ذخائر العقبى في مناقب ذوى القربى

(باب في فضل قريش) وذكر سبب تسميتهم قريشا عن ابن عباس رضى الله عنهما وقد سئل عن سبب تسميتهم قريشا قال بدابة في البحر من أحسن دوابه لا تدع شيئا من الغث والسمين إلا أتت عليه يقال لها القريش وأنشد:
__________
(1) استعير البلل لمعنى الوصل، أي اصلكم في الدنيا ولا اغنى عنكم من الله شيئا.
والبلال جمع بلل.
وفى الاصل تحريف صححته من النهاية.

(1/9)


وقريش هي التى تسكن البح ربها سميت قريش قريشا تأكل الغث والسمين ولا تت رك منه لذى جناحين ريشا أخرجه الهاشمي.
(ذكر إصطفائهم) عن واثلة بن الاسقع قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الله اصطفى من ولد آدم ابراهيم واتخذه خليلا واصطفى من ولد ابراهيم إسمعيل ثم اصطفى من ولد إسماعيل نزار ثم اصطفى من ولد نزار مضر ثم اصطفى من مضر كنانة ثم اصطفى
من كنانة قريشا ثم اصطفى من قريش بنى هاشم ثم اصطفى من بنى هاشم بنى عبد المطلب ثم اصطفاني من بنى عبد المطلب.
أخرجه بهذا السياق الحافظ أبو القسم حمزة بن يوسف السهمى في فضائل العباس.
وأخرجه مسلم والترمذي وأبو حاتم مختصرا، ولفظه إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل واصطفى قريشا من كنانة واصطفى هاشما من قريش واصطفانى من بنى هاشم.
(ذكر انهم رضى الله عنهم خير الخلق) عن العباس بن عبد المطلب قال بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض ما يقول الناس فصعد المنبر فقال من أنا قالوا أنت رسول الله فقال أنا محمد بن عبد الله ابن عبد المطلب إن الله خلق الخلق فجعلني من خير خلقه وجعلهم فرقتين فجعلني في خير فرقة وخلق القبائل فجعلني في خير قبيلة وجعلهم بيوتا فجعلني في خيرهم بيتا فأنا خيركم بيتا وأنا خيركم نفسا (1) .
أخرجه أحمد وأبو القاسم البغوي في الفضائل.
وعن ابن أبى ذئب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (شرار قريش خيار شرار الناس) .
أخرجه الشافعي في مسنده.
(ذكر انهم اعفة صبر) عن اسماعيل بن عبيد بن رفاعة عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
__________
(1) وفى رواية (فأنا خيار من خيار من خيار) .
ذكره الحافظ السيوطي في كتابه مسالك الحنفا.
كما في حاشية نسخة.

(1/10)


(إن قريشا أعفة صبر ومن يغل لهم الغوائل (1) أكبه الله لوجهه يوم القيامة) .
أخرجه أبو القاسم السهمى في فضائل العباس.
(ذكر انهم افضل الناس أحلاما) عن نافع بن جبير وسعيد بن المسيب عن عمر أنه قال قريش أفضل الناس
أحلاما وأعظم الناس أمانة ومن يرد قريشا بسوء يكبه الله لفيه.
أخرجه الزهري.
وعن رفاعة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (أيها الناس إن قريشا أهل أمانة فمن بغاها العواثر أكبه الله لمنخريه) يقولها ثلاث مرات.
أخرجه الشافعي في مسنده وسننه.
(ذكر أنه من اراد هو انهم اهانه الله) عن سعد بن أبى وقاص رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من يريد هوان قريش يهنه الله) أخرجه الحافظ أبو الحسن الخلعي وابن الضحاك وأخرجه السرى وقال أهانه الله.
وعن ابن شهاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (من أهان قريشا أهانه الله) .
(ذكر النهى عن سبهم) عن محمد بن إبراهيم بن الحرث التميمي أن قتادة بن النعمان وقع بقريش وكأنه نال منهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (مهلا يا قتادة لا تشتم قريشا فانك لعلك ترى منهم رجالا أو يأتي منهم رجال تحقر عملك مع أعمالهم وفعلك مع أفعالهم وتغبطهم إذا رأيتهم لولا أن تطغى قريش لاخبرتها بالذى لها عند الله عز وجل) .
وعن الحارث بن عبد الرحمن قال بلغنا (2) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (لولا أن تبطر قريش لاخبرتها بالذى لها عند الله عزوجل) أخرجهما الشافعي في مسنده وسننه.
__________
(1) أي المهالك، جمع غائلة.
(2) في نسخة (بلغني) .

