، ويقال: لم يشتره أحد من الذين
سبوه، ولكنه لما ترعرع وعقل هرب من الروم فسقط إلى مكة وحالف ابن جدعان،
[فأقام] معه إلى أن هلك، وإن صهيب كان أحمر شديد الحمرة فسمى روميا بذلك،
ولأنه سقط إلى الروم، ويقال سبته العرب فوقع إلى مكة ولم يدخل الروم قط،
وإنما سمى روميا لحمرته، وأسلم هو وعمار في يوم واحد بعد ما أسلم بضعة
وعشرون رجلا، وكان من المستضعفين الذين يعذبون في اللَّه، وهاجر وترك ماله
لأهل مكة، وشهد بدرا وما بعدها، وتوفى أمية أخت أم سلمة، ويقال بل هي ابنة
أبى ربيعة بن المغيرة بن بالمدينة في شوال سنة ثمان وثلاثين، عن سبعين سنة،
وكانت عنده [] بنت أبى أمية، أخت أم سلمة، ويقال: بل هي ابنة أبى ربيعة بن
المغيرة عم أبى سلمة وفضائل صهيب كثيرة [ (1) ]
__________
[ (1) ] له ترجمة في: (طبقات ابن سعد) : 3/ 226- 230، (طبقات خليفة) : 19،
62، (التاريخ الكبير) : 4/ 315، (الجرح والتعديل) : 4/ 444، (المستدرك) :
3/ 449- 454، (الاستيعاب) : 2/ 726، ترجمة رقم (1226) ، (تهذب التهذيب) :
4/ 385، ترجمة رقم، (الإصابة) : 3/ 449- 452 ترجمة رقم (4108) ، (خلاصة
تذهيب الكمال) : 1/ 472، ترجمة رقم (3116) (شذرات الذهب) : 1/ 47، (سير
الأعلام) : 2/ 17- 26، ترجمة رقم (4) ، (مسند أحمد) : 5/ 435
(6/154)
[أسلافه صلّى اللَّه عليه وسلم من قبل زينب
بنت جحش]
وأما أسلافه من قبل زينب بنت جحش: مصعب بن عمير، كانت عنده حمنة بنت جحش
أخت زينب بنت جحش، لم تلد له، وذكر ابن عبد البر أن زينب بنت جحش كانت تحت
عبد الرحمن بن عوف كما تقدم.
ومصعب الخير بن عمر بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي القرش
العبدري، أبو عبد اللَّه المرثوىّ، أمه خناس بنت مالك بن المضرب بن وهب بن
عمرو بن حجير بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤيّ، وكان في مكة شابا وجمالا،
وكان أبواه يحبانه، وكانت أمه تكسوه أحسن ما يكون من الثياب، وكان أعطر أهل
مكة، وأسلم في دار الأرقم، وكتم إسلامه خوفا من أبيه وقومه، وصار تختلف إلى
رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فبصر به عثمان بن طلحة يصلّى فأخبر به
قومه وأمه، فأخذوه وحبسوه حتى خرج منها مهاجرا إلى أرض الحبشة، وبعثه رسول
اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم إلى الأنصار يقرئهم القرآن بالمدينة قبل
الهجرة، فأسلم على يديه خلق كثير، ولذلك قيل له: المقرئ والقارئ، وشهد
بدرا، وقتل يوم أحد شهيدا، قتله ابن قميئة، وهو ابن أربعين سنة، وهو من جلة
الصحابة، وكانت عنده حمنة بنت جحش، أخت زينب بنت جحش لأبيها وأمها، تزوجها
بعد عبد الرحمن بن عوف، فولدت له زينب، تزوجها عبد اللَّه بن عبد اللَّه
ابن أبى أمية، ولا عقب لمصعب إلا منها، وخلف على حمنة بعد مصعب [ (1) ] .
__________
[ (1) ] له ترجمة في (كنز العمال) : 13/ 482، (الإصابة) : 6/ 123- 124،
ترجمة رقم (8008) ، (طبقات ابن سعد) : 3/ 116- 122، (الاستيعاب) : 4/ 1473-
1475، ترجمة رقم (2553) ، (حلية الأولياء) : 1/ 106- 108، ترجمة رقم (12) ،
(الجرح والتعديل) : 8/ 303، (التاريخ الصغير) : 1/ 21، 25، (تاريخ خليفة) :
69، (سير الأعلام) : 1/ 145- 148، ترجمة رقم (7) ، (المعارف) : 264- 265،
(تهذيب الأسماء واللغات) : 2/ 96- 97، ترجمة رقم (139) ، (صفة الصفوة) : 1/
205- 206، ترجمة رقم (17) .
(6/155)
طلحة بن عبيد اللَّه، فولدت له محمد السجاد
وعمران، وقد تقدم التعريف بعبد الرحمن بن عوف وطلحة بن عبيد اللَّه [ (1) ]
، وكانت ممن تكلم في عائشة رضى اللَّه عنها فحدّث، قاله البلاذري [ (2) ] .
__________
[ (1) ] تقدم التعريف بهما، والإحالة مصادر ترجمتهما.
[ (2) ] قال أبو حيان الأندلسي في قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ جاؤُ
بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ: والعصبة: عبد اللَّه بن أبي رأس النفاق،
وزيد بن رفاعة، وحسان بن ثابت، ومسطح بن أثاثة، وحمنة بنت جحش، ومن ساعدهم
ممن لم يرد ذكر اسمه.. ثم قال: والمشهور أنه حد حسان، ومسطح، وحمنة، قيل:
وعبد اللَّه بن أبي، وقد ذكره بعض شعراء ذلك العصر في شعر، وقيل: لم يحدّ
مسطح، وقيل: لم يحد عبد اللَّه، وقيل: لم يحد أحد في هذه القصة، وهذا مخالف
للنص فَاجْلِدُوهُمْ ثَمانِينَ جَلْدَةً، وقابل ذلك بقول: إنما يقال الحد
بإقرار أو بينة، ولم يتقيد بإقامته بالإخبار، كما لم يتقيد بقتل المنافقين،
وقد أخبر تعالى بكفرهم. (البحر المحيط) : 8/ 20- 21.
(6/156)
[أسلافه صلّى اللَّه عليه وسلم من قبل أم
حبيبة]
وأما أسلافه من قبل أم حبيبة بنت أبى سفيان رضى اللَّه عنها فهم:
الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، أسلم وهو رجل
عند إسلام أبيه نوفل بن الحارث، وولى مكة، ومات في آخر خلافة عثمان رضى
اللَّه عنه بالبصرة، [ (1) ] وكانت عنده هند بنت أبى سفيان- أخت أم حبيبة
لأبيها- فولدت له عبد اللَّه ابن الحارث الّذي بقال له ببة، [ (2) ] ومحمد
بن الحارث الأكبر، وربيعة، وعبد الرحمن، ورملة، وأم الزبير، وظريبة وامرأة
أخرى.
