عيون
الأثر في فنون المغازي والشمائل و السير ط. دار القلم جماع أبواب مغازي
رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعوثه وسراياه
وَلَمَّا أَذِنَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِنَبِيِّهِ فِي الْقِتَالِ،
كَانَتْ أَوَّلُ آيَةٍ نَزَلَتْ فِي ذَلِكَ: أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ
بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ [1] كَمَا
رُوِّينَا مِنْ طَرِيقِ ابْنِ عَرُوبَةَ: ثَنَا سَلَمَةُ، ثَنَا عَبْدُ
الرَّزَّاقِ قَالَ: أَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمٍ
الْبَطِينِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ
يقرأ أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا قَالَ: وَهِيَ
أَوَّلُ آيَةٍ نَزَلَتْ فِي الْقِتَالِ.
وَرُوِّينَا عَنِ ابْنِ عَائِذٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ
مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ الزُّهْرِيِّ قَالَ: وَكَانَ
أَوَّلُ آيَةٍ نَزَلَتْ فِي الْقِتَالِ قَوْلَهُ عَزَّ وَجَلَّ: أُذِنَ
لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلى
نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ، الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بِغَيْرِ
حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ
النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَواتٌ
وَمَساجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ
اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ.
قُرِئَ عَلَى أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ الْمُنْعِمِ
الْحَرَّانِيِّ وَأَنَا أَسْمَعُ، أَخْبَرَكُمْ أَبُو عَلِيِّ بْنُ أَبِي
الْقَاسِمِ بْنِ الْخَرِيفِ حُضُورًا فِي الْخَامِسَةِ قَالَ: أَنَا أَبُو
بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيُّ
قَالَ: أَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَاقِلَّانِيُّ
قال:
أنا أبو بكر أحمد بن جعفر الْقُطَعِيُّ قَالَ: أَنَا أَبُو مُسْلِمٍ
إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَصْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو
عَاصِمٍ الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ عَنِ ابْنِ عَجْلانَ عَنِ المقبري عن
أبيه عن
__________
[ (1) ] سورة الحج: الآية 39.
(1/256)
أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أُمِرْتُ
أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ،
فَإِذَا قَالُوهَا عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا
بِحَقِّهَا وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى» [1] .
__________
[ (1) ] أخرجه مسلم في كتاب الإيمان باب الأمر بقتال النَّاسَ حَتَّى
يَقُولُوا: لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ محمد رسول الله ويقيموا الصلاة ...
(1/ 51 و 52 و 52) رقم 20 و 21 و 22.
(1/257)
ذكر الخبر عن عَدَدُ مَغَازِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وسلّم وبعوثه
رُوِّينَا عَنِ ابْنِ سَعْدٍ قَالَ: أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ
وَاقِدٍ الأَسْلَمِيُّ، ثَنَا عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ يَرْبُوعٍ الْمَخْزُومِيُّ، وَمُوسَى بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ إبراهيم بن الحرث التَّيْمِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ (ابْنُ أَخِي الزُّهْرِيِّ) ، وَمُوسَى بْنُ
يَعْقُوبَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبِ بْنِ زَمْعَةَ بْنِ الأَسْوَدِ،
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمِسْوَرِ
بْنِ مَخْرَمَةَ الزُّهْرِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي
قَتَادَةَ الأَنْصَارِيُّ، وَرَبِيعَةُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ الْهديرِ التَّيْمِيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي
حَبِيبَةَ الأَشْهَلِيُّ، وَعَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ الْحَكَمِيُّ،
وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ
التَّمَّارُ، قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: وَأَنَا رُوَيْمُ بْنُ يَزِيدَ
الْمُقْرِئُ، ثَنَا هَارُونُ بْنُ أَبِي عيسى عن محمد بن إسحق قال: وأنا
حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ قَالَ: وَأَنَا إِسْمَاعِيلُ
بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ الْمَدَنِيُّ عَنْ إِسْمَاعِيلَ
بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ عَمِّهِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ دَخَلَ
حَدِيثُ بَعْضِهِمْ فِي حَدِيثِ بَعْضٍ قَالُوا: كَانَ عَدَدُ مَغَازِي
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّتِي غَزَا
بِنَفْسِهِ سَبْعًا وَعِشْرِينَ، وَكَانَتْ سَرَايَاهُ الَّتِي بَعَثَ
فِيهَا سَبْعًا وَأَرْبَعِينَ سَرِيَّةً، وَكَانَ مَا قَاتَلَ فِيهِ مِنَ
الْمَغَازِي تِسْعُ غَزَوَاتٍ: بَدْرٌ الْقِتَالُ، وَأُحُدٌ،
وَالْمُرَيْسِيعُ، وَالْخَنْدَقُ، وَقُرَيْظَةُ، وَخَيْبَرُ، وَفَتْحُ
مَكَّةَ، وَحُنَيْنٌ، وَالطَّائِفُ. فَهَذَا مَا اجْتَمَعَ لَنَا عَلَيْهِ،
وَفِي بَعْضِ رِوَايَاتِهِمْ أَنَّهُ قَاتَلَ فِي بَنِي النَّضِيرِ،
وَلَكِنَّ اللَّهَ جَعَلَهَا لَهُ نَفْلا خَاصَّةً، وَقَاتَلَ فِي غَزَاةِ
وَادِي الْقُرَى مُنْصَرَفِهِ مِنْ خَيْبَرَ، وَقُتِلَ بَعْضُ أَصْحَابِهِ،
وقاتل في الغابة. فأول مغازيه صلّى الله عليه وسلّم بنفسه: |