ذخائر العقبى في مناقب ذوى القربى

الباب الخامس في ذكر اولاد العمات وهم وإن لم يكونوا من ذوى القربى لكن ذكرناهم تبعا لامهاتهم لتطلع النفس عند ذكرهم إجمالا إلى تعرف شئ من أحوالهم ونحن نذكرهم على ترتيب أمهاتهم، ذكر ولدام حكيم البيضاء بنت عبد المطلب وهم عامر وبنات لم يذكر عددهن ولا أسماؤهن ولا إسلامهن.
وأما عامر فأسلم يوم فتح مكة وبقى إلى خلافة عثمان وهو والد عبد الله بن عامر بن كريز الذى ولى
__________
(1) في نسخة (وكان بنا) .
(2) في نسخة (ابقى نبينا) .

(1/252)


عثمان العراق وخراسان وكان عمره أربعا وعشرين سنة.
ذكرهم أبو عمر.
ذكر ولد عاتكة المختلف في اسلامها وهم عبد الله وزهير ابنا أبى أمية فأما عبد الله فأسلم وكان قبل اسلامه شديد العدواة للنبى صلى الله عليه وسلم والمسلمين وهو الذى قال (لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الارض ينبوعا أو يكون لك بيت من زخرف) ثم إنه خرج مهاجرا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلقيه في الطريق بين السقيا والعرج مريدا لمكة عام الفتح فتلقاه فأعرض صلى الله عليه وسلم عنه مرة بعد أخرى حتى دخل على أخته أم سلمة وسألها أن تشفع له فشفعت فشفعها رسول الله صلى الله عليه وسلم وحسن إسلامه وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح مكة مسلما وحنينا والطائف فرمى يوم الطائف بسهم فقتله ومات شهيدا.
وهو الذي قال له المخنث في بيت أم سلمة يا عبد الله ان فتح عليكم غدا فانى أدلك على ابنة غيلان
فانها تقبل بأربع وتدبر بثمان وكان النبي صلى الله عليه وسلم عندها فقال لا يدخلن هذا عليكم.
وفى رواية من حديث عائشة رضى الله عنها قالت كان يدخل على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم مخنث قالت وكانوا يعدونه من غير أولى الاربة ثم ذكرت معنى ما تقدم وزادت فقال صلى الله عليه وسلم أرى هذا يعرف ما ههنا لايدخل عليكم فحجبوه.
وقوله تقبل بأربع أي بأربع عكن (1) في بطنها وتدبر بثمان لان كل عكنة لها طرفان.
وأما زهير بن أبى أمية فقد عد في المؤلفة قلوبهم وفيه نظر.
ذكر ذلك أبو عمر.
ذكر ولد برة بنت عبد المطلب وهو أبو سلمة بن عبد الاسد الذى كانت عنده أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم واسمه عبد الله.
أسلم وهاجر إلى أرض الحبشة الهجرتين وهو أول من هاجر إلى الحبشة ومعه زوجته أم سلمة ثم هاجر إلى المدينة، وهو أول من هاجر إليها وكانت هجرته قبل بيعة العقبة لما آذته قريش حين قدم من الحبشة وقد بلغه إسلام من أسلم من الانصار فخرج إليها مهاجرا وشهد بدرا وجرح يوم أحد جرحا اندمل
__________
(1) العكنة بالضم: ما انطوى وتثنى من لحم البطن سمنا.

(1/253)