ومحمد بن أبى حذيفة العبشمي-[وقيل هشيم، وقيل: هاشم] [ (3) ] ابن عتبة بن
ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف أبو القاسم القرشيّ
__________
[ (1) ] له ترجمة في: (الإصابة) : 1/ 603- 605، ترجمة رقم (1502) ، (تاريخ
الإسلام) : 3/ 338، 463، (الاستيعاب) : 1/ 291، ترجمة رقم (409) (الجرح
والتعديل) : 5/ 67، (طبقات ابن سعد) : 4/ 56- 57، (سير الأعلام) : 1/ 199،
ترجمة رقم (28) .
[ (2) ] قال الزبير بن بكار: هو ابن أخت معاوية بن أبي سفيان، واسمها هند،
هي كانت تنقّزه وتقول.
يا ببة يا ببّة ... لأنكحن ببّه
جارية خدبّه ... تسود أهل الكعبة
في الاستيعاب: «تجبّ» بدل «تسود» ، وفسّرها بأنها تغلب نساء قريش بجمالها،
وأما رواية (تاريخ بغداد) :
لأنكحن ببة ... جارية خدبه
مكرمة محبة ... تحب أهل الكعبة
(الاستيعاب) : 3/ 885- 886 ترجمة رقم (1500) ، (تاريخ بغداد) : 1/ 211-
212، ترجمة رقم (50) ، (سير الأعلام) : 1/ 200، ترجمة رقم (29) .
[ (3) ] ما بين الحاضرتين في (خ) فقط.
(6/157)
العبشمي، أمة سهلة بنت سهيل بن عمرو
العامري، ولد بأرض الحبشة وأبوه مهاجربها، وولاه على رضى اللَّه عنه، مصر،
وكان من أشدهم انحرافا عن عثمان رضى اللَّه عنه، وأكثرهم تأليبا عليه، وقتل
في ذي الحجة سنة ست وثلاثين، وكانت تحته زميلة بنت أبى سفيان أخت أم حبيبة
[ (1) ] وسعيد بن عثمان بن عفان، أمه وأم أخيه سعيد، وأخته أم عثمان، فاطمة
بنت الوليد بن عبد شمس بن المغيرة بن عبد اللَّه بن عمرو بن مخزوم، ولاه
معاوية خراسان، وفتح سمرقند، وكانت [عامة] [ (2) ] المدينة عبيدهم ونساؤهم
يقولون:
واللَّه لا ينالها يزيد ... حتى ينال هامة الحديد
إن الأمير بعده سعيد
يعنون: لا ينال الخلافة يزيد بن معاوية، لأن الأمير بعد معاوية سعيد بن
عثمان، فقدم سعيد على معاوية فقال: يا ابن أخى؟ ما شيء يقوله أهل المدينة؟
فقال: ما يقولون؟
قال: قولهم، وذكره، قال: ما شيء من ذلك، يا معاوية، واللَّه إن أبي لخير من
أبى يزيد، ولأمى خير من أم يزيد، ولأنا لخير من يزيد، ولقد استعملناك فما
عزلناك، ووصلناك فما قطعناك، ثم صار في يديك ما قد ترى، [وبنا
__________
[ (1) ] له ترجمة في: الإصابة) : 6/ 10/ 13، ترجمة رقم (7772) ، (سير
الأعلام) : 3/ 479- 481، ترجمة رقم (103) ، (الكامل في التاريخ) : 3/ 265،
ذكر قتل محمد بن أبي حذيفة (الوافي بالوفيات) : 3/ 328- 329، ترجمة رقم
(776) ، (تاريخ الطبري) : 5/ 105، أحداث سنة (38) ثم ذكر رواية الوافدي في
وفاة محمد بن أبي حذيفة سنة (36) ، (الإصابة) : 3/ 1369- 1370، ترجمة 2326.
[ (2) ] ما بين الحاصرتين مطموس في (خ) وما أثبتناه من (وفيات الأعيان) .
(6/158)
نلت ما نلت] [ (1) ] فقال معاوية: يا بنى!
أما قولك: إن أبى خير من أبى يزيد فقد صدقت، عثمان خير من معاوية، أما
قولك: أمى خير من أم يزيد فقد صدقت، امرأة من قريش خير من امرأة من كلب،
وبحسب امرأة أن تكون [في بيت قومها وأن يرضاها بعلها وينجب ولدها] ، وأما
قولك: أنى خير من يزيد فو اللَّه ما يسرني أن حبلا بيني وبين العراق تم نظم
لي [به، ثم قال له] : ألحق بعمك زياد بن أبى سفيان، فإنّي قد أمرته أن
يوليك خراسان، وكتب إلى زياد [أن وليه] [ (2) ] خراسان وابعث على الخراج
رجلا جلدا حازما، فقد عليه فولاه وتوجه سعيد بن عثمان إلى خراسان على
أمرها، وبعث زياد بن أسلم ابن زرعة الكلابي معه على الخراج، وقدم المدينة
فقتله غلمان جاء بهم من [] ، وكانت تحته رملة بنت أبى سفيان أخت أم حبيبة،
خلف عليها بعد محمد بن أبى حذيفة، فلم تلد له [ (3) ] .
والسائب بن أبى حبيش [أهيب] [ (3) ] بن المطلب بن أسد بن عبد العزى ابن
قصي، [القرشي الأسدي] [ (4) ] ، كانت عنده [] بنت أبى
__________
[ (1) ] ما بين الحاصرين مطموس في (خ) ولعل ما أثبتناه يناسب السياق.
[ (2) ] أخباره مبثوثة في: (تاريخ الطبري) : 4/ 55420/ 304- 306، (صفة
الصفرة) : 1/ 154، ترجمة رقم (4) ، (الكامل في التاريخ) : 3/ 186، (وفيات
الأعيان) : 5/ 353، 6/ 348
[ (3) ] ما بين الحاصرتين في (خ) فقط.
[ (4) ] زيادة للنسب من (الإصابة) ، له ترجمة في: (الإصابة) : 3/ 18- 19،
ترجمة رقم (3061) ، (التاريخ الكبير) : 4/ 153، ترجمة رقم (2297) ، (طبقات
ابن سعد) : 8/ 239، (الثقات) :
4/ 326، (تهذيب التهذيب) : 3/ 387، ترجمة رقم (831) ، (الاستيعاب) : 2/
570، ترجمة رقم (886) .
(6/159)
سفيان، أخت أم حبيبة، فلم تلد له.
وعبد الرحمن بن الحارث بن أمية الأصغر بن عبد شمس بن عبد مناف [ (1) ] ،
أمه من ثقيف، وخلف على [] بنت أبى سفيان فلم تلد له.
وصفوان بن أمية بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب بن
لؤيّ بن غالب بن فهر القرشي الجمحيّ، أبو وهب- وقيل: أبو أمية- أمه صفية
بنت معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح، وقتل أبوه يوم بدر كافرا، وقتل
رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم أخاه أبى بن خلف بأحد كافرا، وهرب صفوان
يوم الفتح ثم رجع وشهد حنينا وهو مشرك، ثم أسلم ومات بمكة سنة اثنتين
وأربعين، وكان أحد أشراف قريش في الجاهلية، وإليه كانت فيهم الأيسار- وهي
الأزلام- وكان أحد المطعمين، وكان يقال له: سداد البطحاء، وهو أحد المؤلفة
قلوبهم، وممن حسن إسلامه منهم، وكان من أفصح قريش لسانا، وكانت تحته أميمة
بنت أبى سفيان أخت أم حبيبة لأبيها وأمها، فولدت له عبد الرحمن بن صفوان [
(2) ] .
