دلائل
النبوة للبيهقي محققا بَابُ طِيبِ رَائِحَةِ رَسُولِ اللهِ
صَلَّى اللهُ عليه وَسَلَّمَ وَبُرُودَةِ يَدِهِ وَلِينِهَا فِي يَدِ مَنْ
مَسَّهَا، وَصِفَةِ عَرَقِهِ
* أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ، هِلَالُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ
الْحَفَّارُ، بِبَغْدَادَ، قَالَ أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى
بْنِ عَيَّاشٍ الْقَطَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَشْعَثِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ:
مَا مَسَسْتُ بِيَدِي دِيبَاجًا وَلَا حَرِيرًا وَلَا شَيْئًا أَلْيَنَ
مِنْ كَفِّ رَسُولِ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَا
شَمَمْتُ رَائِحَةً قَطُّ أَطْيَبَ مِنْ رِيحِ رَسُولِ اللهِ صلى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ [ (631) ] ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ
حَرْبٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ.
__________
[ (631) ] أخرجه البخاري في: 61- كتاب المناقب (23) باب صِفَةِ النَّبِيِّ
صَلَّى اللهُ عليه وسلّم، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَرْبٍ، عن حَمَّادٌ، عَنْ
ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، فتح الباري (6: 566) .
وأخرجه مُسْلِمٌ عَنْ قُتَيْبَةَ بْنِ سَعِيدٍ، عن جَعْفَرُ بْنُ
سُلَيْمَانَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، وعن زهير بن حرب- واللفظ له- عن
هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عن ثابت،
قَالَ أَنَسٌ: مَا شَمَمْتُ عنبرا قط ولا مسكا ولا شيئا أَطْيَبَ مِنْ
رِيحِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وَسَلَّمَ، وَلَا مَسَسْتُ شَيْئًا
قط: ديباجا ولا حريرا ألين مسا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عليه وسلّم»
صحيح مسلم: 43- كتاب الفضائل، حديث (81) ، ص (1814- 1815) .
وأخرجه الإمام أحمد في «مسنده» (3: 107، 200) ، ومواضع أخرى غيرها.
(1/254)
* وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ: مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ
الصَّيْدَلَانِيُّ، وَحُسَيْنُ بْنُ حُسَيْنٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ،
عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسٍ (ح) .
وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ- وَاللَّفْظُ لِحَدِيثِهِ هَذَا- قَالَ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ ابن هَانِئٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
السَّرِيُّ بْنُ خُزَيْمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ،
قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ قَالَ:
قَالَ أَنَسٌ: مَا شَمَمْتُ شَيْئًا قَطُّ: مِسْكًا وَلَا عَنْبَرًا
أَطْيَبَ مِنْ رِيحِ رَسُولِ اللهِ، صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ، وَلَا
مَسَسْتُ شَيْئًا قَطُّ: حَرِيرًا وَلَا دِيبَاجًا أَلْيَنَ مَسًّا مِنْ
كَفِّ رَسُولِ اللهِ، صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ [ (632) ] ، عَنْ قُتَيْبَةَ وَغَيْرِهِ،
وَزُهَيْرٍ، عَنْ هَاشِمٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ.
* أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا
أَبُو حَامِدٍ: أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ
الْخُسْرَوْجِرْدِيُّ بِخُسْرَوْجِرْدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
أَيُّوبَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، أَبُو سَلَمَةَ،
وَالْعَيْشِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ،
عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَزْهَرَ
اللَّوْنِ، كَأَنَّ عَرَقَهُ اللُّؤْلُؤُ، إِذَا مَشَى تَكَفَّأَ، وَمَا
مَسَسْتُ حَرِيرًا وَلَا دِيبَاجًا أَلْيَنَ مِنْ كَفِّ رَسُولِ اللهِ،
صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ، وَلَا شَمَمْتُ مِسْكًا وَلَا عَنْبَرًا
أَطْيَبَ رَائِحَةً مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عليه وسلّم.
__________
[ (632) ] مضى تخريجه ضمن الحديث السابق.
(1/255)
أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ،
عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ [ (633) ] .
* أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ
سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرٌو الْقَنَّادُ (ح) .
وَأَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ: المظفّر بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَلَوِيُّ،
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ دُحَيْمٍ، بِالْكُوفَةِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ أَبِي غَرَزَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا
عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ- يَعْنِي ابْنَ طَلْحَةَ الْقَنَّادَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ
سَمُرَةَ، قَالَ:
صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، صَلَاةَ
الْأُولَى، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى أَهْلِهِ وَخَرَجْتُ مَعَهُ،
فَاسْتَقْبَلَهُ وِلْدَانٌ، فَجَعَلَ يَمْسَحُ خَدَّيْ أَحَدِهِمْ وَاحِدًا
وَاحِدًا. قَالَ: وَأَمَّا أَنَا فَمَسَحَ خَدِّي. قَالَ: فَوَجَدْتُ
لِيَدِهِ بَرْدًا وَرِيحًا، كَأَنَّمَا أَخْرَجَهَا مِنْ جُؤْنَةِ
عَطَّارٍ.
لَفْظُ حَدِيثِ الْعَلَوِيِّ رَحِمَهُ اللهُ.
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ [ (634) ] ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حَمَّادٍ.
* أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ
الْحُرْفِيُّ، بِبَغْدَادَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْفَقِيهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا
إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ،
قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، قال: سمعت جابر
ابن يَزِيدَ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:
أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ، صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ، وَهُوَ بِمِنًى،
فَقُلْتُ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، نَاوِلْنِي
__________
[ (633) ] في كتاب الفضائل صفحة (1815) .
[ (634) ] أخرجه مسلم فِي 43- كِتَابِ الْفَضَائِلِ (21) بَابُ طيب رائحة
النبي صلى الله عليه وسلّم، حديث (80) ، صفحة (1814) .
(جؤنة العطار) : مهموزة، وقد يترك همزها، قال الجوهري: «هي بالواو وقد
تهمز» . وهي السّفط الذي فيه متاع العطار. هكذا فسره الجمهور، وقال الخليل
بن أحمد: هي سليلة مستديرة مغشاة أدما.
(1/256)
يَدَكَ، فَنَاوَلَنِيهَا، فَإِذَا هِيَ
أَبْرَدُ مِنَ الثَّلْجِ، وَأَطْيَبُ رِيحًا مِنَ الْمِسْكِ.
* أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جعفر ابْنُ دُرُسْتَوَيْهِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ،
قَالَ:
حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ وَائِلٍ، قَالَ:
حَدَّثَنِي أَهْلِي، عَنْ أَبِي قَالَ:
أُتِيَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِدَلْوٍ مِنْ مَاءٍ،
فَشَرِبَ مِنَ الدَّلْوِ، ثُمَّ مَجَّ فِي الدَّلْوِ، ثُمَّ صَبَّ فِي
الْبِئْرِ- أَوْ قَالَ: شَرِبَ مِنَ الدَّلْوِ، ثُمَّ مَجَّ فِي الْبِئْرِ-
فَفَاحَ مِنْهَا مِثْلُ رَائِحَةِ الْمِسْكِ [ (635) ] .
* وأَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا
عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ ضَبَّةَ،
أَخْبَرَهُمْ، عَنْ مَيْمُونَةَ بِنْتِ كَرْدَمٍ، قَالَتْ:
كُنْتُ رَدِيفَةَ أَبِي، فَلَقِيَ النَّبِيَّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، قَالَتْ: فَقَبَضْتُ عَلَى رِجْلِهِ، فَمَا رَأَيْتُ شَيْئًا
أَبْرَدَ مِنْهَا.
كَذَا فِي كِتَابِي. قَالَتْ. فَقَبَضْتُ وَأَنَا أَظُنُّهُ. قَالَ:
تَعْنِي أَبَاهَا، فَقَدْ رُوِّينَاهُ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ مَيْمُونَةَ،
قَالَتْ، فَدَنَا مِنْهُ أَبِي فَأَخَذَ بِقَدَمِهِ [ (636) ] . وَاللهُ
أَعْلَمُ.
* أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ: مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ،
قَالَ:
دَخَلَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ [
(637) ] عِنْدَنَا فَعَرِقَ، وَجَاءَتْ أُمِّي بقارورة
__________
[ (635) ] بإسناد المصنف هو في مسند أحمد (4: 315) ، وأخرجه ابن ماجة في:
1- كتاب الطهارة (136) باب المج في الإناء، ح (659) عَنْ عَبْدِ
الْجَبَّارِ عَنْ أبيه دون ذكر أهله، وقال في الزوائد: «إسناده منقطع لأن
عبد الجبار لم يسمع من أبيه شيئا، قاله ابن معين وغيره» .
[ (636) ] الحديث أخرجه أبو داود في كتاب النكاح (باب) في تزويج من لم
يولد، ح (2103) ، ص (2: 233- 234) ، وأخرجه الإمام أحمد في «مسنده» (6:
366) .
[ (637) ] أي نام وقت القيلولة.
(1/257)
فَجَعَلَتْ تَسْلِتُ الْعَرَقَ،
فَاسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا
أُمَّ سُلَيْمٍ، مَا هَذَا الَّذِي تَصْنَعِينَ؟ قَالَتْ: هَذَا عَرَقٌ
نَجْعَلُهُ لِطِيبِنَا، وَهُوَ أَطْيَبُ الطِّيبِ.
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ [ (638) ] ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ،
عَنْ أَبِي النَّضْرِ.
* وأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، قَالَ:
أَخْبَرَنِي أَبُو عَمْرٍو الْمُقْرِئُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ
سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا
أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أُمِّ سُلَيْمٍ: أَنَّ
النَّبِيَّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يَأْتِيهَا فَيَقِيلُ
عِنْدَهَا فَتَبْسُطُ لَهُ نِطَعًا فَيَقِيلُ عَلَيْهِ، وَكَانَ كَثِيرَ
الْعَرَقِ، فَكَانَتْ تَجْمَعُ عَرَقَهُ فَتَجْعَلُهُ فِي الطِّيبِ
وَالْقَوَارِيرِ، فَقَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
يَا أُمَّ سُلَيْمٍ، مَا هَذَا؟ قَالَتْ: عَرَقُكَ أَدُوفُ [ (639) ] بِهِ
طِيبِي.
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ [ (640) ] عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أبي
شيبة.
__________
[ (638) ] أخرجه مسلّم فِي: 43- كِتَابِ الْفَضَائِلِ، (22) بَابُ طيب عرق
النبي صلى الله عليه وسلّم، والتبرك به، ح (83) ، ص (1815) ، وأخرجه الإمام
أحمد في «مسنده» (3: 177، 290) .
[ (639) ] (أدوف) : بالدال المهملة وبالمعجمة، والأكثرون على المهملة،
ومعناه: أخلط.
[ (640) ] أخرجه مسلّم في: 43- كتاب الفضائل، حديث (85) ، ص (1816) ،
والإمام أحمد في «مسنده» (3: 146، 239، 287) .
(فائدة) : قال إسحق بن راهويه: «إن هذه الرائحة كانت رَائِحَةِ رَسُولِ
اللهِ صَلَّى الله عليه وسلم من غير طيب» .
وقال النووي: «وهذا مما أَكْرَمَهُ اللهُ تَعَالَى بِهِ» .
قالوا: وكانت الريح الطيبة صِفَتِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم وإن لم
يمسّ طيبا، ومع هذا كان يستعمل الطيب في أكثر أوقاته مبالغة في طيب رحيه
لملاقاة الملائكة، وأخذ الوحي، ومجالسة المسلمين.
وقال أنس: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُنْذُ
أسري به ريحه ريح عروس، وأطيب من ريح عروس.