ثم انتقض عليه فمات منه.
وتزوج النبي صلى الله عليه وسلم بعده زوجته أم سلمة.
عن أم سلمة قالت دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبى سلمة وقد شق بصره فأغمضه وقال إن الروح إذا قبض تبعه البصر فصاح ناس من أهله فقال لا تدعو اعلى أنفسكم إلا بخير فان الملائكة تؤمن على ما تقولون ثم قال اللهم اغفر لابي سلمة وارفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يا رب العالمين اللهم افسح له في قبره.
ونور له قبره.
أخرجاه.
وخرجه أبو حاتم وقال في المقربين مكان المهديين.
ذكر ولد اميمة بنت عبد المطلب وهم عبد الله وعبيد الله وأبو أحمد وزينب وأم حبيبة وحمنة أولاد جحش بن
رياب أسلموا كلهم وهاجر الذكور الثلاثة إلى أرض الحبشة فأما عبد الله فتنصر وبانت منه زوجته أم حبيبة بنت أبى سفيان بن حرب وتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم ومات على النصرانية بأرض الحبشة، وأما أبو أحمد واسمه عبد وقيل ثمامة والاول أصح كان سلفا لرسول الله صلى الله عليه وسلم كانت تحته الفارعة بنت أبى سفيان ابن حرب أخت أم حبيبة ومات بعد وفاة أخته زينت وكانت وفاتها سنة عشرين وأما عبد الله فهاجر الهجرتين.
عن الشعبى قال أول لواء عقده رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن جحش.
وقال ابن اسحق بل لواء عبيدة بن الحارث.
وقال المدايني بل لواء حمزة.
وعبد الله هذا أول من سن الخمس في الغنيمة للنبى صلى الله عليه وسلم قبل أن تفرض ثم افترض بعد ذلك المرباع.
وشهد عبد الله بدرا وأحدا واستشهد بها.
عن سعيد بن أبى وقاص قال قال عبد الله بن جحش يوم أحد ألا تأتى ندعو الله تعالى فخلوا في ناحية فدعا سعد فقال يا رب إذا لقيت العدو غدا فلقنى رجلا شديدا بأسه أقاتله فيك ويقاتلني ثم ارزقني عليه الظفر حتى أقتله وآخذ سلبه وأمن عبد الله على دعائه ثم قال اللهم ارزقني غدا رجلا شديدا بأسه أقاتله فيك ويقاتلني فيقتلني ثم يأخذني فيجزع أنفى وأذنى فإذا لقيتك قلت عبد الله فيما جزع انفك وأذنك فأقول فيك وفى رسولك فيقول صدقت قال سعد

(1/254)


وكانت دعوة عبد الله خير من دعوتي لقد رأيته آخر النهار وإن أنفه وأذنه معلقان في خيط.
وذكر الزبير بن بكار أن عبد الله بن جحش انقطع سيفه يوم أحد فأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم عرجون نخلة فصار في يده سيفا فبيع بعد موته بمائتي دينار.
وتوفى عبد الله عن نيف وأربعين سنة، قال الواقدي دفن هو وحمزة في قبر واحد وولى رسول الله صلى الله عليه وسلم تركته فاشترى لولده مالا بخيبر.
وعن عبد الله بن مسعود قال استشار رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن جحش وأبا
بكر وعمر رضى الله عنهم في أسارى بدر، وأما البنات فأسلمن كلهن ولهن صحبة وتزوج صلى الله عليه وسلم منهن زينب وقد ذكرنا مناقبها في كتاب مناقب أمهات المؤمنين.
وأما حمنة فكانت تحت مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار العبدرى وكان من فضلاء الصحابة فلما قتل تزوجها طلحة بن عبيد الله فولدت له محمدا وعمران.
وهى التى استحيضت وسألت النبي صلى الله عليه وسلم وحديثها في باب الاستحاضة مشهور، وأما أم حبيبة ويقال أم حبيب وكانت تحت عبد الرحمن بن عوف وكانت تستحاض أيضا.
وأهل السير يقولون المستحاضة حمنة والصحيح عند أهل الحديث أنهما استحيضتا، وقد قيل إن زينب أيضا كانت تستحاض.
ذكر ولداروى بنت عبد المطلب المختلف في اسلامها وهو طليب بن عمير بن وهب بن قصى أسلم وكان سببا لاسلام أمه على ما تقدم.
وهاجر إلى ارض الحبشة وشهد بدرا في قول ابن اسحق والواقدى، قال الزبير بن بكار كان طليب من المهاجرين الاولين وشهد بدرا وقتل بأجنادين شهيدا ولاعقب له، وقال مصعب قتل يوم اليرموك.
ذكر ولد صفية بنت عبد المطلب المتفق على إسلامها وهم ثلاثة الزبير والسائب وعبد الكعبة فأما الزبير فقد ذكرناه في كتاب مناقب العشرة وذكرنا ولده بعد ذكره.
وأما السائب فأسلم وشهد أحدا والخندق وسائر المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقتل يوم اليمامة شهيدا.
وأما عبد

(1/255)