وحويطب بن عبد العزى بن أبى قيس القرشي العامري، كانت تحته اميمة قبل
صفوان، فولدت له عبد الرحمن بن صفوان، أبا سفيان بن
__________
[ (1) ] (الإصابة) : 4/ 295، ترجمة رقم (5102 ز) .
[ (2) ] له ترجمة في: (طبقات بن سعد) : 5/ 449، (طبقات خليفة) : 24، 278،
(تاريخ خليفة) :
111، 205، (التاريخ الكبير) : 4/ 2304، (المعارف) : 342، (الجرح والتعديل)
: 4/ 421، (المستدرك) : 3/ 484، (الاستيعاب) : 2/ 718- ترجمة رقم (1214) ،
(تهذيب التهذيب) 4/ 372، ترجمة رقم (473) ، (الإصابة) : 3/ 432، ترجمة رقم
(4077) ، (خلاصة تذهيب الكمال) : 1/ 469، ترجمة رقم (3069) (شذرات الذهب) :
1/ 52، (سير أعلام النبلاء) :
2/ 562- 567، ترجمة رقم (119) ، (تلقيح الفهوم) : 369، (الثقات) : 3/ 191،
(أسماء الصحابة الرواة) : 146، ترجمة رقم (160) .
(6/160)
حويطب [ (1) ] .
وعياض بن غنم بن زهير بن أبى شداد بن أبى ربيعة بن هلال بن مالك، ابن ضبة
بن الإرث بن فهر القرشي الفهري، أسلم قبل الحديبيّة وشهدها، وافتتح عامة
بلاد الجزيرة والرقة، وهو أول من جاز الدرب إلى الروم، وكان شريفا في قومه،
مات بالشام سنة عشرين، وهو ابن ستين سنة، كانت عنده أم الحكم بنت أبى
سفيان، أخت أم حبيبة لأبيها، من هند بنت عتبة، أم معاوية بن أبى سفيان،
ففرق الإسلام بينهما [ (2) ] .
وعبد اللَّه بن عثمان بن عبد اللَّه بن ربيعة بن الحارث بن حبيب بن الحارث
بن مالك بن حطيط بن جشم بن قسىّ- وهو ثقيف- وكان عثمان بن عبد اللَّه هو
صاحب لواء المشركين يوم حنين، وتزوج عبد اللَّه بن عثمان بأم الحكم ابنة
أبى سفيان أخت أمّ حبيبة لأبيها، من هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس، خلف
عليها بعد عياض، فولدت له عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن عثمان،
وهو الّذي يقال له: ابن أم الحكم، ولى الكوفة [ (3) ] ، وقتل عبد اللَّه بن
عثمان يوم الطائف، فمر به على رضى اللَّه عنه فقال:
لعنك اللَّه، فإنك كنت تبغض قريشا.
وسعيد بن الأخنس بن شريق بن عمرو بن وهب بن علاج بن أبى سلمة
__________
[ (1) ] سبق التعريف بمصادر ترجمته عند الكلام على سلفيه صلّى اللَّه عليه
وسلم من قبل سودة.
[ (2) ] له ترجمة في: (التاريخ الكبير) : 7/ 18- 19، (سير الأعلام) : 2/
354- 355، ترجمة رقم (69) ، (طبقات خليفة) : 28، 300، (تاريخ خليفة) : 147
(المستدرك) : 3/ 328، (الاستيعاب) : 3/ 1234، ترجمة رقم (2014) ، (الإصابة)
: 4/ 757، ترجمة رقم (6144) ، (شذرات الذهب) : 1/ 31، (التاريخ الصغير) :
1/ 48، (أسماء الصحابة الرواة) : 493، ترجمة رقم (785) (تلقيح الفهوم) :
383، (طبقات ابن سعد) : 7/ 398.
[ (3) ] (جمهرة أنساب العرب) : 266.
(6/161)
ابن عبد العزى بن غيره بن عوف بن ثقيف [
(1) ] [بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن غيلان] ، كان
الأخنس بن شريق من سادات مكة، وتزوج سعيد [بصخرة] بنت أبى سفيان أخت أم
حبيبة، فولدت له أبا بكر بن سعيد وغيره.
وعروة بن مسعود معتّب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف ابن ثقيف
الثقفي أبو مسعود- وقيل: أبو يعفور [ (2) ]- شهد صلح الحديبيّة، وأسلم بعد
الطائف، ورجع إلى قومه ليدعوهم إلى الإسلام، فقتل بسهم، وكانت تحته ميمونة
بنت أبى سفيان أخت أم حبيبة، فولدت له داود بن عروة.
والمغيرة بن شعبة بن أبى عامر بن مسعود بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن
سعد بن عوف بن قسى- وهو ثقيف- الثقفي، أبو عبد اللَّه- وقيل: أبو عيسى-
أسلم عام الخندق، وأول مشاهدة الحديبيّة، وولى البصرة والكوفة لعمر بن
الخطاب رضى اللَّه عنه، وتوفى سنة خمسين،
__________
[ (1) ] (الإصابة) : 1/ 38 ترجمة أبيه الأخنس بن شريق، رقم (61) ، وما بين
الحاصرين زيادة للنسب من (خ) .
[ (2) ] قال محمد بن يوسف الشهير بأبي حيان الأندلسى الغرناطي: والضمير في:
وقالُوا، لقريش، كانوا قد استبعدوا أن يرسل اللَّه من البشر رسولا، فاستفاض
عندهم أمر إبراهيم وموسى وعيسى وغيرهم من الرسل صلّى اللَّه عليهم. فلما لم
يكن لهم في ذلك مدفع، ناقضوا فيما يخص محمد صلّى اللَّه عليه وسلم فقالوا:
لم كان محمدا ولم يكن القرآن ينزل على رجل من القريتين عظيم؟ أشاروا إلى من
عظم قدره بالسن والقدم والجاه وكثرة المال. وقرئ: على رجل، بسكون الجيم. من
القريتين أي من إحدى القريتين. وقيل: من رجل القريتين، وهما مكة والطائف.
قال ابن عباس: والّذي من مكة: الوليد بن بن المغيرة المخزومي، ومن الطائف:
حبيب بن عمرو بن عمير الثقفي. وقال مجاهد: عتبة بن ربيعة، وكنانة بن عبد
ياليل. وقال قتادة: الوليد بن المغيرة، عروة ابن مسعود الثقفي.
(6/162)
وقيل: إحدى وخمسين وهو على الكوفة لمعاوية،
وكان أعور داهية، أحصن ألف امرأة، وخلف على ميمونة بنت أبى سفيان بعد عروة
بن مسعود [ (1) ] .
وعبد اللَّه بن معاوية العبديّ، خلف على أميمة بنت أبى سفيان بعد صفوان بن
أمية.