(1/258)
بَابُ صِفَةِ خَاتَمِ النُّبُوَّةِ
* أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ: مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ
الْفَضْلِ، بِبَغْدَادَ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دُرُسْتَوَيْهِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ
إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْجُعَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
أُوَيْسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ السَّائِبَ بْنَ يَزِيدَ، يَقُولُ:
ذَهَبَتْ بِيَ خَالَتِي إِلَى رَسُولِ اللهِ، صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ! إِنَّ ابْنَ أُخْتِي وَجِعٌ. فَمَسَحَ
رَأْسِي وَدَعَا لِي بِالْبَرَكَةِ، ثُمَّ تَوَضَّأَ فَشَرِبْتُ مِنْ
وَضُوئِهِ، ثُمَّ قُمْتُ خَلْفَ ظَهْرِهِ فَنَظَرْتُ إِلَى خَاتَمِهِ [
(641) ] بَيْنَ كَتِفَيْهِ، مِثْلَ زرّ الحجلة [ (642) ] .
__________
[ (641) ] في البخاري: «فَنَظَرْتُ إِلَى خَاتَمِ النُّبُوَّةِ بَيْنَ
كتفيه» .
[ (642) ] قوله: مثل زرّ الحجلة: بكسر الزاي، وتشديد الراء، والحجلة: بفتح
الحاء والجيم وهي الطير التي تسمى: القبجة، وتسمى الأنثى: الحجلة، وزرها:
بيضها ويؤيد هذا حديث آخر جاء فيه: «مثل بيضة الحمامة» ، وقيل: قبة لها
أزرار كبار وعرى.
وقد اختلف في صفة خاتم النبوة على أقوال كثيرة متقاربة المعنى: [وجاءت فيه
روايات كثيرة ففي رواية مسلم عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ «ورأيت الخاتم
عِنْدَ كَتِفَيْهِ مِثْلَ بَيْضَةِ الْحَمَامَةِ يُشْبِهُ جَسَدَهُ» .
وفي رواية أحمد مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللهِ بن سرجس «ورأيت خاتم النبوة في
نغض كتفه اليسرى كأنه جمع فيه خيلان سود كأنها الثآليل» .
وفي رواية أحمد أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ أَبِي رمثة التيمي قَالَ «خَرَجْتُ
مَعَ أَبِي حَتَّى أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عليه وسلم
(1/259)
__________
[ () ] فرأيت برأسه ردع حناء ورأيت على كتفه مثل التفاحة فقال أبي أنى طبيب
ألا أبطها لك قال طبيبها الذي خلقها» وفي صحيح الحاكم «شعر مجتمع» وفي كتاب
البيهقي «مثل السلعة» وفي الشمائل «بضعة ناشزة» .
وفي حديث عمرو بن أخطب «كشيء يختم به» .
وفي تاريخ ابن عساكر «مثل البندقة» .
وفي الترمذي «كالتفاحة» .
وفي الروض كاثم المحجم الغائص على اللحم.
وفي تاريخ ابن أبي خيثمة شامة خضراء محتفرة في اللحم.
وفيه أيضا شامة سوداء تضرب إلى الصفرة حولها شعرات متراكبات كأنها عرف
الفرس.
وفي تاريخ القضاعي ثلاث مجتمعات.
وفي كتاب المولد لابن عابد كان نورا يتلألأ.
وفي سيرة ابن أبي عاصم عذرة كعذرة الحمامة قال أبو أيوب يعني فرطمة الحمامة
وفي تاريخ نيسابور مثل البندقة من لحم مكتوب فيه باللحم (محمد رسول الله) .
وعن عائشة رضي الله تعالى عنها كتينة صغيرة تضرب إلى الدهمة وكانت مما يلي
القفا قالت فلمسته حين توفي فوجدته قد رفع وقيل كركبة العنز أسنده أبو عمر
عن عباد بن عمرو وذكر الحافظ ابن دحية في كتابه التنوير كان الخاتم الذي
بين كتفي رسول الله عليه الصلاة والسلام كأنه بيضة حمامة مكتوب في باطنها
(الله وحده) وفي ظاهرها (توجه حيث شئت فإنك منصور) ثم قال هذا حديث غريب
استنكره قال وقيل كان من نور فإن قلت هل كان خاتم النبوة بعد ميلاده أو ولد
وهو معه قلت قيل ولد وهو معه.