الكعبة فذكره أبو عمر في أولادها في باب صفية ولم يذكره في بابه فصح جملة أولاد العمات أحد عشر رجلا وثلاث بنات عرفن فالرجال عامر بن البيضاء بن كريز بن ربيعة وعبد الله وزهير ابنا عاتكة من أبى أمية المخزومى وأبو سلمة بن برة
من عبد الاسد المخزومى وعبد الله وعبيد الله وأبو أحمد بنو أميمة من جحش وطليب ابن أروى من عمير بن وهب والزبير بن السائب وعبد الكعبة بنو صفية من العوام.
وكلهم أسلموا وثبتوا على الاسلام الا عبيد الله بن جحش.
وأما الاناث فزينب وأم حبيبة وحمنة بنات أميمة بنت جحش، وذكر لام حكيم بنات لم يذكر عددهن ولا اسلامهن ولا أسماءهن.
وأم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قد قيل فيها ما تقدم والصحيح أنها عاتكة بنت عبد المطلب زوجة أبنها وأم أخويها كما تقدم وأمها عاتكة المخزومية وقد تقدم بيان ذلك.
فهذا جملة ما أمكننا جمعه في الحالة الراهنة في مناقب ذوى القربى وأولادهم أعاد الله علينا من بركتهم ونفعنا بمحبتهم وجعل هذا المجموع فيهم وسيلة إلى نيل شفاعتهم والحشر في زمرتهم آمين.
(فصل) يتضمن ذكر جدات النبي صلى الله عليه وسلم من أبيه قال ابن قتيبة أم عبد الله هي فاطمة بنت عمرو بن عايذ بن عمر بن مخزوم وأم عبد المطلب سلمى ابنة عمرو من بنى النجار وأمها وأم أمها منهم أيضا وكانت قبل هاشم تحت أحيحة بن الجلاح فولدت له عمرو بن احيحة فهو أخو عبد المطلب لامه وأم هاشم عاتكة بنت مرة بن هلال بن فالح بن ذكوان من بنى سليم.
وقال ابو اليقظان ام عبد مناف عاتكة بنت فالح بن ذكوان بن سليم قال أبو اليقظان أم عبد مناف حتى بنت خليل الخزاعية وكان مفتاح البيت في يد خليل الخزاعى ثم أخذه قصى بن كلاب، وأم قصى فاطمة بنت سعد بن أزد السراة وام كلاب نعم بنت سرير بن ثعلبة بن مالك بن كنانة وأم مرة وحشية بنت شيبان بن محارب من فهر، وأم كعب سلمى بنت محارب ابن فهر وأم لؤى وحشية بنت مدلج بن مرة بن عبد مناف بن كنانة وأم غالب

(1/256)


سلمى ابنة سعد بن هذيل وأم فهر جزلة ابنة الحرث الجرهمى وأم مالك هند بنت عدوان بن عمرو بن قيس غيلان وأم النضر برة بنت مرة وهى أخت تميم بن مرة فتميم أخوال قريش لان قريشا من النضر تقرشت.
هذا كله ذكره ابو محمد ابن قتيبة في كتاب المعارف فالجدة الاولى مخزومية والثانية نجارية والثانية سلمية والرابعة سلمية أيضا وقيل خزاعية والخامسة أزدية والسادسة كنانية والسابعة فهرية والثامنة فهمية أيضا أو فهرية - الخط في ناسخ الاصل يوهم - والتاسعة كنانية والعاشرة هذليه والحادية عشرة جرهمية والثانية عشرة قيسية والثالثة عشرة مرية والله أعلم.
(فصل يتضمن ذكر أمه وامهاتها) هي آمنة بنت وهب بن عبدمناف بن زهرة بن كلاب قرشية زهرية أمها برة بنت عبد العزى بن قصى في كلاب بن مرة وأم أبيها وهب عاتكة بنت الاوقص ابن مرة بن هالة بن فالح بن ذكوان من بنى سليم.
ذكره ابن قتيبة.
وقال أبو عمر يعرف أبوها بأبى كبشة الذى كان ينسب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقال ابن أبى كبشة ونسب إليه لانه كان يعبد الشعرى ولم يكن أحد يعبد الشعرى من العرب غيره خالف في ذلك جميع العرب فلما جاءهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بخلاف ما كانت عليه العرب قالوا هذا ابن أبى كبشة وقيل بل نسب صلى الله عليه وسلم إلى أبى أمه وهب، وكان يدعى بأبى كبشة، وقيل ان أباه من الرضاعة الحارث بن عبد العزى بن رفاعة السعدى زوج حليمة السعدية كان يدعى بأبى كبشة فنسب إليه، وأم أمها برة هي أم حبيب، قاله ابن قتيبة.
وقال أبو سعيد: أم سفيان بنت أسد بن عبد العزى بن قصى بن كلاب بن مرة وأم أم حبيب هي برة بنت عوف بن عبيد بن عدى بن كعب بن لؤى بن غالب، وأم برة بنت عوف قلابة بنت الحرث بن صعصعة بن عايذ بن لحيان بن هذيل.
وأم قلابة هند بنت يربوع من ثقيف.
قاله ابن قتيبة، وقال أبو سعيد أمها بنت
مالك بن عثمان من بنى لحيان فالجدة الاولى والثانية والثالثة من أمهات أمه صلى الله عليه وسلم قرشيات وأم أبى سلمية والرابعة لحيانية هذلية والخامسة ثقفية ففى كل قبيلة من