__________
[ () ] وقال أبو عمر يوسف بن عبد اللَّه بن محمد بن عبد البر: أخبرنى أحمد
بن القاسم، حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا الحارث بن أبى أسامة، قال: حدثنا
يونس بن محمد المؤدب، قال: حدثنا ليث بن سعد، عن أبى الزبير، عن جابر، عن
رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، قال: عرض عليّ الأنبياء عليهم السلام،
فإذا موسى ضرب من الرجال كأنه من رجال شنوءة، ورأيت عيسى ابن مريم فإذا
أقرب من رأيت به شبها عروة بن مسعود، ورأيت إبراهيم عليه السّلام، فإذا
أقرب من رأيت به شبها صاحبكم، يعنى نفسي- صلّى اللَّه عليه وسلم، ورأيت
جبريل عليه السّلام، فإذا أقرب من رأيت به شبها دحية لكلبى.
له ترجمة في: (البحر المحيط) : 9/ 369، (الاستيعاب) : 3/ 1066- 1067، ترجمة
رقم (1804) ، (الإصابة) : 4/ 492- 494، ترجمة رقم (5530) ، (طبقات ابن سعد)
:
5/ 503- 504.
[ (1) ] له ترجمة في: (طبقات ابن سعد) : 4/ 284، 6/ 20، (طبقات خليفة) :
361، 884، 1419، (التاريخ الكبير) . 316، (المعارف) 294، (الجرح والتعديل)
: 8/ 224، (تاريخ الطبري) : 5/ 234، ((جمهرة أنساب العرب) : 267،
(الاستيعاب) : 4/ 1445، ترجمة رقم (2483) ، (تاريخ بغداد) : 1/ 191، ترجمة
رقم (30) ، (سير أعلام النبلاء) : 3/ 21- 32، ترجمة رقم (7) ، (الكامل في
التاريخ) : 3/ 461، (تهذيب الأسماء واللغات) : 2/ 109، (مرآة الجنان) : 1/
124، (البداية والنهاية) : 8/ 53، (الإصابة) : 6/ 197- 200، ترجمة رقم
(8185) ، (تهذيب التهذيب) : 10/ 234، ترجمة رقم (473) ، (خلاصة تذهيب
الكمال) :
3/ 50، ترجمة رقم (7155) ، (شذرات الذهب) : 1/ 56، (أسماء الصحابة الرواة)
: 58، ترجمة رقم (31) ، (الثقات) : 3/ 372، (تلقيح الفهوم) : 365.
(6/163)
[أسلافه صلّى اللَّه عليه وسلم من قبل
ميمونة]
وأما أسلافه صلّى اللَّه عليه وسلم من قبل ميمونة [رضى اللَّه تعالى عنها]
، فإنّهم:
حمزة بن عبد المطلب، كانت تحته سلمى بنت عميس، أخت ميمونة لأبيها [ (1) ]
من هند بنت [عوف الحميرية] ، فولدت له أمة اللَّه، وقد تقدم التعريف بحمزة
رضى اللَّه عنه [ (2) ] .
وشداد بن الهاد، واسمه أسامة بن عمرو بن عبد اللَّه بن جابر بن بشر بن
عتوارة بن عامر بن مالك بن ليث بن بكر [بن عبد مناة بن كنانة
__________
[ (1) ] وهي أخت أسماء بنت عميس الخثعمية. (طبقات ابن سعد) : 3/ 8.
[ (2) ] هو حمزة بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب ...
الإمام، البطل، الضرغام، أسد اللَّه أبو عمارة، وأبو يعلى، القرشيّ،
الهاشميّ، المكّي، ثم المدنيّ، البدريّ الشهيد، عم رسول اللَّه صلّى اللَّه
عليه وسلم وأخوه من الرضاعة، قال ابن إسحاق: لما أسلم حمزة علمت قريش أن
رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قد امتنع، وأن حمزة سيمنعه فكفوا عن بعض
ما كانوا ينالون منه، وقد بارز حمزة يوم بدر عتبة بن ربيعة فقتله، ورجع
رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يوم أحد، فسمع نساء بنى عبد الأشهل
يبكين على هلكاهن، فقال: لكن حمزة لا بواكي له، فجئن نساء الأنصار فبكين
على حمزة عنده.
وعن أنس قال: لما كان يوم أحد وقف رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم على
حمزة وقد جدع ومثل به، فقال: لولا أن تجد صفية في نفسها لتركته حتى يحشره
اللَّه من بطون السباع والطير. ولم يصلّ على أحد من الشهداء، وقال: أنا
شهيد عليكم. وكان يجمع الثلاثة في قبر والاثنين، فيسأل: أيهما أكثر قرآنا
فيقدمه في اللحد، وكفّن الرجلين والثلاثة في ثوب.
ووجدوا حمزة (رضى اللَّه عنه) قد بقر بطنه، واحتمل وحشيّ كبده إلى هند بنت
عتبة في نذر نذرته حين قتل حمزة أباها يوم بدر، فدفن في نمرة كانت عليه،
إذا رفعت إلى رأسه بدت قدماه، فغطوا قدميه بشيء من الشجر رضى اللَّه تعالى
عنه. له ترجمة في: (طبقات ابن سعد) :
3/ 8- 19، (تاريخ خليفة) : 68، (الجرح والتعديل) : 3/ 212، (الاستيعاب) :
1/ 369- 375، ترجمة رقم (541) ، تهذيب الأسماء واللغات) : 1/ 168- 169،
(الإصابة) :
2/ 121- 124، ترجمة رقم (1828) ، (صفة الصفوة) : 1/ 195- 198، ترجمة رقم
(12) ، (المستدرك) : 3/ 211- 220، (سير الأعلام) : 171- 184، ترجمة رقم
(15) ، (شذرات الذهب) : 1/ 10.
(6/164)
الليثي] [ (1) ] وشداد لقب له، والهاد لقب
لأبيه، حليف بنى هاشم، وتزوج سلمى بنت عميس، خلف عليها بعد حمزة فولدت له:
عبد اللَّه وعبد الرحمن، وسكن المدينة وتحول إلى الكوفة [ (2) ] .
والعباس بن عبد المطلب رضى اللَّه عنه [ (3) ] ، كانت عنده لبابة بنت
__________
[ (1) ] زيادة للنسب من (الإصابة) .
[ (2) ] وإنما قيل لأبيه: الهاد، لأنه كان يوقد النار ليلا للسارين، روى
عنه ابنه عبد اللَّه، وله رؤية، وإبراهيم ابن محمد بن طلحة. وعبد الرحمن بن
أبى عمارة.
وكانت تحته سلمى بنت عيسى أخت أسماء بنت عميس، فكان من أسلاف النبي صلّى
اللَّه عليه وسلم، لأن سلمى أخت ميمونة لأمها، ومن أسلاف أبى بكر رضى
اللَّه عنه، وله في (المشارق) حديث واحد، قال الدري عن ابن معين ليس له
مسند غيره، قال البخاري: له صحبة، وذكره ابن سعد فيمن شهد الخندق، له ترجمة
في (تهذيب التهذيب) : 4/ 280، ترجمة رقم (556) ، (الإصابة) :
3/ 324، ترجمة رقم: (3861 ز) ، (حلية الأولياء) : 1/ 60، (الثقات) : 3/
186، (الاستيعاب) : 2/ 695- 696، ترجمة رقم (1161) ، (تاريخ الصحابة) :
131، ترجمة رقم (637) ، (المعارف) : 282، (طبقات ابن سعد) : 6/ 26، 8/ 286.