وعن ابن عائد في مغازيه بسنده إلى شداد بن أوس فذكر حديث الرضاع وشق الصدر
وفيه وأقبل الثالث يعني الملك وفي يده خاتم له شعاع فوضعه بين كتفيه وثدييه
ووجد برده زمانا.
وفي الدلائل لأبي نعيم أن النبي عليه الصلاة والسلام لما ولد ذكرت أمه أن
الملك غمسه في الماء الذي انبعه ثلاث غمسات ثم أخرج صرة من حرير أبيض فإذا
فيها خاتم فضرب على كتفيه كالبيضة المكنونة تضيء كالزهرة فإن قلت أين كان
موضعه قلت قد روي أنه بين كتفيه وقيل كان على نغض كتفه اليسرى لأنه يقال
إنه الموضع الذي يدخل منه الشيطان إلى باطن الإنسان فكان هذا عصمة له عليه
الصلاة والسلام من الشيطان.
وذكر أبو عمران ميمون بن مهران ذكر عن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه أن
رجلا سأل ربه أن يريه موضع الشيطان منه فرأى جسده ممهي يرى داخله من خارجه
ورأى الشيطان في صورة ضفدع عند نغض كتفه حذاء قلبه له خرطوم كخرطوم البعوضة
وقد أدخله في منكبه الأيسر إلى قلبه
(1/260)
* وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ
سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَاتِمُ ابن إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الْجُعَيْدِ
بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. فَذَكَرَهُ بِمِثْلِهِ.
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ
اللهِ، عَنْ حَاتِمِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ.
وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ، عَنْ قُتَيْبَةَ بن سعيد [ (643) ] .
__________
[ () ] يوسوس اليه فإذا ذكر الله تعالى العبد خنس ثم الحكمة في الخاتم على
وجه الاعتبار أن قلبه عليه الصلاة والسلام لما ملئ حكمة وايمانا كما في
الصحيح ختم عليه كما يختم على الوعاء المملوء مسكا أو درا فلم يجد عدوه
سبيلا إليه من أجل ذلك الختم لأن الشيء المختوم محروس وكذا تدبير الله عز
وجل في هذه الدنيا إذا وجد الشيء بختمه زال الشك وانقطع الخصام فيما بين
الآدميين فلذلك ختم رب العالمين في قلبه ختما تطامن له القلب وبقي النور
فيه ونفذت قوة القلب الى الصلب فظهرت بين الكتفين كالبيضة ومن أجل ذلك برز
بالصدق على أهل الموقف فصارت له الشفاعة من بين الرسل بالمقام المحمود لأن
ثناء الصدق هو الذي استحقه إذ خصه ربه بما لم يخص به أحدا غيره من الأنبياء
وغيرهم يحققه قول الله العظيم: وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ
قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ قال أبو سعيد الخدري وقد صدق هو محمد عليه
السلام شفيعكم يوم القيامة وكذا قال الحسن وقتادة وزيد بن أسلم وقول الرسول
صلّى الله عليه وسلّم فيما ذكره مسلم من حديث أبي بن كعب رضي الله تعالى
عنه وأخرت الثالثة ليوم ترغب إلي فيه الخلق كلهم حتى ابراهيم عليه الصلاة
والسلام وقال القاضي عياض هذا الخاتم هو أثر شق الملكين بين كتفيه وقال
النووي هذا باطل لأن شق الملكين إنما كان في صدره] .
[ (643) ] الحديث أخرجه البخاري في: 4- كتاب الوضوء، (40) باب استعمال فضل
وضوء الناس، حديث (190) ، فتح الباري (1: 296) ، وأخرجه (أيضا) في: 61-
كتاب المناقب (22) باب خاتم النبوة، فتح الباري (6: 561) ، وفي: 75- كتاب
المرضى، (17) باب قول المريض: قوموا عني، فتح الباري (10: 127) ، وفي: 80-
كتاب الدعوات (31) باب الدعاء للصبيان بالبركة، ومسح رؤوسهم، فتح الباري
(11: 150) .