(1/11)


(ذكر قوة قريش وأمانتهم) عن المطلب بن عبد الله بن حنطب عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (قوة
رجل من قريش تعدل قوة رجلين من غيرهم وامانة رجل من قريش تعدل امانة رجلين من غيرهم) .
وعن جبير بن مطعم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ان للقرشي مثل قوة رجلين يعنى من غيره) .
اخرجهما احمد في المناقب.
(ذكر الامر بحفظهم) عن عكرمة قال كان النبي صلى الله عليه وسلم واسطا في قريش كان له في كل بطن من قريش نسب فقال لا اسألكم إلا ما أدعوكم إليه إلا أن تحفظوني في قرابتي قال الله عزوجل (قل لااسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) .
خرجه المخلص الذهبي.
ذكر ان خيار قريش خيار الناس عن ابن أبى ذئب بسنده ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (خيار قريش خيار الناس وشرار قريش خيار شرار الناس) اخرجه الشافعي في سننه.
ذكر الحث على محبتهم عن سهل بن سعد الساعدي رضى الله عنه قال قال صلى الله عليه وسلم (أحبوا قريشا فان من أحبهم أحبه الله) أخرجه ابن عرفة العبدى.
(ذكر انهم ولاة الامر) عن معاوية بن أبى سفيان رضى الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (إن هذا الامر في قريش لا يعاديهم أحد إلا أكبه الله تعالى على وجهه ما أقاموا الدين) أخرجه البخاري.
وفيه رواية (لا يزال هذا الامر في قريش ما بقى منهم اثنان) أخرجه البخاري أيضا.
وعن عطاء بن يسار رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لقريش أنتم أولى الناس بهذا الامر ما كنتم على الحق إلا أن تعدلوا عنه فتلحون كما تلحى هذه الجريدة يشير إلى جريدة في يده.
(شرح) : يقال لحوت الشجر ولحيتها إذا أخدت لحاها

(1/12)


وهو قشرها.
وعن المطلب بن عبد الله بن حنطب عن أبيه قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة فقال (أيها الناس قدموا قريشا ولا تقدموها وتعلموا منها ولا تعلموها) أخرجهما الشافعي في مسنده وخرج الثاني أحمد في المناقب.
وعن على كرم الله وجهه قال سمعته أذناى ووعاه قلبى من رسول الله صلى الله عيله وسلم (الناس تبع لقريش صالحهم تبع لصالحهم وشرارهم تبع لشرارهم) أخرجه أحمد أيضا في المناقب.
وعن جابر بن عبد الله رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الناس تبع لقريش في الخير والشر) أخرجه الحافظ الدمشقي وقال حديث حسن صحيح.
وعن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن لكم على قريش حقا وإن لقريش عليكم حقا ما حكموا فعدلوا وائتمنوا فأدوا واسترحموا فرحموا فمن لم يفعل ذلك فعليه لعنة الله) أخرجه أبو حاتم.
(ذكر امتثال امرهم وإن ساءت افعالهم) عن عامر بن شهر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (استمعوا من قريش ودعوا فعلهم) أخرجه أبو حاتم: (ذكر أنهم افضل العرب) عن سلمان رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يا سلمان لا تبغضني فتفارق دينك قلت يا رسول الله وكيف أبغضك وبك هدانا الله قال تبغض العرب) أخرجه ابن المثنى في معجمه وابن السرى.
وغن جابر بن عبد الله رضى الله عنه أن رجلا قتل بالمدينة لا يدرى من قتله فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعنه الله (1) إن كان ليبغض العرب.
أخرجه ابن السرى.