[ (3) ] هو العباسي بن عبد المطلب رضى اللَّه عنه، عم رسول اللَّه صلّى
اللَّه عليه وسلم، قيل: إنه أسلم قبل الهجرة، وكتم إسلامه، وخرج مع قومه
إلى بدر، فأسر يومئذ، فادعى أنه مسلم، فاللَّه أعلم، وليس هو في عداد
الطلقاء، فإنه كان قد قدم على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قبل الفتح، ألا
تراه أجار أبا سفيان بن حرب؟
له عدة أحاديث، منها خمسة وثلاثون في مسند بقي، وفي البخاري ومسلم حديث،
وفي البخاري حديث، وفي مسلم ثلاثة أحاديث. وقد الشام مع عمر رضى اللَّه
عنه، وكان رضى اللَّه عنه شريفا مهيبا عاقلا جميلا، أبيض بضّا، له ضفيرتان،
معتدل القامة، ولد قبل عام الفيل بثلاث سنين، وكان أطول الرجال، وأحسنهم
صورة، وأبهاهم، وأجهرهم صوتا، مع الحلم الوافر، والسؤدد.
قيل للعباس: أنت أكبر أو النبي صلّى اللَّه عليه وسلم؟ قال: هو أكبر منى
وأنا ولدت قبله. وكان يمنع الجار، ويبذل المال، ويعطى في النوائب. وثبت أن
العباس كان يوم حنين وقت الهزيمة، آخذا بلجام بغلة النبي صلّى اللَّه عليه
وسلم، وثبت معه حتى نزل النصر. وثبت من حديث أنس: أن عمر رضى اللَّه عنه
استشفى فقال: اللَّهمّ إنا كنا إذ قحطنا على عهد نبيك صلّى اللَّه عليه
وسلم توسلنا به، وإنا نستسقي إليك بعمّ نبيك العباس.
قال الضحاك بن عثمان الحزامي: كان يكون للعباس الحاجة إلى غلمانه وهم
بالغابة، فيقف على سلع- جبل بمكة- وذلك في آخر الليل فيناديهم- فيسمعهم،
والغابة نحو من تسعة أميال.
قال الحافظ الذهبي: كان تامّ الشكل، جهوريّ الصوت جدا، وهو الّذي أمره
النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أن يهتف يوم حنين: يا أصحاب الشجرة. كانت
وفاته رضى اللَّه عنه في سنة اثنتين وثلاثين من الهجرة، وله
(6/165)
الحارث بن حزن، وهي أم الفضل وعبد اللَّه
وعبيد اللَّه وقثم وعبد الرحمن ومعبد وأم حبيب، وهي أخت أم حبيبة ميمونة.
وجعفر بن أبى طالب رضى اللَّه عنه [ (1) ] ، كانت عنده أسماء بنت
__________
[ () ] ستّ وثمانون سنة، ولم يبلغ أحد هذه السنّ من أولاده، ولا أولادهم،
ولا ذريته الخلفاء. له ترجمة في: (أسماء الصحابة الرواة) : 97، ترجمة رقم
(85) ، (تلقيح فهوم أهل الأثر) : 366، (طبقات ابن سعد) : 4/ 5- 33، (مسند
أحمد) : 1/ 339- 345) ، (تاريخ خليفة) : 168، (التاريخ الكبير) : 7/ 2،
ترجمة رقم (1) ، (المعارف) : 118، 137، 156، 589، 592، (الجرح والتعديل) :
6/ 210، ترجمة رقم (1151) ، (المستدرك) 3/ 362- 377، (الاستعاب) :
2/ 810- 830، ترجمة رقم (1378) ، (صفة الصفوة) : 1/ 262- 264- 264، (تهذيب
التهذيب) :
5/ 107- 108، ترجمة رقم (214) ، (خلاصة تذهيب الكمال) : 2/ 35، ترجمة رقم
(3355) (كنز العمال) : 13/ 502- 503، حديث رقم (37294) ، (شذرات الذهب) :
1/ 38- 39، (أسير أعلام النبلاء) : 3/ 78- 103، ترجمة رقم (11) .
[ (1) ] هو جعفر بن أبى طالب بن عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد
مناف بن قصىّ الهاشميّ، ابن عم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، أخو
عليّ بن أبى طالب، وهو أسنّ من عليّ رضى اللَّه عنه بعشر سنين.
هاجر الهجرتين، وهاجر من الحبشة إلى المدينة، فوافى المسلمين وهم على خيبر
إثر أخذها، فأقام بالمدينة أشهرا، ثم أمّره رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه
وسلم على جيش غزوة مؤتة بناحية الكرك، فاستشهد، وقد سرّ رسول اللَّه صلّى
اللَّه عليه وسلم كثيرا بقدومه، وحزن لوفاته.
روى شيئا يسيرا، روى عنه ابن مسعود، وعمرو بن العاص، وأم سلمة، وابنه عبد
اللَّه، عن نافع أن ابن عمر قال: جمعت جعفرا على صدري يوم مؤتة، فوجدت في
مقدّم جسده بضعا وأربعين، ما بين ضربة وطعنة.
وعن أسماء قالت: دخل عليّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم فدعا بنى
جعفر، فرأيته شمهم وذرفت عيناه، فقلت: يا رسول اللَّه: أبلغك عن جعفر شيء؟
قال: نعم، قتل اليوم، فقمنا نبكي، ورجع فقال:
أصنعوا لآل جعفر طعاما، فقد شغلوا عن أنفسهم، مات سنة تسع وثلاثين، عن بضع
وثلاثين سنة رضى اللَّه عنه.
عن ابن عباس قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: رأيت جعفر بن أبى
طالب ملكا في الجنة، مضرجة قوادمه بالدماء يطير في الجنة،
له ترجمة في: (مسند أحمد) : 1/ 332- 334، 6/ 393- 395، (طبقات بن سعد) : 4/
34- 41، (طبقات خليفة) : 4، (تاريخ خليفة) : 86، 87، (التاريخ الكبير) 2/
185، ترجمة رقم (2139) ، (التاريخ الصغير) : 1/ 22، (الجرح والتعديل) :
2/ 482، ترجمة رقم (1960) ، (حلية الأولياء) : 1/ 114، ترجمة رقم (17) ،
(الاستيعاب) :
1/ 242، ترجمة رقم (327) ، (تهذيب الأسماء واللغات) : 1/ 148، ترجمة رقم
(105) ،
(6/166)
عميس، أخت ميمونة لأمها، فولدت له عبيد
اللَّه وعوفا ومحمدا، وقد تقدم التعريف بعباس وجعفر.
