ذخائر العقبى في مناقب ذوى القربى

(الباب الرابع) من أبواب الاصول في ذكر عمات النبي صلى الله عليه وسلم بنات عبد المطلب بن هاشم وجملتهن ست عاتكة وأميمة والبيضاء وهى أم حكيم وبرة وصفية وأروى.
ولم يسلم منهن إلا صفية أم الزبير بلا خلف.
واختلف في أروى وعاتكة فذهب أبو جعفر العقيلى إلى إسلامهما وعدهما في الصحابة وذكر الدارقطني عاتكة في جملة الاخوة والاخوات ولم يذكر أروى، وأما محمد ابن إسحق وغيره فذكروا أنه لم يسلم من عماته صلى الله عليه وسلم غير صفية.
ولنذكر طرفا من أخبار كل واحدة منهن ومن تزوجهن وما ولدن: (ذكر أم حكيم البيضاء) وهى شقيقة عبد الله أبى النبي صلى الله عليه وسلم وأبى طالب والزبير وعبد الكعبة أمهم فاطمة بنت عمرو بن عايذ.
وقد تقدم ذكرها كانت عند كريز بن ربيعة بن حبيب ابن عبد شمس بن عبدمناف فولدت له عامرا وبناتا.
ذكر عاتكة المختلف في إسلامها أمها فاطمة أيضا فتكون شقيقة عبد الله أبى النبي صلى الله عليه وسلم وكانت تحت أبى أمية بن المغيرة المخزومى فولدت له عبد الله وزهيرا وكلاهما
ابنا عم أبى جميل وأخوا أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم لابيها.
هكذا ذكره أبو عمر.
وذكر أن أم سلمة عاتكة بنت عامر بن ربيعة بن مالك بن خزيمة بن علقمة بن فراس وان أم عبد الله وزهير عاتكة بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأما أبو سعيد فذكر في شرف النبوة أن أم سلمة ابنة عمة النبي صلى الله عليه وسلم عاتكة بنت عبد المطلب فتكون أخت عبد الله وزهير لابيهما

(1/250)


والاول أثبت لان معه زيادة علم والثانى لعله اشتبه عليه.
ذكر برة بنت عبد المطلب أمها فاطمة أيضا وكانت عند أبى رهم بن عبد العزى العامري ثم خلف عليها بعده عبد الاسد بن هلال المخزومى فولدت له أبا سلمة بن عبد الاسد الذى كانت عنده أم سلمة قبل النبي صلى الله عليه وسلم.
وقيل كانت أولا عند عبد الاسد ثم خلف عليها أبارهم.
ولم يذكر أبو سعيد غيره.
والوجهان ذكرهما أبو عمر.
ذكر أميمة بنت عبد المطلب وكانت تحت جحش بن رياب أخى بنى غنم بن دود بن أسد بن خزيمة فولدت له عبد الله وعبيد الله وأبا أحمد وزينب وأم حبيبة وحمنة أولاد جحش بن رياب.
ذكر أروى بنت عبد المطلب المختلف في اسلامها أمها صفية بنت جندب أم الحرث بن عبد المطلب هي شقيقته.
وكانت تحت عمير بن وهب بن عبد قصى فولدت له طليبا ثم خلف عليها كلدة بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصى، وأسلم طليب وكان سببا في إسلام أمه.
ذكر الواقدي ان طليبا أسلم في دار الارقم ثم خرج فدخل على أمه أروى بنت عبد المطلب فقال اتبعت محمدا وأسلمت لله عزوجل فقالت ان أحق من واددت وعضدت ابن خالك والله لو قدرنا على ما يقدر عليه الرجال لمنعنا
وذببنا عنه فقال لها طليب ما يمنعك أن تسلمي وتتبعيه فقد أسلم أخوك حمزة؟ قالت أنظر مايصنع أخواتي ثم أكون من إحداهن قال فقلت إنى أسألك بالله إلا أتيتيه فسلمت عليه وصدقتية وشهدت أن لا إله إلا الله قالت فانى أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ثم كانت بعد تعضد النبي صلى الله عليه وسلم بلسانها وتحض على نصرته والقيام بأمره، وهذا دليل قول من قال إنها أسلمت.
ذكر صفية بنت عبد المطلب أسلمت باتفاق وشهدت الخندق وقتلت رجلا من اليهود، وضرب لها النبي

(1/251)


صلى الله عليه وسلم بسهم.
وروت حديثا واحدا رواه عنها ابنها الزبير بن العوام ذكر ذلك الدارقطني.
أمها هالة بنت وهيب بن عبد مناف بن زهرة شقيقة حمزة والمقوم وحجل.
وكانت في الجاهلية تحت الحرث بن حرب بن أمية بن عبد شمس ثم هلك عنها فخلف عليها العوام بن خويلد أخو خديجة بنت خويلد زوج النبي صلى الله عليه وسلم فولدت له الزبير والسائب وعبد الكعبة.
وتوفيت بالمدينة في خلافة عمر رضي الله عنه سنة عشرين ولها ثلاث وسبعون ودفنت بالبقيع بفناء دار المغيرة بن شعبة.
وكانت لما مات النبي صلى الله عليه وسلم رثته بهذه الابيات: ألا يا رسول الله كنت رجاءنا وكنت بنا برا ولم تك جافيا وكنت بنا (1) برا رؤوفا نبينا ليبك عليك اليوم من كان باكيا كأن على قلبى لذكر محمد وما خفت من بعد النبي المكاويا أفاطم صلى الله رب محمد على جدث أمسى بيثرب ثاويا فدى لرسول الله أمي وخالتي وعمى ونفسي قصدة وعياليا صدقت وبلغت الرسالة صادقا ومت صليب الدين أبلج صافيا فلو أن رب الناس أبقاك بيننا (2) سعدنا ولكن أمره كان ماضيا
عليك من الله السلام تحية وأدخلت جنات من العدن راضيا أرى حسنا أيتمته وتركته يبكى ويدعو جده اليوم نائيا روى هذه الابيات الحافظ السلفي بسنده عن هشام بن عروة.