وأخرجه مسلم في: 43- كتاب الفضائل: (30) باب إثبات خاتم النبوة وصفته ومحله
من جسده صلّى الله عليه وسلّم، حديث (30) ، ص (1823) .
وأخرجه الترمذي في: 50- كتاب المناقب (11) باب في خاتم النبوة، ح (3643) ،
ص (5: 602) .
(1/261)
هَكَذَا الْمَعْرُوفُ زِرُّ الْحَجَلَةِ.
وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ عَنِ حاتم: زرّ الْحَجَلَةِ. الرَّاءُ
قَبْلَ الزَّايِ.
وَحَكَى «أَبُو سُلَيْمَانَ» عَنْ بَعْضِهِمْ: أَنَّ رِزَّ الْحَجَلَةِ:
بَيْضُ الْحَجَلِ.
* أَخْبَرَنَا أَبُو منصور: المظفر [ (644) ] بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ
بْنِ زِيَادٍ الْعَلَوِيُّ، رَحِمَهُ اللهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو
جَعْفَرٍ: مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ دُحَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ حَازِمِ بْنِ أَبِي غَرَزَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو
نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سماك: أَنَّهُ سَمِعَ
جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ، يَقُولُ:
كَانَ رَسُولُ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم: وَجْهُهُ مُسْتَدِيرًا
مِثْلَ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ، وَرَأَيْتُ خَاتَمَ النُّبُوَّةِ بَيْنَ
كَتِفَيْهِ مِثْلَ بَيْضَةِ الْحَمَامِ.
* وأَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا
عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ
[بْنُ مُوسَى] وَأَبُو نُعَيْمٍ، عَنْ إِسْرَائِيلَ. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ
إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: وَرَأَيْتُ خَاتَمَهُ عِنْدَ كَتِفَيْهِ مِثْلَ
بَيْضَةِ الْحَمَامَةِ تُشْبِهُ [ (645) ] جَسَدَهُ.
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ،
عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ موسى [ (646) ] .
* وأخبرنا أبو منصور: المظفر بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَلَوِيُّ، حَدَّثَنَا
أَبُو جَعْفَرِ بْنُ
__________
[ (644) ] في (ح) و (ص) : «الظفر» .
[ (645) ] في (ص) : يشبه.
[ (646) ] الْحَدِيثَ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي: 43- كتاب الفضائل (29) باب
شيبه صلى الله عليه وسلم، حديث (109) ، ص (1823) ، وأخرجه الترمذي في كتاب
المناقب، باب في خاتم النبوة مختصرا، ح (3644) ، ص (5: 602) ، وأخرجه
الإمام أحمد في «مسنده» (2: 226) ، (5: 90، 95، 98، 104، 107) .
(1/262)
دُحَيْمٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ
حَازِمٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا حسن
ابن صَالِحٍ، عَنْ سِمَاكٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَابِرُ بْنُ سَمُرَةَ،
قَالَ:
رَأَيْتُ الْخَاتَمَ الَّذِي فِي ظَهْرِ رَسُولِ اللهِ، صلى الله عليه
وسلم، مِثْلَ بَيْضَةِ الْحَمَّامِ [ (647) ] .
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ [ (648) ] ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ
اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ مُوسَى.
* أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ: هِلَالُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ
الْحَفَّارُ، بِبَغْدَادَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَيَّاشٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
أَبُو الْأَشْعَثِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَاصِمِ
بْنِ سُلَيْمَانَ (ح) .
وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو
الْفَضْلِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَامِدُ بْنُ عُمَرَ
الْبَكْرَاوِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ،
قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَرْجِسَ
قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَكَلْتُ
مَعَهُ خُبْزًا وَلَحْمًا- أَوْ قَالَ: ثَرِيدًا- قَالَ:
فَقُلْتُ [ (649) ] : يَا رَسُولَ اللهِ، غَفَرَ اللهُ لَكَ، قَالَ:
وَلَكَ، فَقُلْتُ: اسْتَغْفَرَ لَكَ رَسُولُ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَلَكُمْ، ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ
وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ [ (650) ]
قَالَ: ثُمَّ دُرْتُ خَلْفَهُ فَنَظَرْتُ إِلَى خَاتَمِ النُّبُوَّةِ
بَيْنَ كَتِفَيْهِ عِنْدَ نُغْضِ كَتِفِهِ الْيُسْرَى جَمْعًا، عَلَيْهِ
خيلان كأمثال الثّآليل.