وأبو بكر الصديق رضى اللَّه عنه، واسمه: عبد اللَّه بن أبى قحافة، عثمان
ابن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة، كان اسمه في الجاهلية عبد الكعبة،
فسماه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم عبد اللَّه، كان في الجاهلية
وجيها، رئيسا من رؤساء قريش، وإليه كانت الأشناق- وهي الديات-، كان إذا حمل
شيئا قالت فيه قريش صدقوه وأمضوا حمالته وحمالة من قام معه، وإن احتملها
غيره خذلوه ولم يصدقوه، وصحب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قديما، وهو
أول من أسلم بعد خديجة، وكان يقال له: عتيق، لجماله وعتاقة وجهه، أو لأنه
لم يكن في [صفاته] [ (1) ] . شيء يعاب به، أو لأنه كان له أخوان يقال
لأحدهما: عتيق، والآخر عتيق، فمات عتيق قبله فسمى باسمه، أو لأن
رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قال: من سرّه أن ينظر إلى عتيق من النار
فلينظر إلى هذا،
وسمى صديقا لمبادرته إلى تصديق رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم في كل ما
جاء به، ولتصديقه له في خبر الإسراء، وأسلم وله أربعون ألفا أنفقها على
رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وفي سبيل اللَّه، وأعتق سبعة كانوا
يعذبون في اللَّه، ولم يغب عن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم في موطن
من مواطنه، واستخلفه على الصلاة بالناس في مرض موته، فبايعه المسلمون بعد
وفاته في سقيفة بنى ساعدة، ثم بويع بيعة العامة يوم الثلاثاء غد ذلك اليوم،
وارتدت العرب، فقام بقتال أهل الردة حتى استقر الإسلام وثبت، ومكث في
الخلافة سنتين وثلاثة أشهر إلا خمس ليال، وقيل: سنتين وثلاثة أشهر وسيع
ليالي، وقيل توفّى على رأس
__________
[ () ] (تهذيب التهذيب) : 2/ 2/ 83، ترجمة رقم (146) ، (خلاصة تذهيب
الكمال) : 1/ 168، ترجمة رقم (1041) ، (تاريخ الصحابة) : 57، ترجمة رقم
(178) ، (صفة الصفوة) : 1/ 264، ترجمة رقم (56) ، (شذرات الذهب) : 1/ 48.
[ (1) ] ما بين الحاصرتين مطموس في (خ) ، ولعل ما أثبتناه يناسب السياق.
(6/167)
ستين وثلاثة أشهر واثنى عشر يوما، وقيل:
وعشرة أيام، وقيل: وعشرين يوما. وتوفى يوم الجمعة لسبع بقين من جمادى
الآخرة، فغسّلته زوجته أسماء بنت عميس، وصلى عليه عمر بن الخطاب، ونزل في
قبره: عمر، وعثمان، وطلحة، وعبد الرحمن بن أبى بكر رضى اللَّه عنهم، ودفن
ليلا إلى جانب قبر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وعمره ثلاث وستون
سنة، وفضائله كثيرة جدا، رضى اللَّه عنه، وكانت تحته أسماء بنت عميس، خلف
عليها بعد جعفر بن أبى طالب، وهي أخت ميمونة، فولدت له محمد بن أبى بكر
المقتول بمصر [ (1) ] .
وعلى بن أبى طالب رضى اللَّه عنه خلف بعد أبى بكر رضى اللَّه عنه على أسماء
بنت عميس، فولدت له يحيى وعونا، وقد تقدم التعريف [به رضى اللَّه عنه] [
(2) ] .
__________
[ (1) ] له ترجمة في: (الثقات) : 2/ 338، (طبقات ابن سعد) : 3/ 169،
(الإصابة) : 4/ 169- 175، ترجمة رقم (482) ، (حلية الأولياء) : 1/ 28، (صفة
الصفوة) : 1/ 123- 139، ترجمة رقم (2) ، (وفيات الأعيان) : 3/ 64- 71،
ترجمة رقم (339) ، (تاريخ الإسلام) : 3/ 105- 112، (تاريخ خليفة) : 123،
(طبقات خليفة) : 8، (تاريخ الطبري) : 3/ 171، 3/ 419، 3/ 435، (المعارف) :
48، 167 (الكامل في التاريخ) : 2/ 449، (مسند أحمد) : 7/ 154، (المستدرك) :
3/ 64- 86، (تاريخ الصحابة) : 23، (فتح الباري) : 7/ 9- 49، (تهذيب
التهذيب) :
5/ 276- 277، ترجمة رقم (537) ، (شذرات الذهب) : 1/ 24، (مسلم بشرح النووي)
:
15/ 157- 167، (شذرات الذهب) : 1/ 24.
[ (2) ] (فتح الباري) : 7/ 87- 94، (مسلم بشرح النووي) : 15/ 183- 191،
(سنن ابن ماجة) :
المقدمة: 42- 45، (طبقات ابن سعد) : 3/ 19- 40، (الاستيعاب) : 3/ 1089-
1133، ترجمة رقم (1855) ، (المستدرك) : 3/ 116- 158، (نهج البلاغة) :
المقدمة: 35- 55، (شرح ابن أبي الحديد على النهج) : 1/ 11- 30، (حلية
الأولياء) : 1/ 61- 87، ترجمة رقم (4) ، (صفة الصفوة) : 1/ 162- 175، ترجمة
رقم (5) ، (مسند أحمد) : 1/ 122 وما بعدها، (مغازي الواقدي) : 2/ 655،
(الإصابة) : 4/ 564- 570، ترجمة رقم (5692) ، (تاريخ الإسلام) :
3/ 621- 652، (تهذيب الأسماء واللغات) : 1/ 344- 349، (المعارف) : 203-
218، (تهذيب التهذيب) : 7/ 294- 298، ترجمة رقم (566) ، (تاريخ بغداد) : 1/
133- 138،
(6/168)
والطفيل بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف
بن قصي القرشيّ المطلبي، أمه وأم اخوته عبيدة بن الحارث، والحصين بن
الحارث: سخيلة بنت خزاعيّ ابن الحويرث بن الحارث بن حبيب بن مالك بن الحارث
بن حطيط بن جشم ابن ثقيف، وتزوج زينب بنت خزيمة أخت ميمونة لأمها هند، وشهد
بدرا، ومات بعدها، ومات عن سبعين سنة، سنة اثنتين وثلاثين [ (1) ] .
وعبيدة بن الحارث بن عبد المطلب بن عبد المناف بن قصي أبو الحارث وقيل: أبو
معاوية، كان أسنّ من رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بعشر سنين، وأسلم
قبل الدخول إلى دار الأرقم، وهاجر هو وأخواه الطفيل والحصين إلى المدينة،
ومعهم مسطح بن أثاثة بن عباد بن عبد المطلب، وكان لعبيدة قدرا ومنزلة عند
رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، وعقد له لواء على ستين راكبا في سنة
[ثنتين] ، وشهد بدرا فأغنى يومئذ غناء عظيما، وقطع عتبة- وقيل: شيبة بن
ربيعة- رجله فارتثّ منها، ومات بالصفراء وله ثلاث وستون سنة، وخلف على زينب
أم المساكين أخت ميمونة فقتل عنها [ (2) ] .
__________
[ () ] ترجمة رقم (1) ، (شذرات الذهب) : 1/ 49- 51.
