أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار، ت: علي عمر
ج / 1 ص -3-
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة التحقيق:
لا نعرف عن بدايات التأليف في تاريخ مكة -وخاصة
المؤلفات التي أفاد منها اللاحقون- سوى مؤلف
في تاريخ مكة للحسن بن يسار البصري المتوفى
سنة 110هـ، الذي كتب رسالة عن "فضائل مكة
المشرفة" كانت فيما بعد أحد المصادر الرئيسية
لمؤرخي مكة.
ومؤلف آخر في تاريخ مكة لعثمان بن ساج المتوفى
سنة 180هـ، ويرجح أن كتابه في تاريخ مكة كان
أحد مصادر الأزرقي المتوفى نحو 250هـ، في
كتابه الذي نقدم له اليوم.
ثم جاء الوليد الأزرقي فكتب في "أخبار مكة"
وقد استقى كثيرًا من معلوماته الواردة في
كتابه عن عبد الله بن عباس وتلاميذه، حيث كان
لديهم معلومات وفيرة عن مكة.
ويبدو أن الأزرقي كان مولعًا بمعرفة الأخبار
التاريخية وروايتها، كما أن اسمه يظهر كمصدر
للمعلومات عن تاريخ مكة القديم، وكذلك فيما
يتعلق بتاريخها الإسلامي وما صاحبه من أحداث.
وقد استغرق ثلاثة أرباع كتابه ذكر قصص كانت قد
نمت في الجاهلية حول حرم مكة, ووصف الشعائر
ذات الصلة بمكة.
أما الربع الباقي فيبحث في الأماكن المقدسة
الأخرى من مكة, بالإضافة إلى الحديث عن رسول
الله -صلى الله عليه وسلم- ومعاصريه من
المكيين، وعن خطط مكة وأطرافها.
ج / 1 ص -4-
وقد حظيت مرويات الأزرقي
باهتمامات المؤرخين اللاحقين في العهود التي تلته.
هذا, وقد استندت في تحقيق كتاب أخبار مكة إلى ما يلي:
1- مخطوطة مصورة من معهد المخطوطات بالقاهرة برقم 2186 تاريخ عن النسخة
الروسية رقم 607
B، وهي نسخة نفيسة كتبت بقلم نسخ قديم فيه ضبط، من القرن الخامس
الهجري تقديرًا، وبأولها قراءة هذا الكتاب لأبي الوليد الباجي بخطه على
شيخه أبي الحجاج يوسف بن فتوح، وإجازة من الشيخ الباجي بجميع مصنفاته
ومروياته وبجميع ما يجوز له روايته من منقول ومسموع بشرطه، وبآخرها
مقابلتان: الأولى مقابلة على أصل مصنفه وقرئ عليه مرات، والثانية قوبلت
على نسخة صحيحة مكتتبة من نسخة المؤلف تجاه الكعبة عام 633هـ، وقد جعلت
هذه النسخة أصلًا.
2- النسخة التي طبعت في أوروبا بعناية وستنفيلد 1858م، وقد رمزت إليها
بالحرف "أ".
3- نسخة بتحقيق رشدي الصالح ملحس, وقد رمزت إليها بالحرف "ب".
وقد أشرت إليها جميعًا في تعليقاتي بـ"الأصول".
وكان حرصي على سلامة النص أكثر من حرصي على التعريف بالأعلام والبلاد,
والإسراف في الشرح والتعليق؛ إذ كان ذلك أهم ما يحتاج إليه العلماء
والباحثون عند الرجوع إلى الكتب المحققة.
كما قمت في آخر الكتاب بعمل الفهارس المتنوعة التي تقرب نفعه، وتدني
جناه.
القاهرة في رجب سنة 1424هـ
سبتمبر سنة 2003م
د. علي عمر |