(1/257)


قبائل العرب كان له صلى الله عليه وسلم علقة نسب والارومة قرشية هاشمية.
(ذكر تزويج آمنة بعبد الله بن عبد المطلب) قال أبو عمر خرج به أبوه عبد المطلب إلى وهب بن عبد مناف فزوجه آمنة ابنة وهب، وقيل كانت آمنة في حجر عمها وهيب بن عبد مناف فأتاه عبد المطلب فخطب إليه ابنته هالة بنت وهيب لنفسه وخطب آمنة بنت أخيه وهب لابنه عبد الله فتزوجاهما في مجلس واحد فولدت آمنه لعبد الله رسول الله صلى الله عليه وسلم وولدت هالة لعبد المطلب حمزة وصفية وكان سن عبد الله إذا تزوج ثلاثين سنة وقيل خمسا وعشرين ولم يكن لآمنة أخ ولا أخت فلذلك لم يكن لرسول الله صلى الله عليه وسلم خال ولاخالة وإنما بنو زهرة يقولون نحن أخواله لان آمنة أمه منهم ولم يكن لعبد الله ولا لآمنة ولد غيره صلى الله عليه وسلم فذلك لم يكن له أخ ولا أخت لكن كان له ذلك من الرضاع وسيأتى ذكرهم.
(ذكر وفاة امه صلى الله عليه وسلم) توفيت لست سنين مضت من مولد النبي صلى الله عليه وسلم بالابواء بين مكة والمدينة وكانت قد خرجت به صلى الله عليه وسلم إلى أخوال أبيه بنى النجار تزورهم فماتت فقدمت به أم أيمن بعد موت أمه بخمسة أيام.
وقال أبو سعيد دفنت أمه صلى الله عليه وسلم بمكة وأهل مكة يزعمون أن قبرها في مقابر أهل مكة من الشعب المعروف شعب أبى دب وكان أبو دب رجلا من سراة بنى عمرو معروفا، وقيل قبرها في دار رائقة بالمعلاة بثنية أذاخر عند حائط حكما.
(ذكر زيارته صلى الله عليه وسلم قبر أمه)
عن أبى هريرة قال زار النبي صلى الله عليه وسلم قبر أمه فبكى وأبكى من حوله ثم قال صلى الله عليه وسلم سألت ربى أن أستغفر لها فلم يؤذن لى واستأذنته في أن ازور قبرها فأذن لى فزوروا القبور فانها تذكر الموت.
خرجه مسلم.
(ذكر ما جاء في إيمان امه صلى الله عليه وسلم بعد موتها) عن عائشة رضى الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم نزل الحجون كئيبا

(1/258)


حزينا فأقام به ما شاء الله عزوجل ثم رجع مسرورا قال سألت ربى عزوجل فأحيالى أمي فآمنت بى ثم ردها.
رويناه من حديث أبى عزية محمد بن محمد بن يحيى الزهري.
(فصل في امهاته صلى الله عليه وسلم من الرضاع) أرضعته صلى الله عليه وسلم حليمة بنت أبى دويب عبد الله بن الحرث بن شجنة ابن جابر بن رزام بن ناضرة بن سعد بن بكر بن هوازن، وهى التى أرضعته حتى أكملت رضاعه ورأت له برهانا وآيات ذكرناها في مختصر السير.
وأرضعته بلبن زوجها الحرث بن عبد العزى، ولحليمة أحاديث وقصص ذكرنا منها نبذا في خلاصة سير سيد البشر وأرضعته أيضا ثويبة جارية أبى لهب بلبن ابنها مسروح وكانت تدخل على النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن تزوج خديجة فكانت خديجة رضى الله عنها تكرمها، وأعتقها أبو لهب لما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعث إليها من المدينة بكسوة وحلة حتى ماتت بعد فتح خيبر فبلغت وفاتها النبي صلى الله عليه وسلم فسأل عن ابنها مسروح فقيل مات فسأل عن قرابتها فقيل لم يبق منهم أحد.
ذكره أبو عمر.
(ذكر قدوم حليمة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد النبوة) عن عطاء بن يسار قال جاءت حليمة بنت عبد الله ام النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة إليه يوم حنين فقال إليها وبسط رداءه لها فجلست عليه.
وروت عن النبي صلى الله عليه وسلم
روى عنها عبد الله بن جعفر.
خرجه أبو عمر.
(فصل في اخوته صلى الله عليه وآله من الرضاعة) كان له إخوة من الرضاعة حمزة وأبو سلمة بن عبد الاسد أرضعتهما مع النبي صلى الله عليه وسلم ثويبة جارية أبى لهب بلبن ابنها مسروح كما قدمناه ومسروح بن ثويبة وأبو سفيان بن الحرث بن عبد المطلب أرضعته ورسول الله صلى الله عليه وسلم حليمة السعدية.
ذكر ذلك أبو عمر وأبو سعيد وغيرهما.
وقد سبق ذكر حمزة في فصله من باب بنى الاعمام وذكر أبى سلمة في فصله من باب بنى العمات ولم أظفر بذكر ثويبة وابنها ولعلهما لم يسلما فلذلك لم يذكرهما أبو عمر وكذلك لم