[ (1) ] هو الطفيل بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف بن قصىّ، وأمه سخيلة
بنت خزاعيّ الثقيفة، وهي أم عبيدة بن الحارث، وكان للطفيل من الولد عامر بن
الطفيل. وآخى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بين الطفيل بن الحارث
والمنذر بن محمد بن عقبة بن أحيحة بن الجلاح، هذا في رواية محمد بن عمر.
وأما في رواية ابن إسحاق فإنه آخى بين الطفيل بن الحارث وسفيان بن نسر بن
عمرو بن الحارث بن كعب بن زيد بن الحارث الأنصاريّ.
قال محمد بن عمر: وشهد الطفيل بدرا، وأحدا، والمشاهد كلها، مع رسول اللَّه
صلّى اللَّه عليه وسلم، وتوفى سنة اثنتين وثلاثين، وهو ابن سبعين سنة، له
ترجمة في: (طبقات ابن سعد) : 3/ 51، (الإصابة) : 3/ 519، ترجمة رقم (4251)
، (الاستيعاب) : 2/ 756- 757، ترجمة رقم (1271) .
[ (2) ] له ترجمة في: (طبقات ابن سعد) : 3/ 50- 52، (تاريخ خليفة) : 59،
61، 62، (الاستيعاب) : 3/ 1020- 1021، ترجمة رقم (1748) ، (تهذيب الأسماء
واللغات) : 1/ 317- 318، (الإصابة) : 4/ 424- 425، ترجمة رقم (5379) ،
(مغازي الواقدي) : 2، 10، 11، 24، 68، 69، 100، 145، 147، 148، 153، (سير
أعلام النبلاء) : 1/ 256، ترجمة رقم (45) ، شذرات الذهب (1/ 9) .
(6/169)
والوليد بن المغيرة بن عبد اللَّه بن شمس
[بن] قيس بن عمرو بن مخزوم، وهو الوحيد، أبو عبد شمس، أمه وأم أخيه عبد شمس
صخرة بنت الحارث ابن عبد اللَّه بن عبد شمس، من قيس، وهو أبو خالد بن
الوليد، كانت تحته لبابة الصغرى، وهي العصماء بنت الحارث بن حرب الهلالية
أخت ميمونة، فولدت له خالد بن الوليد، سيف اللَّه، وهو ابن خالة عبد اللَّه
بن عباس، ويقال: إن لبابة الصغرى غير العصماء، وأن العصماء كانت عند أبىّ
بن خلف، فولدت له أبا أبى وإخوة له، والأول قول الكلبي [ (1) ] .
وعبد اللَّه بن كعب بن عبد اللَّه بن كعب بن منبه بن الأوس بن خثعم
الخثعميّ، كانت عنده سلامة بنت عميس، أخت ميمونة لأمها، فولدت له آمنة،
تزوجها عبد اللَّه بن جعفر [ (2) ] .
وزياد بن عبد اللَّه بن مالك بن بجير الهلالي [ (3) ] ، كانت عنده عزة بنت
الحارث بن حزن أخت ميمونة.
__________
[ (1) ] (جمهرة النسب) : 38- 39، 85، (جمهرة أنساب العرب) : 144، 147، 148،
وكان الوليد ابن المغيرة، من المستهزءين وفي بعض المصادر: حزن بدل حرب.
[ (2) ] لم أجد له ترجمة فيما بين يدىّ من كتب التراجم.
[ (3) ] هو زياد بن عبد اللَّه بن مالك بن بجير بن الهزم بن رويبة بن عبد
اللَّه بن هلال بن عامر، وفد على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فلما دخل
المدينة توجه إلى منزل ميمونة بنت الحارث، زوج النبي صلّى اللَّه عليه وسلم
وكانت خالة زياد.
واسم أمه غرّة- أو عزّة- بنت الحارث، وهو يومئذ شابّ، فدخل النبي صلّى
اللَّه عليه وسلم وهو عندها، فلما أتى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم،
غضب فرجع، فقالت: يا رسول اللَّه! هذا ابن أختى، فدخل إليها ثم خرج حتى أتى
المسجد ومعه زياد فصلى الظهر، ثم أدنى زيادا، فدعا له ثم وضع يده على رأسه،
ثم حدرها على طرف أنفه، فكانت بنو هلال تقول: ما زلنا نتعرف البركة في وجه
زياد. وقال الشاعر لعلى بن زياد:
يا ابن الّذي مسح النبي برأسه ... ودعا له بالخير عند المسجد
أعنى زيادا لا أريد سواءه ... من غائر أو متهم أو منجد
ما زال ذاك النور في عرنينه ... حتى تبوأ بيته في الملحد
له ترجمة في: (طبقات ابن سعد) : 1/ 309- 310، (الإصابة) : 2/ 584- 585،
ترجمة رقم (2858 ز) .
(6/170)
والأصم البكائي، كانت عنده برزة [ (1) ]
أخت ميمونة بنت الحارث، فولدت له يزيد بن الأصم، ومات يزيد بن الأصم سنة
ثلاث ومائة، وهو ابن ثلاث وسبعين سنة، وكان ينزل الرقة [ (2) ] ، ويقال: إن
الأصم خلف على عزة بعد زياد بن عبد اللَّه.
[سلفه صلّى اللَّه عليه وسلم من قبل مارية]
وأما سلفه صلّى اللَّه عليه وسلم من قبل مارية فإنه: حسان بن ثابت بن
المنذر بن حرام بن عمرو بن زياد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك النجار
الأنصاري، أبو الوليد، وقيل: أبو عبد الرحمن، وقيل: أبو الحسام، شاعر رسول
اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم [ (3) ] ، أمه الفريعة بنت خالد بن خنيس بن
لوذان بن عبد ودّ بن زيد بن
__________
[ (1) ] في (خ) : «عزة» ، وما أثبتناه من (ابن سعد) .
[ (2) ] يزيد الأصم من جلّة التابعين بالرّقّة، ولأبيه صحبة، وهو عمرو،
ويقال: عبد عمرو، ويقال: عدس ابن معاوية، الإمام، الحافظ، أبو عوف
العامرىّ، البكّائى.
حدّث عن خالته ميمونة أم المؤمنين، وابن خالته ابن عباس، وعليّ بن أبى
طالب، وسعد بن أبى وقاص، وأبى هريرة، وعائشة، ومعاوية، وعوف بن مالك،
وغيرهم، ولم تصح روايته عن عليّ، وقد أدركه وكان بالكوفة في خلافته.
حدث عنه ابن أخيه عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن الأصم، وابن شهاب، وعبد
الملك ابن عطاء، وآخرون.
وكان كثير الحديث، قاله ابن سعد، وثّقه العجليّ، وأبو زرعة، والنسائي
وغيرهم، مات سنة إحدى ومائة، وقيل غير ذلك. له ترجمة في: (الإصابة) : 6/
693- 694، ترجمة رقم (9388) ، (طبقات ابن سعد) : 7/ 479، (طبقات خليفة) :
ترجمة رقم (3067) ، (تاريخ البخاري) : 8/ 318، (الجرح والتعديل) : 4/ 252،
(حلية الأولياء) : 4/ 97، ترجمة رقم (252) ، (تهذيب الأسماء واللغات) : 2/
161، (تهذيب التهذيب) : 11/ 273- 274، ترجمة رقم (501) .