__________
[ (647) ] في (ص) : «الحمامة» .
[ (648) ] صحيح مسلم صفحة (1823) ، حديث رقم (110) .
[ (649) ] في (ص) : «قلت» .
[ (650) ] الآية الكريمة (19) من سورة محمد صلى الله عليه وسلّم.
(1/263)
لَفْظُ حَدِيثِ عَبْدِ الْوَاحِدِ.
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ [ (651) ] ، عَنْ حَامِدِ بْنِ عُمَرَ
الْبَكْرَاوِيِّ، وَعَنْ أَبِي كَامِلٍ، عَنْ حَمَّادٍ.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ: عَبْدُ اللهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ
الْجَبَّارِ السُّكَّرِيُّ، بِبَغْدَادَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ
بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ،
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ،
قَالَ: حدثنا عاصم الأحوال، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ سَرْجِسَ،
يَقُولُ:
تَرَوْنَ هَذَا الشَّيْخَ- يَعْنِي نَفْسَهُ- رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ،
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَكَلْتُ مَعَهُ، وَرَأَيْتُ
الْعَلَامَةَ الَّتِي فِيهِ وَهِيَ إِلَى أَصْلِ نُغْضِ كَتِفِهِ، عَلَيْهِ
خِيلَانٌ كَهَيْئَةِ الثَّآلِيلِ.
* أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ: مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُورَكٍ،
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ
قُرَّةَ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ، صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرِنِي الْخَاتَمَ.
فَقَالَ:
أَدْخِلْ يَدَكَ، فَأَدْخَلْتُ يَدِيَ فِي جُرُبَّانِهِ، فَجَعَلْتُ
أَلْمَسُ أَنْظُرُ إِلَى الْخَاتَمِ، فَإِذَا هُوَ عَلَى نُغْضِ كَتِفِهِ
مِثْلَ الْبَيْضَةِ. فَمَا مَنَعَهُ ذَاكَ أَنْ جَعَلَ يَدْعُو لِي وَإِنَّ
يَدِيَ لَفِي جُرُبَّانِهِ [ (652) ] .
* وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ: مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي
طَالِبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ. فَذَكَرَهُ بإسناده ومعناه،
__________
[ (651) ] أخرجه مسلم فِي: 43- كِتَابِ الْفَضَائِلِ (30) بَابُ خاتم
النبوة، حديث (112) ، (1824) ، والإمام أحمد في «مسنده» (5: 82، 83) .
[ (652) ] أخرجه الإمام أحمد في «مسنده» (3: 434) .
(1/264)
غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: عَلَى نُغْضِ
كَتِفِهِ مِثْلُ السِّلْعَةِ.
* أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا ابْنُ دُرُسْتَوَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ
سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ
اللهِ بْنُ إِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِي رِمْثَةَ، قَالَ:
انْطَلَقْتُ مَعَ أَبِي نَحْوَ النَّبِيِّ [ (653) ] ، صَلَّى اللهُ عليه
وَسَلَّمَ، فَنَظَرَ إِلَى مِثْلِ السِّلْعَةِ بَيْنَ كَتِفَيْهِ، فَقَالَ:
يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي كَأَطَبِّ الرِّجَالِ، أَفَأُعَالِجُهَا لَكَ؟
قَالَ: لَا، طَبِيبُهَا الَّذِي خَلَقَهَا [ (654) ] .
وَقَالَ الثَّوْرِيُّ، عَنْ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ فِي هَذَا الْحَدِيثِ:
فَإِذَا خَلْفَ كَتِفِهِ مِثْلُ التُّفَّاحَةِ.
وَقَالَ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي رِمْثَةَ: فَإِذَا فِي نُغْضِ
كَتِفِهِ مِثْلُ بَعْرَةِ الْبَعِيرِ أَوْ بَيْضَةِ الْحَمَامَةِ.
* أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا
عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ ابن مَيْسَرَةَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا عَتَّابٌ، قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ يَقُولُ: الْخَتْمُ الَّذِي بَيْنَ كَتِفَيِ
النَّبِيِّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَحْمَةٌ نَاتِئَةٌ.
* أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا [
(655) ] أحمد بن عبيد
__________
[ (653) ] في (ص) : «إلى نحو النبي» .
[ (654) ] أخرجه الإمام أحمد في «مسنده» (2: 227، 229) ، (3: 435) ، (5:
35) .
[ (655) ] في (ح) : «قالا حدثنا» .
(1/265)
الصَّفَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا تَمْتَامٌ،
قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ حَفْصٍ الدَّارِمِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا مَسْلَمَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ
أَبِي هِنْدَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ سَلَامَةَ الْعِجْلِيِّ،
عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ، صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَلْقَى إِلَيَّ رِدَاءَهُ، وقَالَ: يَا
سَلْمَانُ! انْظُرْ إِلَى مَا أُمِرْتُ بِهِ. قَالَ: فَرَأَيْتُ الْخَاتَمَ
بَيْنَ كَتِفَيْهِ مِثْلَ بَيْضَةِ الْحَمَامِ.
* أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ
سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ
أَبِي رَاشِدٍ، قَالَ: لَقِيتُ التَّنُوخِيَّ، رَسُولَ هِرَقْلَ إِلَى
رَسُولِ الله، صلى الله عليه وسلّم بمحص، وَكَانَ جَارًا لِي شَيْخًا
كَبِيرًا قَدْ بَلَغَ الْفَنَدَ، أَوْ قَرِيبًا، فَقُلْتُ: أَلَا
تُخْبِرُنِي؟ قَالَ: بَلَى، قَدِمَ رسول الله، صلى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، تَبُوكَ، فَانْطَلَقْتُ بِكِتَابِ هِرَقْلَ حَتَّى جِئْتُ
تَبُوكَ، فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ بَيْنَ ظَهْرَيْ أَصْحَابِهِ مُحْتَبٍ عَلَى
الْمَاءِ، فَقَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَا أَخَا
تَنُوخَ.
فَأَقْبَلْتُ أَهْوِي حَتَّى كُنْتُ قَائِمًا بَيْنَ يَدَيْهِ، فَجَعَلَ
حَبْوَتَهُ عَنْ ظَهْرِهِ، ثُمَّ قَالَ: هَا هُنَا، امْضِ لِمَا أُمِرْتَ
بِهِ. فَجُلْتُ فِي ظَهْرِهِ، فَإِذَا أَنَا بِخَاتَمٍ فِي مَوْضِعِ
غُضْرُوفِ الْكَتِفِ مِثْلِ الْمِحْجَمَةِ الضَّخْمَةِ [ (656) ] .
* أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا
الْحَسَنِ الْمَحْمُودِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ:
مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ: عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ
عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ
أُمِّ بَكْرٍ- وَهِيَ عَمَّةُ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ: بِنْتُ
الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، قَالَ:
__________
[ (656) ] أخرجه الإمام أحمد في «مسنده» (3: 441- 442) .
(1/266)
مَرَّ بِي يَهُودِيٌّ وَأَنَا قَائِمٌ
خَلْفَ النَّبِيِّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالنَّبِيُّ، صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وسلم، يَتَوَضَّأُ، فَقَالَ الْيَهُودِيُّ: ارْفَعْ
ثَوْبَهُ عَنْ ظَهْرِهِ. فَذَهَبْتُ أَرْفَعُهُ، فَنَضَحَ النَّبِيُّ،
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي وَجْهِي مِنَ الْمَاءِ [ (657) ] .
قُلْتُ: وَإِنَّمَا كَانُوا يَبْحَثُونَ عَنْ ذَلِكَ، لِأَنَّهُ كَانَ
مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ بِصِفَتِهِ، صَلَّى اللهُ عليه وسلم.
__________
[ (657) ] مسند أحمد (4: 323) .
(1/267)
|