(1/259)


يذكر من أولاد حليمة غير الشما قال واسمها حذافة قال وإنما غلب لقبها فلم تعرف في قومها إلا به وقد ذكر أنها كانت تحضن النبي صلى الله عليه وسلم مع أمها فلاتعرف في قومها إلا به.
قال وروى ان خيلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم أغارت على هوازن فأخذوها في جملة السبى فقالت لهم أنا أخت صاحبكم فلما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت له يا محمد أنا أختك وعرفته بعلامة عرفها فرحب بها وبسط لها رداءه وأجلسها عليه ودمعت عيناه وقال صلى الله عليه وسلم إن أحبب فأقيمي عندي مكرمة محبة وإن أحببت أن ترجعي إلى قومك وصلتك قالت بل أرجع إلى قومي فأسلمت وأعطاها النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة أعبد وجارية ونعما وشاء.
ذكره أبو عمر وابن قتيبة.
(ذكر أم أيمن حاضنته صلى الله عليه وسلم) هي بركة بنت ثعلبة بن حصن بن مالك غلبت عليها كنيتها.
وكنيت باسم أبيها أيمن بن عبيد الحبشى وهى أم أسامة بن زيد تزوجها زيد بعد عبيد فولدت له أسامة ويقال إنها مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم هاجرت الهجرتين إلى أرض
الحبشة وإلى المدينة جميعا وكانت لعبد الله بن عبد المطلب فورثها النبي صلى الله عليه وسلم، وقال سليمان بن أبى شيخ كانت لام النبي صلى الله عليه وسلم وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أم أيمن أمي بعد أمي وكان صلى الله عليه وسلم يزورها ثم أبو بكر ثم عمر رضى الله عنهما.
عن أنس قال قال أبو بكر لعمر انطلق بنا إلى أم أيمن نزورها كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورها ويقال انها التى شربت بوله صلى الله عليه وسلم.
والله أعلم وبالله التوفيق.
* * * ثم الكتاب المبارك يوم الثلاثاء يوم سابع عشرى شهر رجب الفرد سنة خمس عشرة بعد الالف بالطائف في وادى وج، وكتبه بيده الفانية العبد الفقير المعروف بالذنب والتقصير الراجى فضل ربه اللطيف الخبير

(1/260)


على بن سعيد بن عثمان بن سعيد بن هلال بن يونس بن الشيخ عيسى بن الشيخ على بن الشيخ محمد صاحب الخطوة نسبا والشافعي مذهبا واليمنى بلدا غفر الله له ولوالديه أجمعين.
وكان الفراغ من نساخته في يوم الجمعة المبارك سادس عشر شهر ربيع الثاني سنة ألف ومائة وواحد على يد كاتبه العبد الفقير المعترف بالعجز والتقصير راجى لطف ربه اللطيف الخبير محفوظ بن أحمد بن عبد الجواد الشهير نسبه بجعيجع القوصى بلدا الشافعي مذهبا الاشعري معتقدا غفر الله له ولوالديه ولمشايخه ولمن دعالهم بالمغفرة آمين وصلى الله على سيدنا محمد خاتم الانبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه وأزواجه أمهات المؤمنين ولاحول ولاقوة إلا بالله العلى العظيم.

* * * وجاء في آخر النسخة التيمورية: نجز ذخائر العقبى في مناقب ذوى القربى بحمد الله وعونه على يد العبد الفقير إلى الله تعالى الراجى عفو ربه ومغفرته عبد العزيز بن عبد الرحمن بن ابراهيم بن أبى جرادة من بنى العديم الحنفي لطف الله تعالى به والمسلمين في يوم الاربعاء ثانى عشر شهر المحرم الحرام سنة ستين وثمانمائة أحسن الله خاتمتها بمحمد وآله وصحبه آمين وحسبنا الله وكفى.
* * * ثم طبع هذا الكتاب بحمد الله تعالى في مطبعة القدسي، ومطبعة السعادة

(1/261)