[ (3) ] نسب الرواة حسان إلى أبيه فقالوا: هو حسان بن ثابت بن المنذر بن
حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار- وهو تيم
اللَّه- بن ثعلبة ابن عمرو بن الخزرج بن حارثة بن ثعلبة العنقاء بن عمرو
مزيقاء بن عامر بن ماء السماء بن حارثة الغطريف بن امرئ القيس البطريق بن
ثعلبة البهلول بن مازن بن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان
بن سبإ بن يعرب بن قحطان.
ونسبوه إلى أمه فقالوا: أم حسان الفريعة بنت خنيس بن لوزان بن عبد ودّ بن
ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج.
ولد حسان في منتصف العقد السابع من القرن السادس الميلادى، وعاش مائة
وعشرين سنة،
(6/171)
ثعلبة بن الخزرج بن كعب بن ساعدة
الأنصارية، وانتدب لهجو المشركين
__________
[ () ] نصفها في الجاهلية، ونصفها في الإسلام، فهو من المخضرمين، وتوفى سنة
أربعين من الهجرة على أرجح الآراء.
كانت أسرة حسان ذات شأن عظيم في الجاهلية والإسلام، فوالده ثابت بن المنذر
قد حكمته الأوس والخزرج في حرب يوم سمير، ونزلوا على حكمه، وأخوه أوس بن
ثابت ممن شهد العقبة مع السبعين مع الأنصار، كما آخى رسول اللَّه صلّى
اللَّه عليه وسلم بينه وبين عثمان بن عفان ثالث الخلفاء الراشدين، وقد سقط
أوس يوم أحد شهيدا، كما استشهد أخ آخر له، وهو أبيّ بن ثابت يوم بئر معونة.
وأنجب حسان عدة أبناء، بينهم الشاعر عبد الرحمن بن حسان، أمه سيرين
القبطية، أخت مارية أم إبراهيم بن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، كان
رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم وهبها لحسان بن ثابت، فولدت له عبد
الرحمن بن حسان، فهو ابن خالة إبراهيم ابن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه
وسلم.
وكان عبد الرحمن شاعرا، وقد روى عن أبيه وغيره، فولد عبد الرحمن: الوليد،
وإسماعيل، وأم فراس، أمّهم أم شيبة بنت السائب بن يزيد بن عبد اللَّه،
وسعيد بن عبد الرحمن. وكان شاعرا، وقد روى عنه أمه أم ولد، وحسان بن عبد
الرحمن والفريعة، ويكنى عبد الرحمن بن حسان أبا سعيد، وكان شاعرا، قليل
الحديث، وقد ضمه بعض العلماء إلي الثقات.
وقد أشار العلماء إلى صفة لصقت بحسان، وهي صفة الجبن، وقد أثبتت المصادر أن
أكحل حسان كان قد قطع، فلم يكن يضرب بيده، وتلك علة إحجامه عن الاشتراك في
غزوات رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم هذا إلى جانب كبر سنة، وضعف روح
المغامرة عنده، مما جعله حذرا متمهلا، في الوقت الّذي نجد فيه شباب
المسلمين وشيوخهم، مدفوعين بقوة الدين، وبروح الرسول صلّى اللَّه عليه وسلم
نحو الجهاد الّذي كان المظهر الحقيقي للمسلم المؤمن في هذه الفترة.
وقد عاش حسان في جاهليته في الفترة التي ازدهر فيها نوعان من الشعر
التقليدي القديم، في الشعر القبلي، وفن المديح، وقد برع الحسان في كلا
الفنين، برع في أولهما، لأنه كان من الشعراء القبليين، الذين كانوا لسان
حال قبائلهم، يمجدون انتصاراتها، ويفخرون بأمجادها، كما برع في آخرهما،
لأنه كان من الشعراء الجوالين، الذين نزلوا الإمارتين الشماليتين: إمارة
الغساسنة، وإمارة المناذرة، يمدحون ملوكها، وينالون عطاياهم وجوائزهم، لذلك
نجد شعر حسان الجاهلي في مناقضاته القبليّة، وفي مدائحه التكسبية، من خير
ما وصلنا من هذا العصر. له ترجمة في: (ديوان حسان بن ثابت) : 9- 10، (الشعر
والشعراء) : 188- 190، (طبقات ابن سعد) : 5/ 266، (سير أعلام النبلاء) : 2/
512- 523، ترجمة رقم (106) ، (تاريخ الإسلام) : 2/ 440، (مسند أحمد) :
6/ 292، (المستدرك) : 3/ 553- 557، (الإصابة) : 2/ 62- 64، ترجمة رقم
(1706) ، (الاستيعاب) : 1/ 341- 350، ترجمة رقم (507) ، (طبقات خليفة) :
88، (تاريخ خليفة) :
202، (التاريخ الكبير) : 3/ 29، (المعارف) : 2، 128، 143، 197، 132، (الجرح
والتعديل) :
3/ 332، (تهذيب التهذيب) : 2/ 216- 217، ترجمة رقم (450) ، (خلاصة تذهيب
الكمال) : 1/ 209، ترجمة رقم (1301) ، (شذرات الذهب) : 1/ 41، 60.
(6/172)
هو وكعب ابن مالك، وعبد اللَّه بن رواحة،
فكان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول:
[اهجهم]- يعنى المشركين- وروح القدس معك، وقال له: اللَّهمّ أيده بروح
القدس،
وكان شاعر الأنصار في الجاهلية، وشاعر النبي صلّى اللَّه عليه وسلم في
النبوة، وشاعر اليمن كلها في الإسلام، وأجمعت العرب علي أنّ أشعر أهل المدر
يثرب، ثم عبد القيس، ثم ثقيف، وعلى أن أشعر أهل المدر حسان، وكان ممن خاض
في الإفك على عائشة رضى اللَّه عنها، وقيل لم يخض ولم يجلد، وكان من أجبن
الناس، لم يشهد مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلم شيئا من المشاهد لجبنه،
وأنكر قوم حسان ذلك وقالوا: لكن أقعده عن الحرب قطع أكحله، وأنشدوا قوله:
أضر بجسمي مرور الدهور ... وخان قراع يدي الأكحل
وقد كنت أشهد [وقع] الحروب ... ويحمرّ في كفى المنصل
وقال إسماعيل بن إسحاق: الدليل على أن حسان لم يكن جبانا: أنه هاجى جماعة
فلم يعيره أحد بالجبن، وأعطاه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم سيرين أخت
مارية، فولدت له عبد الرحمن بن حسان، وتوفى قبل الأربعين، وقيل: سنة خمسين،
وقيل: أيام قتل على رضى اللَّه عنه وهو ابن مائة وعشرين سنة، وكان يخضب
شاربه وعنقفته بالحناء ولا يخضب سائر لحيته، فقال له ابنه عبد الرحمن: لم
تفعل هذا؟ قال: لأكون كأنى أسد ولغ في دم. قال ابن قتيبة: انقرض ولد حسان
ولم يبق منهم أحد.
(6/173)
|